بسم الله الرحمن الرحيم

تأتيني كثير من الرسائل التي فيها حزن عظيم على حال المسلمين وما وصلنا له من هوان، وعظيم تكالب أهل الباطل على أهل الحق، وما يقع عليهم من ظلم وقتل وعدوان، وأحيانا يتسائل البعض (لماذا لا ينصرنا الله؟ ولماذا يمكن الاعداء منا ومن رقابنا؟)

فارتأيت ان اذكر ببعض أسس العلاقة الربانية مع العباد، لعلنا ننتفع وإياكم بالذكرى:

يقول عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ? أَفَمَن يُلْقَى? فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ? إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} .

نرى في هذه الآية انه عز وجل قد اعطى الناس (المسلم والكافر) مشيئة العمل من مشيئته سبحانه وتعالى، فإن اعطاهم سبحانه وتعالى هذه المشيئة فهل يجحدها عز وجل ؟؟؟

ما نعرفه عن صفاته سبحانه وتعالى أنه كريم وانه ليس بجاحد .

لذلك لن يكون نصر المسلمين على الكفار الا أن نغير نحن ما بأنفسنا.

- (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

- (إن تنصروا الله ينصركم)

- (وما النصر الا من عند الله)

- (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)

فالتقصير منا ولا بد لنا من توبة ورجعة وأوبة . نسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا.

لذلك عندي. فالعمل على اصلاح المسلمين كي يتركوا حب الدنيا والدعاء لهم مقدم على قتال الكفار.

فإن لم يعودوا وعاقبهم عز وجل بأن سلط عليهم الكفار كان هذا أيضا قرارهم وخيارهم في استخدام المشيئة التي مكنهم منها عز وجل.

نعم نحزن على كل قرار وخيار خاطئ من كل مسلم وحتى من كل كافر، ولكن إن اعطاهم عز وجل هذا الخيار في العمل من كرمه سبحانه و تعالى فهل نسخط على كرمه.

لا ننسى أننا ارتضينا منه عز وجل التدبير

- (رضي الله عنهم ورضوا عنه)

وقلنا له

- (بلى) عندما سألنا (ألست بربكم)

وقلنا له

- (سمعنا واطعنا)

ونحمده على ربوبيته في كل لحظة وحبن

- (الحمد لله رب العالمين)

فصبر جميل والله المستعان، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

اللهم ردنا اليك ردا جميلا

اللهم ولا تجعل هذه الدنيا اكبر همنا

اخوكم الشيخ خالد المغربي - المسجد الأقصى المبارك

إعملوا ما شئتم . من مشيئة الله . بها يتم تحدد خياراتنا . وبها يرتسم القضاء والقدر . وبها تصنع الفتن والمصائب والإبتلاءات

الصفحة السابقة

الصفحة التالية