المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل إنتهت صلاحية أمر الرسول بالصبر على الولاة الظلمة ؟


|علاء|
02-26-2011, 03:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

وبعد ,

قد يقول القائل , ويسأل السائل , ويتسائل المتسائل , أن ما ذكر في الكتاب والسنة , من ايات وأحاديث ,
تقتضي بعدم الخروج على الحاكم المسلم الظالم , ومنازعته ومقاتلته ما ظهر عليه الكفر البواح , أو حكم بغير
ما شرع وأنزل الله , والصبر عوضاً لا يكون إلا في ظل دولة إسلامية (خلافة ).

وأن أمر الله والرسول بالصبر والطاعة يكون فقط في ظل دولة إسلامية وأمر الله والرسول لا ينطبق في غير ظل الخلافة .



فهل هذا صحيح ؟

يبدو أننا في العصر الذي ذكره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :

ففي حديث حذيفة، رضي الله عنه، فيما أخرجه البخاري ومسلم (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. قلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك. قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم تكن جماعة ولا إمام. قال: فاعتزل تلك الفِرَق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك).

أما عن كون الخروج على الحكام لظلمهم معصية لله ورسوله فقط في إطار الخلافة الإسلامية,
وغير هذا الإطار فهي جائزة , فهذا رأي , والدين ليس برأي ولا الرأي بدين .


أما لأبين أن هذا الرأي ليس صحيحاً , فسنلجأ إلى كلام الرسول , لا كلامنا نحن .

صحيح مسلم :

كتاب الإمارة :

بَاب الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ عِنْدَ ظُلْمِ الْوُلَاةِ وَاسْتِئْثَارِهِمْ

1845 (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ خَلَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كَمَا اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ. وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ خَلَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ وَحَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَلَمْ يَقُلْ خَلَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ).

أي أن أمر الرسول بالصبر عند ظلم الولاة للشعب , كائن في إطار "بعد " الرسول.

فالسؤال هنا : هل قصد الرسول أمره بالصبر فقط في فترة الخلافة الأولى , وبعد زوالها لا يجوز
الصبر وأمر الرسول قد إنتهيت صلاحيته ؟

الجواب : لا , بل قصد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً الفترة التي نحن فيها ,
وهي فترة الحكم الجبري .

والفترة بكلمة "بعدي " التي قالها الرسول , قد وضحها الرسول في حديث ثان :



عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت.

قال حبيب فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه فقلت له إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين يعني عمر بعد الملك العاض والجبرية فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه) رواه أحمد والطيالسي والبزار، وعزاه البوصيري لابن أبي شيبة وللطبراني في الأوسط مختصراً، وقال الحافظ الهيثمي: رجاله ثقات

مسند أحمد (4ت:273) ومسند الطيالسي (58ـ 59رقم 438) وفيه سقط من المطبعة، والبحر الزخار (7:ت223ـ224) والمعجم الأوسط (6ت:345) وكشف الأستار (2: 231ـ 232) وإتحاف الخيرة المهرة (6ب:167)، ومجمع الزوائد (5ت: 188) ومجمع البحرين (4: ب 303ـ 304).


فمن هنا , نرى أن أمر الرسول الشعب بالصبر على الوالي الظالم , وعدم الخروج عليه ما
لم يحكم بغير شرع الله أو ظهر عليه الكفر البواح لنا من الله فيه برهان , مثمثل في الفترة
التي ستأتي بعده والمذكورة أعلاه في الحديث , والتي تشمل أيامنا هذه (فترة الحكم الجبري).

ومن هنا , فالقول القائل أن أمر الرسول بالصبر لا ينطبق على أيامنا هذه , وقد إنتهت صلاحيته , فكلامه باطل
باطل باطل .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .




<a target="_blank" href="http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=11546" linkindex="1">
<font size="7">مواضيع ذات صلة :
حكم ثورة الشعوب ضد الحكام <font/>


<a target="_blank" href="http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=11629" linkindex="2">
<font size="7">
حكم المظاهرات السلمية ضد الحكام <font/>


<a target="_blank" href="http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=11795" linkindex="2">
<font size="7">
وَرَجُلٌ قَامَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتله <font/>

نائل أبو محمد
02-26-2011, 09:15 PM
السبت 23 ربيع الأول 1432