بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

088

الغاشية

آية رقم 017

أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ

صدق الله العظيم

 

ألبان الإبل وعلاج مرض السرطان والإيدز
 
  في أحدث دراسة نشرتها مجلة العلوم الأمريكية في عددها الصادر في أغسطس عام 2005م وجد أن عائلة الجمال وخصوصا الجمال العربية ذات السنام الواحد تتميز عن غيرها من بقية الثدييات في أنها تملك في دمائها وأنسجتها أجســـاما مضادة صغيرة تتركب من سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية وشكلها على صورة حرف Vوسماها العلماء الأجسام المضادة الناقصة أو النانوية  Nano Antibodiesأو اختصارا Nanobodiesولا توجد هذه الأجسام المضادة  إلا في الإبل العربية ،
 

صورة بالمجهر الإلكتروني تبين الأجسام المضادة النانوية الموجودة في الإبل وهي القطع اللامعة الصغيرة ملتصقة بالخلايا السرطانية كبيرة الحجم لتدميرها.

زيادة على وجود الأجسام المضادة الأخرى الموجودة في الإنسان وبقية الحيوانات الثديية فيها أيضا، والتي على شكل حرف  Y، وأن حجم هذه الأجسام المضادة  هو عشر حجم المضادات العادية وأكثر رشاقة من الناحية الكيميائية وقادرة على أن تلتحم بأهدافها وتدمرها بنفس قدرة الأضداد العادية، وتمر بسهولة عبر الأغشية الخلوية وتصل لكل خلايا الجسم. وتمتاز هذه الأجسام النانوية بأنها أكثر ثباتا في مقاومة درجة الحرارة ولتغير الأس الأيدروجيني تغيرا متطرفاً، وتحتفظ بفاعليتها اثناء مرورها بالمعدة والأمعاء بعكس الأجسام المضادة العادية التي تتلف بالتغيرات الحرارية  وبإنزيمات الجهاز الهضمي. مما يعزز من  آفاق ظهور حبات دواء تحتوي أجساما نانوية لعلاج مرض الأمعاء الالتهابي وسرطان القولون والروماتويد وربما مرضى الزهايمر أيضاً(1). 

 وقد تركزت الأبحاث العلمية على هذه الأجسام المضادة منذ حوالي 2001م في علاج الأورام على حيوانات التجارب وعن الإنسان وأثبتت فاعليتها في القضاء على الأورام السرطانية حيث تلتصق بكفاءة عالية بجدار الخلية السرطانية وتدمرها وقد نجحت بعض الشركات المهتمة بأبحاث التكنولوجيا الحيوية الخاصة في بريطانيا وأمريكا في إنتاج دواء على هيئة أقراص مكون من مضادات شبيهة بالموجودة قي الإبل لعلاج السرطان والأمراض المزمنة العديدة والالتهابات البكتيرية والفيروسية.

وطورت شركة   Ablynx وهناك أخبار شبه مؤكدة من خلال التجربة العلمية عن قدرة حليب الإبل على القضاء على فيروس الإيدز واحتوائه على بروتينات جهاز المناعة وهناك نتائج ممتازة في هذا المجال ويتم حاليا إنتاج عقار لمرض الإيدز والسرطان والكبد الوبائي من حليب الإبل (2)

هناك أنباء شبه مؤكدة عن نتائج ممتازة لحليب الإبل في علاج مرض الإيدز

هذه الأجسام النانوية لتحقق ستة عشر هدفاً علاجياً تغطي معظم الأمراض المهمة التي يعاني منها الإنسان، وأولها السرطان، يليها بعض الأمراض الالتهابية،

 

وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعكف الآن حوالي 800 عالم من علماء التكنولوجيا الحيوية المتخصصين في أبحاث صحة الإنسان والنظم النباتية الحيوية ، وبتكاتف عدة جامعات على أبحاث الأجسام المضادة النانونية لتنفيذ مشروع المستقبل في علاج الأمراض العنيدة.

فى روسيا وكزخستان والهند يصف الاطباء هذا الشفاء المرضى(حليب الإبل) بينما في افريقيا قد يحبذ هذا الدواء للمرضى المصابون بمرض الايدز(3)

وجه الإعجاز:

روى البخاري عن أنس  ــ رضي الله عنه ــ أن رهطاً من عُرينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:

(إنا اجتوينا المدينة فعظمت بطوننا وارتهشت أعضاؤنا فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا براعي الإبل فيشربوا من ألبانها وأبوالها حتى صلحت بطونهم وألوانهم ....)الحديث.

يتضح من هذا الحديث أن في ألبان الإبل وأبوالها شفاء من بعض الأمراض.

وعظم البطون أي كبر حجمها إما أن يكون من مرض التهاب القولون حيث ينتفخ من تجمع الغازات به، أو من حدوث تجمع مائي تحت الغشاء البريتوني في تجويف البطن وهو ما يعرف بالاستسقاء وفي كلا المرضين يستفيد المرضى بتناول لبن الإبل وأبوالها حيث تفرز هذه الأجسام المضادة الصغيرة في اللبن والبول وهذا يمكن أن يكون هو السر  في شفاء أو تحسن كثير من مرضى التهاب الكبد الوبائي  Bو Cوبعض حالات التهاب القولون المزمن وبعض حالات الإصابة بمرض السرطان المبكر خصوصا إصابات الجهاز الهضمي.

ننصح جميع المصابين بمرض الإيدز ومرض السرطان والكبد الوبائي بتناول حليب الإبل الطازج وإن شاء الله يكون الشفاء بإذن الله تعالى

هذا هو لبن الإبل الذي أخرجه المولى جل شأنه بقدرته العظيمة من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين غني بهذه المركبات البروتينية الشافية بإذن الله.

مما يجعلنا نتلو قول ربنا بإجلال لافتا انتباهنا إلى كيفية خلق هذا الحيوان من دون سائر المخلوقات المسخرة لنا  في قوله تعالى: {أَفَلا يَنظُرُونَ إلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَت}

المصدر:

المقال جزء من مقالة للدكتور عبد الجواد الصاوي مدير مجلة الإعجاز العلمي التابعة للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة مع بعض التصرف.

أضاف إليه بعض الأفكار والمعلومات مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن.


(1)     http://en.wikipedia.org/wiki/Nanobodies 7-

(2) http://www.khaleejtimes.com/DisplayArticle.asp?xfile=data/theuae/2004/December/theuae_December790.xml&section=theuae&col=

(3)http://www.fao.org/newsroom/en/news/2006/1000275/index.html

 

     http://en.wikipedia.org/wiki/Camel 8-

    http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page9-

   http://www.alabeel.com/modules.php?name-News&file=article&sid=79

http://www.sciencedaily.com/releases/2004/05/040513011352.htm

 

 

 

الإبل أسرار وإعجاز
 

 

الجمل جعله الله سبحانه وتعالى مسخرا ليكون كما يقال سفينة الصحراء
 

إعداد أ. د. زهير فخري الجليلي

قسم الثروة الحيوانية – كلية الزراعة / جامعة بغداد

إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا في القرآن الكريم أن نتدبر خلق الإبل ورفع السماء ونصب الجبال وتسطيح الارض في آيات متتابعات من سورة الغاشية وبدأ الله تعالى بخلق الإبل قبل الجبال والسماء والأرض , قال تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت) سورة الغاشية - 17 – 20 , وذكرت أسماء الإبل المختلفة 13 مرة في القرآن الكريم بدون تكرار و 55 مرة مع التكرار.

وفيما يلي ملخصاً يتناول بعض المعلومات عن هذا الحيوان العجيب وما به من إعجاز رباني في الخلق والتكوين وما به من أسرار تنفع الإنسان في عصرنا الحديث كما نفعته في غابر الأزمان.

  • إحصائيــات

يبلغ عدد الإبل في العالم حالياً حوالي 20 مليون رأس منها 14 مليون في المنطقة العربية ( أي 70 % من إبل العالم ). تحتل أفريقيا المركز الأول وتضم 75 % من إبل العالم تليها آسيا 25 %.

من الدول العربية المشهورة بتربية الإبل تاتي الصومال في المرتبة الأولى ( 54 %) تليها السودان ( 26 % ) ثم موريتانيا ( 7,3 % ) ثم ليبيا وتونس والسعودية ومصر والجزائر والإمارات.

أما العراق فقد تراجعت أعداد الإبل في العقدين الأخيرين إلى أقل من 10 آلاف رأس بعد ان كانت تقدر باكثر من 50 ألف رأس في السبعينيات.

ومن الدول الغير عربية التي توجد في أراضيها أعداد متميزة من الأبل: الهند , باكاستان , منغوليا , أثيوبيا وكينيا.

  • موقع الإبل في التصنيف العلمي للمملكة الحيوانية:

ـ  المملكة: الحيوانية Animalia

ـ  الشعبة: الفقريات Vertebrata

ـ  الصف: الثدييات ( اللبائن ) Mammalia

ـ  الرتبة: الحيوانات الحافرية Ungulata

ـ تحت الرتبة: ذوات الظلف Artiodactyla

ـ  القسم: المجترات الحقيقية Pecora

ـ  العائلة: الجملية ( الإبليات ) Camelidae

ـ  الجنس: اللاما Lama ( L.glama , L.pacose , L.ganaco)

ـ  الجنس: فيكوكنا Vicugna ولها نوع واحد ( V. vicuna )

ـ  الجنس: الجمال Camelus

ـ  النوع: الجمال ذات السنام الواحد Dromedarius

النوع: الجمال ذات السنامين Bacterianus

  • الشكل الخارجي للجمل

إن شكل الجمل غريب لايشبه الحيوانات الأخرى فهو كبير الحجم مرتفع ذو قوائم عالية ورقبة طويلة تنتهي برأس صغير نسبياً وهو من الحيوانات اللبونة المجترة التي تلتهم الطعام ثم تعيد إجتراره مرة اخرى.لو نظرنا إلى الحيوان نظرة فحص وتأمل لوجدنا أن اجزاء جسمه متباينة في الحجم فله أذان صغيرة وذيل صغير ولكن كتلة الجسم كبيرة والرقبة طويلة والقوائم عالية وله سنام في منتصف ظهره أو سنامين. إن هذا الحيوان العجيب قد أودعه الله سبحانه وتعالى أسرار الحياة فنراه في بعض صفاته المظهرية والفسلجية مشابهاً للحيوانات الأخرى ولكن تجده في صفات اخرى يختلف عنها ليعلن عن فرديته التامة في كثير من الأمور التي لازال البعض منها غير واضحة التفسير. وكلما تقدم الإنسان وتعمق في بحوثه العلمية البيولوجية ظهرت له أسرار هذا الحيوان الفريد جل تعالى في قدرته وفعلاً تجسد الإعجازالإلهي في خلق الإبل كما سنلاحظ لاحقاً.

 

  • بعض الصفات الخاصة بالإبل

1) الأسنان: يوجد في الإبل 3 أنواع من الأسنان هي القواطع والأنياب والأضراس بينما في بقية المجترات القواطع والأضراس ولاتوجد أنياب.

ومعادلة الأسنان في الإبل هي:

قواطع أنياب أضراس

6/2 + 2/2 + 10/12 = ( الفك الأسفل / الفك الأعلى ) = ( 18/ 16) = 34 سن

وعدد الأسنان اللبنية هي 22 سن.

♦ يمكن تقدير العمر من متابعة القواطع في الفك السفلي

ـ  يتبدل الثنائيان عند عمر 5 سنوات

ـ  يتبدل الرباعيان عند عمر 6 سنوات

ـ  يتبدل السداسيان عند عمر 7 سنوات

2) المعدة المركبة في الإبل تتكون من ثلاثة أجزاء وهي:

الكرش والشبكية والمعدة الحقيقية وتكون الوريقية أثرية بينما في المجترات الأخرى تتكون المعدة من 4 أجزاء من ضمنها الوريقية.

3) لا توجد مرارة ( الحويصلة الصفراء ) gall bladder في الإبل.

4) الإبل له قوائم طويلة تنتهي بالخف وهو بمثابة الحافر للحصان والظلف للأبقار والأغنام وفي الجمل تغطي السلامية القاصية بطبقة متقرنة تدعى الظفر وسلاميات أصبعي القدم الأخرى مغطاة بوسادة ذات تقرن طري يسمى الخف وهو الذي يتسع إمتداداً لكي يستطيع الحيوان من السير على الرمال مهما كانت ناعمة.

5) الجلد مكسو بالوبر وهو كثيف في الإبل ذات السنامين وتوجد مناطق متقرنة في الجلد تسمى الوسائد تقع في الجهة الصدرية والبطنية والقوائم وهذه الوسائد تساعد الحيوان عند الجثوم على الأرض لإمتصاص الصدمة وكذلك لمنع إحتكاك الجسم مع الرمال الساخنة صيفاً.

6) الشفه العليا مشقوقة وتكون الشفتين لينه وسريعة الحركة ويوجد في باطن الفم غطاء مخاطي كثيف وهذه الميزات وغيرها تساعد الإبل في الإستفادة من الأشواك في غذائها.

7) الغدد اللعابية في الثدييات ثلاثة أزواج بينما يوجد زوج رابع في الإبل يسمى الغدد الضرسية إضافة إلى 100 مليون غدة لعابية مساعدة في جدران الكرش مما يساهم في إفراز سوائل تتجمع في قاع الكرش وهذه تفيد في إستمرار عمليات الهضم مهما كانت حالة الأرتواء عند الحيوان.

8) توجد تجاويف في منطقة الأنف تساهم في تبريد المنطقة وبالتالي تبريد الدم لذا فإن الدم الذاهب إلى المخ يكون ملائماً للحفاظ عليه من التأثير الضار لحرارة البيئة الخارجية.

9) الرقبة الطويلة في الإبل تساهم في موازنة الحيوان عند النهوض وتعمل عمل الرافعة الآلية حيث إن الإبل هو الحيوان الوحيد الذي تحمل عليه الأحمال وهو جالس إلى أن ينهض بحمله بسهولة.

10) يوجد كيس ( طرف حلقي ) في فم الذكور وهذا الكيس يشبه البالون يخرج من الفم عند الهياج أو التنافس مع الذكور الأخرى في موسم التناسل.

11) نسبة الأرباع الأمامية في ذبائح الإبل تكون أعلى من الخلفية عكس ماهو في الأبقاروالأغنام وغيرها من المجترات.

12) يحدث الحمل في القرن الأيسر من الحمل دائماً وإن حدث في الجانب الأيمن فإنه يهلك ولو حدثت الإباضة في المبيض الأيمن فإنها تهاجر إلى الجانب الأيسر

13) الكريات الحمراء في دم الإبل ذات خصائص فريدة منها أنها ذات قدرة فائقة على البقاء سليمة في المحاليل الملحية دون أن تنكمش أو تنفجر وذات قدرة على إمتصاص الماء والإنتفاخ بمعدلات عالية ثم إنها أكثر عدداً وذات قدرة أكبر مما في الإنسان أو الحيوانات الأخرى على إمتصاص الأوكسجين وتحتوي على تركيز عال من الهيموكلوبين قريباً من سطح الكرية الحمراء مما يسهل في خروج الأوكسجين إلى خلايا الجسم. وكذلك لكرات الدم القدرة الفائقة على إيقاف النزف الذي يمثل أخطر الأسباب في فقد السوائل.

14) الصفائح الدموية في كل مليمتر مكعب من دم الإبل يزيد عددها على ضعفي ما موجود في دم الإنسان وهذه الصفائح مهمة عند النزف إضافة إلى إحتواء دم الإبل على مركبات تمنع تجلط الدم ( عنصر التجلط الثامن يبلغ نشاطه ثمانية أضعاف نشاطه في الإنسان ).

  • كيف يقي الجمل نفسه من حبات الرمال في الصحراء:

ـ حبات الرمال في الصحراء تعد مشكلة عند السير عليها أو عند هبوب الرياح القوية حيث تصبح كأنها وابل من الرصاص فكيف تتعامل الإبل لوقاية نفسها من هذه الرمال أو بكلام آخر كيف أودعها الله تعالى من الميزات والصفات ما جعلها تستطيع التكيف مع هذه المشكلة:

ـ  قوائم الجمل طويلة لترفع جسمه والرقبة طويله لذا الرأس يكون مرتفعاً بمسافة 2 متر عن سطح الأرض مما يجعله بعيداً عن حبات الرمل عند هبوب الرياح القوية.

ـ  يستطيع غلق المنخران حيث يكونان على شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحميه مما تجعل عملية الإغلآق تامة إذا أراد الجمل ذلك.

ـ  رموش العين طويلة وذات طابقين بحيث تدخل الواحدة بالأخرى فتشكل واقياً تمنع دخول حبات الرمل إضافة إلى علو الرأس عن الأرض.

ـ  ذيل الجمل صغير ويحمل على جانبيه الشعر مما يجعله حامياً للمنطقة الخلفية للحيوان.

ـ  وجود الخف الذي يحضن أقدام الجمل وهو وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمال نعومة وهو ما يصعب على أي حيوان سواه ثم إن القوائم الطويلة تساعد الجمل في إتساع الخطوات وخفة الحركة مما يجعله يصل إلى هدفه بسرعة وبذلك يتخلص من عوائق العواصف وذرات الرمال.

ـ  يعتمد الجسم الثقيل عند البروك على وسائد من الجلد القوي السميك وهذه الوسائد تهيء الجمل لأن يبرك فوق الرمال الساخنة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بحرارة الرمال ولا يصيبه منها أذى.

  • تناسـل الإبـل

الإبل موسمية التناسل في كلا الجنسين ويمتد موسم التناسل من أيلول حتى آذار وطول دورات الشبق 24 – 28 يوم وتبقى الأنثى في حالة شياع 5 – 7 يوم.

• يكتمل النمو الجنسي في عمر 3 سنوات ولكنها لا تلقح إلا بعد إكتمال النمو الجسمي في عمر 4 – 5 سنوات لتعطي أول ولادة لها في عمر 6 سنوات.

• متوسط فترة الحمل 370 يوم ( 355 – 389 يوم ) أي حوالي سنة واحدة.

• يترافق موسم التناسل مع الولادة في القطيع حيث نجد إن موسم التناسل فيه نياق تتلقح وأخرى تلد وهذا الموسم يكون عادة في موسم الأمطار ووفرة الغذاء.

• تلد الأنثى مولود واحد كل عامين وتعتبر ستة ولادات لأنثى الإبل ,العدد الذي يمكن الحصول عليه خلال العمر الإنتاجي للناقة وتوجد بعض الإستثناءات.

• التوائم نادرة الحدوث والنسبة الجنسية 50 %.

• تجري عملية إنتخاب دقيقة لإختيار الذكور الجيدة وإختيار الذكر يتعدى المظهر والشكل إلى إنتاجية الأم من الحليب وحجم الأب وقد تتعدى معايير الإنتخاب إلى الأسلاف. يتم التخلص من الذكور البالغة إما بالبيع أو الخصي. ويبقى ذكر التلقيح فترة تستمر 7 سنوات والذكر في عمر 6 سنوات يكون في قمة النضوج الجنسي.

• البيضة لا تفرز ( عملية التبويض ) إلا بعد إلجماع كما في القطط.

• تتغير سلوكية الذكور في موسم التلقيح والتناسل حيث قد يصبح خطراً وتكون من الصعوبة قيادته وتعض الذكور بعضها الآخر. وفي حالة الهياج يخرج كيس منفوخ من جانب الفم يطلق عليه الطرف الحلقي ويصاحب ظهور الكيس صوت مزعج ويسيل اللعاب من الفم وتوجد إفرازات كريهة تخرج من غدد قرب الأذنين وتكون غامقة اللون ويحك الذكر منطقة الغدد بأي شيء قريب. وعند التقرب من الذكر تكون رائحته منفرة لأن البول المتجمع على الذيل ينتشر على المنطقة الخلفية من الحيوان ويحرك ذيله لنشر بوله على الجسم كله ويقف الذكر وسط القطيع مع إنفراج في قوائم الخلفية.

• آلية الجماع تكون في حالة البروك على الأرض وليس الوقوف كما في الأبقار.

• من مشاكل الإبل في الحمل هي وجود الحمل الكاذب خاصة إذا كان الذكر عقيماً ويستمر هذا الحمل 30 يوم ومن المشاكل أيضاً وجود الحمل في القرن الأيمن حيث يهلك الجنين بعد 40 – 50 يوم.

• الخلايا الجنسية ( الحيامن ) للذكور تتصف بقلة عددها وتكون أصغر من حيامن حيوانات المزرعة الأخرى وصفاتها لاتشبه حيامن الثيران أو الكباش.

• كيس الصفن الذي توجد داخله الخصيتين يكون في موقع قريب من فتحة الإخراج كما في الكلاب. وزن الخصيتين في موسم التناسل يكون أكبر من المواسم الأخرى.

• تتأثر الإبل بعدد ساعات الضوء والظلام حيث إن زيادة ساعات الإضاءة في اليوم لها تأثير سلبي على عموم فسلجة الحيوان وخاصة ماله علاقة بالتناسل.

• بصورة عامة تعتبر الكفاءة التناسلية في الإبل منخفضة لأن الناقة تضع أول مولود لها في عمر 6 سنوات ثم تلد الولادة الثانية بعد عامين.

• تستطيع المواليد من الرعي بعمر 1 – 2 شهر إلى جانب إعتمادها على الحليب. تستمر فترة الرضاعة 12 شهر أي إن الفطام يكون بعمر 1 سنة تقريباً.

 

رموش العين طويلة وذات طابقين بحيث تدخل الواحدة بالأخرى فتشكل واقياً تمنع دخول حبات الرمل

 

 

قوائم الجمل طويلة لترفع جسمه والرقبة طويله لذا الرأس يكون مرتفعاً بمسافة 2 متر عن سطح الأرض مما يجعله بعيداً عن حبات الرمل عند هبوب الرياح القوية.

 

 

يستطيع الجمل غلق المنخران بحيث يكونان على شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحميه مما تجعل عملية الإغلآق تامة إذا أراد الجمل ذلك.

 

يعتمد الجسم الثقيل عند البروك على وسائد من الجلد القوي السميك وهذه الوسائد تهيء الجمل لأن يبرك فوق الرمال الساخنة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بحرارة الرمال ولا يصيبه منها أذى.
  • قدرة الإبل على تحمل الجوع والعطش الشديد

تتمتع الإبل بصفات فريدة لا نظير لها في الحيوانات الأخرى تمكنها من التكيف مع ظروف العطش أو الجفاف في الأجواء الحارة حيث تفقد 30 % من سوائل الجسم أو حوالي 40 % من وزنها الحي ورغم ذلك تبقى حية أما الإنسان والحيوانات الأخرى فإن فقد 10 % من سوائل الجسم فإن ذلك غالباً ما يؤدي إلى الهلاك أو الموت.

وفيما يلي مقارنة بين قدرات الإبل والإنسان في مجال مقاومة العطش وكيفية المحافظة على ماء الجسم عند الجفاف وإرتفاع الحرارة وقلة المياه:

1. في حالة العطش الشديد فإن كمية اللعاب في الفم تنخفض وتكون قليلة بحيث لايستطيع الإنسان من عملية البلع بينما الإبل يبقى فمها رطباً وتستطيع من الأكل وبلع الطعام مهما إشتد بها العطش ويعود ذلك إلى سببين وهما:

* إستمرار عملية الإجترار وهذا يساعد على بقاء الفم رطباً.

* وجود مادة اليوريا في لعاب الإبل ومن صفات اليوريا الإحتفاظ بالماء.

2. في ظل الأجواء الحارة وبدون ماء فإن أقصى ما يستطيع الإنسان مقاومته هو البقاء يوم أو يومين على قيد الحياة بينما الإبل تبقى عدة أسابيع بدون ماء في ظروف حرارية مرتفعة وقلة الغذاء.

3. إذا فقد الإنسان 5 % من ماء الجسم فقد صوابه وحكمه على الامور وإذا فقد 10 % صمت أذناه ويأخذ بالهذيان ويفقد إحساسه بالألم ( وهذا من رحمة الله ).وإذا بلغت النسبة 12 % فيستحيل عليه النجاة حتى وإن وجد الماء , بينما الإبل تستطيع تحمل نقص ماء الجسم مهما بلغت نسبة الفقدان حتى تصل إلى 30 % أو أكثر وتستطيع الإرتواء بسرعة حيث يشرب الحيوان 200 لتر من الماء خلال دقائق دون أن يتعرض لمخاطر تخفيف سوائل الجسم الذي يتعرض له الإنسان العطشان المشرف على الهلاك حيث يعطى له الماء تقطيراً.

