الأستاذ ماهر أحمد صوفي
قال الله تعالى:( مرج
البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان )(سورة الرحمن).
وبداية لابد أن أذكر علماءنا السابقين الذين اجتهدوا في وضع شروح مفصلة
لكل آيات القرآن العلمية التي تتحدث عن الكون والأرض والجبال والبحار،
وكذلك عن الإنسان والحيوان والنبات، ويجب أن نذكر لهم بوفاء ما قدموه
من علم شكّل لبنة قوية في صرح العلم الحديث. ومن أهم من يجب أن نذكرهم
علماء التفسير كالطبري والزمخشري وفخر الدين الرازي وابن كثير، ونذكر
من غير علماء التفسير محمد موسى الخوارزمي، عبد الملك الأصمعي، ابن
إسحاق الكندي، ابن سينا، أبو بكر الرازي، والمسعودي..
والذين ظلوا منارة للعلم والعلماء في أوربا حتى أوائل
القرن العشرين الميلادي.
ولقد أدى علماؤنا السابقون بآراء، في تفسير آيات الله
الكونية كانت مدخلاً جديداً لتفسيرها في العصر الحديث، هذا العصر الذي
امتلك أهله أدوات صناعية ساعدتهم على الاكتشاف والاختراع.. ومع كل هذا
بقي البحر مسلكاً غامضاً لكل العلماء السابقين والمحدثين إلى فترة
قريبة جداً، بعكس اليابسة لأن اكتشاف مجال البر اليابس كان يعتمد على
النظر المباشر في بداية العلوم... ثم لما تقدم العلم في العصر استطاع
العلماء الدخول في مجاهل البحار بما لديهم من أدوات حديثة متطورة
واكتشفوا بعض أسرارها.
وكان مما اكتشفه العلماء هذا الاكتشاف البحري المدهش
الذي ساعدنا في معركة سر هاتين الآيتين الكريمتين من (سورة الرحمن)
وهذه بعض مفرداتهما: المرج: ذهاب وإياب واضطراب المياه أي بحرين
متجاورين، وقال ابن عباس: " مرج البحرين "
: أي ارسلهما. البحران هما : المالحان المتجاوران، مثل البحر
الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
يلتقيان: يتقاربان دون اصطدام أو احتكاك. بينهما: ظرفية
مكانية، أي المنطقة الفاصلة للالتقاء. برزخ: حاجز من قدرة الله. لا
يبغيان: هما البحران المالحان المتجاوران. لا تستطيع مياه أحدهما أن
تدخل مياه الآخر، لوجود الحاجز (البرزخ) بأمر من الله
(فبأي آلاء ربكما تكذبان ): فبأي
البراهين والحجج تكذبون ربكم وتكفرون به، وهو الذي مرج البحرين ووضع
بينهما حاجزاً يمنع اختلاطهما (يخرج منهما
اللؤلؤ والمرجان): يخرج من البحرين المالحين معادة وجواهر، مثل
اللؤلؤ والمرجان، تستخدمونها حلية وزينة.
قول الله تعالى:( مرج
البحرين يلتقيان) يمثل إحدى آيات الله المعجزات، وهو يحتوي
إشارة مؤكدة، وإن لم يتوسع القرآن في بيانها أو إيضاحها، بل ترك
اكتشافها وبيانها للأجيال القادمة. وأول ما يجب قوله في هذه الآية أن
البحرين هما بحران مالحان، وليس كما يظن البعض أن الآية تتحدث عن لقاء
النهر العذب بالبحر ، فهذا الفهم خاطئ لسببين، أولهما : أن الله قال
بعد (مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا
يبغيان ): (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)، واللؤلؤ والمرجان لا
يخرجان إلا من البحار المالحة، والضمير في قوله تعالى(منهما) عائد على
البحرين في الآية الأولى، وأما الثانية: إن الله لما قصد الحديث عن
التقاء البحرين المالح والعذب ذكر في آية أخرى قوله
(هو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح
أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً)[الفرقان]، فهذه آية
تتحدث عن التقاء البحرين العذب والمالح بوضوح تام، ومما يذكر أن هذا
كان واضحاً لكثير من العلماء السابقين(أي الفرق بين البحرين في سورة
الرحمن، والبحرين في سورة الفرقان). إن تفسير هذه الآية لم يشكل صعوبة
بالنسبة لعلماء اللغة ومفسري القرآن، لأن الكلام في تحديد هذا الحاجز،
والشعور به شعوراً مادياً، وهو الأمر الذي كان مستحيلاً لهم.
كما أن هذه الآية الكريمة تختلف عن آية البحر في (سورة
النور) التي يقول الله تعالى فيها: (أو
كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب)[النور].
لم يستطع علماؤنا السابقون ـ رحمهم الله ـ بيان هذه الآية من سورة
النور بياناً واضحاً، لغوياً أو علمياً، لأنهم كانوا يعلمون بحسب ما
تراه أعينهم بوجود موج واحد على سطح البحر، ولكن الله سبحانه هنا يقول
: (موج من فوقه موج)، أي بوجود موجين
أحدهما فوق الآخر في بحر واحد.
تذكر الكتب والمراجع قيام سفينة فضائية بتصوير نقطة
التقاء البحرين عند جبل طارق ما بين إسبانيا والمغرب، وما بين البحر
المتوسط والمحيط الأطلسي، وصورت أيضاً نقطة التقاء البحر الأحمر
بالمحيط الهادي عند باب المندب بين اليمن وأثيوبيا.
وأرسلت تلك السفينة الفضائية الصور إلى العلماء على سطح
الأرض ليدرسوها، فوجدوا أن هذه الصور تشير إشارة واضحة إلى وجود حاجز
يقع ما بين البحرين، ومن قبل كانت الدراسة تشير إلى وجود بعض
الاختلافات المائية في المنطقة الفاصلة بين البحرين، وحياة سمكية
مختلفة أيضاً، ولم يتوصلوا إلى كل هذا إلا بعد حصولهم على الصور التي
التقطها سفن الفضاء.
صورة
صورت بالأقمار الصناعية لمضيق جبل طارق نلاحظ أن المياه الفاصلة بين
المحيط الأطلسي والبحر المتوسطة لونها فاتح وتختلف عن لون المحيط
الأزرق الغامق وعن لون البحر المتوسط الأزرق.
حضرت البعثات العلمية إلى نقطة التقاء البحرين وحددت
المنطقة الفاصلة ما بين البحرين، بحسب الصور المرسلة من السفن
الفضائية، فوجدوا عرض المنطقة الفاصلة بين البحرين هو خمسة عشر
كيلومتراً.. ووجدوها تحتوي نوع ثالث من المياه، لا هي مياه البحر
المتوسط ولا هي مياه المحيط الأطلسي. ووجدوا أن درجة حرارة المياه في
المنطقة الفاصلة تختلف عن درجة حرارة البحرين المتجاورين، وخصوصاً نسب
الأملاح والمعادن.. كما وجد العلماء اختلافاً في بعض الحيوانات المائية
التي تعيش في كل من البحرين.. من أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذا
العلم، فقد عاش في عصر لا علم فيه ولا حضارة ؟ إنه جاء من عند العليم
الخبير، لا من عند نفسه، نقله إلينا من عند الله.. وتدل هذه الاكتشافات
العلمية وتؤكد صدق الرسول فيما أبلغ عن ربه وتثبت بما لا يدع مجالاً
للشكل أن القرآن كتاب الله أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
(أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه
سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله
له نوراً فما له من نور)[النور].أو
: حرف عطف. كظلمات: الكاف للتشبيه، ظلمات: شدة السواد المعتم الحالك،
وهنا تشبيه للظلمات التي يعيش الكافرون بظلمات البحر. في بحر: المقصود
بالبحر هنا البحر المالح الممتد الأطراف. لجي: عميق، وهذا لا يكون إلا
في أواسط البحار. يغشاه : يعلوه. موج : ومعنى موج : الحركة الدائمة
لمياه البحار التي منشؤها التيارات الهوائية والمائية بالبحار، وهو
الموج الأول في الأعماق، من فوقه: من أعلاه.
موج : موج آخر، والمقصود بالموج الثاني هو الموج الذي
على سطح البحار، والتي تراه العين المجردة، بخلاف الموج الأول الذي
يغشى ويعلوا البحر الأول من الداخل، وسيأتي تفصيله. من فوقه السحاب: أي
فوقه الموج الثاني الذي هو على السطح، والسحاب هو الغيوم التي تنزل
المطر.ظلمات بعضها فوق بعض: وهنا كناية عن شدة الظلمات الحالكة السواد،
وكأنك في ليل انكدرت نجومه. إذا أخرج يده لم يكد يراها: أي الذي يقف
عند هذه الظلمات في ذلك البحر اللجي وأخرج يده ليراها فإنه لا يراها،
وهذا أيضاً كناية في التعبير عن شدة الظلمة الحالكة السواد.
_(أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج)[النور]:تعاقبت
على شرحها وبيانها الأجيال، ومع ذلك لم يصل أحد إلى وضع شرح مفصل واقعي
حقيقي لها. وأما جيلنا هذا، جيل القرن العشرين وأوائل القرن الواحد
والعشرين، فقد تهيأت له أسباب عظيمة في اكتشاف أمور علمية طال انتظارها
لعلمائنا البررة الذين لم يملوا ولم يكلوا سعياً وراء المعرفة
والاكتشاف. وأما ما توصل إليه العلم في عصرنا بخصوص هذه الآية القرآنية
فإنه يوجد في كل بحر مناطق يكون فيها البحر عميقاً ولجياً،
أي تزيد مياهه في ارتفاعها عن القاع 1000م، أي حوالي كيلومتر واحد، وقد
يصل إلى 2000م، وهذه هي المنطقة التي وصفها القرآن بهذه الآية، وكل
منطقة أخرى من البحر لا علاقة لهذه الآية بها. وأول المكتشفين لهذه
المنطقة العميقة من البحر يقولون: إنهم كانوا البحارة الاسكندنافيين،
وقد اعتبروها مفخرة لهم فأخذوا يباهون بهذا الاكتشاف. إذا فالبحر اللجي
عميق، ويزيد عمقه عن 1000م أو 2000م. يقول العلماء: إنه في هذا البحر
العميق، وعلى عمق 200ـ 500م، يوجد موج داخلي، وكأنك على سطح البحر،
تماماً.. كان هذا هو الاكتشاف الأول وقد وجد هذا الموج واكتشفه البحارة
القدامى الاسكندنافيون، وتتابعت الاكتشافات العلمية والدراسات البرية
والبحرية والكونية.
والمهم في الآية القرآنية هو أن الله يشبه ظلمة البحر
الكثيفة هذه بظلمات يعيشها الكفار، فكيف تم هذا التشبيه الإلهي؟ ومن
أين أتت أولاً هذه الظلمات الكثيفة لهذا البحر الذي يشبهه الله
بالظلمات المتراكمة فوق بعضها بظلمات الكفر؟ فالله سبحانه حينما يقول :
(ظلمات بعضها فوق بعض)، جمع وليس
مثنى أو مفرداً، إذاً هي :
1.
ظلام البحر اللجي الكامل المطلق.
2.
ظلام البحر السطحي شبه الكامل.
3.
ظلام البحر الواقع بين السحاب وسطح البحر الثاني الذي
هو على السطح.
فأنت أمام ثلاث ظلمات شديدة حالكة تختلف في النسبة
والدرجة، ولكنها ثلاث ظلمات بعضها فوق بعض، كما وصف القرآن الكريم
بمنتهى الدقة..
وأنت أيها الإنسان إن كنت في وسط هذه الظلمات وأردت
إخراج يدك ورفعها لتقترب من وجهك، فإنك لا تراها أو تكاد تراها، وفي
هذا تعبير رائع عن شدة الظلام والحلكة القاتمة السواد، وهذا تشبيه
تمثيلي رائع كما أن في التعبير كناية عن شدة الظلمة.
صور
حقيقة ألتقطت بالأقمار الصناعية للأمواج العميقة التي تكون تحت عمق ألف
متر تحت سطح المحيط.
صورة
توضح توضع طبقات الأمواج التي تحدث في المحيطات وذلك وفق درجة حرارتها
فكما زاد العمق أصبحت الأمواج أبرد.
والتعبير الإلهي الرائع "
إذا أخرج يده لم يكد يراها " يغنيك عن التكرار لكلمة السواد في
ظلمة البحر. ونحن بذلك أمام اكتشاف علمي في عالم البحار أصبح معروفاً
لدى أهل العلم والكثير من المتعلمين والباحثين، ونوجزه فيما يأتي:
1.
هناك في أواسط البحار مناطق عميقة لجية.
2.
معظم البحار دائماً مغطاة بسحب، وتكثر هذه السحب عند
نقطة البحار العميقة.
3.
العلم أقر بوجود موج أول داخل البحار العميقة، وهو نقطة
فاصلة ما بين البحار العميقة والسطحية.
4.
الحياة السمكية ودرجة الكثافة والحرارة تختلف في البحر
اللجي عنها في البحر العلوي السطحي.
5.
العلم اعترف بوجود موجين، أول وثاني، في البحار
العميقة.
6.
أثبت العلم أن منطقة البحر اللجي ظلام في ظلام، وتبدأ
من الأعلى، ويزداد الظلام كلما تعمقنا في البحر اللجي. ووصفوا هذا
الظلام بأنه ظلام حالك دامس.
7.
أثبت العلم أن البحر اللجي معزول عن البحر العلوي
ومختلف عنه في كل شيء، فلا نور فيه، بل ظلام، حيوانات عمياء دون إبصار،
وهو مختلف عن العلوي ولا علاقة له به، وكأنك تعيش في بحر آخر.. من دخله
وليس بيده ضوء وليس مربوطاً بحبل قوي يشده عن الخطر لإخراجه، فقد الأمل
في العودة إلى الحياة، تماماً وكأنك وسط صحراء، في ليل بهيم انكدرت
نجومه. وإذا وافق العلم ما جاء به القرآن الكريم، أو إذا أثبت القرآن
الكريم صحة ما اكتشفه العلماء، فإننا نؤكد لكافة الناس في العالم ـ
بهذا ـ أن ماء به القرآن هو الحق والصدق وأنه من عند الإله الأعظم
الله.
إننا نحن المؤمنون نستبشر بهذه الآيات العلمية العظيمة
لأن كثيراً من الجهلة يدّعون أن دين الإسلام متخلف لا أثر فيه لحضارة
أو علم، وكيف ذلك وكثير من آيات الله في القرآن الكريم يتحدث فيها الله
عن خلقه أشياء ويتحدث فيها عن البحر والأرض والفضاء الكوني وعن نشأة
الإنسان وخلق الكون، ويطلب منا أن نتعلم ونعلم، وقد فرق بين المتعلم
والجاهل بقول الله تعالى:
(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)[سورة الزمر].
(والطور وكتاب مسطور* في رق منشور* والبيت المعمور*
والسقف المرفوع * والبحر المسجور)[الطور:1ـ6]،الطور:
جبل موسى وهو موجود. وكتاب مسطور: القرآن الكريم، وهو موجود. والبيت
المعمور: بيت تحج الملائكة في السماء، وهو موجود. والسقف المرفوع:
والسماء وهي موجودة. والبحر المسجور: البحر المشتعل ناراً، وهو موجود
ولكن أين ؟ وكأنه سبحانه وتعالى يقول : وأقسم بالبحر المشتعل ناراً،
وهو موجود ولكن أين ؟ وكأنه سبحانه وتعالى يقول : وأقسم بالبحر المشتعل
ناراً(إن عذاب ربك لواقع). وتفسير
هذه الآية المعجزة في زمن البعثة المحمدية أمر مستحيل، فلا العقول
وقتها مستعدة لفهم هذه المعجزات، ولا العلم موجود لبيان معاني بعض
الآيات القرآنية.
والبحر المسجور:
لما أراد الله سبحانه وتعالى أن يتحقق وعده( بأنه سيري
الظالمين قدرته وعلمه الذي لا يحيطون بشيء منه إلا بما يريد ويشاء)،
وحينما أراد الله أن يضع الحجة أمام المليارات من الناس، أراد أن يهيئ
لهم أدوات يحسنون صنعها ليكتشفوا أو يعلموا قدرة الله سبحانه وتعالى،
وتكون عليهم الدليل والحجة يقفون أمام الله الخالق البارئ العليم
القادر، يوم القيامة. وجاء الوعد الإلهي ووصلت البشرية بفضل الله إلى
العلوم التي تؤهلها لكشف تلك الآيات العظيمة.
وجدوا أن كثيراً من البحار توجد فيها أخاديد وشقوق تخرج
من البحار، تم تصويرها تصويراً دقيقاً على شرائط الفيديو، وتمت دراستها
دراسة مستفيضة.
ماذا تستفيد البشرية من هذه الظاهرة العلمية؟ وما علاقة
تلك الأخاديد بباطن الأرض وخروج الحمم والبراكين حتى يتم المحافظة على
استقرار الأرض الخ..
للإجابة، هناك عدد من النظريات العلمية الحديثة، ومنها
ما قام به العالمان الروسيان (أناتول
سجابفتش) عالم الجيولوجيا (يوري
بجدانوف) عالم أحياء وجيولوجيا . بالاشتراك مع العالم الأمريكي
المعروف (رونا كلنت) فقد غاصوا جميعاً وهم على متن الغواصة الحديثة
(ميرا) ووصلوا على نقطة الهدف على بعد(1750)كم من الشاطئ ميامي، وغاصوا
على عمق ميلين من سطح البحر فوصلوا إلى الجحيم المائي ولم يكن يفصلهم
عنه سوى كوة من الأكريلك، وكانت الحرارة (231مْ)،وذلك في واد على حافة
جرف صخري، وكانت تتفجر من تحتهم الينابيع الملتهبة، حيث توجد الشروخ
الأرضية في قاع المحيط، وقد لاحظوا أن المياه العلوية السطحية الباردة
تندفع نحو الأسفل بعمق ميل واحد فتقترب من الحمم البركانية الملتهبة
والمنصهرة فتسخن ثم تندفع محملة بالقاذورات والمعادن الملتهبة، وكان
العلماء الثلاثة يعتقدون أن ظاهرة الحمم البركانية الملتهبة والشقوق
الأرضية ظاهرة طبيعية في المحيط الهادي والبحر الأحمر، إلا أنهم تأكدوا
أخيراً (وبعد غوصهم) أن هذه الظاهرة موجودة في كل البحار والمحيطات،
وتكثر في مكان وتقل في مكان ..!!
والذين اكتشفوا تلك الأخاديد التي تخرج من قاع البحر
ورأوها وصوروها لا يعلمون شيئاً عن القرآن الكريم، ولا يعلمون أن الله
سبحانه وتعالى أقسم بالبحر المسجور في كتابه الكريم منذ (1415)سنة، أي
البحر الذي تخرج من قاعه الحمم، والقسم في هذه الآية تأكيد مطلق من
الله سبحانه وتعالى على وجود البحر المسجور، الذي تخرج من قاعه أخاديد
النار، وهذا القسم بوجود البحر المسجور الذي يعلم الله أن البشرية
ستكتشفه في يوم من الأيام هو حجة قوية وقاطعة على المستكشفين للدلالة
على عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى والدلالة على صحة القرآن الكريم كي
يؤمنوا به ويصدقوه، وإن لم يفعلوا فقد بين الله لهم أنه الحق، وأن
كتابه حق وأن رسوله صلى الله عليه وسلم حق.
كان مفسروا القرآن (كالزمخشري والفخر الرازي والسيوطي)
إذا مروا على مثل هذه الآيات حاولوا تفسيرها قدر استطاعتهم، وعلى حسب
ما توفر لديهم من علوم ومعارف، وليس هذا عجز منهم، وإنما هو عجز
المعرفة في أزمانهم، كما شاءت الإرادة الإلهية أن يتأخر الكشف عن
مخبوءات هذه الآيات إلى حين ينضج الفكر البشري ويرتقي علم الإنسان.
وكان المفسرون السابقون يعتمدون في تفسيرهم لهذه الآيات على المعاني
اللغوية.. .فقال بعضهم : البحر المسجور: البحر الذي يشتعل ناراً، وقال
بعضهم هو البحر الممتلئ بالماء، وقال آخرون بل هو بحر في السماء!!
والبحر المسجور الذي اقسم الله به لأهميته موجود فعلاً، لأن الله لا
يقسم بشيء غير موجود، ولا يقسم إلا بعظيم. والأخاديد وفتحات النار
وتسجير البحر رأيناه رأي العين، وعرض على أجهزة التلفيزيون في كثير من
دول العالم.
المراجع العلمية:
http://zebu.uoregon.edu/ph121/images/strait.gif
http://images.google.com/images?svnum=10&hl=ar&lr=&q=strait++internal
http://ceprofs.tamu.edu/plynett/iw/internal_pg3.htm
http://earth.esa.int/applications/data_util/SARDOCS/_icons/of_internal_waves_gibraltar_strait.jpg
البرزخ بين البحرين في مضيق جبل طارق
http://earth.esa.int/applications/data_util/SARDOCS/_icons/of_internal_waves_gibraltar_strait.jpg
http://www.whoi.edu/science/AOPE/people/tduda/isww/text/tiemann/
http://www.whoi.edu/science/AOPE/people/tduda/isww/text/tiemann/
الموجات الداخلية
http://ceos.cnes.fr:8100/cdrom-00b2/ceos1/satellit/radarsat/opocean.htm
http://www.ifm.uni-hamburg.de/ers-sar/Sdata/oceanic/intwaves/intro/
الأمواج الداخلية العميقة في المحيطات
صور متعددة للموجات الداخلية المتعددة
http://www.damtp.cam.ac.uk/lab/people/mdp25/st_intwave.html
http://marsais.nersc.no/product_internal_waves.html
http://www.fluidmech.net/tutorials/ocean/intmath.htm
http://pulson.seos.uvic.ca/solib.html