المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"


نائل أبو محمد
09-08-2010, 09:56 PM
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"
يحق لكل مسلم غيور على مقدسات المسلمين أن يغضب ويحزن لما يحصل للمسجد الأقصى المبارك من تهويد، لكن هذا لا يعني أن نقزم القضية فنجعلها مجرد حرمان من الصلاة فيه، كما قُزمت فجعلت مجرد قضية أسرى وسماح بالعبور ورفع علم وإزالة حاجز وسفن الحرية ودعم الدول المانحة وما إلى ذلك، فيُنسينا أصل القضية وبقية الأرض التي اغتُصبت وتهودت وتحولت من فلسطين إلى إسرائيل، وتحولت ملكيتها من أرض خراجية وحق لجميع المسلمين إلى فئة ادعت الوطنية تساوم وتفاوض على كيفية تسليمها والتنازل عنها لليهود.
أيها المسلمون في كل مكان: إن ما يحصل من تخاذل الحكام والجيوش ومعهم من يزوق لهم قراراتهم وقوانينهم من مشايخ وغير مشايخ من المنافقين لهو أكبر عار وخزي نزل بأُمة الإسلام عرباً وعجماً في تاريخ حياتها، أما ما نراه ونسمعه من البعض سواء كانوا مشايخ أو غير مشايخ من شجبهم واستنكارهم لما يحصل أمام كمرات وسائل الإعلام دون تحريك الجيوش لتحرير المغتصب ورد الحق إلى أهله، فإنه لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يعدو أن يكون تنفيساً لمشاعر المسلمين فقط.
أيها المسلمون: إلى متى سنظل رهينة الجهل والدجل تحت ما يسمى الوطنية والنضال الكاذب والسراب الخادع الذي أدى كما ترون إلى التنازل عن أرض المسلمين لليهود، ألم تعلموا أن الله تعالى قد بين كيفية التعامل مع الكفار الحربيين، فجعل العلاقة معهم علاقة حرب دائمة حتى يخرجوا من ديار المسلمين أو يُسلموا أو أن يخضعوا لأحكام الإسلام ويعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، قال الله تعالى (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أُتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وقال (قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)، فقد استنبط الفقهاء من هذه النصوص وغيرها أنه إذا نزل العدو أو داهم أو اغتصب شبراً من بلاد المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على جميع المسلمين الأقرب فالأقرب، الأدنى فالأدنى حتى يُطرد الكافر الحربي من بلاد المسلمين ويُسترد ما اغتصب، لا أن يُزج الأطفال والعزل تحت نيرانهم لتحريك المفاوضات الاستسلامية التي تُضيع الحقوق، وكذلك الحروب والمعارك التي رأيناها، فإنها أيضاً لم تسترد مُغتصَب ولم تطرد غاصب، لأنها ليست حروباً ومعارك حقيقية كما أرادها الله أن تكون، بل هي حروب مصطنعة بين الاستعمار وعملائه، وكذلك الحروب التي يروجون لحدوثها.
أما بالنسبة لإبرام المعاهدات والصلح مع الكفار، فلو سلمنا جدلاً أن هنالك صلحاً حقيقياً، وأنه يحق لغير خليفة المسلمين أن يبرمها معهم، فإنه يكون مؤقتاً لزمن معين لا على إطلاقه أو دائمياً، وأنه يكون لاسترداد الحقوق المغتصبة لا للتنازل عنها، وأنه يكون وفق أحكام شرع الله لا وفق شريعة أمريكا وأُوروبا وغيرهما، وأن لا يكون فيه أي شيء من موالاة للكفار أو التطبيع معهم، لأن هذا من سمة المنافقين، قال الله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) وأن لا يُسمّى هذا الصلح سلاماً، لأن السلام لا يكون إلا بين المسلمين أما مع الكفار فلا.
أيها المسلمون: إن من كبريات الدجل أن يصور لكم المنافقون والخونة المأجورون من حكام وغيرهم أن قمة النضال ضد الكافر المستعمر إنما يكون بالحجارة وبالانتفاضة وبالمسيرات والإضرابات عن العمل وما شاكل ذلك، في حين أن هؤلاء في أصغر شجار وأقل خلاف بينهم يخرجون على أنفسهم بشتى أنواع السلاح، ولنا في العراق وأهله أكبر دليل وأكبر برهان على ذلك، فحينما احتل العراق الكويت، هجم العرب والمتمسلمون قبل الكفار على أهل العراق وبكل ما يملكون من سلاح بري وبحري وجوي، ونحو ذلك حصل في غزة بين أبناء الشعب الواحد.
أيها المسلمون: إن كنتم لا تعلمون فاعلموا أن اليهود أُمة دموية لا ينفذون أي مخطط ضد المسلمين إلا بقربان، وقرابينهم هي دماء المسلمين، ولذلك نجد الحكام المتآمرين ومعهم ما يسمى بالسلطة الرابعة (الصحافة المرئية والمسموعة) تحرض الأطفال والعزل ضد اليهود كي يكونوا قرابين لمخططاتهم، فكان شهداء الانتفاضة قرابين التنازل عن فلسطين لليهود وعن التنازل عن خيار الحل العسكري، وكذلك شهداء دخول شارون إلى المسجد الأقصى وتدنيسه، وشهداء حفر الأنفاق تحت القدس والأقصى، وشهداء صبرا وشاتيلا، وشهداء غزة، وغدا سيزجون الأطفال والعزل ليكونوا شهداء وقرابين تنصيب هيكلهم المزعوم، بينما جيوش العرب والمسلمين البواسل فإنها تقف متفرجة ومشغولة بِكيّ ملابسها وتلميع بصاطيرها، ولا تتحرك إلا لحماية عروش حكامها وملوكها وقمع شعوبهم الثائرة المستضعفة المضطهدة، وبعد كل هذا ما زال فينا من يقول عاش الملك وعاش الزعيم وعاش الرمز!!.
أيها المسلمون: ألم تعلموا أن ما نحن فيه من البلاء والذلة إنما هو بسبب ذنوبنا ومعاصينا لله تعالى، ففي الأثر ( ولا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يكشف إلا بتوبة) ولا يغرنكم كثرة المصلين، ويكفي لذلك أن حكام هذا الزمان لا يحكمون بما أنزل الله تعالى ففي الحديث ( وما لم تحكم أئمتهم بما أنزل الله إلا سلط عليهم عدوا من غير أنفسهم فأخذ بعض ما في أيديهم) فقد أخذوا كل شيء حتى الكرامة والدين والتقوى والخلق والورع، بل يكفي لذلك تفشي الفرقة والاختلاف بين المسلمين وسكوتهم على هؤلاء الحكام وعلى جميع المنكرات التي عمت وطمت مجتمعاتهم، ثم ألم تعلموا أن تحويل قتال الكفار المستعمرين من جهاد في سبيل الله من غير انقطاع إلى مجرد مقاومة في حال الاعتداء فقط هو من أسباب الذلة والمهانة التي نزلت بأُمة الإسلام ففي الحديث (وتركتم جهاد ربكم إلا سلط الله عليكم ذلا لا يرفعه حتى ترجعوا إلى ربكم) وفي الأثر عن علي رضي الله عنه (وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا وديثوا بالصغار) ثم ألم تعلموا أن تحويل مفهوم النصر من نصر للدين إلى نصر شعب أو جماعة أو حزب أو زعيم أو شيخ، فيه إبعاد لمعنى الجهاد في سبيل الله من حياة الأُمة، وهو أيضاً من أسباب الذلة والهزيمة، لأنه إذا لم ينتصر الدين فلا نصر للأُمة.
أيها المسلمون: لقد صور لنا حكام هذا الزمان المتخاذلين ومعهم المنافقون من بني جلدتنا أن اليهود قوم لا يُقهروا وأنهم يملكون من العتاد والقوة ما لا يملكه غيرهم، وما ذلك منهم إلا لتخويف المسلمين من يهود لترويضهم قبول أنصاف الحلول أو قل بالحلول السلمية المخزية، عِلما أن الله تعالى قد بين في كتابه العزيز أن اليهود قوم جبناء مهماً كانوا فقال ( لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر) وأخبر أنهم لا يكونون (إلا بحبل من الله وحبل من الناس) فحبل الله قطع عنهم لما قتلوا الأنبياء، ولم يبق لهم إلا حبل الناس أمريكا وأُوروبا وغيرهما من أئمة الكفر، ولولا معصيتنا لله تعالى وعدم تمسكنا بشرع ربنا ما سُلطوا علينا أبداً وما جُعل لهم علينا سبيلا (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا).
أيها المسلمون: ليس غريباً أن يتخاذل الحكام والجيوش عن نصرة الإسلام والمسلمين ومقدساتهم، فهذا ديدنهم منذ نُصّبوا حكاماً للأُمة، ناهيك عن أذاهم للإسلام والمسلمين في كل مكانٍ وحدث عن ذلك ولا حرج، ويكفي موالاتهم للكفار والحفاظ على مبادئهم الشيوعية والعلمانية والديمقراطية، لذا فلا تحزنوا فقديماً حينما تخاذل العرب في الجاهلية عن حماية مكة بيت الله الحرام، غضب الله تعالى لبيته فأرسل على أبرهة الأشرم وعلى جنوده طيراً أبابيل بحجارة من سجيل، وفي ذلك مقولة مأثورة لعبد المطلب جد النبي محمد صلى الله عليه وأله وسلم (إن للبيت رباً يحميه) فإنْ تخاذلنا عن حماية المسجد الأقصى فثقوا أن له رباً يحميه، فسيُسخر له من يقوم بحمايته وتحريره من الكفار المغتصبين ولو بعد حين.
ثم اعلموا أيها المسلمون أن ما يحصل في المسجد الأقصى وسائر فلسطين من فساد اليهود وظلمهم وعلوهم فيها، إنما هو إيذان بزوال دولة يهود ومعها أنظمة العرب والعجم الخائنة، حيث من المسلمات في ديننا الإسلام وفي التفسير الراجح لما جاء في حق اليهود في سورة الإسراء أنهم في علوهم وفسادهم الثاني سيهلكون ويُقضى عليهم قضاء مبرماً لا تقوم لهم بعده قائمة، قال الله تعالى( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) وقال( وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) ففي التفسير الراجح لهذه الآيات أن فسادهم وعلوهم في فلسطين في هذا العصر هو الفساد والعلو الثاني والأخير، فقد قطع ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه وقتادة وغيرهما فيها قول كل خطيب ومؤرخ كما جاء عنهم في التفسير أن وعد الآخرة (نزول عيسى عليه السلام) فاليهود لم تكن لهم دولة في فلسطين إلا قبل الإسلام وفي هذا العصر، مما يعني أن فسادهم الأول كان قبل الإسلام، فسياق النص القرآني يدل على ذلك، فانظره حينما تكلم عن الفساد الأول جاء بصيغة الماضي وحينما تكلم عن الفساد الثاني جاء بصيغة المستقبل، وكلام ابن عباس وقتادة فيه إشارة إلى عودة اليهود إلى فلسطين مرة ثانية ليفسدوا فيها ليتحقق وعد الآخرة، وأن هذا من أمارات نزول عيسى عليه السلام من السماء ليبين لليهود أنه لم يُقتل ولم يُصلب وأنه عبد الله ونبيه نزل لقتل دجّالهم والقضاء عليهم، والعجيب في الأمر أن هذا ما يعتقده الصليبيون من أمريكان وانجليز وغيرهم، فإنهم أوجدوا دولة يهود في فلسطين وأمدوهم بكل ما يلزمهم للبقاء ومنعوا من القضاء عليهم أو إخراجهم منها لاعتقادهم أن وجودهم في فلسطين هو من علامات نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فالباحث والقارئ لما يكتبه أهل الصليب ويصرحون به يعلم تماماً صدق ما نقول، فانظر مثلاً لما يقوله رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق نيكسون في كتابه نصر بلا حرب: (إن ميلاد دولة إسرائيل إيذاناً بمجيء المسيح وبقية النبوات) ويقول لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا الأسبق عن نفسه: (إنه يؤمن بما جاء في التوراة من ضرورة عودة اليهود وإن عودتهم مقدمة لعودة المسيح) ويقول بلالستون: (إن عودة اليهود إلى فلسطين هي مقدمة لعودة المسيح).
أيها المسلمون: إن كنتم لا تعلمون فاعلموا أن المسجد الأقصى سيبقى ولن يزول حتى ولو هدموا حجارته ولو نصبوا هيكلهم المزعوم، لأن النص القرآني يخبر أن وعد الآخرة يوم إفساد اليهود الثاني سيدخل المسلمون المسجد الأقصى وسيدمروا كل ما بناه اليهود (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) ويخبر النص النبوي الشريف أيضاً بأن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام حين ينـزل من السماء يكون بيت المقدس والأقصى بيد المسلمين بل ويكون عاصمة دولتهم ويكون المسلمون محاصرون فيه من قبل المسيح الدجال ويكون أميرهم حينها محمد بن عبد الله المهدي القرشي الهاشمي السني، آخر الخلفاء القرشيين الذين مضوا، فينـزل عيسى عليه السلام عليهم وهم في المسجد عند صلاة الفجر كما رواه ابن ماجة وأبو نعيم وغيرهما، وحينها تتم المعركة الفاصلة والأخيرة بين المسلمين واليهود، والتي ينطق فيها الحجر والشجر : ( يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) وعسى أن يكون ذلك قريباً جداً وفي أيامنا هذه كي نشفي صدورنا بهزيمتهم، فكل الأمارات تشير وتنبئ بذلك مهما تآمر المتآمرون، فتضرعوا إلى الله بصدق وإخلاص أن تكونوا أهل تلك الحقبة- الله أكبر الله أكبر الله أكبر.
أنصار العمل الإسلامي الموحد
بيت المقدس- السابع والعشرين من رمضان-1431هـ

أتوقع أنها بحاجة الى تعديل بعض الكلمات .
(إن للبيت رباً يحميه)
__________________

نائل أبو محمد
10-08-2011, 03:28 PM
السبت 11 ذو القعدة 1432

للتذكير .

نائل أبو محمد
02-27-2012, 11:16 PM
الاثنين 5 ربيع الثاني 1433 اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين