المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقلم: أبوعمر المصري


نائل أبو محمد
09-23-2010, 12:02 PM
بعد قمع مظاهرة \”لن نورث\” بالأسكندرية – بقلم: أبوعمر المصري
22-09-2010

تسجيل ما حدث لي قبل وبعد الإعتقال والإفراج : – بعد تغيير مكان المظاهرة من الرصافة إلى شارع محرم بك حيث بدأنا فعاليات المظاهرة من أمام مدرسة محرم بك الإعدادية ، وتجمع الشباب من كل مكان ، وبدأت الهتافات تشتعل وتعلو سماء المكان ، والناس في الشرفات والسيارات وعربات الترام منبهرون بما يحدث ، ويطلبون البيان والمنشور المكتوب الذي يوزعه الشباب ، وكان الأمن في ميدان الرصافة ، وشاهدناهم يتجهون نحونا من بعيد بعد مرور ما يقرب من نصف ساعة على اشتعال الهتافات ، ووصلت قوات الأمن المركزي وبدأوا في التحرش بنا ودفعونا للخلف ومحاصرتنا من كل الجهات حتى جمعونا في مكان ضيق جدا واختلطت الأجساد ، وبدأ الأمن المركزي وأمن الدولة يضربنا بقسوة وشدة .
ثم قاموا بفتح ممر صغير ومن خلاله بدأوا يقبضون على الشباب المتظاهر ويضربونه ويتوجهون به إلى سيارات الترحيلات.وجاء دوري وأمر أحد اللواءت من أصحاب الكروشة المنتفخة بالحرام ، ممن يرتدون زياً عسكرياً وكان يشاهدني في مظاهرات سابقة بإلقبض علي ، وخشى أمن الدولة أن يتم تصويري في حال القبض والضرب ، فأحاطوا بي بأجسدهم من كل جانب ، ونلت مثلما نال الشباب ضرباً مُبرحاً إلى أن أصعدوني إلى احدي عربات الترحيل ، ووجدت بعض الشباب في السيارة وتوالي العدد حتى أصبحت السيارة تحمل حوالي 12 أو 13 شاب ومعنا فتاة واحدة ( ماهينور محمد ) ( لن أذكر اسماء خشية سقوط بعض الأسماء من ذاكرتي وأتعرض للعتاب ) ، وعلمت أن سيارة أخرى من سيارات الترحيلات كانت تمتلئ بأكثر من 25 شاب ، من قيادات وكوادر الحركات السياسية بالأسكندرية.
وتحركت سيارة الترحيلات وظننا أن وجهتها قسم محرم بك ، ولكن انحرفت لنجد أنفسنا في الطريق الصحراوي ، وكنا طوال الوقت نتحدث مع بعضنا البعض ، ونتكلم هاتفياً مع الإعلام والصحفيين عندما تتمكن هواتفنا ( الموبايلات ) من التقاط الشبكة ، ودخلت سيارة الترحيلات التي كنت بها معسكر لقوات الأمن بجوار وحدة تراخيص المرور القريبة من نادي الترام بمحرم بك ، وكان أحد الشباب معنا بالسيارة يتلوى من الألم بسبب ضيق التنفس .
صعد بعض الضباط وأصدروا أوامرهم الممزوجة بالسب والشتم وألفاظ لا يخرجها إلا نوعيات شاذة من ضباط الداخلية ، أمرونا بالوقوف و حضر ضابط أمن دولة ( نشاط سياسي ) وأمرنا بتسليم الموبايلات وأخذ يسجل معلومات عن كل من بالسيارة ( 12 أو 13 معتقل ) وجمع البطاقات منا ، وكانت نظارة القراءة الخاصة بي سقطت أثناء القبض على وضربي وقام بتفتيشنا للتأكد من عدم وجود موبايلات .
ثم بدأ حديثه معي عن سبب خطفي من اوربا وما يتعلق بالقضية واحساسه بالمرارة لوجودي هنا مع هؤلاء العيال ( ده كلامه ) وأني أصبحت شخصية دولية ولا يصح الإشتراك في هذه المظاهرات ، ثم بدأ صعود آخرين من ضباط أمن الدولة والمباحث كي يشاهدوا أبو عمر على الطبيعة وداخل قفص الاسود ، ويتحدثوا معه .
