بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

035

فاطر

آية رقم 012

وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

صدق الله العظيم

 

ومن كلٍ تأكلون لحماً طرياً
 
 قال تعالى في كتابه العزيز: ( ومن كلٍ تأكلون لحماً طرياً ).

لقد أمتن الله سبحانه وتعالى على عبادة أن أخرج لهم من المياه المالحة والمياه العذبة اللحم الطري الذي هو السمك الذي فيه قوام حياتهم فما هو السر في هذه الآية وما سبب وصف اللحم بأنه طري والإشارة إلى مصدره ( الماء العذب والمالح ) وما هي العناية الإلهية التي يستطيع السمك من خلالها  المحافظة على خلاياه من أن تنتفخ أو تنكمش وتجف في مختلف أنواع المياه وتكون مرنة وطرية كما ذكر القرآن الكريم  إذا علمنا أنه بحسب القوانين الفسيولوجية أن الماء ينتقل من المحلول الأقل تركيزاً  الى المحلول الأكثر تركيزاً أو ما يعرف بظاهرة (osmosis): التناضح أو التنافذ : وهي عملية تبادل تحصل بين سوائل مختلفة الكثافة ومفصول بعضها عن بعض بغشاء عضوي حتى يتجانس تركيبها إلى الأكثر تركيزاً )؟.

ففي المياه المالحة كان من المفترض أن تنكمش خلايا الأسماك وذلك بسبب انتقال الماء عبر المسامات إلى المحلول الأكثر تركيزاً والذي هو البحر المالح وبالتالي انكماش خلايا الأسماك وموتها..

أما في المياه العذبة كان من المفترض أن تنتفخ خلايا الأسماك وذلك بسبب انتقال الماء عبر مسامات الخلايا إلى المحلول الأكثر تركيزاً أي إلى داخل خلايا جسم الأسماك عبر المسامات وبالتالي سوف تنتفخ هذه الخلايا وتموت..

فما هو السر ...

الأسماك البحرية:

تنقسم الأسماك إلى صنفين :

صنف  من السمك البحري يسمى (المنسجم مع  تركيز البحر) مثل الحبار وقنديل البحر وعليه فلا يوجد فرق في التركيز يؤدي إلى خروج الماء.

أما الاصناف الأخرى التي تكون خلايا الاسماك فيها أقل تركيزاً فان الله حباها بجلد غير نافذ للماء، وان كان بعض الماء يخرج من خياشيم السمك لكن يتم تعويضه عن طريق ابتلاع كمية كبيرة من ماء البحار وإخراج كمية كبيرة من الاملاح من خلال الخياشيم والبول وعليه فان بول أسماك البحار يكون مركزا جدا.بمعنى ان كمية قليلة من الماء الذي ابتلعه هي التي تفقد.

أما في المياه العذبة:

 فالسمك يخرج كمية كبيرة من البول المخفف كما يبتلع كمية قليلة من الماء وعليه فان خلايا السمك النهري لا تنتفخ.

فسبحان من أخرج من الماء العذب والأجاج لحماً طريا .

وجه الإعجاز : هو الإشارة إلى ظاهرة التنافذ أو التناضج (fish osmosis) التي تحدث في خلايا الأسماك والتي تجعلها طرية مرنة حتى تستمر فيها الحياة فلا تنكمش ولا تنتفخ على الرغم من اختلاف التركيز في الوسط المحيط.

بقلم : الدكتورة الطبيبة نها طه مصطفى أبو كريشو

nhtaha@yahoo.com

الهاتف : 021509321228

المراجع :

FISH OSMOREGULATION REVIEWS: تنظيم اوزموزية السمك


Evans, D. H. (1975). Ionic exchange mechanisms in fish gills. Comp. Biochem. Physiol. 51A, 491-495.
تبادل الايونات خلال خياشيم الاسماك
Evans, D. H. (1993). Osmotic and Ionic Regulation. In The Physiology of Fishes, (ed. D. H. Evans), pp. 315-341. Boca Raton: CRC Press.
تنظيم الايونات والازموزية (فسيولوجية السمك)
Evans, D. H. (1979). Fish. In Comparative Physiology of Osmoregulation in Animals, vol. 1 (ed. G. M. O. Maloiy), pp. 305-390. Orlando: Academic Press.
Evans, D. H. (1982). Salt and water exchange across vertebrate gills. In Gills, (ed. D. F. Houlihan, J. C. Rankin and T. Shuttleworth), pp. 149-171. Cambridge: Cambridge University Press.
Evans, D. H. (1984). The roles of gill permeability and transport mechanisms in euryhalinity. In Fish Physiology, vol. XB (ed. W. S. Hoar and D. J. Randall), pp. 239-283. Orlando: Academic Press.
Evans, D. H. (1981). Osmotic and ionic regulation by freshwater and marine fish. In Environmental Physiology of Fishes, (ed. M. A. Ali), pp. 93-122. New York: Plenum Press.
تنظيم الاوزموزية في السمك النهري والبحري
Evans, D. H., Claiborne, J. B., Farmer, L., Mallery, C. H. and Krasny, E. J., Jr. (1982). Fish gill ionic transport: methods and models. Biol. Bull. 163, 108-130.
Evans, D. H., Piermarini, P. M. and Potts, W. T. W. (1999). Ionic transport in the fish gill epithelium. J. Exp. Zool. 283.
نقل الايونات خلال خياشيم السمك
 Hentschel, H. and Elger, M. (1987). The distal nephron in the kidney of fishes. Adv. Anat. Embryol. Cell Biol. 108, 1-151.
Hoar, W. S. and Randall, D. J. (1984). Fish Physiology. Orlando: Academic Press.
فسيولوجية السمك
Karnaky, K. J., Jr. (1999). Osmotic and Ionic Regulation. In The Physiology of Fishes, (ed. D. H. Evans), pp. 157-176. Boca Raton: CRC Press.
فسيولوجية السمك

Kirschner, L. B. (1979). Control mechanisms in crustaceans and fishes. In Mechanisms of Osmoregulation in Animals. Maintenance of Cell Volume, (ed. R. Gilles), pp. 157-222. Chichester: John Wiley & Sons.
المحافظة على حجم الخلية
Laurent, P. (1989). Gill structure and function. In Comparative Pulmonary Physiology, (ed. S. C. Wood), pp. 69-120. New York: Marcel Dekker.
Laurent, P. and Hebibi, N. (1989). Gill morphometry and fish osmoregulation.
Can. J. Zool. 67, 3055-3063.
Laurent, P. and Perry, S. F. (1991). Environmental effects on fish gill morphology. Physiol. Zool. 64, 4-25.
.
 Shuttleworth, T. J. (1988). Salt and water balance--extrarenal mechanisms. In Physiology of Elasmobranch Fishes, (ed. T. J. Shuttleworth), pp. 171-199. Berlin: Springer-Verlag.
التوازن المائي و الملحي في الاسماك

 

 

عذب فــرات وملح أجاج
 

بقلم الدكتور محمد السقا عيد

لقد سمّى الله تعالى ماء الأنهار والماء المختزن تحت الأرض والذي نشربه بالماء الفرات، أي المستساغ الطعم، بينما سمّى ماء البحر بالأجاج للدلالة على ملوحته الزائدة.

 يقول الله تعالى: ( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) (فاطر12).

وسمى ماء المطر بالماء الطهور،  قال تعالى :

(وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)[الفرقان: 48.

 وبذلك يكون القرآن أول كتاب يتحدث عن أنواع المياه بدقة فائقة ويعطينا تصنيفاً علمياً لها ويصنفها بما يتناسب مع درجة نقاوتها.

فالماء الذي نشربه من الأنهار والينابيع والآبار ماء عذب ومستساغ المذاق لأنه يحوي كمية من المعادن مثل الحديد الذي يجعل طعم الماء حلواً. وهذا يناسبه كلمة (فُراتاً)، و(الماء الفرات) في اللغة هو الماء المستساغ المذاق كما في المعاجم اللغوية.

الماء النازل من السماء هو ماء مقطر يمتلك خصائص التعقيم والتطهير

بينما الماء النازل من السماء هو ماء مقطر يمتلك خصائص التعقيم والتطهير وليس له طعم! لذلك وصفه البيان الإلهي بكلمة (طَهوراً).

فعندما ينزل الماء من السماء يكون طهوراً ثم يمتزج بالمعادن والأملاح في الأرض ليصبح فراتاً.

وحتى عندما يتحدث القرآن عن مياه الأنهار نجده يستخدم كلمة (فراتاً) ولا يستخدم كلمة (طَهوراً) لأن ماء النهر العذب يحتوي على كثير من المعادن المحلولة فيه(1)

 يقول تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) [فاطر: 12]

والسؤال الآن :لماذا أعطى الله تعالى لكل نوع من هذين النوعين صفتين:عَذْبٌ فُرَات ومِلْحٌ أُجَاجٌ.؟

وما حكمة هذا التكرار في القرآن ؟

إن علماء المياه عندما يتعاملون مع الماء لا يكتفون بإطلاق صفة العذوبة أو الملوحة على الماء.

فكل المياه التي نراها على الأرض سواء في الأنهار أو البحيرات أو مياه الآبار جميعها تحوي أملاحاً بنسبة لا نكاد نشعر بها، ولكنها لا تغيب عن الله تعالى وهو خالقها.

لذلك جاء البيان الإلهي بصفة ثانية وهي(فرات) أي مستساغ المذاق بسبب انحلال بعض المعادن والغازات فيه والتي تعطي الماء طعمه المعروف. وبالمقابل نجد أن صفة(ملح) لا تكفي لوصف ماء البحر بشكل دقيق فأتبعها الله تعالى بصفة ثانية وهي(أجاج) أي زائد عن الحد، وهذه الكلمة من فعل)تأجّج( أي زاد وبالغ كما في معاجم اللغة العربية.

ولو تأملنا حديث القرآن عن ماء البحر نجد كلمة(أجاج) للدلالة على الملوحة الزائدة فيه. والقرآن لا يكتفي بإطلاق صفة الملوحة على ماء البحر، أي لم يقل ربنا سبحانه(وهذا ملح( بل قال): وهذا ملح أجاج) لأننا من الناحية العلمية إذا قلنا إن هذا الماء يحوي أملاحاً فإن هذا لا يعني شيئاً لأن كل المياه على الأرض فيها أملاح بنسبة أو أخرى، ولذلك يجب أن نحدد نسبة الملوحة فيه، وهذا ما فعله القرآن.

هنالك شيء آخر وهو أن القرآن أول كتاب تحدث عن خاصية التطهير الموجودة في ماء المطر أو الماء المقطر، وهذه الصفة كما قلنا لم تُستخدم في القرآن إلا مع ماء السماء.

 بينما نجد كتب البشر لا تفرق بين الماء العذب والماء الطهور والماء الفرات، بينما القرآن ميز بينها ووضع كل كلمة في مكانها الدقيق.

فسبحان الذي أحكم آيات كتابه وكلماته وكل حرف من حروفه!

والسؤال الذي نودّ أن نوجهه لأولئك المشككين بإعجاز القرآن: لو كان القرآن من تأليف بشر هل استطاع التمييز بين هذه الكلمات في ذلك العصر؟

إذن نستطيع القول بأن القرآن تحدث عن مواصفات وخصائص الماء قبل أن يكتشفها علماء الفيزياء بقرون طويلة. أي أن القرآن هو أول كتاب يفرّق بين أنواع المياه، أليس هذا دليلاً مادياً على أن القرآن صادر من الله تبارك وتعالى؟؟(2)

بقى أن نعلم أن قطرة الماء الواحدة تحوي خمسة آلاف مليون جزيء ماء!!! فكم تحوي بحار الدنيا من هذه الجزيئات؟

مواضيع ذات صلة :

د.محمد السقا عيد

ماجستير طب وجراحة العيون

عضو الجمعية الرمدية المصرية

Dr_mohamed_60@yahoomail.com

الهوامش

http://www.manhag.net/mam/index.php?option=com_content&task=view&id=55&Itemid=54

http://www.manhag.net/mam/index.php?option=com_content&task=view&id=56&Itemid=54

 

 

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

هجري

تاريخ الموضوع

الإعجاز في علوم الأرض في القرآن الكريم

30 شعبان 1429

2008/08/31

الإعجاز في الكائنات الحية

23 شعبان 1429

2008/08/24