4. تستطيع الإبل العطشانه أن تطفي ظمأها من أي نوع من المياه حتى وإن كانت ماء البحر أو ماء مستنقع شديد الملوحة أو المرارة بفضل إستعداد الكلية لأخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز أما الإنسان الظمآن فإن أي محاولة لإنقاذه بشرب الماء المالح تكون أقرب إلى تعجيل نهايته.

5. الإبل إذا تعرضت إلى بيئة شديدة الحرارة صيفاً مع عدم وجود الماء فإن نشاطها الجسمي والفسلجي لايتأثر كثيراً وتفقد الكثير من وزن الجسم والماء الذي تفقده من الجسم يأتي من أنسجة الجسم وليس من ماء الدم إلا قليلاً بينما الإنسان يفقد بسرعة من ماء الدم وبذلك يزداد تركيز الدم وترتفع حرارة الجسم إرتفاعاً فجائياً لاتتحملها أجهزة الجسم خاصة الدماغ وفي هذا يكون الهلاك.

6. تستطيع الإبل من الإستفادة من الماء الأيضي المتحرر من تحلل دهون السنام بطريقة يعجز الإنسان عن مضاهاتها حيث تحترق الشحوم وتولد طاقة يستفيد منها الحيوان لمواصلة نشاطه الحيوي ويتحرر كذلك ثاني أوكسيد الكاربون الذي يتخلص منه الحيوان عن طريق الزفير ويتولد الماء لهذا فإن السنام يستهلك في الإبل العطشانه والجوعانه ويميل إلى الجانب ليصبح كيساً متهدلاً خاوياً إذا طال الجوع والعطش.

7. الإبل لاتفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة بفضل قدرة الجسم على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحرارة بين الليل والنهار بينما الإنسان إذا تعرض لأجواء حارة فإن عملية التعرق تكون كبيرة وشديدة مما يستهلك كمية كبيرة من ماء الجسم.

8. درجة حرارة الجسم في الإنسان 37 مْ وهي ثابتة بينما في الإبل تتغير من 34مْ إلى 41 مْ نهاراً حسب حرارة الجو لذا فإن آلية تنظيم درجة الحرارة في الإنسان أكثر تعقيداً وتحتاج إلى الماء لإبقاء الدرجة ثابتة والإنسان إذا وصلت حرارته 34 مْ أو 41 مْ فإنه يتوفى بسبب عدم تكيفه على هذه الحرارة.

كيف تستطيع الإبل من إعادة دورة الإستفادة من ماء الجسم وتحمل العطش الشديد في الأجواء الحارة ولعدة أسابيع

  • بإختصار هناك عدة ميزات وصفات في الإبل تجعله قادراً على ذلك وهي:

ـ  الجمل لا يلهث أبداً ولايتنفس من فمه مهما إشتد الحر أو إستبد به العطش وهو بذلك يتجنب تبخر الماء من الفم.

ـ  لايفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى.

ـ  يستطيع جهاز تنظيم حرارة الجسم أن يجعل مدى تفاوت حرارة الجسم 7 درجات كاملة دون ضرر أي بين 34 و 41 مْ وهذه الآلية تفيد في الإقتصاد بكمية لابأس بها من الماء المستخدم في تنظيم درجة حرارة ثابتة.

ـ  تفيد الشحوم المخزونة بالجسم في السنام في إنتاج الطاقة والماء.

ـ  الكلية في الإبل لها إستعداد خاص في تركيز البول أو قد يمتنع عن التبول إذا إستمر العطش. والإبل تستطيع من شرب الماء المالح لأن الكليه عنده تستطيع من إخراج الأملاح مهما كانت تركيزها.

ـ  تستطيع الإبل أن تحبس في دمها كميات كبيرة من اليوريا وتوزعها على خلايا الجسم أو ترسلها إلى الكرش لكي تستعملها البكتريا الكرش لبناء أجسامها وكذلك تعتبر اليوريا في الدم ونتيجةً لكونها صائدة للماء فإنها تساعد في الحفاظ على حجم بلازما الدم.

ـ  تستطيع الإبل من حبس سكر الكلوكوز في الدم بنسبة عالية بسبب العطش الشديد لإن طرحه في البول يتطلب فقدان ماء بدرجة كبيرة وإرتفاع السكر في الدم لايصيب الإبل بصدمة مميتة كما في غيرها من الحيوانات وكذلك فإن السكر يعتبر مادة صائدة للماء أيضاً مما يحافظ على حجم بلازما الدم كذلك.

ـ  يسبب العطش إنخفاضاً في إنتاج الحليب في الحيوانات الثديية بصفة عامة أما في الإبل فإن كمية الحليب لاتتأثر كثيراً بسبب العطش وقلة ماء الشرب بل بالعكس تزداد نسبة الماء في الحليب لتصل إلى 90 % حماية للرضيع من الجفاف.

ـ  يساهم الوبر في حماية الجسم من الحرارة حيث يعتبر عازلاً حرارياً ثم إن له ميزة فإنه لايتبلل عند التعرق أي العرق لايتبخر من سطح الوبر وإنما من سطح الجلد وهذا يجعل لعملية التعرق ميزة تبريد قوية في الإبل.

ـ  تستطيع الكريات الحمراء أن تقاوم نقص الماء الشديد في الدم وفي نفس الوقت تقاوم عدم التمزق عندما تتورم وتصبح مكورة عند الإرتواء السريع بعد شرب الماء.

ـ  هناك إمتصاص واسع للماء في القولون وهذا يساهم في تقليل فقدان الماء مع الفضلات حيث تكون الفضلات شبه جافة.

ـ  يمكن للإبل من خفض عمليات الأيض Metabolism وبالتالي ينتج عن ذلك تقليل إستهلاك الأوكسجين أي قلة إنتاج الحرارة الداخلية وهذا معناه الإقتصاد في إستهلاك الماء للفعاليات الحيوية.

  • بعض الأسرار والفوائد للإبل:

* حليب الإبل يتميز بصفات خاصة إضافة لكونه مادة غذائية ممتازة حيث ثبت أنه غذاء ودواء لأنه يحتوي على مواد مثبطه لنشاط البكتريا ويحتوي على نسبة كبيرة من الأجسام المناعية المقاومة للأمراض خاصة للأطفال المولودين حديثاً.

* يحتوي حليب الإبل على كمية عالية من فيتامين C مقارنة بأنواع الحليب الأخرى وهذه رحمة ربانية في تعويض البدو في المناطق الصحراوية حيث لاتتوفر الخضار والفاكهة.

* حليب الإبل غني بالكالسيوم والحديد.

* حليب الإبل يستخدم في علاج مرض السكري لأن تركيب بعض الأحماض الأمينية فيه تشبه هرمون الأنسولين.

* في دراسة نشرت في مجلة العلوم الأمريكية في عدد آب 2005 ذكرت أن الإبل ذات السنام الواحد تتميز عن غيرها من الثدييات في انها تملك في دمائها وانسجة الجسم أجسام مضادة تتركب من سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية وشكلها على صورة حرف V وسميت بالأجسام المضادة الناقصة Nano Antibodies وسميت إختصاراً Nanobodies.( الأجسام النانوية ) وهذه الأجسام تتواجد إلى جانب الأجسام المضادة من نوع Y. ثم إن الحجم الصغير للأجسام النانوية تعطيها القدرة على الإلتحام بأهدافها وتدميرها بنفس قدرة الأضداد العادية وتتميز أيضاً بأنها أكثر ثباتاً في مقاومة درجة الحرارة وتغير الأس الهيدروجيني وتحتفظ بفاعليتها أثناء مرورها بالمعدة والأمعاء بعكس الأجسام المضادة العادية التي تتلف بالتغيرات الحرارية والأنزيمية للجهاز الهضمي وهذا أوجد آفاقاً لصناعة أدوية تحتوي أجساماً نانوية لمرضى الأمعاء الإلتهابي وسرطان القولون ومرض الزهايمر وغيرها.

ومنذ عام 2001 تركزت الأبحاث على هذه الأجسام المأخوذة من الإبل وأثبتت الفاعلية في القضاء على الأورام السرطانية حيث تلتصق بكفاءة عالية بجدار الخلية السرطانية وتدمرها. وطورت إحدى شركات الأدوية (Ablynx ) أدوية مصدرها حليب الإبل تستعمل في القضاء على فيروس الإيدز وفي بريطانيا وأمريكا توجد نتائج ممتازة في إنتاج عقار لمرضى الإيدز والسرطان والكبد الفيروسي. يستعمل في روسيا وكازاخستان والهند حليب الإبل في علاج الأمراض العنيدة وفي أفريقيا يستعمل في علاج مرض الإيدز.

ـ  روى البخاري عن أنس ( رضي الله عنهما ) أن رهطاً من قبيلة عرينه قدموا إلى المدينة المنورة وأعلنوا إسلامهم وخلال فترة بقاؤهم في المدينة تعرضوا لمرض شديد كانت نتيجته إنتفاخ البطن والوهن والإصفرارفأمرهم النبي محمد ( عليه افضل الصلاة والسلام ) أن يشربوا من حليب الإبل وأبوالها وقد فعلوا وشفوا بإذن الله. وقد إعتقد الأطباء في عصرنا الحاضر أن ما أصاب هولاء القوم هو( مرض إلتهاب القولون والإستسقاء أو تليف الكبد ).

إن التجارب الحديثة في الوقت الحاضر في علاج مرض الإستسقاء ومرض الكبد الوبائي من النوع B , C والإلتهابات الشديدة وأمراض السرطان المبكرة عولجت بحليب الإبل وأبوالها ( لإحتوائها على الأجسام المضادة الصغيرة Nanobodies ).

وفي إسرائيل يعكف بعض العلماء حالياً بمشاركة طاقم من الأطباء في إجراء تجارب لحليب الإبل في معالجة الأمراض التالية ( السكري , إلتهاب الأمعاء , الربو , التقيؤ , أمراض المناعه وغيرها ).

ختاماً فإن ما ذكرناه في هذه العجالة عن أسرار ومعجزات الإبل هي غيض من فيض وبذلك تتحقق المعجزة الربانية في دعوتنا لتدبر هذا الحيوان المفيد الذي إستفاد منه أجدادنا ولا زلنا نكتشف معجزاته وفوائده فسبحان الله العظيم وتعالى وصلى الله على سيدنا محمداً عليه أفضل الصلاة والتسليم.

نكون شاكرين لو تم إغناء هذا الموضوع بما يستجد من معلومات أخرى عن الإبل وجزاكم الله كل خير.

يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:

zuhairaljalili@yahoo.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصــادر

1) عدنان الجنابي و زهير فخري الجليلي - الإبل صفاتها وفسلجتها – دار الكتب للطباعة والنشر , 1990.

2) محمد أوهاج محمد - تحليلات كيميائية مقارنة وتجارب سريريه لعلاج الإستسقاء بأبوال الإبل – موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة على الإنترنت.

3) طارق عبده إسماعيل – التداوي بألبان وأبوال الإبل سنة نبوية ومعجزة طبية – موقع موسوعة الأعجاز العلمي في القرآن والسنة على الإنترنت.

4) عبد الجواد الصاوي – ألبان الإبل وعلاج مرض السرطان والأيدز

– إكتشاف في ألبان الإبل , الأجسام المضادة النانوية

, موسوعة الأعجاز العلمي في القرآن والسنة.

5) عبد القادر شحرور – الإعجاز الإلهي في خلق الإبل – موسوعة الأعجاز العلمي في القرآن والسنة.

 

 

أسماء الإبل في القرآن الكريم وعند العرب
 

أ. د. زهير فخري الجليلي

قسم الثروة الحيوانية – كلية الزراعة / جامعة بغداد

يدعونا الله سبحانه وتعالى أن نتدبر ونتأمل بعض مخلوقاته الإعجازية للإستدلال بها على عظمة الخالق حيث ذكر تعالى في سورة الغاشية ( أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) وقد قدمت الإبل على خلق السماء ( وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ) وعلى خلق الجبال ( وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ) وعلى خلق الأرض ( وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ).

إن تقديم إعجاز خلق الإبل على إعجاز خلق السماء والجبال والأرض إنما يأتي لخصوصية هذا الحيوان العجيب الذي يكون في غاية القوة والشدة وهو مع ذلك ينقاد مع الطفل الضعيف والإبل تجلس على الأرض لكي توضع عليها الحمولة عن قرب وبسهولة ثم تقوم بما تحمله بما ينوء عنه العصبه أولو القوة ثم صبرها على الجوع والعطش لعدة أيام بل عدة أسابيع ثم بلوغها المسافات الطويلة في الصحراء القاسية ورعيها بكل نباتات البراري , فسبحان الحكيم العليم هذه الصفات وغيرها هي التي إعتقد المسلمون الأوائل أنها وراء تخصيص الله تعالى لهذا الحيوان بالنظر إليه والتفكر في عجائب خلقه ولكن العلم الحديث أثبتت أن لهذا الحيوان خصوصيته التي يختلف فيها عن بقية الحيوانات مما يجعله فريداً في نوعه معجزاً في خلقه دالاً على قدرة الله تعالى في كل شيء.

سميت الإبل او الجمال في اللغة العربية، وفي لغات العالم المختلفة تكون التسمية قريبة الشبه من التسمية العربية.

الإبل هي جمع الحيوانات ولامفرد لها وهي في اللغة العربية مؤنثة لأن اسماء الجمع التي ليس لها مفرد إذا كانت لغير البشر فتكون مؤنثة وتصغيرها أبيلة والجمع إبال وإذا قيل إبلان فالقصد هو قطيعين من الإبل والنسبة اليها إبالي وأرض مابلة اي ذات إبل وعندما يقال أبل الرجل أي انه متخصص بمصلحة الإبل ويقال أبلت الإبل اي أخذت نصيبها من الماء ويقال فلان من إبل الناس أي من أشدهم معرفة في رعية الإبل ويقال البل أي القصد هو الإبل.

بعض أسماء الإبل في اللغة العربية

1- الجمل: هو الذكر من الإبل أو زوج الناقة والجمع جمال أو أجمال وجمالات وجمائل , قال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة المرسلات ( كَأنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ) أي تشبيه الشرر المتطاير من جهنم وهو كبير الحجم كالجمال الصفراء في لونها وسرعة حركتها أجارنا الله من نار جهنم بفضله ورحمته.

وقال الله تعالى في سورة الأعراف ( حَتى يَلِجَ الْجَمَلُ في سَمَّ الْخِياطِ ) ويقصد به إستحالة ان يدخل الجمل الكبير الحجم في فتحة الإبرة الخاصة بالخياط , أي لايدخل هذا الحيوان الكبير إلا في باب واسع.

ومن مرادفات إسم الجمل: الجامل أي القطيع من الإبل مع الرعاة والمرافقين ويكنى الجمل أبو أيوب وأبو صفوان وإبن الطويل وإبن الهوجل وغيرها.

2- البعير: هذه الكلمة هي بمنزلة الإنسان من البشر وتقول العرب ان إسم البعير جاءت لأن هذا الحيوان يبعر وهو إسم يقع على الذكر والأنثى والجمع أبعرة وأباعر وبعران ويقال بعير إذا أجذع أي إذا بلغ السنة الخامسة من عمره والشائع أن البعير يعني الذكر من الإبل ويقال صرعتني بعيري أي أتعبتني ناقتي ويقال رأيت بعيراً من بعيد أي دون تحديد إذا كان ذكراً او أنثى.

3- الناقة: هي أنثى الإبل وهناك قول شاذ عند العرب ( شربت لبن جملي ) أي ناقتي وجمع الناقة هو نوق أو نياق.

وتسمى الناقة نيب ومفردها ناب وتكنى الناقة ببنات الليل وأم حائل وأم حوار وام الشعب وبنات الفحل وبنات العجائب وبنات شدقم وبنات الأرجي وغيرها.

ومن النوق المشهورة في التاريخ:

1- ناقة الله لثمود , فقد إشترط قوم صالح ( عليه السلام ) أن يقدم لهم آية عبارة عن ناقة عشراء تتمخض من صخرة فأستجاب الله لهم على شرط أن يخصص لها يوماً تشرب فيه الماء لوحدها وهم لايشربون وفي اليوم التالي يشرب القوم وهي لاتشرب في ذلك اليوم فلم يصبروا على هذا الحال فعقروها فكان سبب وقوع العذاب عليهم.

2- ناقة رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) وهي التي هاجر عليها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة وكان معه صاحبه أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) وقال للأنصار حين إستقبلوه وكل واحد منهم يريد أن يحل الرسول عليه ضيفاً فقال لهم أتركوا الناقة فأينما تجلس أو تبرك فهذا هو موضع النزول ( أتركوها فهي مأمورة ) وتسمى هذه الناقة القصواء.

3- ناقة البسوس: البسوس هي إمراة إستجارت بشخص إسمه جساس بن مرة وحين رأى ناقتها كليب إبن ربيعه ترعى في حماه قتل فصيلها فثارت الحرب بسببها بين قبيلتي بكر وتغلب أربعين عاماً وسميت حرب البسوس.

أسماء الإبل في القرأن الكريم

1- الإبل: ورد هذا الاسم في موضعين هما:

• قوله تعالى ( وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ ) سورة الأنعام آية 144.

• قوله تعالى ( أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) سورة الغاشية آية 17

2- الناقة: ورد هذا الاسم في سبعة مواضع:

• قوله تعالى ( هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً........) الأعراف ,73.

• قوله تعالى (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ ) الأعراف , 77.

• قوله تعالى ( وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً....... ) هود , 64.

• قوله تعالى ( وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً........) الإسراء , 59.

• قوله تعالى ( قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) الشعراء , 156.

• قوله تعالى ( إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ) القمر , 27.

• قوله تعالى ( فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ) الشمس , 13.

إن لفظ الناقة في القرآن الكريم تكررت كلها في ناقة النبي صالح عليه السلام.

3- العير: ويقصد بها القوم معهم حملهم من الرجال والجمال معاً ولكل واحد منهما ما دون الآخر والعير تقال على الأكثر في الإبل التي تحمل الطعام وغيره وذكر هذا الإسم في سورة يوسف بالتحديد ثلاث مرات:

• قوله تعالى ( ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) يوسف , 70.

• قوله تعالى ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) يوسف , 82.

• قوله تعالى ( وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ.....) يوسف , 94.

4- الجمل: ورد هذا الإسم مفرداً بالنص الصريح مرة واحدة:

• قوله تعالى ( وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّة حَتَّى يَلِج الْجَمَل فِي سَمِّ الْخِيَاط ) الأعراف , 40.

5- الهيم: هي الإبل العطاش

• قوله تعالى ( فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) الواقعة , 55.

6- البعير: البعير يشمل الجمل والناقة كالإنسان للرجل والمراة

• قوله تعالى ( وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ) يوسف، و قوله تعالى ( وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ) يوسف , 72.

7- البُدّن: هي الإبل والبقر , وسميت بهذا الإسم لعظم بدنها

• قوله تعالى ( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ) الحج , 36.

8- الأنعام: هي الإبل والبقر والغنم وقال أهل اللغة وأكثر ما يقع على هذا الإسم الإبل.ذكرت في 32 موضع في القرآن الكريم بصيغة الأنعام وأنعاماً وأنعامهم وأنعامكم:

• قوله تعالى ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَيَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَيُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَيَسْمَعُونَ بِهَا أُولئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) الأعراف , 179.

• وقوله تعالى )أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) الفرقان , 44.

• وقوله تعالى ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) محمد , 12.

• وقوله تعالى ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (*) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُون(*) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) النحل , 5 – 7

9- البحيرة: ذكر في القرآن الكريم أن المعتقدات التي يحرم فيها العرب قبل الإسلام الإستفادة من بعض الإبل سواءً بالأكل أو الإنتفاع بأنها غير صحيحة وكلها حلال.

• قوله تعالى ( مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) المائدة , 103

البحيرة: هي الناقة التي إذا أنجبت خمسة بطون نظروا إلى المولود الخامس فإذا كان ذكراً ذبحوه فيأكله الرجال دون النساء وإذا كان أنثى قصوا آذانها وتركوها لحالها إلى ان تموت دون أن تذبح.

10- السائبة: هي الناقة إذا ولدت عشرة إناث دون ذكر فإنها تترك لحالها دون أن تركب ولايجز وبرها ولاتحلب ولاتمنع من ماء أو كلاء. وكذلك إذا أنذرت لرجل مريض فبعد الشفاء فإن الناقة تترك لحالها وتسمى سائبة أيضاً.

11- الوصيلة: هي الناقة التي تلد مرتين متتاليتين مواليد أنثى أي إنها تصل أنثى بأخرى ليس بينها ذكر فإن هذه الناقة تنحر للأصنام تيمناً بعطائهم كما يعتقدون.

12- الحام: وهو البعير الذي يصل ولده مرحلة الإنتاج وكان من نتاجه ذكراً فإن ذلك البعير يطلق لحاله على إعتبار أن هذا الحفيد قد حمى ظهره وواصل سلسلة إنجابه.

13- العشار: هي الناقة التي بلغت عشرة أشهر من حملها. • قوله تعالى ( وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ) التكوير , 4.

وقد بلغ مجموع أسماء الإبل في القران الكريم 13 إسم بدون تكرار و 55 مع التكرار والله أعلم. ومن الجدير بالذكر أن هناك 50 إسم للحيوانات ورد ذكرها في القرآن الكريم وكان للإبل العدد الأكبر من هذه الأسماء وأسماء الحيوانات الوارد ذكرها في القرآن الكريم هي:

( البعير , البقر , الثعبان , الجراد , الجوارح , الحام , الحمولة , الحية , الخنازير , القردة , القمل , المعز , الناقة , النحل , الهدهد , الأبابيل , الأنعام , البحيرة , البعوضة , الدابة , الذباب , الصافنات , الطائر , البغال , الجمال , الجياد , الحمار , الحوت , الفيل , القسورة , الكلب , الموريات , النعجة , النمل , الوصيلة , الإبل , البدن, الخيل , الذئب , دابة الأرض ( الدودة ) , السائبة , الضأن , العاديات , العجل , العشار , الغنم , العرم , العنكبوت , الغراب , الفراش ). إن أسماء الحيوانات هذه التي يبلغ عددها 50 هي بدون تكرار.
وتوجد العشرات من الأسماء في اللغة العربية تطلق على الإبل منها ما يلي:

أسماء الإبل حسب مراحل نموها

لقد تم جمع 16 إسم للإبل حسب مراحل النمو فقد يكون العدد أكثر , نذكر منها ما يلي:

*السليل: المولود من الإبل لحظة ولادته.

*شعب: المولود الذي يتمكن من النهوض بعد ولادته.

*الحواء: هو ولد الناقة الذي يتبع أمه حيثما تذهب قبل أن يفطم.

*الفصيل: هو ولد الناقة منذ بداية فطامه وإنفصاله عن إمه أي بعمر سنة واحدة.

*إبن مخاض: هو المولود من الإبل الذي يدخل السنة الثانية من عمره.

*إبن لبون: ( للذكر ) وإبن لبونة ( للإنثى ) هو الذي يدخل السنة الثالثة.

*الحق للذكر والحقة للإنثى: هو ماله ثلاث سنوات ودخل في الرابعة أي بدء التحميل للذكر والتلقيح للأنثى.

*الجذع للذكر والجذعه للأنثى: هو ماله أربعة سنوات ودخل في الخامسة.

*الثني للذكر والثنية للأنثى: هو ما دخل في السنة السادسة من العمر.

*الرباع: يطلق على الذكر والانثى وهو ما بلغ السنة السابعة.

*السداس: هو الذي في عمر 8 سنوات.

*البازل: هو الذي يطلق على الذكر البالغ الكامل في عمر 9 سنوات.

*مخلف: هو الذي في عمر 10 سنوات.

*العود: هو الذي بدأ عليه الكبر.

*الماج: هو المتقدم بالعمر الذي يتساقط الطعام من فمه لعدم مقدرته على إحتوائه.

*الكحكح: هو ما بلغ أرذل العمر.

صورة لرأس جمل

أسماء للإبل حسب المواصفات الجسمية

* العقل: هو الجمل القصير القوائم الطويل السنام فإذا مشي مع القطيع قصر عنها وإذا برك معها طالها بسنامه.

* العندل: البعير الضخم الرأس ويستوي فيه الذكر والأنثى.

* القعر: وهو الجمل الضخم.

* الكعبة: هي الناقة العظيمة.

* العيس: الناقة القوية الصلبة.

أسماء للإبل حسب ألوانها

* العيس: هي الإبل البيضاء اللون أو التي يخالط بياضها شقره والمفرد أعيس والأنثى عيساء.

* الاردق: هي الإبل التي يميل لونها من الأبيض إلى الأسود.

* المغاتير: هي الإبل ذات الألوان الفاتحة والتي تميل إلى الأحمر البني أو الأصفر الغامق.

* المجاهيم: هي الإبل ذات اللوان الداكنه.

* الحبشية: هي الإبل الشديدة السواد.

* الجحلة: هي الإبل الحمراء اللون.

* الوضحة: هي الإبل البيضاء.

* الملحة: هي الإبل ذات اللون الصهابي.

* توجد أسماء تدل على الألوان المباشرة مثل الإبل الحمراء والصفراء والزرقاء وغيرها

صورة لأبل قرب إحدى الواحات في الصحراء المغربية

أسماء تطلق على صغار الإبل

 

*القرش: صغار الإبل التي لا تصلح للتربية.

*الأفائل: صغار الإبل.

*الحشر: صغارالإبل.

*الحوار: صغار الإبل قبل الفطام.

*الإطلاء: صغار الإبل.

أسماء تطلق على مجموعة من الإبل أي الذكور والإناث منها

 

1) البدن: تستخدم للإبل والحيوانات الأخرى الكبيرة الحجم التي تؤكل.

2) الماشية: تطلق على الإبل والأبقار والأغنام وكل الحيوانات التي تأكل وهي تمشي.

3) الأنعام: تطلق على الإبل والأبقار والأغنام والماعز.

4) العيرات: ( العير ) وهي الإبل التي تحمل المؤونة.

5) الهمل: الأبل بدون راعي.

6) العيس: الإبل البيضاء اللون ذات الأصل الجيد.

7) البخت: تطلق على الذكور والإناث.

أسماء تطلق على الإبل كما سائر الحيوانات عند وجود مرض او خلل

1. الجرباء: عند إصابتها بمرض جلدي.

2. العرجاء: التي تضلع عند السير.

3. الهماء: عند سقوط الثنايا من أسنانها.

4. العجفاء: عند وجود المرض أو الضعيفة منها.

5. الثولاء: التي تدور على نفسها.

6. العضاء: عند قطع آذانها.

7. الهوبر: هي الإبل الكثيرة الوبر ويطلق على القرد الكثير الشعر.

صورة لأبل براكة على الأرض

 

 

 

أسماء تطلق على الإبل وتنسب للأماكن والمناطق والأقطار

1) المصرية: مثل البلدي ( المحلي ) أو البشاري وهي القوية المديدة القامة وتوجد أنواع منها تسمى الجلب منها الحبشي والصومالي والهندي والليبي وغيرها.

2) الشامية: ويدخل ضمن هذا النوع الخوار العراقي وتتميز بكونها عالية صغيرة الراس دقيقة الذنب ذات ألوان فاتحة وتسمى كذلك الجمال الشرفية.

3) السودانية: هي جمال ضخمة الجسم طويلة القوائم ذات ألوان سمراء داكنة.

4) العمانية: هي من أاجود الجمال في الجزيرة العربية وتتواجد في منطقة الإحساء ( الجنوب الشرقي من الجزيرة العربية ) وتأتي جودة هذه النوع لتوفر شجيرات العرفج في تلك المناطق والذي يعد غذاءً ممتازاً لها.

5) المجدية: هي إبل اليمن وجاءت التسمية من المجد أو الشرف.

6) البخت: هي من الإبل ذات الأصل العربي مفردها بختي والأنثى بختيه والجمع بخاتي ويدعى ولدها القرمل.

أسماء للإبل تنسب إلى الأفحل أو القبائل

إهتم العرب بإنتقاء الذكور الطلوقة الجيدة والتي أصبح قسم منها مشهوراً ومن الأمثلة على ذلك:

أ‌- الشدقية: هي الإبل المنسوبة إلى ( شدقم ) وهو فحل كريم كان للنعمان بن المنذر.

ب‌- الشدينية: وهي الإبل المنسوبة للفحل ( شدين ) وهو فحل له شرف هذا الأصل

ت‌- الماطليات: وهي إبل تنسب إلى ماطل وهو من الفحول المشهورة في اليمن.

ث‌- الأرحبية: وهي المنسوبة إلى بني أرحب من همدان وهي من إبل اليمن.

ج‌- العيدية: وهي إبل منسوبة إلى بني العيد وهم فخذ من بني مهرة وهي غير الإبل المنسوبة إلى مهرة بن حيدان التي تسمى الجمال المهرية والجمع منها يسمى مهارى وتتصف بانها رديئة النوعية.

ح‌- العسجديه: وهي من الجمال التي كانت تزين للنعمان ملك الحيرة في نزهاته وتنقلاته وحروبه.

أصوات الإبل

يسمى صوت الإبل رغاء , وتوجد أسماء أخرى لأصوات الإبل نذكر منها:

صوت الذكور

1) رغاء الفصيل إذا كان ضعيفاً يسمى عواء.

2) وإذا إرتفع قليلاً يسمى كتيت.

3) وإذا على يسمى كشيش.

4) وإذا أفصح يسمى هدير.

5) وإذا صفي صوته يسمى قرقر.

6) فإذا هدر الصوت يسمى هديراً.

7) وإذا عصر الصوت يسمى زعد البعير أو هنت يهنت.

8) وإذا جعله كأنه يقلعه قلعاً يسمى قلخ , قلاخ.

9) وإذا أشتد الهدير يسمى القصف.

10) إذا تردد الهدير في الجوف يسمى الزغردة.

صوت الإناث

 

إذا كان الصوت خفيفاً يسمى البغام وإذا صحت قيل الرغاء وإذا أطربت في أثر ولدها قيل حنين وإذا مدت حنينها قيل سحرت وإذا مدت حنينها إلى جهة واحدة قيل سجعت.

الإبل في الحديث النبوي الشريف والتراث الإسلامي

 

الإبل حيوان مقترن بالعرب حيث ربى العرب الإبل منذ فترة تزيد على 4000 سنة وقد إهتموا بها أكثر من غيرها من الحيوانات لأهميتها الكبيرة في حياتهم اليومية الصعبة حيث الصحراء والعطش والجوع وحمل الأثقال لمسافات بعيده وقد أفاد العرب من الإبل والخيول في نشر الرسالة الإسلامية من جهة ولأهميتها الأقتصادية من جهة ثانية وممـا جـاء في السنـة النبويـة قـول النبـي محمد عليـه أفضـل الصـلاة والسـلام: ( الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير في نواصي الخيل إلى يوم القيامة )

ومن أقواله صلى الله عليه وسلم ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك الجمل ) وقوله ( الناس كإبل مائة لاتجد فيها راحلة ) والراحلة هي الناقة التي تركب وقوله عليه الصلاة والسلام ( النساء يأتين في آخر الزمان رؤوسهن كأسنمة البخت لايجدن ريح الجنة ) والبخت هو ذكر الجمل والأنثى بختية.

وقد ذكرت الإبل في أكثر من مئة حديث نبوي شريف. وكثرة الأسماء للإبل في اللغة العربية تدل على عظمة المسمى كما يقولون حيث يقول القرطبي رحمه الله ( الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان لانها ضروبة أربعة: حلوبة وركوبة وأكوله وحموله والإبل تجمع هذه الخصال الأربع فكانت النعمة بها أعم وظهور القدرة فيها أتم.

فالإبل هي الحيوان الوحيد الذي يحمل عليه ويؤكل لحمه ويشرب لبنه. والإبل هي مال العرب بها تمهر النساء ومنها غذاؤهم وكساؤهم وهي التي حملت الفرسان فكانت هزيمة كسرى وفيله في معركة القادسية وحملت المؤن والماء فكانت مأثرة خالد بن الوليد في عبور الصحراء وهزيمة الروم في معركة اليرموك.

كما نقلت الحرير والتوابل فكانت قوافل التجارة بين الشرق والغرب وحملت الحبوب والتمور فكانت تجارة قريش وكانت رحلة الشتاء والصيف وحملت الهوادج فكانت راحلة الأمان والهدوء والإطمئنان لنساء الملوك والأمراء.

والإبل هي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء لأنه ليس هناك أعظم منه ومن ذلك قوله ( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) إلى الإمام علي إبن أبي طالب ( كرم الله وجه ): فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم. وحمر النعم هي الإبل الحمر.

وقد قيل عن الإبل الكثير حيث أنها مصدر الخير والعطاء ( إذا حلبت روت وإذا نحرت أشبعت وإذا حملت أثقلت وإذا مشت أبعدت ).

الإبل حيوانات عظيمة الخلق , في معيشتها أسرار وفي خلقها إعجاز كبير ولها سلوكيات نادرة وطبائع غريبة قد لا تتوفر في أي مخلوق حي آخر.

وقد جاء العلم الحديث وما يحمله من تقنيات معقدة ليؤكد بالأدلة الدامغة صدق الأحاديث النبوية الشريفة التي كانت تشير إلى التداوي بألبان وأبوال الإبل واليوم يعكف عشرات العلماء في جامعات العالم المختلفة دراسة خصائص حليب الإبل التغذوية والدوائية وخاصة في معالجة السرطان والآيدز وإلتهاب الكبد والإلتهابات المعوية وقائمة طويلة من الأمراض التي نجحت بفضل الله تعالى إستعمال حليب الإبل وأبوالها في معالجتها وهذه هي قدرة الله تعالى تتجلى بوضوح إلى كيفية خلق هذا الحيوان المفيد الذي خصه الله بالآية الكريمة ( أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ).

فالإبل كانت كل شيء في حياة الأجداد واليوم مع التقدم الهائل والعلوم والمعرفة والمخترعات نترك كل شيء ونرجع إلى الإبل عسى الله تعالى أن ينقذنا بها من أشد الأمراض فتكاً بالإنسان وصدق الله العظيم حين قال ( الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ).

يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:

zuhairaljalili@yahoo.com

مقالات ذات صلة:

مصادر هذه الدراسة

 

*القرآن الكريم.

*الدميري – حياة الحيوان الكبرى – الجزء الأول والثاني , مطبعة بيروت , 1963.

*داوود سلوم – قصص الحيوان في الأدب العربي القديم , دار الحرية – بغداد , 1979.

*محمد الصائغ – الإبل العربية , مؤسسة الكويت للتقدم العلمي , 1984.

*عدنان الجنابي و زهير فخري الجليلي – الإبل , صفاتها وفسلجتها , دار الكتب للطباعة والنشر , 1990.

*فلاح خليل العاني وجماعة – الإبل , تربيتها وأمراضها , 1990.

*مقالات موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( الإعجاز الألهي في خلق الإبل ) , د. عبد القادر شحرور.

 

 

الإعجاز الإلهي في خلق الإبل
 

إعدادالأستاذ عبد القادر شحرور

صورة لجمل عربي أصيل

Alshahrour@maktoob.com

مقدمة :

تميزت الجزيرة العربيــة قديمــاً بحيـوانات عاشت في صحاريها، عاشـرها أهلها وعاشرتهم حيناً من الدهــر وما يزال ، وكـان لها الأثــر في نفوسهـم ، تلك هي الإبل، وكثرة الأسمـاء عنــد أهـل الأصـول تـدل على عظمة المسمى كمـا يقـولـون      

يقول القرطبيرحمه الله :(الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان,لأنها ضروبة أربعة: حلوبة، وركوبة، وأكولة، وحمولة. والإبل تجمع هذه الخلال الأربع؛ فكانت النعمة بها أعم، وظهور القدرة فيها أتم ).

فالإبل هو الحيوان الوحيد  الذي يحمل عليه ويؤكل لحمه ويشرب لبنه !

وهي مال العرب بها تمهر النساء ، ومنها غذاؤهم وكساؤهم، وهي التي حملت الفرسان فكانت هزيمة كسرى وفيلته في معركة القادسية ،وحملت المؤن والماء فكانت مأثرة خالد بن الوليد في عبور الصحراء وهزيمة الروم في معركة اليرموك.

كما نقلت الحرير والتوابل فكانت قوافل التجارة بين الشرق والغرب،وحملت الحبوب والتمور فكانت تجارة قريش وكانت رحلة الشتاء والصيف ،وحملت الهوادج فكانت راحلة الأمان والهدوء والاطمئنان لنساء الملوك والأمراء.

وهي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء لأنه ليس هناك أعظم منه , ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلملعَلِيّرضي الله عنه : "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن تكون لك حمر النعم" وهي الإبل الحمر.

فالإبل حيوانات عظيمة الخلق، في معيشتها أسرار، وفي خلقها إعجاز كبير، ولها سلوكيات نادرة وطبائع غريبة قد لا تتوفر في أي مخلوق حي آخر.      

وللإبلنوعان : وحيد السنام (العربي)والجمل ثنائي السنام  ·

ولكل واحد من هذين النوعين خصائص وسمات يتشابهان في بعضها ويختلفان في بعضها الآخر، ومما يختلفان فيه الطول والحجم والوزن وطول القوائم وشكل الأخفاف واللون وغيرها من السمات.

زيـنــــــــة الإبـــــــــــل:

1- الرحــل :

الرحل هو السرج الذي يوضع على الناقة ليجلس عليه الراكب.

2- الـوضـين :

  يثبت الرحل على الناقة باستخدام حبل أو رباط مما كان متاحاً من المواد , كالصوف أو الشعر وينسج نسجاً .

3- الخطــــام :

  الخطام :هو المقود الذي يقاد به البعير وتعريفه "ما وضع في أنف البعير ليقاد به "

4- الغبيـــط :

الغبيط هو الهودج الذي يجعل على ظهــر البعـير فوق الرحـل ، ويقصد منـه أن تجلس فيـه المرأة وهي في ستر , وقد يسمى هذا الغبيط بالظعائن والظعن  وهذا مشهور في الشعر.

5- الرجـازة والنحـيزة

الرجازة : وهي شعر أو صوف يعلق على الهودج في خيوط يزين بها ...

أما النحيزةفهي : " نسيجة طويلة يكون عرضها شبراً وعظمة ذراع تعلق على الهودج يزين بها ".( 1)

ألفاظ الإبل التي وردت في القرآن العزيز :

1-  الإبل:

لقد وقف أهل اللغة على هذه اللفظة فقالوا فيها وأجزلوا فقال أهل اللغة : الإبل لا واحد لها من لفظها وهي مؤنثة لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت لغير الآدميين فالتأنيث لها لازم , والجمع آبال .

وقد ورد لفظ الإبلفي القرآن الكريم في عدة مواضع، وبألفاظ مختلفة ، هي : لفظ الإبل الذي ورد في موضعين هما قوله تعالى : [وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ](الأنعام: 144)، وقوله تعالى: [أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ] (الغاشية: 17).

2- الناقة :

هي أنثى الجمل, قال أهل اللغة : وهي تدل على المفرد وجمعها نوق، أو أنوُقٌ، وأينُق، وأيانِق، و نِياق.

 ولفظ الناقةورد في سبعة مواضع، مرتان في سورة الأعراف، ومرة واحدة في كلٍ السور الآتية: هود - الإسراء – الشعراء- القمر - الشمس·  وكلها تشير إلى ناقة النبي صالح عليه السلام، كما في قوله تعالى: [وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً]{الإسراء:59} ، وقوله تعالى: [هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ] {هود:64}  .

3 - العِير:

وقد ورد في القرآنلفظة العير فقد وردت فقط في سورة يوسف ثلاث مرات.

والعير: القوم معهم حملهم من المِيرَةَ، يقال للرجال وللجمال معاً، ولكل واحد منهما دون الآخر(3) .

إذاً  العير هيالإبل التي تحمل الطعام وغيره.

4-  البدن:

 أما لفظة (البدنة) فقد قال جمهور أهل اللغة وجماعة من الفقهاء:  يقع على الواحدة من الإبل والبقر والغنم، سميت بذلك لعظم بدنها .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ، ثُمّ رَاحَ. فَكَأَنّمَا قَرّبَ بَدَنَة ً" الحديث , رواه مسلم .

5 - الجمل  :

ورد اسم  الجمل  مفرداًبالنص الصريح مرة واحدة في قوله تعالى :

[إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ]{الأعراف:40}

فأما معنى (سَمِّ ) :فهو ثقب الإبرة وكل ثقب لطيف في البدنكالأنف أو غير ذلكيسمى سَمّا وجمعه سموم. وجمع السم القاتل سِمام.

وأما الخِياط: فإنه المِخْيَط, أي ما يخاط به: وهي الإبرة.

قال القرطبي : والجمعمن الجمل:جِمال وأجمَال وجِمَالات وجمائل. وإنما يسمى جملاًإذا بلغ أربع سنوات.

6 - الِهيم :
قال الله تعالى:[فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ]{الواقعة:55} قال جمهور المفسرين وأهل اللغة:الهيم  هي الإبل العطاش·

7 - البعير :

قال أهل اللغة : البعير يشمل الجمل والناقة كالإنسان للرجل والمرأة , وإنما يسمى بعيراً إذا أجذع , والجمع  أبعِرة , وأباعر , وبُعران .

وقد جاء ذكرهفقطفي سورة يوسف .

8 - الأنعام :

وهي : الإبل , والبقر , والغنم ..

قال أهل اللغة : وأكثر ما يقع على هذا  الاسم الإبل .

والأنعام يذكر ويؤنث قال الله تعالى : [مِمَّا فِي بُطُونِهِ ]وقال : [مِمَّا فِي بُطُونِهَا ].

قال الله تعالى : [وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ] {النحل:5}

 

قال الله تعالى : (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)

 

وقال تعالى :[وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ] {النحل:7} 

من المعروف  أن الجمل يستطيع أن يسير  مسافة 144 كم  في حوالي 10 ساعات  ويقطع مسافة 448 كم  في حوالي 3 أيام , ويستطيع أن يحمل من 200 – 300 كغ  على ظهره أثناء السفر .

9 - البَحيرة :قال أهل اللغة : وهي ابنة السائبة .

10- السائبة: قال أهل اللغة : الناقة التي كانت تُسَيّب في الجاهلية لنذرٍ أو نحوه .

11 - الوصيلة: روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال: الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينها ذكر .

12 - الحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدودة فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من أن يحمل عليه شيء وسموه الحامي .

قال الله تعالى :

[مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ]   (  المائدة:103 )

كان العرب قبل الإسلام قد حرموا أنواعاً من الأنعام  وجعلوها أجزاءً وأنواعاً

وهذه الأنواع الأربعة المشار إليها في الآية السابقة من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام .

13 -  العِشَار: قال أهل اللغة : وهي الناقة التي أتى عليها من وقت الحمل عشرةُ أشهر  .

 قال تعالى: [وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ ]  ( التَّكوير:4 )

 

تظهر في الصورة عملية حلب الإبل للحصول على الحليب

 

الإعجاز الطبي النبوي في مسار العلاج بأبوال الإبل:

إن أول من وصف العلاج بأبوال الإبل رسول الله صلى الله عليه وسلم .وليس مرادنا هنا بسط الكلام عن العلاج بأبوال الإبل , وبالله التوفيق .

مسار العلاج النبوي بأبوال الإبل :

عادة ً يكون مسار العلاج عند الإنسان بدءاً من الاكتشاف ثم التجارب الطبية المعملية  تليها التجارب على حيوانات التجارب ثم على الإنسان .

بينما في الطب النبوي  نبدأ من الإنسان ثم على حيوانات التجارب ثم التجارب العملية  لاكتشاف الأسرار والمعلومات الطبية  . وهنا السؤال يطرح نفسه هل النبي  صلى الله عليه وسلم كان عنده معمل تجارب أو حيوانات تجارب ؟ بل كيف اكتشف الدواء من أبوال الإبل وغيرها  !.

وبول الإبل فيه إشارة في القرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى :  [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ] {يس: 71 – 73  }

فالشاهد كلمة  َمَشَارِبُوهي بالجمع , قال ابن كثير : " وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ  " أي من الألبان والأبوال لمن أراد التداوي .

لماذا الإبل من بين سائر الحيوانات ؟

 

قال الله تعالى : (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)

 

قال الله تعالى:

[أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ]{الغاشية:17-20}

فالذي تجدر الإشارة إليه في هذا النسق القرآني المعجز هو البدء بلفت أنظارنا إلى قدرة الله في خلق الإبل قبل الإشارة إلى الإعجاز في رفع السماء ونصب الجبال وتسطيح الأرض، وكلها آيات في الخلق والإيجاد والتكوين.

وفي هذه الآيات يتجلى خلق الرحمن سبحانه وتعالى , ويطلب منا الله سبحانه وتعالى أن ننظر إلى الإبل ونبدأ في دراستها وما يمكن أن نستفيد منها .

فمعظم المفسرين كانوا يركزون على الشكل الخارجي للإبل فقط, كأذنا الإبل , ومنخراه , وعيناه , وذيله , و قوائمه , ونحو ذلك .

إلا أن  كل خلية في هذا الحيوان تنطق أن الله تعالى هو المبدع وهو الخالق .

ووجد العلماء والباحثين :

أن هذا الحيوان العجيب له قدرة أن يعيد امتصاص الماء من الأمعاء والكلى إلى الجسم مرة أخرى ليستفيد منها .

والجمل هو الحيوان الوحيد الذي:

ـ يعيش حوالي أسبوعين كاملين بلا ماء ولا طعام في بيئة درجة حرارتها 50 درجة مئوية .

 

صورة لرأس الجمل

 

ـ يفقد حوالي 25 % ( ربع وزنه ) من وزنه من السوائل من جسمه إذا حرم من الماء دون أن ينفق .

بينما باقي الحيوانات تموت عند فقد 12%  من وزنها من السوائل . (2)

وصدق حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه : "مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا "

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيّ أَنّهُ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إلَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ اللّقَطَةِ؟ فَقَالَ: "اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمّ عَرّفْهَا سَنَةً، فَإنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإلاّ فَشَأْنَكَ بِهَا". قَالَ: فَضَالّةُ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذّئْبِ". قَالَ: فَضَالّةُ الإِبِلِ؟ قَالَ: "مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشّجَرَ، حَتّىَ يَلْقَاهَا رَبّهَا". رواه مسلم .

قوله صلى الله عليه وسلم: "معها سقاؤها" فمعناه أنها تقوى على ورود المياه وتشرب في اليوم الواحد وتملأ كرشها بحيث يكفيها الأيام، وأما حذاؤها وهو أخفافها لأنها تقوى بها على السير وقطع المفاوز.

فسبحان الله القائل  : [أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ].

معجزة إنتاج الماء من الدهون:

زود الله سبحانه وتعالى هذا الحيوان بسنام

حيث تتجمع كمية من الدهن فوق سطح الجسم  تصل أحياناً من 100- 120 كيلو غرام  من الدهن

حيث يتحول الدهن  في السنام لإنتاج ماء وطاقة  , فإذا جاع الحيوان يتحول الدهن لإنتاج طاقة في الجسم. أما إذا عطش فيحول هذا الدهن إلى ماء .

ومن المعروف بين الأطباء أن الإنسان إذا صام أكثر من يوم  يبدأ يتحلل الدهن في جسمه  فتحدث حموضة في الدم  ثم يدخل الإنسان في غيبوبة إذا طالت فترة الامتناع عن الطعام .

أما هذا الحيوان إذا حول الدهن كله إلى ماء أو إلى طاقة فلا تحدث عنده هذه المشكلة أبداً .

وأما الحيوانات الأخرى فتمرض بمرض يدعى الكيتوزيس نتيجة تحلل الدهون بكثرة .(2)

تبريد المخ :

درس العلماء وجه هذا الحيوان فوجدوا فيه: جيوب أنفية ( ممرات داخل عظام الوجه) وظلوا يبحثوا عن فائدتها ولماذا تختلف عن باقي الحيوانات ..

فوجدوا أن الهواء الساخن يدخل من الأنف ويتم تبريده بمكيف هواء  فيُبِّرد الأوعية الدموية وبالتالي يُبِّرد الأوعية الدموية التي تغذي المخ  من أجل أن تحميه من ضربة الشمس فيدخل الدم الشرياني إلى المخ بارداً  فلا يتأثر من الهواء الساخن .(2)

 

الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتى تتمكن من تناول طعامها من نبات الأرض

 

عنق الجمل :

حيث زوده الله برقبة طويلة تمكنه منتناول طعامه من نبات الأرض، كما أنه يستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة عندما يصادفها .

فرقبة الجمل تعمل طبقاً  لقانون الرافعة : حيث نقطة الارتكاز عند التقاء العنق بالساقين الأماميين

فيبدأ الجمل بشد هذه الرقبة  فيخفف الحمل عليه فيستطيع أن يقوم بقدميه الخلفيتين

وهو يحمل هذه الأثقال , وهو غير الحيوانات كلها . 

والجمل هو الحيوان الوحيد الذي يحمل وهو في حالة الرقود.

فيستطيع أن ينهض بالحمل الثقيل ويبرك به .

قال أهل اللغة : بروك الجمل : هو ثبوته وإقامته.

نـيـــــــاق مشـهـــــــورة:

ناقة نبى الله صالح عليه السلام الذي أرسله الله إلى ثمود ,  فهذه ناقة ذكرها قرآن يتلى عبر الأزمان .

وناقة رسول الله  صلى الله عليه وسلم " القصواء " .

الانقياد والطاعة :

قال الله سبحانه :

[أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ]{يس: 71 -72}

قال المفسرون :

[وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ  ] أي سخرناها لهم  حتى يقود الصبي الجمل العظيم ويضربه ويصرفه كيف شاء لا يخرج من طاعته. 

ونحن في إنتظار تعليقاتكم على الإيميل التالي

 

Alshahrour@maktoob.com

المراجع :

- القرءان العزيز .

- صحيح مسلم بشرح النووي .

-  تفسير القرءان العظيم , للإمام ابن كثير .

-  معاجم متعددة .

-  مجلة الوعي الإسلامي  تصدر عن وزراة الأوقاف والشؤون الإسلامية  في دولة الكويت .

الهوامش:

1-         موقع الإبل أسرار وإعجاز :    www.alabeel.com

2 – مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الثامن المنعقد في الكويت .

3- مجمع اللغة العربية (1973): معجم ألفاظ القرآن الكريم، الجزء الثاني، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص 79.

 

 

طواحين معجزة في معدة الإبل
 

د. نظمي خليل أبو العطا

        أمرنا الله سبحانه وتعالى في محكم آياته أن نتدبر خلق الإبل ورفع السماء ونصب الجبال وتسطيح الأرض في آيات متتابعات من سورة الغاشية , وبدأ سبحانه وتعالى بخلق الإبل وهذا لعظم شأن خلقها وما فيها من إعجاز في الخلق وتفرد في العمليات الحيوية داخل المملكة الحيوانية قال تعالى :( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت  * وإلى السماء كيف رفعت  * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت ) [سورة الغاشية 17 - 20.].

        وفي السطور القليلة القادمة سوف نعيش مع جانب من الإحكام الإلهي والتدبير الرباني في خلق الإبل . فإذا قمنا في جولة علمية داخل معدة الجمل لرأينا العجب العجاب وما يأخذ بالألباب حيث تتكون معدة الإبل خلافاً لباقي الأنعام المجترة من ثلاث حجرات هي : الكرش والشبكية والأنفحة , والغشاء المبطن للكرش الخالي من الحلمات, ويحتوي الكرش والشبكية عليها غدد في أعلاها تفتح في قِرَب معلقة في سطحها. والكرش سعته 80% من سعة المعدة كلها يعمل مخزناً للمواد الغذائية, وتسكن فيه ملايين الطواحين الحية من البكتيريا وباقي الكائنات الحية الدقيقة الأخرى كالفطريات والحيوانات الأولية .

        وعندما يتغذى الجمل على النباتات الصحراوية مغلظة الجدر, والأعشاب والأشواك فإنه يخزنها أولاً في الكرش حتى يجترها بعد ذلك, وأثناء وجود الطعام في الكرش تقوم تلك الطواحين والهاضمات الحية المعجزة بإفراز سيل من الإنزيمات الهاضمة التي تحلل تلك المواد وتساعد على طحنها , ويقوم الجمل باجترار الطعام ليفتته بأسنانه وينزل علية من لعابه في روية وهدوء , وتقوم الغرفة الثانية من المعدة وهي الشبكية بمساعدة الكرش في ذلك, وتعمل كمخزن للماء والمواد السائلة, وفي الغرفة الأخيرة وهي المعدة الحقيقية للجمل يفرز العصير المعدي والذي يساعد على هضم بعض المواد الغذائية التي لم يتم هضمها في الكرش والشبكة.

صورة لجمل بسنامين فسبحان الخالق

        وتحول الكائنات الحية في معدة الجمل وخاصة في الكرش النباتات إلى سكريات بسيطة وأحماض أمينية, وأحماض دهنية منها المتطاير مثل حمض الخليك وحمض البيوتريك والبروبيونيك وبعض الأحماض الدهنية الأخرى , وينتج غازات الأمونيا والميثان والاكسجين  والنيتروجين وكبريتيد الهيدروجين وغيرها .

        وتستعمل الكائنات الحية في معدة الجمل المواد الغذائية المحيطة بها في التغذية والنمو والتكاثر , كما تستغل الغازات الناتجة في إنتاج مواد غذائية يستفيد منها الجمل , وما يتبقى من الغازات يعمل على تجزئة الطعام وتقليبه في الكرش كما تعمل المياه الغازية في معدة الإنسان عندما يشربها على وجبة غذائية ثقيلة , أما الزائد من تلك الغازات فيتخلص منها الجمل أثناء اجترار الطعام أو إخراجه من الشرج .

        كما تقوم البكتيريا وباقي الكائنات الحية في معدة الجمل بإنتاج الفيتامينات اللازمة لحياتها وحياة الجمل .

        يمتص الجمل الأحماض الدهنية والأحماض الأمينية والسكريات البسيطة الناتجة بفعل عمليات الطحن والهظم الميكروبي والميكانيكي الذي قامت به الكائنات الحية والجهاز الهضمي للجمل أثناء اجترار الطعام .

        وعندما تهلك الكائنات الحية الدقيقة التي وافتها منيتها فإنها تتحلل داخل المعدة وينتج عنها العديد من المواد الكربوهيدراتية والدهنية والبروتينية والأملاح التي يستفيد منها الجمل وباقي الكائنات الحية في معدة الجمل .

        يمتص الجمل الأحماض الدهنية والأمينية والكربوهيدرات من الفرث وتلتقي مع سوائل الدم واللمف لتكون اللبن وهذا مصداقاً لقوله تعالى ( وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ) سورة النحل  آية 66 .

ولو توقفت تلك الطاحنات الميكروبية والحيوانية الأولية عن عملية طحن الغذاء وتحلله وهضمه لهلك الجمل جوعاً ومعدته مليئة بالطعام , ولو أعطي الجمل مادة قاتلة لتلك الطاحنات لمات الجمل جوعاً وجهازه الهضمي ممتلئ بالطعام .

        فمن سخر تلك الطاحنات الصغيرة التي لا ترى إلا بالمجهر لهذا الجمل الضخم ؟!! ومن نظم تلك العلاقة الحيوية بين الجمل وتلك الطاحنات الحيوية ؟!! الطبيعة الصماء أم الحيوانات العجماء أم البكتيريا غير العاقلة كما يقول الدارونيون الماديون ؟! أم أن هذا الإحكام يحتاج إلى تدبير العليم الخبير ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) سورة طه آية 50.

مقالة ذات صلة :

o  أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت

المصدر : مجلة عالم الغذاء العدد 93

 

 

أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
 

بقلم فراس نور الحق  

 قال تعالى : (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20} فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22}[ الغاشية ]

في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه.

في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضاً جميلاً رفيقاً، على التفكير والتأمل في خلق الإبل( أو الجمال )، باعتباره خلقاً دالاً على عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وكمال قدرته وحسن تدبيره . وسوف نرى أن ما كشفه العلم حديثاً عن بعض الحقائق المذهلة في خلق الإبل يدل على سبق القرآن الكريم في الإشارة إلى هذا المخلق المعجز الذي يدل يدل على عظمة خالقه سبحانه وتعالى كما يدل أن القرآن الكريم هو الكتاب المعجز الذي نزل من عند الله تعالى على قلب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

الأذنان صغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يغطيهما

شكل الإبل الفريد:

إن أول ما يلفت الأنظار في الإبل الشكل الخارجي الذي لا يخلو تكوينه من الآيات البيانات  التي  تأخذ بالألباب :

أذنا الإبل

فالأذنان صغيرتان قليلتا البروز، فضلاً عن أن الشعر يغطيها من كل جانب ليقيها من الرمال التي تحملها الرياح، وكما أن لها القدرة على الانثناء خلفاً

المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر

والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية.

منخرا الإبل

كذلك المنخران يتخذان شكل شقين ضيقين محاطين بالشعر وحافتهما لحمية مما يسمح للجمل أن يغلقهما لمن أمام ما تحمله الرياح إلى رئتيه من دقائق الرمال.

عينا الإبل

إن لعيني الجمل روموش ذات طبقتين مثل الفخ بحيث تدخل الواحدة بالأخرى وبهذا فأنها تستطيع أن تحمى عينها وتمنع دخول الرمال إليه.

ذيل الإبل

وذيل الجمل يحمل كذلك على جانبيه شعراً يحمى الأجزاء الخلفية من حبات الرمل التي تثيرها الرياح والتي كأنها وابل من طلقاتالرصاص .

قوائم الإبل

إن لعيني الجمل روموش ذات طبقتين مثل الفخ

أما قوائم الجمل فهي طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار، كما أنها تساعده على اتساع الخطو وخفة الحركة، وتتحصن أقدام الجمل بخف يغلفه جلد قوي غليظ يضم وسادة عريضة لينة تتسع عندما يدوس الجمل بها فوق الأرض، ومن ثم يستطيع السير فوق أكثر الرمل نعومة، وهو ما يصعب على أية دابة سواه ويجعله جديراً بلقب " سفينة الصحراء" .

فما زالت الإبل في كثير من المناطق القاحلة الوسيلة المثلا لارتياد الصحارى وقد تقطع قافلة الإبل بما عليها من زاد ومتاع نحواً من خمسين أو ستين كيلومتراً في اليوم الواحد، ولم تستطع السيارات بعد من منافسة الجمل في ارتياد المناطق الصحراوية الوعرة غير المعبدة .

عنق الإبل 

قوائم الجمل طويلة لترفع جسمه عن كثير مما يثور تحته من غبار، كما أنها تساعده على اتساع الخطو وخفة الحركة

لقد خلق الله سبحانه وتعالى الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتى تتمكن من تناول طعامها من نبات الأرض، كما أنها تستطيع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حين مصادفتها، هذا فضلاً عن أن هذا العنق الطويل يزيد الرأس ارتفاعاً عن الأقذاء ويساعد الجمل على النهوض بالأثقال. 

وحين يبرك الجمل للراحة أو يناخ ليعد للرحيل يعتمد جسمه الثقيل على وسائد من جلد قوي سميك على مفاصل أرجله، ويرتكز بمعظم ثقله على كلكله، حتى أنه لو جثم به فوق حيوان أو إنسان طحنه طحناً .

و هذه الوسائد إحدى معجزات الخالق التي أنعم بها على هذا الحيوان العجيب، حيث إنها تهيئه لأن يبرك فوق الرمل الخشنة الشديدة الحرارة التي كثيراً ما لا يجد الجمل سواها مفترشاً له فلا يبالي بها ولا يصيبه منها أذى . والجمل الوليد يخرج من بطن أمه مزود بهذه الوسائد المتغلظة، فهي شيء ثابت موروث وليست من قبيل ما يظهر بأقدام الناس من الحفاء أو لبس الأحذية الضيقة .

الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتى تتمكن من تناول طعامها من نبات الأرض


معدة الإبل:

وأما معدة الإبل فهي ذات أربعة أوجه وجهازه الهضمي قوى بحيث يستطيع أن هضم أي شئ بجانب الغذاء كالمطاط مثلا في الامكان الجافة .

 

إن الإبل لا تتنفس منفمها ولا تلهث أبداً مهما اشتد الحر أو استبد بها العطش، وهي بذلك تتجنب تبخر الماء من هذا السبيل.

تنظيم جسم الإبل للحرارة :

يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بفضل قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحارة بين الليل والنهار .

إن جسم الجمل مغطى بشعر كثيف وهذا الشعر يقوم بعزل الحرارة ويمنعها من الوصل إلى الجلد تحتها، ويستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر، أي بين 34م و41 م، ولا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41م ويكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء، وهذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة لترات كاملة من الماء، ولا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصة التي يمتاز بها الجمل وبين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبتت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م، وإذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع، وربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل ( 34م و41 م ) .

إنتاج الإبل للماء :

يقوم الجمل بإنتاج الماء  والذي يساعده على تحمل الجوع والعطش وذلك من الشحوم الموجودة في سنامه بطريقة كيماوية يعجز الإنسان عن مضاهاتها.

فمن المعروف أن الشحم والمواد الكربوهيدراتية لا ينتج عن احتراقها في الجسم سوى الماء وغاز ثاني أسيد الكربون الذي يتخلص منه الجسم في عملية التنفس، بالإضافة إلى تولد كمية كبيرة من الطاقة اللازمة لواصلة النشاط الحيوي .

و الماء الناتج عن عملية احتراق الشحوم من قبيل الماء الذي يتكون على هيئة بخار حين تحترق شمعة على سبيل المثال، ويستطيع المرء أن يتأكد من وجوده إذا قرب لوحاً زجاجياً بارداً فوق لهب الشمعة لاحظ أن الماء الناتج من الاحتراق قد تكاثف على اللوح . وهذا مصدره البخار الخارج مع هواء الزفير، ومعظم الدهن الذي يختزنه الجمل في سنامه يلجأ إليه الجمل حين يشح الغذاء أو ينعدم، فيحرقه شيئاً فشياً ويذوى معه السنام يوماً بعد يوم حتى يميل على جنبه، ثم يصبح كيساً متهدلاً خاوياً من الجلد إذا طال الجوع والعطش بالجمل المسافر المنهك .

و من حكمة خلق الله في الإبل أن جعل احتياطي الدهون في الإبل كبيراً للغاية يفوق أي حيوان آخر ويكفي دليل على ذلك أن نقارن بين الجمل والخروف المشهور بإليته الضخمة المملوءة بالشحم . فعلى حين نجد الخروف يختزن زهاء 11كجم من الدهن في إليته، يجد أن الجمل يختزن ما يفوق ذلك المقدار بأكثر من عشرة أضعاف ( أي نحو 120 كجم)، وهي كمية كبيرة بلا شك يستفيد منها الجمل بتمثيلها وتحويلها إلى ماء وطاقة وثاني أكسيد الكربون . ولهذا يستطيع الجمل أن يقضي حوالي شهر ونصف بدون ماء يشربه . ولكن آثار العطش الشديد تصيبه بالهزال وتفقده الكثير من وزنه، وبالرغم من هذا فإنه يمضي في حياته صلدا لا تخور قواه إلى أن يجد الماء العذب أو المالح فيعب فيعب منه عباً حتى يطفئ ظمأه  كما أن الدم يحتوى على أنزيم البومين بنسبة اكبر مما توجد عند بقية الكائنات وهذا الإنزيم يزيد في مقاومة الجمل للعطش وتعزى قدرة الجمل الخارقة على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص في كليته لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده إلى الدم .

و هنالك أسرار أخرى عديدة لم يتوصل العلم بعد إلى معرفة حكمتها ولكنها تبين صوراً أخرى للإعجاز في خلق الإبل كما دل عليه البيان القرآني .

حليب الإبل :

تظهر في الصورة عملية حلب الإبل للحصول على الحليب

أما لبن الإبل فهو أعجوبة من الأعاجيب التي خصها الله سبحانه للإبل حيث  تحلب الناقة  لمدة عام كامل في المتوسط بمعدل مرتين يومياً، ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي لها من 5 ـ 10 كجم من اللبن، بينما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي لها حوالي 230 ـ 260 كجم .

و يختلف تركيب لبن الناقة بحسب سلالة الإبل التي تنتمي إليها كما يختلف من ناقة لأخرى، وكذلك تبعاً لنوعية الأعلاف التي تتناولها الناقة والنباتات الرعوية التي تقتاتها والمياه التي تشربها وكمياتها، ووفقا لفصول السنة التي تربى بها ودرجة حرارة الجو أو البيئة التي تعيش فيها والعمر الذي وصلت إليه هذه الناقة وفترة الإدرار وعدد المواليد والقدرات الوراثية التي يمتلكها الحيوان ذاته، وطرائق التحليل المستخدمة في ذلك.

و على الرغم من أن معرفة العناصر التي يتكون منها لبن الناقة على جانب كبير من الأهمية، سواء لصغر الناقة أو للإنسان الذي يتناول هذا اللبن، فإنها من جانب آخر تشير وتدل دلالة واضحة على أهمية مثل هذا اللبن في تغذية الإنسان وصغار الإبل وبشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلاً للحمرة، وهو عادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحاً، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه، وترجع التغيرات في مذاق اللبن إلى نوع الأعلاف والنبات التي تأكلها الناقة والمياه التي تشربها . كذلك ترتفع قيمة الأس الهيدروجيني PH( وهو مقياس الحموضة ) في لبن الناقة الطازج، وعندما يترك لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة فيه بسرعة .

و يصل محتوى الماء في لبن الناقة بين 84 % و90% ولهذا أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغرى الإبل والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة ( مناطق الجفاف ) . وقد تبين أن الناقة الحلوب تفقد أثناء فترة الإدرار ماءها في اللبن الذي يحلب في أوقات الجفاف، وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفاً طبيعياً، وذلك لكي توفر هذه النوق وتمد صغارها والناس الذين يشربون من حليبها ـ في الأوقات التي لا تجد فيها المياه ـ ليس فقط بالمواد الغذائية، ولكن أيضا بالسوائل الضرورية لمعيشتهم وبقائها على قيد الحياة، وهذا لطف وتدبير من الله سبحانه وتعالى .

و كذلك فإنه مع زيادة محتوى الماء في اللبن الذي تنتجه الناقة العطشى ينخفض محتوى الدهون من 4،3 % إلى 1،1 %، وعموماً يتراوح متوسط النسبة المئوية للدهون في لبن الناقة بين 2،6 إلى 5،5%، ويرتبط دهن اللبن بالبروتين الموجود فيه.

و بمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لوحظ أنها تحتوي على حموض دهنية قليلة، كما أنها تحتوي على حموض دهنية قصيرة التسلسل ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة التي تعتبر من أهم العوامل المغذية  للإنسان، وخصوصاً الأشخاص المصابين بأمراض القلب.

ومن عجائب لبن الإبل أن محتوى اللاكتوز في لبن الناقة يظل دون تغيير منذ الشهر الأول لفترة الإدرار وحتى في كل من الناقة العطشى والنوق المرتوية من الماء . وهذا لطف من العلي القدير فيه رحمة وحفظ للإنسان والحيوان، إذ إن اللاكتوز ( سكر اللبن ) سكر هام يستخدم كمليّن وكمدّر للبول، وهو من السكاكر الضرورية التي تدخل في تركيب أغذية الرضع .

و فضلاً عن القيمة الغذائية العالية لألبان الإبل، فإن لها استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديراً بأن يكون الغذاء الوحيد الذي يعيش عليه الرعاة في بعض المناطق، وهذا من فضل الله العظيم وفيضه العميم .

أهمية الإبل في الأمن الغذائي :

 ففي عامي 1984 و1985، حين أصيبت أفريقيا بالجفاف هلكت ـ أو كادت تهلك ـ في كينيا القبائل التي كانت تعيش على الأبقار التي كفت عن إفراز اللبن ثم مات معظمها، بينما نجت القبائل التي كانت تعيش على الإبل، لأن النوق استمرت في الجود بألبانها في موسم الجفاف . ومن هنا أصبح للاهتمام بالإبل أيضاً دوافع اقتصادية ومستقبلية مهمة ودعا أهل الاختصاص إلى التعمق في دراسة هذا الحيوان في عالم تستنفد سريعاً موارده من الغذاء والطاقة .

و لقد سبق أن أوضحنا أن النظرة المتأملة في الإبل أقنعت الناس منذ عهد نزول الوحي بصورة ظاهرة فيها من إعجاز الخلق ما يدل على قدرة الخالق، كما أن العلماء والباحثين المتعمقين لا يزالون حتى اليوم يجدون آيات خفية جديدة في ذلك الحيوان العجيب تعمق الإيمان بقدرة الخالق، وتحقق التوافق والانسجام بين حقائق العلم الموضوعية التي يكشف عنها العلماء وبين ما أخبر به الله في قرآنه الكريم .

مقارنة بين قدرات الإبل والإنسان :

ولعل في المقارنة بين بعض قدرات الإبل والإنسان ما يزيد الأمر إيضاحاً بالنسبة لنموذج الإبل الفريد في الإعجاز . فقد أكدت تجارب العلماء أن الإبل التي تتناول غذاءً جافاً يابساً يمكنها أن تتحمل قسوة الظمأ في هجير الصيف لمدة أسبوعين أو أكثر، ولكن آثار هذا العطش الشديد سوف تصيبها بالهزال لدرجة أنها قد تفقد ربع وزنها تقريباً في خلال هذه الفترة الزمنية . ولكي ندرك مدى هذه المقدرة الخارقة نقارنها بمقدرة الإنسان الذي لا يمكنه أن يحيا في مثل تلك الظروف أكثر من يوم واحد أو يومين . فالإنسان إذا فقد نحو 5% من وزنه ماء فقد صوابه حكمه على الأمور، وإذا زادت هذه النسبة إلى 10% صُمَّت أذناه وخلط وهذى وفقد أساسه بالألم ( وهذا من رحمة الله به ولطفه في قضائه ) . أما إذا تجاوز الفقد 12% من وزنه ماء فإنه يفقد قدرته على البلع وتستحيل عليه النجاة حتى إذا وجد الماء إلا بمساعدة منقذيه . وعند إنقاذ إنسان أشرف على الهلاك من الظمأ ينبغي على منقذيه أن سقوه الماء ببطء شديد تجنباً لآثار التغير المفاجئ في نسبة الماء بالدم . أما الجمل الظمآن إذا ما وجد الماء يستطيع أن يعب منه عباً دون مساعدة أحد ليستعيد في دقائق معدودات ما فقد من وزنه في أيام الظمأ .

 وثمة ميزة أخرى للإبل على الإنسان، فإن الجمل الظمآن يستطيع أن يطفئ ظمأه من أي نوع وجد من الماء، حتى وإن كان ماء البحر أو ماء في مستنقع شديد الملوحة أو المرارة، وذلك بفضل استعداد خاص في كليتيه لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده على الدم . أما الإنسان الظمآن فإنه أية محاولة لإنقاذه بشرب الماء المالح تكون أقرب إلى تعجيل نهايته . وأعجب من هذا كله أن الجمل إذا وضع في ظروف بالغة القسوة من هجير الصحراء اللافح فإنه سوف يستهلك ماء كثيراً في صورة عرق وبول وبخار ماء، مع هواء الزفير حتى يفقد نحو ربع وزنه دون ضجر أو شكوى . والعجيب في هذا أن معظم هذا الماء الذي فقده استمده من أنسجة جسمه ولم يستنفذ من ماء دمه إلا الجزء الأقل، وبذلك يستمر الدم سائلاً جارياً موزعاً للحرارة ومبددا لها من سطح جسمه، ومن ثم ترتفع درجة حرارته ارتفاعاً فجائياً لا تتحملها أجهزته ـ وخاصة دماغه ـ وفي هذا يكون حتفه .

و هكذا نجد أن الآية الكريمة ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ) تمثل نموذجاً لما يمكن أن يؤدي إليه العلم بكافة مستوياته الفطرية والعلمية، وليس في نصّها شيء من حقائق العلوم ونظرياتها وإنما فيها ما هو أعظم من هذا فيها مفتاح الوصول إلى تلك الحقائق بذلك التوجيه الجميل من الله العليم الخبير بأسرار خلقه .

هذه بعض أوجه الإعجاز في خلق الإبل من ناحية الشكل والبنيان الخارجي، وهي خصائص يمكن إدراكها بفطرة المتأمل الذي يقنع البدوي منذ الوهلة الأولى بإعجاز الخلق الذي يدل على قدرة الخالق .

المراجع :

كتاب رحيق العلم والإيمان  الدكتور أحمد فؤاد باشا .

مقالة للكاتب التركي هارون يحيى .

http://wikipedia.org/

 

 

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

هجري

تاريخ الموضوع

الإعجاز في الكائنات الحية

23 شعبان 1429

2008/08/24

الإعجاز الطبي والدوائي في القرآن الكريم

12 شعبان 1429

2008/08/13