لا إله إلا هو: يذكرنا عز وجل بوحدانيته، وأن لا شريك له في هذا التدبير، فإن رأينا أمور حياتنا حدث على يد مخلوق وجب علينا أن نعلن أن هذه التدبير إنما هو جزء من تدبيره عز وجل وأن الإنس والجن وإن إجتمعت فلن تنفعنا ولن تضرنا إلا بما كتبه عز وجل علينا.

يحي ويميت: من صور التدبير، ولعلها أهمها، فالناس تتعلق بالحياة وتخاف الموت، وتعمل من أجل المحافظة على حياتها ومنع الموت عن أبوابها، وتنسى أن الموت والحياة بيد الله، جعلها عز وجل في بداية ذكره للتدبير، كي يذكرنا أنها منه عز وجل، فالمسلم لا يخاف الموت ولا يتعلق بالحياة، همه الأعظم إرضاءه عز جل وتنفيذ أمره والإنتهاء عن نواهيه والرضاء بتدبيره، يرتضي منه الحياة ويرتضي منه الموت، ومن أوامره عز وجل أن نأخذ بالإسباب للحفاظ على الحياة، فنخذ بالإسباب لأنها طاعة له عز وجل، ونعلم أن أخذنا بهذه الاسباب لا يغير الأسباب نفسها، فإن أخذنا بالأسباب ولم يتحقق لنا ما إبتغينا إرتضينا، لأن ما اصابنا إنما منه عز وجل (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).

ربكم ورب آبائكم الأولين: مرة أخرى يذكرنا عز جل أنه هو الرب وأنه المدبر في الأمر له لنا ولآبائنا، فإن تكلمنا أو نظرنا لمن سبقونا من آبائنا وأجدادنا علينا أن ندرك أن ما جرى معهم هو عمله عز وجل وتدبيره سبحانه وتعالى.

الصفحة السابقة

الصفحة التالية