بقلم الدكتور محمد نزار
الدقر
عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
زجر عن الشرب قائماً رواه مسلم .
و عن أنس وقتادة رضي الله عنه ‘ن النبي صلى الله عليه و
سلم " أنه نهى أن يشرب الرجل قائماً " ، قال
قتادة : فقلنا فالأكل ؟ فقال : ذاك أشر و أخبث "رواه مسلم و
الترمذي . و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
قال : لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي
فليستقي " رواه مسلم .
و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
:" نهى رسول الله صلى الله
عليه و سلم عن الشرب قائماً و عن الأكل قائماً و عن المجثمة و الجلالة
و الشرب من فيّ السقاء ".
الإعجاز الطبي :
يقول الدكتور عبد الرزاق الكيلاني * أن الشرب و تناول
الطعام جالساً أصح و أسلم و أهنأ و أمرأ حيث يجري ما يتناول الآكل
والشارب على جدران المعدة بتؤدة و لطف . أما الشرب واقفاً فيؤدي إلى
تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة و يصدمها صدماً ، و إن تكرار هذه
العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها و ما يلي ذلك
من عسر هضم . و إنما شرب النبي واقفاً لسبب اضطراري منعه من الجلوس
مثل الزحام المعهود في المشاعر المقدسة ، و ليس على سبيل العادة و
الدوام . كما أن الأكل ماشياً ليس من الصحة في شيء و ما عرف عند العرب
و المسلمين .
و يرى الدكتور إبراهيم الراوي ** أن الإنسان في حالة
الوقوف يكون متوتراً و يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة
فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية
التوازن و الوقوف منتصباً.
و هي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي في
آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي
تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام و الشراب ، هذه الطمأنينة
يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية و العضلية
في حالة من الهدوء و الاسترخاء و حيث تنشط الأحاسيس و تزداد قابلية
الجهاز الهضمي لتقبل الطعام و الشراب و تمثله بشكل صحيح .
و يؤكد د. الراوي أن الطعام و الشراب قد يؤدي تناوله في
حالة الوقوف ( القيام) إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها
نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة ، و إن هذه الإنعكاسات
إذا حصلت بشكل شديد و مفاجىء فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي
الخطيرة
Vagal Inhibation
لتوجيه ضربتها القاضية للقلب
، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء .كما أن الإستمرار على عادة
الأكل و الشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة و إمكانية
حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء الشعاعيون أن قرحات المعدة تكثر
في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية و جرعات الأشربة
بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة . كما أن حالة عملية التوازن
أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة
إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة
الجهاز الهضمي و تفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام و شرابه .
المراجع :
* د. عبد الرزاق الكيلاني : " الحقائق الطبية في
الإسلام " دار القلم دمشق .
** د. إبراهيم الراوي : أستشارات طبية في ضوء الإسلام و
الحضارة العدد 1967 .
روائع الطب الإسلامي ج (4) الدكتور محمد نزار
الدقر