قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا
اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا
قال المفسرون: اختصم يهودي ومنافق، وقيل: بل مؤمن ومنافق، فأراد اليهودي، وقيل:
المؤمن، أن تكون الحكومة بين يدي الرسول =صلى الله عليه وسلم= فأبى المنافق. فنـزل
قوله تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ إلى هذه الآية، وكان
معنى هذه الآية: ولو أن المنافقين جاءوك فاستغفروا من "صنيعهم" واستغـ [فر لهم]
الرسول وقد زعم بعض منتحلي التفسير: أن هذه الآية نسخت بقوله: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ وهذا قول مرذول، لأنه إنما قيل فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ
لَهُمْ لإصرارهم على النفاق، فأما إذا جاءوا فاستغفروا واستغفر لهم الرسول، فقد
ارتفع الإصرار فلا وجه للنسخ.