قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ [يَكْتُمُونَ] مَا أَنـزلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ
وَالْهُدَى إلى قوله: اللاعِنُونَ قد زعم قوم من القراء "الذين" قل حظهم من علم
العربية والفقه أن هذه الآية منسوخة بالاستثناء بعدها ولو كان لهم نصيب من ذلك،
لعلموا أن الاستثناء ليس بنسخ وإنما هو إخراج بعض ما شمله اللفظ، وينكشف هذا من
وجهين:
أحدهما: أن الناسخ والمنسوخ لا يمكن العمل [بأحدهما] إلا بترك العمل بالآخر، وهاهنا
يمكن العمل بالمستثنى والمستثنى منه.
والثاني: أن الجمل إذا دخلها الاستثناء يثبت أن المستثنى لم يكن مرادا دخوله في
الجملة "السابقة" وما لا يكون مرادا باللفظ الأول لا يدخل عليه النسخ.