المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احتاج المساعدة


غير مسجل
06-03-2011, 03:04 PM
السلام عليكم

احتاج الى مساعدتكم

منذ يومين تعرضت لصدمة عاطفية ومنذ ذلك الحين تمكن الشيطان مني وتركت الصلاة

علما اني انسانة ملتزمة نوعا ما بالمقارنة مع باقي البنات فانا لا اسمع الاغاني الا نادرا ولا اشاهد الافلام ولا المسلسلات وكنت دائما اتابع القنوات الدينية


لا اعرف ماذا حدث لي

اصبح ايماني ضعيف

وانا الان حائرة في امري

كيف وصلت الى هذا الوضع لا ادري

لم يأتي يوم كنت مصرة فيه على معصية الله مثل اليوم


كيف اعود الى الله
مع اني حاولت ولكن يوجد حاجز قوي يصدني


انا خائفة ان يستمر هذا الوضع وانال غضب الله


ارجو ان تأخذوا الامر بجدية

نائل أبو محمد
06-03-2011, 03:55 PM
السلام عليكم

تمكن الشيطان مني وتركت الصلاة

لا اعرف ماذا حدث لي

اصبح ايماني ضعيف

وانا الان حائرة في امري

كيف وصلت الى هذا الوضع لا ادري

لم يأتي يوم كنت مصرة فيه على معصية الله مثل اليوم


كيف اعود الى الله
مع اني حاولت ولكن يوجد حاجز قوي يصدني


انا خائفة ان يستمر هذا الوضع وانال غضب الله


ارجو ان تأخذوا الامر بجدية
الجمعة 2 رجب 1432

للرفع والتذكير
ثم سأهتم بالموضوع
إن شاء الله

نائل أبو محمد
06-03-2011, 03:57 PM
الجمعة 2 رجب 1432

هل هذا مفيد وكافي ؟

http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=99211

نائل أبو محمد
06-03-2011, 04:12 PM
الجمعة 2 رجب 1432



التوبة: شروط وأحكام



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:

أيها المسلمون:

إن فضل الله تعالى علينا عظيم؛ ورحمته بنا واسعة، فقد يسر لنا التوبة، ولم يجعلها مشددة علينا كما كانت مشددة على بني إسرائيل؛ كما قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} سورة البقرة(54)؛ أما هذه الأمة المرحومة فقد يسر الله توبتها، وجعل أبوابها مفتحة أمام من يريد ولوجها، بل من كرمه وفضله أنه فرضها على خلقه على الفور، وحث عليها، بل أحبَّ أهلها، قال سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} سورة الزمر(53). وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} سورة البقرة(222).

وأعظم التوبة وأوجبها -عباد الله- التوبة من الكفر إلى الإيمان، ومن الشرك إلى التوحيد، قال الله تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ} سورة الأنفال(38). وقال تعالى بعد أن ذكر بعض الأقوال الشنيعة التي قالها النصارى في حق الله تعالى: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة المائدة(74)، ثم يليها التوبة من البدع ومن كبائر الذنوب، ثم التوبة من صغائر الذنوب، بل إن الواجب على المرء أن يتوب إلى الله من كل ذنب، صغيراً كان أو كبيراً، ظاهراً أو خفياَ، وقد تظاهرت على ذلك نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة؛ قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة النــور(31)، فتأمل كيف علق الله الفوز والفلاح بالتوبة، وليس التوبة الفردية فحسب، بل التوب الجماعية، وذلك بأن يتوب إلى الله جميع الناس، فأتى بضمير الجمع؛ كما في الآية..

بل أوجب الله علينا التوبة الصادقة الخالصة النصوح، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} سورة التحريم(8).

وجاء في حديث الأغر بن يسار المزني -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة)1؛ فإذا كان المعصوم -عليه الصلاة والسلام- يفعل هذا؛ فيتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من مائة مرة؛ فنحن أحق وأولى بأن نتوب إلى الله ونستغفره؛ لأننا نذنب في كل ساعة وكل وقت، أما هو صلى الله عليه وسلم فقد عصم من الوقوع في الذنب والخطيئة..

بل من عظيم كرم الله وفضله على عباده أنه يفرح بتوبة عبد من عبيده، ورجوعه إلى سيده ومولاه، وليس هو محتاج إلى ذلك، بل لحبه للعفو والمسامحة؛ فعن أنس بن مالك الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه -: (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة)2. وفي رواية لمسلم: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك" أخطأ من شدة الفرح)..

