المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى في بعض الخرافـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ت المنتشرة بين العوام


محب الأقصى
02-27-2011, 02:32 PM
أنبه أني حاولت الابتعاد عن خرافات الصوفية فهي كثيرة...
ويشرفني تعليقاتكم على الموضوع




رقم الفتوى 32494 رش الملح والسبوع - رؤية شرعية

تاريخ الفتوى : 23 ربيع الأول 1424

السؤال

هل رش الملح والسبوع عامة حرام أم مكروه؟

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا نعلم أصلاً لما يسمى بالسبوع وهو حفلة تقام للاحتفال بالمولود بعد ولادته بسبعة أيام، وتمارس فيها أمور منكرة من دق الهون أو رش الملح أو نحو ذلك للاعتقاد بأن ذلك ينفع المولود ويدفع عنه العين.

وهذا السبوع من البدع التي حلت محل سنة العقيقة، ولذا يجب إنكاره والحذر منه والتمسك بالسنن الشرعية وتحويل الأموال التي تنفق في عمل هذا السبوع لعمل العقيقة عن المولود، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه. رواه أحمد، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 5611 .

ورش الملح ونحوه من الأمور التي تعمل في هذا السبوع ويصاحبها اعتقاد فاسد بأن هذه الأمور تنفع المولود، وهذه الأمور لو لم يكن فيها إلا التبذير وإضاعة المال لكفى في تحريمها، فكيف إذا انضم إليها اعتقاد فاسد بأن ذلك ينفع المولود، وقد قرر أهل العلم أنه لا يجوز للمسلم أن يجعل شيئاً سببا لجلب نفع أو دفع ضر إلا ما ثبت شرعاً أو حساً أنه كذلك، وهذه الأمور ليست كذلك، بل هي خرافات وأوهام وذريعة لزعزعة، عقيدة التوحيد، وقد تكون شركا إذا بذلت للتقرب إلى الجن، قال الشيخ علي محفوظ رحمه الله في كتابه الإبداع في مضار الابتداع: ومنها -أي من البدع ما يعمل في اليوم السابع من الولادة وليلته من تزيين نحو الإبريق بأنواع الحلى والرياحين من رشح الملح وإيقاد الشموع والدق بالهون ونحوه من الكلمات المعروفة، ثم تعليق شيء من الحبوب مع الملح على الطفل. انتهى.

وبهذا تعلم عدم جواز هذه الأمور ونحوها.

والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه









رقم الفتوى 35399 أوهام لم يثبت بها الشرع.

تاريخ الفتوى : 28 جمادي الأولى 1424

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أود أن أعرف إن كان صحيحا هذا القول: أن من تدخل هي الأولى عند العروس بعد الدخلة وتراها هي الأولى تتزوج بعدها. فهل هذا صحيح أم لا أم خرافات فقط؟ وهناك بعض البنات في خطوبتهن يلبسن اللون الأسود من بعض الثياب للفأل الحسن مثلا، فما رأيكم؟

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن هذه شائعات لا أصل لها في الشرع، بل هي قائمة على أساس من الأوهام والخرافات، وما كان كذلك فهو باطل، ولا أساس له من الصحة. وأما أصل الفأل الحسن، فهو مطلوب ومرغب فيه شرعا، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 28954 . والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه





رقم الفتوى 36468 تلاقي أرواح الموتى بالحيوانات خرافة

تاريخ الفتوى : 22 جمادي الثانية 1424

السؤال

تلاقي الأرواح.. ما مدى صحة اعتقاد تلاقي أرواح التوائم من الإنسان بأرواح حيوانات مثل القطط، كما هو سائد لدينا في صعيد مصر، لدرجة أنه تحكى قصص كثيرة في ذلك يؤكدها أصحابها، أفيدونا جزاكم الله خيرًا.

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن مثل هذا النوع من الاعتقاد إنما هو مجرد خرافات وأوهام لا أساس لها من الصحة، ولم يثبت بها الشرع، ولا يجوز للمسلم اعتقادها بحال، وهي أشبه بمعتقد تناسخ الأرواح الذي تقول به بعض الفرق الضالة، فراجع في هذا الفتوى رقم: 17986 . والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه





رقم الفتوى 39635 موضع النعل لا تعلق له بالأدب مع الله

تاريخ الفتوى : 06 رمضان 1424

السؤال

السلام عليكم عندنا عادة في مصر أنه إذا رأى أحدنا الشبشب (النعال) مقلوبا وضعه على هيئته الصحيحة، بحجة أنه إذا كان مقلوبا كان في جهة السماء حيث الله تبارك وتعالى... فهل هذا العمل صحيح وفيه توقير لله تعالى؟

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلم نجد أحداً من أهل العلم ينص على أن وضع النعال على شكلها الصحيح فيه أدب مع الله تعالى وأن عكسه خلاف ذلك، بل لعل هذا من خرافات الشعوب التي لا تستند إلى أصل شرعي. والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه







رقم الفتوى 43544 استعمال الحروف المقطعة للعلاج من سبل السحرة والكهنة

تاريخ الفتوى : 02 ذو الحجة 1424

السؤال

أرجو إفادتي عن حكم هذه الطريقة في إسكان ألم الضرس وهي كالتالي :

ينقش بالمسمار على الأرض عدد سبعة أحرف عربية مقطعة ويوضع المسمار على الحرف الأول ويقوم المعزم بقراءة آيات من القرآن الكريم فإذا سكن الوجع دق المسمار في الأرض وإلا انتقل إلى الحرف الثاني مع مضاعفة القراءة وهكذا إلى أن يسكن الألم مع أحد الأحرف

وهذه الطريقة مجربة في وقف الألم في حينه

فهل الأخذ بهذه الطريقة جائز شرعا أم لا ؟

أفيدوني أثابكم الله وبارك فيكم

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا حرج على المسلم في التداوي من جميع الأمراض التي تصيبه ومن ذلك آلام الضرس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.

وإن جمع المسلم مع هذه الرقية الشرعية وهي ما كانت بكتاب الله تعالى وبأسمائه الحسنى وصفاته وما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم لكان ذلك أحسن، وانظر الفتوى رقم: 6262 .

أما ما أشار إليه السائل من علاج لتسكين آلام الضرس فهو- باستثناء القرآن- خرافات لا أصل لها في الشرع، والواجب على المسلم الحذر من ذلك، وليعلم أن الأسباب التي يستعان بها في التداوي والرقية، إما أن تكون أسباباً شرعية -أي علم نفعها بالشرع- كقراءة الفاتحة على المريض، ووضع اليد على موضع الألم وقول: بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر، سبع مرات رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه.

وإما أن تكون أسباباً حسية، كدواء يضعه على الضرس، أو قطرة يضعها في العين مما ثبت بالتجربة أنه دواء نافع، وما عدا ذلك فالتعلق به شرك، كأن يلبس حلقة في يده للشفاء، أو أن يضع قلادة في عنقه لجلب الحظ، أو أن يضرب بمسمار في الأرض ليشفى ألمه، فهذا لم يعلم كونه سببا لا من جهة الشرع، ولا من جهة الحس، إذ لا اتصال بين هذا المسمار وبين موضع الألم، وإنما كان هذا شركاً لأنه اعتداء على الربوبية، وجعل ما ليس سبباً سبباً، هذا مع احتمال كون الأحرف الموضوعة على الأرض اسما لشيطان، أو شياطين.

وبالجملة فاستعمال الحروف المقطعة سبيل من سبل السحرة والكهنة، فالحذر الحذر من ذلك.

والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه







رقم الفتوى 52170 هل تؤدي زيارة الحائض أو الجنب للنفساء إلى الكبسة؟

تاريخ الفتوى : 01 رجب 1425

السؤال

أريد أن أستفسر إذا كان هذا الأمر حقيقة أم بدعة النساء يعتقدون أن االمرأة إذا ولدت وذهبت إلى زيارتها امرأة حائض أو جنب ذلك لا يجوز لأن زيارتها قد تضر في المولود يقولون تسبب للمولود كبسة أي يمرض ولا يشفى حتى يرقى هل هذا صحيح أم بدعة ابتدعها النساء واتبعنها لجهلهن؟ أفيدوني جزاكم الله كل الخير

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب أن هذا الأمر من خرافات العامة العجيبة ومن البدع المذمومة، ومن أوهام تشاؤمهم أن دخول الحائض أو الجنب على النفساء أو الدخول باللحم أو الباذنجان (يكبس المرأة) أي يمنع نزول اللبن للرضيع، كما أشارإلى ذلك العلامة علي محفوظ رحمه الله في الإبداع في مضار الابتداع، ويجب أن يعلم أن النفع والضر بيد الله سبحانه وليس لمثل هذه الأمور أي أثر، ففي حديث معاوية بن الحكم السلمي عند مسلم قال يا رسول الله: إن منا رجالا يتطيرون، قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم . وقال: ليس منا من تطير أو تطير له . رواه الطبراني وصححه الألباني . وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك، ثلاثا، وما منا إلا وفيه، ولكن يذهبه الله عز وجل بالتوكل . رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. وعلاج من يجد في نفسه شيئا من هذا هو أن يفعل ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن يقول : اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك. ثم يمضي لحاجته . رواه أحمد وصححه الألباني

والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه





رقم الفتوى 53210 العهود السبعة السليمانية.. خزعبلات وأكاذيب

تاريخ الفتوى : 26 رجب 1425

السؤال

ما مدى صحة العهود السبعة السليمانية؟

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حقيقة لما يسمى بالعهود السبعة السليمانية، وإنما هي خرافات وخزعبلات وادعاء أكاذيب على نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام، ورد في بعض الكتب أن الذي يسمى بالتابعة هي التي أعطت لسليمان هذه العهود السبعة، والتي صارت بعد تسمى بالعهود السبعة السليمانية.

جاء في كتاب الرحمة في الطب والحكمة أن: التابعة عجوز شمطاء تهدم الدور والقصور، وتقلل الرزق بالليل والنهار، وتخلف الربا والأشرار، فما أن علم بها سليمان حتى أمر بجرها بالسلاسل والأغلال، وعذبها عذاباً شديداً، وقال لها: كيف نخفف عنك العذاب والشر كله منك، قالت: يا نبي الله، أنا التابعة التي أخلي الديار، وأنا معمرة الهناشير والقبور، وأنا التي مني كل داء ومضرة، نومي على الصغير فيكون كأن لم يكن، وعلى الكبير بالأوجاع والأمراض والعلل والبلاء العظيم والفقر، وأسلط عليه ما لا يقدر عليه، ونومي على المرأة عند الحيض أو عند الولادة فتعقر ولا يعمر حجرها، ونومي على التاجر في تجارته بعد الفرح بالربح فيها فيخيب ويخسر. وأخذت تعدد ألوانا وأصنافا من العذاب والبلاء التي تمتحن بها عباد الله، وقد أعطته العهود والمواثيق -العهود السليمانية السبعة- وأن من علقها فإنها لا تقربه في نفسه أو أهله أو ماله. انتهى ص: 95-96.

وهذا الكلام لا يعقله عاقل؛ إذ المتصرف في الكون هو الله وحده لا شريك له، وادعاء مثل هذه الأمور كفر وضلال، وكافة تلك العهود تزخر بالشرك، وفيها الاستغاثة بغير الله، وتحتوي على طلاسم وعزائم لا يُفقه معناها....

وننبه إلى أن كتاب الرحمة في الطب والحكمة يضم الكثير من هذه الكفريات والخرافات التي ليس لها أصل في الدين، بل أغرب من ذلك أن فيه الأمر بكتابة بعض الآيات بالنجاسة مما هو ردة صريحة، وقد نسب هذا الكتاب -كذبا- إلى الإمام السيوطي ، ومعلوم أن عالما في منزلة السيوطي من الورع والزهد والتمسك بالسنة لا يقول مثل هذا الكلام.

والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه

محب الأقصى
02-27-2011, 03:09 PM
رقم السؤال:
97221
العنوان:
خرافات من العوام فيها تشاؤم بحصول مكروه
السؤال:
أريد أن أسأل عن حكم الإيمان بالمعتقدات التي يؤمن بها بعض الناس ، كأن يلعبوا بالماء ، أو أن يرشوا بعضهم بالماء ، فيعتقدون أنه يسبب بذلك الفراق لهم ، أو أن يعتقدوا عند العبث بالمقص كفتحه وإغلاقه بدون سبب ، أنه يسبب حدوث مشاكل في البيت لدى العائلة ، أو الإيمان عندما تعبر فوق طفل صغير بأنه لن يطول ويؤثر عليه . فما حكم هذه المعتقدات ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
هذه الخرافات - وأمثالها كثير - هي من باب الشؤم المنهي عنه في الشرع المطهَّر ، وخرافات الناس في هذا الباب لا حصر لها ، فمنهم من يتشاءم بمرئي - كرؤية البومة والقط الأسود - ، ومنهم من يتشاءم بمسموع - كسماع صوت البومة والغراب - ، وحتى لو كان المرئي أو المسموع آية من كتاب الله تُرى في المصحف ، أو تُسمع من قارئ ! كآية وعيد أو عقاب ، ومنهم من يتشاءم بعدد - كالتشاؤم من رقم 13 - ، أو زمان - كالتشاؤم من يوم الأربعاء ، أو من شهر شوال إذا أراد الزواج فيه - ، أو مكان - كالتشاؤم من مكان حصل فيه جريمة - ، أو صفة شخص - كالتشاؤم من الأعرج والأعمى - ، أو حال إنسان - كالتشاؤم من رؤية فقير أو محتاج - .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : ( لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ، قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ ؟ قَالَ : كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ ). رواه البخاري (5776) ومسلم (2224) .
عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطيَرَةُ شِرْك ) .
رواه الترمذي ( 1614 ) وأبو داود ( 3910 ) وابن ماجه ( 3538 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
وقوله : ( الطِّيَرَة ) على وزن فِعَلَة ، وهي اسم مصدر تطيَّر ، والمصدر منه : تطيُّر ، وهي التشاؤم بمرئي ، أو مسموع ، وقيل : التشاؤم بمعلوم مرئيّاً كان ، أو مسموعاً ، زماناً كان أو مكاناً ، وهذا أشمل ؛ فيشمل ما لا يُرى ، ولا يُسمع ؛ كالتطير بالزمان .
وأصل التطيُّر : التشاؤم ، لكن أضيفت إلى الطير ؛ لأن غالب التشاؤم عند العرب بالطير ، فعلقت به ، وإلا فإن تعريفها العام : التشاؤم بمرئي ، أو مسموع ، أو معلوم .
وكان العرب يتشاءمون بالطير ، وبالزمان ، وبالأشخاص ، وهذا من الشرك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
والإنسان إذا فَتَحَ على نفسه باب التشاؤم : ضاقت عليه الدنيا ، وصار يتخيل كل شيء أنه شؤم ، حتى إنه يوجد أناس إذا أصبح وخرج من بيته ثم قابله رجل ليس له إلا عين واحدة : تشاءم ، وقال : اليوم يوم سوء ، وأغلق دكانه ، ولم يبع ، ولم يشتر - والعياذ بالله - ، وكان بعضهم يتشاءم بيوم الأربعاء ، ويقول : إنه يوم نحس وشؤم ، ومنهم من يتشاءم بشهر شوال ، ولا سيما في النكاح ، وقد نقضت عائشة رضي الله عنها هذا التشاؤم ، بأنه صلى الله عليه وسلم عقد عليها في شوال ، وبنى بها في شوال ؛ فكانت تقول: " أيكن كان أحظى عنده مني ؟ " - رواه مسلم - ، والجواب : لا أحد .
فالمهم : أن التشاؤم ينبغي للإنسان أن لا يطرأ له على بال ؛ لأنه ينكد عليه عيشه ؛ فالواجب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يعجبه الفأل - رواه البخاري ومسلم - ، فينبغي للإنسان أن يتفاءل بالخير ، ولا يتشاءم ، كذلك بعض الناس إذا حاول الأمر مرة بعد أخرى تشاءم بأنه لن ينجح فيه فيتركه ، وهذا خطأ ؛ فكل شيء ترى فيه المصلحة : فلا تتقاعس عنه في أول محاولة ، وحاول مرة بعد أخرى ، حتى يفتح الله عليك .
" القول المفيد شرح كتاب التوحيد " ( 2 / 39 - 41 ) ، و " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 9 / 515 ، 516 ) .
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - :
وذكر البيهقي في " الشعب " عن الحليمي ما ملخصه :
كان التطير في الجاهلية في العرب : إزعاج الطير عند إرادة الخروج للحاجة ... .
وهكذا كانوا يتطيرون بصوت الغراب ، وبمرور الظباء ، فسموا الكل تطيُّراً ؛ لأن أصله الأول .
قال :
وكان التشاؤم في العجم : إذا رأى الصبي ذاهباً إلى المعلم : تشاءم ، أو راجعاً : تيمَّن ، وكذا إذا رأى الجمل موقراً حملاً : تشاءم ، فإن رآه واضعاً حمله : تيمَّن ، ونحو ذلك .
فجاء الشرع برفع ذلك كله .
" فتح الباري " ( 10 / 215 ) .
ولم يُذكر التطير في القرآن الكريم إلا عن أعداء الرسل ، وهو يدل على أن فاعله ومعتقده فيه من جاهلية هؤلاء ، بقدر ما عنده في هذا الباب .
قال ابن القيم - رحمه الله - :
ولم يحك الله التطير إلا عن أعداء الرسل ، كما قالوا لرسلهم ( إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ . قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) يس/18،19 ، وكذلك حكى الله سبحانه عن قوم فرعون ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ ) الأعراف/131 .
" مفتاح دار السعادة " ( 3 / 231 ، 232 ) .
وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - عن أهل الجاهلية - :
وكان أكثرهم يتطيرون ، ويعتمدون على ذلك ، ويصح معهم غالباً ، لتزيين الشيطان ذلك ، وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين .
" فتح الباري " ( 10 / 213 ) .
وقد نبَّه العلماء - أيضاً - على بعض الخرافات المنتشرة بين الناس مما يتشاءمون به في حدوث قطيعة أو فساد أو طلاق .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
قد حصل مني عند عقد الزواج فرقعة إصبع ، وأنا جاهل في أن فرقعة الأصابع وتشبيك الأصابع يضعن تعقيداً للزواج ، وبعد أن علمتُ خجلتُ أن أسأل ، وأنا لي ثلاثة أطفال ، ومدة زواجي سبع سنوات ، فماذا أفعل ؟ هل أعقد عقداً جديداً أو ماذا أفعل ؟ .
فأجابوا :
إذا كان الواقع كما ذكرتَ : فلا تأثير لما ذكرتَ من تشبيك الأصابع ، وفرقعتها حين إجراء عقد النكاح ، فلا أثر لذلك على العقد ، بل هو صحيح ، ولا تحتاج إلى إعادته ، واترك التشاؤم مما ذكرتَ ومن غيره ؛ لأنه مناف للإسلام .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 18 / 114 ) .
وكل ما جاء في السؤال فهو من الباب نفسه الذي أدخل الشيطان منه كثيراً من الناس ، فجعلهم يتشاءمون من أشياء لا تأثير لها على واقعهم ، فلا يزال المسلمون يسبحون ويرشون بعضهم بعضاً بالماء ، ويلعب الأطفال في برك السباحة ، ولا يُعلم تأثير ذلك عليهم سلباً ، ومثله يقال في خرافة فتح وإغلاق المقص ، والعبور فوق الطفل ، وقص الأظافر ليلاً ، وكنس البيت بالليل ، والامتناع عن الغسيل يوم الاثنين ، وغير ذلك مما لا حصر له من خرافاتهم وأوهامهم التي تخوفهم مما لا يُخاف منه ، وتُبعدهم عن العمل والتفاؤل ، وتنقض توكلهم على ربهم تعالى .
قال ابن القيم - رحمه الله - :
التطير هو التشاؤم من الشيء المرئي أو المسموع ، فإذا استعملها الإنسان فرجع بها من سفره ، وامتنع بها مما عزم عليه : فقد قرع باب الشرك ، بل ولجه ، وبرئ من التوكل على الله ، وفتح على نفسه باب الخوف ، والتعلق بغير الله ، والتطير مما يراه ، أو يسمعه ، وذلك قاطع له عن مقام ( إياك نعبد وإياك نستعين ) و ( فاعبده وتوكل عليه ) و ( عليه توكلت وإليه أنيب ) ، فيصير قلبه متعلقا بغير الله ، عبادة ، وتوكلا ، فيفسد عليه قلبه ، وإيمانه ، وحاله ، ويبقى هدفاً لسهام الطيرة ، ويساق إليه من كل أوب ، ويقيض له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ، ودنياه ، وكم هلك بذلك وخسر الدنيا والآخرة ، فأين هذا من الفأل الصالح ، السار للقلوب ، المؤيد للآمال ، الفاتح باب الرجاء ، المسكن للخوف ، الرابط للجأش ، الباعث على الاستعانة بالله ، والتوكل عليه ، والاستبشار ، المقوي لأمله ، السار لنفسه ؟ ، فهذا ضد الطيرة ، فالفأل : يفضي بصاحبه إلى الطاعة ، والتوحيد ، والطيرة تفضي بصاحبها إلى المعصية ، والشرك ، فلهذا استحب صلى الله عليه و سلم الفأل ، وأبطل الطيرة .
" مفتاح دار السعادة " ( 2 / 246 ، 247 ) .
ثانياً:
ولعلاج هذا التشاؤم الذي يوسوس به الشيطان ويزينه لأصحابه :
1. التوكل على الله حق التوكل .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ) وما مِنَّا إلا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ .
رواه الترمذي ( 1614 ) وأبو داود ( 3910 ) وابن ماجه (3538 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
قال ابن عبد البر - رحمه الله - :
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( نهى عن التطير ) ، وقال ( لا طِيَرة ) ؛ وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يتطيرون ، فنهاهم عن ذلك ، وأمرهم بالتوكل على الله ؛ لأنه لا شيء في حكمه إلا ما شاء ، ولا يعلم الغيب غيره .
" التمهيد " ( 24 / 195 ) .
. أن يمضي في حاجته ، ولا يتأخر ، ولا يرجع .
3. أن يدعو الله تعالى بأن يخلِّصه من كيد الشيطان بها ، ويسأله تعالى الخير ، ويستعيذ به من الشر .
عن عبد اللَّهِ بن عَمْرٍو رضي الله عنهما قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( مَن رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ من حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ ) قالوا : يا رَسُولَ اللَّهِ ما كَفَّارَةُ ذلك ؟ قال ( أن يَقُولَ أَحَدُهُمْ : اللهم لاَ خَيْرَ إلا خَيْرُكَ وَلاَ طَيْرَ إلا طَيْرُكَ وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ ) .
رواه أحمد ( 7045 ) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 3 / 53 تحت الحديث 1056 ) .
قال المنَّاوي - رحمه الله - :
فينبغي لمن طرقته الطيرة أن يسأل الله تعالى الخير ، ويستعيذ به من الشر ، ويمضي في حاجته متوكلا عليه .
" فيض القدير " ( 6 / 136 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
وقوله : ( فلا خير إلا خيرك ) : هذا الحصر حقيقي ، فالخير كله من الله ، سواء كان بسبب معلوم ، أو بغيره .
وقوله : ( لا طير إلا طيرك ) : أي : الطيور كلها ملكك ؛ فهي لا تفعل شيئاً ، وإنما هي مسخرة ، قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) الملك/19 ، وقال تعالى : ( أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) النحل/79 ، فالمهم : أن الطير مسخرة بإذن الله ؛ فالله تعالى هو الذي يدبرها ، ويصرفها ، ويسخرها ، تذهب يميناً وشمالاً ، ولا علاقة لها بالحوادث .
ويحتمل أن المراد بالطير هنا : ما يتشاءم به الإنسان ، فكل ما يحدث للإنسان من التشاؤم والحوادث المكروهة : فإنه مِن الله ، كما أن الخير من الله ؛ كما قال تعالى : ( ألا إنما طائرهم عند الله ) الأعراف/131 .
لكن سبق لنا أن الشر في فعل الله ليس بواقع ، بل الشر في المفعول ، لا في الفعل ، بل فعله تعالى كله خير ، إما خير لذاته ، وإما لما يترتب عليه من المصالح العظيمة ، التي تجعله خيراً .
فيكون قوله : ( لا طير إلا طيرك ) مقابلا لقوله : ( ولا خير إلا خيرك ) .
" القول المفيد شرح كتاب التوحيد " ( 2 / 117 ، 118 ) ، و " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 9 / 578 ) .
قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - :
فالحاصل؛ أن الطيرة تعالج بهذه الأمور الثلاثة :
أولا : التوكل على الله .
ثانيا : المضي وعدم التأثر بها ، ولا تظهر على تصرفاتك ، وما كأنها وجدت .
والثالثة : أن تدعو بهذه الدعوات الواردة في الأحاديث ، فإذا دعوت الله بهذه الدعوات : فإن الله يعافيك من الطيرة ، ويمدك بإعانته ، ونصره ، وتوفيقه .
" إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد " ( 2 / 14 ) .
والله أعلم









س5 : توجد امرأة مريضة بمرض نفسي , وقال لها الناس إن المريض إذا أصابه مرض صعب تقرأ سورة الزلزلة في قراية أما شفي أو مات .
وطلبت من يقرأ لها وشربت من القراءة , وبعد فترة حملت وشربت من القراءة فولد الطفل سليما . وبعد فطامه حملت بآخر . وفي الشهر التاسع جاءها المرض مرة أخرى وشربت من القراءة ولكن في نفس اليوم ولدت طفلا ميتا . وبعد فترة حملت بواحد آخر; وعاودها المرض وشربت من نفس القراءة , وفي الشهر الثامن شربت من القراءة وولد الولد ميتا .
وبعد فترة حملت , في شهرها السابع أحست بمرض وشربت منها وفي الليلة التي بعدها ولدت طفلة حية . وقد سمعت من الناس أن سورة الزلزلة تسقط الأطفال وفي القراءة حبة سوداء أو الحبة السوداء تسقط الطفل وهي لا تعلم هذا . فهل يلحقها شيء من الأطفال الذين ماتوا ؟
جـ5 : أولا : ما يقول الناس عن سورة الزلزلة أنها تشفي المريض أو يموت وما قالوه أنها تسقط الولد كله لا أصل له بل هو من خرافات العامة الباطلة .
ثانيا : ليس على المرأة المذكورة فدية ولا كفارة ; لأن عملها ليس سببا لموتهما .
مجموع فتاوى ابن باز



من محمد بن إبراهيم إلى المكرم أحمد الكردي الغامدي. المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
كتابك لنا الذي لم يؤرخ وصل، وسألت فيه عن حكم تغطية المرأة وجهها ويديها ورجليها عن القمر وعن محارمها في حالة ما إذا كان روجها متوف وهي محادة عليه.
والجواب: لا يجوز ذلك؛ لأنه ليس من الشرع؛ بل هو من خرافات العوام وخزعبلاتهم. والسلام عليكم.
(ص/ف 2082/1 في 17/4/1387) مفتي الديار السعودية.




السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18622 )
س 1 لقد زارت جدتي مكة المكرمة وسمعت عندكم هناك بأن المرأة التي لم تنجب أولادا أو الفتاة التي لم تتزوج -أي: لم يسبق لها الزواج- يجب عليها أن تقرأ سورة الإخلاص على قمع مكة المكرمة وتبخر بيتها وجسمها وتنام، ثم يرزقها الله بأولاد، وكذلك التي لم تتزوج يرزقها الله بالزوج الذي تتمناه، تسأل أختي المتزوجة: أريد أن أفعل هذا لكني خائفة هل هذا صحيح؟ وأرجو أن تجيبوا بما فيه الخير.
ج1: ما ذكر في السؤال مما يقال: إن المرأة تعمله من أجل حصول الإنجاب أو حصول الزواج، كله باطل لا أصل له، وهو من خرافات الجاهلية، ولا يجوز للمسلم أن يعتقده أو يعمله. والواجب التوكل على الله ودعاؤه، والعلاج بالأدوية المباحة، لحصول الإنجاب عند الأطباء، وقراءة سورة الإخلاص وغيرها من القرآن عمل طيب، لكن بغير هذه الصفة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز





هذا العمل منكر
س - ظاهرة منتشرة عند بعض الناس في المغرب العربي تتمثل في أن الأم تقوم بجرح أعلى ركبة ابنتها بموسى الحلاقة ثلاثة خطوط متجاورة وتضع على الدم النازف قطعة سكر وتأمر ابنتها بأكلها وقول بعض الكلمات مدعية هذه الأم أن هذه الفعلة تحفظ لابنتها بكارتها وتمنع وصول أي معتد إليها ( وهناك طرق أخرى لهذه الفعله ) فما حكم الشريعة الإسلامية في هذا العمل ؟
ج- هذا العمل منكر وهو خرافة لا أصل لها ولا يجوز فعلها بل يجب تركها والحذر منها، والقول بأنها تحفظ على البنت بكارتها أمر باطل من وحي الشيطان لا أساس له في الشرع المطهر فيجب التواصي بتركه والحذر من فعله ويجب على أهم العلم بيان ذلك والتحذير منه لأنهم المبلغون عن الله - وعن رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، والله المستعان .
الشيخ ابن باز

|علاء|
02-28-2011, 08:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله كل خير وسلم يداك .
موضوع مفيد ومهم .

محب الأقصى
02-28-2011, 12:48 PM
بارك الله فيكم