المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحات للمراجعة / خلال شهر رجب


نائل أبو محمد
06-24-2010, 09:15 PM
بدايات سقوط الدولة العثمانية

وكان هذا الانتشار الواسع للدولة العثمانية وتهديدها للمسيحية في عقر دارها سببًا قويًا في عداء أوروبا المسيحية لها، وسعيها الدءوب لتقويض أركانها، وهدم بنيانها الشامخ، فقامت ضدها الأحلاف والتكتلات المسيحية في حروب كان النصر فيها حليف الدولة العثمانية في أغلب الأحيان، غير أن عوامل الضعف والتآكل بدأت تضرب في الإمبراطورية العثمانية المترامية الأطراف، فكان سقوطها في الداخل المرحلة الأولى لسقوطها وزوال خلافتها حيث ضعفت عسكريًا أمام روسيا القيصرية، حتى أطلق عليها القيصر الروسي "نيقولا الأولى" لقب "رجل أوروبا المريض"، وأصبحت مطمعًا للدول الاستعمارية الكبرى: بريطانيا وفرنسا وروسيا.
ولم يدخر الغرب في معركته ضد الخلافة سلاحًا إلا استخدمه، بدءًا من الإرساليات التبشيرية والغزو الفكري، وإشعال الثورات والفتن الطائفية والمذهبية، واصطناع الجواسيس والأعوان وشراء الذمم بالمال، حتى تم تقويض الخلافة على يد مصطفى كمال.
ويذكر المؤرخ الفرنسي "دين جروسيه" في كتابه "وجه آسيا" أن عملية تصفية الخلافة العثمانية استغرقت 220 عامًا، بدأت بمعاهدة "كارلوفجة" سنة (1111 هـ = 1699م)، تضافرت فيها جهود الدول الكبرى عبر السنين الطوال، إلا أن اختلاف أطماع هذه الدول وتضارب مصالحها في تركة الدولة العثمانية كان سببًا في إطالة عمرها.




http://sh.rewayat2.com/mglat/Web/6709/275.htm

نائل أبو محمد
06-24-2010, 09:21 PM
من هو مصطفى كمال أتاتورك ؟

ولد مصطفى كمال سنة (1299هـ = 1880م) بمدينة "سالونيك" التي كانت خاضعة للدولة العثمانية، أما أبوه فهو "علي رضا أفندي" الذي كان يعمل حارسًا في الجمرك، وقد كثرت الشكوك حول نسب مصطفى، وقيل إنه ابن غير شرعي لأب صربي، أما لقب "كمال" الذي لحق باسمه فقد أطلقه عليه أستاذه للرياضيات في المدرسة الثانية، ويذكر الكاتب الإنجليزي "هـ.س. أرمسترونج" في كتابه: "الذئب الأغبر" أن أجداد مصطفى كمال من اليهود الذين نزحوا من إسبانيا إلى سالونيك وكان يطلق عليهم يهود الدونمة، الذين ادعوا الدخول في الإسلام.
وبعد تخرجه في الكلية العسكرية في إستانبول عين ضابطًا في الجيش الثالث في "سالونيك" وبدأت أفكاره تأخذ منحنى معاديًا للخلافة، وللإسلام، وما لبث أن انضم إلى جمعية "الاتحاد والترقي"، واشتهر بعد نشوب الحرب العالمية الأولى حين عين قائدًا للفرقة 19، وهُزم أمامه البريطانيون مرتين في شبه جزيرة "غاليبولي" بالبلقان رغم قدرتهم على هزيمته، وبهذا النصر المزيف رُقّي إلى رتبة عقيد ثم عميد، وفي سنة (1337هـ = 1918/) تولى قيادة أحد الجيوش في فلسطين، فقام بإنهاء القتال مع الإنجليز – أعداء الدولة العثمانية – وسمح لهم بالتقدم شمالاً دون مقاومة، وأصدر أوامره بالكف عن الاصطدام مع الإنجليز.

السلطان وأتاتورك

غادر مصطفى كمال إستانبول في (شعبان 1337هـ = مايو 1919) بعدما عهد إليه السلطان العثماني بالقيام بالثورة في الأناضول، واختار معه عددًا من المدنيين والعسكريين لمساعدته، وبعدما استطاع جمع فلول الجيش حوله هناك بدأ في ثورته، فاحتج الحلفاء على هذا الأمر لدى الوزارة القائمة في إستانبول المحتلة، وهددوا بالحرب، فاضطرت الوزارة إلى إقالته، وعرضت الأمر على السلطان، الذي أوصى بالاكتفاء بدعوته إلى العاصمة، لكنه اضطر بعد ذلك إلى إقالته فلم يمتثل أتاتورك لذلك وقال في برقية أرسلها للخليفة: "سأبقى في الأناضول إلى أن يتحقق استقلال البلاد".
ــــــــــــــــــــ
نفس المصدر السابق