بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مرحبا بكم معنا في المسجد الأقصى المبارك
سورة
002
-
البقرة
-
آية رقم
003
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
صدق الله العظيم
يقول عز وجل (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
اختلف المفسرون في المراد بهذه النفقة على أربعة أقوال:
أحدها: أنها النفقة على الأهل والعيال، قاله ابن مسعود وحذيفة.
والثاني: الزكاة المفروضة، قاله ابن عباس، وقتادة.
والثالث: الصدقات النوافل، قاله مجاهد والضحاك.
والرابع: أن الإشارة بها إلى نفقة كانت واجبة قبل الزكاة. ذكره بعض ناقلي التفسير،
وزعموا أنه كان فرض على الانسان أن يمسك مما في يده قدر كفايته يومه وليلته ويفرق
باقيه على الفقراء - ثم نسخ ذلك بآية الزكاة – في قوله عز وجل في سورة التوبة 9 –
آية 103 (خُذْ
مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ
عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
لنفهم هذه الآية فهماً صحيحاً، دعونا نلقي الضوء قليلاً على قوله عز وجل (رَزَقْنَاهُمْ)،
فالكلام هنا عن رزقه عز وجل على الإطلاق، وإذا ما سألنا أنفسنا، ما هو رزق الله؟
وهل نستطيع أن نحصر رزقه عز وجل في (المال) أو في (الطعام) أو في (الماء) أو في
(اللباس) أو في شيء محدد؟ يكون الجواب طبعاً لا، فكل ما بين أيدينا جزء من زرق
الله، (الأراضي والضياع والبساتين) رزق، (العلم) رزق، (الصحة) رزق، (القوة) رزق،
وهكذا، ثم إنه عندما يرزقنا عز وجل رزقاً من عنده، ماذا علينا أن نفعل؟ وكيف نتصرف؟
أليس علينا أن نشكر هذه النعمة؟ ألسنا نقول عندما نقرأ سورة الفاتحة (الحمد لله رب
العالمين)، أليس الحمد هنا على التدبير، وأليس أعظم التدبير في الرزق؟ فحق الرزق هو
الحمد والشكر، ثم لنسأل أنفسنا كيف يكون شكر النعمة؟ إذا أنعم علينا عز وجل بنعمة
أو فضل أو رزق، كيف نشكر هذه النعمة؟ هل يكون شكرها باللسان، بأن نقول (الحمد لله)؟
هل هذا كافٍ؟ لا، هذا ليس بكافٍ، فشكر النعمة يكون بالتصرف بهذه النعمة بما يحب
المنعم، أي بتنفيذ أوامره عز وجل، وهنا جاءت هذه الآية لترسي لنا طريقة عملية نشكر
بها نعمه عز وجل علينا، ألا وهي (الإنفاق)، والإنفاق يكون من عين النعمة (وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ)، فإذا رزقنا الله (مالاً)، ننفق من هذا المال بالصدقة
والمساعدة والزكاة، وإن رزقنا الله علماً، ننفق من هذا العلم بالتعليم، وإن رزقنا
طعاماً، ننفق بالإطعام، وهكذا. متذكرين قوله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى
يحب لأخيه ما يحب لنفسه) إذن فالقول بأن هذه الآية منسوخة ليس بصحيح، فهذه الآية
ليست منسوخة، ولا يمكن أن تكون منسوخة.
فهي غذاء للجسم والعقل معًا، وتمد الإنسان بالطاقة
اللازمة للقيام بمختلف الأعمال، وهي وقاية وعلاج؛ وهذه الفوائد وغيرها
يمكن للإنسان أن يحصل عليها لو حافظ على الصلاة، وبذلك فهو لا يحتاج
إلى نصيحة الأطباء بممارسة التمارين، لأنه يمارسها فعلاً ما دامت هذه
التمارين تشبه حركات الصلاة.