والله فتح باب التوبة لمن أراد الرجوع إليه والعودة إلى الخير في أي ساعة من ليل أو نهار حتى تطلع الشمس من مغربها؛ فعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل؛ حتى تطلع الشمس من مغربها)3، فإذا طلعت الشمس من مغربها: {لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} سورة الأنعام(158)، وفي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)4، وهذا وقت عام لقبول التوبة من جميع الناس، وهناك وقت خاص لقبولها من كل فرد بذاته، وذلك بأن تكون التوبة قبل معاينة السكرات، وقبل بلوغ الروح الحلقوم، وقبل الغرغرة؛ ففي الحديث عن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله -عز وجل- يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)5، ورب العزة والجلال بين ذلك في كتابه فقال: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} سورة النساء(18).

أيها الناس: إن التوبة واجبة على الفور، لا يجوز تأخيرها، ولا التسويف بها؛ لأن الله أمر بها ورسوله، وأوامر الله ورسوله كلها على الفور والمبادرة؛ لأن العبد لا يدري ماذا يحصل له بالتأخير، فلعله أن يَفْجَأَهُ الموت فلا يستطيع التوبة, ولأن الإصرار على المعصية يوجب قسوة القلب، وبعده عن الله عز وجل، وضعف إيمانه، فإن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان، ولأن الإصرار على المعصية يوجب إلفها والتشبث بها، فإن النفس إذا اعتادت على شيء صَعُبَ عليها فراقه، وحينئذ يعسر عليه التخلص من معصيته، ويفتح عليه الشيطان باب معاصٍ أخرى أكبر وأعظم مما كان عليه؛ ولذلك قال أهل العلم وأرباب السلوك: إن المعاصي بريد الكفر ينتقل الإنسان فيها مرحلة مرحلة حتى يزيغ عن دينه كله -نسأل الله العافية والسلامة-6.

أيها المؤمنون: إن التوبة ليست كلمة تقال باللسان، بل لابد لها من شروط وأركان حتى تكون مقبولة وصحيحة، وهذه الشروط استنبطها الأئمة الأعلام من نصوص الكتاب المبين، ومن سنة سيد المرسلين؛ نجمل هذه الشروط في الآتي:

الشرط الأول: الإخلاص لله، بأن يكون قصد الإنسان بتوبته وجه الله، وأن يتوب الله عليه، ويتجاوز عما فعل من المعصية، لا يقصد بذلك مراءاة الناس، والتقرب إليهم، ولا يقصد بذلك دفع الأذية من السلطان وولي الأمر.

الشرط الثاني: الندم على ما فعل من المعصية؛ فقد جاء في الحديث: (الندم توبة)7؛ ذلك أن شعور الإنسان بالندم هو الذي يدل على أنه صادق في التوبة.

الشرط الثالث: هو أهم شرط من شروطها: الإقلاع عن الذنب، إن كان الذنب ترك واجب فالإقلاع عنه بفعله، مثل أن يكون شخص يتهاون بصلاة الجماعة، فأراد أن يتوب إلى الله فلابد من أن يحافظ على الصلاة مع الجماعة، وإذا كان مقصراً في بر الوالدين فإنه يجب عليه أن يقوم ببرهما، وإذا كان مقصراً في صلة الرحم فإنه يجب عليه أن يصل الرحم، وهكذا..

وإن كانت المعصية بفعل محرم فالواجب أن يقلع عنه فوراً ولا يبقى فيه ولا لحظة، فإذا كان مثلاً من آكلي الربا فالواجب عليه أن يتخلص من الربا بتركه والبعد عنه وإخراج ما اكتسبه عن طريق الربا.

وإذا كانت المعصية بالغش والكذب على الناس وخيانة الأمانة فالواجب أن يقلع عن ذلك، وإذا كان اكتسب مالاً من هذا الطريق المحرم فالواجب عليه أن يرده إلى صاحبه أو يستحله منه، وإذا كانت غيبة فالواجب أن يقلع عن غيبة الناس، والتكلم في أعراضهم، أما أنه يقول إنه تائب إلى الله وهو مصر على ترك الواجب أو مصر على فعل المحرم فإن هذه التوبة غير مقبولة، بل إن هذه التوبة كالاستهزاء بالله، كيف تتوب إلى الله وأنت مصر على معصيته؟!.

أما إذا كانت المعصية التي فعلتها مع البشر ضرباً وما أشبهه فاذهب إليه ومكنه من أ ن يضربك مثل ما ضربته إن كان في الظهر فعلى الظهر، وإن كان على الرأس فعلى الرأس أو في أي مكان ضربته فليقتص منك لقول الله سبحانه: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} سورة الشورى(40). ولقوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} سورة البقرة(194).

وإن كان بقول أي أذية بالقول؛ مثل أن تكون قد سببته بين الناس ووبخته وعيرته فلابد أن تذهب إليه وتستحل منه بما تتفقان عليه، حتى لو قال لا أسمح لك إلا بكذا وكذا من الدراهم فأعطه.

الشرط الرابع من شروط التوبة: العزم على ألا تعود في المستقبل إلى هذا العمل، فإن كنت تنوي أن تعود إليه عندما تسمح لك الفرصة فإن التوبة لا تصح مثل: رجل كان يستعين بالمال على معصية الله، يشتري به المسكرات، يذهب إلى البلدان من أجل الزنا والسكر -والعياذ بالله- فأصيب بفقر، وقال: اللهم إني تبت إليك، وهو كاذب، وهو في نيته أنه إذا عادت الأمور إلى مجاريها الأولى فعل فعله الأوَّل، فهذه توبة عاجز، تبت أم لم تتب لست بقادر على فعل المعصية، فهذه توبة غير مقبولة.

الشرط الخامس: أن تكون التوبة في زمن تقبل فيه التوبة، فإن تاب في زمن لا تقبل فيه التوبة لم تنفعه التوبة8.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، ونصلي ونسلم على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

أيها الناس: "احذروا الذنوب، فإنها مشؤمة، عواقبها ذميمة، وعقوباتها أليمة، والقلوب المحبة لها سقيمة، السلامة منها غنيمة، والعافية منها ليس لها قيمة، والبليه بها لاسيما بعد نزول الشيب داهية عظيمة.

طاعة الله خير ما اكتسب العبـ *** د فكن طائعا لله لا تعصينه

ما هلاك النفوس إلا المعاصي *** فاجتنب ما نهاك لا تقربنه

إن شيئا هلاك نفسك فيه *** ينبغي أن تصون نفسك عنه99

أيها الناس: إن الله يقبل توبة العبد مهما كانت عظمة هذا الذنب، حتى ولو كان من الشرك فإن الله يقبل التوب، ويعفو عن السيئات بل ويبدل الله تلك السيئات حسنات، وشاهد ذلك ما جاء في حديث قاتل المائة نفس؛ فعن أبي سعيد الخُدري -رضي الله عنه- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب فأتاه، فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله، فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم -أي حكما- فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة)10. وفي رواية في الصحيح: (فكان إلى القرية الصالحة أقرب بشبر فجعل من أهلها). وفي رواية في الصحيح: (فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تباعدي وإلى هذه أن تقربي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له). وفي رواية: (فنأى بصدره نحوها).

أيها المؤمنون: إن الناس في التوبة أقسام عدة؛ فمنهم: من لا يوفق لتوبة نصوح، بل ييسر له عمل السيئات من أول عمره إلى آخره حتى يموت مصرا عليها، وهذه حالة الأشقياء، وأقبح من ذلك: من يسر له في أول عمره عمل الطاعات ثم ختم له بعمل سيء حتى مات عليه؛ كما في الحديث الصحيح: (إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها).

وقسم يفني عمره في الغفلة والبطالة، ثم يوفق لعمل صالح فيموت عليه وهذه حالة من عمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها..

وهؤلاء منهم: من يوقظ قبل موته بمدة يتمكن فيها من التزود بعمل صالح يختم به عمره، ومنهم: من يوقظ عند حضور الموت فيوفق لتوبة نصوح يموت عليها، قالت عائشة -رضي الله عنها-: "إذا أراد الله بعبد خيرا قيض له ملكا قبل موته بعام فيسدده وييسره حتى يموت وهو خير ما كان، ويقول الناس: مات فلان خير ما كان".

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب عز وجل: وعزتي وجلالي لا أزل أغفر لهم ما استغفروني).11

وبقى قسم آخر من أقسام الناس في التوبة: وهو أشرف الأقسام وأرفعها: وهو من يفني عمره في الطاعة، ثم ينبه على قرب الأجل ليجد في التزود، ويتهيأ للرحيل بعمل يصلح للقاء يكون خاتمه للعمل، قال ابن عباس: "لما نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} نعيت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسه فأخذ في أشد ما كان اجتهادا في أمر الآخرة، قالت أم سلمة: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد، ولا يذهب ولا يجيء إلا قال: سبحان الله وبحمده، فذكرت ذلك له، فقال: إني أمرت بذلك، وتلا هذه السورة.

وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أن يعتكف في كل عام في رمضان عشرا ويعرض القرآن على جبريل مرة، فاعتكف في ذلك العام عشرين يوما، وعرض القرآن مرتين.

ومرض بعض العابدين فوصف له دواء يشربه فأتي في منامه، فقيل له: أتشرب الدواء والحور العين لك تهيأ؟ فانتبه فزعاً، فصلَّى في ثلاثة أيام حتى انحنى صلبه ثم مات في اليوم الثالث.

نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يتوب علينا إنه هو التواب الرحيم.

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



--------------------------------------------------------------------------------

1 رواه مسلم.

2 متفق عليه.

3 رواه مسلم.

4 رواه مسلم.

5 رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن"، وقال الألباني: "حسن"؛ كما في صحيح الترمذي، رقم(2802)، وصحيح ابن ماجه، رقم(3430).

6 مجالس شهر رمضان(287).

7 رواه أحمد والحاكم من حديث ابن مسعود، وقال الألباني:"صحيح" كما في صحيح الجامع(6802).

8 راجع هذه الشروط في: "شرح رياض الصالحين"(1/61- 63) للعلامة ابن عثيمين.

9 لطائف المعارف، صـ(81). لابن رجب..

10 متفق عليه.

11 رواه أحمد والحاكم، وقال الألباني: "حسن لغيره" ؛كما في صحيح الترغيب والترهيب، رقم(1617)..

غير مسجل
06-03-2011, 08:48 PM
شكرا لك اخي الفاضل

لكن كما قلت لك هناك حاجز يقف بيني وبين الرجوع الى الله

اصبح قلبي قاسي جدا

انا الآن اكره كل البشر

واكره نفسي

انا اتمنى الموت

admin
06-03-2011, 11:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة، أكرمك الله وحفظك،
إني لأرجو منك الصبر وتدبر ما سأقول بقلبك لا بعقلك، إقرأي ببطء وتروي ودعي الكلام يدخل قلبك وضعي كل همومك وغمومك وما يشغل بالك جانباً وأنت تقرأي ردي، لعل الله يخرجك مما أنت في، فهو الهادي وهو صاحب كل الأمور:-
1. تذكري أنك مخلوقة من مخلوقات الله، خلقك عز وجل ولم تكوني شيئاً مذكورا، فأنت مدينة له بكل عضو في جسدك وبعقك وبفؤادك وبقلبك وبنفسك وبروحك، وهو صاحب هذا الفضل، وإسألي نفسك لو أن شخصاً أعطاك شيئا جميل أحببته، هل ستنسي معروفه وهديته؟ لا أعتقد ذلك، فما بالك بكل هذه الهدايا التي منحنا إياها عز وجل.
2. إبدأي بمحاولة إحصاء نعم الله عليك، ولا أقصد هنا أن تحصي كل النعم، فهذا أمر محال، ولكن حاولي إحصاء أهم نعمل الله عليك، وإبدأي بجسدك،
- خذي مثلا نعمة البصر، ثم إبدأ بالتفكير بالمكفوفين العميان المحرومين من هذه النعمة، إسألي نفسك: كيف يعيشون؟ بماذا يشعرون؟ كيف يقومون بأعمالهم؟ كيف يعدوا وجبات طعامهم؟ كيف يعد الكيف منهم كأس شاي ليشربه؟ كيف يلبس ثيابه؟ وكيف ينظفها؟ كيف يصل لوجهه؟ ماذا لو أنه اراد أن يصل لمكان لم يذهب له من قبل ولم يجد من يأخذ بيده؟ كيف سيكون شعوره عندما يقف أمام البحر وهو لا يراه؟ كيف سيكون شعوره عندما يقف بجانبه شخص ينظر إلى السماء ويحاول أن يصف له شكل القمر والنجوم؟ مئات بل آلاف الأسئلة التي تدور في وجدان هذا المحروم من هذه النعمة التي وهبك إياها العزيز الجبار.
- خذي مثلا آخر، نعمة السمع عليك وإبدأي بالتفكر بهذا الأصم الذي حرمه عز وجل من نعمة السمع، وتسائلي كيف هي حياته؟ وكيف طعم هذه الحياة بلا أصوات؟ حاولي في يوم من الأيام أن تشغلي جهاز التلفاذ وأخفضي الصوت بالكامل وأنظر للشفاه التي تتحرك وحاولي أن تفهمي ماذا تقول، حاولي أن تفهمي ما يدور حولك بلا أصوات لتعلمي كم هي عظيمة نعمة السمع علينا. حاولي يوماً أن تتفكري كيف لو أنك لم تسمعي الآذان، أو تسمعي القرآن، أو تسمعي دروس الشرع ودروس العلم، كيف كان حالك سيكون؟
- خذي مثلا آخر: نعمة النطق، حاولي يوما أن تتعاملي مع من حولك بالإشارة فقط دون أن تنطقي أي كلمة، وأنظري كيف سيكون حالك في هذا الدنيا؟
- خذي مثلا آخر: نعمة القلب، حاولي أن تتفكري بشخص على فراش المرض، قلبه مريض، لا يستطيع السير أو الحركة لأن قلبه ضعيف لا يقوى على ضخ الدم.
- خذي أحد مرضى السكري، الذي لا يستطيع أن يتناول بسكويتة واحد إلا إذا ذهب للمستشفى وأعطاه الطبيب حقنة خاصة قبل أن يتناول هذه البسكويتة، برأيك كيف هي حياة مثل هذا الإنسان.
- أو حتى خذي مثلا مريض بالكلى، والذي يقوم بغسل دمه كل يومين مرة، وحاولي أن تعيشي ألمه وهو على آلة تنظيف الدم لعدة ساعات كل يوم بعد يوم أو حتى كل يوم.
- أو خذي مثلا مقعد على كرسي، لا يستطيع السير على قدميه، وتفكري بحياته، كيف يصعد الدرج؟ وكيف يهبطه؟ كيف يصعد إلى تخته للنوم؟ وكيف يهبط منه؟ كيف يستحم وكيف يقضي حاجته؟ وكيف وكيف....
- أو حتى خذي إنسان أخذ الله منه قدرته على التفكر، كيف هي حياته؟ يمكنك زيارة مستشفى للأمراض العقلية والقيام بجولة والنظر في أحوال بعض المرضى، ثم تذكري نعمة العقل عليك.
- للحق فإن الأمثلة لا تعد ولا تحصي، ولكن الله عافاك من كل هذا، ولو أننا سألنا أحد هؤلاء، ماذا أنت مستعد أن تفعله لو أن الله عافك، وأنا على يقين أن الواحد منهم مستعد أن يصرف كل ما يملك لقاء هذه النعمة.
3. تذكري أن الله خلقنا لنكون من أهل الجنة، ولكنه يعلم عز وجل أنه لو أدخلنا مباشرة للجنة لأعتقد كل منا أنه يستحق درجة أعلى مما هو عليها وأنه أفضل من غيره، لذلك فقد صنع لنا عز وجل هذه الحياة الدنيا لنتعرف فيها على أنفسنا ولنعرف ما نستحقه عندما نعود للجنة بإذن الله.
4. عليك أن تعرفي أن حياتنا في الدنيا ما بين (60-70) عام كما علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذه الفترة هي أقل من ساعتين من وقت الجنة، فاليوم في الجنة يساوي ألف سنة على وجه الارض.
5. تذكري أن العمر يمر كلمح البصر، سواءاً صبرنا وشكرنا أو لم نصبر أو حتى كفرنا، فالزمن سيمر كلمح البصر، إسألي نفسك عن عمرك، ثم إسألي نفسك كيف مر هذا العمر، ستجيبي أنه مر كلمح البصر.
6. تذكري أن صبرنا على المصائب والإبتلاءات هو لصالحنا، يقول عز وجل (وما يلقائها إلا الذين صبروا).
7. تذكري أن ما تبقى من هذا العمر سرعان ما سيمر، رضينا أما أبينا، وستأتي لحظة قبض الروح، وسيتبع هذه اللحظة نعيم أو عذاب القبر، وسيتبعه أهوال البعث والحساب.
8. تذكري أنك ستقفين بين يدي الله عز وجل ويسألك (أرضيتِ بما أعطيتك إياه) أم (أنك سخطتِ عنه وكفرت به) فماذا ستجيبيه عز وجل، هل ستقولين له (إنك لم تحسن التصرف) إياك إياك أن تكوني من الذين يخدعهم الشيطان في الدنيا فيسخطوا على عطاء الله، فكل ما أتى من الله هو نعمة، وليس لنا الحق أن نفرض على الله كيف يتصرف معنا، بل علينا أن نشكره على ما أعطانا إياها.
9. ثم تذكري أن الجنة هي الخاتمة حيث لا هم ولا غم ولا مصائب ولا إبتلاءات ولا حزن ولا كرب ولا أي نوع من أحاسيس السوء، وأن الحياة في الجنة لا نهاية لها، أفلا نصبر حتى نصل؟؟؟
سأسألك سؤال: لو أنني قلت لك تفضلي هذا مفتاح قصر عظيم، هو لك، إذهبي وعيشي فيه، وفيه كل ما تشتهين وما تطلبين، هل من الممكن أن تقولي لا، أسفة لا أريد المفتاح لأنه هناك طريق صعبة عليّ أن أجتازها حتى أصل لهذا القصر؟؟؟؟ لا أعتقد أن عاقلاً يمكن يقول هذا....
فنحن بطريقنا للجنة والتي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر. إصبري واحتسبي أجرك على الله، فصبر جميل، وبالله المستعان.
أخوك: الشيخ خالد المغربي

