قال تعالى في
ابني آدم :{ فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصـبح من
الخاسرين } المائدة ..ثم قال بعد ذلك { من أجل
ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نـفس فـكأنما قتل الناس جميعا }
.. المائدة .. الفترة الزمنية بين ابني آدم وبني إسرائيل طويلة جدا .. فلماذا اختص
القرآن بني إسرائيل هنا بهذا الحكم .. علما أنه حكم قائم في كل أمة من الأمم
الكتابية .. ؟؟؟ ذلك لأن بني إسرائيل أمة قد اتصفت بالقتل وسفك الـدماء حتى كأنهم
قد جبلوا على هذا الأمر أو كأن القتل صار سجية من سجاياهم وميزة امتازوا بها ليس في
القرون الخالية وحسب بل على امتداد تاريخهم وحتى في الوقت الحاضر .. فقد امتدت
أيديهم قديما حتى على أنبــيائهم فـقال تعالى:{ ذلك
بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق } آل عمران وعليها
أخذ الله ميثاقهم :{ وإذ أخـذنا ميثاقكم لا تسـفكون
دمائكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون }البقرة .. ثـم
قال تعالى فيهم :{ ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون
فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان }البقرة .. لذلك جاء
هذا الحـكم الحق ليـدمغ بطلان النفس وفجورها عند بني إسرائيل