من فوائد الصلاة البدنية لجميع فئات الناس:
إن الصلاة تؤمِّن لمفاصل الجسم كافة صغيرها وكبيرها
حركة انسيابية سهلة من دون إجهاد، وتؤمِّن معها إدامة أدائها السليم مع
بناء قدرتها على تحمل الضغط العضلي اليومي. وحركات الإيمان والعبادة
تديم للعضلات مرونتها وصحة نسيجها، وتشد عضلات الظهر وعضلات البطن فتقي
الإنسان من الإصابة بتوسع البطن أو تصلب الظهر وتقوسه. وفي حركات
الصلاة إدامة للأوعية الدموية المغذية لنسيج الدماغ مما يمكنه من إنجاز
وظائفه بشكل متكامل عندما يبلغ الإنسان سن الشيخوخة.
والصلاة تساعد الإنسان على التأقلم مع الحركات
الفجائية التي قد يتعرض لها كما يحدث عندما يقف فجأة بعد جلوس طويل مما
يؤدي في بعض الأحيان إلى انخفاض الضغط، وأحيانًا إلى الإغماء.
فالمداومون على الصلاة قلما يشتكون من هذه الحالة. وكذلك قلما يشتكي
المصلون من نوبات الغثيان أو الدوار.
وفي الصلاة حفظ لصحة القلب والأوعية الدموية، وحفظ
لصحة الرئتين، إذ أن حركات الإيمان أثناء الصلاة تفرض على المصلي اتباع
نمط فريد أثناء عملية التنفس مما يساعد على إدامة زخم الأوكسجين ووفرته
في الرئتين. وبهذا تتم إدامة الرئتين بشكل يومي وبذلك تتحقق للإنسان
مناعة وصحة أفضل.
والصلاة هي أيضًا عامل مقوٍ، ومهدئ للأعصاب، وتجعل
لدى المصلي مقدرة للتحكم والسيطرة على انفعالاته ومواجهة المواقف
الصعبة بواقعية وهدوء. وهي أيضًا حافز على بلوغ الأهداف بصبر وثبات.
هذه الفوائد هي لجميع فئات الناس: رجالاً ونساء،
شيوخًا وشبابًا وأطفالاً، وهي بحق فوائد عاجلة للمصلي تعود على نفسه
وبدنه، فضلاً عن تلك المنافع والأجر العظيم الذي وعده الله به في
الآخرة.
وفضلاً عن هذه الفوائد العامة لجميع فئات الناس،
هناك بعض الفوائد الخاصة ببعض فئات الناس أو ببعض الحالات الخاصة،
أتناولها في الفصول التالية، ولا تنسى أنه إذا ذكرت بعض الفوائد
النفسية فذلك لأن أثرها الإيجابي يعود على البدن.
[1]
هذا الموضوع منقول من
كتاب (الصلاة والرياضة والبدن) لعدنان الطرشه.
والمراجع التي أشار إليها فيه.
http://www.adnantarsha.com/
الدكتور كارم السيد غنيم
رئيس جمعية الإعجاز العلمي في القاهرة
الأصل في العبادات الإسلامية هو الالتزام والطاعة والأداء، سواء فهم
المسلم أسرار ما يؤديه أم لم يفهم، وسواء علم الحكمة التي من أجلها
شرعت هذه العبادة أو تلك أم لم يفهم، فإذا هو علم فقد جمع بين
الحسنيين، ودخل في زمرة ا لعالمين الذين رفع الله شأنهم واصطفاهم من
بين خلقه أجمعين.
والصلاة في الإسلام فرض فرضه الله على المسلمين، يؤدونه خمس مرات في
اليوم (نهاره وليله)، وتشتمل على مجموعة من الحركات المنظمة التي
تتخللها قراءة نصوص وأذكار معلومة، كما أن هناك عدد من الصلوات غير
المفروضة، ومنها ما يتصل بمناسبات وأوقات متنوعة .. والصلاة صلة بين
العبد وربه، تقوده إلى رضوانه، وتمهد له الطريق إلى العناية الربانية،
وهي لأهميتها لا تسقط عن المسلم حتى في حالة الحرب.. وللصلاة في
الإسلام منزلة تفوق منزلة أية عبادة أخرى، فهي عمود الدين، كما ثبت هذا
عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (رأس
الأمر الإسلام وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد).
