بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

002

البقرة

آية رقم 074

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

صدق الله العظيم

 

انفجار الينابيع
 

وجد الباحثون أن الينابيع تنفجر انفجاراً، حيث هنالك ضغط كبير تحت سطح الأرض عند منطقة تفجر الينبوع، ويقول العلماء إن في هذه المنطقة من الأرض يحدث انفجار طبيعي، فالانفجار يحدث نتيجة وجود ضغط كبير جداً، ويتم تشتت هذا الضغط بشكل مفاجئ خلال زمن قصير أجزاء من الثانية، وهذا ما يحدث تحت سطح الأرض في منطقة تفجر الينابيع.

 

ينبوع يتفجر من المياه الحارة، ويطلق صوتاً مدوياً بسبب انفجار الفقاعات الخارجة من تحت سطح الأرض والمحملة بطاقة كبيرة تدفع الماء إلى عشرات الأمتار فوق الأرض.

ونشاهد في هذه الصورة ينبوعاً يتفجر ويطلق تياراً من الماء الساخن يبلغ ارتفاعه أكثر من 50 متراً. وقد لاحظتُ أن العلماء يستخدمون تعبير "تفجر" وهي تعني بالانكليزية Explode .

العجيب أن القرآن تحدث عن تفجر الينابيع في زمن لم يكن في الجزيرة العربية أي ينابيع تتفجر إلا نادراً، بل كانوا يعدّون هذا الأمر من العجائب. يقول تعالى: (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ)[البقرة: 74]. والدليل على أنهم كانوا يعدونه من الأمور المعجزة أن الكفار طلبوا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يفجر لهم من الأرض ينبوعاً، يقول تعالى: (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا)[الإسراء: 90].

والخلاصة أن القرآن يستخدم التفجير للتعبير عن خروج الماء من الأرض، وكذلك العلماء حديثاً يستخدمون التعبير ذاته أي التفجير لأنهم رأوا انفجاراً حقيقياً يحدث عند خروج الماء على شكل ينبوع من الأرض (وبخاصة أن هذه الماء الخارج من هذه الينابيع يكون عادة محملاً بعدد هائل من الفقاعات التي تنفجر بمجرد ملامستها للهواء) إذن هو انفجار حقيقي ناتج عن زيادة الضغط للحدود الحرجة وينشر طاقة كبيرة تقذف بالماء إلى مسافة كبيرة فوق سطح الأرض. 

وهكذا يتبين أن ألفاظ القرآن دقيقة جداً من الناحية العلمية، أي أن القرآن مطابق للعلم اليقيني ولا يناقضه أبداً، يقول تعالى عن كتابه المجيد: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)[النساء: 82].

ـــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

www.kaheel7.com

 

 

هبوط الركام الصخري
 

بقلم الأستاذ الدكتور حسني حمدان حمامة

يقول الله تعالى:(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) [سورة البقرة].

وفي الآية ما يدل على هبوط الحجارة من رأس الجبل من خشية الله، وفيها إدارك لذلك بحسبه. وقد زعم البعض أن خشية الحجارة من باب المجاز، ولكن ورد في الصحيح: " هذا جبل يحبنا ونحبه " ، وفي صحيح مسلم: " إنني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني أعرفه الآن ".

فما علينا إلا أن نسلم أن السبب في هبوط ركام الصخور من على سبيل خشية الله.

ويشمل هبوط الكتل السريان (Flow) والانزلاق (Slide) والسقوط (Fall) ويمثل السريان حركة خليط الصخور والتربة والماء على هيئة سائل لزج، والزحف (Creep) نوع من السريان البطئ يحدث بمعدل اسم /عام.

ويتكون سريان الحطاميات (Debris Flow) من حطاميات حجمها أكبر من حجم حبات الرمل.

وتمثل الفيضانات الترابية Earth flowوالطينية Mud flowحركة الحبات الناعمة والماء. والتزحلق (Slide) يمثل حركة الكتل المتماسكة المتحركة كوحدة واحدة. والسقوط : هو الهبوط المباشر تحت قاعدة الجرف.

تفوق الأخطار الناشئة من هبوط ركام الصخور أخطار الزلازل، فما يحدثه هبوط الحطام الصخري في عام واحد يفوق الأضرار الناتجة عن الزلازل في عشرين سنة.

كانت مدينة يونجي (Yungay)مدينة آمنة تحتل موقعاً رائعاً في أعالي جبال الأنديز في بيرو على نهر سلنتا (Santa River).

وبدأت مأساة القرية إثر حدوث زلزال في شهر مايو من عام 1970ميبعد مركزه بمائة كيلومتر عن المدينة، فتحركت على أثره كتلة جليدية عرضها 800م عبر المنحدرات الحادة محطمة الكتل الصخرية بسرعة تتراوح بين 200إلى 430كم/ساعة لمسافة 140كم في أرض منبسطة. فملأ الركام الصخري النهر، ودفنت المدينة حتى أنه لم يظهر منها إلا أعالي أشجار النخيل، ودفن 1800 شخص تحت الركام. ولم تنج من المدينة سوى المقابر (Cemetery) التي كانت تحتل ربوة عالية، ومعها القلة الناجية التي هرعت إلى تلك المقابر.

صورة ألتقطت عبر الأقمار الصناعية للحظة هبوط الأحجار و الركام الجليدي على القرية

 

شكل توضيحي لمكان القرية وكيف كيف غمرت بالأحجار والجليد

صورة لبقايا أشجار النخيل التي نجت من الركام الصخري أبقاها الله كشاهد عليهم

صدق الله تعالى في محكم تنزيله :(وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)[سورة النحل].

 

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

هجري

تاريخ الموضوع

الإعجاز في علوم الأرض في القرآن الكريم

30 شعبان 1429

2008/08/31