المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من رسائل البريد : ربما يحدث تغيير في حياتك !!


نائل أبو محمد
05-21-2011, 09:10 AM
التاريخ: Sat, 21 May 2011 08:17:55 +0300
من: Today 911 <fwf987@hotmail.com>

الى: undisclosed-recipients:;

الموضوع: FW: مقال ... ربما يحدث تغيير في حياتك !!

----------------------------------------
From: eymmo1189@hotmail.com
Subject: مقال ... ربما يحدث تغيير في حيياتك
Date: Fri, 22 Oct 2010 06:19:50 +0300

شركة أبل ماكينتوش تعتبر ثاني شركة كومبيوتر في العالم، ولها قصة طريفة، فقد بدأت هذه الشركة على يد مهندسين اثنين، وانطلقت أعمالهما من كراج في فيلا أحدهما، ثم بعد جهد طويل وصلا إلى اختراع كومبيوترهما الأول، وبعدها بدأت رحلتهما مع الممولين، فحصلا من أحدهم على عرض بأن يكونا شريكين في شركة أبل ماكينتوش، وهذا ما حصل فعلا فصارا شريكين في شركة بدأت بصناعة الكومبيوتر الذي صار فيما بعد متخصصا في الرسم الهندسي والطباعة والنشر المكتبي والمونتاج في مجال التصوير والعمل السينمائي والتلفزيوني، وشركتهما الآن من الشركات العملاقة التي تتفاخر اليوم بأنها أطلقت جهاز جوال آي فون الذي بيع منه الملايين خلال شهور قليلة، والمهم في قصتهما أنهما انطلقا من الموجود فوصلا إلى ما كانا يتأملانه، وربما وصلا لأكثر مما كانا يحلمان به.
أما هوندا الياباني فقد بدأ رحلته في عالم الصناعة بعد الحرب العالمية الثانية حيث أمضى وقتا ليس بالقليل وهو يجمع قطع الطائرات القديمة، ونجح بعد جهد في صنع أول «موتور سيكل» سماه باسمه، ثم لم يلبث أن صنع سيارة هوندا، ثم شاحنات هوندا، وصار اسما مشهورا في عالم صناعة السيارات والموتور سيكلات والقوارب، وهو الآخر بدأ بما هو متاح بين يديه، ليصل إلى بناء صرح صناعي عالمي عملاق، يجتذب الملايين عبر العالم الذين يقودون سياراته ويثقون بجودتها.
أما الشخصية الثالثة فهي «بل غيتس» الذي يروي لي أحد الأصدقاء الذين درسوا معه في الجامعة ذاتها، ويذكر هذا الصديق أنه كان يمر بالطلبة يطلب منهم المساهمة معه في شركته قبيل إنشائها، ولم يثق بقدراته إلا القليل، وها هو اليوم يملك شركة ميكروسوفت وهي أكبر شركة برمجيات كومبيوتر في العالم، ليس هذا فحسب بل وبها أكبر عدد من أصحاب الملايين، الذين تقل أعمارهم عن الثلاثين، فقط لأنه جعل كل موظف مبرمج يصمم برنامجا مفيدا شريكا في البرنامج، له من عائدات مبيعاته، فصار موظفوه أغنياء وهم في أعمار مبكرة، كل هذه الأسماء انطلقت من الموجود وليس من المأمول، فهم لم يتوقفوا عن العمل لأن ما يريدونه ليس في أيديهم، وإنما انطلقوا مما بأيديهم على أمل أن يصلوا لما ليس بأيديهم، وأثبتت الأيام أن فكرتهم كانت صائبة، فقد حصلوا على ما ليس بأيديهم، لأنهم انطلقوا مما بأيديهم.
وعبدالرحمن بن عوف دخل المدينة المنورة خالي الوفاض، ليس بيده درهم ولا دينار، دخلها ثم آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين، ومن بين من آخى بينهم عبدالرحمن بن عوف (المهاجر)، وسعد بن الربيع (الأنصاري)، فقام سعد باستضافة ابن عوف في داره، وأكرمه وأحسن وفادته وضيافته، ورأى ابن عوف من بر سعد ما لا يصدقه عقل، وكانت البداية من عبارة قالها سعد لعبدالرحمن بن عوف: إني أكثر الأنصار مالا، ولقد قسمت مالي نصفين فخذ أفضلهما يكن خالصا لك، وإن لي زوجتين فاختر منهما خيرهما عندك أطلقها وتتزوجها أنت بعدما تنقضي عدتها، وما من شك أننا لن نجد مثيلا لهذا الفعل في أي مكان أو زمان في هذا العالم، لا في الماضي ولا في الحاضر، كما أننا لن نجد مثيلا له حتى في خيال الكتاب والأدباء والفلاسفة، ولكنه وجد في عهد محمد صلى الله عليه وسلم، فرد عبدالرحمن بن عوف على سعد بن الربيع قائلا: بارك الله عليك في مالك وفي أهلك، لا أريد منك شيئا ولكن دلني على السوق، لم ينطلق مما بيد غيره، بل فكر بما يملكه هو بيده، فقط لأنه يريد أن يعيش بجهده ويصبح غنيا بعمله، لم يرد أن يكون عبئا على غيره، وفعلا دله على السوق ودخله وهو لا يملك شيئا، سوى رغبته في النجاح وخبرته التجارية، وهمته العالية، وصار في زمن قصير جدا من أكبر تجار المدينة، وهو الآخر انطلق من القليل المتاح ولم ينتظر الكثير غير المتاح، فوصل من هذا المتاح إلى ما كان يتأمل بل وربما لأكثر مما كان يتأمل.
بدأ عبد الرحمن بن عوف تجارته في المدينة من جمل اشتراه بالدين، ثم باعه بالسعر نفسه دون أن يربح منه إلا العقال أو الخطام وهو الحبل الذي يربط به، ثم اشترى جملا آخر بالدين وباعه بالسعر نفسه وربح الحبل، وصار يجمع حبلا على حبل وعقالا على عقال، ثم باعها بثمن يكفي لشراء جمل، وصار يشتري ويبيع جملا بعد جمل، حتى تجمع لديه عدد كبير من الجمال، وبعد فترة وجيزة دخل على النبي عليه الصلاة والسلام وبه رائحة عطر، فسأله النبي قائلا: «مهيم : (أي ما حالك )، قال: تزوجت امرأة، قال: فما أصدقتها ؟ أي ما دفعت لها مهرا؟، قال: وزن نواة ذهبا، قال: أولم ولو بشاة».. دخل المدينة بلا درهم ولا دينار، وها هو بعد فترة بسيطة يقدم مهرا لامرأة وزن نواة ذهبا، وامتلأت يداه بالمال فملكه، ولكن المال لم يملكه. وحين طلب المصطفى من الناس أن يبذلوا لتجهيز جيش العسرة، كان عبد الرحمن بن عوف يملك ثمانية آلاف دينار، فأحضر نصفها وقدمه للمصطفى عليه الصلاة والسلام، وقال له: «كنت أملك ثمانية آلاف فأمسكت نصفها لي ولأولادي،وجئتك بالنصف الثاني أقرضها لربي، فقال له: بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت».. وقدم عبد الرحمن بن عوف مثالا حيا لمن ملك المال، ولكن المال لم يملكه، وبه وبعثمان بن عفان وبكل الذين بذلوا في سبيل الله نزلت هذه الآية: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى، لهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).. وصار ماله يتضاعف بسبب البركة التي طرحها الله فيه، فهو من أقرض الله، وهو من تمثل قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «ما نقص مال من صدقة»؛ وهو من تمثل قوله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة، والله يضاعف لمن يشاء)، ولم يتوقف عند حدود الأربعة آلاف دينار، فعاود وتصدق بأربعين ألف دينار، وعاود الله مضاعفة ماله وبارك له فيه، ثم عاد وتصدق بأربعين ألف دينار قسمها في أمهات المؤمنين، وفي بني زهرة وفي فقراء المسلمين، وعاود الله فضاعف له ماله وبارك له فيه، فعاد وتبرع للجيش المجاهد بخمسمائة فرس، ثم عاود وتبرع بعدها بألف وخمسمائة فرس.. تدرون كل هذا من أين بدأ ؟، لقد بدأ من عقال وحبل ضمه إلى حبل، فاجتمع من حبال النوق مال كثير، أصل المال من التجارة، ونمو المال من الصدقة، وحين مرض تصدق بثلث ماله، ثم نادى: يا أصحاب رسول الله كل من كان من أهل بدر له علي أربعمائة دينار، فقام عثمان بن عفان فذهب مع الناس ليأخذ فقيل له: يا أبا عمرو ألست غنيا ؟ قال: هذه صلة لا صدقة وهي من مال حلال، فكان مبلغ ما وصلهم به ووصل غيرهم مائة وخمسين ألف دينار، وسمعت السيدة عائشة يوما رجة في المدينة فقالت: ما هذا؟، قالو: قافلة عبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل كل شيء، وكانت سبعمائة بعير، فقالت: يدخل عبد الرحمن بن عوف الجنة حبوا، فلما بلغه ذلك قال: إني لأرجو أن أدخلها قائما، فجعل القافلة كلها في سبيل الله وما عليها ووزعها على الناس، وباع أرضا له بأربعين ألف دينار فقسم ذلك في فقراء بني زهرة وفي ذوي الحاجة من الناس، وفي أمهات المؤمنين. قال ابن أخته المسور: فأتيت عائشة بنصيبها من ذلك فقالت: من أرسل بهذا؟ قلت: عبد الرحمن بن عوف، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحنو عليكن من بعدي إلا الصابرون سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة، وبقي ماله، لما مات وبعد هذا كله، شيء لا يكاد يحصى، حتى أصاب كل واحدة من زوجاته الثلاث من النقد وحده دون الإبل والغنم والخيل والعقار ثمانون ألف دينار.. هذا هو عبد الرحمن بن عوف الذي دخل المدينة وليس بيده درهم ولا دينار، لقد بدأ مما بيده، مع بساطته، ولم يحقرن هذا البسيط، ولم ينتظر وهو يضع يده على خده حتى تأتيه الرياح بما يتمنى، بل كان يوظف الرياح المتاحة في أي اتجاه هي، ووصل من خلال البسيط إلى الثمين والكثير.