المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حارة المغاربة عبر التاريخ


admin
06-09-2009, 01:52 PM
حارة المغاربة عبر التاريخ<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>




كانت تقع في الجانب الجنوبي الغربي لمدينة القدس إلى الغرب من المسجد الأقصى المبارك منخفضةً عن مستوى أرض ساحات المسجد الأقصى المبارك، ويحد حارة المغاربة من جهة الجنوب سور القدس وباب المغاربة، ومن الشرق الزاوية الفخرية ويليها المسجد الأقصى، ومن جهة الشمال المدرسة التنكزية وقنطرة أم البنات، ومن جهة الغرب حارة الشرف، وكان يمكن الوصول إليها عبر زقاق يفصل بين زاوية المغاربة وتربة الأمير بركة خان المعروفة كذلك بالمكتبة الخالدية، ويفيد كتاب وقف الملك الأفضل لحارة المغاربة أنّ حدّها الجنوبي هو سور القدس ويليه الطريق السالك إلى عين سلوان، وحدّها الشرقي هو حائط الحرم القدسي الشريف المعروف بحائط البراق، ومن الشمال القنطرة المعروفة بقنطرة أم البنات، ومن الغرب دار الإمام .. شمس الدين قاضي القدس، ودار الأمير عماد الدين بن موسكي، ودار الأمير حسام الدين قايماز .<o:p></o:p>
وقد اختلفت أسماء المنشآت المحيطة بالحارة قبل هدمها، فقد حدّها من الجنوب سور القدس وفيه باب المغاربة وآثار باقية من القصور الأموية (دار الإمارة) المكتشفة سنة 1974م، ومن الشمال قوس ولسون المعروف بأقواس تنكز الحاملة للمدرسة التنكزية، وعلى صفّها أوقاف خاصة بعائلة الخالدي في القدس وتربة الأمير حسام الدين بركة خان، ومن الغرب حارة الشرف التي استملكتها سلطات الإحتلال الإسرائيلي وشوّهت معالمها الإسلامية والتاريخية .<o:p></o:p>
مساحة حارة المغاربة<o:p></o:p>
شغلت حارة المغاربة مساحة تقدّر بخمس وأربعين ألف متر مربع، وهي بذلك تشكّل ما نسبته (5%) من مساحة القدس القديمة، وقد تباينت مساحة الحارة تبعاً لاختلاف حدودها بين الحين والآخر، فقد امتدت مساحات من حارة المغاربة قبل العهد العثماني إلى خارج السور فعرفت بحارة المغاربة البراّنية، ويبدو أنّها ضمّت آنذاك ما يعرف اليوم بالقصور الأموية أو دار الإمارة .<o:p></o:p>
ضمّت الحارة عشرات المباني التي يعود تاريخ بعضها إلى العصر الأيوبي كان أشهرها المدرسة الأفضلية ، وقد بلغ عدد المباني الأثرية التي هدمتها جراّفات الإحتلال الإسرائيلي (135) بناءً أثرياً امتدت فوق الساحة التي أخذ يطلق عليها اليهود فيما بعد ساحة المبكى، وتؤكد خارطة أفقية للقدس تعود إلى النصف الأول من القرن العشرين تظهر فيها تقسيمات مباني وطرق حارة المغاربة على الأرقام التي نُشرت بعد العام 1967م حول عدد المنشآت التي هدمتها جراّفات الإحتلال في هذه الحارة .<o:p></o:p>
الشكل العام للحارة <o:p></o:p>

تأخذ حارة المغاربة شكلاً مربعاً يتخلّله منشآت أثرية وتاريخية قديمة يعود بعضها إلى العصر الأيوبي، ويتخلل هذه المنشآت عقبات وأزقة معوجة وضيقة تصل أرجاء الحارة بعضها ببعض، وتتوزع على جانبي كل عقبة أو طريق أو زقاق في هذه الحارة عدد من المباني المتلاصقة التي يعلوها في بعض الأحيان قناطر وبوائك مع ظهور قليل للقباب مما ميّز المدرسة الأفضلية التي كانت تعلوها قبة مرتفعة عن غيرها من المباني فعرفت بمدرسة القبة؛ وصفها العسلي قائلاً: " وتتخذ الحارة شكلا مستطيلا تتخلله طرق مبلطة ضيقة ، وجميع منازل الحي ملاصقة بعضها لبعض .. وهي أبنية قديمة تشتهر بآبارها وغرفها الصغيرة وجدرانها السميكة ، كما تشتهر بصغر مداخلها .. ومن ضمن أبنيتها مبان تاريخية اسلامية يرجع بعضها إلى زمن المماليك ."<o:p></o:p>
الأهمية الدينية لحارة المغاربة <o:p></o:p>