ثم أمروا اثنين من الشباب بالنزول ، وعرفنا أنهم قاموا بتصويرهم وعمل وثيقة تعارف والتوقيع على اقرار بحسن المعاملة وتلقى العلاج الدائم وتوجيه الشكر للسادة الضباط وغير ذلك ، وأمرني أحد المخبرين بالنزول ومعي شاب آخر، ولكن عند وصولي لمكان التصوير والتحيق أمر أحد ضباط أمن الدولة بإعادتي للسيارة وعدم حضوري إلا بأمر منه فقط .وأتوا ببعض الشباب ممن كانوا في السيارة الأخرى وجلسوا معنا في سيارة الترحيلات الخاصة بنا وكانوا حوالي ( 8 ) ويُعدون من قادة المجموعات والحركات الشبابية التنظيمية بالأسكندرية ، ولا ندري ماذا حدث للبقية المتبقية ممن كانوا في السيارة الأخرى بعد تصويرهم وعمل وثيقة تعارف لهم.
أثناء تواجدي بسيارة الترحيلات أعلنت اضرابي عن الطعام كورقة ضغط عليهم كي يتم تحريك حالنا بعد ساعات طويلة من الإنتظار والحبس داخل سيارة الترحيلات في جو شديد الحرارة ووجود حشرات البعوض ، وأبلغت ضباط أمن الدولة بذلك ، وكنت على يقين بأن الأمور ستكون لصالحنا وخصوصاً إذا تم عرضنا على النيابة ووصول خبر اضراب أبو عمر المصري عن الطعام لمنظمات حقوق الإنسان الدولية وللقضاء والحكومة الإيطالية ، فأنا لا زلت مواطناً ايطالياً يجب الدفاع عنه ، رغم محاولات حكومة برلسكوني إسقاط حق المواطنة عني ، فأقسى شيئ على الأمن المصري هو الإعلان على الإضراب عن الطعام وخاصة من جانب شخص يُعتبر مشهور نوعاً ما إعلامياً وعالمياً ، وكنت قد أضربت مرات عديدة داخل معتقل طرة بالقاهرة ، وكل اضراب عن الطعام يستمر تقريباً ( 20 يوم ) وينجح في تحقيق بعض المكاسب لي وخصوصاً انقاص الوزن ( حوالي 13 كجم في 20 يوم ) ، ويتم وضع المعتقل المُضرب عن الطعام تحت ملاحظة طبية ويتم استدعاء النيابة في حال فشل إدارة السجن وأمن الدولة في اقناع المعتقل بوقف الإضراب وتناول الطعام .
أمروني بالنزول بعد ذلك وكتبوا في وثيقة التعارف بيناتي كاملة ثم طلبوا مني التوقيع على ورقة أنني عُوملت معاملة جيدة وأنني أتوجه بالشكر للسادة الظباط على ما قدموه من خدمات لي ، وعلاج واسعافات وغير ذلك ، وبالطبع رفضت التوقيع وهاجوا وماجوا وبدأت الضغود تمارس علي مرات بالإغراء والكلام المعسول ، ومرات بالتهديد بالتعذيب والضرب ، الجميع وقع فلماذا أنت تعارض ، ودي ورقة وخلاص ، ورفضت رفضاً نهائياً التوقيع على هذه الوثيقة ، وجاء كبيرهم في أمن الدولة وتكلم معي ولما تأكد أنني لن أوقع أمرهم بتصويري دون التوقيع ولكنهم أخبروه بضرورة التوقيع قبل التصوير، وفي النهاية أخبرهم أنه سيتحمل أي مشاكل تحدث جراء عدم توقيع أبو عمر.
وأمروني بصعود احدي سيارات الترحيلات بمفردي ثم بعد دقائق صعد بعض الشباب ، وبعدها بدقائق أمروا الجميع بالنزول إلى سيارة أخرى ، وتركوني بمفردي ، ثم أمروني بالنزول وأركبوني سيارة أخرى مع بعض الشباب ، ثم أخيراً حضر أحد ضباط أمن الدولة والمباحث وأمرني بالنزول من داخل سيارة الترحيلات ، وطلب منى أن أجلس في سيارة ترحيلات أخرى بجوار السائق ( هههههههههه ) وبعد تحرك السيارة سألنى السائق أين أقرب مكان تحب النزول فيه كي تعود لمنزلك .
كان ذلك بعد منتصف الليل ، وعدت لمنزلي ولأبنتي الأوربية ( سارة 16 سنة – صف ثاني ثانوي ) التي تدرس بمصر ، ووجدتها قد أعدت بياناً صحفياً لإبلاغه لوسائل الإعلام ، وكنت قد علمتها كيف تصنع ذلك في حال اعتقالي ، وأرقام هواتف بعض وسائل الإعلام وجماعات حقوق الإنسان .
أخيراً أتوجه بالشكر لكل الشباب الذين شاركوا بالوقفة ولكل الشباب الذين رفضوا التوريث ولم تسعفهم ظروفهم بالمشاركة معنا ، ولأصدقائي الصحفيين والناشطين السياسيين ممن كتبوا وحركوا وسجلوا موضوع وأسماء المعتقلين بالأسكندرية ، وممن شاركوا في الدفاع عنا ، أما من رفض المشاركة تحت اغراءات ووعود أمنية وسياسية فأتركه لضميره كي يحاسبه .
إضافة شرح
تسجيل ما حدث لي قبل وبعد الإعتقال والإفراج : – بعد تغيير مكان المظاهرة من الرصافة إلى شارع محرم بك حيث بدأنا فعاليات المظاهرة من أمام مدرسة محرم بك الإعدادية ، وتجمع الشباب من كل مكان ، وبدأت الهتافات تشتعل وتعلو سماء المكان ، والناس في الشرفات والسيارات وعربات الترام منبهرون بما يحدث ، ويطلبون البيان والمنشور المكتوب الذي يوزعه الشباب ، وكان الأمن في ميدان الرصافة ، وشاهدناهم يتجهون نحونا من بعيد بعد مرور ما يقرب من نصف ساعة على اشتعال الهتافات ، ووصلت قوات الأمن المركزي وبدأوا في التحرش بنا ودفعونا للخلف ومحاصرتنا من كل الجهات حتى جمعونا في مكان ضيق جدا واختلطت الأجساد ، وبدأ الأمن المركزي وأمن الدولة يضربنا بقسوة وشدة .
ثم قاموا بفتح ممر صغير ومن خلاله بدأوا يقبضون على الشباب المتظاهر ويضربونه ويتوجهون به إلى سيارات الترحيلات.وجاء دوري وأمر أحد اللواءت من أصحاب الكروشة المنتفخة بالحرام ، ممن يرتدون زياً عسكرياً وكان يشاهدني في مظاهرات سابقة بإلقبض علي ، وخشى أمن الدولة أن يتم تصويري في حال القبض والضرب ، فأحاطوا بي بأجسدهم من كل جانب ، ونلت مثلما نال الشباب ضرباً مُبرحاً إلى أن أصعدوني إلى احدي عربات الترحيل ، ووجدت بعض الشباب في السيارة وتوالي العدد حتى أصبحت السيارة تحمل حوالي 12 أو 13 شاب ومعنا فتاة واحدة ( ماهينور محمد ) ( لن أذكر اسماء خشية سقوط بعض الأسماء من ذاكرتي وأتعرض للعتاب ) ، وعلمت أن سيارة أخرى من سيارات الترحيلات كانت تمتلئ بأكثر من 25 شاب ، من قيادات وكوادر الحركات السياسية بالأسكندرية.
وتحركت سيارة الترحيلات وظننا أن وجهتها قسم محرم بك ، ولكن انحرفت لنجد أنفسنا في الطريق الصحراوي ، وكنا طوال الوقت نتحدث مع بعضنا البعض ، ونتكلم هاتفياً مع الإعلام والصحفيين عندما تتمكن هواتفنا ( الموبايلات ) من التقاط الشبكة ، ودخلت سيارة الترحيلات التي كنت بها معسكر لقوات الأمن بجوار وحدة تراخيص المرور القريبة من نادي الترام بمحرم بك ، وكان أحد الشباب معنا بالسيارة يتلوى من الألم بسبب ضيق التنفس .
صعد بعض الضباط وأصدروا أوامرهم الممزوجة بالسب والشتم وألفاظ لا يخرجها إلا نوعيات شاذة من ضباط الداخلية ، أمرونا بالوقوف و حضر ضابط أمن دولة ( نشاط سياسي ) وأمرنا بتسليم الموبايلات وأخذ يسجل معلومات عن كل من بالسيارة ( 12 أو 13 معتقل ) وجمع البطاقات منا ، وكانت نظارة القراءة الخاصة بي سقطت أثناء القبض على وضربي وقام بتفتيشنا للتأكد من عدم وجود موبايلات .
ثم بدأ حديثه معي عن سبب خطفي من اوربا وما يتعلق بالقضية واحساسه بالمرارة لوجودي هنا مع هؤلاء العيال ( ده كلامه ) وأني أصبحت شخصية دولية ولا يصح الإشتراك في هذه المظاهرات ، ثم بدأ صعود آخرين من ضباط أمن الدولة والمباحث كي يشاهدوا أبو عمر على الطبيعة وداخل قفص الاسود ، ويتحدثوا معه .
ثم أمروا اثنين من الشباب بالنزول ، وعرفنا أنهم قاموا بتصويرهم وعمل وثيقة تعارف والتوقيع على اقرار بحسن المعاملة وتلقى العلاج الدائم وتوجيه الشكر للسادة الضباط وغير ذلك ، وأمرني أحد المخبرين بالنزول ومعي شاب آخر، ولكن عند وصولي لمكان التصوير والتحيق أمر أحد ضباط أمن الدولة بإعادتي للسيارة وعدم حضوري إلا بأمر منه فقط .وأتوا ببعض الشباب ممن كانوا في السيارة الأخرى وجلسوا معنا في سيارة الترحيلات الخاصة بنا وكانوا حوالي ( 8 ) ويُعدون من قادة المجموعات والحركات الشبابية التنظيمية بالأسكندرية ، ولا ندري ماذا حدث للبقية المتبقية ممن كانوا في السيارة الأخرى بعد تصويرهم وعمل وثيقة تعارف لهم.
أثناء تواجدي بسيارة الترحيلات أعلنت اضرابي عن الطعام كورقة ضغط عليهم كي يتم تحريك حالنا بعد ساعات طويلة من الإنتظار والحبس داخل سيارة الترحيلات في جو شديد الحرارة ووجود حشرات البعوض ، وأبلغت ضباط أمن الدولة بذلك ، وكنت على يقين بأن الأمور ستكون لصالحنا وخصوصاً إذا تم عرضنا على النيابة ووصول خبر اضراب أبو عمر المصري عن الطعام لمنظمات حقوق الإنسان الدولية وللقضاء والحكومة الإيطالية ، فأنا لا زلت مواطناً ايطالياً يجب الدفاع عنه ، رغم محاولات حكومة برلسكوني إسقاط حق المواطنة عني ، فأقسى شيئ على الأمن المصري هو الإعلان على الإضراب عن الطعام وخاصة من جانب شخص يُعتبر مشهور نوعاً ما إعلامياً وعالمياً ، وكنت قد أضربت مرات عديدة داخل معتقل طرة بالقاهرة ، وكل اضراب عن الطعام يستمر تقريباً ( 20 يوم ) وينجح في تحقيق بعض المكاسب لي وخصوصاً انقاص الوزن ( حوالي 13 كجم في 20 يوم ) ، ويتم وضع المعتقل المُضرب عن الطعام تحت ملاحظة طبية ويتم استدعاء النيابة في حال فشل إدارة السجن وأمن الدولة في اقناع المعتقل بوقف الإضراب وتناول الطعام .
أمروني بالنزول بعد ذلك وكتبوا في وثيقة التعارف بيناتي كاملة ثم طلبوا مني التوقيع على ورقة أنني عُوملت معاملة جيدة وأنني أتوجه بالشكر للسادة الظباط على ما قدموه من خدمات لي ، وعلاج واسعافات وغير ذلك ، وبالطبع رفضت التوقيع وهاجوا وماجوا وبدأت الضغود تمارس علي مرات بالإغراء والكلام المعسول ، ومرات بالتهديد بالتعذيب والضرب ، الجميع وقع فلماذا أنت تعارض ، ودي ورقة وخلاص ، ورفضت رفضاً نهائياً التوقيع على هذه الوثيقة ، وجاء كبيرهم في أمن الدولة وتكلم معي ولما تأكد أنني لن أوقع أمرهم بتصويري دون التوقيع ولكنهم أخبروه بضرورة التوقيع قبل التصوير، وفي النهاية أخبرهم أنه سيتحمل أي مشاكل تحدث جراء عدم توقيع أبو عمر.
وأمروني بصعود احدي سيارات الترحيلات بمفردي ثم بعد دقائق صعد بعض الشباب ، وبعدها بدقائق أمروا الجميع بالنزول إلى سيارة أخرى ، وتركوني بمفردي ، ثم أمروني بالنزول وأركبوني سيارة أخرى مع بعض الشباب ، ثم أخيراً حضر أحد ضباط أمن الدولة والمباحث وأمرني بالنزول من داخل سيارة الترحيلات ، وطلب منى أن أجلس في سيارة ترحيلات أخرى بجوار السائق ( هههههههههه ) وبعد تحرك السيارة سألنى السائق أين أقرب مكان تحب النزول فيه كي تعود لمنزلك .
كان ذلك بعد منتصف الليل ، وعدت لمنزلي ولأبنتي الأوربية ( سارة 16 سنة – صف ثاني ثانوي ) التي تدرس بمصر ، ووجدتها قد أعدت بياناً صحفياً لإبلاغه لوسائل الإعلام ، وكنت قد علمتها كيف تصنع ذلك في حال اعتقالي ، وأرقام هواتف بعض وسائل الإعلام وجماعات حقوق الإنسان .
أخيراً أتوجه بالشكر لكل الشباب الذين شاركوا بالوقفة ولكل الشباب الذين رفضوا التوريث ولم تسعفهم ظروفهم بالمشاركة معنا ، ولأصدقائي الصحفيين والناشطين السياسيين ممن كتبوا وحركوا وسجلوا موضوع وأسماء المعتقلين بالأسكندرية ، وممن شاركوا في الدفاع عنا ، أما من رفض المشاركة تحت اغراءات ووعود أمنية وسياسية فأتركه لضميره كي يحاسبه .