المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من رسائل البريد / جديد


نائل أبو محمد
01-30-2011, 02:52 PM
ان الراي الشرعي يخرج من ثلاث جهات

١. المجتهد

٢. المقلد

٣. الجاهل (وليس المقصود بالجاهل الشتم )

اما الاول وهو الذي يجهد نفسه بالبحث بالادلة ومحاكاتها ليخرج بغلبة الظن براي شرعي في المساله وهو الوحيد الذي يملك حق محاكاة الادله ومقارنتها والبحث فيها للخروج براي لتوفر شروط الاجتهاد فيه ولو في المسالة الواحده الا انه حتى يثبت ان رايه تم باجتهاد وليس تقليدا لغيره او ليس رايا نتج عن جهل وهوى فانه يثبت ذلك الراى من خلال عملية محاكاة الادله التي قام بها ويثبت من خلال ذلك انه امتلك ادوات الاجتهاد وشروطه قال ا لحزب في الشخصية الجزء الاول (لان محاكمة الدليل واستنباط الحكم منه انما تكون للمجتهد لتوقفها على معرفة سلامته من المعارض بناء على وجوب البحث عنه وهي متوقفه على استقراء الادلة ولا يقدر على ذلك الا المجتهد )انتهى
واما الثاني وهو المقلد فهو من الذي يثبت رايه بمجرد ذكر دليل المجتهد او نسبة الراي الى اسم المجتهد... الا انه لا بد له من سلف في رايه فهو لا يحق له ان يقول برايه مهما اوتى من الثقافة والعلم طالما انه ليس مجتهدا قال الحزب في الشخصيه الجزء الاول(فهما بلغ غير المجتهدين من درجة العلم فانه لا يجوز تقليدهم بوصفهم علماء لانه انما يجوز التعلم فقط عليهم ولا يجوز تقليدهم )
وقال(وعلى هذا فيرجح المقلد من عرفه بالعلم والعدالة ... اما العلم فمن اعتقد ان الشافعي اعلم والصواب على مذهبه اغلب فليس له ان ياخذ بمذهب يخالفه بالتشهي )انتهى
وان دلالة ما سبق ان الراي لا بد ان يصدر عن المجتهد طالما انه لم يرد نص شرعي بهذا الراي وهذا الراي اما ان يقوله المجتهد او ينقله المقلد نسبة الى الاصل وهو وجود المجتهد فالمقلد يعتبر مقلدا طالما كان رايه خرج من مجتهد وليس من صديق تثق بعلمه او من زاهد تثق بتقواه !!
واما الثالث فهو الجاهل الذي يقول براي لم يجتهد به ولم ينقله عن مجتهد فهو في هذه الحالة ليس مجتهدا وليس مقلدا وما كان من راي له فهو صادر عن جهل وليس عن اجتهاد او تقليد !!
والفقه هو دين الله واحكامه التي هئ الله له من يحمله ويحفظه الى يومنا هذا بل وجعل اهله من ارفع الدرجات عنده قال تعالى (
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون)
وقال ايضا (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
وهو سؤال استنكاري على الاشارة بالفرق الهائل بين اهل العلم ومن دونهم ولذلك كان هذا الدين وما يخرج من مشكاته محصور بقيود وشروط تحميه من العبث والدجل واللغط فمن قال بقول كان من السهولة بمكان ان يعرف ان كان هذا الراي خرج من مشكاة العلم او من حاويات الجهل وذلك بعرض المسالة على قواعد المجتهد وشروطه فيفهم حينها ان كان هذا الراي خرج بعملية اجتهادية فيثاب صاحبها ولو اخطا بالنتيجه او بعملية عبث وجهل فياثم قائلهاولا ينظر بنتيجة قوله او تعطى اي اعتبار فالموضوع هو دين الله وليس تحليل سياسي او تصور فكري ولما كان المجتهد يقيد نفسه بما قيده الله من قيود البحث والاستنباط فان له اجرا حتى وان اخطا لانه تقيد بشرط الله الشرعي وهو حصوله على شروط الاجتهاد قبل ان يتلفظ بالراي .. بينما الجاهل الذي لم يجتهد ولم يقلد مجتهد فانه يكون قد تعدى على قيود الله وشروطه في استخراج الراي والتلفظ به .وما هذه القيود الا لحماية دين الله من العبث واللهو -
فالجهل هي صنعة كثير من المتكلمين بالاراء الفقهيه التي لم تنضبط بضوابط البحث والاستنباط الشرعي وما اكثرهم وما اصعب النقاش معهم حيث انه لا قيد لهم ولا شرط في البحث والرد والقول ولذلك قال الشافعي (ما ناظرت عالما الا غلبته وما ناظرت جاهلا الا غلبني) فالجاهل قد يعيي العلماء والحكماء في مناظرته وجدله وقد يوقعهم في الفتن التي يعيش فيها!!

ودخل رجلان من اصحاب الجدل والاهواء على محمد ابن سيرين فقالا يا لبا بكر نحدثك بحديث ؟ قال لا قالا نقرا عليك القران قل لا لتقوما عني او لاقوم عنكما فقاما فقال بعض القوم وما عليك ان يقرا عليك اية ؟ قال اني خشيت ان يقرا علي اية فيحرفها فيقر ذلك في قلبي
وقد احدث هؤلاء الجهله على مدار عصور المسلمين من اللغط والفتن ما اثقل كاهل كثير من العلماء واشغلهم بمناظرات وردود كانوا في غنى عنها لولا وجود هؤلاء الجهله الذين رائوا في انفسهم علماء ليتكلموا برائهم ويستدلوا عليه بما تصوروه ادلة داغمة قاطعه على ارائهم وتصوراتهم وما فتنة خلق القران التي اعيت العلماء لعقود ومات تحت وطئت تعذيبهاعلماء واتقياء وجلدت سياطها ظهورهم وابدانهم واخفت في ظلمات زنازينها اطهر الرجال ...
فالجاهل سلاحه لسانه وما احده واقطعه من سلاح والعالم سلاحه علمه ودليله وما اشكله وما اغمضه من سلاح على اصحاب العقول الضحلة واهل الجهل والهوى !!
وقد كانت الساحة الفقهيه من اكثر الساحات تبجيلا وتعظيما وتقديرا فلا يلج فيها الا من هو اهل لها وان اخترقها الجهلاء بين حين واخر الا انها ظلت في مامن من اللغط والفتن التي نشهدها في ايامنا هذه وما ذلك الا للامناء الذين كانوا يذودون عن حماهاو تعظيما للعلم والعلماء وتقيدهم بقيود البحث في دين الله ولذلك كانوا هؤلاء العلماء من اتقى الناس واورعهم لان نظرتهم للفقه انها دين وانه موضع تعظيم فلا دلو لمن لا نبع عنده ولا قول لمن لا يقطر شهده علما وخشية لذلك وجدنا اقوال لبعض اهل العلم تعتبر لنا نبراسامضيئا في ظلمات البحث والتعلم لدين الله يستفيد منها من اراد الله له الخير والدرجات ويحرم منها من طبع الله على قلبه واتبع هواه فمثله كمثل الحمار يحمل اسفارا لا ينفعه حفظ ولا كتب ولا علم !! فحين يقول احمد بن حنبل (ما عرفت ناسخ الحديث ومنسوخه حتى جالست الشافعي) ادركنا ان امثالنا يعجز عن قول ان هذا النص ناسخ او منسوخ دون سلف له بالقول واحمد بن حنبل ما كان يعرفه قبل تعلم الناسخ والمنسوخ لم نصل مده ولا نصيفه ...!!!
وحين نقرا من علماء الحديث ان صاحب القراءه المتواترة الاكثر شهرة للقران وهو حفص بن عاصم كان ثقة عدلا في قراءته المتواترة الا انه ليس كذلك في رواية الحديث فاننا ندرك مدى جهلنا في هذان العلمان علم القراءات وعلم الحديث و وما معنى الثقة العدل فيهما فنكبح جماح لساننا في الخوض في الاحاديث وردها!!!
وحين يقول الشافعي (اذا صح عنكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا لى حتى اذهب به في اي بلد كان) ندرك مدى الجهد الذي بذله هؤلاء العلماء الامناء في جمع الحديث وحفظه فنتقي الله ونخجل من انفسنا حين نتطاول على اي حديث بالطعن الجاهل !!!
وحين نقراء انهم سالوا الامام احمد بن حنبل ( الرجل يحفظ مئة الف حديث ايفتي الناس قال لهم لا قالوا الرجل يحفظ مئتين الف ايفتي الناس قال لهم لا لهم لا قالوا الرجل يحفظ ثلاث مئةالف حديث ايفتي الناس قال لهم ارجو) فندرك حينها حجم هؤلاء العلماء العمالقة الذين نباري السنتنا بعلمهم وصفحاتهم فنطاطا رؤسنا خجلا قبل ان نرد قول احدهم وندعي اننا رجالا مثلهم .!!!
وحين نقراء قول ابراهيم النخعي (ان القوم لم يدخر عنهم شئ خبئ لكم لفضل عندكم) ندرك ان بصيرتهم وعلمهم وجدهم وجهدهم قد طرقت كل الابواب فلا ندعي بجهل اننا اكتشفنا باية او حديث ما لم يكتشفوه فنرد الحديث بحجة انه يعارض المتواتر فين حين انهم لم يروا ذلك وقبلوا به
هذه الاضاءات لا تعني ان نتوقف عن البحث والاجتهاد ونلقي كل حاضرنا ومستقبلنا على الماضي.. وذلك ان الحياة بتجددها تحتاج لاجتهادات دائمة ومتجددة الا ان هذه الاضاءات تعلمنا كيف ننطلق في البحث والاجتهاد كما انطلقوا وتعلمنا من له الحق ومن ليس له في ولوج الساحة الفقهية ومن يخطب فيهاومن يخاصم فيها ...
!!!
ولما طاف على الساحة الفقهيه طائف فاصبحت كالصريم هانت على المسلمين وولجها ما هب ودب من ادعياء العلم واصبح من تدور حياته حول الوظيفة او مشاغل الحياة ويصتفح كتيبا بين الحين والاخر يرى في نفسه الحق في ولوج هذه الساحة و يتكلم بانكر الاصوات هل من مبارز ؟ او هل من مناظر ؟ ويتجرا على دين الله بفتاوى لا سند لها الا جهله العقيم الذي الذي لا لغة فيه ولا علم... ويصرخ عاليا هل من مناظر هل من مبارز؟ !!!
وليس ادل على ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما ، اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسئلوا ، فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا .
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
وكما قيل الجاهل يوقع حجرا في بئر ويحتاج الى مئة عاقل ليخرجه.
ولذلك كانت القيود والشروط في البحث والاستنباط حماية من الزلل والعبث بدين الله وكانت صمام امان في البحث والاستنباط والتاني ولذلك ادرك اصحاب العقول ان هذه القيود لا ينبغي لهم تجاوزها والقفز عنها ولم يضنيهم قول لا ادري ولم يشق عليهم التنازل عن رايهم حين يظهر خطاءه وعيبه فالامر جلل حين يكون دين الله هو من يعبث به وليس تحليل سياسي او راي فكري !!
قال تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) .
وكان المسلمون كل المسلمون امناء على هذه الساحة فلا يسمحوا للجهلة باختراقها وولوجها لان كلامهم لا يعتبر نقاشا وعلما وانما جدلا والجدل يلبس على كثير من الناس دينهم قال تعالى ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون)
وقال تعالى (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)
فالعالم والمقلد يناظر ويناقش في الايات والاحاديث بينما الجاهل الذي لا سلف لقوله يجادل في دين الله بغير علم ولا سلطان منير قال تعالى ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد)

فخطورة ولوج الجاهل الى الساحة الفقهيه ان ذلك يؤدي الى العبث والتشكيك بدين الله والباس الباطل بالحق ..!! وهذه مسؤلية كل مسلم بالذب عن حمى الفقه ودين الله
وكان المسلمون كل المسلمون امناء على هذه الساحة فلا يسمحوا للجهلة باختراقها وولوجها لان كلامهم لا يعتبر نقاشا وعلما وانما جدلا والجدل يلبس على كثير من الناس دينهم قال تعالى ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون)
وقال تعالى (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)
مسؤلية كل مسلم بالذب عن حمى الفقه ودين الله فياخذوا على لسان الظالم نفسه بان لا يقول على الله الاالحق.. والحق معروف طرقه في الاجتهاد والتقليد ..
وحين نقوم باماناتنا ونقلد الامر اهله ولا نسمح لاحد ان يبول في منابعنا الفقهية ويلقي مخلفاته بها... حينئذ تصفو وتنقى منابعنا الفقهية وتصبح صحة وعافية لنا ..
واختم قبل الاستغفار بقول صحابي يرسم هذا المنهج لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد
قال حذيفة بن اليمان (اتقوا الله وخذوا طريق من كان قبلكم والله لو لئن استقمتم لقد سبقبتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا او قال مبينا)
واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين
منقول