بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

027

النمل

آية رقم 060

أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ

صدق الله العظيم

 

ما كان لكم أن تنبتوا شجرها
 

بقلم الأستاذ الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى

أستاذ النبات وعلومه في جامعة عين شمس سابقا

ومدير مركز ابن النفيس حاليا في البحرين

الإنبات من أهم العمليات الحيوية التي تتم على سطح الكرة الأرضية وهي من دلائل القدرة الإلهية في الكون ولولا الإنبات ما كان في الدنيا نبات، ولولا النبات ما كان على الأرض يخضور (كلوروفيل ) ولولا اليخضور ما كانت على الأرض حياة.
قال تعالى: (
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُون ) [1] .

معاني الكلمات:

حدائق ذات بهجة :بساتين ذات حسن ورونق

قوم يعدلون :ينحرفون عن الحق إلى الباطل

هذه الآية من آيات الإعجاز النباتي في القرآن الكريم والقرآن كله معجز فقد تحدى الله سبحانه وتعالى من ينحرفون عن الحق إلى الباطل ومن يجعلون مع الله آلهة سواء كانت أصناماً أو أناساً أو ظواهر كونية، أوآلهة مادية أو أيديولوجيات غير إيمانية تحداهم الله سبحانه وتعالى بأنهم لن يستطيعوا إنبات بذرة واحدة من بلايين البذور والحبوب التي تنبت كل لحظة على الأرض لتعطي الأشجار والحدائق ذات البهجة والرونق.

إن عملية إنبات البذور من العمليات المعقدة التي يقوم بها النبات بقدرة الله

وقد ربطت الآية في إعجاز مذهل بين الماء والإنبات، فالماء شرط ضروري وأساسي للإنبات، وقد تظل البذور أو الحبة في التربة سنوات عدة لا تنبت ولا تتحرك إلى أن ينزل عليها الماء فتبدأ العملية العجيبة المعجزة عملية الإنبات التي يجريها أطفالنا بوضع الحبوب والبذور فوق القطن المبلل بالماء وهم لا يدرون أنهم يقومون بعملية من أعقد العمليات الحيوية في عالمي النبات والكيمياء الحيوية، وهذا العملية تحدى الله سبحانه وتعالى بها من يشرك به أن يقوم بمثلها بعيداً عن أسباب الله في خلقه من جنين حي وماء به كل شيء حي.

فإذا سقط الماء على البذرة أو الحبة تشربت الماء بفعل قوى التشرب والقوى الأسموزية، والعلاقات المائية للنبات ذات القوانين الرياضية الدقيقة والمعقدة والتي كان يرهقنا فهمها أثناء دراستها والتي مازالت ترهق طلاب الدراسات العليا عند تدريسها لهم.

صورة لبذرة تقوم بعملية الإنبات تأمل قدرة ا لله

 هذه القوى وضعها الله سبحانه وتعالى في غلاف الحبة، أو قصرة البذرة، فإذا كان الغلاف غير منفذ للماء لا يصل الماء إلى الجنين داخل الحبة أو البذرة فتفشل عملية الإنبات.

وبعض البذور فعلاً ذات قصرة (غلاف البذرة ) صلبة غير منفذة للماء تماماً (بذور نبات الخروع ) ولكن الله سبحانه وتعالى الذي أحسن كل شيء خلقه زود  هذه البذور بثقب في مقدمة البذرة هذا الثقب محاط بتركيب إسفنجي يتشرب الماء بسرعة يسمى البسباسة (Caruncle)فينفذ الماء من هذا الثقب ويصل الجنين.

هل هذا التركيب الإسفنجي خلق بالصدفة وبدون خالق عليم خبير ؟ أو خلق بدون قوى لا تعقل ولا تعي ؟ ولا تفكر ؟ كما يدعي الدارونيون، الماديون ومن يشايعونهم من المتمسلمين الماديين غير العابدين لله حق عبادته قال تعالى:( مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)[2].

فلو دخل الماء إلى البذرة أو الحبة تحدث فيها تغيرات فيزيقية حيث تنتفخ الحبة وتزداد في الحجم بفعل قوى التشرب، فيتمزق الغلاف، وفي نفس الوقت تحدث عمليات كيميائية كبيرة حيث يبدأ الجنين في إفراز الأنزيمات المحللة للمواد الغذائية المدخرة في البذور والحبوب فتحولها ـ من مواد معقدة التركيب كبيرة الحجم لا تنفذ إلى خلايا الجنين ولا يستطيع استغلالها ـ تحولها إلى مواد بسيطة التركيب صغيرة الجزيئات تنفذ خلال أغشية وجدر الخلايا حيث يستغلها الجنين ويتغذى عليها.

 الصورة فوق مقطع في بذرة ويظهر فيها أيضا ثقب البذرة أو ما يسمى بالبسباسة   

ومن العجب أن نوع الأنزيمات يتوافق مع نوع الغذاء المدخر، وهذه الأنزيمات تحلل بعض المواد شديدة الصلابة كتلك الموجودة في ثمار نبات الدوم والتي يصنع منا أزرار الملابس الصلبة، تحولها إلى مواد رخوة لينة في قوام اللبن، حلوة الطعم سهلة الهضم والامتصاص.

العمليات السابقة تتم في درجة حرارة من (25ـ 35س ) وإذا أردنا أن نجري نفس العمليات في المختبر فإننا نحتاج إلى حمامات من الماء المغلي وإلى إضافة أحماض حارقة وكاوية ومحللة، ونحتاج إلى مبردات ومكثفات وأجهزة قياس دقيقة للحرارة ومهندسين وعلميين وفنيين تزيد أعدادهم على المئات ونحتاج إلى مصانع ذات ضجيج عال وأبخرة سامة متصاعدة وتلوث للبيئة ورؤوس أموال ضخمة.

هذه العمليات تتم في هدوء عجيب، وسكون تام داخل تلك البذور التي وضعها الطفل فوق قطعة القطن المبللة بالماء. هذه العمليات المعقدة تحدث في حقل الزراعة البسيطة الذي لا يعرف معادلات ولا مختبرات ولا أبحاث.

من فعل هذا ؟ أَإِلَهٌ مع الله ؟ الطبيعة ؟ الكون  ؟ كما يقول الماديون العلمانيون، إن من يعتقدون بذلك ويقولون به لا يختلفون في تفكيرهم عن هؤلاء السذج الجهلاء .

الذين يقولون عن البرق والرعد (أن جمل الشتاء يصارع جمل الصيف في السماء.

ولا يختلفون عن الذين يقولون عند حدوث الزلازل والبراكين : (أن هناك ثوراً يحمل الدنيا على قرنه، وهو يبدل حملها إلى القرن الآخر لأنه تعب ؟ )

بعد ذلك تبدأ عمليات حيوية رائعة ومثيرة انقسام خلوي عجيب وصبغيات (كروموسومات) ومغازل تنسج وجدر تبنى، وحرارة تنبعث وحياة تدب وهرمونات تتكون وفيتامينات تعمل وأعضاء تتكشف وجذير يتجه إلى الأرض وسويقة تتجه إلى أعلى في حماية عجيبة وتقدير دقيق وتتكون الأوراق والبراعم والأزهار والثمار وغيرها من بلايين العمليات الحيوية المعجزة.

الشكل التالي يبين عملية  الانقسام الخلوي التي تحدث في النبات بقدرة الله

بعض البذور رغم توفر كل شروط الإنبات لا يمكن أن تنبت وبعض النباتات تحتاج بذورها إلى فترة سكون (Dormancy)  تختلف من برهة إلى مئات السنين حسب نوع النبات، ولولا فترة السكون هذه لأنبتت بعض البذور في الحقول وهي مازالت على النبات الأم قبل حصادها ولتعذر الحصاد وانبتت البذور أثناء الدراس وفي أماكن إعدادها وثناء تخزينها.

وبعض البذور رغم توفر جميع شروط الإنبات لا تنبت لأن جنينها غير ناضج، أو إن بعض المواد المثبطة للنمو والإنبات تكون موجودة في غلاف الحبة أو قصرة البذرة وتحتاج إلى عوامل كثيرة حتى تتلاشى وينبت النبات.

وبذور بعض النباتات المتطفلة لا تنبت مطلقاً إلا إذا وجد عائلها الذي تتطفل عليه ولو أنبتت في غيابه لكان الهلاك والفناء هو مصير البادرات التي نتجت عن هذا الإنبات فمثلاً نبات الفول Vicia  Faba)يتطفل عليه نبات الهالوك ( Orbanche)ولا يمكن أن تنبت بذور الطفيل (الهالوك) إلا إذا انبت بذور العائل (الفول) .

من هدى هذه البذور إلى هذا السلوك العجيب ؟ أإله مع الله ؟  هل الطبيعة الصماء التي لا تعي و لا تفكر يمكنها أن تخلق ذلك ؟؟ وصدق الله رب العزة في قوله تعالى :(مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُون)[3]


[1]  سورة النمل

[2]  سورة الحج 74

[3]  سورة  النمل60

 

 

 

 

 

أنسجة وأوعية التوصيل المعجزة في النبات
 
 

للدكتور نظمى خليل أبو العطا

       يعانى سكان المدن الكبرى المزدحمة بالسكان وخاصة في الأدوار العليا والأحياء المتطرفة من مشكلتي وصول الماء إليهم وتوفيره باستمرار وللتغلب على هذه المشكلة الكبرى تشيد الدول الخزانات الكبرى وتنشئ المضخات العظيمة ويعاون ملاك العمارات العالية والبنايات الشاهقة الدولة في حل المشكلة ببناء الخزانات الضخمة والرافعات الكهربائية المساعدة على رفع المياه إلى الوحدات السكنية ويساهم السكان مع الدولة والملاك بتركيب مضخات عادية والية في وحداتهم السكنية ومع ذلك تظل المشكلة قائمة خاصة إذا انقطعت الكهرباء ويحتاط السكان لذلك بتخزين المياه في وحداتهم السكنية فهل توجد مشكلة نقل وتوصيل المياه في عالم النبات المتكاثف في الغابات وواسع الانتشار في الحقول والبلاد خاصة مع الأشجار الضخمة العالية التي تعلو بعضها ارتفاع المآذن الشاهقة والبنايات العالية؟

انظروا إلى شجرة الصنوبر pinus tacdal  الضخمة ونخلة جوز الهند cocos nuci fera  الشاهقة ونخلة البلح phoenix dactylifera المتمرة وشجرة الزان كبير الورق fagus grandifolia الضخمة والاسفيدات الذهبى acer acchainum العالية والكافور eucalyptus globules المتفرعة هل تعانى تلك النباتات من مشكلة نقل المياه إلى براعمها المتطرفة وقممها العالية وتوفيرها لجميع أجزاء النبات لو توقف الإمداد المائي براعمها الطرفيةterminal buds  والجانبية lateral buds  لهلكت شجرة الاسفندان الفضي يصل طولها إلى 48 قدم وبالنتح transpiration  فقط 85 جالون ماء في الساعة

وفدان الذرة في مصر ينتج 2400 متر مكعب من الماء في الموسم الواحد

والغابة الواحدة في الولايات المتحدة تفقد 8000 جالون ماء في اليوم الواحد بالنتح فقط علاوة على ماء الادماع guttation  وغيره فكيف تصل تلك الكميات الهائلة من الماء إلى أوراق هذه النباتات وبراعمها الطرفية في ارتفاعا تصل لأكثر من خمسة عشر دورا في بناية شاهقة؟

     وما القوة الرافعة العظمى والدائمة التي تقوم يرفع الماء من التربة إلى هذا النبات ؟

وما الأوعية والأنسجة الوعائية الموصلة لتلك المياه من الشعيرات الجذرية إلى البراعم الطرفية وكل زهرة وبرعم وورقه وثمرة بلا انقطاع أو تأخير في الليل والنهار

أنها آليات وأنسجة التوصيل المعجزة في النبات حيث وهب الخالق سبحانه وتعالى وأعطى النباتات الأرضية أنسجة توصيل معجزة بلغت عظمتها ودقتها وقمتها في النباتات الزهرية

وكما نعلم يحتاج النبات في تغذيته إلى نقل الماء ومواد الغذاء في شتى صورها من عضو إلى آخر وتزداد هذه الحاجة ازديادا مضطردا كلما نما النبات وكبر وأنتج خلايا وأنسجة وتراكيب جديدة وكلما ارتفع مجموعة الخضري shoot system فوق سطح الأرض وتشعب مجموعة الجذري root system وتختص بوظيفة التوصيل أنسجة خاصة في النبات تعرف بالأنسجة الوعائية أو الموصلة (2)Vascular or conducting tissuesتحتوى على قنوات ذات تركيب خاص مستطيلة فى اتجاه التوصيل وتتصل هذه الأنسجة ببعضها البعض في سائر أجزاء النبات مكونة جهازا موحدا يمتد ويتشعب في كل مكان مكونا أوعية الخشب xylem وأوعية اللحاء phloem ذات التركيب والآليات المعجزة.

 

الخشب xylem

يمثل الخشب أوعية التوصيل الأساسية في النبات وهو يتكون من:-

1- الأوعية           vessels

2- القصيبات     tracheids

3- براتشيمة الخشب  xylem pranchyma

4- ألياف الخشب     woodfibers

وتمثل الأوعية قنوات التوصيل الأساسية في كاسيات البذور angiosprrmes

وهى عناصر ميتة سميكة الجدار ملجنة

تقوم بتوصيل الماء واختزانه أحيانا وينشا الوعاء من صف راسى من الخلايا الإنشائية تتغلظ ثانويا بعد استطالتها وتذوب الجدر المستعرضة الفاصلة بين الخلايا فتتكون قناة متصلة ويختلف طول الأوعية من نبات إلى آخر ففي بعض النباتات الخشبية المتسلقة يصل إلى بضعة أمتار وتصل إلى مترين في شجرة البلوط quercusإما القصيبات  tracheidsفهي نوعا آخر من عناصر التوصيل مستطيلة ميتة خالية من المادة الحية تتكون من خلية واحدة ملجننة الجدر وهى تكون الجانب الأكبر من الخشب في كثير من النباتات فهي عناصر التوصيل الوحيدة في المخروطيات coniferophyta والنباتات التريدية  pteridophyta

أما ألياف الخشب فهي عناصر ملجننه وحيدة الخلية مدببه الطرف ذات وظيفة تدعيمية وبراتشيمية الخشب أوعية براتشيمية حية تقوم باختزان الغذاء والدباغات

كيف ينقل الخشب الماء والأملاح والمعادن والمغذيات من التربة إلى النبات؟

وكيف يرتفع الماء في تلك الأوعية إلى هذه الارتفاعات الشاهقة؟

وضعت عدة نظريات لذلك ولكن المهم إن قوى التماسك cohesive بين جزيئات الماء والتلاصق adhesive بين الماء وجدر الأوعية الناقلة تؤدى إلى ارتفاع الماء في الأوعية لأعلى ويساعدها على ذلك قوة الشد التماسك cohesion-tension بسبب بخر الماء من الأوراق وكذلك الخواص التشريحية لنسيج الخشب تؤدى جميعها مع حيوية النبات إلى صعود الماء من الجزر إلى الساق لأكثر من 400 قدم وتتميز عملية انتقال الماء من الجزر إلى الأوراق بالعملية المحفزة للطاقة - الازموزية – والتي ترطبط من خلال الخواص التماسكية والتلاصقية للماء إلى حد تنشيط عملية رفع وسحب الماء إلى القمم العالية للاشجارضد قوى الجاذبية وقوى المقاومة التشريحية فسبحان من أوجد هذا وهيأه لهذه الوظيفة العظيمة التي تجعل شجرة واحدة ترفع أكثر من 2400 متر مكعب من الماء في الموسم الواحد.

 

اللحاء : phloem

وتأتى بعد ذلك أنسجة اللحاء الذي يتكون من:

الأنابيب الغربالية sieve tubes

الخلايا المرافقة companion cells

وبراتشيمية اللحاء phloem parenchyma

والياف اللحاء phloem fibers

ووظيفة اللحاء توصيل المواد الغذائية المجهزة في النبات إلى خلايا النبات وأماكن تخزين الغذاء المدخر في النبات

-         وتتركب الأنابيب الغر بالية من صف رأسي من خلايا مستطيلة رقيقة الجدر وتخترق الجدر المستعرضة التي تفصل بين هذه الخلايا ثقوب غربالية تؤدى وظيفة توصيل المواد البروتنية والكربوهيدراتية ومن هنا سميت بالأنابيب الغر بالية

-         وخلية الانبوبه الغربالية خلية عادية تختفي نواتها ويصبح السيتوبلازم رقيقا نفاذا وجدر الأنابيب الغربالية رقيقة غير ملجننة تتركب من السليولوز وترافق الخلية الغربالية خلية مرافقة companion cell تساعد الخلية الغربالية

في التغذية والعمليات الحيوية ويحتوى اللحاء على مقادير مختلفة من الخلايا البرانشيمية تخزن النشا والدهون وغيرها من المواد الغذائية العضوية ويتجمع فيها المواد الدباغية والراتنجية والصمغية واللبنية وتدعم ألياف اللحاء بناء الأنسجة اللحائية ويتحرك الغذاء المتكون في الأوراق إلى جميع أجزاء النبات عبر أوعية اللحاء باليات شحن وتفريغ looding and uploading نشطة يستخدم فيها طاقة  atp التي توفرها الخلايا المرافقة للأنابيب الغربالية كما تساعد عمليات الاسموزية والانسياب الضغطى في هذا النقل المعقد والدقيق وبذلك تتضح الخالق سبحانه وتعالى في أنسجة التوصيل النباتية وآليات عملها تلك الأنسجة والآليات التي عجزت الحكومات العصرية عن القيام بوظائفها في نقل الماء وشحن الغذاء بانتظام وبتقدير عجيب.

من يصدق أن هذه الأنسجة وتلك الآليات أوجدها النبات غير العاقل وطورها أو أجدتها الطبيعة الصماء أو خلقت بالصدفة والعشوائية كما يدعى الدارونيون وأنها تطورت بالطفرة والانتخاب الطبيعي كما تذكر كل كتب علم الأحياء المؤلفة في الديار الغربية ومعظم الديار الإسلامية أنها الغزوة الإلحادية على العقيدة الإسلامية التي أراد أصحاب نظرية التطور بناء الكون على أساسها حتى تكون الدنيا أرحام تدفع وارض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر وهذا ما فنده سيدنا موسى عندما قال له فرعون – فمن ربكما يا موسى - ؟ (طه49)

*قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى* *طه*50

ربنا الذي خلق النبات ورزقه بأنسجة التوصيل بعد أن هيأها تماما للقيام بوظائفها الحيوية على أكمل وجه فارتفعت المياه إلى البراعم الطرفية الشاهقة في النباتات العالية ووصلت إلى الأفرع والبراعم الجانبية والأوراق والأزهار والثمار والجذور وأعضاء التخزين في النبات في أعجاز معجز فسبحان الله العظيم الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى.

الهوامش:

(1)   ـ  أنظر كتاب فسيولوجيا النبات (مترجم ) الدار العربية للطباعة  والنشر (ص134)

وكتاب Planet physiology,devlin and witham(أصل الكتاب السابق )(pag3).

(2) ـ كتاب النبات العام، أحمد مجاهد وآخرون القاهرة : مكتبة الأنجلو المصرية (ص192).

 

 

الأوراق النباتية من كبرى المعجزات الحيوية
 

بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا

 

   تحيط بنا الأوراق النباتية (leaves)  في كل مكان، في الحدائق، والمزارع، والمدارس، والشوارع والمنتزهات والغابات وفي كل مكان يصل إليه الإنسان، ومع ذلك لا يتدبرها الكثير منا، وكأننا ألفناها من كثرة انتشارها، وكأن الله سبحانه وتعالى يعنينا بهذه الآية، قال تعالى: (وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم معرضون) يوسف (105).

   وحتى نكون عليمون ولا نتجنى على أحد منا اقترح أن يسأل كل منا نفسه هذا السؤال:

-   كم مرة استوقفتني الورقة النباتية؟!

-   كم مرة استوقفتني بألوانها، وأشكالها، ووظائفها وفوائدها العلمية والطبية والبيئية والاقتصادية والفنية والجمالية؟!

-   كم مرة دققت في شكلها الظاهري، وعنقها ونصلها وحافتها وقمتها وقاعدتها؟!

-   كم مرة سألت عنها؟!

-   وكم مرة قرأت عنها؟!

-   وكم مرة حاولت دراستها ورسمها؟!

   ومع أن حياتنا على هذه الأرض متوقفة على حياتها والحفاظ عليها، فنحن نعيش على ما تنتجه لنا من الغذاء والدواء واللباس والأكسجين، وهي التي تخلصنا من الكميات الزائدة من ثاني أكسيد الكربون.(1)

   إنها مدرسة للدارسين والزراعيين، والآكلين والاقتصاديين، والفنانين، والشعراء والأدباء والصناع.

   إنها معجزة في شكلها الظاهري، وتركيبها الداخلي ووظائفها الحيوية، ومنافعها الطبية والغذائية والاقتصادية والبيئية.

   معجزة في نشأتها ومنشئها ومنبتها ونموها وهرموناتها وتحوراتها.

   وقد جاء كل نبي بمعجزة خاصة لقومه والله بين هذه المعجزة للناس

كافة، وضرب بها المثل في معجزته القرآنية وفي السنة النبوية (2).

يصل طولها في نباتي الموز Mousa nana ونخيل البلحPhoenix dactylifera إلى عده أمتار ويبلغ عرضها في نبات القلقاس الهندي Colocacia nymphea flora وزئبق الماء Victoria regia إلى عدة أمتار ولا يتجاوز طول بعضها وعرضها بضعة مليمترات كما هو الحال في نبات عدس الماء Lemna gebba .

   والأوراق النباتية زوائد جانبية خضراء عادة مفلطحة تحملها السيقان النباتية عند العقد nodes الساقية .

   ومع أنها تتباين في أشكالها تباينا واضحا إلا إنها في الغالب تتكون من القاعدة (leaf base) والعنق (leaf stalk) والنصل (leaf blade) فانظر أيها العاقل كيف تخرج هذه الورقة الخضراء الغضة المفلطحة (flattened) من تلك الساق النباتية (stem) الجامدة غير الخضراء بساق النبات وهو يحمي البراعم المحصورة بينه وبين الساق.

   وعنق الورقة leaf stalk or petiol جزء اسطواني مستطيل عادة يختلف طولا وقصرا باختلاف النبات (3).

   وهو يحمل نصل الورقة بعيدا عن الساق في الورقة المعنقة وبذلك توضع الورقة في الوضع الأمثل لعملية البناء الضوئي.

   أما نصل الورقة (leaf blade or lamina) فهو الجزء الأخضر المفلطح الذي يحمله العنق في طرفه البعيد عن الساق ، وهو يقوم بالدور الأكبر في عمل النبات وهو عملية البناء الضوئي (photosynthesis).

   وللورقة ترتيب محدد على الساق فهي إما متبادلة (Alternate) الوضع على الساق أو متقابلة (opposite) الوضع والترتيب أو سوارية (whorled).

   والأوراق المتبادلة لها افتراق زاوي (phyllotaxis) أو (leaf divergenoe) محدد ودقيق أي أن النسبة بين الجزء من محيط الساق الذي يفصل بين ورقتين متتاليتين ثابت.

   ولنصل الورقة النباتية العديد من الأشكال (shapes) التي تبين عظمة الخالق سبحانه وتعالى وعلمه ومقدرته وإبداعه في الخلق ، والذي يبين أن كل شيء في الكون خلق بقدر معلوم مصداقا لقوله تعالى (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) الفرقان2.

-ومن أشكال نصل الورقة :

1- الشكل الرمحي (lanceolate) مثل أوراق نبات الكافورEucalyptus .

2- الشكل البيضاوي (Ovate) مثل أوراق نبات التوت Morous alba .

3- الشكل القلبي (cordate) مثل أوراق نبات البطاطا Ipomoea.

4- الشكل المثلثي (triangle) مثل أوراق نبات الحور populus.

5- الشكل البيضي (ovate) مثل أوراق نبات الفيكس لسان العصفورficus religusa.

6- نصل بفصين (twolobed) مثل أوراق خف الجمل Bauhinia .

7- النصل القرصي (peltate) مثل أوراق نبات أبو خنجر Trapaeolum.

8-النصل الملعقي Spathulate مثل أوراق نبات Pitosporium ونبات الأقحوان Calandula.

9- النصل المزراقي (Hastate) مثل أوراق نبات العليق Convolvulus  .

10- النصل الكلوي (Reniform) مثل أوراق نبات القطن Gossypium .

11- النصل الإبري (Acicular) مثل أوراق نبات الصنوبر Pinus .

12- النصل الأنبوبي (Tubular) مثل أوراق نبات البصل Allium cepa .

13- النصل الشريطي Linear  مثل أوراق نبات الذرة Zea mays  .

14- النصل الملعقي

   ومن الأوراق ما هو دائم الخضرة Overgreen leaves ومنها الأوراق المتساقطة  deciduous leaves ولبعضها قاعدة غمدية sheath base leaf وذات القاعدة المنتقخة Pulvinus base leaf وذات أذينة شبه الورقية leaf like stipules .

   ولقمة (Apic) الورقة عدة أشكال منها:

- المستوية obtuse القمة.

- والحادة acute القمة.

- والمستدقة cudate القمة.

- والمذنبة acuminate القمة.

- والسفوية Aristate القمة.

- والمشقوقة Retus القمة.

- والغائرة Emarginate القمة.

- والمعقودة Notched القمة.

- والشوكية Apiculate القمة.

   ولحافة (margine) الورقة عدة أشكال منها:(4)

- الكاملة (Entire) الحافة.

- المنشارية ( Serrate) الحافة.

- المسننة (Dentate) الحافة.

- المقروضة (Crenate) الحافة.

- المتموجة (sinuate) الحافة.

- الهدبية (Ciliate) الحافة.

- الشوكية (Spinous) الحافة.

   وبالنسبة لقاعدة (base) الورقة فمنها:

- المتماثلة (Symmetrical) القاعدة.

- وغير المتماثلة (Asymmetrical) القاعدة.

- والأذنبية ( Auriculate) القاعدة.

