المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ردود السلف على الجهمية سلف الأشاعرة في التأويل من السنن وغيرها


محب الأقصى
10-16-2010, 07:03 AM
سنن الترمذي
661 - حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن سعيد بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمنيه وإن كانت تمرة تربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله قال وفي الباب عن عائشة و عدي بن حاتم و أنس و عبد الله بن أبي أوفي و حارثة بن وهب و عبد الرحمن بن عوف و بريدة
قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح
( قال الشيخ الألباني : صحيح )

662 - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع حدثنا عبادة بن منصور حدثنا القاسم بن محمد : قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز و جل ** ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات } و ** يمحق الله الربا ويربي الصدقات }
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو هذا وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد تثبت الروايات في هذا ولا يؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف ؟ هكذا روي عن مالك و سفيان بن عيينة و عبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز و جل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه ** ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }
( قال الشيخ الألباني : منكر بزيادة وتصديق ذلك )


سنن أبي داود

أختار بعض ما جاء في كتاب السنة .
قال ( باب في الجهمية ) :
4730 - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ نَصْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ النَّسَائِىُّ - الْمَعْنَى - قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ - يَعْنِى ابْنَ عِمْرَانَ - حَدَّثَنِى أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَوْلَى أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى (سَمِيعًا بَصِيرًا) قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَالَّتِى تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ. رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ قَالَ ابْنُ يُونُسَ قَالَ الْمُقْرِئُ يَعْنِى (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) يَعْنِى أَنَّ لِلَّهِ سَمْعًا وَبَصَرًا. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.

ثم قال 20 - باب فِى الرُّؤْيَةِ...
ثم قال 21 - باب فِى الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ.
4734 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ أَنَّ أَبَا أُسَامَةَ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ قَالَ سَالِمٌ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَطْوِى اللَّهُ السَّمَوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ يَطْوِى الأَرَضِينَ ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ ». قَالَ ابْنُ الْعَلاَءِ « بِيَدِهِ الأُخْرَى ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ ».
قال الألباني: صحيح.

4735 - حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَنْ أَبِى عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِى فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ ».
قال الألباني: صحيح.

صحيح البخاري

قال الإمام البخاري في كتاب التوحيد - وفي نسخة والرد على الجهمية كما ذكر الحافظ ابن حجر -
15 - باب قول الله تعالى ** ويحذركم الله نفسه } / آل عمران 28
وقوله جل ذكره ** تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك } / المائدة 116
6968 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما من أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش وما أحد أحب إليه المدح من الله )
6969 - حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( لما خلق الله الخلق كتب في كتابه وهو يكتب على نفسه وهو وضع عنده على العرش إن رحمتي تغلب غضبي )
6970 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )


16 - باب قول الله تعالى ** كل شيء هالك إلا وجهه } / القصص 88 /
6971 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية ** قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أعوذ بوجهك ) . فقال ** أو من تحت أرجلكم } . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( أعوذ بوجهك ) . قال ** أو يلبسكم شيعا } . فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( هذا أيسر )
17 - باب قول الله تعالى ** ولتصنع على عيني } / طه 39 / تغذى . وقوله جل ذكره ** تجري بأعيننا } / القمر 14 /
6972 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله قال
: ذكر الدجال عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية )
6973 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة أخبرنا قتادة قال سمعت أنسا رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر )


19 - باب قول الله تعالى ** لما خلقت بيدي } / ص 75 /
- حدثني معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يحمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون يا آدم أما ترى الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتون إبراهيم فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه التي أصابها ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه تكليما فيأتون موسى فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه و سلم عبدا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتونني فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي عليه فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال لي ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ربي ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد قل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد علمنيها ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن ووجب عليه الخلود ) . قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرة )
6976 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار . وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده . وقال وكان عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع )
6977 - حدثنا مقدم بن محمد قال حدثني عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال ( إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك ) . رواه سعيد عن مالك وقال عمر بن حمزة سمعت سالما سمعت ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا
وقال أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يقبض الله الأرض )
6978 - حدثنا مسدد سمع يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني منصور وسليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله : أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك . فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ ** وما قدروا الله حق قدره }
قال يحيى بن سعيد وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم تعجبا وتصديقا له
6979 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش سمعت إبراهيم قال سمعت علقمة يقول قال عبد الله : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك أنا الملك . فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ ** وما قدروا الله حق قدره }

سنن ابن ماجة


( 13 ) باب فيما أنكرت الجهيمة .
177 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير . حدثنا أبي ووكيع . ح وحدثنا علي بن محمد . حدثنا خالي يعلى ووكيع وأبو معاوية . قالوا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله
: - قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم . فنظر إلى القمر ليلة البدر . قال ( أنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر . لا تضامون في رؤيته . فأن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) . ثم قرأ ** وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب }
قال الشيخ الألباني : صحيح

181 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . حدثنا يزيد بن هارون . أنبأنا حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن وكيع عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال
: - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ) قال قلت يا رسول الله أو يضحك ربنا ؟ قال ( نعم ) قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا
في الزوائد وكيع ذكره ابن حيأن في الثقات . وباقي رجاله احتج بهم مسلم
قال الشيخ الألباني : ضعيف

183 - حدثنا حميدة بن مسعدة . حدثنا خالد بن الحرث . حدثنا سعيد عن قتادة عن صفوأن ابن محرز المازني قال : - بينما نحن مع عبد الله بن عمر وهو يطوف بالبيت إذ عرض له رجل فقال يا ابن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر في النجوى ؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه . ثم يقرره بذنوبه فيقول هل تعرف ؟ فيقول يا رب أعرف . حتى إذا بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ قال أني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم . قال ثم يعطى صحيفة حسنلته أو كتابه بيمينه . قال وأما الكافر أو المنافق فينادى على رؤس الأشهاد )
قال خالد في " الأشهاد " شيء من أنقطاع
** هؤلاء الذين كذبوا على ربهم . إلا لعنة الله على الظالمين } . ( 11 / سورة هود / الآية 18 )
قال الشيخ الألباني : صحيح

186 - حدثنا محمد بن بشار . حدثنا أبو عبد الصمد عبد العزير بن عبد الصمد . حدثنا أبو عمرأن الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس الأشعري عن أبيه قال : - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( جنتان من فضة أنيتهما وما فيهما . وجنتان من ذهب أنيتهما وما فيهما . وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن )
قال الشيخ الألباني : صحيح

191 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعراج عن أبي هريرة قال : - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله يضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر . كلاهما دخل الجنة . يقاتل هذا في سبيل الله فيستشهد . ثم يتوب الله على قاتله فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد ) .
قال الشيخ الألباني : صحيح

192 - حدثنا حرملة بن يحيى ويونس بن عبد الأعلى . قالا حدثنا عبد الله بن وهب . أخبرني يونس عن ابن شهاب . حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة كان يقول : - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوى السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك . أين ملوك الأرض )
قال الشيخ الألباني : صحيح

195 - حدثنا على بن محمد . حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال : - قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بخمس كلمات . فقال ( إن الله لا ينام . ولا ينبغي له أن ينام . يخفض القسط ويرفعه . يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل . حجابه النور . لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )
قال الشيخ الألباني : صحيح

196 - حدثنا علي بن محمد . حدثنا وكيع . حدثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى قال : - قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه . حجابه النور . لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره )
ثم قرأ أبو عبيدة ** أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين } . ( 27 / سورة النمل / الآية 8 )
قال الشيخ الألباني : صحيح

197 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . حدثنا يزيد بن هارون . أنبأنا محمد بن إسحاق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة : - عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( يمين الله ملأى . لا يغيضها شيء . سحاء الليل والنهار . وبيده الأخرى الميزان . يرفع القسط ويخفض . قال أرأيت ما أنفق منذ خلق الله السموات والأرض ؟ فإنه لم ينقص مما في يديه شيئا )
قال الشيخ الألباني : صحيح

198 - حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن الصباح . قالا حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم . حدثني أبي عن عبيد الله بن مقسم عن عبد الله بن عمر أنه قال : - سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر يقول ( يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده " وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها " ثم يقول أنا الجبار أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ) قل ويتميل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن يمينه وعن يساره حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه . حتى إني أقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
قال الشيخ الألباني : صحيح

[ ش قال البغوى في شرح السنة كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفاته تعالى كالنفس والوجه والعين والإصبع واليد والرجل . والإيتان والمجيء والنزول إلى السماء والاستواء على العرش والضحك والفرح فهذه ونظائرها صفات الله تعالى عز و جل ورد بها السمع . فيجب الإيمان بها وإبقاؤها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل مجتنبا عن التشبيه . معتقدا أن الباري سبحان وتعالى لا تشبه صفاته صفات الخلق كما لا تشبه ذواته ذوات الخلق . قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . وعلى هذا مضى سلف الأمة وعلماء السنة . تلقوها جميعا بالقبول وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل . ووكلوا العلم فيها الله تعالى كما أخبر سبحانه عن الراسخين في العلم . فقال عز و جل ** والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا } . قال سفيان بن عيينة كل ما وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عليه . ليس لأخذ أن يفسره إلا الله عز و جل ورسله . وسأل رجل مالك بن أنس عن قوله تعالى ** الرحمن على العرش استوى } كيف استوى ؟ فقال الاستواء غير المجهولز والكيف غير معقول . والإيمان به واجب . والسؤال عنه بدعة . وما ادرك إلا ضالا . وأمر به أن يخرج من المجلس . وقال الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي وسفيان بن عيينة ومالكا عن الأحاديث في الصفات والرؤية فقال أقروها كما جاءت بلا كيف ] .





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والنرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
فهذه مختارات من كلام السلف في الرد على الجهمية لبيان سلف الأشاعرة في تأويل صفات الله تعالى .


الرد على الجهمية والزنادقة
الإمام أحمد بن حنبل
قال عن جهم : وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه رسوله كان كافرا وكان من المشبهة فأضل بكلامه بشرا كثيرا وتبعه على قوله رجال من أصحاب أبي حنيفة وأصحاب عمرو بن عبيد بالصرة ووضع دين الجهمية.
- قالوا لم يتكلم ولا يكلم لأن الكلام لا يكون إلا بجارحة والجوارح عن الله منفية فإذا سمع الجاهل قولهم يظن أنهم من أشد الناس تعظيما لله ولا يعلم أنهم إنما يعود قولهم إلى ضلالة وكفر ولا يشعر أنهم لا يقولون قولهم إلا فرية في الله .ثم قال : مسألة خلق القرآن...
- قوله تعالى " الرحمن على العرش استوى " وإثبات البينونة لله جل شأنه . فقلنا لهم أنكرتم أن يكون الله على العرش ...
إذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل أليس الله كان ولا شيء فيقول نعم فقل له حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا من نفسه فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال لا بد له من واحد منها إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه ، وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كان هذا كفرا أيضا حين زعم أنه دخل في مكان وحش قذر رديء ، وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله أجمع وهو قول أهل السنة.

الرد على الجهمية لابن مندة

- باب في قوله عز وجل " يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد " وذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله جل وعز يضع رجله في النار فتقول قط قط ".
- خبر آخر يدل على ما تقدم من ذكر القدمين .
- باب في قوله جل وعز وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين وذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم في معنى صفة خلقهم وإقرارهم وإشهادهم على أنفسهم . [ وفيه إثبات صفة اليدين والكلام لله سبحانه وتعالى ] .
- ذكر ما يستدل به من كلام النبي صلى الله عليه وسلم على أن الله جل وعز خلق آدم عليه السلام بيدين حقيقة.
- باب في ذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على معنى قول الله جل وعز وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.
- ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الصدقة تربو في كف الرحمن عز وجل.
- باب قول الله جل وعز " كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون " القصص 88 وقال الله عز وجل " ويبقى وجه ربك ذو الجلال " وذكر ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على حقيقة ذلك.


الرد على الجهمية
لأبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي

- الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات و لا في الأرض يعلم سر خلقه وجهرهم ويعلم ما يكسبون ، نحمده بجميع محامده ونصفه بما وصف به نفسه ووصفه به الرسول فهو الله الرحمن الرحيم ، قريب مجيب ، متكلم قائل ، وشاء مريد ، فعال لما يريد ، الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء ، له الأمر من قبل ومن بعد ، وله الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ، وله الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ، يقبض ويبسط ويتكلم ويرضى ويسخط ويغضب ويحب ويبغض ويكره ويضحك ويأمر وينهى ذو الوجه الكريم والسمع السميع والبصر البصير والكلام المبين واليدين والقبضتين والقدرة والسلطان والعظمة والعلم الأزلي لم يزل كذلك ولا يزال استوى على عرشه فبان من خلقه لا تخفى عليه منهم خافية علمه بهم محيط وبصره فيهم نافذ " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " الشورى : 11 فبهذا الرب نؤمن ، وإياه نعبد وله نصلي ونسجد ، فمن قصد بعبادته إلى إله بخلاف هذه الصفات فإنما يعبد غير الله ، وليس معبوده بإله كفرانه لا غفرانه ...
- وكان أول من أظهر شيئا منه [ الكفر] بعد كفار قريش الجعد بن درهم بالبصرة وجهم بخراسان اقتداء بكفار قريش فقتل الله جهما شر قتلة وأما الجعد فأخذه خالد بن عبد الله القسري فذبحه ذبحا بواسط في يوم الأضحى على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين لا يعيبه به عائب ولا يطعن عليه طاعن بل استحسنوا ذلك من فعله وصوبوه من رأيه ...
- باب استواء الرب تبارك وتعالى على العرش وارتفاعه إلى السماء وبينونته من الخلق وهو أيضا مما أنكروه .

- باب النزول .
- قال : فقال قائل منهم معنى إتيانه في ظلل من الغمام ومجيئه والملك صفا صفا كمعنى كذا وكذا ، قلت هذا التكذيب بالآية صراحا تلك معناها بيّن للأمة لا اختلاف بيننا وبينكم وبين المسلمين في معناها المفهوم المعقول عند جميع المسلمين ، فأما مجيئه يوم القيامة وإتيانه في ظلل من الغمام والملائكة فلا اختلاف بين الأمة أنه إنما يأتيهم يومئذ كذلك لمحاسبتهم وليصدع بين خلقه ويقررهم بأعمالهم ويجزيهم بها ولينصف المظلوم منهم من الظالم لا يتولى ذلك أحد غيره تبارك اسمه وتعالى جده ، فمن لم يؤمن بذلك لم يؤمن بيوم الحساب ، ولكن إن كنتم محقين في تأويلكم هذا وما ادعيتم من باطلكم ولستم كذلك فأتوا بحديث يقوي مذهبكم فيه عن رسول الله أو بتفسير تأثرونه صحيحا عن أحد من الصحابة أو التابعين كما أتيناكم به عنهم نحن لمذهبنا ، وإلا فمتى نزلت الجهمية من العلم بكتاب الله وبتفسيره المنزلة التي يجب على الناس قبول قولهم فيه وترك ما يؤثر من خلافهم عن رسول الله وعن أصحابه وعن التابعين بعدهم، هذا حدث كبير في الإسلام وظلم عظيم أن يتبع تفسيركم كتاب الله بلا أثر ويترك المأثور فيه الصحيح من قول رسول الله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم ومتى ما قدرتم أن تجامعوا أهل العلم في مجالسهم أو تنتحلوا شيئا من العلم في آباد الدهر إلا منافقة واستتارا حتى تتقلدوا اليوم من تفسير كتاب الله ما كان يتوقى أوضح منه أصحاب رسول الله لقد عدوتم طوركم وأنزلتم أنفسكم المنزلة التي بعدكم الله منها ثم المسلمون ولو لم يوجد فيها عن رسول الله ولا عن أصحابه خبر ولا أثر لم تكونوا مؤتمنين على كتاب الله وتفسيره أن يلتفت إلى شيء من أقاويلكم أو يعتمد على شيء من تفسيركم كتاب الله لما ظهر للأمة من إلحادكم فكيف إذا هم خالفوكم قال أبو سعيد رحمه الله ومما يرد هذا ويبطله قوله تعالى هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك الآية الأنعام : 158 فهذا مما يحقق دعوانا ويبطل دعواكم التي تخرصتموها عدوا بغير علم في إتيان الله تعالى ومجيئه يوم القيامة والملك صفا صفا فإن أبيتم إلا لزوما لتفسيركم هذا ومخالفة لما احتججنا به من كتاب الله وآثار رسول الله وأصحاب رسول الله فإنه ليس لكم من الرسوخ في العلم والمعرفة بالكتاب والسنة ما يعتمد فيه على تفسيركم لو قد أصبتم الحق فكيف إذا أنتم أخطأتموه ولكن بيننا وبينكم حجة واضحة يعقلها من شاء الله من النساء والولدان ألستم تعلمون أنا قد أتيناكم بهذه الروايات عن رسول الله وعن أصحابه والتابعين منصوصة صحيحة عنهم أن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا وقد علمتم يقينا أنا لم نخترع هذه الروايات ولم نفتعلها بل رويناها عن الأئمة الهادية الذين نقلوا أصول الدين وفروعه إلى الأنام وكانت مستفيضة في أيديهم يتنافسون فيها ويتزينون بروايتها ويحتجون بها على من خالفها قد علمتم ذلك ورويتموها كما رويناها إن شاء الله فائتوا ببعضها أنه لا ينزل منصوصا كما روينا عنهم النزول منصوصا حتى يكون بعض ما تأتون به ضدا لبعض ما أتيناكم به وإلا لم يدفع إجماع الأمة وما ثبت عنهم في النزول منصوصا بلا ضد منصوص من قولهم أو من قول نظرائهم ولم يدفع شيء بلا شيء لأن أقاويلهم ورواياتهم شيء لازم وأصل منيع وأقاويلكم ريح ليست بشيء ولا يلزم أحدا منها شيء إلا أن تأتوا فيها بأثر ثابت مستفيض في الأمة كاستفاضة ما روينا عنهم ولن تأتوا به أبدا هذا واضح بين يعقله كثير من ضعفاء الرجال والنساء وتعقلونه أنتم إن شاء الله فإنه ليس لكم من الغفلة كل ما لا تعلمون أن هذه الحجج آخذه بحلوقكم غير أنكم تقصدون قصد شيء لا ينقاد إلا بدفع هذه الحجج والآثار كلها تزعمون أن إلهكم الذي كنتم تعبدون في كل مكان واقع على كل شيء لا حد له ولا منتهى عندكم ولا يخلو منه مكان بزعمكم...
- باب الاحتجاج على الواقفة
قال أبو سعيد رحمه الله ثم إن ناسا ممن كتبوا العلم بزعمهم وادعوا معرفته وقفوا في القرآن فقالوا : لا نقول مخلوق هو ولا غير مخلوق ، ومع وقوفهم هذا لم يرضوا حتى ادعوا أنهم ينسبون إلى البدعة من خالفهم وقال بأحد هذين القولين ، فقلنا لهذه العصابة أما قولكم : مبتدع ، فظلم وحيف في دعواكم حتى تفهموا الأمر وتعقلوه لأنكم جهلتم أي الفريقين أصابوا السنة والحق فيكون من خالفهم مبتدعة عندكم والبدعة أمرها شديد والمنسوب إليها سيء الحال بين أظهر المسلمين فلا تعجلوا بالبدعة حتى تستيقنوا وتعلموا أحقا قال أحد الفريقين أم باطلا وكيف تستعجلون ان تنسبوا إلى البدعة أقواما في قول قالوه ولا تدرون أنهم أصابوا الحق في قولهم ذلك أم أخطؤوه ، ولا يمكنكم في مذهبكم أن تقولوا لواحد من الفريقين لم تصب الحق بقولك وليس كما قلت ، فمن أسفه في مذهبه وأجهل ممن ينسب إلى البدعة أقواما يقول لا ندري أهو كما قالوا أم ليس كذلك ، ولا يأمن في مذهبه أن يكون أحد الفريقين أصابوا الحق والسنة فسماهم مبتدعة ولا يأمن في دعواه أن يكون الحق باطلا والسنة بدعة ، هذا ضلال بين وجهل غير صغير. وأما قولكم لا ندري مخلوق هو أم غير مخلوق فإن كان ذلك منكم قلة علم به وفهم فإن بيننا وبينكم فيه النظر بما يدل عليه الكتاب والسنة ويحتمل بالعقول ، وجدنا الأشياء كلها شيئين الخالق بجميع صفاته والمخلوقين بجميع صفاتهم فالخالق بجميع صفاته غير مخلوق والمخلوق بجميع صفاته مخلوق فانظروا في هذا القرآن فإن كان عندكم صفة المخلوقين فلا ينبغي أن تشكوا في المخلوقين وفي كلامهم وصفاتهم أنها مخلوقة كلها لا شك فيها ، فيلزمكم في دعواكم حينئذ أن تقولوا كما قالت الجهمية فلتستريحوا من القال والقيل فيه وتغيروا عن ضمائركم ، وإن كان عندكم هو صفة الخالق وكلامه حقا ومنه خرج فلا ينبغي لمصل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشك في شيء من صفات الله وكلامه الذي خرج منه أنه غير مخلوق هذا واضح لا لبس فيه إلا على من جهل العلم أمثالكم ، وما فرق بينكم وبين من قال هو مخلوق إلا يسير يزعم أولئك أنه كلام الله مضاف إليه مخلوق وزعمتم أنتم أنه كلام الله و لا تدرون مخلوق هو أو غير مخلوق ، فإذا لم تدروا لم تأمنوا في مذهبكم أن يكون أولئك الذين قالوا مخلوق قد أصابوا من قولكم فكيف تنسبونهم إلى البدعة وأنتم في شك من أمرهم فلا يجوز لرجل أن ينسب رجلا إلى بدعة بقول أو فعل حتى يستيقن أن قوله ذلك وفعله باطل ليس كما يقول فلذلك قلنا إن فرق ما بينكم يسير لأن أولئك ادعوا أنه مخلوق وزعمتم أنتم أنه كلام الله ومن زعم أنه غير مخلوق فقد ابتدع وضل في دعواكم فإن كان الذي يزعم أنه غير مخلوق مبتدعا عندكم لا تشكون فيه أنه لمخلوق عندكم حقا لا شك فيه ولكن تستترون من الافتضاح به مخافة التشنيع وجعلتم أنفسكم جنة ودلسة للجهمية عند الناس تصوبون آراءهم وتحسنون أمرهم وتنسبون إلى البدعة من خالفهم ، والحجة على هذه العصابة أيضا جميع ما احتججنا به من كتاب الله في تحقيق كلام الله وما روينا فيه من آثار رسول الله فمن بعده أن القرآن نفس كلام الله وأنه غير مخلوق فهي كلها داخلة عليهم كما تدخل على الجهمية ...
- باب الاحتجاج في إكفار الجهمية .