المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ الازهر والاستفتاء على الدستور


محمود الترك
03-20-2011, 04:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخ الازهر والاستفتاء على الدستور
في برنامج حواري متلفز تباينت فيه مواقف الاخوة في مصر حيال التعديلات الدستورية الجديدة ما بين مؤيد ومعارض فكان رأي المؤيدين انه آن الاوان للتحرك نحو الامام واستئناف الحياة الطبيعية والعمل الجاد لتنفيذ مقررات الثورة بعد ان تمت تلبية كافة المطالب الدستوريه التى تمس الرئاسة وتنظم سلطات الرئيس .
اما المعارضين فكان الرأي أن الثورة قد اطاحت بالشرعية الدستورية فلا بد من دستور جديد يستجيب لشرعية الثوره والمرحلة الجديده من تاريخ مصر القادم .
وكان هناك على هامش الندوة ريبورتاج ينقل نبض الشارع ومن ثم كان رأي الامام الاكبر إمام مشيخة الازهر,
حيث افاد ان الشيخ يلزم الحياد ازاء هذا الاستفتاء العام خوفاً من التأثير على الرأي العام وأنه يتوقف عند مسألة دعم تدخل الدين في السياسة ام ينأى بذاته عن ذلك القرار ووقف متردداً حائراً وقال انه لايدري يؤيد ام يعارض وكررها.
مع انني لا امتلك تلك الحصيلة الفقهية و الفكرية امام إمامنا الاكبر وانني اصغر بكثير من ذلك ,
اقول ان تاريخنا الاسلامي منذ بعثة الرسول الاعظم محمد بن عبدالله صلى عليه الله وسلم وحتى سقوط الدولة العثمانية والاسلام يحكم هذه الامة وخلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم يقيمون الكتاب والسنه وتُعقد لهم البيعة على اساس هذه المرجعية منذ الف سنة ونيف,
كما انني اتصاغر عندما اُذكّر امامنا الاكبر قول الله تعالى (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) والحكم هنا مسألة سياسية
ان الدستور هو القانون الاساسي الذي يبين شكل الدولة وفلسفة الحكم وهوية الامة وطريقة عيشها وهو الناظم للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويحدد طبيعة العلاقات بين ابناء الامة من جهة والحاكم من جهة اخرى , وهو الذي يفرض المنظومة القيمية والاخلاقية واستنادا اليه تقوم شرعية الحكم .
كما اننا اذا اردنا ان نفصل في مسألة تدخل الدين بالسياسة ام لا
علينا ان نعرّف الاثنين اولاً,
الدين : هو كل ما يدان له بالطاعة من احكام ونظم وقوانين
وقد يكون الشخص مدين لآخر بمال او بمعروف
ونحن كمسلمين مدينين لله ان خلقنا في احسن تقويم ورزقنا ووهب لنا الحياة ودبر الكون من حولنا ومن ثم امرنا فكان له الخلق والامر
ونحن ندين بالاسلام وبكل احكامه وقوانينه ونظمه وتشريعاته التي تطال كل نواحي الحياة البشرية بشمولية كاملة لم يفرط كتاب ربنا بأي جانب من جوانبها .
وقد ارسل الله هذا الدين ليظهره على الدين كله وليُزهق كل مناهج البشر الباطله بهذا الحق المبين وليُلوّن شكل الحياة بصبغة الاسلام
السياسة : من ساس يسوس فهو سائس للخيل اي يربيها ويرعاها ويروضها ,
يخطب احد الولاة المسلمين فيقول ايها الناس انا اصبحنا لكم ساسه وعنكم ذاذه نسوسكم بسلطان الاسلام
فالسياسة هي رعاية مصالح الامة وفق منهج تؤمن به الامة وتحتضنه , فالسياسة الاسلامية هي رعاية مصالح الناس بوجهة نظر اسلامية شرعية , اما السياسة الغربية فهي رعاية مصالح الناس بوجهة نظر ديموقراطية براجماتية ميكافيليه .
لاأدري ما هي ظروف الامام الاكبر ارجو الا يكون ممن يكتمون الحق او ممن يأخذون ببعض الكتاب او لا يأخذون الكتاب بقوة او يخشون الناس كخشية الله , او يقبلون بعرض من عروض الدنيا, انها امانة بثقل السموات والارض .
اللهم الهمنا السداد والرشاد لا تجعل مصيبتنا في ديننا .