وهي أول ما فرضه الله من العبادات على المسلمين، وهي أول ما يحاسب عليه
العبد يوم القيامة، وهي آخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو في فراش احتضاره، كما أنها العبادة التي أمر الله بالمحافظة عليها،
فقال سبحانه : (حافظوا على الصلوات والصلاة
الوسطى وقوموا لله قانتين) [البقرة : 238].
وترك الصلاة انسلاخ من الإسلام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما رواه مسلم في صحيحه : (بين الرجل وبين
الشرك والكفر ترك الصلاة ) .
وعن الترمذي بإسناده صحيح أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا
لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير ترك الصلاة .
ولما كانت الصلاة على هذا المستوى السامق من الأهمية والمنزلة في
الإسلام لم تفرض كسائر العبادات، بل كان فرضها في السماء ليلة المعراج،
الليلة التي تجاوز رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الكون كله، مادةً
وروحاً، ووصل إلى سدرة المنتهى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله
إليه ما أوحى، ومن هذا الأمر بالصلاة . وبعد رحلة المعراج عاد الرسول
إلى الأرض مبشراً بالصلاة فرضاً عظيماً من فرائض الدين الحنيف.
تستلزم الصلاة طهارة الجسم والثياب والمكان، وتتضمن طهارة الجسم غسل
الجنابة إذا كان هناك داع لذلك ـ والاستنجاء والوضوء ويقول : الله
تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى
الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيدكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى
الكعبين) [ المائدة: 6].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة
: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه
كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شئ؟ قال : فذلك مثل الصولات الخمس
يمحو الله بهن الخطايا ) كما أمر فقال صلى الله عليه وسلم
: (أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع ) وقال :
(استنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثاً ) .
ومن المعروف، في السنة الصحيحة، أن الوضوء يهيئ المسلم نفسياً للدخول
في الصلاة، إذ يذهب عنه الغضب والتوتر ويريح أعصابه، فلقد أخرج الإمام
أحمد في مسنده أن رجلاً دخل على عروة بن محمد، فكلمه بكلام أغضبه، فلما
أن غضب قام ثم عاد إلينا وقد توضأ، فقيل له لم فعلت ذلك ؟ قال : حدثني
أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من
النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) .
وقد أثبت العلم الحديث أن الوضوء (والاغتسال، أيضاً) ـ في وجود الضوء ـ
يساعد على سقوط فوتونات الضوء [
Light
Photns]
فوق زاد الماء، ويعمل على انتشار أيونات سالبة الشحنة، من جزيئات الماء
المتناثرة في الهواء، وهذه الشحنات السالبة عبارة عن شحنات
كهرومغناطيسية، وتؤثر في جسم المتوضئ أو (المغتسل) تأثيراً حسناً من
الناحية الصحية، إذ تسبب الاسترخاء العضلي فتزيل أي توتر عصبي أو أي
انفعال ناتج عن الغضب.
كما ثبت علمياً وجود ملايين الميكروبات على الجلد طوال النهار، وخلال
الممارسات المعيشية، وتقف ملايين الميكروبات على الأيدي والأقدام
والوجه وغيره، وإذا تركت هكذا مدة طويلة تثبت نفسها وتتكاثر، ونتيجة
لأنشطتها المختلفة تظهر علامات الإصابة بها في شكل أعراض مرضية على
المصاب...!!!!
ولقد ثبت علمياً أن الاغتسال بالماء الجاري ثلاث مرات ـ في الوضوء ـ
يزيل نحو 95% من هذه الميكروبات، فإذا توضأ المسلم عدة مرات كل يوم أدى
ذلك إلى تخلصه نهائياً من جميع الميكروبات ... ولسوف نتناول هذا
بالتفصيل بعد قليل.
