المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحذير - أسماء السماوات السبع وألوانها ( الموضوع بتوسع )


|علاء|
07-14-2010, 09:22 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

إنتشر موضوع أسماء السماوات السبع وألوانها بين المسلمين , فهناك من قرأ وعرف بالموضوع وهناك من لم يعرف .

أما ماهية الموضوع فهي :

سُئل أبا الحسن أمير المؤمنين عليه السلام عن ألوان السموات السبع وأسمائها فقال :
أسم السماء الدنيا (" رفيع ") وهي من ماء ودخان .

أسم السماء الثانية(" قيدوم") وهي على لون النحاس .

أسم السماء الثالثة (" الماروم") وهي على لون الشبه. *

أسم السماء الرابعة (" أرفلون") وهي على لون الفضة .

أسم السماء الخامسة (" هيعون") وهي على لون الذهب .

أسم السماء السادسة (" عروس") وهي ياقوتة خضراء .

أسم السماء السابعة (" عجما") وهي درة بيضاء

حول الموضوع :

-ذكر السيوطي في الدر المنثور والقرطبي في تفسيره نحو ذلك، قال السيوطي: أخرج أبو الشيخ عن سلمان الفارسي قال: السماء الدنيا من زمردة خضراء واسمها رقيعاء ، والثانية من فضة بيضاء واسمها أزفلون ، والثالثة من يا قوتة حمراء واسمها قيدوم ، والرابعة من درة بيضاء واسمها ماعونا ، والخامسة من ذهبة حمراء واسمها ريقا ، والسادسة من ياقوته صفراء واسمها دقناء ، والسابعة من نور واسمها عريبا .

-روى أبو الشيخ في كتابه " العظمة " ( صحيفة : 304 ) قال حدثنا أحمد بن محمد حدثنا ابن البراء حدثنا عبدالمنعم عن أبيه عن وهب عن أبي عثمان النهدي قال : قلنا لسلمان رضي الله عنه حدثنا عما فوقنا من خلق السموات وما فيهن من العجائب فقال سلمان رضي الله عنه : ( نعم خلق الله عز وجل السموات السبع وسماهن بأسمائهن ، وأسكن كل سماء صنفا من الملائكة يعبدونه ، وأوحى في كل سماء أمرها ، فسمى سماء الدنيا برقيعا ، فقال لها : كوني زمردة خضراء ، فكانت وسمى السماء الثانية : أرقلون ، وقال لها : كوني فضة بيضاء ، فكانت ، وجعل فيها ملائكة قياما مذ خلقهم الله عز وجل ، وسمى السماء الثالثة : قيدوم ، وقال لها : كوني ياقوتة حمراء فكانت ، ثم طبقها ملائكة ركوعا لا تختلف مناكبهم صفوفا قد لصق هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء طبقا واحدا ، لو قطرت عليهم قطرة من ماء ما تجد منفذا ، وسمى السماء الرابعة : ماعونا ، وقال لها : كوني درة بيضاء ، فكانت ، ثم طبقها ملائكة سجودا على مثال الملائكة الركوع ، وسمى السماء الخامسة : ريعا ، وقال لها كوني ذهبة حمراء فكانت ، ثم طبقها ملائكة بطحهم على بطونهم ووجوههم وأرجلهم في أقصى السماء من مؤخرها ورؤوسهم في أدنى السماء من مقدمها ، وهم البكاؤن يبكون من مخافة الله عز وجل فسماهم الملائكة النواحين ، وسمى السماء السادسة : دفتا ، وقال لها كوني ياقوتة صفراء فكانت ، ثم طبقها ملائكة سجودا ترعد مفاصلهم وتهتز رؤوسهم لهم أصوات عالية يسبحون الله تعالى بها ويقدسونه لو قاموا على أرجلهم لنفذت أرجلهم تخوم الأرض السابعة السفلى ولبلغت رؤوسهم السماء السابعة العليا سيقومون على أرجلهم يوم القيامة بين يدي رب العالمين تبارك وتعالى ، وسمى السماء السابعة العليا : عريبا ، وقال لها : كوني نورا فكانت نورا على نور يتلألأ ، ثم طبقها ملائكة قياما على رجل واحدة تعظيما لله عز وجل لقربهم منه وشفقهم من عذابه ..... ) إلى آخر الأثر وهو طويل ونكارته ظاهرة .