   وتوجد الورقة مفصصة النصل (Lobed blades) والتي تنقسم إلى: 1- ضحلة التفصص الراحي: (Palmatifid) مثل أوراق نبات الخطمية Althaea .

2- عميق التفصص الراحي: (Palmatipartite) مثل أوراق نبات الخروع Ricinus وهي أوراق تشبه راحة اليد في تعرقها وتفصصها.

3- ضحلة التفصص الريشي: (Pinnatifid) مثل أوراق نبات الحنظل Colocynthis.

4- عميقة التفصص الريشي:(Pinnatipartite)  مثل أوراق نبات الخشخاش Papaver وهي أوراق تشبه ريشة الطيور في تعرقها وتفصصها.

5- هناك الورقة المشرحة الريشية (Pinnatisect) .

6- والورقة المشرحة الراحية (Palmatisect).

فمن فصص هذه الأوراق وشرحها بهذا النظام البديع لكل نبات وكل عائلة نباتية؟!

وأين الصدفة والعشوائية في هذا التشكيل العجيب والمعجز لنصل الورقة النباتية إنه عالم الورقة البديع والمقدر والمعجز.

   أما تعرق الورقة  (Venation) فهو الآخر من التراكيب والخصائص العجيبة في الورقة النباتية.

   حيث توجد العروق الوسطى الكبرى امتداد لعنق الورقة، يمتد منها فريعات متدرجة في الصغر لتصل إلى كل مكان وخلية في الورقة، بحيث يصل الغذاء لكل خلية في الورقة، ويصدر الغذاء المتكون بالبناء الضوئي من كل خلية.

   وقد أخذ التعرق الورقي العديد من النظم البديعية منها:

- التعرق المتوازي Parallel

- التعرق الشبكي Reticulate

- التعرق الشبكي المتباعد Reticulate divergent

- والتعرق الشبكي المتجمع Reticulate convergent

- والتعرق المتوازي المتباعد Parallel divergent

- والتعرق المتوازي المتجمع Parallel convergent

   وقد فرغ بعض الفنانين والنباتيين الورقة من الأنسجة الخلوية ماعدا التعرق الجميل فكانت الورقة تحفة فنية من شبكة العروق والعريقات يصعب على الإنسان والنبات إنشاءها عشوائيا أو بالصدفة كما يدعي أصحاب نظرية الصدفة والعشوائية.

   وتقسم الورقة إلى بسيطة –كما سبق- ومركبة منها:

1- المركبة الريشية compound pinnate leaf  مثل أوراق الكاسيا cassia nodosa.

2- المركبة الراحية Compound palmate مثل أوراق الاراليا

3- والمركبة الريشية المتضاعفة compound bipinnate مثل أوراق اللبخ Aibezia lebbek.

4- ومنها أوراق ثنائية الوريقات Bifoliate

5- وأوراق ثلاثية الوريقات Trifoliate

6- وأوراق رباعية الوريقات quadrifoliate

7- والورقة المركبة الريشية ثنائية وريقات الطرف Paripinnate

8- والورقة المركبة الريشية أحادية وريقات الطرف Imparipinnate  

وغيرها من الأوراق المركبة البديعية التي إن دلت فإنما تدل على الإبداع في الخلق والتنوع الحيوي والإعجاز العلمي في الشكل الظاهري للأوراق النباتية التي نمر عليها ليل نهار دون اعتبار مصداقا لقول الله تعالى ( وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم معرضون ) يوسف 105 فاللهم لا تجعلنا من المعرضين عن آياتك الكونية، واجعلنا من العقلاء المتدبرين لآياتك في السموات والأرض.

   فهل الطبيعة الميتة الصماء وغير العاقلة صنعت هذا الإبداع؟! وهل الانتخاب الطبيعي هو الذي طور ذلك؟! وهل الطفرة المعيبة في 99% منها تقدر على هذا الإبداع وهذا الكمال في الخلق؟!

   وللورقة كما نعلم (5) وظيفة أساسية وهي القيام بعملية البناء الضوئي Photosynthesis حيث تثبت الورقة ثاني أكسيد الكربون CO2 الحيوي وهيدروجين الماء H2O وضوء الشمس لإنتاج المواد الكربوهيدراتية التي تتحول بعد ذلك إلى المواد الدهنية، والمواد البروتونية وباقي المنتجات النباتية.

   والشكل العام للورقة النباتية متلائم مع هذه الوظيفة الحيوية المعجزة فنصل الورقة في الغالب مفلطح عريض لاستقبال أكبر كمية من الضوء، وإدخال أكبر كمية من ثاني أكسيد الكربون ونتح الماء الزائد.

   والتركيب التشريحي للورقة يتناسب أيضا مع هذه الوظيفة الحيوية للأوراق النباتية.

   وللورقة بشرة عليا upper epidermis والبشرة السفلى lower epidermis الحاميتان للأنسجة الداخلية للورقة من الجفاف والعوامل البيئية الخارجية المضرة خاصة أن البشرة مغطاه بطبقة الأدمة (Cuticle)  شمعية التركيب تحيط بالبشرة إحاطة تامة ماعدا مناطق الثغور والفتحات الأخرى الدمعية وغيرها.

   وللورقة تحت البشرة مباشرة نسيج عمادي Palisade tissue يتعامد على النسيج الداخلي حاميا الورقة من الضوء الشديد.

   وبالداخل يوجد النسيج الإسفنجي Spongy tissue المحتوى على البلاستيدات الخضراء (Plastides) التي تقوم بعملية البناء الضوئي (Photosynthesis) والتي شرحنا عملها بالتفصيل في موضوع مجمعات تثبيت الطاقة.

   وللورقة بالداخل أنسجة توصيل هي الخشب (Xylem) لتوصيل الماء والأملاح والمعادن والمغذيات للخلايا واللحاء (Phloem) لنقل الغذاء المتكون في الخلايا الورقية إلى أماكن استغلاله وتخزينه في النبات.

   وتتشابه أوراق نباتات ذوات الفلقة الواحدة(Monocotyledones)  في خصائص عامة في شكل الورقة الخارجي وتشريحها الداخلي.

   كما تتشابه أوراق نباتات ذوات الفلقتين Dicotyledones في شكل الورقة الخارجي وتشريحها الداخلي.

   وهذا دليل على أن كل شئ مخلوق بعلم وبتقدير وتدبير ولغاية مقدرة.

   كما تتشابه أوراق نباتات الظل في تفلح أوراقها، وزيادة كمية اليخضور Chlorophyll فيها لاقتناص الضوء وقلة الأنسجة العمادية الحامية من الضوء وكبر الأنسجة  المغلظة لعدم احتياج ذلك.

   أما في نباتات الجفاف حيث قلة الماء وشدة الضوء، وارتفاع الحرارة فقد هيأ الله سبحانه وتعالى أوراق نباتات البيئة الجافة لمجابهة ذلك حيث ازدادت الأنسجة العمادية، والأنسجة المغلظة والمدعمة، مع زيادة التراكيب الحامية للثغور من الشعيرات والحجرات المحيطة، وزيادة المادة الشمعية، والتفاف بعض الأوراق حول نفسها كما تلف أوراق سيجار التبغ، وظهرت التراكيب والشعيرات العاكسة للضوء.

   أما في نباتات الوسط المائي ، فقد غابت أنسجة الخشب تقريبا لعدم الحاجة إليها فالماء يحيط بالنبات من كل جانب.

   وتجزأت الأوراق حتى لا تحطمها التيارات المائية وهي أوراق رقيقة مليئة بالفراغات الهوائية المساعدة على العوم والطفو. وهنا يتبين الإبداع الإلهي في الخلق، والعلم الإلهي بالخلق (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك 14

   وقد تحورت الأوراق في أشكال من التحور (Metamorphosis) للقيام بوظائف ومهام أخرى مخالفة للورقة المفلطحة العادية.

   فقد تحورت إلى ورقة شوكية spiny leaf للحماية وتقليل النتح.

   وتحورت إلى أذينات ورقية leafy stipules للتسلق والتعلق.

   وتحورت إلى أوراق مخزنة Storage leaves لتخزين الماء والمواد الغذائية.

   وتحورت إلى قدور وفخاخ ومصايد لصيد الحيوان وافتراسه (6).

   وتحورت إلى فلقات (Cotyledons)لتخزين المواد الغذائية وإعطاء الأوراق الفلقية Cotyledons leaf كما هو الحال في نبات الخروع Ricinum communis والقطن Gossypium barbadense.

   ومن الإعجاز أنها تحورت إلى بتلات Petals جميلة اللون في الزهرة، وتحولت إلى سبلات (sepals) لحماية الأجزاء الداخلية للزهرة، وتحورة إلى أسدية (stamens) لإنتاج حبوب اللقاح وكرابل Carpels وهذه التراكيب الزهرية Structure of flower للقيام بعملية التكاثر الجنسي sexual reproduction وإنتاج الرحيق وحبوب اللقاح والثمار والحبوب والبذور ... فما أبدع الخالق!

   الجميع لا يتصور أن الزهرة ساق تقاربت عقدها وسلامياتها وتحورت أوراقها إلى الأوراق الزهرية السابقة للقيام بعملي التكاثر الزهري كما تحور عنق الورقة إلى معلاق Tendril petiols .

   وتتخذ الورقة طرزا أخرى  غير الطراز المعهود ومنها:

1- الأوراق الفلقية cotyledonary leaves

2- الأوراق الزهرية Floral leaves

3- الأوراق الاغريضية Spath leaves

4- الأوراق القلافية Involucre leaves

5- الأوراق الخوصية Folige leaves

6-الأوراق القنيبية Bractiole leaves

وللورقة قيمتها البيئية والغذائية والدوائية حيث تؤكل أوراق النبات وتستخدم في إنتاج الأشربة النباتية كالشاي والكركديه وتستخدم في الطبخ كالملفوف والسبانخ وتستخدم في التداوي على هيئة أوراق وأزهار وهذا معلوم للجميع، وهي تحافظ على البيئة بإنتاج الأكسجين واستغلال ثاني أكسيد الكربون، وهي التي أنتجت جميع المواد الكربوهيراتية والدهون النباتية والبروتين والبترول والفحم والخشب وعلف الماشية وكل المنتجات النباتية والتي استغلها الحيوان والإنسان والكائنات الحية الدقيقة، والنبات هو المثبت الرئيس للطاقة الشمسية.

   وبذلك تجلت عظمة الخالق سبحانه وتعالى في خلقه للأوراق النباتية، وإبداعه في خلقها لوظيفتها الأساسية.

   ولتركيبها المتباين، وقواعدها المختلفة وحوافها المتعددة، وتحوراتها المعجزة، وتعرقها الدقيق، وأشكالها الجميلة، وألوانها الآخذة بالألباب، ووضعها على الساق، فماذا يقول الدارونيون عن ذلك؟!

   ولماذا نمر على هذه الآيات الكونية الرائعة ونعرض عنها ولا نتفكر فيها؟

   وكيف تحول هذه لورقة ثاني أكسيد الكربون والماء والمعادن والأملاح وضوء الشمس إلى مركبات مغذية ومفيدة ولذيذة الطعم.

   أين الكافرون بالله ليتعلموا من هذه الورقة النباتية كيف يوحدون الله؟!

   أين المشركون بالله، المستغيثون بغير الله والمتبركون بالموتى من عباد الله ليروا الإعجاز في خلق الله في الورقة الخضراء واستحقاقه وحده بالعبادة كما قال تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) الفاتحة 5.

   أين المتخذون لله ولدا سبحانه لتعلموا العظمة الإلهية في تلك الرقة النباتية؟!

   أين المارون على الورقة النباتية ليلا ونهارا صمتا وعميانا وكفرا وطغيانا؟!

   قال تعالى ( قل انظروا ما في السموات والأرض ) يوسف 101 إنها دعوة للنظر والتدقيق في خلق الله ومن الصنعة يستدل على علم الصانع وتقديره وقدرته وقوة بيانه.

   قال تعالى ( كذلك يبين لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) البقرة 226 فهل تفكرنا في أوراق النبات نظرة الفاحص الباحث العلمي المدقق؟! وهل تفكرنا تفكر العلماء في آيات الله أم مررنا عليها مرور الحيوان البهيم لا يعنينا إلا أكلها واستمتاع البطن بها؟!

   قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا يحب كل جعظري جواظ سخاب في الأسواق جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة ) رواه ابن حيان في صحيحه.

   فهل يحب أحدنا أن يكون من هذا الصنف أم تحب أن تكون ممن قال الله فيهم (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) آل عمران 190-191

   وماذا سيقول كل منا عندما يسأله الله ماذا فعلت عندما رأيت خلقي وإبداعي وتقديري في الخلق؟!

   أسئلة مطروحة يجب علينا أن نجيب عنها الآن قبل أن يأتي يوم الامتحان الأكبر فلا نستطيع الإجابة عليها لإهمالنا لحالها وحالنا في الحياة الدنيا.

___________

(1)      انظر موضوع مصانع تثبيت الطاقة وتخزينها وتحريرها وموضوع أسواق الطاقة الحيوية العالمية.

(2)      انظر كتابنا آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات وموضوع مثل المؤمن كشجرة لا يتحات ورقها

وموضوع والله أنبتكم من الأرض نباتا

(3)      انظر النبات العام أحمد مجاهد وآخرون القاهرة: مكتبة الانجلو     المصرية( ص 81 )

(4)      قصدنا كتابة المصطلحات العلمية تسهيلا للترجمة إلى اللغة الإنجليزية ولضبط المصطلحات والكتابة.

انظر كتابنا المجالات العلمية الزراعية2 – مرجع سابق

(5)      انظر كتاب أساس المجالات العلمية الزراعية2، نظمي خليل أبو العطا موسى . البحرين: إدارة المناهج

(6)      انظر موضوع مصانع تثبيت الطاقة وتخزينها وتحريرها

وموضوع أسواق الطاقة الحيوية العالمية.

(7)      انظر موضوع احترس نبات مفترس.

 

 

الامتصاص المائي المعجز في النبات
 

الدكتور نظمي خليل أبو العطا

عندما نضع قطعة من أو الحلوى أو السكر في الماء فإنها تتفتت وتذوب وتنتشر في الماء بعد مدة وجيزة لدرجة أنك لن تجد قطعة السكر في الماء فقد تحول الماء إلى محلول سكري حقيقي واختفت قطعة السكروعندما يسير الإنسان والحيوانات غير الصحراوية في الصحراء فإن الخطر من الجفاف وفقدان الماء الجسمي يهدد الإنسان بالهلاك وعندما تغمرالنباتات الوسطية بالماء فإنها تموت، ولكننا نرى نباتات مائية مغمورة وطافية عاشت في الماء وقد حافظت على شكلها ووظائفها الحيوية وعلاقاتها المائية، كما أن النباتات الصحراوية حكمها حكم الحيوانات الصحراوية والكائنات الحية الدقيقة المستوطنة  للبيئة الصحراوية الجافة، قد هيأها الله سبحانه وتعالى للعيش في البيئة الجافة وممارسة الأنشطة الحيوية، ولكن غياب الماء عن النباتات والكائنات الحية الوسطية لمدة يقتلها ويقضي عليها، وتختلف النباتات المائية عن نباتات البيئة الوسطية عن نباتات البيئة الجافة في المحتوى المائي وامتصاص الماء وفقده ولكن في النهاية هناك حالة توازن مائي معجز في كل نبات .

 

ويحتاج النبات كباقي الكائنات الحية إلى قدر كاف من الماء، فالماء أحد المركبات الأساسية في سيتوبلازم الخلية النباتية وتحتاج العمليات الحيوية من هدم وبناء في النبات إلى الماء مصداقاً لقول الله تعالى : (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون )الأنبياء (30) .

ويحصل النبات على حاجته من الماء من التربة بواسطة جذوره المتشعبة فيها، غير أن النبات يفقد الجزء الأكبر من الماء عن طريق الأوراق في عمليتي النتح( Transpiration) والإدماع (Guttation) وعملية الإدماء ( Bleeding) وعند قطع أحد فروع النبات أو ساقه ويصعد الماء الممتص من الجذور إلى الساق المتصل بالجذر إلى الساق والأفرع الجانبية إلى الأوراق والأزهار والثمار.

ويتوقف الاتزان المائي في النبات على العديد من العمليات الحيوية من أهمها :

1.    امتصاص الماء (Water adsorption)

2.    صعود العصارة (Ascent of sap)

3.    النتح (Transpiration)

4.    الإدماع (Guttation)

5.    الإدماء (Bleeding)

ففي عملية الامتصاص يحصل النبات على الماء عن طريق الشعيرات الجذرية .

وعلى الرغم من صغر المسافة التي تشغلها منطقة الامتصاص من الجذور إلا أن وجود الشعيرات الجذرية بهذه المنطقة يضاعف إلى حد كبير سطح الامتصاص. كما أن تغلغل هذه الشعيرات الجذرية بين حبيبات التربة تعرض سطح الامتصاص من الجذور لأكبر مساحة ممكنة من الوسط الخارجي.

ويسلك الماء الداخل إلى الجذور بعد دخوله من الشعيرات الجذرية وبشره الجذور عدة طبقات من القشرة(Cortex) ثم يصل إلى البشرة الداخلية (Indodermes)إلى الخشب (Xylem) فباقي أجزاء النبات بالآليات التالية:

1.    التشرب (imbibitation) :

حيث تتشرب جدر خلايا الشعيرة الجذرية الماء حتى تتشبع به، ثم من جدر الشعيرة المشبعة إلى جدر خلايا البشرة غير المشبعة فأوعية الخشب فالساق والأوراق  نتيجة نقص خلاياها للماء بالنتح.

2.    الامتصاص النشط للماء(ِActive water absorption ) :حيث ينتقل الماء من التربة إلى الشعيرة الجذرية بآلية أسموزية بسيطة عندما تكون قوة الامتصاص الأسموزية (osmosis absorption) للشعيرة الجذرية أعلى من المحلول الأسموزي للتربة فتزداد درجة امتلاء خلايا الشعيرة الجذرية وتخفض قوة امتصاصها الأسموزية عن قوة امتصاص خلايا القشرة الملاصقة وهكذا يستمر انتقال الماء من خلية إلى أخرى حتى يصل إلى أوعية الخشب ويندفع الماء الممتص إلى داخل أوعية الجذر الخشبية بقوة دافعة تنشأ عن الفرق بين ضغطي محلول التربة والعصارة الخشبية الذي يطلق عليه الضغط الجذري (Root pressure).

وهناك قوة أخرى يدخل الماء بواسطتها إلى الجذور وهي قوة الامتصاص السلبي للماء (passive water absorption) الناتج عن النتح، فعندما تفقد خلايا النسيج الوسطي في الورقة بعض مائها بعملية ا لنتح  (Guttation ) ترتفع قوة امتصاصها الأسموزية وتسحب الماء من الخلايا المجاورة لها وهذه بدورها ترفع قوة امتصاصها الأسموزية ومن ثم تسحب الماء من الخلايا المجاورة لها، وهكذا إلى أن يصل السحب إلى الأوعية الخشبية للورقة،  وعلى ذلك يتعرض الماء في هذه الأوعية إلى شد من أعلى، ولما كان الماء في الأوعية الخشبية يكون خيطاً متصلاً من الجذر إلى الورقة فإن قوة الشد تنتقل إلى أسفل خلال عمود الماء كله، وعندما تصل هذه القوة إلى عمود الماء في القنوات الخشبية في منطقة الامتصاص يبدأ الماء في الانتقال إلى هذه القنوات من الخلايا الحية الملاصقة لها، فتزداد قوة الامتصاص الأسموزية للخلايا الأخيرة وينتقل الماء إليها من التربة، ويدخل معظم الماء إلى الجذر بآلية الامتصاص السلبي، وهذه القوة قادرة على امتصاص الماء من التربة إلى أن تقترب نسبته فيها من النسبة المئوية للذبول الدائم، وفي هذه الحالة يكون الضغط الأسموزي لمحلول التربة مساوياً (15) ضغطاً جوياً تقريباً، أما الامتصاص المباشر النشط للماء فلا يستطيع امتصاص الماء من التربة إذا تعدى الضغط الأسموزي لمحلول التربة ضغطين جويين (1) .

العوامل المؤثرة في امتصاص الجذر للماء:

تتأثر قوة الجذر على امتصاص الماء بالعوامل الآتية :

1)    تركيز محلول التربة

2)    المحتوى المائي للتربة

3)    درجة حرارة التربة والجو

4)    تهوية التربة

بالنسبة إلى محلول التربة فإن امتصاص النبات الوسطي للماء يقل بزيادة المحتوى الملحي لمحلول التربة، وتستطيع النباتات الوسطية أن تساير الزيادة في تركيز محلول التربة إلى حدود معينة وبعدها يعجز النبات عن امتصاص الماء من التربة ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى دورة الماء لتخليص ماء البحر من الملح ثم هطول الأمطار العذبة للزراعة والري ومع ذلك نحن نرى غابات نبات الشورى أوابن سينا(Avicena mareena) تنبت وتنموا وتزهر وتزدهر في المياه المالحة للخليج العربي وغيره من البحار والخلجان المالحة، كما أن النباتات الملحية تعيش في تربة ذات محتوى ملحي مرتفع مثل نبات الخريزة Salicornia والسويدة Suaeda  وغيرها تعيش في الأراضي المالحة ، وهكذا هيأ الله سبحانه وتعالى تلك النباتات بضغط أسموزي داخلي مرتفع جعلها تعيش في تلك الأرض المالحة لتحافظ على الكساء الخضري لهذه الأرض وتوفر الرزق للعديد من الحيوان والنبات والأسماك والكائنات الحية الدقيقة في هذه البيئة.

كما يؤثر المحتوى المائي للتربة على امتصاص الجذر للماء، وللتربة سعة حقلية (Field capacity)  مائية وهي كمية الماء التي تحتجزها التربة من الماء بعد نزوله عليها وتصريف الكمية الزائدة منه بالجاذبية الكمية الزائدة منه بالجاذبية الأرضية وتعتبر التربة خالية من الماء عندما لا يكون بها من الماء الميسور يكفي لمنع ذبول النبات وتسمى على هذه النسبة المئوية من التربة معامل الذبول (wilting coefficint) أو النسبة المئوية للذبول الدائم permanent wilting percentage ويسير معدل امتصاص الجذر للماء بنسبة واحدة عندما يكون ماء التربة بين السعة الحقلية ومعامل الذبول ويتفاوت معدل احتفاظ التربة للماء حسب نوعها وكمية المادة العضوية فيها وتحتفظ التربة بالماء.

بالخاصة الشعرية ويسمى بالماء الشعري (Capillary water)

وبالتجمع السطحي للحبيبات الدقيقة الحجم .

وبتشرب الدبال للماء والماء المتجمع بالتجمع السطحي والتشرب يسمى بالماء الإيجروسكوبي Hygroscpic water  وهو يوجد في صورة أغشية رقيقة حول حبيبات التربة.

وتحتفظ التربة الرملية بالماء عن طريق الخاصة الشعرية فقط وبذلك فالتربة الرملية أجود أنواع التربة للنبات بالنسبة إلى للنبات رغم عدم احتفاظها به، أما التربة الطينية فأقل جودة لامتصاصها بالماء الهجروسكوبي الممتنع عن النبات أما التربة الدبالية فهي  أكثر أنواع التربة إمساكاً بالماء أي أن النباتات النامية فيها تذبل وتموت ومازالت بها نسبة كبيرة من الماء من هنا كان الماء الهجروسكوبي غير ميسر للنبات كما أن زيادة معدل الماء عن نسبة التشبع يطرد الهواء من التربة ويقلل تهوية الجذور ويقلل من امتصاص الماء .

درجة حرارة التربة والجو :

تؤثر درجة حرارة التربة والجو تأثيراً بالغا على معدل امتصاص الجذور للماء فري النباتات بالماء البارد يؤدي إلى ذبولها ولذلك تسقط بعض النباتات أوراقها في الشتاء لتوائم بين قلة امتصاص الجذور للماء بسبب برودة الجو والأرض ومعدل النتح فيها حتى لا تموت .

كما أن ارتفاع درجة حرارة  التربة والجو إلى درجة أعلى من مقدرة الجذر على الامتصاص تؤدي إلى موت النبات فتموت نباتات فيكس البراق Ficus nitida  والليمون والبرتقال عندما ترتفع درجة الحرارة من (30- 35س) .

كما تؤثر تهوية التربة على معدل امتصاص الجو للماء ويؤثر زيادة محتوى ثاني أكسيد الكربون في الماء والتربة إلى انخفاض في معدل امتصاص الجذر للماء كما أن نقص الأكسجين من  التربة بدرجة كبيرة يؤدي إلى  نقص امتصاص الجذر للماء بنقص تنفس خلاياه الجذرية

من هنا فإن الذي يضر النبات الأرضية المغمورة ليس ازدياد كمية الماء ولكن نقص كمية الهواء حول المجموع الجذري، فإن النباتات تنمو نمواً كاملاً في المزاع المائية المدفوع فيها تيار الهواء، ولذلك زود  الله سبحانه وتعالى جذور النباتات المغمورة بمسافات واسعة تحتفظ بالهواء للإمداد الجذر به .

فمن فعل  هذا؟؟؟

هل الصدفة والعشوائية كما يدعي الداروينيون أم العليم الخبير اللطيف الذي وازن بين احتياج الماء للنبات وفقده إياه ليصبح المحتوى المائي للنبات في حالة إتزان مصداقاً لقوله تعال الله تعالى (وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) الحجر19

فامتصاص الماء من التربة موزون وفقد النبات للماء موزون ولذلك فحياة النبات موزونة بعملية  الأيض والاتزان .

هامش:

(1) النبات العام أحمد مجاهد وآخرون القاهرة :مكتبة الأنجلو المصرية(ص 787).

(2) انظر كتاب الأيض والاتزان(1)، نظمي خليل أبو العطا موسى وآخرون (1990) مملكة البحرين : إدارة المناهج .

وكتاب الأيض والاتزان(2) نظمي خليل أبوالعطا موسى وآخرون (1992م) مملكة البحرين :إدارة المناهج.

 

 

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

هجري

تاريخ الموضوع

الإعجاز في النباتات

25 شعبان 1429

2008/08/26