إذا كانت الشرائع السماوية السابقة لتاريخ ظهور الإسلام تحتوي صلوات،
فإن الصلاة بالشكل والنظام الإسلاميين، من حيث الأوقات والتكرار
والحركات، لا تضارعها صلاة أخرى، ولا توازيها تمارين رياضية، ولا
تعادلها تدريبات نفسية، ولا ما شابه هذا أو ذالك.. بل إن التاريخ أثبت
أن الحركات الرياضية المعروفة بـ " السويدية
" تم تصميمها بعد مشاهدة صلوات المسلمين في دقة نظامها الحركي .
ينظر المتخصصون الرياضيون إلى الصلاة الإسلامية فيجدونها أرقى مما وصل
إليه فن الرياضة عند من لم يعرفوا هذه الصلاة، وينظر الأطباء فيفكرون
ملياً في أمر هذه الحركات، فيجدونها ذات منافع بالغة لصحة أعضاء الجسم
وعملياته الحيوية، وينظر النفسانيون إلى سكينة المصلى وخشوعه واستقراره
النفسي، فيجدون أن الصلاة الإسلامية تحقق لم يمارسها ما أحتار أطباء
النفس من أجل تحقيقه في مرضهم .
ويمكن أجمال الفوائد الطبية البدنية للصلاة فيما يلي :
[2] يرفع المصلي يديه في بدء الصلاة (تكبيرة الإحرام) إلى شحمتي أذنيه،
وينزلهما، ثم يقرأ سورة الفاتحة وبعض الآيات من سورة أخرى، ثم ينحني
راكعاً فارداً رجليه مع استواء الظهر في زاوية قائمة على الرجلين،
ويذكر الله ببعض الكلمات المعروفة لديه، ثم يرتفع واقفاً، ثم يهوي إلى
الأرض ساجداً ويذكر الله ببعض الكلمات المعروفة لديه أيضاً، ثم يجلس
فترة وجيزة مطمئنة، ثم يسجد مرة أخرى، ثم يقوم واقفاً ليصل الركعة
الثانية بالركعة الأولى أو(السابقة ) ... والمصلي وهو يفعل وهو يفعل
هذه الحركات تتحرك عضلات جسمه انقباضاً وانبساطاً، سواء في الذراعين أو
الرجلين، وتحريك المفاصل جميعها، وانطواء الفخذين على البطن يؤدي إلى
تمسيد البطن والصدر والأحشاء المرافقة، وأيضاً تتمدد عضلات الظهر.
[3] لقد ثبت للأطباء، والعامة كذلك، إن الإنسان الذي يتعود على الصلاة
وعلى أدائها كما يجب أن تؤدى منذ طفولته، يتقي العديد من أمراض الظهر،
كالإنزلاق الغضروفي، والتيبس.
[4] الانتظام مع أداء هذه الصلاة عدة مرات في اليوم (خمس مرات إجبارية)
يؤدي إلى تنظيم أعمال التغذية، فيتمثل الطعام وتحترق الفضلات الضارة،
ويتخلص الجسم من السموم المتخلفة عن هضم الطعام، وينجو من التسمم
الغذائي، كما أنه ينجو من الكسل و الإكثار من الأكل والنوم.
والمحافظة على أداء الصلاة في أوقاتها كل يوم أمر نصت عليه آيات القرآن
الكريم فالله سبحانه وتعالى : (حافظوا على
الصلوات والصلاة والوسطى وقوموا لله قانتين) [ البقرة : 238].
(إن الإنسان خلق هلوعاً . إذا مسه الشر جزوعاً. وإذا مسه الخير منوعاً
. إلا المصلين . الذين هم على صلاتهم دائمون) [المعراج : 21_23].
[5] إن للسجود في الصلاة الإسلامية أثر حسن في الأوعية الدماغية
[Brain
Vessels]،
ومهماً جداً لوظائف الدماغ، وبالتالي يتقي المصلي بسجوده الكثير مما
يعتري غيره من الإضطرابات العصبية الخطيرة التي تحدث نتيجة اضطرابات
هذه الأوعية، مثل : انسدادها أو تمزقها.
وتحصي حركات الرأس المفاجئة في كل ركعة من ركعات الصلاة بست مرات، أي
إنها تتكرر[102] مرة في الصلوات المفروضة يومياً، ناهيك عن صلوات السنن
والنوافل، وبالتالي تكون حركات الأوعية الدماغية ـ من انقباض وانبساط ـ
كثيرة، فيؤدي هذا إلى مرونتها وتقوية جدرانها، وبالتالي ينجو المصلي من
احتمالات تمزق أو نزف هذه الأوعية الدموية .
[6] الصلاة في الإسلام نظام ناجح كعلاج طبيعي لمن تجري لهم عمليات
جراحية في العمود الفقري، ولمرضى العمود الفقري عموماً، فلقد قام
د/ شفيق جودت الزيات أستاذ جراحة
الأعصاب بكلية الطب (جامعة البصرة ) بأبحاث أوصلته إلى ابتكار طريقة
لجراحة الفقرات والانزلاق الغضروفي سنة 1985م، وتم تسجيل هذا الابتكار
في الأكاديمية الأمريكية بالولايات المتحدة تحت اسم (طريقة الزيات).
والطريف في الأمر أن الصلاة كانت العلاج الطبيعي لهؤلاء الذين أجري لهم
الدكتور /الزيات جراحات العمود الفقري بنسبة 100%، وفي أسرع وقت شفي
المرضى ومارسوا حياتهم بطريقة طبيعية.
[7] الصلاة في الإسلام نظام ناجح جداً للوقاية من مرض دوالي الساقين،
وقد أثبت هذا طبيب مصري ببحث أجراه ونال به درجة الماجستير (تخصص
جراحة) من كلية الطب، جامعة الإسكندرية. وهذه بعض المقتطفات الموجزة
من هذه الدراسة العلمية: قرر ديفيد كرستوفر
(1981) أن الضغوط الواقعة على أوردة الطرفين السفليين، وفي أية نقطة
منها، ما هي إلا محصلة لثلاثة أنماط من
الضغوط المنفردة، وهي :
أ-
الضغط الناجم عن قوة الدفع المترتبة على ضخ عضلة القلب [Hgdrolic]
.
ب-
الضغط الواقع بتأثير الجاذبية الأرضية إلى أسفل [Hgdroststic]
وهو على قدر من الأهمية، ويرجع إلى الوضع المنتصب للإنسان، ولهذا تكون
أية نقطة في الجهاز الوريدي تقع تحت مستوى الأذين الأيمن بالقلب معرضة
لضغط إيجابي يعادل مستوى طول المسافة بين تلك النقطة وبين الأذين
الأيمن، بحسب القوانين الطبيعية الحاكمة لتلك المسألة.
ت-
الضغط الناتج عن التغيرات الانتقالية المؤقتة [Transient]
وهو ينشأ ابتداءً من عدة مصادر سواء كانت من عمل القلب أم من عمل
الرئتين أم تغير الضغوط بالأوردة نتيجة الانقباضات المتتابعة لعضلات
الطرفين السفليين. ومن المعروف أن الأوردة السطحية بالطرفين السفليين
تكاد أن تقف منتصبة من الأسفل إلى الأعلى دون تقوية لها، وأن الوريد
الصافن الأكبر بالذات هو أطول الأوردة بالجسم البشري، وبالتالي فإن أشد
أنواع الضغوط الواقعة عليه هي ضغط الجاذبية الأرضية الفاعل بشكل عكسي
لسريان الدم الوريدي .. وهكذا، أصبح معروفاً لدى الأطباء أن دوالي
الساقين ما هي إلا خاصية للوضع المنتصب للإنسان، فلا يوجد نوع من
الحيوانات تظهر فيه هذه العلة.