- روى إسحاق بن راهويه في " مسنده " [ المطالب العالية : 4/46 ] ، والطبري في " تفسيره " ( 24/64) وابن المنذر في " تفسيره " ، وابن أبي حاتم في " تفسيره " ، والطبراني في " الأوسط " ( 6/15) ، وأبو الشيخ في " العظمة " ( صحيفة : 195 ) (1) من حديث جعفر بن محمد بن عمران ثنا حكام بن سلم [ عن أبي جعفر الرازي (2)] عن الربيع بن أنس قال : ( السماء الدنيا موج مكفوف ، والثانية صخرة ، والثالثة حديد ، والرابعة نحاس ، والخامسة فضة ، والسادسة ذهب ، والسابعة ياقوتة ).

-روى أبو الشيخ في " العظمة " ( صحيفة : 195) قال حدثنا إبراهيم ثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة عن عليّ رضي الله عنه أنه قال : ( اسم السماء الدنيا رقيع ، واسم السماء السابعة الضراح ).



التحذير :

- الموضوع به شك كبير حيث يمكن أن يكون من الإسرائيليات التي قد دست بين المسلمين .
- ليس للموضوع حديث صحيح عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يذكر فيه أسماء وألوان السماوات .
- هناك عدة سندات تحوم حول الموضوع , ولكن ضعيفة لكثرة التضارب بينها والإختلافات ( مما يدل على ضعف الموضوع بأسره وكونه من الإسرائيليات ) .


أما دعائم التحذير من هذا الموضوع والدلالات على ضعفه :

1- |روى أبو الشيخ في كتابه " العظمة " ( صحيفة : 304 ) .قال حدثنا أحمد بن محمد حدثنا ابن البراء حدثنا عبدالمنعم عن أبيه عن وهب عن أبي عثمان النهدي قال : قلنا لسلمان رضي الله عنه حدثنا عما فوقنا من خلق السموات وما فيهن من العجائب فقال سلمان رضي الله عنه : ( نعم خلق الله عز وجل السموات السبع وسماهن بأسمائهن ، وأسكن كل سماء صنفا من الملائكة يعبدونه ، وأوحى في كل سماء أمرها ، فسمى سماء الدنيا برقيعا ، فقال لها : كوني زمردة خضراء ، فكانت وسمى السماء الثانية : أرقلون ، وقال لها : كوني فضة بيضاء ، فكانت ، وجعل فيها ملائكة قياما مذ خلقهم الله عز وجل ، وسمى السماء الثالثة : قيدوم ، وقال لها : كوني ياقوتة حمراء فكانت ، ثم طبقها ملائكة ركوعا لا تختلف مناكبهم صفوفا قد لصق هؤلاء بهؤلاء وهؤلاء بهؤلاء طبقا واحدا ، لو قطرت عليهم قطرة من ماء ما تجد منفذا ، وسمى السماء الرابعة : ماعونا ، وقال لها : كوني درة بيضاء ، فكانت ، ثم طبقها ملائكة سجودا على مثال الملائكة الركوع ، وسمى السماء الخامسة : ريعا ، وقال لها كوني ذهبة حمراء فكانت ، ثم طبقها ملائكة بطحهم على بطونهم ووجوههم وأرجلهم في أقصى السماء من مؤخرها ورؤوسهم في أدنى السماء من مقدمها ، وهم البكاؤن يبكون من مخافة الله عز وجل فسماهم الملائكة النواحين ، وسمى السماء السادسة : دفتا ، وقال لها كوني ياقوتة صفراء فكانت ، ثم طبقها ملائكة سجودا ترعد مفاصلهم وتهتز رؤوسهم لهم أصوات عالية يسبحون الله تعالى بها ويقدسونه لو قاموا على أرجلهم لنفذت أرجلهم تخوم الأرض السابعة السفلى ولبلغت رؤوسهم السماء السابعة العليا سيقومون على أرجلهم يوم القيامة بين يدي رب العالمين تبارك وتعالى ، وسمى السماء السابعة العليا : عريبا ، وقال لها : كوني نورا فكانت نورا على نور يتلألأ ، ثم طبقها ملائكة قياما على رجل واحدة تعظيما لله عز وجل لقربهم منه وشفقهم من عذابه ..... ) إلى آخر الأثر وهو طويل ونكارته ظاهرة |.

قال السيوطي : إسناده واهٍ .

وآفته عبدالمنعم بن إدريس ، كذبه جماعة من الأئمة , ترجم له في ( الضعفاء للعقيلي : 3/112 ) ، و ( الكامل : 5/337) ، و ( ميزان الاعتدال : (2/668) ، و ( لسان الميزان : 4/73-74) .

2-| روى إسحاق بن راهويه في " مسنده " [ المطالب العالية : 4/46 ] ، والطبري في " تفسيره " ( 24/64) وابن المنذر في " تفسيره " ، وابن أبي حاتم في " تفسيره " ، والطبراني في " الأوسط " ( 6/15) ، وأبو الشيخ في " العظمة " ( صحيفة : 195 ) (1) من حديث جعفر بن محمد بن عمران ثنا حكام بن سلم [ عن أبي جعفر الرازي (2)] عن الربيع بن أنس قال : ( السماء الدنيا موج مكفوف ، والثانية صخرة ، والثالثة حديد ، والرابعة نحاس ، والخامسة فضة ، والسادسة ذهب ، والسابعة ياقوتة ) .|

قال الطبراني : لا يروى هذا الحديث عن الربيع بن أنس إلا بهذا الإسناد تفرد به حكام بن سلم .

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( 8/ 132 ) : ( رواه الطبراني في " الأوسط " هكذا موقوفاً على الربيع ، ولعله سقط من النسخة ، وفيه أبو جعفر الرازي وثقه أبو حاتم وغيره ، وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات )

قال ابن حبان : الناس يتقون من حديثه – أي الربيع بن أنس – ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً .

3-|روى أبو الشيخ في " العظمة " ( صحيفة : 195) قال حدثنا إبراهيم ثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة عن عليّ رضي الله عنه أنه قال : ( اسم السماء الدنيا رقيع ، واسم السماء السابعة الضراح ).|

قيل : أبو أحمد هو الزبيري محمد بن عبدالله بن الزبير ، وفي إسناده أبو إسحاق السبيعي وهو موصوف بالتدليس وقد عنعنه هنا ، وهبيرة خال زوجته العالية ، وهذا الأثر عن علي أصح من الأخبار السابقة , والله أعلم .

4- ذكر روايات كثيرة عن الموضوع وأغلبها من الأخبار الإسرائليه عن كعب الأحبار وغيره، وما رفع منها لا يصح لانقطاع سنده .

5- تضارب الأخبار بين شخصٍ وآخر ، وكما تقدم من إختلاف بين أسماء بعض السماوات المذكورة في الموضوع .
حيث :

ذكر في " الصحاح " : أن اسم السماء السابعة : برقع .

وفي " لسان العرب " : عن الأزهري قال : قال الليث : البرقع اسم السماء الرابعة .

وكذا في " محيط اللغة " ، وحكاه في " تاج العروس " ، وذكر أن الأولى تسمى بـ : الرقيع ، وفي موطن آخر من كتابه ذكر أنه تسمى بالأرقع ! .

وشابه أثر سلمان رضي الله عنه في تسمية السماء السابعة : ابن الأثير في " غريب الحديث " ، ولكن قال : عروباء ، ونقله عنه أيضاً صاحب " لسان العرب " .

وذكر الخليل بن أحمد في " العين " أن السماء الدنيا تسمى بـ : الصاقورة ! .

وقيل : هي اسم السماء الثانية ! .

وفي شعر أمية بن الصلت أنها الثالثة فقال :

وبنى الإله عليهم صاقورة ****** صماء ثالثة تماع وتجمد

وهو كذلك في " لسان العرب " و " المحيط في اللغة " و " تاج العروس " ، وذكروا بيت أمية .

وفي " محيط اللغة " أن الحافورة اسم السماء الرابعة ! ، وذكره الخارزنجي أيضاً .

ونقل القرطبي في " تفسيره " عن المهدوي عن جابر بن زيد أن سجيل اسم للسماء الدنيا ! .

قال القرطبي : وحكاه الثعلبي عن أبي العالية .

وذكر القرطبي استدراك ابن عطية بأنه منقوض بوصفه أنه ( منضود ) .


خلاصة الموضوع :

موضوع أسماء السماوات والوانها ضعيف وإحتمال كبير بأن يكون من الإسرائيليات .

المطلوب من كل مسلم :

على المسلم في ذلك أن يحذر من الموضوع وأن يأخذ بقول الله في القرأن وقول رسوله محمد عليه صلوات وسلام وبركات رب العزة والجلالة .

قال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ* الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ * وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ {الملك: 1 -5} .

وأما معرفة اسم كل سماء ولونها وصفتها فهذا مما لم يكلف المسلم به شرعاً، ولا يفيده في دنياه ولا في أخراه ولم يصح به دليل . فينبغي صرف النظر عنه والاهتمام بما ينفع المرء في دنياه أو آخرته .

الرجاء نشر التوعية حيال الموضوع . ففي ذلك فضائل من ثواب وأجر , وأيضاً حرص على المسلمين من مواضيع ضعيفة ينشرها الغرب وكرهة الإسلام بيننا المسمين .


وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
والصلاة والسلام على النبي الأمي محمد
والسلام على من والاه وإتبعه بإحسان إلى يوم الدين
والحمد لله رب العالمين.