جاء دخول النبي محمد عليه الصلاة والسلام مدينة القدس من بابها اليماني كما ورد في رواياتٍ تاريخية (أصبح موضعه يعرف بباب المغاربة) تأكيداً منه على المكانة التي تميّز بها هذا الموضع القريب جداً من الحائط الذي ربط فيه براقه الشريف، وسيكون النبي العربي الكريم قد سلك في هذه الحالة طريقه تجاه المسجد الأقصى عبر الموضع الذي بات يُعرف بعد تحرير القدس سنة 583هـ/1187م بإسم حارة المغاربة التي بارك الله عز وجل موضعها الكائن حول المسجد الأقصى المبارك . <o:p></o:p>
وكانت الحارة قبل أن تجرفها جرافات الإحتلال أقرب الحارات للمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق الشريف، وترجع أهميتها في التراث العربي الإسلامي إلى كونها الموقع الذي نزل فيه البراق الشريف الذي أسرى بالنبي العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وينقل العليمي رواية الإسراء بقوله : " ثم انطلق بي جبريل حتى دخل المدينة من بابها اليماني (الجنوبي) فأتى قبلة المسجد ، فربط بها البراق ودخلت المسجد من باب تميل فيه الشمس والقمر " ، ويضيف قائلاً :" قال مؤقتو بيت المقدس لا نعلم بابا بهذه الصفة إلا باب المغاربة " . <o:p></o:p>
<?xml:namespace prefix = v ns = "urn:schemas-microsoft-com:vml" /><v:rect style="Z-INDEX: 1; POSITION: absolute; TEXT-ALIGN: left; MARGIN-TOP: 0.9pt; WIDTH: 270pt; HEIGHT: 279pt; MARGIN-LEFT: -4.35pt; LEFT: 0px" id=_x0000_s1026></v:rect><o:p> </o:p>
<o:p> </o:p><o:p> </o:p>وقد ارتبط تاريخ الحارة بوجود حائط البراق الشريف الذي كان هو الآخر من جملة الأوقاف التي شملها وقف الملك الأفضل نور الدين علي بن الناصر صلاح الدين الأيوبي، كما أنّها كانت قبلةً لأهل المغرب العربي ممن رأى منهم أن يُجاور ويرابط بالقرب من المسجد الأقصى المبارك ليُكمل حياته قريباً من نفحات الحرم القدسي الشريف، ومقصداً للصوفية من أتباع كل من أبي مدين الغوث الحفيد والشيخ الزاهد عمر المصمودي وغيرهما، كما شهدت الحارة ملتقىً لأتباع المذهب المالكي بسبب تمركزهم فيها ووجود المدرسة الأفضلية التي أوقفها الملك الأفضل .<o:p></o:p>


<o:p> </o:p>

تُــــــــــــــراث القدس حارات القدس 5<o:p></o:p>



تأسيس حارة المغاربة <o:p></o:p>

دأب المغاربة على زيارة بيت المقدس منذ ما قبل الاحتلال الفرنجي لمدينة القدس سنة 493هـ/1099م، فقد اعتادت جماعات من أهل المغرب العربي القدوم لبيت المقدس للتبرك بمسجدها والصلاة فيه، وتزايدت أعداد المغاربة والأندلسيون الذين فضّلوا الإستقرار في هذه الديار المقدسة خصوصاً بعد استرجاع القدس من الفرنجة سنة 583هـ/1187م، ومرةً أخرى بعد ضياع الأندلس سنة 898هـ/1492م .<o:p></o:p>
وقد ساهم المغاربة في حركة الجهاد الإسلامي ضد الفرنجة وكان لهم دورٌ بارزٌ في فتح بيت المقدس وكسر شوكة الفرنجة في فلسطين، ولذلك طلب الناصر صلاح الدين الأيوبي من سلطان المغرب يعقوب المنصور مد يد العون وتزويده بأساطيل بحرية كي تُنازل أساطيل الفرنجة، فجهّز سلطان المغرب أسطولا كبيراً لمساندة الجيش الإسلامي في المشرق العربي .<o:p></o:p>
وقد أسكن الناصر صلاح الدين الأيوبي أعداداً من المغاربة في بيت المقدس بعد انتصار المسلمين في معركتي حطين وفتح بيت المقدس على الفرنجة، ثم أوقف الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين المساكن المحيطة بحائط البراق على مصالح الجالية المغربية المجاورة في القدس بُغيةَ التسهيل عليهم في إقامتهم، ومنذ ذلك التاريخ أخذ هذا المكان من مدينة القدس يُعرف باسم حارة المغاربة .<o:p></o:p>
<v:rect style="Z-INDEX: 2; POSITION: absolute; TEXT-ALIGN: left; MARGIN-TOP: 5.8pt; WIDTH: 252pt; HEIGHT: 3in; MARGIN-LEFT: -2.85pt; LEFT: 0px" id=_x0000_s1027></v:rect><o:p> </o:p>

<o:p> </o:p>

<o:p> </o:p>وقف حارة المغاربة<o:p></o:p>

أوقف الملك الأفضل نور الدين أبو الحسن علي النجل الأكبر للناصر صلاح الدين الأيوبي حارة المغاربة على مصالح طائفة المغاربة المقيمين في القدس إباّن سلطنته على دمشق (589هـ/1193م – 592هـ/1195م) حين كانت القدس تابعةً له بُغيةَ تشجيع أهل المغرب العربي على القدوم إلى القدس والإقامة فيها ومساعدة سكاّنها المغاربة الذين فضّلوا الإستقرار والمجاورة بالقرب من مسجدها المبارك، ولذلك كتب مجير الدين: " ووقف أيضاً حارة المغاربة على طائفة المغاربة على اختلاف أجناسهم ذكورهم وإناثهم، وكان الوقف حين سلطنته على دمشق وكان القدس من مضافاته .. "، ووقف الشيخ الناسك عمر بن عبد الله المصمودي المؤرخ في ثالث شهر ربيع الثاني سنة 703هـ/1303م، ويوجد وقف كبير ومشهور في حارة المغاربة يُعرف بوقف سيدي أبي مدين الغوث الحفيد مؤرخ في 28 شهر رمضان سنة 720هـ/1320م، فضلاً عن وقف سلطان المغرب أبو الحسين علي بن عثمان المريني المؤرخ في سنة 738هـ/1337م .<o:p></o:p>
تاريخ الحارة<o:p></o:p>

ترجع الأهمية التاريخية للموضع الذي أُقيمت عليه حارة المغاربة إلى العصر الأموي حين أنشأ الأمويون عدداً من القصور الملاصقة لسور المسجد الأقصى من الناحيتين الجنوبية والجنوبية الغربية، ويرجع تاريخ تأسيس حارة المغاربة إلى العصر الأيوبي، وقد عُرفت حارة المغاربة باسمها بعد أن أوقفها الملك الأفضل نور الدين أبو الحسن علي بن السلطان صلاح الدين الأيوبي، وحافظت على عروبتها وإسلامها منذ أن تأسست بعيد الفتح الصلاحي لمدينة القدس، وسكن المغاربة في حارتهم ولم يغادروها حتى داهمت جراّفات الإحتلال الإسرائيلي بيوتهم لتدمرها بتاريخ 11-12-13 حزيران سنة 1967م، وقد احتضنت الحارة عدداً من المؤسسات الدينية والوقفية التي لعبت دوراً بارزاً في الحركة العلمية والفكرية والدينية في القدس إبانّ العصر الأيوبي ثم العصرين المملوكي والعثماني؛ ذكرها مجير الدين:" حارة المغاربة وهي بجوار المسجد من جهة الغرب ونسبتها إلى المغاربة لكونها موقوفة عليهم وسكنهم بها " .<o:p></o:p>
وتميزت الحارة بجملة من الأوقاف الكبيرة التي ضمنت استمرار وتدفّق المعونات والأموال والصدقات على مستحقيها من الأصول المغربية المقيمين فيها والواردين إلى القدس المقيمين في زوايا الصوفية فيها كزاوية أبي مدين الغوث الحفيد وزاوية المصمودي، وقد ازدهرت أوقافها في العصر المملوكي حين ظهرت أوقاف أبي مدين والمصمودي وسلطان المغرب علي المريني، وراح سكاّنها ينخرطون في الحياة الدينية في القدس لا سيما إمامة السادة المالكية في القدس، وقد ظهر منهم علماء وفقهاء وشيوخ دين كان لهم دورٌ بارزٌ في تاريخ القدس الذي أخذت ملامحه تتكشف على نحوٍ تفصيليٍ بعد ازدياد الإهتمام بالكشف عن وثائق سجلات المحكمة الشرعية في القدس ووثائق الأرشيف العثماني في استنبول.<o:p></o:p>
لقد امتلأ الجانب الجنوبي الغربي لحارة المغاربة بالصباّر وتحوّلت أجزاء واسعة منها إلى حواكير جرداء، وأحاطت حواكير من الصباّر بابَها المعروف بسور القدس، وغطّى بعضها الآخر الجزء الجنوبي الشرقي للحارة حيث الآثار المكتشفة في العام 1974م والتي تعود إلى العصر الأموي في القدس، في حين تحوّل باب هذه الحارة منذ أواخر القرن الثاني عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي إلى طريقٍ تسلكه الفلاّحات اللواتي يعرضن مزروعاتهن في مدينة القدس، فضلاً عن كونه أقرب الطرق إلى عين سلوان حين يطلب السكاّن التزود بالماء للشرب والغسيل .<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>
حائط البراق الشريف<o:p></o:p>
THE BŪRĀQ WALL<o:p></o:p>
589هـ/1193م – 592هـ/1195م<o:p></o:p>


الموقع<o:p></o:p>
يقع حائط البراق الشريف غربي المسجد الأقصى المبارك، ويشكل امتداداً للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ويعرف باسمه هذا لأن النبي العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ربط براقه ليلة الإسراء والمعراج بجوار هذا الحائط.<o:p></o:p>
وقف الحائط<o:p></o:p>
يشكّل موضع الحائط جزءاً لا يتجزأ من مجموع ما اوقفه الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين الأيوبي من حارة المغاربة في الفترة ما بين 589هـ/1193م – 592هـ/1195م .<o:p></o:p>
يبلغ طول الحائط حوالي 48 متراً، وارتفاعه حوالي 17 متراً فاصلاً حارة المغاربة عن المسجد الأقصى المبارك، وقد دخل هذا الحائط في وقف أبي مدين الغوث الحفيد، كما أنّه يعد جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك .<o:p></o:p>
وقد كان أمام هذا الحائط قبل سنة 1967م رصيفاً طوله 3.35 متراً وعرضه 3.35 متراً كان يقف عليه اليهود للصلاة منذ فترةٍ غير طويلة، ولما حاولوا إحداث تغيير على وضع الرصيف وإحضار كراسي وأدوات أخرى تفجرت ثورة عارمة في فلسطين في سنة 1929م عرفت بثورة البراق، ولهذا السبب اقترحت الحكومة البريطانية على لجنة الإنتداب الدائم التابعة لعصبة الأمم تعيين لجنة دولية لدراسة هذه القضية والتحقيق في ادعاء اليهود بملكية حائط البراق .<o:p></o:p>
عُيّنت اللجنة الدولية في أيار سنة 1930م وقضت اللجنة في تقريرها في كانون الأول سنة 1930م أنه " للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي للبراق الشريف ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم القدسي الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الإسلامي لجهة البر والخير" .<o:p></o:p>
لقد حوّلت سلطات الإحتلال هذا الحائط بعد تدمير حارة المغاربة في سنة 1967م إلى حائطٍ للبكاء وعرف لديهم بحائط المبكى ثم قامت بتوسيع الرصيف المقابل للحائط وتحويل ما تدمّر من آثار حارة المغاربة إلى ساحة تعرف اليوم بساحة المبكى . <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>

نائل أبو محمد
07-20-2010, 12:57 PM
الثلاثاء 9 شعبان 1431