وبعد أن عرض الباحث لنتائج الفحوص الكثيرة والتجارب العديدة التي أجراها
تأكدت له أهمية الصلاة الإسلامية في الوقاية من مرض دوالي الساقين في
النقاط :
تتميز الصلاة بأوضاع وحركات تؤدي على حدوث أقل ضغط على الجدران الضعيفة
لأوردة الساقين السطحية .
تنشط الصلاة وظيفة المضخة الوريدية الجانبية ومن ثم تزيد من خفض الضغط
على الأوردة المذكورة .
تقوي الصلاة الجدران الضعيفة عن طريق رفع كفاءة البناء الغذائي بها،
ضمن رفعها لكفاءة التمثيل الغذائي بالجسم عموماً .
تساعد الصلاة في التكيف مع الحركات الفجائية التي قد يتعرض لها، مثل
الوقوف المفاجيء بعد جلوس طويل أو بعد نوم، وهي تؤدي، عند غير المصلين،
إلى انخفاض ذريع في ضغط الدم الذي يؤدي إلى الشعور بالدوران والغثيان.
تساعد الصلاة في حفظ صحة الرئتين، إذ إن حركات الصلاة تفرض على المصلي
نمطاً خاصاً من التنفس يساعده على توفر غاز الأوكسجين في الرئتين،
ولذلك فإن عدم أداء حركات الصلاة بأصولها الصحيحة تحرم المصلي من
الكثير من الفوائد، ولعل في الحديث النبوي :
(لا ينظر الله يوم القيامة إلى العبد ـ الذي ـ لا يقيم صلبه بين ركوعه
وسجوده ) ما يشير إلى هذه المسألة وأهميتها الصحية .
لكي تؤدي الصلاة ثمارها، يجب أن يتحقق المصلي بأمور، منها : تدبر كلام
الله بالقلب واللسان معاً، فقد قال أمير المؤمنين علي (كرم الله وجهه)
: ( لا خير في صلاة لا فقه فيها) .
وقال الإمام أبو حامد الغزالي :(وتلاوة القرآن حق تلاوته هي أن يشترك
فيها اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيب، وحظ
القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والإئتمار، فاللسان يرتل والعقل يترجم
والقلب يتعظ . وروى أبو داود والنسائي قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له
سدسها ولا عشرها، وإنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها) .
إن المسلم الذي يؤدي صلاته على الوجه الأكمل لا بد وأن يكون مستقر النفس
هادئ الطبع، وذلك لأنه يثق في أن الله سيخفف عنه ما أنزل به من مشاق أو
صعاب تواجهه في حياته، وهو واثق أيضاً في حكمة الله في كل أمر يقع له،
ما دام خارجاً عن إرادته، والصلاة تعود المسلم على تحمل المشاق وتعلمه
الصبر، وقد ورد النص القرآني بهذا في قول الله تعالى
:( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر
والصلاة إن الله مع الصابرين ) [البقرة : 153].
كما أن الصلاة التي يؤديها المسلم على الوجه الأكمل تحقق له السكينة
وتعوده على خاصية " استحضار الذهن" لأنه أثناء الصلاة يلقي كل مشاغل
الدنيا وراء ظهره، ويدخل في الصلاة ليناجي الله، وكأنه يكلمه ويتحدث
إليه. ولفظة " الخشوع " في اللغة العربية أشمل من لفظة " السكون"
ولكنها قريبة من معنى لفظة " السكينة " وقد نص القرآن العظيم على هذا
بقول الله تعالى :(قد أفلح المؤمنون . الذين
هم في صلاتهم خاشعون ) [المؤمنون: 2,1] وبقوله أيضاً:(قل
أدعوا الله أو أدعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر
بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً) [ الإسراء : 110].
كما ثبت أن المداومة على الصلاة بأركانها الصحيحة تربي لدى المسلم
القدرة على التركيز، سواء في الصلاة أم في أي عمل من أعماله العقلية
والذهنية. ليس هذا وحسب، بل ثبت بالتجربة ـ أيضاً ـ أن الصلاة تنشط
الذاكرة في الإنسان، وتقي الذاكرة القديمة والذاكرة الحديثة من
الفقدان.
وصلاة الجماعة في الإسلام مهمة جداً وقد رغب فيها رسول الله صلى الله
عليه وسلم بأحاديث عديدة وقد توصل العلم الحديث إلى أن هذا النمط من
العبادة الجماعية يمكن تصنيفه في فئة العلاج الجماعي [Group
Therapy]
الذي يتواصل فيه المصلون ويتآزرون ويترابطون فيذهب عن المصلي أي ضيق
أو شعور بالإكتئاب أو ما شابه هذا أو ذاك من الأزمات النفسية.
كما أن الصلاة الإسلامية تحقق للإنسان المسلم الوقاية من المعاصي
والوقوع في الذنوب، ووقاية المجتمع أيضاً من أضراره ومخاطر معاصيه، لأن
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما أفاد بذلك القرآن المجيد، وإذا لم
ينته المصلي عن فعل الفواحش والمنكرات، فإنه لم يتحقق بالصلاة ولم يحقق
ثمرة لها.
إضافة إلى هذا وذالك، فإن الصلاة الجامعة (عيد الفطرة وعيد الأضحى
وأيام الجمع وصلوات الاستسقاء والخوف والجنازات وغيرها) تحقق مبدأ
التكاتف والتوحد في المجتمع الإسلامي، فالكل في صفوف الصلاة المنتظمة
يتجه إلى الله ويدعو بالخير لنفسه وللجميع.
إن
الفوائد البدنية للصلاة تحصل نتيجة لتلك الحركات التي يؤديها المصلي في
الصلاة من رفع لليدين وركوع وسجود وجلوس وقيام وتسليم وغيره.. وهذه
الحركات يشبهها الكثير من التمارين الرياضية التي ينصح الأطباء الناس -
وخاصة مرضاهم - بممارستها، ذلك لأنهم يدركون أهميتها لصحة الإنسان
ويعلمون الكثير عن فوائدها.
- تحسين عمل القلب.
- توسيع الشرايين والأوردة، وإنعاش الخلايا.
- تنشيط الجهاز الهضمي، ومكافحة الإمساك.
- إزالة العصبية والأرق.
- زيادة المناعة ضد الأمراض والالتهابات المفصلية.
- تقوية العضلات وزيادة مرونة المفاصل.
- إزالة التوتر والتيبس في العضلات والمفاصل، وتقوية الأوتار والأربطة
وزيادة مرونتها.
- تقوية سائر الجسم وتحريره من الرخاوة.
- اكتساب اللياقة البدنية والذهنية.
- زيادة القوة والحيوية والنشاط.
- إصلاح العيوب الجسمية وتشوهات القوام، والوقاية منها.
- تقوية ملكة التركيز، وتقوية الحافظة
)الذاكرة(.
- إكساب الصفات الإرادية كالشجاعة والجرأة.
- إكساب الصفات الخُلقية كالنظام والتعاون والصدق والإخلاص.. وما شابه
ذلك.
- تشكل الصلاة للرياضيين أساسًا كبيرًا للإعداد البدني العام، وتسهم
كثيرًا في عمليات التهيئة البدنية والنفسية للاعبين ليتقبلوا المزيد من الجهد خصوصًا قبل خوض المباريات والمنافسات.
- الصلاة وسيلة تعويضية لما يسببه العمل المهني من عيوب قوامية وتعب
بدني، كما أنها تساعد على النمو المتزن لجميع أجزاء الجسم، ووسيلة للراحة الإيجابية والمحافظة على الصحة.
[1] يقف المصلي على قدميه منفرجتين بمسافة تحفظ عليه توازنه حين يهبط
إلى السجود، وحين ينهض واقفاً منه وهذه الوقفة تقوي الأعصاب.
يقول علماء النفس المسلمين : الاسترخاء من الوسائل التي يستخدمها بعض
المعالجين النفسيين المحدثين في علاج الأمراض النفسية، والصلاة خمس
مرات (الفرائص فقط ) في اليوم والليلة تمد الصلاة المصلي بأجسام نظام
للتدريب على الاسترخاء، وبالتالي يتخلص من التوتر العصبي الذي تسببه
هموم الحياة اليومية ومشاكل الحياة المعيشية.
وختاماً، فإذا كانت الألعاب السويدية الرياضية، وجلسات اليوجا،
والاسترخاء، وخلوات التأمل، وغيرها، تؤدي إلى ذهاب القلب والهم والغم
والتوتر عن نفس الإنسان، فإن أداء الصلاة بأركانها أداء سليماً في
اليوم خمس مرات، أو يزيد كفيل بتحقيق الأمن النفسي للمسلم، والوقاية من
شر الأزمات النفسية، وعلاجها إذا تسللت إلى نفسه.. كما أن برامج الصلاة
اليومي كفيل بمد المسلم بطاقة روحية ونفسه كبيرة تمكنه من ممارسة حياته
المعيشية، فكرية وعقلية وعملية، بخفة ونشاط .. قال الله تعالى
: ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا
نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) [ طه: 132] وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( جعلت قرة عيني
في الصلاة ) وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه
أمر صلى وكان حينما يقترب موعد الصلاة يقول :
(يا بلال : أرحنا بالصلاة ).
بل اتسعت الصلاة لتشمل شتى الفوائد والمنافع في الإسلام حتى قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما :
(اللهم لا تدع فينا شقياً ولا محروماً، ثم
قال : أتدرون من الشقي المحروم؟ قالوا : لا يا رسول الله، قال الشقي
المحروم تارك الصلاة، لأنه لا حظ له في الإسلام).. صدق الله
العظيم، وصدق رسوله الكريم.
رؤوس الأقلام للتفسير · علم الغيب خبر معلوم من الله – وهو في اللوح المحفوظ – · علم الغيب لله فقط، يؤتيه لم يشاء، ومن الخطأ التكلم في علم الغيب؟ · عند التكلم بأمر مستقبلي يجب ربطه بمشيئة الله. · التعاقد في التجارة على ربح ثابت حرام لأنه ربى. · أيهم أعظم في علم الله (العلم المشهود أم علم الغيب)؟ · الزمان – وعلاقة الزمان بالإنسان وبالخالق. · علم الغيب يحتاج ثقة أي إيمان بالمخبر أي بالله. · القضاء والقدر والتوكل. · الظلم - والظالم والمظلوم. · الجبر والإختيار في الأعمال والنيات. · مشيئة الله ومشيئة الإنسان. · نجد الملائكة الواحد ونجدي الإنسان. · قصة هاروت وماروت – وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة. · إستراق الشياطين الأخبار الغيبية من ملائكة السماء الدنيا. · العرافة والدجل والطالع والأبراج والسحر. · برامج المسابقات في الصحف والتلفزيونات. |
مواضيع ذات علاقة
اسم الموضوع |
هجري |
تاريخ الموضوع |
12 شعبان 1429 |
2008/08/13 | |
06 شعبان 1429 |
2008/08/07 | |
23 رجب 1429 |
2008/07/26 |
مطويات ذات علاقة
الموضوع الذي أخذت منه المطوية | المطوية كنسخة وورد | هجري | التاريخ | الرقم |
تدبر القرآن الكريم وتفسيره - الحلقة العاشرة الناسخ والمنسوخ - جدول الآيات المنسوخة |
1429/07/22 | 2008/07/25 | 073 | |
تدبر القرآن الكريم وتفسيره - الحلقة التاسعة الناسخ والمنسوخ |
1429/07/15 | 2008/07/18 | 072 |