المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دخول آدم وحواء الجنة وخروجهما منها


admin
11-27-2010, 10:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيماللفظين (الهبوط والجنة) أشكلا على كثير من المفسرين والمتدبرين مما أدى إلى إعتقاد البعض أن هناك جنة في السماوات وأخرى في الأرض وأن هناك هبوط موضعي وهبوط إنتقالي، ولكن المتدبر حقاً لكلام الله سيجد أن الهبوط هو هبوط واحد من السماوات إلى الأرض، وأن الجنة واحدة هي في السماوات، وإليكم هذا التفصيل السريع:1- هناك كلمة ناقصة نحتاجها لفهم كلمتينا وهي كلمة (الخروج) وأقصد هنا (الخروج من الجنة)، وربما عدم فهم (الخروج) هو الذي أشكل على البعض وجعلهم يعتقدوا أن هناك هبوطين وهناك جنتين، ولكن الصحيح أن هناك خروجين إثنين وجنة واحدة وهبوط واحد. 2- الخروج على مرحلتين أولا: خروج من المقام، وثانياً: خروج من المكان. ويقابل الخروجين دخول واحد هو دخول في المقام والمكان معاً. 3. نعلم أن الله أدخل (طاووس الملائكة) الذي نعرفه اليوم بأسم (إبليس) الجنة لأنه كان الوحيد الباقي على الأرض على دينه بعد أن كفرت الجان جميعها، وكان هذا الدخول مقامي ومكاني.4. نعلم أن الله أدخل آدم وحواء الجنة بعد خلقهما في قول الله عز وجل في سورة البقرة:2 (وَقُلْنَا يَئَادَمُ اسْكُن أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03833)) (آية 35)، وهذا دخول مقامي ودخول مكاني، دخول مقامي أي انهما لا يشعران بالسوء وكان شاهد هذا للإنسان أن أحدهما لم يكن يرى عورة الثاني، لا أدم يرى عورة نفسه ولا عورة حواء، ولا حواء ترى عورة نفسها أو عورة آدم، وهذا مقام، أما الدخول المكاني أي أنهما أصبحا داخل الجنة ويستطيعان التنعم بما فيها من أنعام. 5. الدخول المقامي والمكاني للجنة لا ينفي التكليف، فالأمر لله، إذا شاء كلفنا، وإذا شاء أسقط عنا التكليف، وفي حالة دخول آدم وحواء كان هناك التكليف لهما بأن يمتنعا عن الأكل من شجرة معينة بعينها دلهما الله عليها، وكان ثمن المعصية هو الخروج من الجنة.6. وأيضاً مع وجود (طاووس الملائكة - إبليس اليوم) في الجنة في مقام ومكان، إلا أنه تم تكليفه مع باقي الملائكة بأمر سيحدث للإمام في قوله عز وجل في سورة الحجر: 15 (وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن صَلْصَالٍ مِن حَمَإٍ مَسْنُونٍ * (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=05621) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=05622)) (آيات 28-29)، وهذه الآيات تكررت في سورة ص38) (إِذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ * (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=07832) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=07833)) (آيات 71-72).7- الخروج من الجنة يكون أولاً خروجاً مقامياً ثم يتبعه الخروج المكاني.8- في حالة خروج إبليس من الجنة، فقد إبتدأ بالخروج المقامي وذلك عندما رفض السجود لآدم، يقول عز وجل في سورة البقرة:2 (وَإِذ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03832)) (آية 34)، وكان هذا قبل دخول آدم وحواء الجنة، وخروج إبليس مقامياً من الجنة عند رفضه السجود لآدم لم يمنعه من دخول الجنة مكانياً لأنه كان بإمكانه الدخول والوصول لآدم وحواء والتكلم معهما والكذب عليهما وحتى القسم بالله كذبا ليغويهما للأكل من الشجرة.9- لاحظ أن رفض إبليس السجود لآدم أهبطة من مقامه (طاووس الملائكة) لمقام آخر جديد هو (إبليس).10- دخول آدم وحواء الجنة كان بلا عمل، فقد كان ثواباً خالصاً من رحمته سبحانه وتعالى.
11- عندما أنصت كل من آدم وحواء لوسواس إبليس وأكلا من الشجرة، وكان أكلهما معصية لآمر الله الذي حذرهما منه عندما دخلا الجنة، وكان عدم الأكل من هذه الشجرة هو شرط بقائهما (مقامياً ومكانياً) في الجنة، خرجا أولا من (مقام الجنة)، يقول سبحانه وتعالى في سورة البقرة:2 (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03834)) (آية 36)، مما كانا فيه اي من المقام العالي الذي كانا فيه، ولكنهما لا زالا في الجنة، يقول عز وجل في سورة طه:20 (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَت لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=06260)) (آية 121)، أين بدت لهما سواءاتهما؟ الجواب في الجنة. من أي ورق طفقا يخصفان على عوراتهما؟ الجواب من ورق الجنة. ثم أن آدم فر وأخذ يركض داخل الجنة لأنه لم يعمل ماذا عليه أن يفعل، حتى ناداه الله وكلمه ثم تاب عليه، يقول عز وجل في سورة طه:20 (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=06261)) (آية 122)، ويقول في سورة البقرة:2 (فَتَلَقَّى ءَادَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03835)) (آية 37)، إلا أنه هذا كان هو الخروج المقامي، ثم تبعه الخروج المكاني، وهذا نعلمه من خلاصة أحاديث الرسول حيث أحضر الله آدم آمامه ومسح على ظهره وأخرج ذريته من ظهر وأخذ منهم العهد والميثاق بأن يقولوا (لا إله إلا الله) وأن يتبعوا الرسل، ثم أمر عز وجل بأن يهبط الجميع إلى الأرض، (آدم وحواء وإبليس والذرية)، يقول عز وجل في سورة البقرة:2 (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُم يَحْزَنُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03836)) (آية 38). 12- الهبوط كان بمثابة إمتحان يبتلينا الله به حتى يعرف كل واحد منا مرتبته التي يستحقها في الجنة، يقول عز وجل في سورة الزمر:39 (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=07923)) (آية 74)، فمن خلال عملنا في الأرض نرث الجنة من جديد يقول عز وجل في سورة الأعراف:7 (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِن غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَن هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَت رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04788)) (آية 43).13- نعم الفكرة بسيطة جداً فنحن خلقنا لنكون من أهل الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم (كلكم يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا ومن يأبى يا رسول الله، قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى).أكتفي بهذا المقدار حالياً، مع أن الكلام في هذا الباب كثير وجميل، فإن كان هناك أي إستفسار أو تعقيب من أحدكم، يسرني أن أجيب عليه، أخوكم: الشيخ خالد المغربي، منتدى المسجد الأقصى المبارك

ام داود
11-27-2010, 02:26 PM
جزاكم الله خيرا اخي

عندي سؤال قد سألتني أياه أخت لنا :

المعروف ان الرجل في الجنه له زوجه اذادخلت الجنه وله أن يختار من الحور العين

أما المرأه إذا دخل زوجها الجنة معها فإنها له وحده صحيح أم لا ؟؟؟

سليم
11-27-2010, 05:07 PM
جزاكم الله خيرا اخي

عندي سؤال قد سألتني أياه أخت لنا :

المعروف ان الرجل في الجنه له زوجه اذادخلت الجنه وله أن يختار من الحور العين

أما المرأه إذا دخل زوجها الجنة معها فإنها له وحده صحيح أم لا ؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة أم داوود أنقل إليك هنا رابطًا يتكلم عن هذه المسألة_بعد إذن أخي الحبيب خالد_,وعسى أن يكون فيه جواب لسؤالك.
http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=1476

ام داود
11-27-2010, 08:00 PM
بارك الله فيكم أخي وجعل الجنة جزاؤكم

|علاء|
11-27-2010, 10:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وربركاته ,

بارك الله فيك أخي شيخ خالد , الموضوع حقاً فيه الفائدة ومعلومات قيمة .

خطر في ذهني تساؤل بعد قرائتي للموضوع , عسى أن تساعدني في إيجاد جواب له , وجزاك الله كل الخير بما تفعله لكي يستفيد المسلمون ويتعلموا .

التساؤل هو : رفض طاووس الملائكة لأمر الله بالسجود لأدم عليه السلام أخرجه من مقامه فتحول من مقام طاووس الملائكة إلى مقام "إبليس" . وقيامه بالوسوسة لأدم وحواء أدى إلى خروجه من المكان أيضاً الذي هو الجنة .
مقارنةً مع أدم وحواء , فإن أكلهم من الشجرة أدى إلى خروجهما من المقام والمكان .

لماذا معصية إبليس لله أخرجته من المقام فقط بينما معصية أدم وحواء أخرجتهما من المقام والمكان على حد سواء ؟ أم أن معصية أبليس لأمر ربه بالسجود لأدم كان حكمها خروجه من المقام والمكان ولكن ليس في أن واحد ؟؟

وجزاكم الله الخير.

admin
11-28-2010, 11:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيمأخي علاء، أكرمك الله، يسعدني أن ارى في التساؤل أنك قرأت وتمعنت، وهذا مما يثلح القلب ويشجع على الكتابة والعطاء، ونأمل أن نرى مثل هذه الأسئلة المفيدة ليعم الخير والفائدة،
وسأجعل كلامي بشكل نقاط أيضاً للتسهيل وسرعة الوصول:-
1. إبليس من الجن، والجان سكنت الأرض قبل الإنسان بألفي عام، وكان طابعها (الإفساد وسفك الدماء)، في هذه المرحلة يُعتقد أن أسمه كان (عزازيل) ويعتقد أن لقبه كان (أبو مرة)، ولنفترض أن هذا الإعتقاد صائب في موضوعنا، فعزازيل كان مؤمناً صالحاً يعبد الله ولا يعصي له أمراً، حتى أنه يُعتقد أنه لم يترك بقعة على وجه الأرض إلا وسجد فيها لله عز وجل، وهكذا جنيٌ واحدٌ صالحٌ مقابل البقية كلها العاصية المفسدة، في إعتقادك ما هو التقدير اللائق لمثل هذا الجني عند الله؟
2. ما نعرفه من أحاديث الرسول وقصص الأنبياء وبالأخص قصة سيدنا آدم في كتب التفسير، أن الله قد أرسل أربعة فرق من الملائكة قاتلت الجان المفسد والعاصي فقتلت من قتلت والباقي أسرتهم في الجزر البعيدة وفي قيعان المحيطات وتحت الأرض، الآن لم يبقى إلا عزازيل الصالح العابد، ماذا ستفعل الملائكة بهذا العبد الصالح؟
3. رفعت الملائكة عزازيل معها إلى السماوات حيث كان ثوابه أن إرتقى في رتبته من (عبد صالح - عزازيل) إلى طاووس الملائكة.
4. عاش طاووس الملائكة بين الملائكة ومعها وكأنه فرد منها، حتى أن خطاب الله له مع باقي الملائكة كان (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=05622)) (الحجر15: 29)، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الآية تكررت في سورة (ص38: 72) (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=07833) لاحظ كلمة (فقعوا) بصيغة الجمع مع أن الخطاب لنوعين من مخلوقات الله، الملائكة من جهة وطاووس الملائكة (عزازيل) من جهة أخرى. وفي هذه الآيات جاء أمر الله للملائكة ومعها طاووس الملائكة بالسجود لآدم، عندها بدأت علامات الكراهية من (طاووس الملائكة) تظهر لآدم مع أن آدم لم يخلق بعد، على شكل غيرة وحسد وغل.
5. أمر الله الملائكة فأحضروا مادة صنع جسد آدم، أي الطين من الأرض، فسواه عز وجل جسدا من صلصال كالخفار، وفي هذه المرحلة ظهرت على طاووس الملائكة علامات الأذية لآدم حيث أنه كان يحاول أن يلقيه أرضاً فيكسره، ولكنه فشكل، ثم تحولت بأن حاول ثني الملائكة عن النظر له والطواف حوله وتسبيح الله وهي تنظر له، وذلك عندما بدأ يصدار الاصوات من جوفه ليخيف بها الملائكة.
6. لغاية الآن الصورة تبدو كأن عبداً صالح ضَعُفَ إيمانه ونقص، فلعله يستغفر الله، الإمتحان الحق سيكون بعد نفخ الروح، فلا زال هناك متسع من الوقت لطاووس الملائكة بالعودة والأوبة والإستغفار لله، نعم فالله يمهل ولكنه لا يهمل.
7. جاءت لحظة الحق، لحظة نفخ الروح في آدم، ونفخت في آدم النفس ونفخت فيه الروح، وصار آدم كائناً حياً يسمع ويرى ويعقل ويتحرك، وجاء أمر الله (وَإِذ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03832)) (البقرة2: 34).
8. سجدت الملائكة كلها إلا إبليس لم يسجد، لاحظ أن آداة الإستثناء (إلا) لما جاءت مع إبليس تكفي لتخبرنا أن إبليس لم يسجد، ولكن (إلا إبليس) أتبعها الله ب (أبى) وأتبعها ب (وأستكبر) وأتبعها ب (وكان من الكافرين). على ماذا يدل هذا؟ يدل على أن الله قد طلب من إبليس السجود لآدم أكثر من مرة، أو أنه أتاح له التوبة والعودة بالسجود لآدم مرارا وتكرارا، ولكن النتيجة كانت هي هي، رفض إبليس السجود لآدم.
9. حتى أن الله قد سأل إبليسَ عن سبب السجود يقول عز وجل (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04757)) (الأعراف7: 12)، وفي سورة ص (قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَم كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=07836)) (ص38: 75).
10. الآن حان موعد الإجابة عن سؤالك، لماذا كل هذا التهاون مع إبليس؟ لماذا يمهله الله أكثر من مرة؟ لماذا يكرر الله الطلب والخطاب لأحد مخلوقاته؟ لماذا يُخرج اللهُ إبليس من المقام ولا يخرجه من المكان ويصبر على خطأه ليخطئ من جديد حتى يخرجه من المكان؟ والجواب بسيط، ألا يتوافق هذا مع رحمة الله وصفاته بالعفو والمغفرة والمسامحة والإمهال! ستسألني الآن لماذا لم يكن هذا هو الحال مع أدم؟! فأقول لك قارن بين عمل آدم وعمل إبليس في هذه المرحلة، أين عمل آدم؟! نعم لم يكن لآدم عمل بالمقارنة مع إبليس الذي عبد الله ولم يترك بقعة على وجه الأرض إلا وسجد له فيها، وهذه هو السبب نفسه الذي جعل الله يعطي إبليس النظرة إلى آخر الدنيا، نعم، لا زال باب التوبة مفتوح امام إبليس وسيبقى إلى يوم القيامة، حتى أنه يروى أن إبليس طلب من سيدنا موسى أن يسأل له ربه المغفرة، فطلب منه عز وجل أن يسجد لقبر آدم مقابل المغفرة، إلا أن أبليس رفض من جديد قائلاً لم أسجد له حياً أفسجد له ميتاً.
11. لنعد لآدم وحواء مرة أخرى، وننظر، سنجد اولا: أن دخول آدم وحواء للجنة كان بلا عمل بل برحمة الله، وسنجد ثانياً: أن دخول آدم وحواء للجنة كان بشرط، أن لا يأكلا من هذه الشجرة المحددة، فالدخول برحمة الله.
12. أما خروجهما من الجنة فكان بما إكتسبت أيديهما من المعصية، فالله أدخلهما الجنة بلا عمل، وهما أخرجا نفسيهما من الجنة بالمعصية.
13. قد تسألني الآن (هل هذا يعني أن آدم وحواء اخرجانا من الجنة؟ وسأجيبك، بالطبع لا، فأنت لم تدخل الجنة حتى يخرجك آدم منها، صحيح أنك كنت محمول في ظهر سيدنا آدم، ولكن لم يقدر الله لك العيش في الجنة حينها، وهذا هو امر الله.
14. ستسالني الآن، ولكن لو لم يخرج آدم من الجنة لخرجنا من ظهره ووجدنا أنفسنا في الجنة! وسأقول لك وما يدرك؟ كيف تعلم أن الله سيخرجك من ظهر آدم وآدم في الجنة؟ من أخبرك بهذا؟ وما الذي يمنع أن تبقى في ظهره إلى أبد الآبدين ولا بلا إحساس ولا لك شعور ولا تدري أين أنت!
15. ولكني سافترض معك جدلاً أن هذا كان من الممكن أن يحدث، تعال نفترض أن الذرية خرجت من ظهر آدم وهو في الجنة، وأننا جميعها الآن في الجنة، فماذا سيحدث.
16. تذكر أن الذرية الآن في الجنة بلا عمل، والجنة درجات ومراتب، وأن كل واحد منا قد جلس في مرتبةٍ من مراتب الجنة، ما لا شك فيه، أن الجالس في المرتبة الأدنى سينظر للجالس في المرتبة الأعلى ويقول، يا الله، لما أجلسته في هذا المقام؟ وأجلستني في هذا المقام؟ أهو أفضل مني؟ ماذا فعل ليكون أفضل مني؟
17. حتى لو لم تقل هذا الكلام بصريح العبارة ستكتمه في نفسك كم كتمته الملائكة، وهذا معناه أنك ستعتقد أن الله قد ظلمك!!! وهذا هو الأمر الخطير، أن نعتقد الظلم على الله.
18. أرأيت، لم يكن مقدر لنا دخول الجنة مباشرةً، لأن في هذا حيرة لأنفسنا وعذاب لها، لذلك فقد خلق الله الموت والحياة والسماوات والأرض، وأهبطنا من السماء للارض لنعمل ونعود للجنة ونجلس في مقاعدنا بناءا على عملنا وفي هذا راحة عظيمة لأنفسنا.
19. وهذا هو السبب نفسه الذي جعل معصية آدم سببا في خروجه مقاميا ومكانيا بنفس الوقت، لحاجةٍ خدم فيها آدمُ ذريتَه، فخروجه كان مصلحةً للناس أجمعين.
أكتفي بهذا المقدار، على أمل وجود أسئلة جميلة ومفيدة كسؤالك أخي علاء، وإلى لقاء، أخوك: الشيخ خالد المغربي، منتدى المسجد الأقصى المبارك (http://al-msjd-alaqsa.com/)

|علاء|
11-28-2010, 01:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على كل شيء وعلى أنه جعل اناساً صالحون ينشرون العلم والفائدة .
جزاك الله كل الخير أخي شيخ خالد , جوابك على تساؤلي كان بأفضل شكل ممكن بالإضافة إلى التفصيل والمعلومات المهمة .
جزاك الله الفردوس الأعلى ورفقة مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

اشاركك شعوري بأنه علا في ذهني تساؤل حين قرائتي لجوابك على تساؤلي ويقتضي في أن إبليس لما كان في الأرض وكان عبداً عابداً بشكل كبير حتى أنه يقال أن في كل بقعة على الأرض سجدة كانت لإبليس .
أتسائل ... مئات السنين والله أعلم كم من السنين بقي إبليس يعبد ربه بالرغم من فساد جميع جنسه (الجان) في الأرض , أسبب معصيته لله هي رؤية نفسه كطاووس الملائكة وأنه أصبح أفضل من الجميع الأمر الذي أدى إلى إستكباره على أمر ربه الأمر الذي شكل مصدر الغل والحسد والكراهية لأدم عليه السلام ؟ ولو أن الله لم يرفعه وأمره في الأرض أن يسجد لأدم , أكان سينفذ أمر ربه أم لا يوجد علاقة وأن الكراهية التي كانت في إبليس والغل لم يكن مصدره إرتقاء مكانته ؟؟

وأشكرك كثيراً أخي , الله أعلم بي أني أحب العلم وأن أتعلم , وأحب مواضيعك ودروسك كثيراً .
أحبك في الله أخي .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

admin
11-28-2010, 02:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي علاء أكرمك الله،

يسرني دائما أن أجيب على إستفساراتك وتساؤلاتك، وأدعو الله العون والمدد والتوفيق والصواب والسداد، وإليك ما سألتَ عنه:
1. المدة التي عبد عزازيل فيها الله وهو على الأرض غير معروفة، ذلك أننا لا نعرف متى ولد إبليس في صنف الجان، ما نعلمه أن الجان خلق قبل الإنسان بألفي عام، وهذا يقودنا أن نعرف أن أقصى مدة قد تكون لعزازيل على الأرض هي هذه الألفي عام، فالجواب هو ألفي عام أو أقل.
2. سبب معصية إبليس لله وعدم سجوده لآدم ظهرت في الحوار بين إبليس وبينه عز عزل في قوله سبحانه وتعالى (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04757)) (الأعراف7: 12)، وفي قوله عز وجل (قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَم كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=07836)) (ص38: 75).
3. خلاصة الحوار في ثلاثة كلمات (الخيرية، الإستكبار، العلو)، وهذه الكلمات تشير لنفس المعنى ألا وهو (الكِبْر)، والكبرياء هي لله وحده عز وجل ولا يجوز أن ننازع الله فيها، وفي الحديث الصحيح (الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهن ألقيته في جهنم)، فاكبر خطير وعلينا الحذر منه، لذلك كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْر).
4. الكِبر هو أمر فطري في نفوس كل مخلوقات الله، ولكن المطلوب عدم إظهاره ومحاولة كبته وقيادته وتوجيه في إتاجه للعمل الصالح، فأن ترى إنسان أفضل منك يجب أن يؤدي بك أن تتحرك في القنوات الشرعية المباحة للوصول لما وصل له هذا الشخص دون حسده أو أزيته.
5. الملائكة كانت تطمح بأن تكون كفتها افضل من كفة آدم عند الله، يقول عز وجل (وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03828)
(http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03828)) (البقرة2: 30). إلا أن هذا الطموح كان مكتوماً في داخلها ولم يظهر على لسانها ولا على أفعالها وتصرفاتها، يقول عز وجل (وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03831)) (البقرة2: 33)، لاحظ كلمة (تكتمون).
6. فإذا كان الشعور موجود ولكنه مكتوم ولا يظهر على الجوارح ولا على الأفعال فهو ليس بإستكبار، لذلك إعتبر اللهُ الملائكةَ (غير مستكبرة)، يقول عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04951)) (الأعراف7: 206).
7. الكِبْر الخاطئ الغير مكبوع قد يكون أول طريق المعصية، إنظر لمعصية إبليس، وإنظر لخطأ الملائكة الذي قدمناه، وإنظر لكيفية وسواس الشيطان لآدم وحواء حتى يخرجهما من الجنة، يقول عز وجل (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُرِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَن هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَو تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04765)) (الأعراف7: 20), نعم لقد وضعهما في كفتي المقارنة (أن تكونا ملكين)، حتى يبدأ آدم وتبدأ حواء بالمقارنة أيهما افضل وأيهم أحسن نحن أم الملائكة.
8. وفي حياتنا الدنيا فإن المعاصي على الإطلاق تبدأ بالمقارنة، أنا أريد أن اكون مثل فلان، أو أفضل من فلان، لذلك تبدأ المعصية.
9. وإن سألنا، هل كان من الممكن أن يرفض إبليس السجود لآدم لو لم يرفع السماوات؟ مع أن هذا السؤال جدلي، فليس من الممكن تغيير ما قد فات، إلا أن أننا قد نسأل أنفسنا سؤال آخر يعطي نفس الإجابة، ولنصغ السؤال بهذه الصيغة، هل يزداد الكِبْر في نفس المخلوق كلما إزدادت نعم الله عليه؟! فالجواب (عادةً وغالباً) نعم. يقول عز وجل (وَلَو بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=08090)) (الشورى42: 27).
10. ولكن علينا دائماً أن نتذكر أننا نحن من يقرر المعصية، ولا يجبرنا عليها عز وجل، وأن الله أعطانا إمكانية كبح جماح أنفسنا ورفض الوسواس سواءاً أكان من هوى النفس أم من نزغ الشيطان، فآدم هو الذي إختار الأكل من الشجرة، وإبليس هو الذي إختار عدم السجود لآدم، وكل واحد منا يختار بنفسه أن يعصي الله عز وجل، فالخير من الله والسوء من أنفسنا.
أكتفي بهذا المقدار على أمل اللقاء من جديد: أخوكم الشيخ خالد المغربي، منتدى المسجد الأقصى المبارك (http://al-msjd-alaqsa.com/)

ام داود
11-28-2010, 04:34 PM
السلام عليكم أخي خالد هناك سؤال محيرني


لماذا خلق الله الشجره وونبههما ألا يأكلا منها لو أراد الله سبحانه البقاء لهما في الجنة

لما خلقت الشجرة !!!!

أستغفر الله العلي العظيم

|علاء|
11-28-2010, 10:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله كل الخير شيخ خالد وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

admin
11-29-2010, 06:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي إم داود أكرمك الله،
لا بأس من التساؤل، بغض النظر عن السؤال طالما أننا في داخلنا نعلم أن ما يقوم به عز وجل هو افضل ما يمكن ان يكون، فقد سأل سيدنا إبراهيم ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ولم يكن هذا السؤال لضعف الإيمان أو للشك لا بل على العكس كان لتقوية هذا الإيمان ولإدخال الطمئنية للقلب، يقول عز وجل (وَإِذ قَالَ إِبْرَاهِمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَم تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04058)) (البقرة2: 260) فلا يأتي من الله إلا الخير، فإن نحن إعتقدنا أن ما جاء من الله هو شر، فالشر من أنفسنا، يقول عز وجل (مَا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفْسِكَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04363)) (النساء4: 79)، الآن يمكن الإجابة على سؤالك بحسب النقاط التالية:1. علينا دائماً أن نتذكر أن الله هو الغني وأن كل مخلوقاته فقيرة ومحتاجه له في كل لحظة من لحظات وجودها، يقول عز وجل (يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=07466)) (فاطر35: 15).2. للفهم علينا الرجوع للبداية، بأن نسأل أنفسنا، لماذا خلقنا الله؟، وكما قلنا من البداية أي إجابة سنطرحها ويبدو فيها أن لله حاجة فإن هذه الإجابة غير صحيحة، قبل أن تقرأ بقية الموضوع، أغمض عينك وحاول أن تجيب عن هذا السؤال. حتى يمكنك مقارنة إجابتك مع الإجابة في النقاط التالية.3. فالله سبحانه وتعالى لا يحتاج منك يا إنسان أي شيء لا يحتاج منك الطعام ولا الشراب ولا حتى العبادة.4. نعم أعتقد أنك قلت في نفسك عندما طلبت منك إغماض عينك، أن الله خلقنا لعبادته، معتمداً على قوله عز وجل (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=08522)) (الذاريات51: 56) ولكني أقول لك أن الله لا يحتاج منك العبادة، جاء في الحديث القدسي عنه صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه وتعالى قال (يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا) (صحيح مسلم)، وهذا يدعونا لمحاولة فهم أصح لمعنى قوله عز وجل (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=08522)).5. فماذا يتبقى لسبب الخلق، كل سبب نذكره فيه حاجة لله فهو سبب خاطئ، ولا يتبقى إلا أنه سبحانه وتعالى قد خلقنا من كرمه ومحبته في وجودنا، نعم، نحن خُلقنا محبة من الله وكرما منه سبحانه وتعالى، لذلك كان الثواب وكانت الرحمة وكان دخول الجنة لآدم بلا عمل.6. إن نحن تفكرنا، وقلنا لأنفسنا، أن الله قد خلقنا محبة منه، وأنه خلق لنا الجنة من واسع هذه المحبة، فلماذا قدر الله علينا أن نخرج منها ونهبط للارض؟ لماذا لم يبقنا سبحانه وتعالى داخل الجنة، وهذا هو الذي يتوافق مع محبته لنا سبحانه وتعالى؟.7. لنعد الآن لسبب خروجنا من الجنة، وحتى نصل لحقيقة الأمر، دعنا نفترض جدلاً أننا لم نخرج من الجنة، وأنه عندما أدخل سبحانه وتعالى آدم وزوجة الجنة أخرجنا من ظهره ونحن فيها، فماذا سيكون حالنا فيها؟8. ما لا شك فيه أن كل واحد منا سينزل منزلته التي إرتائها له سبحانه وتعالى والتي يستحقها، وما لا شك فيه أن حكم الله هو الصواب، ولكن ماذا سيكون قولنا نحن سكانها؟ لا بد أن كل واحد منا سينظر لمن فوقه ويتسائل في نفسه، لم هو أعلى مني في الجنة؟ ماذا فعل ليستحق هذه الدرجة فيها، ما قام به هو قمت به أنا،هذا هو الحال الذي سنكون عليه في الجنة، كل واحد فينا سيتسائل عن سبب وجود من هو افضل منه في الجنة، وهذا طبعاًَ يعلمه الله عز وجل قبل أن نمر فيه، لذلك كان هناك حاجة لأن نخرج من الجنة وأن نمر بإمتحان يثبت فيه كل واحد منا لنفسه ولغيره أنه يستحق المرتبة التي هو فيها في الجنة.9. ومن هنا خلق لنا سبحانه وتعالى (الموت والحياة)، يقول عز وجل (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُم أَيُّكُم أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=09034)) (الملك67: 2)، وخلق لنا السماوات والأرض لنفس الغاية (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُم أَيُّكُم أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=05271)) (هود11: 7)، ورفع بعضنا فوق بعض درجات لنفس الهدف، يقول عز وجل (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُم خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُم فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُم فِي مَا ءَاتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04745)) (الأنعام6: 165) ولهذا السبب جعلنا أمم ولم يجعلنا أمة واحدة، يقول عز وجل (وَلَو شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُم أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِيَبْلُوَكُم فِي مَا ءَاتَاكُمْ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04508)) (المائدة5: 48).10. ولكن هبوطنا للأرض مباشرة وإدخالنا في الإمتحان بمجرد الخلق لا يتوافق مع ما نعرفه من رحمة الله وكرمه وعطائه وأسمائه وصفاته، لذلك كان لا بد من وجود الشجرة وكان لا بد من وجود إبليس، فبوجودهما كانت رحمة الله وكرمه التي أدخل آدم وحواء الجنة، وإشترط عليهما للبقاء في الجنة أن لا يأكلا من هذه الشجرة وهو يعلم أنهما لن يستطعا الإمتثال لهذا الأمر، ولكن الخروج من الجنة يجب أن يكون بفعلهما أي بمعصيتهما لأمر الله، ولا يجب أن يكون بجحود من الله، فالله لا يجحد الجنة التي أعطاها لآدم وحواء ويقول لهما، يكفي هذا، لقد تنعمتا وحان وقت الخروج، ليس هكذا هو كرم الله، كرم الله يكون عطاء بلا إسترجاع ولا جحود.11. فالشجرة والوسواس من تقدير الله، ولكن المعصية من فعل آدم وحواء وإبليس نفسه، الخيار بيدهم والمعصية بفعلهم ولا إجبار على المعصية، وكلن علم الله حق، لذلك كان قوله عز وجل للملائكة (وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03828)) (البقرة2: 30)، قال (في الأرض) ولم يقل (في الجنة)، ومع هذا فقد قال لآدم وحواء بعد ذلك (وَقُلْنَا يَئَادَمُ اسْكُن أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=03833)) (البقرة2: 35).12. فإن نحن هبطنا للأرض، علينا أن نتذكر دائما أننا في إمتحان، إبتلاء، الهدف منه أن نختار مقاعدنا في الجنة، يقول عز وجل (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=07923)).13. وإن نحن نظرنا لمدة هذا الإمتحان، كم هو؟ فعلينا أن نقوم بعملية حسابية إعتماداً على قوله عز وجل (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=06433))، نقسم هذا اليوم لساعات بأن نقسمه على 24، تصبح الساعة حوالي 41 سنة، ثم بناءاً على قوله صلى الله عليه وسلم أن أعمار أمته بين الستين والسبعين، فإن مدة الإمتحان تكون حوالي الساعة والنصف فقط.14. قبل أن يهبطنا سبحانه وتعالى للارض بين لنا ما سنقوله عندما نعود للسماوات، يقول عز وجل (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشْهَدَهُم عَلَى أَنفُسِهِم أَلَسْتُ بِرَبِّكُم قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غَافِلِينَ * (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04917) أَو تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ ءَابَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِن بَعْدِهِم أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=04918))، فهو يحذرنا سبحانه وتعالى أن نقول أننا كنا غافلين عن قول (لا إله إلا الله)، أو أن نقول أن أبوينا منعانا أن نقولها.15. ومع هذا التحذير إلا أنه سبحانه وتعالى قد خفف عنا بأن قال (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=05835))، فقد ارسل فينا الرسل وأيدهم بكلماته وآياته ومعجزاته، حتى أنه يُقال أنه قد أرسل سبحانه وتعال 124 ألف نبي ورسول من لدن آدم حتى محمد عليهما الصلاة والسلام.16. ثم أنه قد جعل لنا سبحانه وتعالى كل شيء في هذا الوجود آية دالة عليه وعلى عظمته عز وجل، فالماء آية والتراب آية والهواء آية والشجر آية والحجر آية والدواب آية والآسماك آية والطيور آية، ومن أعظم آياته عز وجل ما كان في السماء.17. نعم السماوات فيها من الآيات الدالات عليه سبحانه وتعالى ما يقف أمامه الإنسان خاضعا خانعا ذليلا معترفا بشدة ضعفه وعظمة ربه، وفي هذه الآيات أقام الله الحجة على الكفار، يقول عز وجل (أَوَلَم يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=06304))، فما هو حال الكافر الذي يقف أمام الشمس فلا يرى فيها الله وعظمته سبحانه وتعالى، ما حالة عندما ينظر للنجوم والكواكب والمذنبات والأجرام السماوية وما فيها من قوة وعظمة ولا يدرك أن ورائها خالق أبدعها وسواها لنستدل منها عليه وننقذ أنفسنا من انفسنا.اللهم إرحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، والطف بنا بما جرت به المقادر، إنك على كل شيء قدير، أكتفي بهذا المقدار وأنا على إستعداد للإجابة عن أي تساؤلات تخطر ببالكم، سائلا المولى عز وجل السداد والمقاربة، فما كان صواب فمن الله وما كان خطئ فمن نفسي ومن الشيطان، والله سبحانه وتعالى أعلم.

ام داود
11-29-2010, 08:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي خالد جزاك الله خيرا وبارك فيك وجمعنا وإياكم بالجنة

تفكرنا وتساؤلنا لأننا نحب الله ورسو له ونحب دخول الجنة

أشكرك من أعماق قلبي أتعبتك معي أخي حماكم الله

|علاء|
01-29-2011, 01:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .

السلام عليكم ,

إعتلا فكري سؤال جديد يتعلق بدخول آدم وحواء الجنة وخروجهما منها .

جاء في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم، فإن ظن أنه قد علم فقد جهل"

فمهما علمنا عن موضوع معين , لا نزال لا نعلم .

إبليس هو من دفع أدم وحواء لمعصية الله عبر الأكل من الشجرة مما أدى إلى خروجهما من الجنة إلى الأرض.
توعد إبليس بني أدم قبل هبوطه هو وأدم وحواء , وظهر ذلك في عدة مواضع من أيات القرأن الكريم .

قال تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)
إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)

صدق الله العظيم
سورة الحجر ( أية 39-40 )

السؤال : كيف علم إبليس أن هناك من سيكون من بني أدم عباد لله مُخْلَصِينَ , وأنه لن
يقدر عليهم علماً أن توعده هذا كان قبل الهبوط للأرض ( كما يظهر في تسلسل الأيات ) ,
أم أن قوله نابع من ظن كما ظنت الملائكة ببني البشر بأنها ستكون مفسدة ؟


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

admin
01-29-2011, 01:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أحسنت في السؤال، سأجيبك قريباً، لأنني مضطر للخروج الآن، إنتظر إجابتي

admin
01-29-2011, 03:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي علاء

دعنا أولا ننظر لهذه الآية، حيث يقول عز وجل (وَإِذ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة2: 34)، حيث أننا نفهم هنا أن أبليس رفض السجود لآدم، أليس كذلك؟! دعنا نتساءل الآن:-


لو أن الله قال (إلا إبليس) وأكتفى فهل سنحصل على نفس المعنى السابق أن إبليس (رفض السجود)،

من المؤكد أنك ستكون أن (إلا) أداة إستثناء افادت أن ابليس لم يسجد كما سجدت الملائكة.

إذن ما معنى كلمة (أبى)، ألا تصبح كلمة (أبى) هنا زائدة؟! وهل يجوز أن يكون في كلام الله زوائد؟! ألم يقل عز وجل (وقوله الحق)!


فإلى ماذا نخلص هنا وما هي الحكمة من وجود كلمة (أبى) والتي تعني (رفض السجود) مع أن (رفض السجود) مفهوم ضمنياً مما سبقة؟


سأترك لك المجال للتفكر قليلاً، ثم سأكمل بعدها، وأنا بإنتظار ردك.

|علاء|
01-29-2011, 04:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله شيخ خالد ,

طبعا كلام الله لا مثيل له , فكل حرف وكلمة موجودة في القرأن هناك سبب لهذا الوجود وحكمة وأية .
وطبعا لا يوجد زوائد في كلام الله , بل كل كلمة موجودة لها حكمة من هذا الوجود , ونحن البشر علينا
فهم القرأن كما تفهم المسائل الحسابية والرياضية المعقدة جداً , فكلام الله يحتاج للتفكير العميق
والتحليل بهدف إيجاد التفسير والحكمة .
أما جل ما أستطيع فهمه من إستعمال الله كلمة "أبى " و "استكبر " و "كان من الكافرين " , هو هدف
تبيان تكرار الحدث , أي إبليس رفض السجود مراراً وتكراراً , فتارة أبى , وتارة إستكبر .
فلو إكتفى الله بقول " إلا إبليس " , فنفهم أن فقط إبليس هو من رفض السجود , لكون
(إلا) أداة إستثناء افادت أن ابليس لم يسجد كما سجدت الملائكة .
والكلمات التالية لها : "أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" لا تفيد الزيادة , بل أتت لتبيان تكرار
حدث رفض إبليس السجود لأدم , وهو الأمر الذي لم يكن ليذكر لو أن الله إكتفى بقول " إلا إبليس ".

والله أعلم .

أنتظر تعقيبك وردك .

admin
01-29-2011, 05:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أحسنت

هذه الكلمات دلت على أن الحوار دار بين الله وبين إبليس أكثر من مرة، وفي كل مرة كانت النتيجة أن يرفض إبليس السجود، ولكن السؤال هنا (وكل هذا مدخل للإجابة عن سؤالك)، السؤال هنا، هل هناك ما يدل على أن الله طلب من آدم السجود أكثر من مرة؟

أنتظر ردك

|علاء|
01-29-2011, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أظن أنه نعم يوجد ما يدل على ذلك , ولكن دلالة غير مباشرة , ولفهم هذه الدلالة نحتاج إلى بعض التحليل.
أما هذه الدلالة التي تدل على أن الله طلب من إبليس السجود أكثر من مرة , فهي إختلاف نص الحوار
بين الله وأدم في أمر السجود , فكلما سأل الله عز وجل إبليس عن سبب وعن الدافع
الذي منعه من السجود في موضع ,كان نص السؤال والجواب مختلف في موضع أخر في الأيات الكريمة .
مما يدل على أن الحدث تكرر مما يفسر تكرار الله عز وجل ذكر قصة عدم سجود إبليس لأدم , الذي يفيد أن الله طلب من إبليس السجود أكثر من مرة واحدة .

قال تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32)
قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33)

سورة الحجر, أية (31-33)
.................................................. ...............................

قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)
قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76)

سورة ص ,أية (75-76)
.................................................. ................................

قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12)
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)

سورة الأعراف ,أية (12-13)
.................................................. ................................

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61)
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً (62)

سورة الإسراء (61 - 62 )

صدق الله العظيم.

admin
01-29-2011, 07:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أحسنت،

على ما أعتقد أنك أجبت عن سؤالك بنفسك، وهذا ما كنت أحبه لك، فهذه الآيات تبين أن الحوار والخطاب تكرر أكثر من مرة، وإذا نظرنا لقوله عز وجل (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُم أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) (الحجر15: 39-42)، نرى في آخر آية هنا أن الله قد أخبر إبليس أنه ليس له سلطان على عباد الله، وأنه لن يُضل إلا الغاوين أصلا، لذلك نقول أن ما قاله إبليس إنما سمعه من الله، ليس ظناً ولكن علماً، إلا أن إبليس إستقبله بطريقة فاسدة، فقد ظن إبليس أنه سيكون سبب الضلال، وأنه سيستطيع إضلال الناس، ولكن ما أخبره به عز وجل أن الضال أصلا هو الذي سيتبع إبليس بضلاله، كما أخبر عز وجل (فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً).

حفظك الله أخي علاء من شرور شياطين الإنس والجن.

|علاء|
01-29-2011, 08:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله كل كل خير أخي شيخ خالد وأكرمك وجعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله .
الأن فهمت الأمر .

ولكن أريد أن أتأكد أن ما فهمته هو الجواب المراد الصحيح :

الله أخبر في موضع أن من بني البشر المتقين والمخلصين , وسمع إبليس هذا وعلمه .
وفي موضع أخر ,أورد إبليس علمه هذا الذي سمعه من الله فأقسم وتوعد بأنه سيغوي بني البشر
إلا الفئة التي علمها من الله أنها ستكون مخلصة وأن الشيطان لا سلطان له عليهم.
وهذا يمكن الإستناد عليه من تعدد الحوار والخطاب بين الله وإبليس .

هذا ما فهمته (فإن كنت أخطأت الفهم فأرجو تصويبي فهذه القضية حقا حيرتني )

وقلت حيرتني لأنني تهت عندما حاولت مطابقة الجواب مع بقية كلام الله .

حيث أن الموضع الذي ذكر الله فيه أمام إبليس بأنه سيكون هناك من بني البشر
عباد لله مخلصين وأنه لن يتبع إبليس إلا الغاوين , جاء دائماً في الحوار بعد قسم إبليس
وتوعده , وليس قبل . فكيف هذا ؟

فقلت في نفسي أنه لربما الله أعلم إبليس أنه سيكون من بني أدم عباد لله مخلصين ,
قبل الحوار أصلاً وقبل أمر الله إبليس بالسجود ,
ولكن لم يذكر الله هذا في الحوار والخطاب بينه وبين إبليس إلا بعد توعد إبليس ولم يظهر
الموضع الذي أعلم الله فيه إبليس ذلك قبل الحوار ليكون إبتلاء لنا المسلمين ؟
(أعني بالإبتلاء أنه قد يوسوس الشيطان في نفس مؤمن فيجعله يظن أن إبليس علم غيباً
وطبعاً هذا محال الغيب فقط لله , ولكن هكذا يجعل الشيطان المؤمن يقع في الإثم ).

فهل هذا صحيح أن الله أعلم إبليس أنه سيكون من بني أدم عباد لله مخلصين قبل الحوار
ولم يذكر هذا الموضع , وفقط ذكر الموضع الذي أخبر فيه ذلك لإبليس بعد الحوار ليكون إبتلاء
لنا لفحص مدى قوة إيماننا ؟

أنتظر ردك بكل حيرة وفضول.

admin
01-29-2011, 09:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

حسناً أخي علاء،

من خلاصة كل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة نستطيع أن نصل لهذا الترتيب:-

1. قبل أن يخلق الله آدم، قال للملائكة ولطاووس الملائكة (إبليس حاليا) أنه سيخلق خلقاً جديداً، وطلب منهم السجود له بمجرد أن تنفخ فيه الروح وتظهر عليه علامات الحياة.

2. هذا الطلب المسبق، كان لمعرفة الله بخفايا نفوس الملائكة وخفايا نفس طاووس الملائكة التي تداخلتها الشوائب في أمر هذا الخلق الجديد.

3. عندما خلق الله آدم، إبتدأ بتنقية شوائب نفوس الملائكة، وهذا قلنا فيه قولنا، وفي نهاية الآم خرجت هذه الشوائب من نفوسها، وسجدوا لآدم مطيعين وراضين.

4. أما طاووس الملائكة فقد رفض فتكرر خطاب الله له، وفي كل خطاب كان هناك فرصة من الله له للتوبة والعودة، وفي كل خطاب كان هناك معلومة جديدة لنا وله وعلم يستفيد منه ونستفيد منه، ولكن في كل مرة كان طاووس الملائكة يصر على رفضه السجود لآدم فأهبط الله مرتبته من طاووس الملائكة لإبليس.

5. في عملية تداخلية، أي مباشرة مع أول رفض للسجود من إبليس لآدم، كان هناك خطاب وحوار بين الله وبين آدم، فمثلا يقول عز وجل (وَإِذ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لأَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى * فَقُلْنَا يَئَادَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) (طه20: 116-117).

6. بمعنى أن الحوار دائر بينه سبحانه وتعالى من جهة وبين إبليس وبين الملائكة وبين آدم من جهة أخرى وبشكل متداخل.

7. في خطاب الملائكة جاء قول الله لهم (إني أعلم ما تعلمون)، وهذا الرد أفادنا أن ما قالته الملائكة هو من قبيل الظن بلا سند رباني، أي أن الملائكة قاست لوحدها بين عمل الجان على الأرض وبين خلافة الإنسان في الأرض فاستنتجت أن الإنسان سيكون مفسداً وسافكاً للدماء.

8. أما في قول إبليس لله عز وجل (إلا عبادك المخلصين)، وحيث أن الله لم ينفي عنه هذا القول، فهذا بمثابة إقرار رباني أن ما قاله إبليس صحيح وفيه خبر رباني، فهذه الجملة مع أنها جاءت على لسان إبليس، إلا أنها جزء من القرآن الكريم الذي هو كلام الله، فإن لم ينقده عز وجل فهذا إقرار بصحته. ومن معرفتنا بحقيقة أن علم الغيب هو لله، وأن إبليس يستحيل أن يعلم الغيب، تكون النتيجة أن هذه الكلمات قد أخبره بها عز وجل، فما قام به إبليس أنه أعاد إستخدام كلمات الله.


9. مع أن إبليس أهبطت مرتبته لإبليس، إلا أنه لا زال في مرتبة تسمح له دخول الجنة والوصول لآدم وحواء والوسوسة لهما بالأكل من الشجرة، حتى زلا وأكلا منها، فأهبط الله مرتبة إبليس من جديد لمرتبة (الشيطان).


والآن نأتي للترتيب الزمان في القرآن الكريم، والذي كان سبب حيرتك.

10. عليك أن تفرق بين نظرتك للزمان وبين نظرة الله للزمان، فشتان شتان بين الآمرين، لا تنسى أن الزمان مخلوق من مخلوقات الله, يراه عز وجل كله دفعة واحدة، ويعلمه، ويعلم كل ما فيه، ففي كل لحظة يرى سبحانه وتعالى كل الزمان، ففي هذا اللحظة فإنه عز وجل يرى آدم عليه الصلاة والسلام ويرى عزازيل وكيف تحوله لإبليس ويرى كيف تحول للشيطان ويرى نوح عليه الصلاة والسلام ويرى جميع البشر ويرى المؤمنون وهم في مواقهم ودرجاتهم في الجنة ويرى الكفار وهم في دركاتهم في النار، باختصار يرى كل شيء.

11. فلا فرق عند الله بين الماضي وبين الحاضر وبين المستقبل، هذه المصطلحات لنا نحن مخلوقاته سبحانه وتعالى.

12. لذلك فقد يتكلم عز وجل عن مشاهد يوم القيامة بصيغة المضارع أو حتى بصيغة الماضي كأنها تحدث الآن أو كأنها حدثت بالفعل، وقد يتحدث عن الماضي بصيغة المستقبل كأنه شيء سيحدث، فلا فرق بين كل هذه الأحداث عند الله، حتى أنه قد يتحدث سبحانه وتعالى في نفس الآية عن البداية والنهاية إنظر لهذه الآية (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُم أَيُّكُم أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ)، ففي هذه الآية إبتدء الله الحديث عن خلق السماوات والأرض ثم ذكر بعدها العرش والماء وهم مخلوقان قبل السماوات والأرض، ثم ذكر البعث وذكر بعده الموت، والبعث بعد الموت، مع أن الله إستخدم هنا حرف الجر التي تبين الترتيب الزماني إلا أنه في مواضع أخرى لم يستخدم ما يفصل الأزمنة بعضها عن بعض، سأعطيك مثال من نفس الآية التي ذكرتها قبل قليل ((وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)، فللوهلة الأولى نرى كلام الله مترابط ومتصل، إلا أن هذه الكلمات يمكن ترتيبها هكذا ((وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) بأمره كن فكانتا بأمره رتقا (أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً) فخاطبهما عز وجل مخيرا إياهما بتنفيذ أمره بالإنفصال (فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَو كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فأمهلهما ستة آيات يومين للأرض (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) وأمهل دورة الحياة 4 أيام (وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) وأمهل السماوات يومين (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) وهكذا أصبحت عملية الخلق في ستة أيام.


13. فعملية الترتيب الزماني من قبله عز وجل في التقديم والتأخير، إنما هي لحكمة ربانية كي تؤدي فادئة لنا.


14. ولو أنه عز وجل فصل لنا كل ما حدث بترتيبه الفعلي الذي حدث به لأصبح القرآن بحجم الزمان نفسه، ولاستحال علينا التعامل معه، لذلك فإنه عز وجل إختصره بقدرته وجعله في هذه الستة آلاف ومئتين وستة وثلاثين آية، إلا أنه يمكن من هذه الآيات إستخراج كل قصة الزمان بطولها وبغموضها وهذه هي عظمة القرآن الكريم.


15. أما الفائدة التي أداها تأخير ذكر الله أنه قال (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) عن قول إبليس (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُم أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)، حتى يتبين لنا نحن المؤمنين أن الغواية لا تأتي من إبليس، فليس إبليس هو الذي سيحدد أن هذا العبد مخلص أو غاوي، نعم، ليس القرار لإبليس، فكيد الشيطان ضعيف، فخطاب الله جاء لفض إحتمال فهم كلام إبليس بصورة خاطئة، جاء ليقول لنا أن تصرفات العبد في طاعته لله من عدمها هي التي ستحدد إذا كان هذا العبد (مخلص) أو (غاوي)، والغاوين هم الذين سيتبعون إبليس ليس لسواسه ولا لسطانه بل لضلالهم الذي في قلوبهم.


والله تعالى أعلم.

|علاء|
01-30-2011, 01:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله , تبين لي الأمر وعقلته وفهمته , ويبدو أن عدم علمي بأن نظرة الله للزمن ليس كنظرتنا نحن عباده
كان سبب حيرتي في فهم الجواب في بادئ الأمر.

جزاك الله كل خير شيخ خالد وجعله الله في ميزان حسناتك أجراً مضاعفاً أضعافاً كثيرة .
أشكرك على صبرك وحلمك في الإجابة على تساؤلاتي .
بارك الله فيك وأحسن إليك.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

نائل أبو محمد
09-20-2011, 12:52 AM
الثلاثاء 22 شوال 1432

لأهمية الموضوع قمت بالرفع .

ام اسامه
09-20-2011, 11:37 PM
ما شـــــــــــــــــــــاء الله

الصراحه القراءة في هذا الموضوع لا تمل

بوركتم

نائل أبو محمد
12-11-2011, 08:34 PM
الأحد 16 محرم 1433

رأيت هنا زملاء كان لهم تحريك للمنتدى كالأخ علاء وغيره ترى أين هم ؟

وهل يعجز أحدنا على دعم المنتدى بخير من الأفكار والمشاركات ...

نائل أبو محمد
12-11-2011, 08:36 PM
الأحد 16 محرم 1433

كنوع من التوثيق :

من شارك؟
مجموع المشاركات: 25
اسم المستخدم المشاركات
admin 9
|علاء| 8
ام داود 4
نائل أبو محمد 2
ام اسامه 1
سليم 1
مشاهدة الموضوع وإغلاق الصفحة

نائل أبو محمد
03-24-2012, 09:38 AM
السبت 2 جمادى الأولى 1433 اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين