المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صوم عاشوراء ورد شبهة الشيعة


سليم
12-19-2010, 06:39 PM
السلام ورحمة الله وبركاته



كان مولده عليه الصلاة والسلام_كما أجمع علماء المسلمين على أصح الروايات_ وحسب ما جاء في سيرة ابن هشام:يوم الإثنين لإثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من عام الفيل.
قال المسعودي في كتابه"مروج الذهب":"
وأول ما نزل عليه من القران "اقرأ باسم ربك الذي خلق "، وأتاه جبريل في ليلة السبت، ثم في ليلة الأحد، وخَاطَبه بالرسالة في يوم الاثنين، وذلك بحراء، وهو أول موضع نزل فيه القرآن، وخاطبه بأول السورة إلى قوله تعالى: "عَلّم الإنسان ما لم يعلم ".
وكان دخوله عليه الصلاة والسلام إلى المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، فأقام بها عشر سنين كوامل،
ثم قبضه الله يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول سنة عشر في الساعة التي دخل فيها المدينة، في منزل عائشة رضي الله عنها، وكانت علته أتثنى عشر يوما.
وقد جاء عن الرسول عليه الصلاةوالسلام عندما سئل عن يوم الإثنين:قال :"هذا يوم ولدت فيه ,وبعثت فيه, وهاجرت فيه".
وأما توافق وفاته فقد جاء بعد أن قبض الله روحه الطاهرة وما شاهده وعاينه المسلمون وعلموه وتيقنوه.
فإذا كان مولده كما قال هو الصادق الصدوق عليه الصلاة والسلام يوم الإثنين من شهر ربيع الأول فهو يوافق الثاني عشر من ذلك الشهر ,وأما ما نقله بعضهم في كتب الشيعة أنه ولد في السابع عشر من شهر ربيع الأول ينافي وقوعه كما أثبته الرسول عليه الصلاة والسلام حيث يقع السابع عشر من شهر ربيع الأول يوم السبت وهذا خلاف ما أثبته الرسول عليه الصلاة والسلام والواقع والتاريخ.


وأما مسألة صوم عاشوراء:

عاشوراء فاعولاء من العاشر,والمقصود به اليوم العاشر من شهر محرم,كما أُشتق تاسوعاء,وأدلة صوم هذا اليوم عند أهل السنة:
1.ابن عباس رضي الله عنهما "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ: "مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِى تَصُومُونَه؟" فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ." فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِوَأَمَرَ بِصِيَامِه". فإن نجاة نبي الله موسى u من عدو الله فرعون مناسبة عظيمة، لنصرة الحق على الباطل، وانتصار جند الله، وإهلاك جند الشيطان، وهذه بحق مناسبة يهتم بها كل مسلم؛ ولذا قال: "نحن أحق بموسى منكم".
2.قال رسول الله: "...صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ".
3.وعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى يَزِيدَ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ -رضى الله عنهما- وَسُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ "مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِصَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الأَيَّامِ إِلاَّ هَذَا الْيَوْمَ وَلاَ شَهْرًا إِلاَّ هَذَا الشَّهْرَ يَعْنِى رَمَضَانَ".
4.عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ -رضى الله عنهما- يَقُولُ حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ"فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ". قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ ، فقد استدل العلماء بهذا الحديث في صيام تاسوعاء لمخالفة اليهود.
هذا بالأضافة إلى الأدلة التي اعتمدتها كتب الشيعة.
وأما أدلتها عند الشيعة:
1.عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال:" صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء",وذكر هذا الحديث في "تهذيب الأحكام", "الوافي", الأستبصار",وسائل الشيعة".
2.عن جعفر عن أبيه عليهما السلام أنه قال: "صيام يوم عاشوراء كفارة سنة",والمصادر التي سبق ذكرها بالإضافة إلى "الحدائق النضرة","جامع أحاديث الشيعة".
3.عن الصادق رحمه الله قال: "من أمكنه صوم المحرم فإنه يعصم صاحبه من كل سيئة", المصادر:وسائل الشيعة ، الحدائق الناضرة ، جامع أحاديث الشيعة.
4.عن علي عليه السلام قال: "صوموا يوم عاشوراء التاسع والعاشر احتياطاً، فإنه كفارة السنة التي قبله، وإن لم يعلم به أحدكم حتى يأكل فليتم صومه", المصادر:مستدرك الوسائل ، جامع أحاديث الشيعة .

5.وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:اذا رأيت هلال المحرم فاعدد، فإذا أصبحت من تاسعه فأصبح صائماً قلت ( أي الراوي ):كذلك كان يصوم محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: نعم",المصادر:إقبال الأعمال ، وسائل الشيعة ، مستدرك الوسائل ، جامع أحاديث الشيعة.
وأما القول أن التقويم الهجري لم يكن إلا بعد أن أقره وأثبته عمر بن الخطاب الفاروق والخليفة الثاني رضي الله عنه, فهو قول ليس في محله لا علميًا ولا نقليًا, وذلك أن التقاويم يمكن أن نحول أحدها إلى الأخرى بطرق حسابية بالغة البساطة, وعمر رضي الله عنه لم يخترع عماد التقويم الهجري, بل بدأ به يأرخ الأحداث والأعمال فأخذه من التقويم العربي القمري الذي عملت به العرب منذ عهود وقرون,وأنه في المدينة كان يهود ومن العرب, والعرب كانوا يعرفون التقويم القمري والذي هو عماد التقويم الهجري.
قال المسعودي:عدة الشهور عند العرب وسائر العجم اثنا عشر شهرأ, وكانوا يسمون الشهور: المحرم ناتق، وصفر ثقيل، ثم طليق، نأجر، أسلخ أميح، أحلك، كسع، زاهر، برك، حرف، نعس، وهو ذو الحجة, شهور الأهلة: أولها المحرمٍ، وأيامها ثلثمائة وأربعة وخمسون يوماً، تنقص عن السرياني أحد عشر يوما وربع يوم، فتفرق في كل ثلاث وثلاثين سنة سنة,
ورسمت العرب الشهور فبدأت بالمحرم؛ لأنه أول السنة، وإنما سمته المحرم لتحريمها الحرب والغارات فيه، وصفر بالأسواق التي كانت باليمن تسمى الصفرية، وكانوا يمتارون منها، ومن تخلف عنها هلك جوعاً، وقال نابغة ذبيان:

إني نهيت بني ذبيان عن أفق*** وعن ترفُّهم في كل أصفار
وقيل: إنما سمي الصفر لأن المدن كانت تخلو فيه من أهلها بخروجهم إلى الحرب، وهو مأخوذ من قولهم: صَفِرَتِ الدار منهم، إذا خلت، وربيع، وربيع؛لارتباع الناس والدواب فيهما,
والجمادين لأن الماء فيهما في الزمان الذي سميت به هذه الشهور؛ لأنهم لم يعلموا أن الحر والبرد يدران فتنتقل أوقات ذلك، ورجب؛ لخوفهم إياه، يقال: رَجَبْتُ الشيء، إذا خفته، وأنشد: فلا تَهَيَّبْهَا ولا ترجبها

وشعبان؛ لتشعبهم إلى مياههم وطلب الغارات، ورمضان؛ لشدة حر الرمْضَاء فيه ذلك الوقت، والوجه الأخر أنه اسم من أسماء اللّه تعالى ذكره، ولا يجوز أن يُقال رمضان، وإنما يُقال: شهر رمضان، وشوال؛ لأن الإِبل كانت تَشُول في ذلك الوقت يأذنا بها من شَهْوة الضِّراب، تشاءمت به العرب، ولذلك كرهت التزويج فيه، وذو القعدة،لقعودهم فيه عن الحرب والغارات، وذو الحجة؛ لأن الحج فيه.
أما مسألة الصيام في يوم وافق فيه مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وأرضاهما وجعل أعالي الفردوس من خلاقهما,فهذا من قدر الله وقضائه,وما لنا أن نعترض علام قدر الله وشاء أن يقضيه ويجعله أمرًا مفعولًا.
بل وإن الصوم في يوم البلاء ويوم الحزن علامة وآية على عظيم هذا البلاء وشدة ذلك الحزن, وكان الصيام من عادة الأنبياء والأولياء والصالحين, فقد أمر الله سيدنا زكريا عليه السلام أن يصوم كآية لقبول الله دعاءه فبشّره بغلام اسمه يحيى,يقول الله تعالى في سورة مريم:" قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِيۤ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيّاً " وكذلك السيدة العذراء سيدتنا مريم بن عمران التي أحصنت فرجها, فأمرها الله ألا تكلم الناس ,يقول الله تعالى في نفس السورة:" فَكُلِي وَٱشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً".