المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرأت لك : قطر تشتري البنوك المفلسة


نائل أبو محمد
07-28-2010, 08:40 PM
قطر تشتري البنوك المفلسة

أدق النصوص في كشف اللصوص - لصوص نصابين ولصوص تيوس

بقلم: غازي أبو فرحة – مؤلف كتاب انهيار الأمم والأفراد والجماعات – جنين – فلسطين


لقد قررت قطر شراء 27% من حصة الحكومة الأمريكية في سيتي جروب ، بمبلغ مقداره 13 مليار دولار وقبلها اشترت مخازن هارودز في لندن ب 2.2 مليار دولار من محمد الفايد، وذلك بضعف الثمن الذي اشتراهُ به محمد الفايد أيام الرواج ولكن الكرم القطري مع المفلسين ليس له حدود. وكانت قطر قد اشترت حصة في بنك باركليز البريطاني بمبلغ 8.8 مليار دولار واشترى الشيخ منصور بن زايد آل نهيان من الإمارات حصة بمقدار 16.5% من البنك سالف الذكر بمبلغ 7 مليارات دولار في نوفمبر 2008، كما اشترت قطر 5% من بنك كريدي سويس وهو أكبر بنك في أوروبا بمبلغ 3 مليار دولار، واشترت قطر أيضاً حصة في شركة بورش الألمانية لصناعة السيارات الفارهة بمبلغ 10 مليار دولار و 4.7 مليار دولار في شركة فولكس فاجن، وقد بلغ مجموع ما اشترته قطر من المؤسسات المُفلسة في 2008 مائة مليار دولار بالإضافة إلى شراء حصص في 14 مؤسسة مُفلسة بمبلغ 82.4 مليار دولار في العام 2009، كما أن مجموعة قطر للاستثمار؛ وهي الصندوق السيادي لدولة قطر قد خسرت في الأزمة المالية العالمية خمسين مليار دولار وهي الأزمة التي بدأت بانهيار بنك ليمان برذرز في 15/9/2008. إنه من المُسلم به أن هذه المؤسسات المُفلسة كانت قد ازدهرت في ظروف معينة وانتهت هذه الظروف الآن وأفلست هذه المؤسسات، فمن المفروض أن تقوم مؤسسات جديدة على أنقاضها تراعي الظروف المستجدة. إن شراء المؤسسات المُفلسة محفوف بالمخاطر ولكن قطر ليس لها خيار أو فقوس في شراء هذه المؤسسات أو عدم شرائها، فلا يحق لقطري أو لسعودي أو خليجي إذا قضت أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو الصهيونية أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم. ولو أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أو وزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني خفيف الدم ذهب إلى منبر الجزيرة منبر من لا منبر له، وعرض أمره في المنبر لكان من الممكن أن ينقذ أموال عائلته ودولته، لأن المؤسسات الأمريكية والأوروبية سائرة لا محالة نحو الإفلاس التام والانهيار بحكم نظرية تعاقب الأجيال الجيل الباني والجيل المستهلك أو الطفيلي الذي يمتاز بالكسل واللامبالاة والمخدرات والجنس المثلي، فيجب على هذا الجيل أن ينهار هو ومؤسساته كي يقوم على أنقاضه الجيل الباني الجديد من أبناء الجيل المستهلك الحالي، وهذا الجيل الباني الجديد يذوق المر ويتجه للعمل الدءوب كي يبني نفسه من جديد بعد أن يستهلك آباؤه (الجيل المستهلك الحالي) كل ما لديهم ولا يبقوا له شيئاً. "تلك سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا" صدق الله العظيم، لقد حللت تواريخ أكثر من عشرين أمة حسب نظرية ابن خلدون التي تقول أن للأمم أعماراً كالأفراد وكانت كل الأمم تنهار كل عمر إنسان (65-85) عام؛ إن أمريكا منذ استقلالها عام 1783 انهارت مرتان؛ الأولى عندما غرقت في الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب عام 1865، والثانية عام 1929 عام الكساد العظيم عندما انهارت بورصة مانهاتن وصفّر الدولار وأغلقت البنوك الأمريكية سنتان وعاد الأمريكيين لنظام المقايضة البدائي في البيع والشراء، واستمرت البطالة والجوع سبع سنوات إلى أن أنقذهم الرئيس الأمريكي روزفلت عندما فرض على بلاده العزلة ليدفع الأمريكيين للعمل وتأسيس جيل باني جديد. والانهيار الثالث هو الانهيار الحالي الذي بدأ في 15/9/2008 بانهيار بنك ليمان برذرز وتبعه إفلاس أكثر من 200 بنك لغاية الآن، لقد تراجع إنتاج أمريكا من 60% من إنتاج العالم عام 1945 إلى 8% فقط من إنتاج العالم عام 2009 مع أن أمريكا غول استهلاك ويبلغ استهلاكها 25% من استهلاك العالم. أي أنه يوجد لديها عجز مقدراه 17% سنوياً تعوضه بالاستدانة، فهي أكبر دولة مدينة في العالم كما تعوضه أيضا بالبلطجة بابتزاز الدول الغنية الضعيفة كالخليجيين وأيضاً تعوضه بطباعة العملة (الدولار) على حساب مدخرات العالم وخلال (4-5) سنوات سوف تستهلك مدخرات العالم وتنهار هي والعالم إذا لم تنتبه دول العالم وتحول مدخراتها إلى ذهب.

لقد ذكرت صحيفة ها أرتس الإسرائيلية: أنه قبل انهيار بنك ليمان برذرز بيومين حضر اليهودي صاحب البنك إلى إسرائيل وأودع مبلغ أربعمائة مليار دولار في ثلاثة بنوك إسرائيلية باسمه الشخصي وهذه الأربعمائة مليار عائدة لأفراد من العائلة السعودية كانت مودعة لاستثمارها في البنك المذكور، وقد أدت هذه الوديعة إلى تقوية الشيكل الإسرائيلي وأصبح أقوى من الدولار واليورو (عندما تضخ هذا المبلغ الضخم في اقتصاد صغير كالاقتصاد الإسرائيلي) بعد أن كان بتأرجح لسنوات خصوصاً عندما باعت وريثة بنك لؤمي الإسرائيلي (أقوى بنك في إسرائيل) باعت بنكها لبنك أمريكي بعشرين مليار دولار وذهبت للعيش في كندا، وقد تأرجح الشيكل كثيراً على هذه البيع وقد ذهب وفد من العائلة السعودية إلى أمريكا وطالب بنك ليمان برذرز بوديعته فقال لهم الأمريكيون: يجب أن تساهموا في الأزمة المالية العالمية، لقد خسرت أمريكا في هذه الأزمة أضعاف هذا المبلغ كما وأن العائلة السعودية تملك ضعف هذا المبلغ في بنوك سويسرا حيث أن مجموع حسابات ست آلاف أمير سعودي أربعمائة مليار جنيه إسترليني (حصة سويسرا منها 180 مليار حسب قانون ضريبة التركات السويسري 45%)، والملك فهد لوحده حسابه 20 مليار جنيه إسترليني في بنوك سويسرا. لكن كما يقول المثل: مال الخسيس لإبليس، لم يكن أمام العائلة السعودية إلا أن يأكلوا بصل وينسوا ما حصل، وقد نفذوا ذلك بهدوء ولو أن خلافهم مع عربي أو مسلم على نصف مليار لكانوا أسوداً ضواري كما قال الشاعر: أسَدٌ عليَ وفي الحروبِ نعامةٌ - - - ربداءَ (جاثمة) تجفل من صفير الصافرِ؛ ولكن ملكهم عبد الله بن عبد العزيز زاد من لعق الحذاء الأمريكي والحذاء الصهيوني والتقرب من أمريكا والصهيونية بما يسمى: مبادرة السلام العربية الاستسلامية الإنبطاحية وحوار الأديان الذي يقصد به التطبيع مع الصهيونية ذباحة الفلسطينيين.

إن السعوديون والخليجيون يتعاملون مع المواطنين العرب الذين يعملون في بلادهم بعنصرية نفطية مقيتة ويمارسون عليهم نوعا من العبودية المستحدثة المبنية على نظام الكفالة والتأشيرات والإقامات والخروج والعودة ويأكلون حقوقهم وأموالهم التي جمعوها بعرقهم وسهرهم تحت دعاوى واهية ويمارسون عليهم الاستعلاء النفطي ويعتبرون أنفسهم من طينة أخرى غير طينة البشر؛ إنهم يظلمون المواطنين العرب الذين يعملون في بلادهم ظلما شديدا؛ قال الشاعر: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة - - على النفس من وقع الحسام المهند..

كيف حصلت العائلة السعودية على هذه الأموال الخرافية؟؟!!: لقد كانت مدينة الرياض القديمة ( الديرة) أقل من 1% من الرياض الحالية؛ أي أن الرياض تضاعفت أكثر من مائة مرة؛ فكان الأمراء السعوديون يقدمون طلبات لشراء الأراضي الصحراوية المهملة حول الرياض وتوافق الحكومة على طلباتهم وتستوفي منهم مبالغ رمزية حوالي خمسة ريالات (دولار وربع) للدونم الألف متر مربع، وكان الأمراء يبيعونها للمواطنين الذين ينشئون عليها المساكن والمشاريع والمتاجر عليها، وكانت بلدية الرياض تشتري الشوارع من الأمراء بسعر المتر المربع 5 آلاف ريال (1333 دولار)، وقد بلغ ثمن الشوارع التي اشترتها بلدية الرياض من الأمير سلطان لوحده عام 1979م - 1399 هجري 270 مليار ريال (72 مليار دولار) وقد عجزت بلدية الرياض عن تسديدها من ميزانية عام واحد وقد قبل سموه مشكورا تقسيمها على ميزانيتين. هذا حال مدينة الرياض وحالها ينطبق على بقية المدن السعودية وكان أنشط أربع أمراء في شراء وبيع الأراضي هم: سلطان وفهد وعبد الله وسلمان، ولكن كل الأمراء والأميرات كانوا يقومون بهذا العمل؛ وقد شاهدت بنفسي أثناء عملي في السعودية عام 1983 سيارة بها جهاز مساحة وزوايا حديدية ومطرقة وبخاخات دهان وبها عاملين ومساح يتبعون الأميرة صيته بنت عبد العزيز، يبحثون عن الأراضي المهملة بين المشاريع المقامة على طريقة الدمام-الجبيل السريع ويمسحونها ويدقون الزوايا الحديدية لكي يقدموا طلبات استملاكها من الدولة. ليست هذه أول مرة تسيطر أمريكا والصهيونية على أموال سعودية فقد كان للحكومة السعودية وديعة في أمريكا 350 مليار دولار عام 1985م، وهبط سعر النفط إلى 12 دولار للبرميل واحتاجت الحكومة السعودية وديعتها فتلكأت أمريكا في إعطائها الوديعة وأخرت الحكومة ميزانيتها حتى تأخذ وديعتها وسافر الملك فهد إلى أمريكا بنفسه وقابل الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الذي وافق بالكاد على إعطائه ملياري دولار فقط من أصل 350 مليار دولار، وقال له: أعمل ميزانيتك بالمبلغ المُتيسر معك فقط. إن أمريكا تبتز السعوديين والخليجيين بفظاظة؛ إن أمريكا لص بلطجي دموي؛ فقد قتلت الملك فيصل 1975 والملك خالد 1982 ؛ إن أخاهم الملك فهد الذي أتى بعدهم لم يلومهم على قتل إخوانه بل فهم أن عليه زيادة الخضوع لهم شخصيا وحكومة ؛ كما أن أمريكا هي التي قتلت أمير البحرين عيسى بن سلمان آل خليفة في 6/3/1999 بالتعاون مع ابنه عندما أبدى قليلا من الانزعاج لاستعمال الأسطول السادس لميناء البحرين في ضرب العراق فاجتمع به وزير الدفاع الأمريكي ويليام كوهين على انفراد وقتله وأعلنت وفاته بعد خمس دقائق من مغادرة وزير الدفاع الأمريكي لمكتبه وشيع جثمانه بعد ساعتين بعد صلاة العصر ؛ كذلك فقد قتل المجرمون الأمريكان أحمد بن زايد آل نهيان في المغرب في 30/3/2010 وهو الابن الخامس عشر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعمره (41 سنة) وهو العضو المنتدب لجهاز أبو ظبي للاستثمار (أديا) أي الصندوق السيادي لإمارة أبو ظبي والذي يحتكم على تريليون ونصف دولار (1500 مليار دولار) ويبدو أنه عارض الأمريكان في شراء البنوك المفلسة فقتلته أمريكا بعملية مدبرة حيث أركبته بطائرة شراعية وطارت به فوق بحيرة على سد بالمغرب (طبعا المغرب منطقة نفوذ أمريكي بامتياز) وسقطت الطائرة الشراعية ونجا قائدها الأسباني فور سقوطها إلا أنهم ادعوا أنهم يبحثون عن الشيخ أحمد مدة خمس أيام إلى أن وجدوه ميتا في قاع البحيرة ؛ قال المثل الشعبي: سألوه فقالوا له: ألم تمت فأجاب: طبعا لم أمت ولكني رأيت من مات. فلم يبدي إخوانه (على كثرتهم ولكنهم كغثاء السيل) أي امتعاض تجاه أمريكا ولم يجاهروا بلومها ؛ وقد اتعظ كل الخليجيون بمقتله وصارت ترتعد فرائصهم إذا عطس فراش في المخابرات الأمريكية؛ أو كما قال الممثل عادل إمام للشاويش حسين: "عالم جبانات بشكل". لقد قرأت خبرا أمس أن البنك المركزي السعودي زاد احتياطه من الذهب إلى 323 طن ثمنها 13 مليار دولار أي يجب مضاعفته ثلاثين مرة حتى يصل لمبلغ 400 مليار دولار التي سرقها منهم اليهودي صاحب بنك ليمان برذرز؛ ليس بالجبن يحيا الإنسان بل بالشجاعة كما قال المثل اطلب الموت توهب لك الحياة؛ فلا كرامة ولا حياة للخليجيين مع هذا الإذلال الفظيع الذي يمارسه عليهم اللصوص المجرمون الأمريكان؛ قال الشاعر عنترة بن شداد: لا تسقني ماء الحياة بذلة - - - بل فاسقني بالعز كأس الحنظل ...

لقد رهن السعوديون إرادتهم للإنجليز عندما عقد عبد العزيز بن سعود معاهدة دارين مع بريطانيا في ديسمبر 1915 والتي بموجبها تعهد بأن لا يقبل نصيحة إلا من الإنجليز وأن لا يعتدي على مشيخات الخليج التي تحت الحماية البريطانية مقابل أن تعترف له بريطانيا بالحكم له ولورثته من بعده على نجد والإحساء وقدمت له بريطانيا بموجب المعاهدة: ألف بندقية موزر ومائتي ألف طلقة وخمسة آلاف جنيه إسترليني سنويا لعبد العزيز ومساعديه وقرض بدون فوائد مقداره عشرون ألف ليرة ذهبية. وقد تبع هذه المعاهدة اجتماع عبد العزيز الرئيس الأمريكي روزفلت في فبراير 1945 في مصر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتحول النفوذ الإنجليزي إلى نفوذ أمريكي لأن أمريكا أصبحت الاستعمار الصاعد وقتها وورثت الاستعمارين الإنجليزي والفرنسي.

لكن ظل الإنجليز يبتزونهم بين الفينة والأخرى فقد سرق الإنجليز رصيد الشيخ زايد آل نهيان عام 1991وقدره (12 مليار دولار) بالتآمر مع مدير بنك الاعتماد والتجارة الدولي الباكستاني هشام منداري؛ كما أن الانجليز اخترعوا وسيلة لابتزاز السعودية وهو: مشروع اليمامة بمبلغ 70 مليار دولار وقيمة العمولات ثلاث مليارات دولار كرشى ودعارة للسعوديين القائمين على المشروع؛ والمشروع هو شراء طائرات حربية بريطانية ولو أن السعودية اشترت بهذا المبلغ ألعاب أطفال لكان أكرم لها فكل هذه الأسلحة التي كلفت المليارات انهزمت أمام جماعة الحوثيين وهم ليسوا بجيش نظامي وضعيفي التسليح لكن إرادتهم قوية ويحاربون حكومات خائنة لشعوبها.

إن الملك عبد الله بن عبد العزيز قد بدأ حياته السياسية بشهادة حسن سلوك في 2006 بشراء أسلحة أمريكية ب15مليار دولار وأسلحة بريطانية ب12مليار دولار وأسلحة فرنسية ب5مليارات يورو. لقد تمت صهينة الأثرياء العرب فقد شارك أكبر ملياردير عربي وهو الوليد بن طلال بن عبد العزيز شارك الملياردير الصهيوني مردوخ وبذلك تحدد للأثرياء العرب الذين يجب أن يكونوا إما لصوص أو متصهينين. لقد شاهدت أمس على فضائية الجزيرة (جهاز امتصاص الصدمات الأمريكي) في برنامج الاتجاه المعاكس شخصين من نفس الاتجاه: فالأول بورقيبي انهزامي انبطاحي منافق والثاني والذي كان يجب أن يكون حرا شريفا عكس الأول كما هو المفروض من اسم البرنامج لكنه كان أكثر انحدارا فقد كان من العراقيين القادمين على ظهر الدبابة الأمريكية المحتلة والمدمرة لبلدهم وكان جاسوس أمريكي صفوي يكره العرب والعروبة ويكره الإسلام الصحيح والمسلمين الحقيقيين.

إن المال الوفير قد يكون نقمة على صاحبه بدلا من أن يكون نعمة أنعمها الله عليه؛ لقد أحضرت أموال النفط كل لصوص العالم وزناة الدهر من أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصهيونية؛ إن كوريا الجنوبية لا تملك نفط ولا غاز حتى الزراعة فيها بالكاد تكفي سكانها ولكنها أحدثت معجزة اقتصادية وصارت دولة عظمى اقتصاديا وارتفع الدخل القومي من 2،3 مليار دولار عام 1962 إلى 786 مليار دولار عام 2005 (أي أنه تضاعف 341 مرة) وارتفع دخل الفرد من 87 دولار بالسنة عام 1962 إلى 16291 دولار بالسنة عام 2005 (أي أنه تضاعف 187 مرة) وأصبحت ترتيبها رقم 12 بالعالم اقتصاديا وتخطت دولا كثيرة مساحتها أضعاف مساحة كوريا وسكانها أضعاف سكان كوريا؛ ولقد مولت صناعة الحديد والصلب (والتي تحتاج الكثير من المال وبالنقد الأجنبي) عن طريق باروكات الشعر؛ فقد ظهر في السبعينات دواء يبيض بشرة الزنوج ويعتمد على الزئبق وقد جرى منعه فيما بعد لأنه مسرطن؛ وقد استعمله زنوج أمريكا بكثرة ورأيناه على المغني الأمريكي مايكل جاكسون وكولن باول وزير خارجية أمريكا الأسبق؛ وكانت المشكلة عند مستعمليه في الشعر الذي يظل أكرت غير مناسب للون البشرة الأبيض الجديد فكان زنوج أمريكا يشترون باروكات الشعر من كوريا، وكان كل كوري وكورية يطيل شعره لحد معين ثم يحلقه وترسله شركات كورية لزنوج أمريكا وكانت كوريا تمول صناعة الحديد والصلب بالعملة الصعبة التي تجنيها من أثمان الشعر؛ كما أن الرئيس الكوري بارك شونغ الذي قامت النهضة في عهده (لأن النهضة لا تقوم إلا بقرار سياسي سيادي حر) من المفروض أن يكون خائن وجاسوس كالحكام العرب لأن كوريا الجنوبية منطقة نفوذ أمريكي وبها 60 ألف جندي أمريكي لكنه خدع أمريكا وانتهز فرصة انشغالها بحرب فيتنام وذيولها وأقام النهضة وكان المستبد العادل ومثال الوطنية والنزاهة ونظافة اليد مما اضطر الأمريكان لقتله عام 1979 ؛ إن العزيمة والإرادة أهم من المال وهي التي تخلق المال وهي التي جعلت الكوريين يفكرون بالحصول عليه من الشعر.

إن المشكلة في الخليج وعند المتأمركين العرب الذين يؤمنون بعدالة الجلاد الأمريكي والجلاد البريطاني والجلاد الفرنسي أنهم حولوا الجلاد الأمريكي إلى مثل أعلى وأخذ المتأمركون يقولون أن أمريكا فيها حرية وديمقراطية وغير ذلك من الكلام الفارغ (واقعيا) لولا اللوبي الصهيوني، ولكن أمريكا ذبحت 4 ملايين كوري في عام 1950-1954 (بعد هرب فرنسا من كوريا بسبب هزيمتها في معركة ديان بيان فو) ولم تتدخل الصهيونية وكذلك ألقت قنابل ذرية على اليابان فقتلت 210ألف بالإضافة لألوف المرضى والتدمير ، كما قامت أيضاً بمذبحة دريسدن في ألمانيا (150 ألف قتيل وتدمير 60% من المباني) بعد إعلانها الاستسلام في الحرب العالمية الثانية خوفا من أن يأخذ الاتحاد السوفييتي مصانعها وعلماءها لأنها تقع شرق ألمانيا ، وكذلك ذبح الأمريكيون السكان الأمريكيين الأصليين الذين أسموهم بالهنود الحمر وكانوا 110 ملايين لم يتبق سوى 300 ألف عام 1900 ولم تتدخل الصهيونية. إن الصهيونية على مذابحها أشرف بألف مرة من الأمريكان والأوروبيين، إن الإنجليز هم من أحضر إلينا الصهاينة كمشروعٍ نفطي لنهب النفط العربي وهم الذين قادوهم لفعل المذابح كي لا يتراجعوا في مشروعهم (لأنهم سبق وأن تراجعوا في مشروعهم عام 1928 بعد عملية عطا الزير وجمجوم وحجازي وأقنعتهم بريطانيا بصعوبة بالغة بالاستمرار). إن اعتبار الجلاد الأمريكي والأوروبي المثل الأعلى هو نوع من أخلاق العبيد، لأن العبد يحترم جلاده أكثر من نفسه ويقدم مصلحة جلاده على مصلحته الشخصية ويعتبره مثله الأعلى، فعندما يعطش العبد ويكسل أن يحضر الماء ليشرب يعرف له سيده فيطلب منه إحضار الماء فيحضرها بسرعة وبمنتهى الطاعة ويقول له سيده اشرب الماء، فسحقاً للمتأمركين الذين يتخلقون بأخلاق العبيد.

غازي أحمد أبو فرحة – مؤلف كتاب: انهيار الأمم والأفراد والجماعات – الجلمة – جنين – فلسطين