قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ
ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا جمهور العلماء [على] أن هذا الكلام محكم
واستدلوا عليه "بشيئين"
أحدهما: أنه خبر والخبر لا يدخله "النسخ".
والثاني: أنهم قالوا: ما أحد إلا وله من الدنيا نصيب مقدر، ولا يفوته ما قسم له فمن
كانت همته ثواب الدنيا أعطاه الله منها ما قدر له وذلك هو الذي يشاؤه الله، وهو
المراد بقوله: عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ولم يقل يؤته
منها ما يشاء هو. ويمكن أن يكون المعنى: "لمن يريد" أن يفتنه أو يعاقبه، وذهب السدي
إلى أنه منسوخ بقوله: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا
نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ وليس هذا بقول من يفهم الناسخ والمنسوخ، فلا يعول عليه.