بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

002

البقرة

آية رقم 219

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ

صدق الله العظيم

 

قوله تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ اختلف العلماء في هذه الآية: فقال قوم: إنها تضمنت ذم الخمر "لا تحريمها" وهو مذهب ابن عباس وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة وقال آخرون: بل تضمنت تحريمها، وهو مذهب الحسن وعطاء فأما قوله تعالى: وَإِثْمُهُمَا [أَكْبَرُ] مِنْ نَفْعِهِمَا فيتجاذبه أرباب القولين، فأما أصحاب القول الأول [فإنهم] قالوا إثمهما بعد التحريم أكبر من نفعهما قبله وقال أصحاب القول الثاني: إثمهما قبل التحريم أكبر من نفعهما حينئذ أيضا لأن الإثم الحادث عن شربها من ترك الصلاة والإفساد الواقع عن السكر لا يوازي [منفعتها الحاصلة من لذة أو بيع] ولما كان الأمر محتملا "للتأويل"، قال عمر بن الخطاب بعد نـزول هذه الآية: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، وعلى القول الأول [يتوجه النسخ بقوله] تعالى: فَا [جْتَنِبُوهُ].

 

قوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ فالمراد بهذا الإنفاق ثلاثة [أقوال:

أحدها: أنه] الصدقة والعفو ما يفضل عن الإنسان.

أخبرنا عبد الوهاب [الحافظ، قال: أبنا أبو] الفضل بن خيرون وأبو طاهر الباقلاوي، قال: أبنا أبو علي بن شاذان، قال: أبنا "أحمد بن كامل" قال: أبنا محمد بن "إسماعيل بن" سعد قال حدثني أبي، قال حدثني عمي، قال: حدثني أبي عن جدي، عن ابن عباس =رضي الله عنهما= قُلِ الْعَفْوَ قال ما أتوك به من شيء قليل أو [كثير] فاقبله منهم لم يفرض فيه فريضة معلومة، ثم نـزلت بعد [ذلك] الفرائض مسماة وقد قيل: إن المراد بهذه الصدقة الزكاة.

أخبرنا محمد بن عبد الله بن حبيب، قال: أبنا علي بن الفضل، قال: أبنا عبد الصمد، قال: أبنا عبد الله بن حموية، قال: أبنا إبراهيم بن حريم، قال: أبنا عبد الحميد، قال: بنا شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: العفو الصدقة المفروضة.

والقول الثاني: [أنه كان فرض عليهم قبل الزكاة أن ينفقوا ما يفضل عنهم، فكان أهل "الحرث" يأخذون قدر ما يكفيهم من نصيبهم، ويتصدقون بالباقي، وأهل الذهب والفضة يأخذون قدر ما يكفيهم في تجار=تهم ويتصدقون= بالباقي، ذكره بعض المفسرين.

والثالث: أنها نفقة التطوع، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حثهم على الصدقة "ورغبهم بها قالوا: ماذا ننفق؟ وعلى من ننفق؟ فنـزلت هذه الآية" قال مقاتل بن حيان في قوله: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قال: هي النفقة في التطوع، فكان الرجل يمسك من ماله ما يكفيه سنة ويتصدق بسائره، وإن كان ممن يعمل بيديه أمسك ما يكفيه يوما ويتصدق بسائره وإن كان من أصحاب الحقل والزرع أمسك ما يكفيه سنة ويتصدق "بسائره" فاشتد ذلك على المسلمين فنسختها آية الزكاة، قلت فعلى هذا القول، معنى قوله: اشتد ذلك على المسلمين، أي: صعب ما ألزموا نفوسهم به، فإن قلنا هذه النفقة نافلة أو هي الزكاة فالآية محكمة، وإن قلنا إنها نفقة فرضت قبل الزكاة فهي منسوخة بآية الزكاة والأظهر في أنها الإنفاق في المندوب إليه.

 

أضرار الخمر على القلب  والأوعية الدموية
 

د. شبيب الحاضري

لنتعرف قليلا على بديع الباريء جل في علاه في القلب هذا العضو الذي أودع الله فيه من أسرار خلقه ما يجعل الإنسان يقف خاشعا أمام عظمة الخالق العظيم لا يملك إلا أن يقول: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} (النمل: 88)، وأسوق هنا بعض الحقائق عن القلب بالأرقام حتى يتبين لنا عظم صنع الخالق العظيم، وتتجلى مقدرته، قال تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الذاريات: 21)

ويبلغ طول القلب (12,5) سنتيمترا، وعرضه (8,5) سنتيمترا. ويبلغ وزنه عند الولادة (25.20) جراما، ويصل في الذكر عند البلوغ إلى (310) جراما وفي الأنثى نحو (225) جراما.

ـ يضخ القلب في الدقيقة الواحدة خمس لترات من الدم من خلال سبعين نبضة في الدقيقة، ويصل مجموع ما يضخه في اليوم الواحد (7200 لتر) من خلال (100,000 نبضة) وبحسابات بسيطة نستطيع القول: إن  الإنسان الذي يبلغ من العمر (75) سنة يكون قلبه قد قام بنحو (3) مليارات نبضة، ضخ خلالها كمية من الدماء تصل إلى (200) مليون لتر.. فسبحان الخالق العظيم.

يوجد في المتحف البريطاني بلندن نموذج فريد للقلب، يوضح المسار الذي  يقطعه الدم خلال الأوعية الدموية من جراء ضخ القلب له، حيث تصل تلك المسافة إلى ما يعادل (100,000 كيلومتر) يوميا. يستغرق الدم في قطع المسافة من القلب إلى الرئة ثم إلى القلب زمنا يقدر بست ثوان، بينما يقطع الدم المسافة إلى الدماغ ثم إلى القلب مرة أخرى في ثماني ثوان، في حين أن الدم  يقطع المسافة من القلب  إلى أصابع القدم ثم العودة إلى القلب في ثماني عشرة ثانية.

وكلها أرقام محددة وموزونة، قال تعالى: {إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر} (القمر: 49)، فلا طبيعة ولا صدفة، بل إله بديع خالق حكيم مدبر ـ جل جلاله ـ.

هذا العضو الحساس في جسم الإنسان ـ  والذي أودع الله فيه من أسرار خلقه ما شاء سبحانه ـ لا يسلم من شر ذلك السم الخبيث (الخمر) الذي يؤدي إلى تعطيل وظيفته وإصابته إصابات بالغة،  والمعلوم أن أي عطب ولو كان بسيطا في هذا العضو قد يؤدي إلى الوفاة.

إن كل قطرة من الكحول يحتسيها الشارب تمر عن طريق القلب، ومع هذا  الاجتياز يزداد تأثر القلب، فيزداد نبضه ليعمل فوق طاقته، مما يؤدي في النهاية إلى إرهاقه وتعبه.

ولقد كان الاعتقاد السائد إلى عهد قريب أن الخمر تنفع في علاج بعض أمراض القلب مثل الذبحة الصدرية (خناق الصدر) (Angina pectoris) وارتفاع الضغط وغيرها. ولكن بفضل الله بدأ يتكشف زيف تلك الأوهام مع تطور الأبحاث الطبية الحديثة، ففي القرن الماضي بدأت تتكشف العلاقة الوطيدة بين الإدمان على الكحول والإصابة بأمراض القلب المختلفة. وقد كان العالم (وود) (wood) في عام 5581م هو أول من أثبت أن الكحول يعتبر عاملا رئيسيا في الإصابة بهبوط القلب، وهكذا توالت الأبحاث إلى أن ظهر في عام 1960م مرض جديد يعرف باعتلال عضلة القلب الكحولي (Alcoholic cardiomyopathy) كأحد الأمراض الناتجة عن الإدمان على تعاطي الخمور.

فكيف يؤثر الكحول على الوظائف الحيوية للقلب؟

يظهر تأثير الكحول على عضلة القلب من خلال عدة عوامل مجتمعة منها:

1.   التأثير السمي المباشر للكحول على عضلة القلب.

2.   تزامن الإدمان على الكحول مع الإفراط في التدخين.

3.   تأثيره على تغذية المدمن وعمليات الاستقلاب.

4.   نمط الحياة الذي يعيشه المدمنون، حيث تجدهم لا يعيرون اهتماما كبيرا لصحتهم ولغذائهم ولا للعلاج الذي يعطى لهم.

إن تناول الكحول يتسبب في إحداث تغيرات في الوظائف الميكانيكية والخواص الكهربائية والكيميائية للقلب.

أما ما يحدثه الكحول من تغيرات في الوظائف الميكانيكية للقلب فتبرز من خلال الأمور التالية:

1. تأثير الكحول على الاستقلاب في القلب

أ ـ تأثيره على استقلاب الدهون:

أثبتت التجارب العلمية بأن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة يؤدي إلى زيادة فورية في محتوى خلايا القلب من الجليسرين (Glyceride)، والتي تمر بعدة مراحل: حيث يبدأ القلب أولا باستقطاب الدهون ثلاثية الجليسرين (Triglycerides) من الدم، ثم تحفز خلايا القلب لتكوين هذا النوع من الدهون بنفسها فيكثر بذلك مخزون القلب من الدهون.

كما وجد أن الكحول يساعد على امتصاص الدهون من الأمعاء فترتفع بذلك نسبتها في الدم وخصوصا الكوليسترول (Cholestrol). وكل تلك العوامل تساعد على تصلب الشرايين، حيث تتجمع الدهون وبخاصة الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلبها ومن ثم تضيقها وتكون جلطة دموية (Thrombus)، والتي تؤدي إلى فقدان العضو لكمية الدم التي يحتاجها فيصاب بالاحتشاء ثم الموت (Necrosis).

ويحتج بعضهم بأن الكحول يزيد من نسبة الدهنيات عالية الكثافة في الدم (High Density Lipoproteins) (HDL)، والتي تقلل من نسبة الإصابة بفقر التروية القلبية (Ischemic heart disease)، إلا أن المخاطر الجمة التي تتعرض لها بقية أعضاء الجسم ومن بينها القلب نتيجة للتأثير السمي الكحولي تجعل من عدم الحكمة أن يوصف الكحول كعلاج وقائي من الإصابة بفقر التروية القلبية.

ب ـ تأثيره على استقلاب المعادن في القلب:

إن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة يؤدي إلى انسحاب عنصري البوتاسيوم والفوسفات من خلايا عضلة القلب، كما يزداد تركيز الصوديوم داخل هذه الخلايا مما يؤدي لاختلال في وظيفة القلب، وكل تلك الاضطرابات تعود غالبا لحالها الطبيعي بمجرد الإقلاع عن شرب الخمر.

كما وجد أن الإدمان على الكحول يتسبب في نقص عنصر الزنك مما يؤدي إلى اختلال في وظيفة القلب كذلك.

جـ ـ تأثيره على استقلاب البروتينات:

بالرغم من التأثير المباشر للكحول على المصورة الحيوية (الميتوكوندريا) مما يؤدي إلى تحطيمها ومن ثم إحداث خلل كبير في عمليات الاستقلاب، إلا أن تأثير الكحول على الحزمة المحفزة لانقباض العضلات (Excitation contration couping) والبروتينات التي تساعد في عملية انقباض عضلة القلب (Contractile proteins) يؤدي إلى إصابتها إصابة بالغة كذلك، ويرجع سبب ذلك إلى تأثير الكحول وخصوصا مادة الاسيتالدهايد (Acetaldehyde) الناتجة عنه على عملية تكوين البروتينات مما يؤدي إلى نقص البروتين عن هذه العضلات الانقباضية.

2. تأثير الكحول على وظائف القلب وخصائصه:

أ ـ تأثيره على قدرة القلب على الانقباض (القدرة الميكانيكية):

لقد ظهر من خلال العديد من الدراسات أن الكحول يحدث خللا في قدرة القلب على الانقباض ومن ثم انخفاض معدل ضخه للدم حتى في حالة عدم وجود أي أعراض مرضية في القلب. وهذا التأثير التثبيطي (depressant effect) يزداد إذا صاحبه وجود اعتلال في عضلة القلب وخصوصا فقر التروية القلبية.

وقد قام العلماء بدراسة مستفيضة لمعرفة دور الكحول في التأثير على عضلة القلب، ومن ذلك ما وجده بعض الباحثين من أن شرب كمية قليلة من الويسكي (أوقيتين إلى ثلاث أوقيات) تؤدي إلى انخفاض كمية الدم التي يضخها القلب في الضربة الواحدة (Stroke volume) مع انخفاض إجمالي لكمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة الواحدة (Cardiac output) وخصوصا عند المصابين باعتلال عضلة القلب. يقول الدكتور (برون وولد): (يتسبب الكحول في تثبيط قدرة عضلة القلب على الانقباض بشكل حاد أو مزمن حتى لو أخذ بكميات معتدلة).

ب ـ تأثير الكحول على منعكسات القلب (Cardiovascular reflexes):

لقد أجريت تجارب على متطوعين أصحاء، طلب منهم  شرب كمية من الكحول ثم قام الأطباء بتعريضهم لأنواع من التوترات (Stress) حتى يتعرفوا على مدى تأثير منعكسات القلب، فكانت النتيجة ارتفاع معدل ضربات القلب وانقباض شديد في الأوعية الدموية  الطرفية بزيادة ملحوظة تفوق استجابة غيرهم من الذين لا يشربون الخمور.

وقد يعتبر هذا الأمر بالنسبة للأصحاء غير ذي بال، إلا أن خطورته تزداد عند الذين يعانون من اعتلال في قلوبهم.

جـ ـ تأثير الكحول على الخواص الكهربائية للقلب:

من المعلوم أن فاعلية القلب الكهربائية يمكن تسجيلها بشكل رسم بياني على ورق من نوع خاص يتحرك بسرعة محددة وثابتة فتحصل على مخطط كهربائي لهذه الفعالية، وهذا ما يعرف بتخطيط القلب الكهربائي (E. C. G,).

ويؤدي تناول الكحول إلى اضطرابات في نظم القلب (Dysrrhythmias) قد يكون بعضها مميتا. كما أنها تعتبر من أهم أسباب موت الفجأة عند شاربي الخمر.

وقد قام (اتينجر وزملاؤه) بدراسة نوبات الاضطرابات في نظم القلب لدى (42) مدمنا على الكحول، والتي تكثير في العطل الأسبوعية حيث يكثر تعاطي الخمور، لذا أطلق عليها متلازمة إصابة القلب في أيام العطل (Heart Syndrome The Holiday)، ومن تلك الاضطرابات: تسارع النظم الأذيـني الاشتدادي (Paroxysmal Atrial Tachycardia)، وخوارج الانقباض الأذينية والبطينية المنشأة (Atrial & Ventricular Ectopic Beats)، وتسارع النظم الجيبي  (Tachycardia Sinus)وتسارع النظم البطيني (Ventricular Tachycardia)، والرجفان الأذيني (Atrial Fibrllation) وهذا الأخير يكثر حدوثه عند شاربي الخمور حيث يشعر المريض بخفقان شديد وعدم انتظام في ضربات القلب قد يكون سببا في هلاكه.

كما وجد أن للكحول تأثيرا مثبطا للتوصيل الكهربائي للقلب (Conductive system) والذي يزداد حدة إذا كان المدمن يعاني من اعتلال في عضلة القلب. ويؤكد الدكتور (سيجل وزملاؤه) بأن الدراسات قد أثبتت أن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة تحدث خللا في ميكانيكية القلب وخواصه الكهربائية. وقد لا يكون ذلك الخلل بتلك الدرجة من الخطورة عند شاربي الخمور الذين لا يعانون  من أمراض أخرى في القلب، إلا أنه دون شك يكون خطيرا  عند أولئك المصابين  باعتلال في قلوبهم. وقد وجد العلماء أن الإنسان إذا تناول ست أوقيات من الكحول في خلال (42) ساعة فإن عدد دقات قلبه تزيد عن المعدل الطبيعي بمقدار اثني عشرة دقة في الدقيقة.. وهذا العمل الإضافي الذي يؤديه القلب لابد وأن يضعفه على مدى الأيام، ويؤثر على عضلته وفي أعصابه، الأمر الذي يؤدي ـ إن عاجلا أو آجلا ـ إلى عدم قدرة القلب على مقاومة أي جهد زائد عن المعتاد، مما يؤدي في النهاية إلى استرخاء تلك العضلة وتمددها، ومن ثم عدم قدرتها على الضخ، فتقل بذلك كمية الدم التي يحتاجها كل عضو من أعضاء الجسم.

اعتلال العضلة القلبية الكحولي: (Alcoholic Cardiomyopathy):

وهو مرض خطير يكثر عند الرجال المدمنين على شرب الكحول لفترات طويلة تمتد من (10) إلى (15) سنة، ويمثل الإفراط على تعاطي الكحول نحو (20٪) من الأسباب المؤدية للإصابة باعتلال عضلة القلب.

 

اعتلال عضلة القلب الكحولي.. ويظهر تضخم جدران حجرات القلب

وقد وجد الباحثان (ألدرمان) و(كولتارت) في عام 1982م، أن تناول نصف قارورة من الويسكي يوميا ولعدة أشهر يؤدي إلى اعتلال القلب عند أولئك الذين لا يعانون من أمراض سوء التغذية. كما لاحظ الباحثون في كندا في عام 1960م انتشار نوع من اعتلال عضلة القلب عند مدمني شرب البيرة (Beer drinker's cardiomyopathy)، ويعود ذلك لما يضاف إلى البيرة من مواد للتثبيت مثل الكوبلت.

كما وجد أن بعض المشروبات الكحولية مثل شراب (Moon shine) تؤدي إلى الإصابة باعتلال عضلة القلب نظرا لاحتوائها على الرصاص الذي يضاف عادة إلى هذا المشروب. وتصاب عضلة القلب في هذا المرض بالضعف والاسترخاء فتتوسع حجيرات القلب وخصوصا البطين الأيسر مما يؤدي إلى انخفاض قدرته على ضخ الدم إلى بقية أجزاء الجسم، فيصاب المريض بالإعياء الشديد، ويفقد القدرة على الحركة البسيطة. كما يشعر بضيق في التنفس وأحيانا بآلام في الصدر، وقد تضطرب ضربات قلبه، وقد تكون النهاية بإصابة القلب بما يعرف بالهبوط الاحتقاني (Congestive heart failure)، فتتجمع السوائل في رئتي المريض ويكبر حجم كبده وتتورم قدماه.

والعاقبة في هذا المرض وخيمة خلال أيام معدودات إذا لم يتوقف العاصي عن شرب الخمر ويعطى العلاج المناسب.

وقد وجد أن نحو (80٪) من المرضى قد توفوا في خلال ثلاث سنوات من بدء اكتشاف المرض إذا هم أصروا على الاستمرار في تعاطي الخمور. وعند تشــريح قلوب المصـابين بهذا المرض بعد الوفاة، وجد أن حجــرات القلب كلها تتسع بينما يزداد سمك البطين الأيسر، كما تتكــون جلطات (Thrombi) على جدار القلب، مما يكون له أعظم الخطر إذا انفصل جزء من هذه الجلطة وسار إلى أماكن من الجسم وخصوصا الدماغ. فإنها حينذاك تسد الأوعية الدموية ومن ثم يقل إرواء ذلك العضو من الدم فتكون العاقبة وخيمة.

مرض بري بري (Beri beri):

يكثر هذا المرض عند مدمني الخمور، ويعود سبب هذا المرض إلى ما يحدثه الكحول من نقص في فيتامين (ب1) المعروف بالثيامين (Thiamine)، والذي يوجد بكثرة في قشر القمح والأرز كما يوجد في الحليب واللحوم وبعض الخضروات والفواكه. والكحول شره في استهلاك هذا الفيتامين في الجسم، حيث وجد أن احتراق جرام واحد من الكحول يحتاج إلى ثمانية ملليجرامات من هذا الفيتامين الحيوي، مما يؤدي إلى نقصه من جسم شارب الخمر، أضف إلى ذلك سوء التغذية التي غالبا ما يعاني منها مدمنو الخمر.

أما نقص هذا الفيتامين فيؤدي إلى ما يلي:

1.   عدم قدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة.  وأكثر الأجهزة تأثرا هو الجهاز العصبي حيث إن الجلوكوز يمثل بالنسبة له المصدر الوحيد للطاقة، فلذا يصاب المدمن بحالة من الهذيان وفقدان التركيز والترنح وغيرها. وهذا ما يعرف بداء فيرنيكيه (Wernickes encephalopathy). كما تصاب الأعصاب الطرفية بالاعتلال (Peripheral Neuropathy).

2.   تتراكم كمية كبيرة من حامض البيروفيك (Pyruvic acid) وزيادة في ضخ الدم من القلب بكميات كبيرة مما يؤدي إلى إرهاق القلب وفي الأخير هبوطه (Heart failure).

ثانيا: الأوعية الدموية

ويقصد بها الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية.. وهي شبكة المواصلات المعقدة في الجسم حيث يصل طولها إلى نحو (000000, 1) كيلو متر، ويتم بواسطتها إيصال الأكسجين والغذاء المحمول في الدم إلى جميع أجزاء الجسم. وكما علمنا سابقا من تأثير الكحول على دهنية الدم، فإن هذه الأوعية تصاب بالتصلب والضيق نتيجة لتراكم الدهون عليها فتفقد بذلك مرونتها التي وهبها الله إياها فتصبح جدرانها كثيفة وصلبة وقابلة لأن تنقصف لأول وهلة، كما يحدث للأنابيب المطاطية عندما تجمد وتجف. كما يسبب الكحول ارتفاعا في ضغط الدم، وقد تم تفصيل ذلك في فصل تأثير الخمر على الجهاز البولي.

المصدر: موقع الهيئة العالمية للإعجاز لعلمي في القرآن والسنة www.nooran.org

 

 

الخمر داء وليس بدواء
 

ورد أن طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعَفِيّ سَأَلَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَمْرِ؟( فَنَهَاهُ، أَوْ كَرِهَ أَنْ يَصْنَعَهَا. فَقَالَ: إِنّمَا أَصْنَعُهَا لِلدّوَاءِ. فَقَالَ: "إِنّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ. وَلَكِنّهُ دَاءٌ .(رواه مسلم في صحيحه.

ولقد أورد الإمام النووي رحمه الله تعالى ما نصه في شرحه لهذا الحديث:

قوله: (أن طارق بن سويد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهى أو كره أن يصنعها فقال: إنما أصنعها للدواء، فقال: إنه ليس بدواء ولكنه داء).

وهذا دليل لتحريم اتخاذ الخمر وتخليلها، وفيه التصريح بأنها ليست بدواء فيحرم التداوي بها لأنها ليست بدواء فكأنه يتناولها بلا سبب، وهذا هو الصحيح عند أصحابنا أنه يحرم التداوي بها وكذا يحرم شربها للعطش.

السبق العلمي :

لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى حقيقة هامة قبل أكثر من 1400سنة تكتشف في القرن الواحد والعشرين وهي أن الخمر ليس بدواء ولكن هو داء وهذا ما أثبته العلم الحديث فقط نشرت صحيفة الشرق الأوسط الندنية في عددها العدد 9991 الصادر في الخميـس 07 ربيـع الاول 1427 هـ 6 ابريل 2006  مقال تحت عنوان: خلافا لما هو شائع طبيا.. الكحول لا تقي من أمراض القلب بقلم الدكتور د. حسن محمد صندقجيأستعرض فيها الكاتب نتائج بحث قام به مجموعة باحثين كندين وأمريكيين مؤخراً.

وإليكم نص المقال نقلاً عنجريدة الشرق الأوسط :

كثيرة هي الدراسات الطبية التي اقترحت أن تناول كميات متوسطة من المشروبات الكحولية هو أمر مفيد للقلب ويقي من نشوء أمراض الشرايين التاجية ويخفف من تداعياتها. ومنها نشأ اعتقاد لدى الكثيرين من الأطباء وغيرهم من الناس أن هذا الأمر صحيح طبيا وعلميا ولا مجال لمناقشته أو مراجعة صحته من عدم ذلك. بل إن بعضا من الدراسات قال تحديدا إن الممتنعين عن تناول المشروبات الكحولية أكثر عرضة للوفاة، وفي وقت مبكر من العمر، بأمراض القلب مقارنة بمن يتناولونه بكميات متوسطة! لكن الحدث الأبرز علمياً وطبياً في الأسبوع الماضي، هو أن الباحثين من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وضمن فريق عمل بحثي دولي، قالوا إن المراجعة العلمية الدقيقة لمجمل الدراسات الطبية في هذا الشأن لا تدل على صحة هذه المقولات البتة، وأنه بمراجعة فاحصة ودقيقة لأكثر من 54 دراسة علمية في هذا المجال لا يُمكن الاستنتاج منها مطلقاً أن تناول كميات متوسطة من الكحول يقي من أمراض القلب وخصوصاً أمراض الشرايين التاجية.

وبعيدا عن أي موروثات ثقافية، فإن الطب وأبحاثه العلمية مبنية بالأساس على التجربة والملاحظة والتحليل العلمي، والمتحلية جميعها بالدقة العلمية والأمانة في تحليل النتائج، وعليها تُبنى النصيحة الطبية المُقدمة للناس وللمرضى تحديداً، إما في جانب الوقاية أو جانب العلاج.

فريق البحث بقيادة الباحثين من جامعتي فيكتوريا في بريتش كولومبيا الكندية وكاليفورنيا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة في دراستهم التي ستنشر في عدد مايو (ايار) القادم من مجلة نظريات وأبحاث الإدمان الأميركية، حاول على حد وصف المصادر الطبية في الولايات المتحدة، التحقق من مقترح وضع كرغوة زائفة وزرع معلومات غير دقيقة داخل الوسط العلمي نتيجة لفهم غير دقيق للعديد من الدراسات التي أجريت حول الربط بين تناول الكحول والوفاة المبكرة. وأدى هذا الفهم المغلوط إلى نشوء خطأ راسخ بدرجة مهمة حينما ضُمنت مثل هذه النتائج أن الممتنعين عن تناول الكحول تعلو لديهم نسبة الوفيات مقارنة بمن يتناولون الكحول بدرجة متوسطة. الأمر الجديد الذي يُؤكده الباحثون هو أنه من المحتمل أن يكون السبب في ظهور هذا الفرق بين كلتا المجموعتين، تأثير عاملي العمر وتدني مستوى صحة بالأصل لدى من يبدأون في الامتناع عن تناول الكحول بعد أن كانوا يتناولونه، أكثر من كون أن الكحول يحمي صحة من يتناولونه.

* خطأ علمي قاتل

* وخلال مدة ثلاثين سنة مضت، هناك سيل من الدراسات الطبية التي تقول ان شرب الكحول بكميات متوسطة هو أفضل من الامتناع عن شربه وكذلك أفضل من الإفراط في ذلك. لكن معظمها احتوى خطأ علمياً قاتلاً حينما حصل خلل كبير في تعريف من هم الممتنعون عن الكحول، وشمول الدراسات لمجموعاتهم. وهذا الخلل عبرت عنه الدكتورة كاي ميدلتون ـ فلمور من جامعة كاليفورنيا بقولها ما ان يبلغ المرء أواخر متوسط العمر أو يصبح من المتقدمين في العمر، فإنه أكثر وأكثر يقل بينهم عادة تناول الكحول أو الامتناع عن شربه تماماً، وهذا النقص في شرب الكحول مع التقدم في العمر مرتبط غالباً إما بتدهور الصحة أو بزيادة الشعور والقناعة بآثاره الضارة أو حتى بتفاعلاته السلبية مع ما يتناولونه من علاجات دوائية. وإذا لم نختزل ونحذف هذه المجموعة من الممتنعين عن تناول الكحول فإن الأشخاص الممتنعين عن الكحول سيبدون أقل صحة وأكثر أمراضاً بل وأكثر عرضة للوفاة. وهذا خطأ كبير في الدراسة والبحث.

وحلل فريق البحث نتائج 54 دراسة تناولت علاقة شرب الكحول بنسبة الوفيات، و37 دراسة تناولت علاقة الكحول بأمراض شرايين القلب. ووجد فريق البحث من تحليل الدراسات الطبية بمجملها أن سبع دراسات فقط من ضمن 54 دراسة تمت حول علاقة الكحول بحماية القلب، قد شملت متابعة طويلة الأمد لأشخاص ممتنعين عن تناول الكحول منذ مدة طويلة. والتحاليل الإحصائية العلمية لنتائج نسبة الوفيات بين هؤلاء بالذات لم تجد أن هناك نقصاً في خطورة الوفاة بين من يتناولون الكحول بكميات متوسطة وبين هؤلاء الممتنعين لمدة طويلة، على حد قول الباحثين.

وحينما جمع الباحثون نتائج هذه الدراسات السبع تحديداً، فإنهم وجدوا أن تناول الكحول بكميات متوسطة لا يُعطي أي فائدة أو حماية إذا تمت مقارنتهم بمجموعة من الممتنعين عن تناول الكحول منذ مدة طويلة أو من لا يتناولونه بالأصل. أما مقارنتهم بالممتنعين عنه حديثاً إما رغبة في ذلك أو مضطرين إليه نظراً لتأثيراته الصحية عليهم فهناك يكون فرق.

والمقصود من هذا التحليل الدقيق، أن من السذاجة أن يدمج العلماء كل من لا يتناول الكحول ضمن مجموعة واحدة، فهناك منهم من لا يتناول الكحول مطلقاً، ومنهم من توقف عنه منذ مدة طويلة وزال غالب تأثيره على صحتهم، وكلهم يتمتعون بصحة جيدة ولا يعانون من آثار الكحول، وهناك أيضاً من امتنعوا مؤخراً أو حديثاً عن تناول الكحول مضطرين إلي ذلك بفعل تدهور صحتهم وتأثير الكحول السلبي علي القلب والكبد وغيره من أعضاء الجسم. وحينما يأتي من يقول إن كل أفراد هذه المجموعة سواء لأنهم لا يتناولون الكحول، ويعتبر أن تأثير الانقطاع عن الكحول هو أمر واحد لديهم كلهم، فإن هذا من السذاجة بل من الغباء العلمي. لأن البحث العلمي وتصميم الدراسات الطبية ليس أمراً اعتباطياً، بل هناك ضوابط منطقية في المقارنة وتحديد الأفراد في المجموعة التي تشملها الدراسة، وتصنيف صفاتهم. من هنا فإن الباحثين قالوا إن من الممكن أن نثبت أن تناول الكحول أفضل من الامتناع عنه في حالة لو أضفنا خطأ وعن قصد وتصميم مجموعة من امتنعوا عن الكحول حديثا وهم متأثرون به، أي بتلاعب واضح في الدراسة وشروطها.

وعلي سبيل المثال، حينما يأتي من يقول إن الملاحظ هو أن حجم أقدام النساء زاد خلال المائة عام الماضية، ثم يأتينا آخر يقول إن حرارة الأرض ارتفعت خلال أيضاً المائة عام الماضية، فإن من السذاجة أن يقفز أحد مستنتجا أن سبب زيادة حجم أقدام النساء هو ارتفاع درجة حرارة الأرض. وكذلك الأمر حينما يأتي من يحاول مقارنة تأثير التدخين علي الصحة، بأن يجعل مجموعة المدخنين مكونة من صغار السن حديثي البدء في التدخين وممن يُدخنون عدداً قليلاً من السجائر ويعتبرهم تصنيفاً مجموعة المدخنين، ثم يقارنهم بمجموعة أخرى لا تُدخن لكنها مكونة من أشخاص دخنوا سنوات طويلة وتأثرت لديهم الرئة وشرايين القلب لكن توقفوا حديثا، لكن يُصنفهم أنهم مجموعة الممتنعين عن التدخين. فإن المقارنة بين هاتين المجموعتين خلال مدة عشر سنوات مثلاً ربما تُظهر أن الوفيات أعلى في مجموعة المدخنين لأسباب عدة، أهمها صغر سن مجموعة المدخنين وسلامتهم من الأمراض وعدم تمكن التدخين منهم بعد.

وعلق الدكتور تيم ستوكويل، من مركز أبحاث الإدمان في جامعة فيكتوريا الكندية، بقوله إن الاعتقاد الواسع والذائع الصيت حول كون التناول الخفيف أو المتوسط للكحول يحمي الإنسان من أمراض شرايين القلب كان له أثر عظيم، علي حد وصفه، في قوانين تناول الكحول والنصائح الطبية المقدمة من الأطباء لمرضاهم في مختلف أنحاء العالم. وأضاف ان هذه النتائج التي توصل إليها الباحثون أخيرا تقترح أخذ الحيطة والحذر حين النصح بتناول القليل من الكحول لمن هم لا يتناولونه بالأصل، لأن هذا الكلام ربما يكون مبالغا فيه ويخالف الحقيقة.

والذي ذكرته الدكتور فيلمور، أن الأمر وصل إلى حد أن بعض الأطباء ينصح مرضاه بتناول قليل من الكحول يوميا حماية للقلب، لكن من الواجب إيضاح أن هذا الأمر يحمل مخاطر. وأضاف الدكتور كريستي بالانتين، مدير مركز الوقاية من أمراض القلب بكلية بيلور للطب في هيوستن بولاية تكساس الأميركية، قائلا لا توجد أدلة كافية تجعل الطبيب ينصح مرضاه بتناول حتى القليل من الكحول، وأنا لا أنصح مرضاي بذلك مطلقاً لتقليل الإصابة بأمراض الشرايين، فهناك كثير من المخاطر لتناول الكحول والفوائد من ذلك غير واضحة. وحتى الذين ينصحون بذلك هم حقيقة لا يعلمون ما هي الكمية الصحيحة لحماية القلب لأنه لا توجد دراسات عليها. وربما القليل لا يسبب خطورة على الصحة كأمراض الكبد أو ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الكولسترول، لكن ماذا عن حوادث السير وغيرها من مشاكل تناول الكحول على حد تساؤله.

إن مما يستغربه المرء بتجرد مطلق أن يتم التركيز على فائدة تناول قليل من الكحول لحماية القلب. فهذا أمر لم يثبت علميا ثبوت فائدة ممارسة الرياضة البدنية أو تخفيف الوزن أو تناول أدوية علاج الضغط واضطرابات الكولسترول ومرض السكري، كما لا يوازي ثبوت فائدة تناول مجموعة كبيرة من المنتجات النباتية كزيت الزيتون وتناول المكسرات أو مركبات ستانول، وغيرها كثير. لا بل لا يوازي بأي درجة متسامحة في المقارنة مع تناول قرص الأسبرين البسيط يومياً. وحتى اليوم لا تُوجد برغم كل الهالة الإعلامية حول قليل الكحول هذا أي نصيحة علمية أو تضمنتها أي نقطة من إرشادات الهيئات الطبية العالمية والتي تأتي إلي المحك الحقيقي، وهو هل يُنصح طبياً من لا يتناول الكحول بتناوله بغية تقليل الإصابة بأمراض الشرايين، والإجابة لا بالمطلق عند كل المصادر الطبية.

* رابطة القلب الأميركية وتناول الكحول > تقول الرابطة في نشراتها الحديثة أن تناول الكحول بكثرة يؤدي إلى ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، ويرفع من مقدار ضغط الدم، ويزيد من عرضة الإصابة بفشل القلب، كما و يزيد من احتمالات الإصابة بجلطات الدماغ، و اضطرابات إيقاع نبض القلب، والموت المفاجئ.

وتقول الرابطة في إرشاداتها انه بالنظر إلى كل مضار تناول الكحول فإنها لا تنصح مطلقا من لا يتناول الكحول أن يبدأ تناوله لحماية لشرايين القلب، وتنصح من يتناوله لحماية شرايين القلب أن يستشير طبيبه ويفهم الأمر حقيقة منه.

وحول ما يُقال عن فوائد المواد المضادة للأكسدة في النبيذ على وجه الخصوص، فإن الرابطة تُؤكد أن هذه المواد النافعة موجودة أيضا في العديد من المنتجات النباتية كالعنب الطازج وعصير العنب. وأكدت أمراً مهماً وهو أنه لا توجد دراسة قارنت تأثير النبيذ وحده علي ظهور أمراض شرايين القلب أو الدماغ، بل ان الدراسات حوله شملت أيضاً أموراً أخرى كالإكثار من تناول الفواكه والخضار وقلة تناول الدهون المشبعة. في إشارة منها إلى ما يُعرف بوجبات البحر الأبيض المتوسط.

وأضافت ان أفضل ما يُذكر من فوائد للكحول هو رفع مستوى الكولسترول الثقيل المفيد للجسم، لكنها عقبت على هذا قائلة إن ممارسة الرياضة وسيلة أخرى مضمونة لرفع نسبة هذا الكولسترول المفيد. وأضافت بشكل واضح قائلة وحتى اليوم فإن رابطة القلب الأميركية لا تنصح مطلقا بتناول النبيذ أو أي من المشروبات الكحولية ابتغاء فائدة منها، فلا يوجد إثبات علمي على حد وصفها بأن النبيذ أو أي مشروبات كحولية تستطيع أن تحل محل فوائد المحافظة على الوزن وممارسة الرياضة البدنية ومعالجة ارتفاع الضغط والكولسترول.

وأضافت ان ادارة الغذاء والدواء الأميركية قد حذرت مرارا بالامتناع عن تناول الكحول مطلقا عند تناول أقراص الاسبرين بشكل يومي.

* الأطفال والكحول  أطفال المدارس، وفي المراحل المتوسطة منها، عرضة بشكل أكبر للبدء في تناول الكحول حين تزينهم أو ارتدائهم ما يحمل شعارات للمشروبات الكحولية، وفق ما يشير إليه الباحثون من الولايات المتحدة.

ومن غير الواضح للباحثين هل أن ذلك يدفعهم إلى تناول الكحول، أم أن هناك أسباب أخرى لشيوع الأمر لديهم في سن مبكرة. لكن نتائج الدراسة مهمة لدرجة أنه من الضروري أن يتنبه الآباء والأمهات وكذلك المشرفون في المدارس إلى تأثير ذلك، على حد قول الدكتورة إيدن ماك كليور من كلية دارت ماوث للطب بلبنان في نيوهامشير بالولايات المتحدة.

وتابعت الدراسة أكثر من 2400 طالب، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 14 سنة، والذين عند بدء الدراسة لم يكونوا يتناولون الكحول. الدراسة نشرتها المجلة الأميركية للطب الوقائي في عدد إبريل (نيسان) الحالي، وتمت فيها المتابعة لمدة سنتين، وتبين منها أن 14% منهم يتزينون بشعارات لمشروبات كحولية إما على القمصان أو المعاطف أو القبعات، وكانوا أكثر بنسبة 50% في البدء بتناول الكحول مقارنة بمن لا يتزينون بشعاراته.

وتشير إحصائيات المؤسسة القومية لإساءة استخدام الكحول والمؤسسة القومية لسلامة الطرق السريعة حول تناول الكحول من قبل القاصرين إلى أن واحدا من بين كل ثلاثة وفيات حوادث الطرق، و23% من وفيات الانتحار لها علاقة بتناول الكحول. وأن 90% من حوادث الاعتداء الجنسي في مخيمات طلاب الجامعات هي تحت تأثير تناول الكحول.

وتتأثر الفتيات أكثر من الفتيان بأضرار تناول الكحول نظراً لصغر حجم أجسامهن. كما ويتأثر الدماغ لديهم بدرجات تفوق تأثر البالغين خاصة من ناحية الذاكرة وغيرها من القدرات العقلية.

المصدر:نقلا عن جريدة الشرق الأوسط اللندنية

http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=15&article=356760&issue=9991

 

 

أضرار الميسر بين الشريعة والحياة
 

صورة لأحد  آلات لعب الميسر الحديثة

إعداد / انجوغو صمب

داعية وباحث إسلامي من السنغال

تعريف الميسر: 

يقول المناطقة إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وعليه فأول ما يجب علينا في معرض الكلام عن الميسر هو أن نذكر تعريف الميسر  حتى ندرك حقيقته ونميز أنواعه المختلفة، وما يدخل في حكمه وما لا يدخل مما يستجد من معاملات وتحدث من تصرفات.

هناك تعريفات كثيرة ومتنوعة عن العلماء للميسر، وهذه بعضها:

1- قول بن عمر وبن عباس رضي الله عنهم ( الميسر هو القمار ) [1].

2- قول الزهري عن الأعرج( الميسر هو الضرب بالقداح على الأموال والثمار)[2].

3- قول القاسم بن محمد( كل ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو من الميسر ) [3].

4- قول ابن سيرين ( كل لعب فيه قمار من شرب أو صياح أو قيام فهو من الميسر) [4].

5- قول السعدي ( هو كل المغالبات التي يكون فيها عوض من الطرفين من النرد والشطرنج، وكل مغالبة قولية أو فعلية بعوض ) [5].

6- قول الشيخ يوسف القرضاوي ( هو كل ما لا يخلوا اللاعب فيه من ربح أو خسارة ) [6].

وهذه التعريفات الاصطلاحية للميسر من علماء الإسلام من السلف والخلف - رحمهم الله - كلها صحيحة إن شاء الله، غير أنها تبدو من تنوعها مختلفة أو متباينة، والحقيقة أنها غير متباينة فكلهم قد عرف الميسر إما بذكر مرادف له كما فعل من عرفه  بالقمار، أو بذكر نوع من أنواعه كالضرب بالقداح على الأموال والثمار، أو بذكر بعض لوازمه ونتائجه كذكر الشرب والصياح وغيرهما مما يصحب الميسر من الملهيات عن الذكر والصلاة، أو بذكر ماهيته كما هو في تعريف كل من السعدي والقرضاوي.   

الميسر في العصر الحديث:

 وفي عصرنا الحديث تنوعت آلات الميسر وتعددت صنوفها حتى فاقت الحصر أو كاد، وقد تفاقم الأمر مع تطور وسائل الإعلام والاتصال، فخاطر الناس وتغالبوا في المبارات الرياضية بين الفرق، وعبر الشبكة العالمية ( الإنترنت )، ورسائل الجوال القصيرة، والمسابقات في القنوات التلفزيونية والإذاعية، وربما سموها ألعابا أو جوائز أو غيرها من الأسماء اللامعة، وهي لا تغير من حقيقتها شيئا.

 فكل ذلك من الميسر والقمار المحرم شرعاً، إذ توفرت فيها كل أركان الميسر.

أركان الميسر:

ـ  لاعبين:هما المشارك أو المشاركون في اللعبة أو المسابقة من جهة، والمنظم للعبة أو المسابقة من جهة أخرى وقد يكون شخصا واحدا أو شركة.

ـ ومن آلة الميسر:وهي المسابقة أو اللعبة مثل مباراة رياضية بين فريقين، أو سباق بين خيول، أو مصارعة بين رجلين، أو إرسال رسالة قصيرة من الهاتف الجوال إلى الرقم الفلاني تتضمن كلمة معينة ثم تتم القرعة بين المرسلين فمن خرج سهمه كان هو الفائز.

ـ  ومن المال: الذي يياسر به الطرفان وهو ما يشتريه اللاعب من أوراق، أو تكلفة المكالمة الهاتفية من جهة اللاعب المتصل، أو تكلفة الرسالة القصيرة التي يرسلها، وما ينفقه الشخص أو الشركة المنظمة للعبة أو المسابقة من أموال يدفعها إلى شركات الاتصال أو وسائل الإعلام.

ـ ونتيجة اللعبة:التي لا بد أن تكون خسارة أو ربحا كنتيجة كل أنواع الميسر القديمة والحديثة، ومما يميز الميسر في عصرنا الحديث أن الخاسر دائما هو جهة واحدة وهي الأضعف وهو من يجمع دراهمه ودنانيره من الفقراء و المساكين ومن أصحاب الدخل المتوسط، ويخدعون بتخصيص نزر يسير مما جمع من أموالهم ليدفع إلى واحد أو إثنين منهم، فيصدقون بعقولهم العفنة أن ذلك فائز !!!، أما الشخص المنظم للعبة أو المسابقة فلن يخسر شيئا بحال من الأحوال، إلا ما يخسره من دينه وذلك شر الخسائر قال تعالى { قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين }.

حكم الميسر في الشريعة الإسلامية:

( إن الإسلام يريد من المسلم أن يتبع سنن الله في اكتساب المال، وأن يطلب النتائج من مقدماتها، ويأتي البيوت من أبوابها، والقمار يجعل الإنسان يعتمد على الحظ والصدفة والأماني الفارغة، لا على العمل والجد واحترام الأسباب التي وضعها الله وأمر باتخاذها.

والإسلام يجعل لمال الإنسان حرمة فلا يجوز أخذه منه إلا عن طريقة مبادلة مشروعة، أو عن طيب نفس منه بهبة أو صدقة، أما ما أخذ بالقمار فهو من أكل المال بالباطل )[7].

وقد دل على حرمة الميسر نصوص من القرآن والسنة.

ومن الأدلة القاضية بتحريم الميسر من القرآن:

1- قوله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } [8]وهذه الآية وإن لم تصرح بتحريم الخمر والميسر ففيها تمهيد للنهي عنها، بل إن بعض الصحابة قد أقلع عن الشرب بمجرد نزول هذه الآية، ويفهم من ذلك أنه لو كان من متعاطي الميسر فيتركه كما ترك الخمر، قال ابن كثير رحمه الله تعالى ( ولهذا كانت هذه الآية ممهدة لتحريم الخمر على البتات ولم تكن مصرحة بل معرضة، ولهذا قال عمر لما قرئت عليهم اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا حتى نزل التصريح بتحريمه في سورة المائدة... ) [9]. ومن القواعد الشرعية أن ما زادت مفسدته على مصلحته حرمت، ومفسدة الميسر لا شك أنها أكثر من مصلحته بنص القرآن الكريم.

2- قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } [10].

ففي الآية الكريمة من صيغ التحريم وصف الميسر بأنه: { رجس من عمل الشيطان} مما يدل على تحريمه وأنه من الكبائر، والرجس وصف لكل الأعيان الخبيثة خبثا معنويا أو ماديا قال تعالى عن المأكولات الخبيثة { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به } [11]وقال سبحانه عن الخبثاء من الناس  { سيحلفون لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم إنهم رجس } [12]و سمى عذابه رجسا فقال{ قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب } [13]، وكذلك الأمر باجتنابه في قوله تعالى {فاجتنبوه } واجتناب الشيء هو التباعد عنه بأن تكون في غير الجانب الذي هو فيه [14]، ومن اجتنب شيئا وابتعد منه لم يتعاطاه , ومن صيغ تحريم الميسر  أيضا الأمر بالانتهاء منه { فهل أنتم منتهون } قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ( فهو أبلغ في الزجر من صيغة الأمر التي هي: انتهوا... ) [15]. 

3- قوله تعالى { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون } [16]قال السعدي رحمه الله ( ولا تأكلوا أموالكم أي أموال غيركم أضافه إليهم لأنه ينبغي على المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويحترم ماله كما يحترم ماله، ولأن أكله لمال غيره  يجرئ غيره على أكل ماله عند القدرة...  ) [17]ثم ذكر نوعي أكل أموال الناس الحق والباطل فعلق على النوع الأخير بقوله ( فلا يحل ذلك بوجه من الوجوه حتى ولو حصل فيه النزاع وحصل الارتفاع إلى حاكم الشرع وأدلى من يريد أكلها (الأموال ) بالباطل بحجة غلبت حجة المحق وحكم له الحاكم بذلك فإن حكم الحاكم لا يبيح محرما و لا يحلل حراماً، إنما يحكم على نحو ما يسمع، و إلا فإن حقائق الأمور باقية فليس في حكم الحاكم للمبطل راحة ولا شبهة ولا استراحة... ) [18]. 

قلت: وهذا في حالة ما لم يكن الحاكم هو الداعي إلى ما يتم بواسطته أكل أموال الناس بالباطل من صور الميسر المنظم، التي تسخر له جميع الإمكانيات الدستورية والإعلامية وغيرها حتى قد يخيل للعوام أنه أصبح من الجائز كسائر أنواع المعاوضات

وأما الأدلة على تحريم الميسر من السنة فمنها ما يلي:

1- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه ) [19]قال الإمام النووي رحمه الله تعالى ( قال العلماء النردشير هو النرد وشير معناه حلو، وهذا الحديث حجة للشافعي والجمهور في تحريم اللعب بالنرد وقال أبو إسحاق المروزي من أصحابنا يكره ولا يحرم، وأما الشنطرنج فمذهبنا أنه مكروه وليس بحرام وهو مروي عن جماعة من التابعين، وقال مالك وأحمد حرام قال مالك هو شر من النرد وألهى عن الخير، وأصحابنا يمنعون القياس ويقولون هو دونه، ومعنى ( صبغ يده في لحم خنزير ودمه ) في حال أكله وهو تشبيه لتحريمه بتحريم أكلهما والله أعلم [20]، ولا شك أن موضع الخلاف بين الأئمة هو الآلات المختلفة من نرد أو شطرنج وغيرهما من الملهيات، وليس فيما يخالطه من المغالبة بمال ونحوه فإن ذلك محرم بنص القرآن ولم ينقل عن أحد من الأئمة القول بجوازه والله أعلم.

2- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله ) [21]. وذكر الزرقاني من أسباب تحريمه وكونه معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن أول من وضعه هو سابور بن أردشير وفعله إتباع لسنة المجوس المنهي عن إتباعها [22].

3- ما رواه البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة ) [23]والحديث تأكيد لما ورد في سورة البقرة و سورة المائدة من تحريم الميسر، والكوبة هي الطبل، وقيل هي النرد وقيل الشطرنج.[24]

تنبيه و تفصيل:

  نود أن ننبه إلى أن الميسر هو كما قال السعدي ( هو كل المغالبات التي يكون فيها عوض من الطرفين من النرد والشطرنج، وكل مغالبة قولية أو فعلية بعوض ) [25]أو كما عرف الشيخ يوسف القرضاوي ( هو كل ما لا يخلوا اللاعب فيه من ربح أو خسارة ) أيا كان نوع ذلك الميسر أو آلته، إذ العبرة كما يقول الأصوليون بالحقائق والمعاني وليس بالألفاظ والمباني.

ثم إن الخلاف الذي يحكى عن العلماء في تحريمه أو كراهته أو حتى إباحة بعض صوره تابع لدخول الصورة المسئول عنها في الميسر أو عدم دخوله، ووجود بعض علل التحريم في الصورة كالإلهاء عن ذكر الله وعن الصلاة أو ضياع الوقت ونحوها أو عدمه، فما كان فيه مخاطرة أو خسارة وربح فهو محرم، وما سلم من ذلك وألهى عن ذكر الله وعن الصلاة وأدى العداوة والبغضاء حرم لذلك، وأما ليس من الأول ولا من الثاني من أنواع الألعاب والمغالبات تردد بين الإباحة والكراهة.

أضرار الميسر الدينية والدنيوية:

أن التعرف على الحكم التشريعية فيما يأمر به الإسلام أو ينهى عنه لاسيما فيما يتعلق بأمور المعاملات لمما ينشط على الالتزام بشرع الله ويعين عن الانقياد له , ولذلك عودنا الشارع الحكيم الإشارة إلى بعض تلك الحكم، ومن ذلك ما نص الله عليه في القرآن الكريم و أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة من مفاسد وأضرار الميسر في الدين والدنيا وعلى الفرد والمجتمع، وهذه جملة من تلك المفاسد والأضرار في مطلبين:

أضرار الميسر الدينية:

هناك مفاسد دينية كثيرة تترتب من تعاطي الميسر والقمار ومنها:

1- أن في الميسر إثما كبيراً: قال تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع و إثمهما أكبر من نفعهما}، وهذا يقتضي كونه حراما في الشريعة الإسلامية إذ الحرام هو ( المنهي عنه على الجزم، المثاب على تركه، والمعاقب على فعله، وهو مأخوذ من الحرمة وهي ما يحرم انتهاكه ) [26]،وقد سقنا فيما مضي من الأدلة القاضية على تحريم الميسر من الكتاب والسنة ما يغني عن إعادته هنا.

فتعاطي الميسر إذن عمل يستحق فاعله عقاب الله تعالى ويعرضه لسخطه، وإثم الميسر أعظم بكثير مما قد يحصله من المال وعرض الدنيا الزائل لقوله تعالى { وإثمهما أكبر من نفعهما }، والله تعالى لم يجعل الحرام طريقا للكسب ولا سببا للسعادة في الدنيا، ولذلك رد على من ساوى بين البيع والربا فقال سبحانه { وأحل الله البيع وحرم الربا } [27]،بل إن تقوى الله تعالى وفعل أوامره واجتناب نواهيه هي سبب كل خير في الدنيا والآخرة قال تعالى { إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } [28]وقال تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب } [29]وقال تعالى {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [30] وقال تعالى { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا } [31]

2- إن الميسر قرين الشرك وشرب الخمر : وهذه الصفة مما يزيد قبحه شرعا، فالمنهيات على درجات، واقتران منهي من المنهيات بأكبر الكبائر في الذكر يزيده قبحا وسوء، وقد نهى الله عن الميسر وقرنه بكبائر أخرى وعلى رأسها الشرك بالله تعالى فقال {إنما الخمر والميسر والأنصاب و الأزلام...} الآية. والأنصاب عند غير واحد من السلف حجارة كانوا يذبحون قرابينهم عندها، وأما الأزلام فهي قداح كانوا يستقسمون بها [32]،وكل ذلك من الشرك وهو أعظم ما عصي الله به ولا يغفر الله لمن مات عليه قال تعالى{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } [33].

ولعل من حكم اقتران الميسر بالشرك والخمر بيان شناعته لمن تزين له نفسه تعاطيه، فإن كثيرا من الناس لانتشار الميسر وكثرة المبتلين به من العوام والخواص، وما يتعود من سماع أو قراءة أخباره في وسائل الإعلام قد يهون عليه خطره ويسهل عليه اقترافه مع أنه قد يمتنع عن شرب الخمر وقد لا يشرك بالله تعالى، وهذا منتهى الغباوة والغفلة فما الفرق بين أنواع المعاصي، إذا كانت كلها تعبر عن استهانة بأمر الله ورسوله، وتكشف عن ضعف في الإيمان يعاني منه الإنسان.

2- إن الميسر رجس: قال تعالى { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس...} الآية ( والرجس في كلام العرب كل مستقذر تعافه النفس، وقيل إن أصله من الركس وهو العذرة والنتن ) [34]والقذارة أو النجاسة قد تكون حسية أو معنوية ومثال الأول الأعيان النجسة فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بحجرين وروثة فأخذ الحجرين وألقى الروثة فقال إنها ركس [35]،وأما القذارة أو النجاسة المعنوية فمثل الكفار والمشركين الذين قال الله تعالى فيهم { إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا }[36]وظاهر النصوص الواردة في ذم الميسر من القرآن والسنة يدل على نجاسته الحسية والمعنوية معا، مما يوجب على المسلم التنزه عن تعاطيه وملامسة آلاته، وغشيان مجالسه.

وكون الميسر رجسا يقتضي كون ما يحصله الإنسان من المال بواسطته  خبيثا مثل مهر البغي وحلوان الكاهن، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، فلو حج به، أو تصدق به على الفقراء والمساكين، أو بنى به مساجد، أو وقف أوقافا، فكل ذلك لا يقبله الله منه، وأكله من هذا المال قد يجعل دعوته غير مستجابة، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المرسلين فقال { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } [37]ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك  ) [38] 

4- إن الميسر من عمل الشيطان: قال تعالى في وصف الخمر والميسر... { رجس من عمل الشيطان } ( الذي هو أعدى الأعداء للإنسان، ومن المعلوم يحذر منه ويحذر مصائده وأعماله خصوصا الأعمال التي يعملها ليوقع عدوه فإن فيها هلاكه، فالحزم كل الحزم البعد عن عمل العدو المبين والحذر منها والخوف من الوقوع فيها ) [39].

والشيطان حريص على إغواء بني آدم وإبعادهم عن رحمة الله بما يزين لهم من الشرك وسائر المعاصي { قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } [40]وللشيطان في إغواء الناس وسائل وأساليب مختلفة فهو يستفزز من استطاع بصوته و يجلب عليهم بخيله ورجله {قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزائكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } [41]ومما يعدهم الشيطان الفقر فيقول لهم إن أنتم التزمتم بشرع الله في البيع والشراء وسائر وسائل الكسب لافتقرتم، فالربا والميسر والغش والسرقة مما لا بد منه في زمننا هذا قال تعالى {الشيطان يعدكم الفقر والله يعدكم مغفرة منه وفضلا }. [42]

5- إن الميسر من موانع الفلاح: ومن أضرار الميسر أنه من موانع الفلاح، وذلك بمجرد ارتكابه بدون استحلال فيمنع من مطلق الفلاح لما يسحقه من يلعب بالميسر من غضب الله وعذابه لأنه من كبائر الإثم، و يمنع من الفلاح مطلقا إذا استحل الميسر وكذب الله ورسوله، ورمى الشريعة بالضيق والقصور فيخرج بذلك من الإسلام، ويستحق الخلود في النار والعياذ بالله، قال تعالى { بلى من كسبت سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } [43].

وإذا تأملنا في حالة كثير من البلاد التي ابتلاهم الله بهذه العادة السيئة وجدناهم وصلوا إلى هذه الدرجة من محاربة الله ورسوله، حيث أذنت الحكومات بممارستها ونظمت عملياتها، وصنفت مؤسساتها من مؤسسات التنمية الوطنية، وتنشر أخبارها وإعلاناتها في مختلف وسائل الإعلام، والأشد من ذلك ما تشهده من سكوت تام للعلماء والدعاة عن إنكار هذا المنكر ومحاربته، حتى ليخشى أن يعم الله الجميع بمؤاخذته إذا جازى عباده بما يقترفون، اللهم غفرا.

 

صورة أحد ألعاب الميسر الحديثة

6- إن الميسر يصد عن ذكر الله وعن الصلاة: إن متعاطي الميسر يهدرون أوقات غالية في ممارسة اللعب بوسائل الميسر من أوراق أو كعاب وغيرها...، وبمتابعة أخبار الفائزين والخاسرين، ويضيعون الجمع والجماعات، ويعرضون عن مجالس ذكر الله و حلق العلم، ويغفلون عن المواعظ وعن تذكر الموت وعذاب القبر وعن أهوال الآخرة، فتصبح معيشتهم ضنكا بما يخسرون من أموالهم وبما يضيعون من أعمارهم ويفوتون من مصالحهم، ويحشرون يوم القيامة – إن لم يغفر الله لهم – عميانا إلى عذاب الله وغضبه قال تعالى{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } [44].

ومن الملاحظ أن أكثر الناس تعاطيا للميسر هم الجهال و العصاة قاصري العقول من الناس، ويقل فيهم المثقفون ومرتادي المساجد وحلق الذكر مصداقا لقوله تعالى { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون } [45]قال أبو العالية ( إن الصلاة فيها ثلاث خصال فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست بصلاة: الإخلاص، والخشية، وذكر الله، فالإخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر الله القرآن يأمره وينهاه... ) [46].

مفاسد الميسر الدنيوية:

كما أن للميسر مفاسد تتعلق بدين المرء وتعرضه لغضب الله وعذابه يوم القيامة، فكذلك فإن له مفاسد تتعلق بالحياة الدنيا فتعكرها وتنغص صفوها، وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض تلك المفاسد، كما أن بعضها مشاهدة وملموسة من واقع الحياة اليومية للمشتغلين بالميسر، وهذه بعض تلك المفاسد الدنيوية:  

1- إن الميسر يسبب العداوة والبغضاء بين الناس.

يعد التآلف و التحابب بين أفراد المجتمع الواحد من عوامل قوة ذلك المجتمع وأسباب تقدمه ونموه، لأنهم يكونون كالجسد الواحد، كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم المجتمع الإسلامي الملتزم بتعاليم الكتاب والسنة ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) [47]ومجتمع كهذا يتعاون أفراده على كل بر يعين على مصالح الدنيا وكل تقوى ترضي الله ورسول الله، قال النووي معلقا على الحديث ( هذه الأحاديث صريحة في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض، وحثهم على التراحم والتلاطف والتعاضد في غير إثم ولا مكروه ). [48]

والميسر بأنواعه وأشكاله عادة سيئة تؤدي انتشاره في المجتمع إلى العداوة والبغضاء قال تعالى { إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة في الخمر والميسر } و قال الإمام الطبري رحمه الله ( يقول تعالى ذكره إنما يريد لكم  الشيطان شرب الخمر والمياسرة بالقداح ليعادي بعضكم بعضا ويبغض بعضكم إلى بعض فيشتت أمركم بعد تأليف الله بينكم بالإيمان وجمعه بينكم بأخوة الإسلام ) [49].

 ووجه ذلك - والله أعلم - أن الميسر لا يخلوا من ربح أو خسارة، وكلاهما حاصل على نحو باطل لا يقره دين ولا عقل، وليس كربح التجارة أو خسارتها، لأن التاجر المسلم أو العاقل يعترف بقضاء الله وقدره، ويسلم بنهاية الصفقات حسب المقدمات الصحيحة التي تمليها طبيعة العرض والطلب، أما المقامر فيسعى وراء خيال وسراب ويركض خلف حظ موهوم، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فيعض على أنامل الحسرة، ويلتفت فإذا حوله مياسروه يسخرون بملء أفواههم لما ربحوه من أموال الناس بالباطل، فهل بعد ذلك يتصور بين الفريقين مودة أو رحمة، لا وهيهات !!    

2- إن الميسر من عوامل انتشار البطالة.

الواجب على الحكومات والدول الناصحة لرعاياها أن توفر لها فرصا حقيقية للعمل والتكسب، وذلك بإقامة مصانع كافية تستوعب السواعد القوية من المواطنين والكفاءات العالية من الباحثين والعلماء، وإيجاد مزارع واسعة تكفي الفلاحين والمزارعين، وتيسير تجارة رائجة يصفق بها الأغنياء في الأسواق، فتتحقق الكفاية لعامة الشعب وتقل البطالة، وتقضى على الجريمة ويعم الأمن في ربوع البلاد.

قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله ( والمقصد الشرعي في الأموال كلها خمسة أمور: رواجها، ووضوحها، وحفظها، وثباتها، والعدل فيها، فالرواج دوران المال بين أيدي أكثر من يمكن من الناس بوجه حق، قال تعالى { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله}[50] وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة ) [51] وقال أيضا { إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها } [52]... ) [53].

ولا شك أن الميسر لا تمت إلى واحد من هذه المقاصد بصلة، بل إن شيوعه في المجتمع يعطل الصناعات ويخسر التجارات وتهلك المزارع، كيف لا، والشياطين تعد الشذج من الناس بالغنى الفاحش والثراء الطاغي بمجرد مشاركة في لعبة الميسر، ولذلك فإنك لا تدخل مصنعا إلا وجدت العمال منهمكين وفي أوقات العمل على أوراق الميسر، ولا ترى مزارعا إلا وفي يده تلك الأوراق، وكذلك التجار في الأسواق، والأطباء في المشافي، فمتى يتفرغ هؤلاء لما هم مهيئون له  من واجبات !!

3- إن الميسر يساهم في تفشي الجريمة.

إن صالات القمار، أو قل إن مجتمعات القمار لا تخلوا في أغلب الأحيان من جرائم السرقة والقتل ومن الشرب والخلاعة و الميوعة، قال بن سيرين في تعريف الميسر ( كل لعب فيه قمار من شرب أو صياح أو قيام فهو من الميسر ) [54].

 أما السرقة فلأن المشاهد للعبة الخمار وكيف يخسر هذا بسرعة وكيف يربح ذلك في طرفة عين تستهويه العملية فيود المشاركة فيها بأي طريق ممكن، وغالبا ما يلجأ إلى السرقة لإشباع تلك الرغبة العارمة، واعتبر ذلك في الأولاد الذين يتقامرون بالجوز والكلل وغيرها، فإنهم يسرقون الأموال من آبائهم وأمهاتهم ليشترون بها تلك الأغراض التي يتقامرون بها مع زملائهم.

وأما القتل فلما يسوء بعضهم أن يذهب ماله هباء في دقيقة واحدة وربما تعب وكد في تحصيله، فيشتاط غضبا، فينتحر هو، أو يقتل أصحابه ليسترد ما ذهب من ماله.

أما الشرب والخلاعة والميوعة فهو نصيب الفائز الخاسر من المقامرين، لإن الله تعالى يمحق الربا ويربي الصدقات، فالمال الحلال يسهل إنفاقه في الوجه الحلال بل الواجب والمندوب، وأما المال الحرام فيستهلكه صاحبه فيما يضره من شهوتي الفرج والبطن، ولهذا فإن صالات القمار في أغلب الأحيان أوكار للرذيلة والمخدرات.  

4- في الميسر أكل لأموال الناس بالباطل:

ومن مقصود الشارع في الأموال أيضا كما يقول بن عاشور رحمه الله  ( الوضوح، والحفظ، والعدل، والإثبات ) ويستمر - رحمه الله - في شرح تلك المقاصد قائلا: ( وأما وضوح الأموال فذلك إبعادها عن الضرر والتعرض للخصومات بقدر الإمكان، ولذلك شرع الإشهاد والرهن في التداين، وأما حفظ المال فأصله قول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل...} [55]وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس ) [56]،أما إثباتها فهو تقريرها لأصحابها بوجه لا خطر فيها ولا منازعة، أما العدل فيها فذلك بأن يكون حصولها بوجه غير ظالم وذلك إما أن تحصل بعمل مكتسبها، وإما بعوض من مالكها أو بتبرع وإما بإرث ومن مراعاة العدل حفظ المصالح العامة ودفع الأضرار ) [57].

ومال الميسر كسب رخيص يكتنفه الغموض من كل جانب، ولا يعرف الرابح من أين جاءه الربح ولا يدري الخاسر من أين أتاه الخسران، ولا يمكن تقريره بوجه لا منازعة فيها، ولذلك يدلون إلى الحكام ليأكلوا فريقا من أموال الناس بالباطل، أما مقصد العدل فهو أبعد المقاصد عن الميسر، فالميسر هو الظلم بعينه، إذ بواسطته يأكل الناس بعضهم أموال بعض بغير وجه حق، ومهما قال لك المقامر في حرية ممارسته لهذه العادة السيئة، فإنه لا يطيب نفسا بما يخسر من مال.

الخاتمة:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خير من دعا إلى الإيمان وعمل الصالحات، أما بعد فقد تم ما نوينا تقييده عن أضرار الميسر الدينية والدنيوية، وتوصلنا بفضل الله تعالى وتوفيقه إلى النتائج التالية:

1- الميسر هو ( هو كل المغالبات التي يكون فيها عوض من الطرفين من النرد والشطرنج، وكل مغالبة فعلية أو فعلية بعوض ).

2- أن حكمه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو الحرمة، لقوله تعالى ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )، وقوله صلى الله عليه وسلم ( من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه )

3- من أضرار الميسر على دين المرء: أنه إثم، ورجس، ومن عمل الشيطان، ومن موانع الفلاح ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة ) قال تعالى{ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } [58] 

4- ومن أضراره الدنيوية: أنه يوقع العداوة والبغضاء بين الناس، وينشر البطالة، ويفشي الجريمة في المجتمع، وهو طريقة لأكل أموال الناس بالباطل.

5- وكل ذلك مما أخبر الله في كتابه ومن أصدق من الله حديثا، والمجتمعات البشرية اليوم يعاني من ويلات كل هذه الأضرار والمفاسد، ولا منجى و لا مفر من ضنك الحياء وضيق المعاش الذي هم فيه إلا بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الله والتمسك بكتابه وسنة رسوله. والله المستعان.

من أحب التوسع يمكن تحميل البحث بشكل مفصل بالضغط على الرابط التالي:

http://www.55a.net/words/meser.doc

يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:

masyer@maktoob.com

الهوامش:


[1] - تفسير القرآن العظيم  2 / 92 للإمام إسماعيل بن عمر ابن كثير ط دار الفكر – بيروت1401 هـ 

[2] - المصدر نفسه 2 / 92.

[3] - المصدر نفسه 2 / 92

[4] - تفسير الطبري 2 / 385 للإمام محمد بن جرير الطبري ط دار الفكر – بيروت 1405 هـ

[5] - تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن تأليف اعلامة الشيخ عبد الرحمن  السعدي ص 98 ط مؤسسة الرسالة – بيروت

[6] - الحلال والحرام ص 273 للشيخ يوسف القرضاوي.

[7] - المصدر نفسه 277

[8] - سورة البقرة 219

[9] - تفسير القرآن العظيم 1 / 256 مصدر سابق

[10]- المائدة: 90, 91  

[11] - الأنعام: 145

[12] - التوبة: 95

[13] - الأعراف:71

[14] - أضواء البيان 2 / 405 تأليف الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ط دار الفكر – بيروت 1415 هـ

[15] - المصدر نفسه   2 / 405

[16] - البقرة: 188

[17] - تفسير السعدي ص 88

[18] المصدر نفسه ص 88

[19] صحيح مسلم 4/ 1770 ط  دار إحياء التراث العربي – بيروت

[20] - شرح النووي على مسلم 15 / 16 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت 1392 هـ

[21] - رواه الحاكم في المستدرك، وقال ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) 1 / 114 لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري ط دار الكتب العلمية – بيروت 1411هـ ورواه غيره.

[22] شرح الزرقاني على الموطأ 4 / 455 لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني  ط دار الكتب العلمية – بيروت 1411 هـ 

[23] - سنن البيهقي الكبرى 10 / 213 للإمام البيهقي نشر / مكتبة دار الباز – مكة المكرمة  1414 هـ

[24] انظر: لسان العرب 1 / 729 لابن منظور  ط دار صادر ـ بيروت

[25] - تفسير السعدي ص 98

[26]- روضة الناظر وجنة المنتظر 1 / 126 للشيخ عبد القادر بن أحمد بن بدران ط مكتبة المعارف – الرياض  

[27] - البقرة: 275

[28] - يوسف: 90

[29] - الطلاق: 2

[30] - الطلاق:4

[31] - الطلاق: 5

[32] تفسير القرآن العظيم 2 / 93

[33]- النساء  

[34] أضواء البيان 1 / 426

[35] صحيح البخاري 1/ 70 ط  دار ابن كثير – بيروت 1407 هـ

[36] - التوبة: 28

[37] - المؤمنون: 51

[38] - صحيح مسلم 2 / 703 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت

[39] - تيسير الكريم المنان للسعدي 243

[40] - الأعراف 16، 17

[41] الإسراء: 63، 64

[42] سورة  البقرة 268

[43] -سورة البقر: 81

[44] - طه: 124

[45] - العنكبوت: 45

[46] - تفسير القرآن العظيم 3 / 416

[47] - صحيح مسلم 4 / 1999

[48] - شرح النووي على مسلم 16 / 139

[49] - تفسير الطبري 7 / 32

[50] سورة المزمل الآية 20

[51] - رواه البخاري ومسلم.

[52] - البقرة: 122

[53] - مقاصد الشريعة الإسلامية ص  464 تأليف العلامة محمد  الطاهر بن عاشور ط دار النفائس للنشر والتوزيع – الأردن 1421 هـ

[54] - تفسير الطبري 2 / 385 للإمام محمد بن جرير الطبري – مصدر سابق

[55] سورة النساء الآية 29

[56] - سنن الدارقطني 3 / 26 ط دار المعرفة – بيروت 1386 هـ

[57]  مقاصد الشريعة الإسلامية ص 473 فما بعدها  ( بتصرف )

[58]- المائدة: 90, 91

 

 

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

هجري

تاريخ الموضوع

الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم

25 شعبان 1429

2008/08/26

الإعجاز الطبي والدوائي في القرآن الكريم

12 شعبان 1429

2008/08/13

الآيات المنسوخة عند ابن الجوزي

 

2008/07/26

 

مطويات ذات علاقة

الموضوع الذي أخذت منه المطوية المطوية كنسخة وورد هجري التاريخ الرقم
  تدبر القرآن الكريم وتفسيره - الحلقة العاشرة

الناسخ والمنسوخ - جدول الآيات المنسوخة

1429/07/22 2008/07/25 073
  تدبر القرآن الكريم وتفسيره - الحلقة التاسعة

الناسخ والمنسوخ

1429/07/15 2008/07/18 072