غير مسجل
06-03-2011, 11:49 PM
السلام عليكم

شكرا لك على اهتمامك وردك اخي الفاضل

انا موقنة بنعم الله علي واحمده على كل النعم وخصوصا نعمة الاسلام التي اعتبرها من اكبر النعم علي

وكما ذكرت لكم سابقا اني كنت انسانة غير الذي انا عليه الآن

ودائما احدث نفسي باني انسانه محظوظة بكل هذه النعم التي خصني بها الله


ولكن ما انا فيه هو تراكمي لم يأتي فجأة

كنت احيانا افوت بعض الفروض اما الان فانا تركت الصلاة


تخيل اليوم الجمعة لم اصلي ابدا


الصراحه انا مشوشه جدا ولا استطيع ان اوصل مشكلتي.........

admin
06-03-2011, 11:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لا بأس أختي الكريمة

هوني عن نفسك

صبري نفسك

وزحزحي حالك

جاهدي فالأمر يحتاج مجاهدة النفس

قومي الآن من توك، توضأي وصلي العشاء، وإقضي ما فاتك من صلوات لهذا اليوم

إستغفري الله، فهو غافر الذنب وقابل التوب

وتذكري أن أعظم الصبر هو الصبر على الطاعة أو العبادة

وتذكري أن الصلاة عمود الدين، من أقامها أقام الدين، ومن هدمها هدم الدين

وتذكري أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيام الصلاة، فإذا صلحت صلح باقي العمل، وإذا فسدت فسد باقي العمل

لا تتردي

ولا تتأخري

الآن، توضأي وصلي، وإدعو الله القبول والهداية ورضى النفس

وأنا على يقين أنك ستتحسني

أنا أنتظر أن أسمع منك أنك قد صليت

غير مسجل
06-04-2011, 12:10 AM
هل تقبل صلاتي وانا اريد ان اصلي لآن الشيخ المغربي امرني بذلك؟؟؟؟؟


كيف اقابل ربي الان ؟؟؟

تركت الصلاة وقد امرني ربي ان لا اتركها

واصلي الان لأنك امرتني فيها

admin
06-04-2011, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخيتي، أكرمك الله

أنت لا تصلي للناس ولكن تصلي لله

والمسلم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر

وهذا عمل الأنبياء، من علمنا الصلاة؟ أليس الرسول عليه الصلاة والسلام!

فهل نحن نصلي له، بالطبع لا، نحن نصلي لله

لا تدعي الشيطان يلبس عليك ويخدعك

ونعم، فالله سيقبل صلاتك، فهو الكريم

وهو العظيم

وهو الغفور

وهو الحليم

فك عنك أغلال الشيطان، فكيده ضعيف،

وفري لله، فنحن منه وإليه

هدى الله قلبك ونوره بالإيمان

وأخرجك من الهم لحلاوة عبادة الرحمن

وصلى الله على النبي العدنان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وأصحابه الكرام

غير مسجل
06-04-2011, 12:53 AM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل

نعم صليت ودموعي في عيني

لا ادري اهي دموع ندم ام ماذا

اشعر الان بالهدوء والسكينة


جزاك الله كل الخير


ادع لي ان يثبتني الله


وشكرا لك مرة اخرى وكثر الله من امثالك

نائل أبو محمد
06-06-2011, 09:13 PM
الاثنين 5 رجب 1432

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك