المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ


موسى أحمد الزغاري
06-08-2009, 06:52 AM
قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay003191.htm)} [ 191 / آل عمران 3 ] . .

ويقول تعالى : { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay010012.htm)} [ 12 / يونس / 10 ] .

إنَّ في الآية الكريمة الأولى تبيان لهيئات حال الذاكر .
وفي الآية الثانية تبيان لهيئات حال المضرور الداعي .
فلماذا اختلف الترتيب في الآيتين ، وماذا يوجد من ضروب البلاغة في الآيتين ؟
الآية الأولى :
تذكر حال الذاكرين وهم أصحاء أقوياء ، فهم يذكرون الله وهم قيامٌ فقعودٌ فعلى جنوبهم .
وفي الآية الثانية :
تبين الآية حال الذاكرين وهم في حالة المرض والإعياء ، وتترتب الرخصة في ذكر المريض لله ابتداءً على جنبه ، فإذا قوي قليلاً فقاعداً فإذا قوي وتماثل للشفاء فقائماً .
وهذا ما يسمى في علم البديع بصحة الأقسام .

وهو أن يستوفي النص جميع أقسام الشيء المُتحدث عنه بحيث لا يترك قسماً إلا وذكره .

وهنا لم يترك سبحانه قسماً من أقسام الهيئات حتى أتى به .
وقد وقعت ــ كما ذكرنا آنفاً ـــ بين ترتيب الآيتين مغايرة أوجبتها البلاغة ، فتضمن الكلام بها الائتلاف ، وذلك أن الذكر تجب فيه تقديم القيام لأن المراد به الصلاة ــ والله أعلم ــ والقيام فيها للمستطيع ، والقعود بعده عند العجز عن القيام ، والاضطجاع عند العجز عن القعود .
والضر يجب فيه تقديم الاضطجاع ، وإذا زال بعد الضر قعد المضجع ، وإذا زال كل الضر قام القاعد فدعا ، لتتم الصحة ، وتكتمل القوة ، ويحصل التصرف .
فحصل حُسن الترتيب، وائتلاف الألفاظ بمعانيها ، وترجح مجيء ( أو ) على مجيء ( الواو ) ، لما تدل عليه من تعدد المضطرين دون الواو .