بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مرحبا بكم مع الشيخ خالدالمغربي - المسجد الأقصى

008

الأنفال

آية رقم 053

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

صدق الله العظيم

 

قال تعالى:{ ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } إن كانوا في نعمة أصلا فما الذي يدفعهم لمغالبة أنفسهم على التغيير لينعم الله عليهم وهم بعد في نعمة كما ذكر تعالى ..؟؟

ج . هذا يعتمد على مفهوم المسلم للنعمة..فهل النعمة هي كل ما يرتضيه المسلم ويراه مناسبا وموافقا لرغبته..فإن قلنا أن هذه هي النعمة فقد صارت النعمة هي كل  زيادة من الله للإنسان في ماله وأملاكه وأولاده وحرثه..لكن ألم يقل الله تعالى:{نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}المؤمنون..وألم يقل الله{نمدهم في طغيانهم يعمهون} وألم يقل الله {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}وهل كنوز قارون نعمة أم استدراج وملك فرعون نعمة أم استدراج..لا بـل هل مرض أيوب نقمة أم تكريم وهل إلقاء إبراهيم في النار نقمة أم رفعة..إذن فالنعمة بمفهومها الصـحيح هي كل ما ينيب ويرجع العبد لله فقد يرجع العبد إلى الله حين الكـرب والشدة كما قد يرجع إلى الله حين الرخاء والميسرة وهنا صارت الآية تتكلم عـن ابـتلاء قد أنعم الله به على عباده ليرجعوا إليه حتى إذا تغيرت نفوسهم بعد ما زكـتها محـنة الابـتلاء أنعم الله عليهم بما يرتضيه الله لهم وبما ترتضيه نفوسهم.. 

مواضيع ذات علاقة

اسم الموضوع

التاريخ الهجري

تاريخ الموضوع

الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم

24 رجب 1429

2008/07/27