المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ محمد حسين من المسجد الأقصى بتاريخ 6/9/2002م وفق 28 جمادي الثاني 1423 هجري


admin
05-12-2009, 04:39 PM
تاريخ الخطبة: 28 جماد ثاني 1422 الموافق ل 6/9/2002م
عنوان الخطبة: يوم أُكل الثور الأبيض
الموضوع الرئيسي: العلم والدعوة والجهاد
الموضوع الفرعي: المسلمون في العالم
اسم الخطيب: محمد أحمد حسين

ملخص الخطبة
1- أمريكا وحرب صليبية جديدة على العراق. 2- قد بدت البغضاء من أفواههم. 3-عدوان أمريكا سيطول الجميع. 4- قدرة الأمة الإسلامية على مواجهة العدوان. 5- بعض أسباب التآمر على أمتنا. 6- بعض ممارسات اليهود اليومية بحق إخواننا فلسطين.

الخطبة الأولى
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم وطاعته، وأحذركم وإياي من عصيانه ومخالفة أمره لقوله تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifمَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [فصلت:46].
أما بعد: فيقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifيُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gif هُوَ ٱلَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [التوبة:32-33].
أيها المسلمون، أيها المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، حملة صليبية جديدة على العراق، تعد لها أمريكا المستكبرة ومن يدور في فلكها من قوى والشر والبطش والبغي والعدوان ، العراق هذا البلد الذي فرض عليه الحصار الدائم تحت مسمى الشرعية الدولية، دونما مراعاة للمعاناة التي يعيشها الشعب العراقي على مدى ساعات الحصار الطويلة التي زادت على اثنتي عشرة سنة، تحت سمع وبصر العالم بأسره، الذي يتخذ من قرارات الشرعية الدولية ستاراً لتغطية الظلم والموت الذي لحق بأطفال ونساء وشيوخ ورجال العراق.
أيها المسلمون، وللإعداد لهذه الحرب راحت أمريكا تهيئ الساحة الدولية والعربية والإسلامية من خلال وسائل الإعلام وزيارة مبعوثيها إلى دول المنطقة والعالم لنيل تأييدهم لهذه الحرب القذرة، التي تستهدف على حد زعم أمريكا تحقيق الأمن ونزع أسلحة الدمار الشامل التي قد يمتلكها العراق، وكأن المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها حليفة أمريكا ( إسرائيل ) وتهدد أمن المنطقة ، وصدق الله العظيم: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifكَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوٰهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَـٰسِقُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [التوبة:8].
أيها المسلمون، يا إخوة الإيمان في كل مكان، لم تعد أهداف ونوايا أعداء الإسلام خافية على كل ذي بصيرة من المؤمنين، مهما حاول أعداء أن يغلفوا نواياهم بستار الحرص على أمن شعوب المنطقة ودولها، وقد فضح الله أمرهم من خلال ما نشرت وسائل إعلامهم التي ما فتئت تبث سمها في تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتلصق بشعوب الأمة الإسلامية تُهم الإرهاب والعدوان، مع أن غالبية هذه الشعوب تتعرض للعدوان والاضطهاد من قبل الإرهاب المنظم من الدول التي تمارسه، ولا أدل على ذلك من العدوان المستمر التي تمارسه أمريكا وبريطانيا على شعب العراق في شمال العراق وجنوبه، تحت طائلة مناطق الحظر الجوي الذي فرضته أمريكا الظالمة وبريطانيا المجرمة على شعب العراق، هذا الشعب الذي تتوعده أمريكا بالعدوان وتمنيه بالحرية بعد تدمير العراق والاستيلاء على نفطه وخيراته، والذي يشكل أهم سبب العدوان على هذا البلد المسلم وعلى كل ديار المسلمين، لتبقى الأمة الإسلامية أمة ضعيفة تعيش في عالم الصراع، فيه المصالح تهيمن والقوة على جميع مناحي الحياة ونشاطاتها .
أيها المسلمون، يا إخوة الإيمان في كل مكان، أما آن لأمتكم أمام هذه الأخطار المحيطة بها أن تقف في وجه مخططات الكفر ودول الاستعمار التي تستعد للانقضاض على الأمة وشعوبها تحت ذريعة العدوان على العراق، لتعيد هذه الدول بلادكم وشعوبكم تحت نير الاستعمار والسيطرة والتقسيم، كما فعلت هذه الدول المستعمرة بالدول الإسلامية حينما قضي على الخلافة الإسلامية في مطلع القرن الماضي.
إن الشعوب الإسلامية لن ترحم من يعاون أو يوالي المعتدين المستعمرين، فقد شبت شعوب الأمة عن الطوق، وباتت تدرك أن إسلامها وأرضها ووحدتها هي المستهدفة بهذا العدوان الغاشم الذي تروج له أمريكا وتقرع طبول حربه، وتحاول أن تجمع العالم، لتقوم تحت ما يسمى بالشرعية الدولية بتنفيذ عدوانها و مخططاتها .
أيها المسلمون، إن أمتكم تملك من وسائل القوة وعوامل الوحدة ما يدفع عنها عواديّ الظلام إن هي أحسنت استخدامها، وسخرتها لخدمة مصالح شعوبها وحماية أرضها ومقدراتها.
وللمسلمين تاريخ حافل في مواجهة الباطل ورد المعتدي، منذ أن تحالفت قوى الشر والشرك على محاربة الإسلام في الزمن الأول، وستستمر هذه المعركة ما دام الباطل يحارب الحق، والظلم يصارع الإيمان، كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifوَلاَ يَزَالُونَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [البقرة:217]، وأنى لهم ذلك، والله يتحداهم ويرد مسعاهم بقوله تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gif يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [التوبة:32].
وجاء في الحديث الشريف عن تميم الداري رضي الله عنه سمعت رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif يقول: ((ليبلغن هذا الأمر [أي هذا الدين] ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز، أو بِذُلِّ ذليل، عزاً يعز به الله الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر))[1] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2002-09-06.htm#_ftn1).
ويا فوز المستغفرين، استغفروا الله، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.



<HR align=right width=33 SIZE=1>([1]) رواه الحاكم في المستدرك من حديث تميم(8326)، ورواه أحمد في المسند(16509). قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. مجمع الزوائد(6/14).



الخطبة الثانية
الحمد لله الهادي إلى الصراط المستقيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، أحب لعباده أن يعملوا لدينهم ودنياهم حتى يفوزوا بنعم الله وينالوا رضوانه، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، تركنا على المحبة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وبعد:
أيها المسلمون، إن قوى الشر والعدوان لا يردها عن معاداة المسلمين أية قوة، وهي عملت وتعمل عليه باستمرار من خلال الاحتلال والاستعمار لبلاد المسلمين، لما تتمتع به هذه البلاد من موقع جغرافي متوسط بين دول العالم، وما تحويه من ثروات طبيعية واحتياط لمصادر الطاقة وطرق التجارة العالمية من خلال المنافذ البرية والبحرية والجوية على الكثير من دول العالم التي تسعى أمريكا المستكبرة إلى فرض هيمنتها على اقتصادها وأسواقها.
أيها المسلمون، إن الأمة اليوم تقف أمام تحد خطير يهدد وجودها ومستقبلها، فلا بد من وحدة الموقف ورص الصفوف والعمل الفعلي على الساحة العربية والإسلامية لدرء هذا الخطر الذي يهدد شعوب هذه الأمة وديارها وتطوير وتعميق الموقف الرافض لكل عدوان على العراق أو غيره من الأقطار العربية والإسلامية، فهدف العدوان أن ينام الجميع وأن يتفرد المستعمر باستفراد كل بلد على حدة، وما جرى في أفغانستان ليس عنكم ببعيد، فهل من معتبر ؟ وهل من مذكر ؟ فاعتبروا يا أولي الإبصار .
أيها المسلمون، يا أبناء ديار الإسراء والمعراج، إن ما يمارسه العدو على شعبنا بفرض عقوبات جماعية، من حصار ومنع للتجول وهدم البيوت وتجريف للأراضي والمزارع والقصف العشوائي للقرى والمدن والمخيمات والقتل الجماعي للمدنيين في طولكرم والشيخ عجلين وبني نعيم، وما سبق هذه المجازر من استهداف للقتل بغرض للقتل وإبعاد المواطنين عن أماكن سكناهم في الضفة الغربية إلى قطاع غزة بقرار من المحاكم الإسرائيلية التي يدعي الذين يحتلون هذه الديارأن عندها العدل.
وكذا الحصار، وكل هذه التصرفات تدل بشكل قاطع على ترابط العدوان في تنفيذ مخططاته ضد شعوب أمتنا الإسلامية، هذه الشعوب التي يقع على عاتقها أن تنهض منادية وبقوة للعودة الصادقة إلى تحكيم الإسلام والالتزام به عقيدة وشريعة ونظام حياة وإزالة كل القوانين التي تقف في وجه هذا الهدف العظيم الذي يحقق عزة الأمة ويرعى مقدساتها ويحفظ حرماتها ويصون أوقافها، وما ذلك بعزيز على أمة دينها الإسلام، ودستورها القرآن الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، وجعلها خير أمة أخرجت للناس.
ورضي الله عن الفاروق عمر حيث قال: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله).