بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

002

البقرة

آية رقم 256

لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

صدق الله العظيم

 

قوله تعالى: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ اختلف العلماء هل هذا القدر من الآية محكم أو منسوخ.

فذهب قوم إلى أنه محكم، ثم اختلفوا في وجه إحكامه على قولين:

أحدهما: أنه من العام المخصوص وأنه خص منه أهل الكتاب فإنهم لا يكرهون على الإسلام بل يخيرون بينه وبين أداء الجزية وهذا المعنى مروي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة وكان السبب في نـزول هذه الآية ما أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أبنا عمر بن عبيد الله البقال، قال: أبنا ابن بشران، قال: أبنا إسحاق الكاذي، قال: أبنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: بنا [علي بن] عاصم قال: بنا داود بن أبي هند عن عامر، قال: كانت المرأة في الأنصار إذا كانت لا يعيش لها ولد تدعى المقلاة، فكانت المرأة إذا كانت كذلك نذرت إن هي أعاشت ولدا تصبغه يهوديا، فأدرك الإسلام طوائف من أولاد الأنصار - وهم كذلك - فقالوا إنما صبغناهم يهودا ونحن نرى أن اليهود من خير "عباد" الأوثان [فإما إ] ذ جاء الله بالإسلام فإنا نكرههم على الإسلام، فأنـزل الله تعالى: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قال أحمد، وحدثنا حسين، قال: بنا أبو هلال، قال بنا داود، قال: قال "عامر" لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ كانت تكون المرأة مقلاة في الجاهلية لا يعيش لها ولد فكانت تنذر الله عليها، إن عاش لها ولد لتسلمنه في خير دين تعلمه، ولم يكن في الجاهلية دين أفضل من اليهودية فتسلمه في اليهودية، فلما جاء الله بالإسلام قالوا: يا نبي الله كنا لا نعلم أو لا نرى دينا أفضل من اليهودية، فلما جاء الله بالإسلام نرتجعهم، فأنـزل الله عز وجل لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ لا تكرهوهم ولا ترتجعوهم قال أحمد: "وبنا" وكيع، قال: بنا سفيان، عن خصيف عن مجاهد، قال: كان ناس مسترضعون في بني قريظة فأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام فنـزلت: لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ.

أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أبنا ابن جبرون، وأبو ظاهر الباقلاوي، قالا أبنا ابن شاذان، قال: أبنا ابن كامل "قال" بنا محمد بن "سعد" قال: أخبرني أبي، قال: حدثني عمي عن أبيه عن جده عن ابن عباس =رضي الله عنهما= لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قال: وذلك لما دخل الناس في الإسلام واعطى أهل الكتاب الجزية.

والثاني: "أن المراد به" ليس الدين ما يدين به في الظاهر على جهة الإكراه عليه ولم يشهد به القلب وينطوي عليه الضمائر، إنما الدين هو المعتقد بالقلب، وهذا قول أبي بكر بن الأنباري.

والقول الثاني: أنه منسوخ، "لأن هذه الآية" نـزلت قبل الأمر بالقتال ثم نسخت بآية السيف، وهذا قول الضحاك والسدي وابن زيد.

أخبرنا ابن ناصر، قال: [أبنا ابن] أيوب، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا أبو بكر النجاد، قال: أبنا [أبو داود] قال: بنا جعفر بن محمد [قال بنا] عمرو بن طلحة "القناد" قال: بنا أسباط بن نصر عن إسماعيل السدي فأسنده إلى من فوقه لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قال نسخ وأمر بقتال أهل الكتا [ب في براءة].

أخبرنا المبارك بن علي، قال: أبنا أحمد بن الحسن بن قريش، قال: أبنا أبو [إسحاق البرمكي] قال: أبنا "محمد بن إسماعيل" بن العباس، قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: [بنا حمر بن نوح، قال بنا أبو معاذ] قال: بنا أبو مصلح، عن الضحاك لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قال: نـزلت هذه الآية قبل أن يؤمر بالقتال قال أبو بكر: وذكر المسيب [بن واضح عن بقية] ابن الوليد عن عتبة بن أبي حكيم عن سليمان بن موسى قال: هذه الآية منسوخة لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ نسختها: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ.

 

قال تعالى:{ لا إكراه في الدين قد تبين الـرشد من الغي فـمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [البقرة:256] وقال تعالى:{فإن أرادا فصالا عن تـراض منـهما وتشاور فلا جناح عليهما } [البقرة :233] .. ما الفرق بين (فصل وفصم ) أو انفصال وانفصام .. ؟؟؟

ج . الفصال هو الفصل بين شيئين ومنها { فـصل الخطاب } أي الفيصل بين الحق والبـاطل، أما الفصام فـهو الكسر .. لكن أي كـسر ؟؟ هو الكـسر الغير بائن

ولنا أن نسأل لماذا جاء تعالى بهذا اللفظ الموحي بلباب الشيء وأعني به " الكسر الغير بائن " ذلك لأن العروة الوثقى كما يقول ابن عباس هـي " لا إله إلا الله " وهذه هي لباب الدين وقاعدته التي يقوم عليها منهج الله تعالى وهـذه العروة لا انفصام لها لأنها دين الوجود قبل أن تكون منهج الرسل والله يـقول :{ وله أسـلم من في السماوات والأرض} وقال تعالى{كل لـه قانـتون}وقـال أيـضاً{ولله يسجد ما في السماوات والأرض} وهي العهد الذي أخـذه الله عـلى بني آدم قبل أن يخلقوا :{ ألست بربكم قالوا بلى} لذلك قال تعالى في هذه العروة أن لا انفصام لها لأن لبابها " لا إله إلا الله " ومن لطائف القرآن أن الحق سبحانه وصف الإيمان بـأنه{العـروة}والعروة في اللغة هو النبات الذي ينموا في الصحارى والقفار مما تتغذى عليه الإبل المرتحلة وهي إشارة إلى أن لهذا النبات جذورا متصلة بالأرض بـكيفية تختلف عن غيره فبقيت حية تقاوم هجير الصحاري وهذا التشبيه ينطبق على جـذور الإيمان في القـلب بـالفطرة التي فطره الله عليها حتى قبل الرسل وفي الأثر ((كل مولود يولد على الفطرة )).

 

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

التاريخ الهجري

تاريخ الموضوع

الآيات المنسوخة عند ابن الجوزي

 

2008/07/26

الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم

24 رجب 1429

2008/07/27

 

مطويات ذات علاقة

الموضوع الذي أخذت منه المطوية المطوية كنسخة وورد هجري التاريخ الرقم
  تدبر القرآن الكريم وتفسيره - الحلقة العاشرة

الناسخ والمنسوخ - جدول الآيات المنسوخة

1429/07/22 2008/07/25 073
  تدبر القرآن الكريم وتفسيره - الحلقة التاسعة

الناسخ والمنسوخ

1429/07/15 2008/07/18 072