المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نمتلك مشروعاً حضارياً (3-ب)


محمود الترك
10-09-2010, 04:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

هل نمتلك مشروعاً حضارياً (3-ب)

كانت بيعة العقبة الثانية ايذان بقيام دولة الله في الارض واستئناف مسيرة الانبياء والرسل الذين بُعثوا وتوافدوا وتوالوا تتراً و نُذُراً للامم على هذا الكوكب يبشرون بنورالله الذي اشرقت به جنبات هذا الكون فكانت دعوة هدفها الانسان نوع الانسان ومجالها الارض كل الارض معلنين ان للانسان مقام واحد في هذه الدنيا هوالعبودية لله الواحد الاحد ليس غير وان لله شريعة لن يضل بعدها البشر ولن يشقوا ابداً في الدارين الأولى والآخره ومن علا على ذلك المقام فقد طغى فكان على الفاتحين والمجاهدين الاطاحة بكل من علا وتجبر واذل رقاب الناس بأحكام وضعية وشرائع بشرية مقدمين نموذجاً عملياً في دارهم دار الاسلام التي لا تعرف حدودا مصطنعة ولا غريباً على ارضها ولا اجنبياًُ من اهل التوحيد ولا اي صيغة من صيغ(البدون)فالاعلاء من شأن انسانية الانسان وآدميته وكونه من البشر هو الشغل الشاغل الذي يقوم عليه الكيان الاسلامي الذي يتلمس حاجات الرعيه من مسلمين واهل ذمة فكان للدولة الاسلامية هدفان تطبيق الاسلام في الداخل وتقديم النموذج الدعوي العملي باعلان حاكمية الله في الارض وحمل الاسلام كمنهج للعالمين بازالة كل من يقف حجر عثرة امام الدعوة الى الله ويعبّد الناس لذاته وينازع الله في امره . منطقهم الفكري والعقدي والحضاري والدعوي يقول( ان هناك خالق مدبر خضعت له كل ذرات هذا الكون وقد عملنا على اخضاع رقابنا وكل تفصيلات حياتنا وانظمتنا لامر الله وتدبيرة فاستقامت حياتنا بأمر الله ونحن سائرون الى اقاصي الارض واطرافها لنسير بالبشرية على هذا الهدي والصراط المستقيم وسنقصي بالدعوة والجهاد كل منازع لله في هذا الامر وسنخرج كل من شاء من عبادة العباد الى عبادة رب العباد وللناس غير المسلمين حرية العقيدة بعد كف يد الطواغيت عنهم بالجزية او الجهاد
ان اختزال اماني الامه وتطلعاتها واحلامها وسعادتها وتلبية حاجاتها اليومية وتحقيق امنها واستقرارها وتسهيل سبل عيشها وتامين حاضرها ومستقبل ابنائها ( بقيام نظامها المنبثق من عقيدتها المُعبر عنه باعلان حاكمية الله في ديارها - دار الاسلام) هذا الامر يعطي لونا وفهما آخر للحياة عز نظيره في الارض قاطبة حيث تلتقي هنا العقيدة والشريعة والغريزة والحاجات العضويه والمصالح في صياغة ربانيه .
فالناظر لكياننا الاسلامي يرى منظومة عقدية قيمية اخلاقية سياسية اقتصادية اجتماعية محورها التوحيد الخالص الذي يستنفر ويشحذ ويفجر كل الطاقات الابداعية والعلمية والادارية الخلاقة
ان الامة ذات العقيدة والمنهج ونمط الحياة واسلوب العيش هي امة مجيّشة تهب بقضها وقضيضها للدفاع عن مكتسباتها وهويتها وقرارها المستقل وهي في حالة صراع حضاري مفروض عليها رغماً عنها من الخارج .
فليس لها الا ان تحقق الاكتفاء والامن الغذائي والاقتصادي وان توطن كل انواع الانتاج المادي في ديارها انتصاراً لدينها وعقيدتها واذا كان دينها يأمرها بأن تظهره على الدين كله لقوله تعالى(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونََ
) هذا يعنى ان آمالها وتطلعاتها لنصرة دينها بالعمل على اخضاع الآخرين لنهجها بالدعوة والجهاد هذا يرفع سقف جهودها وجدها واجتهادها الى الدرجة القصوى لانها معركة العقيدة والدين والهوية وتحقيق الذات والقيام بواجب خلافة الرسول في هذه الارض وامتدادا لسنة الله في هذا العالم ومسيرة الرسل باقامة الحجة على الناس وذلك بألا تخلو امة الا وفيها نذير من المسلمين ومن ثم نصرة الانسان على هذا الكوكب باحقاق العدالة الالهية ونشر نور الله الساطع بعد ان عم جنبات هذا الكون ليعم الارض قاطبة ويشمل برحمته الانسان نوع الانسان في هذه الارض.
.....يتبع .... نظره الى تجاربنا العربية والاسلامية واخفاقاتها.