المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطـائفـة الظـاهرة كتبت بـ 1427هـ نشرة محلية


نائل أبو محمد
09-23-2010, 10:38 AM
الطـائفـة الظـاهرة


قال عليه الصلاة والسلام:{لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة}.
يكثر الحديث في أي عصر من العصور عن الطائفة الظاهرة، سيما إذا كثر في الأُمة وجود الأحزاب والجماعات والفرق، فكلٌ يزعم أنه هذه الطائفة الظاهرة، بل هنالك من يدعي أنه الفرقة الناجية رجما بالغيب، وإنما يريد صاحب هذه الدعوى بدعواه أن يُفهم نفسه ومن حوله أنه أفضل وأزكى من غيره، وهذا مدعاة للعصبية الحزبية التي تؤدي للفرقة والتنازع بين المسلمين وهو حرام، فلا يصح ولا يحق لأحد أو جهة حزبية أو حركية أن تدعي ذلك لنفسها دون غيرها.
إنه بعد الاستقراء في النصوص الواردة في الطائفة الظاهرة وفي الواقع المعاصر، تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن صفات هذه الطائفة لا توجد في أحد من أبناء الأُمة وتنظيماتها حتى كتابة هذه الأسطر فيما نعلم، بل وجدنا أنها لا يمكن أن تكون إلا للمهدي محمد بن عبد الله الحسني السني وأنصاره، وذلك للقرائن التالية:
القرينة الأُولى: أن قوله:{لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق} دليل على استمرارية جهاد هذه الطائفة دون انقطاع وأنها لا تشتغل غيره، لا مجرد استمرارية وجودها من غير جهاد، فهذه الحالة لا تنطبق على أحد من الموجودين، فإن قيل: إنهم يقاتلون إذا كانت لهم دولة، أمّا وهم من غير دولة فلا، بدليل أنه ورد في بعض نصوص الطائفة:{ لا تزال طائفة من أُمتي على الحق ظاهرين} على الإطلاق بدون ذكر القتال.
الجواب: إنه قد تواتر في نصوص الطائفة أو أكثرها ذكر القتال، بينما عدمه فلم يتواتر ، فالمتواتر أو الأكثر مقدم على الآحاد والأقل أُصولاً، ثم إن نصوصها قد بينت وقيدت كيفية الظهور، وذلك بالقتال والجهاد، فيحمل المطلق على المقيد أُصولاً كذلك، أضف إليه أنه جاء في بعض نصوصها:{لعدوهم قاهرين} ولا يمكن قهر الاعداء إلا بالقتال والجهاد.
القرينة الثانية: جاء في نصوصها:{لا تزال طائفة من أُمتي على الحق منصورين} وفي رواية:{لعدوهم قاهرين} فالملاحظ لواقع الأُمة يجد أنها جميعها بأحزابها وجماعاتها وتكتلاتها ودولها مقهورة مغلوبة مستعمرة من قبل أعدائها، فأين الاستمرارية في الظهور والنصر الذي يدعيها البعض واهماً ؟!!!.
القرينة الثالثة: جاء في نصوصها أن آخر هذه الطائفة سيقاتل الدجال:{حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال} ومعلوم على ظاهر الكف عند أهل العلم بالحديث أن الذين سيقاتلون الدجال هم جند المهدي بصحبة عيسى عليه السلام، فكيف يمكن أن تكون الطائفة غيرهم ؟!!.
القرينة الرابعة:جاء في نصوصها أنها تكون في أكثر من مكان، فمرة:{يقاتلون على أبواب دمشق} ومرة:{على أبواب بيت المقدس} ومعلوم أنه منذ عقود لا وجود في دمشق ولا على أبوابها من يقاتل أو

يجاهد في سبيل الله، ثم إنّ غير جهة ممن قاتل على أبواب بيت المقدس قد تخلى عن جهاده، ومنهم من أصبح يقاتل على الدنيا والملك، فهل هذا من الحق الذي عليه الطائفة ؟!!.
القرينة الخامسة: إنه جاء في نصوصها صراحة أن عيسى عليه السلام يصلي خلف إمام تلك الطائفة، ففي صحيح مسلم:{ لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينـزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أُمراء} فمعلوم أن الإمام الذي يصلي عيسى خلفه هو الإمام المهدي، فروى الحارث بن أبي أُسامة وأبو نعيم وأبو عمرو الداني باسناد صحيح:{ينـزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أُمراء تكرمة الله هذه الأُمة}.
أيها المسلمون: من السهل أن تدعي جهة ما أنها الطائفة الظاهرة أو الفرقة الناجية، لكن من الصعب بل من المستحيل إثبات ذلك لما علمت من القرائن والأدلة آنفاً. ثم ليس المهم أن يدعي المرء أنه وأنه، بل المهم أن يعمل وفق الشرع وبإخلاص، فعمله هذا دليل على صدقه وإخلاصه وليس ادعاؤه أنه كذا.
وللعلم فإنّ البعض يخلط بين الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية، فالطائفة الظاهرة عرفناها آنفاً، أما الفِرقة الناجية: فهي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:{وستفترق أُمتي إلى بضع وسبعين شعبة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، قيل: ومن هي؟ قال: هي الجماعة} وفي رواية أُخرى:{ هي ما أنا عليه وأصحابي} فالجماعة المقصودة: هي جماعة المسلمين وإمامهم، أي دولة الخلافة الإسلامية، وهذه كانت على مر العصور إلى ما قبل تسعين عاماً تقريباً، وأما قوله:{هي ما أنا عليه وأصحابي} فإنها تنطبق على كل من اتبع السنة واتبع الصحابة، سواء كان فرداً أو حزباً أو جماعة، لذا فلا يصح لأحد ادعاء ذلك لنفسه دون غيره وإلا كان مُتألٍ على الله تعالى.
أيها المسلمون: إن في حديث الطائفة الظاهرة بشارة ببقاء أُمة الإسلام إلى يوم الدين، وببقاء الجهاد في سبيل الله كذلك حتى ينـزل عيسى بن مريم عليه السلام من السماء، ويظهر الدجال لعنه الله للقضاء عليه وعلى جنده اليهود، وعسى أن يكون ظهورها وظهور أميرها قريباً جداً إن شاء الله تعالى، فثقوا بوعد الله ونصره، وأبشروا بما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحرصوا أن تكونوا ممن آمن وتابع، لا ممن تولى عصبية وحزبية من غير علم ولا هدى ولا كتاب منير،
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً}.

أنصار العمل الاسلامي الموحد
بيت المقدس
التاسع من رمضان 1427هـ

نائل أبو محمد
09-23-2010, 10:48 AM
للمراجعة
شبكة فلسطين للحوار
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?p=9435510#post9435510

نائل أبو محمد
09-23-2010, 10:54 AM
للمراجعة

http://www.alaqsa-online.com/vB/showthread.php?p=117042#post117042

نائل أبو محمد
03-18-2011, 04:03 PM
الجمعة 13 ربيع الثاني 1432

نائل أبو محمد
05-28-2011, 06:09 PM
السبت 25 جمادى الثانية 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

نائل أبو محمد
01-11-2012, 09:59 PM
الأربعاء 17 صفر 1433
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شات عسلي
04-08-2014, 01:11 AM
شات عسلي (http://www.3slli.com)
مشكور اخي الكريم علي الموضوع الرائع