المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *


نائل أبو محمد
06-06-2011, 09:34 PM
الاثنين 5 رجب 1432هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين 5 رجب 1432



سأعمل إن شاء الله على بدء صفحة جديدة من هذه المجموعة
تحت نفس العنوان تحمل عبارة الجزء الثاني .

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


* معالجات من أوراق طالب عوض الله / عدة حلقات مختارة تصل عبر البريد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجمعة 10 جمادى الثانية 1432

توثيق هام
مرجع لمجموعة مقالات وكتابات وتمهيد لتأسيس مكتبة الشباب المسلم

1432هـ .

الجزء الأول : تم
وهذا الجزء الثاني : بدأ ....

يتبع إن شاء الله
الجمعة 10 جمادى الثانية 1432

الاثنين 20 جمادى الثانية 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

نائل أبو محمد
06-06-2011, 09:41 PM
الاثنين 5 رجب 1432

الموضوع / مجموعة طالب عوض الله ـ الجزء الثاني *

مجموعة طالب عوض الله * الجزء الأول ‏( 1 2 3 ... الصفحة الأخيرة)
نائل أبو محمد منذ 19 دقيقة
بواسطة نائل أبو محمد 61 1,534 منتدى الفرق الإسلامية

طالب عوض الله
06-08-2011, 11:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



مـيـثـــاقـــًــا غــلــيــظــــــــًــا



الحمدُ للهِ الذي خلقنا من نفسٍ واحدةٍ وجعلَ منها زوجَها ليسكنَ إليها (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً ). وأشهدُ أن لا إلهَ لنا غيره ولا ربَّ لنا سواهُ، خلقَ فسوى، وقدَّرَ فهدى، و (أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ وخليلُهُ وصفوتُهُ من خلقِهِ، اللهم صلِّ وسلمْ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ وأتباعِهِ بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ. أمـا بـعد ..



فقد حكي أن شريحاً القاضي قابل الشعبي يوماً، فسأله عن حاله في بيته فقال له: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي، ولقد مكثت زوجتي معي عشرين سنة لم أعتب عليها في شيء إلا مرة واحدة وكنت لها ظالماً. العقد الفريد

وقال أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه: ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علما. وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع العالمين المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل. من كتاب الإصابة وسير أعلام النبلاء

وَقَالَ الإمام أَحْمَدُ رحمه الله: أَقَامَتْ أُمُّ صَالِحٍ (زوجته) مَعِي عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا اخْتَلَفْت أَنَا وَهِيَ فِي كَلِمَةٍ. الآداب الشرعية والمنح المرعية



وبعد أخوة الإيمان:

لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه, فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها.

وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة.

وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها.

وإذا كانت أماً كان برُّها مقروناً بحق الله تعالى وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله، والفساد في الأرض.

وإذا كانت أختاً فهي التي أُمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها.

وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة.

وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي.

ومهما كانت فهي الأم والعرض المصون الذي يجب أن يُصان ولو بضرب الرقاب.



عباد الله:

ما أحوج حامل الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية إلى الجندي المجهول, الزوجة التي تشاطره همومه، وتشاركه الرأي والمشورة، فتنصحه وتعظه، وتعينه على دنياه وآخرته, مشعرة إياه بالانسجام والتوافق والتأييد والثقة والمشاركة، وما أعظم الدعم الذي قدَّمته أمُّنا خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم إذ رجع بعد نزول جبريل عليه في الغار يرجف فؤاده من هول المطلع، فقال: (زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي)، وقال لخديجة: (لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي).

فانظر إلى موقف المرأة الصالحة الواعية الودود المحبَّة لزوجها كيف تُزيل ما ألَمَّ به من عناء وقلق، فتقول له في ثقة وحزم: "كَلا، وَالله مَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ" (رواه البخاري).



وإن الذي دفعنا للوقوف على هذا الموضوع بالتحديد هو مشاهدتنا ومعرفتنا بالعلاقة السائدة هذه الأيام عند بعض المسلمين وزوجاتهم, والتي اعتراها الغبار وشابتها الشوائب, فوجب إزالة الأتربة عنها وتصفيتها.



فلا يُعقل لمسلم حامل للدعوة مثلا أن يكون فظاً جلفاً غليظاً مع زوجته أم ولده وهو الذي يتأسى بالحبيب محمد صلى الله وعليه وسلم, حيث قال: "حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ". رواه أحمد والترمذي عن ابن مسعود

كما لا يُعقل أن يهاجمها بالتجريح وقبح الكلام والضرب أو تسفيه للرأي, وكأنها أقل منه منزلة أو عقلا أو رأياً !!!

أو أن يمنعها من زيارة أهلها وأقربائها!!!

أو أن يتمنن عليها بالإنفاق وقد يمنعها ذلك أيضا!!



بل ووصل البعض أن منعوا زوجاتهم أن يحملن الدعوة أيضاً, وأجلسوهن في الخدور, بعيدات عن الفكر السوي ومرتع لوسائل الإعلام المغرض, فباتت زوجة حامل الدعوة الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر كسائر النساء اللاتي تم غزوهن الفكري وضرب مفاهيمهن الإسلامية, وبذلك قَبِلَ حامل الدعوة أن يُطعن من الخلف, لأنه غفل عن زوجته فما أحاطها اهتماما ولا جلس معها يناقشها أو يُعلمها مما فتح الله عليه.



وإني لأعجب كل العجب من مسلم لا يبدأ بأهله وزوجه وولده!

أوليسوا من هذه الأمة؟!

ألم يقل الله سبحانه وتعالى " وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ "؟! وقال أيضاً: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ "



فما هذه أخلاق المسلم, ولا هي أخلاق حامل دعوة, بل إن الدعوة التي يحملها لتبغضه وتمقته, فخيركم خيركم لأهله كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم, وهو والله خيرنا لأهله.



فهذا الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام لم يخجل يوماً من أن يُصرح بحبه لأزواجه رضي الله عنهن, حيث روى خالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ قَالَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قُلْتُ مِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ فَعَدَّ رِجَالًا فَسَكَتُّ مَخَافَةَ أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ. صحيح البخاري



وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا قَالَتْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ فَيَقُولُ أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ قَالَتْ فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا فَقُلْتُ خَدِيجَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا. صحيح مسلم



بل وأكثر من هذا, فرسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب أم المؤمنين عائشة زوجه فيسابقها عدواً وجرياً أكثر من مرة, فعَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَت : سَابَقَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبَقْتُهُ ، فَلَبِثْنَا حَتَّى إِذَا رَهِقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي ، فَقَالَ : " هَذِهِ بِتِيكِ " . رجاله ثقات، على شرط الشيخين البخاري ومسلم, وفي رواية: تصف عائشة رضي الله عنها تلك الأجواء الجميلة لها مع زوجها الحبيب عليه الصلاة والسلام أثناء السباق, فتقول: خَطَطْتُ خَطًّا بِرِجْلِي ، ثُمَّ قُلْتُ : تَعَالَ نَقُومُ عَلَى هَذَا الْخَطِّ . قَالَتْ : فَنَظَرَ فِي وَجْهِي فَكَأَنَّهُ عَجِبَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ ، قَالَتْ : فَقُمْنَا عَلَى ذَلِكَ الْخَطِّ ، قَالَتْ : قُلْتُ أذْهَبُ ؟ قَالَ : اذْهَبِي ، فَخَرَجْنَا ، فَسَبَقَنِي. إسناده حسن.



ولله در تلك المرأة أم زرع حين مدحت زوجها على الرغم من طلاقها منه, مع أن المرأة المطلقة ولا أعمم لا تكاد تذكر لزوجها السابق حسنة، إلا أن أم زرع لم تكن تبحث عن المال ولا الجاه بل كانت تبحث عن حسن العشرة والسكن والكلمة الطيبة والتودد, حيث روى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قالت أم زرع: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلَا أُقَبَّحُ وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ.

شرح الرواية وألفاظها: ((زوجي أبو زرع فما أبو زرع!): أي هل تعرفون شيئاً عن أبي زرع؟ (أناس من حلي أذني): النوس يعني الاضطراب والحركة، ومنه الناس؛ لأنهم يتحركون ذهاباً وإياباً. ومنه الحديث الذي في البخاري ، قال ابن عمر: (دخلت على حفصة ونوساتها تنطف)، النوسات: هي الظفائر، تنطف: يعني تقطر ماء، فقد كانت مغتسلة، وإنما سميت الظفيرة بهذا الاسم لأنها تتحرك إذا حركت المرأة رأسها. (أناس من حلي أذني): أي: ألبسها ذهباً في آذانها، وهي تتحرك، فالذهب يتحرك في آذانها بعدما كانت خالية، (وملأ من شحم عضدي)، تريد أن تقول: إنه كريم.. يعني أنه أخذها نحيلة والآن تخمت وسمنت لكرمه. (وبجحني فبجحت إلي نفسي)، يقول لها مداعبا ومغازلا: يا سيدة الجميع! يا جميلة! يا جوهرة! حتى صدقت ذلك، من كثرة ما بجحها إلى نفسها، (فبجحت إلى نفسي): أي: فصدقته، (وجدني في أهل غنيمة بشق)، يعني: شق جبل، أي أنها كانت تعيش في مكان فقير، فنقلها نقلة عظيمة، (فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق) نقلها إلى (أهل صهيل): أصحاب خيل، (وأطيط): أصحاب إبل, (ودائس) أي: ما يداس، وهذا كناية عن أنهم أهل زرع, (ومنق): المنق: هو المنخل، وفيها دلالة على الترف، فعندهم من كل المال، فهم أغنياء، عندهم خيل وإبل وزرع وطعام وافر, (فعنده أقول فلا أقبح) تقول: مهما قلت فلا أحد يجرؤ أن يقول لي: قبحك الله.. (وأرقد فأتصبح): تنام حتى وقت الضحى، وهذا يدل على أنه كان لديها الخدم الذين يقومون على عمل البيت, (وأشرب فأتقنح) أي: تشرب وتأكل تغصباً، فتأكل حتى تشبع، فيقال لها: كلي، فتتغصب الزيادة، وهذا لا يكون إلا إذا كان هناك دلال وحب. فقولها: فأتقنح فيه دلالة على أنها تترك الأكل والشرب زهداً فيه لكثرته.

والأجمل من هذا وذاك, حين روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا الحديث بحضرة زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال لها: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ. وفي رواية النسائي قال لها: (كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ ولكني لا أطلقك). رواه البخاري ومسلم



عباد الله:

إن المسلم لا يتوانى عن مسح دموع أمته التي تذوق الويلات صباح مساء, فكيف لو كانت هذه الدموع دموع زوجته أو أهله من رعيته المسؤول عنهم, بل ويصرح لهم حبه وعطفه وخوفه عليهم تأسيا بالقدوة والأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم, فهذه صفيه رضي الله عنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها ، فأبطأت في المسير ، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى ، وتقول حملتني على بعير بطئ ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويسكتها .رواه النسائي

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَشْرَبُ. صحيح مسلم



إخواني وأخواتي الكرام:

اسمحوا لي أن أقف هنا وإياكم قليلاً على هذه الرواية التي تُظهر حلم النبي ورزانته وتّأنيه ووقاره والتُّؤَدَةُ التي كان ينعم بها صلى الله عليه وسلم مع أهله وأزواجه, فلا تراه مغاضباً على كل زلة أو موبخاً أو مهدداً. قيل لأعرابي: من العاقل؟ قال: (الفطن المتغافل). يعني: الذي يتجاهل بإرادته. فعن أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا أَتَتْ بِطَعَامٍ فِي صَحْفَةٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَّزِرَةً بِكِسَاءٍ وَمَعَهَا فِهْرٌ فَفَلَقَتْ بِهِ الصَّحْفَةَ فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ فِلْقَتَيْ الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ كُلُوا غَارَتْ أُمُّكُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحْفَةَ عَائِشَةَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَأَعْطَى صَحْفَةَ أُمِّ سَلَمَةَ عَائِشَةَ. صحيح النسائي



صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم وما نحات على الأيك الحمائم



كنت قد سألت العديد من الرجال عن موقفهم لو فعلت نسائهم كما فعلت عائشة رضي الله عنها من كسر وعاء أم سلمة في حضرة ضيوف لهم, وكانوا آنذاك لم يسمعوا بهذه الرواية فأجابوا: " أطلقها فوراً", وأخر قال: " أكسر رأسها"...

لكن الحبيب صلى الله عليه وسلم ذو التُّؤَدَةُ لم يزد على أن جمع بين فِلْقَتَيْ الصَّحْفَةِ مبرراً فعل أم المؤمنين عائشة بأنها غارت.



رحم الله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: " كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ مَا أَنْزَلَ وَقَسَمَ لَهُنَّ مَا قَسَمَ".

فعَنْ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ أَنَّهُ قَالَ, قال عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: إِنْ كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَا نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ مَا أَنْزَلَ وَقَسَمَ لَهُنَّ مَا قَسَمَ, قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي أَمْرٍ أَتَأَمَّرُهُ إِذْ قَالَتْ امْرَأَتِي لَوْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا (أي تشير عليه بالرأي والمشورة) قَالَ فَقُلْتُ لَهَا مَا لَكَ وَلِمَا هَا هُنَا وَفِيمَ تَكَلُّفُكِ فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ ( أي ما تصنعين هنا وما دخلك أنت في أمري) فَقَالَتْ لِي عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا تُرِيدُ أَنْ تُرَاجَعَ أَنْتَ وَإِنَّ ابْنَتَكَ (حفصة رضي الله عنه زوجة النبي) لَتُرَاجِعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ! فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَقَالَ لَهَا يَا بُنَيَّةُ إِنَّكِ لَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ فَقَالَتْ حَفْصَةُ وَاللَّهِ إِنَّا لَنُرَاجِعُهُ فَقُلْتُ تَعْلَمِينَ أَنِّي أُحَذِّرُكِ عُقُوبَةَ اللَّهِ وَغَضَبَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, يَا بُنَيَّةُ: لَا يَغُرَّنَّكِ هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا ( يُرِيدُ عَائِشَةَ) قَالَ ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتِي مِنْهَا فَكَلَّمْتُهَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ دَخَلْتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَبْتَغِيَ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ فَأَخَذَتْنِي وَاللَّهِ أَخْذًا كَسَرَتْنِي عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُ أَجِدُ... صحيح البخاري



انظروا عباد الله إلى قول عمر الفاروق في أخر الرواية حين قال: "فَأَخَذَتْنِي وَاللَّهِ أَخْذًا كَسَرَتْنِي عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُ أَجِدُ", يقصد بذلك: أن أم سلمة رضي الله عنها بينت لعمر كثير من الأمور التي يجهلها في الحياة الزوجية تأسياً بأسوته وقدوته صلى الله عليه وسلم حتى خجل من نفسه رضي الله عنه وأرضاه.



فالزوجة أخي المسلم رعاك الله: ليست شريكة الحياة للزوج، وإنما هي صاحبته، فالعشرة بينهما ليست عشرة شركاء، وإنما عشرة صحبة، يصحب أحدهما الآخر صحابة تامة من جميع الوجوه، صحبة يطمئن فيها أحدهما للآخر، إذ جعل الله هذه الزوجية محل اطمئنان للزوجين, قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم21

فالزوج في بيته ليس حاكماً ولا متسلطاً وليس "سي السيد" الذي لا يُردّ له طلب, بل هو الأب والأخ الرؤوف العطوف الرحيم بزوجته القائم على رعايتهم, المربي المثال القدوة, اللين السهل, الودود القريب من أهله بحيث يسكن إليه أهله. فلا يعش أهله معه في خوف وترقب على فعالهم إن هم أخطئوا . بل إن معنى قيادة الزوج للبيت هي رعاية شؤونه وإدارته، وليس السلطة أو الحكم فيه، ولذلك فإن للمرأة أن ترد على زوجها كلامه، وأن تناقشه فيه، وأن تراجعه فيما يقول، لأنهما صاحبان وليسا أميراً ومأموراً، أو حاكماً ومحكوماً، بل هما صاحبان جعلت القيادة لأحدهما من حيث إدارة بيتهما، ورعاية شؤون هذا البيت. ولما كانت الحياة الزوجية قد يحصل فيها ما يعكر صفوها، فقد جعل الله قيادة البيت للزوج على الزوجة، فجعله قواماً عليها. قال تعالى: " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ " وقال: : وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ " ووصى المرأة بطاعة زوجها.





والسكن أخي المسلم: هو الاطمئنان، أي ليطمئن الزوج إلى زوجته والزوجة إلى زوجها، ويميل كل منهما للآخر ولا ينفر منه. فالأصل في الزواج الاطمئنان، والأصل في الحياة الزوجية الطمأنينة، وحتى تكون هذه الصحبة بين الزوجين صحبة هناء وطمأنينة بيَّن الشرع ما للزوجة من حقوق على الزوج، وما للزوج من حقوق على الزوجة.



ولما في العشرة والمعاشرة من أهمية بين الزوجين قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) النساء19. والعِشرة: هي المخالطة والممازجة وعاشره معاشرة وتعاشر القوم واعتشروا. فأمر الله سبحانه وتعالى بحسن صحبة النساء إذا عقدوا عليهن لتكون الخلطة فيما بينهم وصحبتهم مع بعضهم على الكمال، فإنه أهدأ للنفس، وأهنأ للعيش، ومعاشرة الرجال للنساء تكون زيادة على وجوب إيفائها حقها من المهر والنفقة أن لا يعبس في وجهها بغير ذنب، وأن يكون منطلقاً في القول، لا فظاً ولا غليظاً ولا مظهراً ميلاً إلى غيرها.



وقد وصَّى الرسول صلى الله عليه وسلم الرجال بالنساء فروى مسلم في صحيحه عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع «فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف». ورُوي عنه عليه السلام أنه جميل العشرة يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويضاحك نساءه وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله، ويسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم بذلك. وروى ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خياركم خياركم لنسائهم».



أخي المسلم:

إياك ثم إياك أن تأتي يوم القيامة وزوجك تجرّك أمام الخلائق وقد وُضع كتابك, فتخاصمك وتشكوك إلى الله وتقول: يا رب خذ لي مظلمتي من زوجي فإنه ما اتقى الله فيّ وقد أخذني من قبل بأمانتك واستحللني بكلمتك... يا رب خذ لي مظلمتي منه!!!

فاتق الله أخي وتأسّ بالحبيب صلى الله عليه وسلم في حياته وعشرته مع أزواجه وصبره وحلمه عليهن, ولك الأجر إن شاء الله.



أختي المسلمة:

اتقي الله في زوجك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاك به خيراً, ففِي الْمُسْنَدِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا يَصْلُحُ لِبَشَرِ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرِ وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرِ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرِ لَأَمَرْت الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا, مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا, وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ مِنْ قَدَمِهِ إلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ قُرْحَةٌ تَجْرِي بِالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ فَلَحِسَتْهُ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ". وفي رواية: " وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَنْقُلَ مِنْ جَبَلٍ أَحْمَرَ إلَى جَبَلٍ أَسْوَدَ وَمِنْ جَبَلٍ أَسْوَدَ إلَى جَبَلٍ أَحْمَرَ, لَكَانَ لَهَا أَنْ تَفْعَلَ". أَيْ لَكَانَ حَقُّهَا أَنْ تَفْعَل. رواه ابن ماجه



كوني رعاك الله كعائشة رضي الله عنها: التي ملأت بيتها بالسعادة ، وخففت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أحزانه ، وهمومه ، وكانت نعم الزوجة . حيث جاء في الرحيق المختوم أن رسول صلى الله عليه وسلم عَرَقَ مرة وهو عند عائشة رضي الله عنها، وكان يَخْصِفُ نعلاً، وهي تغزل غزلاً، فجعلت تبرق أسارير وجهه، فلما رأته بُهِتَتْ وقالت‏:‏ والله لو رآك أبو كَبِير الهُذَلي لعلم أنك أحق بشعره من غيرك‏:‏ وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ** برقت كبرق العارض المتهلل



هكذا الزوجة الصالحة مع زوجها ، فإنها تخفف عنه هموم الدعوة ، وتعيد له نشاطه من جديد ، ولا تكون سبباً في كثرة المشاكل ؛ والتي تؤدي إلى فتور الزوج ، وكثرة همومه ومشاكله الحياتية ؛ والتي تؤثر على حياته الدعوية .



وكوني كخديجة رضي الله عنها: فيما روينا آنفاً حين آوت زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصرته وأعانته في شدّة وأحلك الظروف, فلم ينس رسول الله لها هذا الصنيع, فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ ، قَالَتْ : فَغِرْتُ يَوْمًا ، فَقُلْتُ : مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُ حَمْرَاءَ الشِّدْقَيْنِ ! قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا . قَالَ : " أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا ؟ ! قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ أَوْلَادَهَا وَحَرَمَنِي أَوْلَادَ النَّاسِ". رَوَاهُ أَحْمَدُ



عباد الله:

ما بينكم وبين أزواجكم أسمى من أن تدنسه لحظه غضب عارمة. فآثـِـروا السكوت على سخط المقال، والعفو عن الزلات أقرب إلى العقل والتقوى، وتذكروا دومًا أن الله قد أغلظ ميثاق الزواج فقال سبحانه (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) مشبهًا ميثاق الزواج هذا بالميثاق الذي أخذه على أنبيائه عليهم الصلاة والسلام إذ قال (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) فكونوا عباد الله وإمائه على قدر هذا الميثاق الغليظ، وكونوا على قدر تلك النعمة التي أنعمها الله على بني آدم إذ جعل رجالها سكنًا لنسائها وجعل نساءها سكنًا لرجالها، فكيف يمكن لمثل هذه النعمة أن نجحدها بنفرةٍ هنا تجرح، أو كلمةٍ هناك تنقح، فتقر المودة ويستقر النفور، إياكم عباد الله، فتلك عدّها الله آيةً من آياته من لم يشكره عليها فقد جحدها، وما شكره إلا بالمحافظة عليها وأداء الحق تجاهها، فكونوا كما يحب ربكم، ويرضى نبيكم.



وآخر القول دعاء وحمد، فاللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا،

والحمد لله رب العالمين.





فكرة وإعداد:

راجي العقابي و تــراب

03 – 06 – 2011



http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=61158

نائل أبو محمد
06-08-2011, 09:11 PM
الأربعاء 7 رجب 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

طالب عوض الله
06-09-2011, 09:24 AM
سم الله الرحمن الرحيم




"الطائفية" فتنة للعبث بأمن مصر

علي عبدالعال(كاتب صحفي مصري )

أحداث إمبابة مؤشر كبير على أن الأمور ربما تكون مقبلة على اشتعال في مصر ما لم تعالج النزاعات الطائفية على أسس سليمة.. حينما تصل الأمور إلى السلاح، وأساليب القنص، واعتلاء أسطح المباني لإطلاق النار على المارة، ليثبت كل طرف أنه الأقوى، فمن الضروري أن تلجأ الدولة إلى أساليب رادعة.
إن ما يجري من هذه الأحداث المتتابعة بات يمثل تهديدًا حقيقيًا لسمعة هذا البلد العريق، ونسيجه الوطني، ووحدة أبنائه، ما يستلزم وقفة صارمة من الجميع.
مصر أمامها الكثير والكثير من التحديات، وهي تحديات ثقيلة لا تخفى على أحد، وأيضا يحيط بها الكثير والكثير من الأخطار، وهي أخطار جسيمة، تؤثر حتما على حاضرها ومستقبلها وأمنها وموضعها بين الأمم، وهو ما يستوجب علينا ضرورة الشعور بهذه المسؤولية الكبيرة تجاهها.
ليس معقولا أن نتخلى عن كل قضايانا المصيرية ليتفرغ كل منا للآخر، ولم يعد مقبولا أن نستيقظ كل يوم على حادث طائفي جديد، تُزهق فيه الأرواح بين الجانبين، في ظل هذا الاحتقان والتجييش الحاصل بين الشركاء.
أغلى ما يملكه المصريون وحدتهم، فيها سر قوتهم وسر بقائهم، وإذ لم يعد سرًا تلك الرغبة لدى بعض الأطراف الخارجية في النيل منها فمن الضروري أن يعي أبناء هذا الوطن خطورة ما يراد لهم، ومن الضروري أيضا أن يكونوا حريصين على تفويت الفرصة على هؤلاء المتربصين، وأن يظهروا من أنفسهم اهتماما حقيقيا باستقرار وطنهم وسلامته.
لا يمكن لأحد أن يتصور أن تنتهي يوما ما أخبار الراغبين في دخول الإسلام أو حتى المرتدين عنه، وهو ما يستوجب إيجاد صيغ قانونية فاصلة وحلول قاطعة للتعامل مع هؤلاء بعيدا عن المسكنات، وجلسات الصلح، وتطييب الخواطر.
إذ لم يعد مقبولا اختطاف النساء أو اللجوء لقتلهن وذبح أبنائهن، ولا أن تتحول الكنائس والأديرة إلى معتقلات تدار بعيدًا عن سلطة الدولة، ولا أن يطبق القساوسة ما يرونه عادلا بأيديهم.
وإذا كنت أعتقد جازما أن اتهام السلفيين بكل ما يقع من حوادث هنا وهناك تسطيح متعمد للأمور، يُخل بالوقوف على حقيقة أسبابها، ويُشوش على محاولة فهمها، فمن الأهمية بمكان أن يتوقف هؤلاء عن كل ما قد يؤدي إلى مزيد من الشحن، ويستتبع ردود أفعال، وأن يكتفوا بالإجراءات القانونية تجاه ما يعتقدون أنه حق يطالبون به. وحيث لا يمكنني تجاهل دور العابثين والغوغاء من الطرفين، أرى واجبًا على العقلاء أن يهبوا لنجدة هذا البلد بأن يأخذوا على أيديهم حتى لا تغرق السفينة بالمصريين.. مخطأ من يظن أن الأوضاع في مصر يمكن أن تتحمل مثل هذا الشرخ بين أبنائها، خاصة وهي التي لم تتعاف بعد من معركة الثورة وما استلزمته من تضحيات، ولها عدو متربص يترقبها على الحدود، وأكثر منه خطأ من يتصور أن المصريين يمكن أن يقبلوا مثل هذا العبث بأمن بلادهم، من أي جهة.

طالب عوض الله
06-10-2011, 11:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
المختار من مجلة الزيتونة


ثوابت المرأة المسلمة


عبد العزيز كحيل
مهما تأثّرت المرأة المسلمة بدعوات التحرّر، ومهما أرادت الانعتاق من "التقاليد الاجتماعية" التي تثقل كاهلها فإنها – ما دامت مسلمة - ملتزمة بأحكام شرعية ثابتة بالقرآن والسنّة والإجماع، هي عبارة عن ثوابت دينية لا تقبل اجتهاداً أيّاً كان مبناه ودوافعه فضلاً عن التجاوز تحت أيّ ذريعة مصلحية أو تجديدية أو غيرها لأنّ المساس بهذه الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة ليس سوى هدم لبناء الإسلام في مجال الأحوال الشخصية ولنسيجه الاجتماعي بأكمله، وتتمثّل هذه الثوابت في الآتي:
1.الميراث: نصيب المرأة من التركة هو نصف نصيب الرجل في حالتين أساسيّتين:
أولا:الأخت : " يوصيكم الله في أولدكم للذكر مثل حظ الأنثيين " – سورة النساء11
ثانيا:زوجة المتوفى : " ولكم نصف ما ترك أزواجكم (...) ولهنّ الربع ممّا تركتم "- سورة النساء 12
وخلافاً لما يظنّ من ليس له علم بالقرآن فإنّ نصيب الأنثى لا يساوي شطر نصيب الذكر في جميع الأحوال، فقد يتساوى نصيبهما:
- "ولأبويه لكلّ واحد منهما السدس" – سورة النساء 11
- "وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخٌ أو أختٌ فلكلّ واحد منهما السدس" – سورة النساء 12
بل قد تأخذ المرأة أكثر من نصيب الرجل إن كان عمّاً مثلاً : " فإن كنّ نساء فوق اثنتين فلهنّ ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف " – سورة النساء 11 ، فقد تأخذ المرأة نصف التركة ويتقاسم باقي الورثة - من غير الإخوة طبعاً - النصف الآخر ويكون نصيبها بالتالي أكبر .
ومهما يكن فإن المؤمنة – كالمؤمن - لا تجادل في أوامر الله سواءً عرفت الحكمة منها أو لم تعرف: " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصِ الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً " – سورة الأحزاب 36، فلا يجوز لمسلمة متعلّمة أو غير متعلّمة مهما كان اتجاهها الفكري أو السياسي أن تطالب بتعديل هذا الحكم الشرعي لأنّ في ذلك اتهاماً للوحي المنزّل بدعوى انحيازه للرجل، وهذا ما لا يجرأ عليه من آمن بالله ربّاً وبالإسلام ديناً وبمحمّد - صلى الله عليه وسلم - نبيّاً ورسولاً.
2. الشهادة: ماذا يضير المرأة المسلمة أن تعادل شهادتها نصف شهادة الرجل إذا كان الله تعالى قد شرع ذلك في آية محكمة من كتابه؟ وبعيداً عن التفاصيل التي ذكرها الفقهاء في شهادة المرأة ومجالاتها وشروطها فإنّ البصيرة لا تخطئ مواطن الحكمة الربانية التي أعطت للمرأة في هذه القضية ما لم تعطِ الرجل من حقّ مراجعة الغير والتأكّد والتوثيق: " واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممّن ترضون من الشهداء أن تضلّ إحداهما فتذكّر إحداهما الأخرى " – سورة البقرة 282
وسواء في الميراث أو الشهادة لا ينبغي للمسلمين أن يلقوا بالاً لدعاوي العلمانيين الذين يزعمون أنّ هذه الأحكام فيها انتقاص لكرامة المرأة وحقوقها وحكمٌ عليها بنقص الأهلية وتثبيتٌ لهيمنة الرجل، ولسنا بصدد درء هذه الشبهات وإنما غرضنا بيان التزام المسلمة بأحكام الشرع وهي مطمئنّة إلى حكمة الله وعدله، فهو ربّ الذكر والأنثى،وهو يعلم ،والبشر لا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء، وأين مزاعم العلمانيين من محكمات الشرع؟ : " قل أأنتم أعلم أم الله " – سورة البقرة 140
3. تعدّد الزوجات: هذا حكم ثابت بالقرآن الكريم ،ووقع عليه إجماع المسلمين وعملوا به منذ عصر الصحابة ولم تثر الشبهة حوله إلاّ بعد ضعف الأمّة الإسلامية واستقواء الغرب بالاستعمار والاستشراق ونشوء بطانة بين أظهرنا تتذرّع بتحرير المرأة وتهاجم الأحكام الشرعية... " وفيكم سمّاعون لهم " – سورة التوبة 47، فأمّا المرأة المسلمة فلا يسعها إلاّ الامتثال لهذه الرخصة التي أعطاها الخالق عزّ وجلّ للرجل، وله في ذلك حكَم جليلة بسط العلماء القول فيها، وتحذَر المؤمنة التقية الانقياد وراء ذريعة "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النّساء ولو حرصتم" – سورة النساء 126، فهذا يخصّ الجانب العاطفي الذي لا يقع تحت طائلة الحساب والمؤاخذة، وقد عدّدت أجيال وأجيال وهذه الآية قائمة لم تمنعهم من ذلك لأنّهم فهموا معناها وكانوا يحرصون على العدل المادّي بين النّساء ،أي في النفقة والمعاشرة الزوجية .
قد لا تقبل المرأة أن يتزوّج بَعلها عليها، هذا من حقّها ،لكنّ الذي لا يجوز بحال هو المطالبة بإلغاء التعدّد كما تفعل الحركات النسوية العلمانية لأنّ في ذلك اعتراضاً على حكم الله تعالى ومُكابرةً وقحة.
4. الزواج بالكافر: مهما كان في دين المسلمة رقّة ،ومهما كان عندها تقصير في أداء الفرائض واجتناب المعاصي فإنّها لا تُقدم على الزواج بغير المسلم لأنّ هذا محرّم بنصّ القرآن ، بل لعلّه بلغ درجة المعلوم من الدين بالضرورة، يقول الله تعالى : "ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا" – سورة البقرة 221، أي لا تزوّجوهم بناتكم إلاّ إذا دخلوا الإسلام، ويقول : "فإن علمتموهنّ مؤمنات فلا ترجعوهنّ إلى الكفّار، لا هنّ حلٌّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ" – سورة الممتحنة 10
وهذا نهي صريح لا مجال للتساهل فيه أو تعدّد الآراء والاجتهادات.
5. الحجاب: فرض الله تعالى على المسلمة لباس الاحتشام صوناً لعرضها وحفظاً لكرامتها حتى لا تغدو فتنةً للناس ولا فريسةً لمن في قلوبهم مرض، فأوجب عليها ستر جسدها بلباس سابغ واسع فضفاض وتغطية شعرها ،وذلك في حضرة من ليسوا من محارمها، قال تعالى : " يا أيّها النبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً" – سورة الأحزاب 59، وقال "وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ ولا يبدين زينتهنّ ..." – سورة النور 31
ولم يكن لباس المرأة مشكلةً منذ فرضه الله تعالى ولا دار حوله نقاش ولا تخلّت عنه المسلمات إلاّ بعد دخول الاستعمار البلادَ الإسلامية واستفحال التبعية للغرب واستهداف حملات التشويه لكلّ ما يلتزم به المسلمون ،خاصة ما تعلّق بالأخلاق والعفّة والتميّز الإيماني. ويكذب من يزعم أن الحجاب يحبس المرأة في ظلمة الجهل ويقزّم شخصيّتها ويعطّلها عن العطاء العلمي والعملي، والواقع يرد هذه التّرّهات من أساسها. هذه أهمّ ثوابت المرأة المسلمة، وهي الهدف الدائم المستمرّ للمؤامرات المتستّرة بتحرير المرأة وترقيتها، فعلى المسلمة الثبات على دينها والاستعانة بربّها وإحباط المخططات المعادية بمزيد من الالتزام والفهم الصّحيح.





منقول عن : مجلة الزيتونة

طالب عوض الله
06-10-2011, 12:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قلب الداعية
الطاقة والإمكانات ..

خالد روشة
إني أتحدث عن ذاك القلب الذي هو مصدر للدافعية , ومنبع للإشراق والإشعاع ومركز للطاقة والإنجاز ، ولا غرو فإن الدعاة إلى الله هم منبع الخير كله لهذه الأمة " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين " ..
ونحاول في هذا المقال أن ندقق في أهم مكونات وإمكانات ذات القلب المشع بالخير والحياة وذلك عبر مقطوعات تبصيرية موجزه ورجاؤنا في هذا المقام الدلالة لا التفصيل .

الطاقة المفقودة :
يحتاج الداعية إلى الله أن يتصف قلبه دوما بوجود الطاقة الدافعية التي تمكنه من توجيه الآخرين وبث الروح فيهم والحياة في قلوبهم ، وتلك الطاقة كثيرا ما نفتقدها من قلوب كثير من الدعاة الذين ينبغي أن يوجهوا ويقودوا ويعلموا ويربوا .
والمدعو الذي يشعر بافتقاد تلك الطاقة من قلب مربيه لا يلبث أن يفر منه ويسقطه من عينه , ذلك أن هناك حدسا يستشعر به ذاك المدعو قوة قلب مربيه من ضعفه ومهما حاول الداعية أن يلبس قلبه ثوب القوة ويقَنعه بقناع الطاقة فإنه لن يفلح لأن طاقة القلب المنبثقة من الداعية هي أمر غير مرئي يتكون من عدة مكونات أساسية نستطيع أن نصفها أنها خليط من الإخلاص والصدق والمروءة , فهي محسوسة بأثرها مختفية بذاتها , فهي جلية الأثر ظاهرة تعبر عن نفسها حين يستطيع ذاك القلب القوي أن يجذب الآخرين حيث تتمثل فيه معاني القلب السليم .

الهمة العالية :
لما أراد عبد القادر الجيلاني أن ينصح تلاميذه أوجز لهم القول بجملة واحدة فقال لهم ( سيروا مع الهمم العالية ) وكان ينادي بها أهل بغداد ...
وصدح بها ابن القيم لما قارن بين حياتين أو بين نوعين من حياة الناس فقال : ( لكن يغلط الجفاه في مسمى الحياة حين يظنونها التنعم في أنواع المأكل والمشرب والملابس والمناكح , أو لذة الرياسة والمال وقهر الأعداء , والتفنن بأنواع الشهوات ولا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم بل قد يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان , فمن لم تكن عنده لذة إلا اللذة التي تشاركه فيها السباع والدواب والأنعام فذلك ممن ينادى عليه من مكان بعيد , ولكن أين هذه اللذة من اللذة بأمر إذا خالط بشاشته القلوب سلى عن الأبناء والنساء والأوطان والأموال والإخوان والمساكن ورضي بتركها كلها والخروج منها رأسا وعرض نفسه لأنواع المكارة والمشاق وهو متحل بهذا منشرح الصدر به , يطيب له هجر ابنه وأبيه وصاحبته وأخيه , لا تأخذه في ذلك لومة لائم , حتى أن أحدهم ليتلقى الرمح بصدره ويقول فزت ورب الكعبة , ويستطيل الآخر حياته حتى يلقى قوته من يده ويقول إنها لحياة طويلة لو صبرت حتى آكلها , ثم يتقدم إلى الموت فرحا مسرورا ) مفتاح دار السعادة
إن الهمة العالية هي سلاح القلب في كل موطن وفي كل موقف , يذود بها عن حماه ويخترق بها المصاعب والمشاق , ويتقدم بها الصفوف , ويعتلي بها أعلى الدرجات .

الطهارة :
هي مكون أصيل من مكونات قلب الداعية , فهو قلب طاهر لا دنس فيه , لم يتلوث بمرض شبه ولا شهوه , وإن سقطت به كبوته ذات مرة إذا به يعود وينيب ويتطهر فإن الله " يحب التوابين ويحب المتطهرين " , وطهارة القلب إنما تكون بعلاج أمراضه الكامنة فيه والمسيطرة عليه , وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه ذكرا حول مرض القلب فقال عن المنافقين :" في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا " وقال عن مرضى الشهوات :" فيطمع الذي في قلبه مرض"..
يقول ابن القيم رحمه الله في تعليقه على قوله تعالى :" وثيابك فطهر " : قال الجمهور من المفسرين ثيابك فطهر يعنى قلبك فطهره.

أما شكل القلب الطاهر فهو ذاك القلب السليم الذي ذكره الله في كتابه بقوله :" ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " .
والقلب السليم هو الذي امتلأت جنباته بالتوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى فآثر الآخرة على الدنيا فلم يحمل لأحد من المسلمين غلا ولا حقدا ولا حسدا ولا غشا ولا يصل إليه عجب ولا يتطرق إليه كبر , فهو منكسر بين يدي ربه, متذلل به يخشى من تقلب القلوب ويحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه .

تدريب القلوب :
هو سؤال يلح علينا بعد حديثنا عن بعض مواصفات قلب الداعية ذاك السؤال مفاده : هل نستطيع تدريب القلوب كما ندرب الأبدان حتى تصير قلوبا مؤهلة لتحمل تلك المسؤولية؟
وللجواب على ذلك دعونا ننظر إلى تلك التحولات التي حولها الإسلام لكثير من الأشخاص فتغيرت أحوالهم وسلوكياتهم وأهدافهم وآمالهم وطموحاتهم , بل نستطيع أن نقول إنه قد غير حياتهم بالكلية من ظلام لا نور فيه إلى نور لا ظلام , ونستطيع أن نؤكد هاهنا أن حياة هؤلاء لم تتغير بهذا الشكل إلا بعد تغير قلوبهم وطهارتها وسلامتها ونقائها وخلوصها لربها حتى أن قال الله سبحانه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - الذين مروا بتلك العملية من التحول من الظلمات إلى النور-" رضي الله عنهم ورضوا عنه " .
وكثيرا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلمح ويصرح بإمكانية تدريب القلب على التغير إلى الأصلح , فتارة يقول: ( من تصبر صبره الله ) , وتارة يقول : ( إنما الحلم بالتحلم ) , ولا شك أن الصبر والحلم لا يستطيع المرء أن يتصف بهما إلا بعد أن يدرب عليهما قلبه .

بل لقد كان يعمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى علاجات مختلفات لأمراض القلوب ويأمر بالتدريب عليها والمداومة والمكاثرة فيها حتى يعالج تلك الأمراض , فتراه يعالج مرض الشهوة في قلوب الشباب فيأمرهم الصوم , ويعالج البخل في قلوب محب المال بتدريبه على الإنفاق وتشجيعه عليه وتعريفه بثوابه وتحذيره من الادخار والمنع من الصدقة ( لا توك فيوك الله عليك ) البخاري , - وتوك يعني تغلق وتدخر-
وقد نجحت أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في تدريب القلوب وإصلاحها وترك لنا منهجا رائعا في ذلك ما على الدعاة إلا أن يقتدوا به وبأساليبه فيسيروا في ركب القلوب السابقة .

عن المشكاة الإسلامية

طالب عوض الله
06-12-2011, 08:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الديمقراطية وعدم القدرة على الحكم

د. ياسر صابر
فى سبعينيات القرن المنصرم ظهر فى الغرب مصطلح عدم القدرة على الحكم " ungovernability" والذى يعنى أن النظام الديمقراطى بوصفه نظام حكم لم يعد قادر على إيجاد حلول للمشاكل المتجددة ، وبالتالى ضعفت ثقة الناس بالبرلمان وبالأحزاب السياسية والسياسيين . وقد وصلت فى إحدى الدراسات نسبة من لايثقون بالأحزاب السياسية 80 بالمائة ، وأن الأحزاب السياسية فى الغرب قد فقدت منذ ثمانينات القرن المنصرم مايزيد عن ثلث أعضائها ، أما نسبة الذين لايثقون فى الحكومات الغربية قد زاد عن 60 بالمائة ، والذين لايثقون فى البرلمان تزيد نسبتهم عن 50 بالمائة [1]. وبعد أن أصبح هذا المصطلح متداولاً بين السياسيين والمفكرين وجدت مدرسة جديدة تنادى بفترة مابعد الديمقراطية " Postdemocracy " على شاكلة مدرسة مابعد الحداثة تتركز مطالبها فى ضرورة المشاركة فى صنع القرار وألا يقتصر فقط على السياسيين أو أعضاء البرلمان [2].
ومن مظاهر عدم القدرة على الحكم هو التغيير السريع فى الحكومات الغربية فما تلبث حكومة أن تتشكل إلا وتبدأ المشاكل التى تزاحمها فيها المعارضة ، فتبدأ المعارضة بتهيئة الطريق لإعتلاء سدة الحكم حتى يتأتى لها ذلك بناءاً على وعودها الإنتخابية ، وماأن تحل محل الحزب الحاكم إلا وتواجه بنفس ماواجه رفقائها السابقين . وتستمر لعبة " القط والفأر" هذه بين الحكومة والمعارضة إلى أن يهتدى الفرقاء إلى حل وسط تختلط فيه الرؤى ولو متناقضة إلى أن تخرج بتحالف للسلطة ، إلا أن هذا الإجراء لايستطيع التغلب على المشكلة الأساسية وهى عدم القدرة على الحكم لأنها ليست مشكلة رجال السياسة بقدر ماهى مشكلة مبدأ . وبدل من أن يصارح السياسيون شعوبهم بأن المشكلة هى مشكلة أفكار وليست مشكلة حكومات يحاولون إشغال شعوبهم بمشاكل متوهمة ، وعملية متعمدة لتضليلهم بدل أن يفكروا فى مشاكلهم الحقيقية وطريقة الخروج منها . فبعد أن سقطت الإشتراكية وإختفت دولتها ، وجدت الأنظمة الغربية ضالتها فى التخويف من الإسلام كوسيلة للهروب من حل مشاكل شعوبها وقد تلقف اليمين المتطرف هذا التحول بترحاب شديد ومن يتابع الدعايات الإنتخابية فى الغرب فى الأعوام العشر الأخيرة يلاحظ أنها تكاد تنحصر فى الحجاب ، المآذن ، وبعضها يتعرض إلى مسألة طرد المسلمين ! ولو سألنا السياسيين الغربيين ماعلاقة هذه الأمور بمشاكلكم الحقيقية التى منها الأزمات الإقتصادية الطاحنة التى كادت أن تعصف بهم إلى الهاوية ، أوشيخوخة المجتمع بعد التفكك الأسرى وضياع معنى الأسرة فى الغرب مما يهدد الغرب بأزمات ديموغرافية أو الجريمة أو المخدرات التى أدى إليها الخواء الفكرى عند الشعوب الغربية التى لم تدرك إلى الأن مغزى الحياة أو ماهى السعادة الحقيقية وغيرها الكثير ؟ فلن تأتينا منهم أى إجابة !
إن فشل الديمقراطية كنظام حكم فى حل المشاكل المتجددة التى تنشأ فى المجتمع ليست غريبة لأنها تعتمد على فكرة لم توجد إلا نظرياً ، ولم توجد أى تجربة ديمقراطية تثبت لنا عن دليل أن الشعب يستطيع حكم نفسه بنفسه بل الحادث هو أن الديمقراطية قد نقلت سيطرة الكنيسة ورجال الإقطاع إلى البرلمان فكانت نوع آخر من الإستعباد ، يستعبد فيه الإنسان أخيه الإنسان حين يعطى لنفسه الحق فى أن يكون مشرعاً له . حين يعطى الإنسان لنفسه الحق أن يضع مقاييساً لغيره من البشر فيسمح بهذا ويمنع هذا أو بمعنى آخر يصبح الحل والحرمة مصدره البشر. ولأن الحال هكذا فلاتوجد أى قوة ذاتية فى مسألة التشريع تجعل الناس تخضع للقانون بناءأ عن قناعة وانقياد بل فى معظم الحالات يكون الخضوع للقانون الذى لايتفق معه الكثير من الناس خشية العقوبة وهذا يعنى أنه إذا إستطاع الإنسان التهرب من القانون أو إستغلال أى أوضاع تجعله يسير بعيداً عنه فلن يدخر وسعاً فى ذلك . ولو إفترضنا جدلاً أن الشعب يختار ممثليه فى البرلمان بنسبة 100 % فهذا لايعنى أن الشعب يشارك بمجموعه فى التشريع لأن من يشرعون هم عدد قليل من هؤلاء ولايمكن لهذا العدد القليل أن يعكس رأى الشعب ، ناهيك عن أن مسألة التشريع ليست من صفات البشر الذين يتصفون بالنقص والتفاوت فى الفهم الذى يتأثر بالبيئة والزمن ، وهذا هو السبب الرئيس وراء ظهور مصطلح عدم القدرة على الحكم.
أما من ناحية التطبيق فإن هناك أمثلة كثيرة تبين أن الشعوب فى الديمقراطيات العريقة لم تستطع أن تملى إرادتها على الساسة ليتحقق معنى الديمقراطية بل المتحكم دائماً هم رجال المال والشركات الكبرى التى تنتفع من وراء السياسيين وتوجه مسألة التشريع أو مسألة التطبيق فى الإتجاه الذى يخدم هذه القلة المنتفعة ، لذلك فالحاكم الحقيقى فى الغرب ليس هو الشعب بل أصحاب رؤوس الأموال .
ولنعد بالذاكرة إلى الوراء تحديداً عندما شن الغرب حربه على العراق عام 2003 فلقد خرجت الملايين فى مدريد ، برلين ، لندن وباريس وغيرها من العواصم الأوروبية لتعارض سياسة دولها التدخل فى الحرب على العراق ولو أن الشعب هو الذى يحكم نفسه بنفسه لرجع السياسيون على أراء شعوبهم وهذا مالم يحدث ، فالدولة الديمقراطية تحترم رأى الشعوب لأن هذه حرية تعبير عندهم أما الرأى الذى يراه السياسيون فهو الذى يُنفذ رغماً عن الشعوب .
إن فلسفة الحكم فى الإسلام تختلف كل الإختلاف عن الديمقراطية ، فنظام الحكم فى الإسلام يقوم على أساس أن السيادة للشرع والسلطان للأمة ، والسيادة للشرع تعنى أنه لايجوز لأحد أن يشرع سوى الخالق فإرادة الأفراد والأمة يتم تسييرها حسب الشرع ، حسب أوامر الله ونواهيه " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " النساء 65، وهنا تكمن قوة الإسلام فى نظام حكمه فالجميع يتساوى أمام المشرع وبذلك ينتهى إستعباد البشر لبعضهم البعض حين يعطوا لأنفسهم الحق فى التشريع ، وتنتقل هذه العبودية للخالق الذى خلق الإنسان ولهذا فإنه تكريم من رب العالمين لبنى البشر أن يكونوا عبيداً له ، وأن أرقى مافى الإنسان أنه عبدٌ لله . وحين يكون التشريع من خالق الإنسان فيكون متكاملاً ، ولايخضع لعامل الزمان والمكان " أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " الملك 14 . ولأن السيادة للشرع فيستوى بذلك الجميع أمام المشرع حكاماً ومحكومين ويحرص الجميع على الإلتزام بالقانون عن رغبة صادقة لأن الإلتزام به يكون عبادة يُتقرب بها إلى الله ويُبتغى بها رضوانه .
أما السلطان للأمة فتعنى أن الأمة وحدها هى صاحبة الحق فى أن تختار من يحكمها ولأن تطبيق الإسلام فرضٌ على الأمة فوجب عليها أن تقوم بتطبيقه وهذا لايتم إلا أن تنيب الأمة عنها من يقوم بهذا الفرض ، ولهذا فالحاكم فى الإسلام هو نائب عن الأمة فى تطبيق مافرضه الله عليها أى الإسلام . وينتقل هذا السلطان من الأمة إلى الحاكم بموجب البيعة التى تُعطى له منها وطالما ملتزم الحاكم بشروطها وهى تطبيق الإسلام فتصبح طاعته واجبه . ولأن المحاسبة فرض على الأمة تمارسها ممارسة حقيقية فلايستطيع الحاكم أن يسىء إستغلال السلطان الممنوح له من الأمة وشتان الفارق بين المحاسبة فى الإسلام والمعارضة فى الديمقراطية فالأولى تعلقت بفرض يجب على الأمة أن تمارسه ، والثانية تعلقت بحرية رأى يمكن للناس أن يمارسوها أو لايمارسوها وحتى إذا مارسوها فليست ضمانة أن يلتزم الحكام فى النظام الديمقراطى بها والمثال الذى سقناه فى البداية دليل على ذلك.
لهذا فهاتين القاعدتين السيادة للشرع والسلطان للأمة تجعلان نظام الحكم فى الإسلام نظاماً متميزاً قادراً على إيجاد أى حلول لأى مشاكل تستجد فى المجتمع نظراً لكمال التشريع الإسلامى وصلاحيته لكل زمان ومكان ، وبأن هذه الحلول هى التى ستطبق لأنها أحكام شرعية وجب على الأمة أن تحاسب الحاكم على تطبيقها ، وهذا مايمنح نظام الحكم فى الإسلام القدرة على الحكم إلى أن تقوم الساعة دون أزمات ، بعكس الديمقراطية التى فشلت فى ذلك فشلاً ذريعاً لدرجة أن الغرب يبحث عن بديل لها . ولكن أنى له أن يهتدى إلى البديل وأصحاب البديل الحقيقى مشغولون الأن بالبحث فى سلة مهملات الغرب عن ديمقراطيته القاصرة التى يظنون أنها البلسم الشافى للقمع الذى عانوه فى ظل أنظمة ديكتاتورية لم يأتى بها إلا الغرب الديمقراطى مغتصباً بها سلطاننا الذى فرطنا فيه .
لقد آن الأوان لندرك عظمة الإسلام وتميزه فى عقيدته وفى كل أنظمة حياته ، وبأن الحل الحقيقى لنا وللعالم هو عندنا حتى لاينطبق علينا قول الشاعر:
كا لعيس في البيداء يقتلها الظمأ = والماء فوق ظهورها محمول .

المراجع:
[1] Armin Schäfer Krisentheorien der Demokratie:Unregierbarkeit, Spätkapitalismus und Postdemokratie, Max-Planck-Institut für Gesellschaftsforschung
[2] Post-Democracy (Themes for the 21st Century) Colin Crouch, polity Press Ltd. 2004

منقول عن : مجلة الزيتونة

طالب عوض الله
06-13-2011, 09:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)



ننعي للأمة الاسلامية عامة ومنهم شباب حزب التحرير علم من أعلام الأمة المرحوم بإذنه تعالى



الشيخ الدكتور محمد بن حامد حواري



الذي توفاه الله تعالى في عمان ودفن بها أمس



ونحن إذ ننعيه إنما ننعي فيه مواقفه المشرفة في عمله للخلافة الراشدة، وجدّه واجتهاده في حمل الدعوة الإسلامية، وعمله الذي يحقق نهضة الأمة الإسلامية ووحدتها،


نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الجميع الصبر وحسن العزاء.

ندعوا الله تعالى للفقيد أن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يثيبه خير الجزاء، ولآله وأصدقائه وحملة الدعوة جميل العزاء
وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله







نبذه عن الفقيد الغالي:

الشيخ الدكتور





محمد بن حامد حواري











انطلقت مجموعة من عائلة (حَوَارِيّ) مغادرين الحجاز ليستقروا في مختلف بلاد الشام.

إنها فرع من آل النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومن نسل ابن عمته صفية بنت عبد المطلب المعروف بالزبير رضي الله تعالى عنهما، ذلك أنه في يوم الأحزاب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (من يأتيني بخبر القوم؟) يقصد بني قريظة، فقال الزبير: أنا (وذهب وجاء بخبرهم، ثم قال رسول الله (من يأتيني بخبر القوم؟)، فقال الزبير: أنا (وذهب وجاء بخبرهم ثانية)، ثم قال رسول الله (من يأتيني بخبر القوم؟)، فقال الزبير: أنا (وذهب وجاء بخبرهم ثالثة)، فقال رسول الله (إن لكل نبي حواريّا، وحواريّي الزبير).

وقد وُلد فقيدنا الغالي في ربيع الثاني لسنة 1350 للهجرة من نسل حواريّ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الزبير بن العوام ، وهو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم صفية بنت عبد المطلب ا، ويلتقي نسبه بنسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في سيد قريش قصي بن كلاب، وعمته خديجة بنت خويلد ا، وأخواله حمزة والعباس ا، وأولاد خاله علي (خليفة رسول الله) وجعفر ا، وحموه أبو بكر (خليفة رسول الله) ، وابنه عبد الله (خليفة رسول الله) .

هذا وقد ولد فقيدنا الغالي من أبوين حَواريّين، واستشهد والده حامد وعمه الوحيد فارس في الجهاد ضد الاستعمار البريطاني وعملائه.


وقد التحق الفقيد الغالي صاحب هذه السيرة بالجامعة السورية بدمشق ليتخرج بإجازة (ليسانس) في الآداب ثم بإجازة (ليسانس) أخرى في التربية. وقد نال الكاتب درجتي (الماجستير) و(الدكتوراه) في موضوع مقارنة الأديان الستة: الإسلام والنصرانية واليهودية والهندوسية والبوذية والكونفوشية، ثم نال درجة (دكتوراه) أخرى في مجال دراسة تفسير القرآن الكريم.
وباشر بعدها عمله في الكويت ليقضي ثلاثين عاماً من عمره هناك حتى عام 1990م بين التدريس والإشراف الفني والإداري والدراسات والبحوث والترجمة والنشاط في مختلف المجالات الفكرية والسياسية.. ودرس خلالها مقرر درجة الدبلوم العالي في الدراسات الإسلامية العليا في القاهرة. وقد كتب أكثر من مائة وعشرين دراسة شملت جميع الميادين التربوية والثقافية والعلمية والاتصالات، بالإضافة للعديد من سلاسل المقالات التربوية والثقافية والإدارية التي نشرت في دوريات يومية وأسبوعية كويتية. وقد كتب عشرين كتابا دمجها في عشرة كتب منها كتاب (دعوة من جامع الأحكام) وهو دراسة كاملة لتفسير الإمام القرطبي في أربعة مجلدات مع دليل موضوعات وأهداف السور.

وقد شملت مؤلفاته الكتب التالية:
1. دعوة من جامع الأحكام، وهو دراسة لتفسير الإمام القرطبي في أربعة أجزاء، بالإضافة لدليل بموضوعات وأهداف السور؛
2. الإيمان يغيّر الإنسان، في قسمين ترجمهما وسجلهما على شرائط؛
3. أئمة الشريعة الإسلامية؛
4. لمن كان له عقل.. فليتدبر هذه البحوث الإسلامية؛
5. السلام.. إلى أين؟ في أربعة أقسام؛
6. ولوج المعرفة.. في خمسة أقسام؛
7. الإمام جابر بن زيد إمام المذهب الإباضي (مطبوع مستقلا وكجزء من كتاب أئمة الشريعة الإسلامية).

انضم لصفوف حملة الدعوة مبكراً، حيث كان من الرعيل الأول، فمنذ بزوغ نور من المسجد الأقصى ، اتصل الأمير المؤسس بمشاهير العلماء والأعلام في منطقة طولكرم وجمعهم في بيت أحدهم ودعاهم للانضمام للدعوة وقد استجاب عدد منهم وكان منهم د. الحواري ، الذي أبدى نشاطا ملحوظا في حمل الدعوة في طولكرم حيث كان مدرسا في مدارس وكالة الغوث ثم في سوريا حيث واصل تعليمه الجامعي وكان له نشاط ملحوظ في مخيم فلسطين ومخيم اليرموك، ثم انتقل للعمل في الكويت حيث حمل الدعوة هناك وقام باتصالات كسب كبار العلماء الكويتيين.

له : شرح كتاب نظام الاسلام للعلامه الدكتور محمد الحواري

http://www.alokab.com/forums/index.php?sho...rt=#entry256952


مـوقع الـشيخ الـدّكــتور محـمّد بـن حــامد الـحواريّ:

http://mohd.hawarey.org/

بـعض مؤلـفـّات للـشيخ التـّي لـم تـنشر علي الـموقـع:

بـــــــحوث اســــــلَامـــــــيّـة http://www.mediafire.com/?du6c1537u0nf7gz

الخـــلَافات الســـياســية بـيــن أنظـــمة الحــكم والمــعــارضـة http://www.mediafire.com/?rax26a2o5b2bhbo

ثلـاثـون نـدوة وتـعقيـب عـن تـأثيرات العقيدة الِـإسلـاميّـة وتشريعاتهـا في الـفرد والـمجتمع: http://www.mediafire.com/?6qa6evxsxpd300a

عشـرون نـدوة وتـعقيـب فـي شـرح ومناقشة مـشروع تـطبيـق الاسلـام في الحيـاة: http://www.mediafire.com/?fgfxymh9j01aku8

طالب عوض الله
06-14-2011, 10:04 PM
الجزيرة والجزرة




نسرين عز الدين


خلال ثورة مصر، حصلت قناة الجزيرة على ما كانت تسعى إليه، تهنئة الإدارة الأميركية على تغطيتها للأحداث. إذن وأخيرا وجدت قناة الجزيرة الإنكليزية جمهورا لها بعد طول مقاطعة.
كتبت الصحيفة الأميركية التي نقلت الخبر حينها أنه لا يمكن أن يكون هناك شخص أكثر سعادة من عبد الرحمن فقرا مدير مكتب الجزيرة في واشنطن. وعلّق فقرا على "الحدث الجلل" بقوله "من يسعى من الأميركيين إلى فهم الوضع في المنطقة، عليه أن يتوجه إلى القناة".
حققت الجزيرة ما حققته خلال ثورتي تونس ومصر، وفجأة أصيبت بالعمى حين وصلت الأحداث إلى البحرين. وفي الوقت الذي كانت تهلل فيه لضربات الناتو في ليبيا كانت تتغاضى عن الضربات التي تنهال على المتظاهرين في البحرين بلا هوادة.
شخصيا كنت من أولئك الذين آمنوا بهذه القناة، وكنت من أشد المدافعين عنها، حالي حال عدد كبير من العرب الذين ظنوا في مرحلة ما أنهم وجدوا فيها صوتا للشعوب. لكن الصورة تغيرت وانقلبت وتحوّلت الجزيرة إلى شيء آخر.. كثير من خيبة الأمل وقليل من المهنية.
لم تتحدث القناة القطرية كثيرا عن البحرين، وحين تحدثت في مناسبات قليلة جدا وحاولت أن تستضيف شخصيات معارضة عبر الهاتف كان أسلوب مقدمي النشرات "وقحا"، استخفاف واستفزاز ومقاطعة دائمة، فالرأي الآخر لا وجود له في حالة البحرين. وقاحة لم نلمسها حين قررت الجزيرة استضافة ناطق باسم الجيش الإسرائيلي خلال أحداث يوم النكبة الأسبوع الفائت. حينها أعطت القناة لهذا الرجل 15 دقيقة كاملة للحديث بلا مقاطعة تذكر وبلا استفزاز.
مهلا قالت الجزيرة يومها، سنسمعكم في هذا اليوم تحديدا "الرأي الآخر"، لأن شعارنا يقول إننا الرأي والرأي الآخر، وبينما يطلق رصاص الجيش الإسرائيلي على رؤوسكم وصدوركم، سنسمعكم الرأي الإسرائيلي، لأنه ليس برأي ثابت وليس برأي يعرفه العرب ولن يكون كلاما مكررا سمعه العرب ملايين المرات.
أمس حين خرج أوباما بخطابه الموده الى العالم العربي، قررت القناة أن تقوم "بتغطية خاصة".. قبل وبعد وما بعد بعد الخطاب.
تحدث الرئيس الأميركي وبشكل مباغت عن البحرين، وإن كانت "إفتتاحية" الحديث "إنطلقت من مبدأ "ملتوٍ"، إلا أنه تحدث في دقائق معدودة أكثر مما تحدثت الجزيرة خلال الأسابيع الماضية. صحيح أنه تحدث عن "شرعية قانونية" وحق لبقاء الحكم رغم كل ما يحدث إلا أنه أشار أيضا إلى الإعتقالات والعنف.. فماذا حصل للقناة القطرية في تلك اللحظة؟
ما حصل أنها تلقفت سريعا جملة "إيران حاولت استغلال الأوضاع في البحرين" ووضعتها في شريطها الإخباري، أما بقية الحديث فلم يجد له طريقا لينضم الى عواجل الجزيرة. إنتهى أوباما من حديثه عن البحرين وإنتقل إلى نقاط أخرى، دقائق طويلة مرّت قبل أن تضع الجزيرة خبرا عاجلا "متأخرا جدا" يتحدث عن ضرورة الحوار الجدي بين المعارضة والحكومة البحرينية.. تأخير قد يكون مرده إلى بلبلة ما اضطر خلالها المسؤول عن إختيار العواجل إلى العودة الى من هو أعلى مرتبة منه كي يقرر ماذا سيختار وماذا سيهمل من حديث الرئيس الأميركي عن البحرين، أو إلى مداولة ونقاش حول ما قاله وحول ماذا ستختار القناة من أقوال لن تخرجها عن خطها المعتمد في تغطية أحداث البحرين والمتمثل بـالإنتقائية حينا وبالتجاهل التام في أحيان أخرى.
هذا ما تم اختياره عن البحرين، فلا كلمة إعتقالات ولا كلمة عنف ولا كلمة سجون وجدت آذانا صاغية في القناة، بينما كل شاردة وواردة عن سوريا في الخطاب كان تخرج بشكل عاجل على الشاشة وتبقى لوقت طويل.
نظرية المؤامرة التي تم الترويج لها بقوة خلال التظاهرات البحرينية، إستخفت بها الجزيرة حين وصل الأمر الى سوريا. وتحولت التقارير الإخبارية عن سوريا إلى "ميني دراما" يؤديها المقدم بصوت بكائي حينا وغاضب في أحيان أخرى. وبعيدا عما يحدث فعليا سياسيا وعسكريا في سوريا، دخلت الجزيرة في معركة مع التلفزيون الرسمي السوري. وليس انتقاصا من قيمة أي وسيلة إعلامية، لكن أن تدخل قناة "بحجم الجزيرة" في صراع مع وسيلة إعلامية حكومية، فهذا إخبار لنا، نحن الذين كنا نؤمن بهذه القناة، بأنهم يرون أنفسهم هكذا..محطة اخبارية عليها أن تتصارع مع إعلام حكومي لتثبت نفسها !.
تقول الجزيرة إنها تتعرض لهجوم عنيف ولإنتقادات لاذعة،لا وبل تشعر في أحيان عدة بأنها معنية بالدفاع عن نفسها ولو بشكل غير مباشر، فتقوم بوضع خبر في شريطها الإخباري عن ارتفاع عدد المتتبعين لها على صحفة فايسبوك الى مليون.. صحيح أنها تتعرض لهجوم، وصحيح أنه هجوم عنيف لكنه يأتي من جهة تشعر بأنه تمت خيانتها.. من جمهور يشعر بأنه تم خداعه وتضليله، جمهور لجأ إلى هذه القناة بعد أن شعر باليأس من قنوات محلية واخرى عربية تنتهج علنا سياسة الأحزاب والدول الممولة لهم. جمهور رأى فيها، رغم الشوائب الظاهرة في أحيان كثيرة، بعضًا من الأمل في إعلام يسير بين التبعية السياسية وبين نبض الشارع.. وفجأة إنهار كل شيء.
أصبحت وبشكل علني العصا التي تضرب بها قطر على رؤوس من تريد إزاحتهم من دربها وعلى رؤوس من تريد قطر حشرهم في الزاوية من أجل مفاوضات حول ملفات ومن اجل مكانة سياسية عربية وعالمية.
تحب أميركا سياسة العصا والجزرة، وباتت قطر بدورها مغرمة بهذه السياسة، فها هي الجزيرة تتحول الى عصا بينما تبقى الجزرة معلقة في مكان ما.
يرى البعض أنه كان للعرب نصيب في ثورة واحدة وهي ثورة الياسمين، وفي ثورة ممزوجة بالسياسة في مصر، أما بقية الأحداث في اليمن وليبيا وسوريا فهي حرب سياسية وقودها الشارع. وكان لنا نحن الجمهور العربي نصيب في إعلام جميل في ثورتين.. وجزيرة بوجهها الحقيقي في البقية.
وجه ليتنا لم نره ولم نعرف له ملامح ولم نسمع له صوتا.


نسرين عز الدين


Saturday, May 21, 20114:14 AM
From : "eklim alkhroub" <eklimkhroub@gmail.com>

طالب عوض الله
06-14-2011, 10:10 PM
وللجزيرة ووسائل الاعلام نقول: اتقوا الله

ونهديكم هذه القصدة:

إعْلامُ السُّوْء



ِللشاعِر : سَيْفُ الحَق



بَـانَ العَـوارُ وَسَـوءَةُ الإعْـلامِ = مُتَواطِؤنَ عَلـى هَـوىْ الحُكَّـامِ

يَتراقَصونَ عَلى الجِـراحِشِعَارُهُـمْ = حُرِّيـةُ التَـرْويْـجِلـلأَوْهَـامِ


مُتَسَلِّلُونَ إلـىْ العُقُـولِ بِمَكْرِهِـمْ = ظَهَروا لَنـا بِمَلابِـسِالإِحْـرَامِ



وَمُضَلِّلُونَ تَـرىْ عَلـىْشَاشَاتِهِـمْ=مَدْحَ الفُجُـورِ وَمُتْعَـةَالإجْـرَامِ


كَذِبٌ وَتَضْلِيـلٌ وَطَمْـسُ حَقِيقَـةٍ = هَـذِيْ حَقِيقَـةُ شِرْعَـةِالإِعْـلامِ


وَسِيَاسَةٌ رُسِمَتْ لِتَسْلِـبَعَقْلَكُـمْ = وَتَسُوْقُكُمْ لِلْجَهْـلِ مُنْـذُفِطَـامِ



رَأْيٌ وَآخَـرُ مِثْلُـهُمُتَعَـاكِـسٌ=فِيْ وُسْطِهِـمْ مُتَغَافِـلٌ مُتَعَامِـيْ

ِيُسَوِّقُـوا آرَاءَهُـمْوَيُـرَوِّجُـوا=مَا شَاءَ سَيِّدُهُـمْ مِـنَالأَحْكَـامِ

إنْ قُلْتَ رَأْيَكَ عِبْرَ مِنْبَرِهِـمْفَـلا = تَتَطَاوَلَـنَّ عَلـىْ نِقَـاطِنِظَـامِ
مَا أنْ تَقُـوْلَ "خِلافَـةًوَخَلِيْفَـةً" = إلا وَتُقْـمَـعَ دُوْنَ رَدِّ سَــلامِ

وَإِذا دُعِيْتَ إلىْ الحِوارِ فَكُـنْلَهُـمْ=عَوْنـاً لِنَشْـرِ عِبَـادَةِالأَصْنَـامِ

َفسَمُوا الخُطُوْطَ الحُمْرِ حَوْلَدَهَائِهِمْ = مَنْ جَازَهَا يُلْقَـىْ إِلـىالإِعْـدَامِ

وَتَرى اليَهُودَ عَلىْ الدَّوامِضُيوْفَهُـمْ = وَكَأَنَّهُمْ فِـيْ رِحْلَـةِاْستِجْمَـامِ

شُرُكَاءُ سُوْءٍ فِيْ الفَسَـادِفَكُلُّهُـمْ = قَزَمٌ يُنَاوِرُ فِـيْ حِمَـىْالأَقْـزَامِ

وَبِلا حُـدُوْدٍ قَمْعُهُـمْلِمُخَالِـفٍ=يَبْغُـوْنَ أَنْ نَبْقَـى طُيُـوْرَنَعَـامِ

َوْتُ الضَّلالَةِ كَالغُرابِ نِدَاؤُهُـمْ=وَالخِبُّ ظَنَّ القَوْمَ سِـرْبَ حَمَـامِ

بِصَراحَةِ المَأْفُـوْنِ تُنْشُـرُ صُـوْرَةٌ = مِـنْ بَانُوْرَامـا المَكْـرِوَالإِبْهَـامِ

وَحِوَارُهَا المَفْتُـوحُ يَبْقَـىمُقْفَـلاً = إِلَّا أَمَــامَ مُـهَـرِّجٍشَـتَّـامِ

فِيْ نَشْرَةِ الأَخْبَارِ تَسَمَـعُ أوْتَـرىْ =شَـرّاً يَفُـوْقُ قَطِيْعَـةَالأَرْحَـامِ

مُتَأَلِّقُـوْنَ مُذِيْعُـهُـمْمَتَمَـلِّـقٌ = وَمُدِيْرُهُـمْ فِـيْ غَايَـةِالهِنْـدَامِ
فِيْ نِيْكَرَاجْوا ضَاعَ كَلْبٌ،حَقِّقُوا =هَاتُـوا تَقَارِيْـراً عَـنِالضِّرْغَـامِ

فَضَيَاعُـهُ هَـزَّ النُفـوسَوَأَلهَبَـتْ = آلامُـهُ قَلْـبَ المُدِيْـرِالسَّامِـيْ

وَهُنَاكَ فِيْ تُوْغُو خَـرُوْفٌ أَشْقَـرٌ =فَادْعُو الزَّمِيْـلَ مُصَـوِّرَالأَغْنَـامِ

لا نَقْبَـلِ التَمْيِيْـزَ فِـيْأَلوَانِهِـمْ=وَلَهُ حُقُوقُ العَـدْلِ فِـيْالأَنْعَـامِ

وَإِذَا الشَوَاذُ تَظَاهَـرُوا،فَلْتَعْقِـدُوا = بَرْنَامَجاً ، وَاسْتَأْنِسُـوابِمُحَامِـيْ

فَقَنَاتُنَا تَبْغِيْ الحِيَـادَ ، وَمَـالَكُـمْ = إلا القَبُـولَ بِدَمْغَـةِ الأَخْـتَـامِ

وَإذا الوَزيْرُ ابْتَـاعَ يَومـاًجَزْمَـةً=فَتَتَبَّعُـوهُ عَلَـىْ خُطَـىْالأَقْـدَامِ

لا تَسْأَلـوهُ فَإنَّـهُ فَـوْقَالحِسَـا = بِ ، وَلا تَقُوْلُوا غَاصِباًوَحَرامِـيْ

وَإذا وَجَدْتُمْ فِيْ الظَّـلامِمُهَرِّجـاً =يَدْعُـو إِلـىَ ذُلٍّ أَوْاْسْتِـسْـلامِ

َاتُوهُ ضَيْفـاً للمَسـاءِمُجَاهِـراً=بِالفِسْـقِ وَالإلْحَـادِوَالآثــامِ

أَوْ مُطْرِباً رَضِيَ السُّفُـورَلِنَفْسِـهِ = فَاسْتَقْبِلُـوهُ بِـرَايَـةٍ وَوِسَــامِ

فَالرَّقْصُ أصْبَحَ لِلحَضَـارَةِ دَاعِيـاً=لا تُنْكِـرُوا قُدْسِـيَّـةَالإلْـهَـامِ

أمَّـا ضَحَايـا الظُّلْـمِوَالعُـدْوانِ = وَمَصَائِـبُ الثَّكْلَـى أوِالأيْتَـامِ
كَثُرُوا وَصَارُوا صُـوْرَةًمَمْجُوْجَـةً=وَتَعَـوَّدُوا نَوْمـاً عَـلـىْ الآلامِ
وَالصَّادِعُـوْنَ بِحَقِّهِـمْ وَبِدِيْنِهِـمْ=وَالصَّابِـرُوْنَ عَلـىْ أَذَى الحُكَّـامِ
لا يَسْتَحِقُّـونَ الصَّحَافَـةَإِنَّـهُـمْ = رَقَـمٌ يُشَـوِّهُ دَفْتَـرَالأَرْقَــامِ
وَالقَائِمُوْنَ عَلىْ الشَّرِيْعَـةِ هَمُّهُـمْ=تَطْبِيْقَهَـا حُكْمـاً عَلـىْالآنـامِ
لا تَذْكُرُوْهُـمْ وَاقْمَعُوْهُـمْإِنَّهُـمْ = خَطَـرٌ عَلَيْنـا صَاعَـدٌمُتَنَامِـيْ
خَطَرٌ ..؟! نَعَمْ ، لَكِنْ عَلَيْكُمْ كُلِّكُمْ=وَمُـــؤَذِّنٌ بِنِـهَـايَـةِالأَزْلامِ
وَالوَقْـتُ يَدْنُـو مُنْـذِراًفَتَنَبَّهُـوا=مِنْ غَضْبَةٍ تَقْضِيْ عَلـىَالأَوْهَـامِ
يَا وَيْحَ مَنْ بِالرَّمْـلِ يَدِفِـنُرَأْسَـهُ = مُتَغَافِـلاً عَـنْ قَابِـلِالأَيَّــامِ

َغَداً سَيَنْقَلِبُ المِجَـنُّ فَمَـا لَكُـمْ =إلا اللُّجُوءَ إلـىْ حِمَـى الإسْـلامِ
َفَخُذُوا النَّصِيْحَةَ وَاسْمَعُواوَاسْتَوْعِبُوا=أَذِنَ الصَّباحُ بِنَسْـخِ كُـلِّظَـلامِ

فَاسْتَغْفِرُوا عَنْ جُوْرِكُمْوَتَرَاجَعُـوا = قَبْلَ الحِسَابِ ، سَتَذْكُرُونَكَلامِـيْ

طالب عوض الله
06-16-2011, 04:06 PM
الخليفة والخياط





بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في لسان العرب:

الوَزْعُ: كَفُّ النفْسِ عن هَواها.
وزَعَه وبه, يَزَعُ يَزِعُ وزْعاً: كفَّه فاتَّزَعَ هو أَي كَفَّ.

وفي الحديث: (مَن يَزعُ السلطانُ أَكثرُ ممن يَزعُ القرآنُ) معناه أَنّ مَن يَكُفُّ عن ارتِكابِ العَظائِم مَخافةَ السلطانِ أَكثرُ ممن تَكُفُّه مخافةُ القرآنِ واللهِ تعالى، فمن يكفُّه السلطانُ عن المعاصي أَكثر ممن يكفه القرآنُ بالأَمْرِ والنهيِ والإِنذار.

وفي بعض الكلام: "ما يَزعُ السُّلطانُ أكثَرُ مِمَّا يَزعُ القرآن"، أي إنَّ النَّاسَ للسُّلطان أخْوَف.


وروى أبو بكر البرقاني والقاضي أبو العلاء الواسطي ومحمد بن الحسين بن احمد بن بكير ومحمد بن المؤمل الدفع وأحمد بن محمد العتيقي أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا احمد بن الحسين الهمذاني أبو حامد حدثنا احمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم حدثنا جدي محمد حدثنا الهيثم بن عدى حدثنا عبيد الله بن عمر بن نافع عن بن عمر قال: ( سمعت عمر بن الخطاب يقول لما يزع الله بالسلطان أعظم مما يزع بالقرآن). تاريخ بغداد ج: 4 ص: 107



وروى ابن شبة في تاريخ المدينة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد قال حدثنا يحيى بن سعيد أن عثمان رضي الله عنه قال : ( ما يزع السلطان الناس أشد مما يزعهم القرآن ). ذكره في جامع الأصول



وجاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله في المجلد الحادي عشر (في ترجمة الخليفة العباسي المعتضد) قال:

ذكر القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن شيخ من التجار قال:

أن تاجرا من ضعفاء الناس كان له على بعض الكبراء مال كثير ..
فماطله ومنعه حقه .. وكلما طالبه الفقير به آذاه .. وأمر غلمانه بضربه ..
فاشتكاه إلى قائد الجند .. فما زاده ذلك إلا منعاً وجحوداً ..
قال هذا الضعيف المسكين :
فلما رأيت ذلك يئست من المال الذي عليه ودخلني غمّ من جهته .. فبينما أنا حائر إلى
من أشتكي ..
إذ قال لي رجل : ألا تأتي فلاناً الخياط إمام المسجد ..
فقلت : ما عسى أن يصنع خياط من هذا الظالم ؟ وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه !
فقال : الخياط هو أقطع وأخوف عنده من جميع من اشتكيتَ إليه .. فاذهب لعلك أن تجد
عنده فرجاً ..
قال : فقصدته غير محتفل في أمره .. فذكرت له حاجتي ومالي وما لقيت من هذا الظالم ..
فقام وأقفل دكانه .. ومضى يمشي بجانبي حتى وصل إلى بيت الرجل .. وطرقنا الباب ..
ففتح الرجل الباب مغضباً .. فلما رأى الخياط .. فزع .. وأكرمه واحترمه ..
فقال له الخياط : أعط هذا الضعيف حقه ..
فأنكر الرجل وقال : ليس له عندي شيء ..
فصاح به الخياط وقال : ادفع إلى هذا الرجل حقه وإلا أذنتُ ..
فتغير لون الرجل ودفع إليّ حقي كاملاً ..
ثم انصرفنا ..
وأنا في أشد العجب من هذا الخياط .. مع رثاثة حاله .. وضعف بنيته .. كيف انطاع
وانقاد ذلك الكبير له ..
ثم إني عرضت عليه شيئاً من المال فلم يقبل ..
وقال : لو أردتُ هذا لكان لي من المال مالا يحصى ..
فسألته عن خبره وذكرت له تعجبي منه .. فلم يلتفت إليَّ .. فألححت عليه ..
وقلت : لماذا هددته بأن تؤذن ؟! ..
قال : قد أخذت مالك فاذهب .. قلت : لا بدَّ والله أن تخبرني ..
فقال : إن سبب ذلك أنه كان عندنا قبل سنين في جوارنا أميرٌ تركي من أعالي الدولة
وهو شاب حسن جميل .. فمرت به ذات ليلة امرأة حسناء قد خرجت من الحمام وعليها ثياب
مرتفعة ذات قيمة ..
فقام إليها وهو سكران .. فتعلق بها .. يريدها على نفسها .. ليدخلها منزله ..
وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها .. وتستغيث بالناس .. وتدافعه بيديها ..
فلما رأيت ذلك ..قمت إليه .. فأنكرت عليه .. وأردت تخليص المرأة من بين يديه ..
فضربني بسكين في يده فشج رأسي وأسال دمي .. وغلب المرأة على نفسها فأدخلها منزله
قهراً ..
فرجعت وغسلتُ الدم عني وعصبت رأسي .. وصحت بالناس وقلت :
إن هذا قد فعل ما قد علمتم فقوموا معي إليه لننكر عليه ونخلص المرأة منه ..
فقام الناس معي فهجمنا عليه في داره فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم العصي
والسكاكين يضربون الناس .. وقصدني هو من بينهم فضربني ضرباً شديداً مبرحاً حتى
أدماني .. وأخرجنا من منزله ونحن في غاية الإهانة والذل ..
فرجعت إلى منزلي وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء ..
فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم .. وتحيرتُ ماذا أصنع .. والمرأة مع هذا الفاجر ..
فأُلهمتُ أن أصعد المنارة .. فأؤذنَ للفجر في أثناء الليل .. لكي يظن الخبيث أن
الصبح قد طلع فيخرجها من منزله ..
فتذهب إلى منزل زوجها ..
فصعدت المنارة وبدأت أؤذن وأرفع صوتي ..
وجعلت أنظر إلى باب داره فلم يخرج منه أحد .. ثم أكملت الأذان فلم تخرج المرأة ولم
يفتح الباب ..
فعزمت على أنه إن لم تخرج المرأة .. أقمتُ الصلاة بصوت مسموع .. حتى يتحقق الخبيث
أن الصبح قد بان ..
فبينما أنا أنظر إلى الباب .. إذ امتلأت الطريق فرساناً وحرساً من السلطان ..
وهم يتصايحون : أين الذي أذن هذه الساعة ؟ ويرفعون رؤوسهم إلى منارة المسجد ..
فصحت بهم : أنا الذي أذنت .. وأنا أريد أن يعينوني عليه ..
فقالوا : انزل ! فنزلتُ ..
فقالوا : أجِب الخليفة .. ففزعت .. وسألتهم بالله أن يسمعوا القصة فأبوا .. وساقوني
أمامهم .. وأنا لا أملك من نفسي شيئاً حتى أدخلوني على الخليفة ..
فلما رأيته جالساً في مقام الخلافة ارتعدتُ من الخوف وفزعتُ فزعاً شديداً ..
فقال : ادنُ فدنوتُ ..
فقال لي : ليسكُن روعك وليهدأ قلبك .. وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي ..
فقال لي : أنت الذي أذنت هذه الساعة ؟
قلت : نعم يا أمير المؤمنين ..
فقال : ما حملك على أن أذنت هذه الساعة .. وقد بقى من الليل أكثر مما مضى منه ؟
فتغرَّ بذلك الصائم والمسافر والمصلي وتفسد على النساء صلاتهن ..
فقلت : يؤمّنني أميرُ المؤمنين حتى أقصَّ عليه خبري ؟
فقال : أنت آمن .. فذكرتُ له القصة .. فغضب غضباً شديداً ..
وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأة فوراً .. فأُحضرا سريعاً فبعث بالمرأة إلى زوجها مع
نسوة من جهته ثقات .. ثم أقبل على ذلك الرجل فقال له :
كم لك من الرزق ؟ وكم عندك من المال ؟ وكم عندك من الجواري والزوجات ؟ فذكر له
شيئاً كثيراً ..
فقال له : ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله .. وتعديت على
حدوده .. وتجرأت على السلطان ؟!
وما كفاك ذلك ..
حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر .. فضربته وأهنته وأدميته ؟!
فلم يكن له جواب .. فغضب السلطان ..
فأمر به فجُعل في رجله قيد وفي عنقه غلّ ثم أمر به فأدخل في كيس ..
وهذا الرجل يصيح ويستغيث .. ويعلن التوبة والإنابة .. والخليفة لا يلتفت إليه ..
ثم أمر الخليفة به فضرب بالسكاكين ضرباً شديداً حتى خمد ..
ثم أمر به فأُلقيَ في نهر دجلة فكان ذلك آخر العهد ..
ثم قال لي الخليفة :
كلما رأيتَ منكراً .. صغيراً كان أو كبيراً ولو على هذا – وأشار إلى صاحب الشرطة –
فأعلِمْني ..
فإن اتفق اجتماعُك بي وإلا فعلامة ما بيني وبينك الأذان .. فأذّن في أي وقت كان ..
أو في مثل وقتك هذا .. يأتك جندي فتأمرهم بما تشاء ..
فقلت : جزاك الله خيراً .. ثم خرجت ..
فلهذا : لا آمر أحداً من هؤلاء بشيء إلا امتثلوه .. ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه
خوفاً من المعتضد وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن . انتهى





الخلاصة:

1. السلطان او الخليفة ظل الله في الأرض يأوي اليه كل ضعيف وملهوف, وهو الذي لا يُستغنى عنه طرفة عين, كيف لا وهو أقوى الأسباب التي بها يصلح أمور خلقه و عباده, ففيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد التي بها قوام الخلق, ما يشبه أن يكون ظل الله في الأرض, فإذا صلح ذو السلطان صلحت أمور الناس, وإذا فسد فسدت بحسب فساده, كما قال إبن تيمية رحمه الله في كتابه الفتاوى الكبرى شارحاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من عباده) رواه البزار وابن حبان‏ عن أنس‏ بن مالك ورواه عنه الديلمي‏ _ ‏فيض القدير شرح الجامع الصغير

2. أن الأصل في المجتمع الإسلامي السليم أنه يعرف المعروف ويرضاه ويأمر به . وأنه ينكر المنكر ويأباه وينهى عنه. لذلك اعتبر ذلك العلماء علامة بينة على مدى سلامة مجتمع ما، أو فساده بالإجمال. وما واقعنا اليوم ومجتمعاتنا تموج بالمنكرات والمحرمات والبدع والأهواء والإعراض عن شرعة الله إلا من رحم ربي، إلا أبعد ما يكون عما شرف الله به هذه الأمة في وصفه إياها, (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) آل عمران 110 . وقد فرق سبحانه بين المؤمنين والمنافقين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث قال: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ) التوبة67 . وقال: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ) التوبة71. وجاء في حاشية ابن عابدين: ( إن من قال: "فضولي" لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو مرتد ).



عباد الله:

كم من الأيامى والنساء صرخن في جنبات الأرض وا معتصماااه ،، ولا ناصر أو مجيب؟!

كم من الرجال قُهر، يتآمر عليهم حكامهم ، يبيعونهم بثمنٍ بخس دراهم معدودة، يصرخون واغوثااااه, ولا مغيث؟!

وكم من الحرائر اغتصبن وأصبحن يحملن في أحشائهن نطف الكفار المذرة؟!

وكم من حامل بُقر بطنها في الجزائر وكوسوفا والشيشان ولا من مغيث؟!

وكم من طفل أُلقي من فوق المآذن والقباب، وقد جُدِعت أنوفهم وقُطعت آذانهم واجتثت حلاقيمهم، ولا من يد حامية أو ناصرة؟!

انظروا للسماء فوقكم, بودها لو تتبرأ من صمتكم وغفلتكم, فأمسكت ماءها، ولو ملكت أمرها لحبست هواءها!!!



هذا الصحابي الجليل سعيد بن عامر الجمحي رضي الله عنه يقول: شهدت مصرع خبيب بن عدي رضي الله عنه وأنا على الشرك يوم إذن ، ورأيت قريشا تقطع من جسده , وهي تقول له : أتحب ان يكون محمدا مكانك وأنت ناج ؟ فيقول (والله ما أحب ان أكون آمنا وادعا في أهلي وولدي ، وان محمدا يوخز بشوكة) ، واني والله ما ذكرت ذلك اليوم , وكيف أني تركت نصرته إلا ظننت ان الله لن يغفر لي, وما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غشي علي.



أيها المسلمون:
لقد شاهدنا مصرع أخوة لنا في بلاد الرافدين وفلسطين وأفغانستان والصين وكوسوفا ووووو, أخوة لنا رفعوا راية الجهاد حتى لا يدنس الكفار دينهم وعقيدتهم ، أخوة لنا هدمت بيوتهم وشردت عائلاتهم ويتّم أطفالهم ورمّلت نسائهم كل ذلك في سبيل عزة دين الله ، فهل تعلمنا منهم ما تعلمه سعيدا من خبيب رضي الله عنهم؟ !!!



هل وقفنا من منكرات حكامنا وتخاذلهم عن نصرتنا كما وقف سفيان الثوري رحمه الله من منكرات زمانه, حيث يروي يحيى بن يمان عن سفيان رحمه الله قال : (إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه ، فلا أفعل, فأبول دما. تنفث كبدي حرقــه). سير أعلام النبلاء

هل ما زال بيننا من يقول أصلح الفرد يصلح المجتمع؟!!!

أخرج البخاري في الصحيح عن قيس ابن حازم رحمه الله قال: { دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب, فرآها لا تتكلم, فقال: ما لها لا تتكلم ؟! فقالوا حجت مصمتة, فقال لها تكلمي, فإن هذا لا يحل, هذا من عمل الجاهلية, فتكلمت فقالت: من أنت ؟ قال: أنا امرؤٌ من المهاجرين, قالت أي المهاجرين؟ قال من قريش, قالت: من أي قريش؟ قال إنك لسؤول, أنا أبو بكر, قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية ؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت لكم أئمتكم. قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟ قالت بلى, قال: فهم أولئك على الناس}. فهذا الحديث يؤكد أن صلاح الأمر باستقامة الأئمة.

ما عدت أصبر أمتي, فإلى متى؟!!

إن البغاث بأرضنا يستنسرُ, قلمي يُراودُني لأقذفَ جمرةً مما حوى صدْري منَ النيران
ما عاد يحْوِيني سُكوتي والبُكا, أنَاْ لستُ مَجْبُولاً على الخُذلانِ, أنا في يميني سيف يُشْرقُ عزةً, والعِزُّ كُلّ العزِّ في إيماني...

يا أمّتي آن الأوانُ لدولة, فاستبشِري بخلافة تَؤزُّ كالزلزالِ.



فإلى العمل مع العاملين لاستئناف حكم الله في أرضه بإقامة دولة خلافة المسلمين أدعوكم أيها المسلمون...

إلى تنصيب جُنّتنا وحامينا ووازعنا أدعوكم أيها المسلمون... من قبل أن يأتي يوم لا ينفع النادمين ندمهم, ولا هم يعتذرون...

وعندها ولاتَ ساعةَ مَندمِ ولاتَ حينَ مَناص.



فالـبـدار الـبـدار



أخوكم تراب



__._,_.___

طالب عوض الله
06-17-2011, 09:16 PM
رئيس حزب 'الاخوان': لا يتصور ان يكون قرار الحزب مخالفالقرار الجماعة التي انشأته


(قال انهم لن يفرضواالشريعة الاسلامية في مصر)


القاهرة ـ من ياسمين صالح: قال رئيس الحزب المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في مقابلة ان الجماعة تريد برلمانا متنوعا بعد الانتخابات التي ستجرى في أيلول سبتمبر وأنها لا تسعى لفرض الشريعة الإسلامية في مصر.
وتقول الجماعة التي برزت كقوة يعتد بها بعد سنوات من القمع في عهد الرئيس السابق حسني مبارك أنها لا تريد أغلبية برلمانية غير إن منافسين يرون أنها في وضع جيد يمكنها من الحصول على وضع مهيمن في البرلمان.
وبينما يحاول الساسة العلمانيون جهدهم لمواجهة تحدي الإخوان يساور المستثمرون الغربيون القلق مما سيعنيه التحول إلى حكومة ذات توجه إسلامي بالنسبة لمصر التي تعتمد على إيرادات السياحة ووسط توتر متزايد بين المسلمين والمسيحيين.
وقال محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذي تشكل حديثا وسينافس في الانتخابات 'قرر الإخوان إنشاء حزب سياسي ... حزب الحرية والعدالة لممارسة العمل السياسي المتخصص للمنافسة على السلطة على ان يكون الحزب مستقلا عن الجماعة في شؤونه المالية والإدارية وكذلك في مواقفه لكن الحزب والجماعة يحملان مشروعا واحدا ولهما مرجعية واحدة وهي المرجعية الإسلامية'.
ويساور الليبراليون المصريون على الأخص القلق من ان تستخدم الجماعة المادة الثانية من الدستور التي تنص على ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع لتحقيق اغراضها الخاصة.
وعلق المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يحكم مصر حاليا العمل بالدستور القديم ووضع اعلانا دستوريا مؤقتا لكن هذه المادة لم تتغير. ورفض مرسي هذه المخاوف خلال المقابلة التي اجرتها معه رويترز في المقر الجديد للجماعة بالمقطم على مشارف القاهرة.
وقال مرسي 'الحزب كما الجماعة ايضا يدعون الى الدولة المدنية ...الدولة الاسلامية بالضرورة دولة مدنية والدولة المصرية دولة مدنية كما كان دستورها وما زال ينص على ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع'.
لكنه قال ان الشريعة الاسلامية من الممكن ان يكون لها مكان في دولة مدنية في مصر حيث ان نحو عشرة بالمئة من سكانها (البالغ عددهم 80 مليونا) مسيحيون. وتابع ان في الشريعة الاسلامية ضمان لحقوق الجميع سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. واضاف انه سيلتزم بتعهد الاخوان عدم الدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة او دعم اي عضو اخواني يترشح مثلما اعلن احدهم.
واستطرد 'قرار الجماعة التي اسست ...التي قررت انشاء الحزب واضح في هذا المجال... قرار الجماعة سابق على تأسيس الحزب وبالتالي لا يتصور ان يكون قرار الحزب مخالفا لقرار الجماعة التي انشأت الحزب والتي قررت في هذا الاطار الا يكون لها مرشح في الرئاسة او الا تدعم مرشحا منها ان ترشح احد خروجا على هذا القرار لن تدعمه ايضا'.
وزين المقر الجديد للجماعة بشعار السيفين المتقاطعين وهو مشهد كان من غير الممكن تصوره خلال عهد مبارك حيث كان اعضاؤها يعتقلون بانتظام.
وترأس مرسي رئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق الكتلة البرلمانية للاخوان في مجلس الشعب بين عامي 2000 و 2005. واعتادت جماعة الاخوان على الدفع بمرشحيها كمستقلين لتتفادي حظرا كان مفروضا على انشطتها. وفازت الجماعة بعشرين في المئة من مقاعد مجلس الشعب بين عامي 2005 و 2010.
وقاطعت الانتخابات التي اجريت العام الماضي بسبب اتهامات بالتلاعب وهو ما تقول جماعات حقوقية انه السمة المميزة لجميع الانتخابات في عهد مبارك.
ونفى مرسي ان تكون لدى الجماعة رغبة في السيطرة على البرلمان المقبل وقال 'لا نريد ابدا ان ننفرد بسلطة ولا نريد ابدا ان نسيطر على برلمان ليس هذا في مصلحة مصر ونحن نقدم مصلحة الوطن على كل مصلحة سواها. نريد برلمانا متجانسا الاغلبية فيه متوافقة وليست لفصيل واحد'.
وقال مرسي ان الحزب لم يضع برنامجا اقتصاديا بعد لانه لا يزال ينظم نفسه حيث انه لم يتأسس سوى في نيسان ابريل الماضي.
لكن بعض الساسة العلمانيين ومصريين اخرين قلقون من احتمال تهميش النساء والاقباط وحظر الخمور وهو ما يقول محللون انه مبعث قلق حيث ان كثيرا من السياح الذين يأتون الى مصر غير مسلمين وقد يمنعهم مثل هذا القرار من القدوم.
وتوفر السياحة نحو ثمن الوظائف في مصر.
وفيما يتعلق بالمسيحيين قال مرسي 'نريد ان نطمئن الجميع ...نريد في هذا البرلمان ان يكون اخواننا المسيحيون منتخبين من قبل شعب مصر الذي احتضن المسلمين والمسيحيين في وعاء واحد صاهر لهم في حضارة واحدة. فنحن نسعى لكي يكون هناك اعضاء في البرلمان من المسيحيين. نبذل كل جهدنا في التحالف والحوار مع اخواننا من كل الاتجاهات في الاحزاب وفي التجمعات والمستقلين والمسيحيين لكي يخرج البرلمان بهذه الصورة لا يسيطر عليه احد لا الاخوان ولا غيرهم'.
وقال مرسي ان من بين تسعة الاف عضو مسجلين في الحزب 100 مسيحي والف امرأة مضيفا ان نائب رئيس الحزب رفيق حبيب مسيحي.
وعندما سئل عما إذا كان الحزب سيطبق الشريعة التي تحرم الخمر قال مرسي ان البرلمان هو الذي سيقرر ذلك لا جماعة بمفردها مثل الاخوان.
واضاف 'الدستور المصري ليس دستور الاخوان وانما هو دستور شعب مصر فإذا ما كان هناك نص في الدستور على ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع هذا النص يحترم والنص واضح .. مبادئ الشريعة الاسلامية وليس تفاصيل احكام الفقه'.
منقول : جريدة القدس العربي
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\30qpt399.htm&arc=data\2011\0 5\05-30\30qpt399.htm




ومن قبله كان تصريح د. عصام العريان:

الديمقراطية داخل الإخوان حقيقة مستقرة


أكد الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الديمقراطية داخل الجماعة حقيقة مستقرة، وتاريخ الإخوان ناصع بالممارسات الديمقراطية،
وعن الحوار مع شباب الإخوان قال د. العريان: إنه لا يوجد خلاف مع الشباب؛ لأنهم أبناؤنا وإخواننا، ولهم الحق أن يطرحوا رؤيتهم، ومن حقهم علينا أن نستمع إليهم، فلا أحد يستطيع أن يحجر على أحد، هذا فضلاً عن أننا نستمع لمخالفينا فكيف لا نستمع لأبنائنا".

وحول علاقة الإخوان بالإخوة المسيحيين، أكد العريان أن الإخوان لا ينظرون إلى الأقباط كمواطنين درجة ثانية، وإجبارهم على دفع "الجزية" كما يزعم البعض، مضيفًا أن الإمام الشهيد حسن البنا قرر قاعدة فقهية جديدة للمواطنة؛ لتعيش الشعوب العربية والإسلامية تحت شعار وطني، حين قال "نظام الجزية لم يعد له مجال في الفقه الإسلامي الحديث".

وقال: لقد تلقينا دعوات للانضمام للحزب على قاعدة المواطنة من شباب مسيحي ونخب مسيحية على أننا مواطنون وليس على أننا جماعة إسلامية وهم جماعة مسيحية، مشيرًا إلى أن علاقة الإخوان بغير المسلمين واضحة عبر التاريخ؛ حيث نشر الإمام البنا في مذكراته كيف كان يتعامل مع جارته اليهودية.

وأضاف أن الإخوان كانوا يزورون الكنيسة باستمرار، حتى أجبر النظام السابق الكنيسة على عدم استقبالنا، موضحًا أن الإخوان يتعاملون مع الدولة والمواطنين على أنهم شركاء في هذا الوطن، ويدعون الجميع إلى بناء دولة مدنية دون تمييز.
وحول حزب( الحرية والعدالة) الجديد، أكد د. العريان أن الحزب سيكون مستقلاًّ، لا يتلقى توجيهاته من أحد ومرجعيته دستورية طبقًا للمادة الثانية من الدستور، وسيناقش غيره من الأحزاب، يتفق مع البعض ويختلف مع الآخر، وأن الجماعة ستقوم برسالتها كهيئة إسلامية شاملة.


نصيحة ... وهمسة عتاب!!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
لا حول ولا قوة إلا بالله أنزل علينا الكتاب ولم يجعل له عوجا وشرع لنا الدين القيم وألزمنا بإتباعه وعدم مخالفة أمره أو تحريف أحكامه !!!
أعجب لأمركم أخوتنا في الدين !!!
أدين ديمقراطي تريدون، أم دين عصري يُرضي أهل الصليب ويُغضب ربّ العالمين ؟
أما تتقون الله !!!
أدولة مدنية لا تطبق شرع الله تبغون ؟
أتتهربون من فرض الشريعة الاسلامية التي فرضها رب العالمين ؟
وهل ينسجم هذا مع شعاركم ( الإسلام هو الحل ) ؟
قال الله تعالى في الأمر بتحكيم الإسلام وعدم التحاكم للطاغوت:
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ، وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ، أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) الآيات 48-50 من سورة المائدة.
وقال تعالى في فرضية الجزية : ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”) – التوبة 29-
وقال تعالى في إخوتكم المسيحيين (!!!): (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) - البينة 6 –
وعودة لدين الله الصافي الغير محرف يا إخوتنا في الدين. اني لكم ان شاء الله ناصح أمين


أخيكم : طالب عوض الله

طالب عوض الله
06-19-2011, 09:30 AM
حسن نصر الله وزمن سقوط الأقنعة




قيل قديماً : "تستطيع أن تخدع كلَّ الناس بعضَ الوقت، وبعضَ الناس كلَّ الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كلَّ الناس كلَّ الوقت"، ان هذا المثل لا شك أنّه ينطبق على زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي خدع بالفعل كثيراً من الناس ولوقت طويل بمزايداته وبطولاته الزائفة وخطاباته الرنّانة.
بيد انه سقط في أهم اختبار ألا وهو موقفه ممّا يجري في سوريا، فراح يُنصّب نفسه محامياً عن النظام الوحشي العميل في سوريا، بحيث عجزت أبواق إعلام النظام المتداعي نفسه عن الدفاع كما فعل حسن نصر الله ووسائل إعلامه.
لقد بلغت بنصر الله الصفاقة حداً جعلته يزعم بأن الشعب السوري يريد استمرار نظام حكم الأسد البغيض فقال :"إن كل المعطيات والمعلومات حتى الآن ما زالت تؤكد أن الأغلبية من الشعب السوري ما زالت تؤيد هذا النظام وتؤيد الأسد"، فمن أين يا ترى حصل على هذه المعلومات التي يدعي فيها ذلك؟، وأنّى له الحصول على مثل هذه المعلومات في حالة عدم الاستقرار؟، وهل يوجد شعب في الدنيا يؤيد حاكماً مجرماً كبشار الأسد يقتل في يوم واحد أكثر من ستين قتيلاً؟.
ثم هل نسي أهل سوريا مجازر النظام في حماة حيث قتل أباه ما يزيد عن ثلاثين ألفاً في أيام معدودات حتى يعطوه مثل هذا التأييد المزعوم؟
وهل اختار السوريون بشار ووالده من قبل بملء إرادتهم حتى يقول حسن نصر الله إنّ الأغلبية تؤيده؟؟؟. على انّ وصف نصر الله لبشار بأنه رجل إصلاح بقوله :"الأسد مؤمن بالإصلاح وجاد ومصمم ومستعد للذهاب إلى خطوات إصلاحية كبيرة جداً، ولكن بالهدوء والتأني والمسؤولية"، ان هذا الوصف مخالف للواقع تماماً فكيف حكم نصر الله بأنّ بشار يريد الاصلاح وهو قد مكث في الحكم عقداً من الزمان ولم يُقدم على أي فعل إصلاحي؟.
انّ نصر الله لا نظن انه يجهل حقيقة ان من يدعم النظام السوري ويُثبت اركانه هم الأمريكان، فلين الخطاب الأمريكي مع ممارسات النظام السوري الوحشية، وتجاهله لمشاهد القتل وتحطيم المتظاهرين بكل وحشية ونذالة، وتطمين أمريكا لبشار بأنها لن تقود أي تدخل عسكري في سوريا بالرغم من غزارة الدماء التي تُسفك فيها هو الذي يُطمع نظام بشار بالاستمرار في قتل الناس.
فهذا النفاق الواضح من فبل نصر الله تجاه بشار الاسد، وكيل المديح له، وإطرائه بشتى العبارات في مثل هذا التوقيت القاتل بالذات الذي يجهد فيه أهل سوريا ويجتهدون في مقارعة هذا النظام الطاغوتي التسلطي الجبري، ويُقدمون الغالي والنفيس من أجل التخلص منه، هذا النفاق في خطاب نصر الله هو الذي يخذل السوريين، ويُلبس عليهم الأمور فيزيدهم رهقاً على رهق.
ان نصر الله هذا أصبح مجرد بوق من أبواق النظام السوري، وهو لا يملك أن يفعل غير ذلك مع أولياء نعمته.
غير أن هذا الأمر لا يخفى على الكثيرين من الواعين الذين يُدركون هذه الحقيقة، والذين لم يتفاجئوا بها أصلاً، ولكن آخرين كثر من الناس لم يُدركوها بعد، لأنّ ألفاظ الممانعة والمقاومة التي يتلبس بها نصر الله قد ألبست عليهم إدراكها، فراحوا يُدافعون عن مواقفه كلها، بسبب استخدامه الانتهازي الذكي لتلك الألفاظ. فضُربت غزة وقُصفت بالفوسفور الأبيض ولم يُحرك نصر الله ساكناً، وتحولت الحدود اللبنانية مع شمالي فلسطين إلى حدود آمنة لدولة يهود على غرار الحدود السورية في هضبة الجولان بعد موافقة نصر الله على فصل القوات باستخدام قوات اليونيفيل ولم يفعل نصر الله شيئاً، ولم يبق لديه سوى الخطابات المملة الفارغة من أي مضمون يشحن بها الناس.
فطيلة الوقت الماضي الذي أعقب حرب لبنان - ومع كل هذا التخاذل - لم ينكشف نصر الله على حقيقته أمام الناس إلى أن جاءت الثورة في سوريا لتخلخل أعتى وأكثر الأنظمة دكتاتورية وإجراماً في العالم، فهبّ نصر الله ودافع بكل اخلاص عن ولي نعمته نظام بشار الدموي وهو ما أدّى إلى كشفه، وسقوط القناع عن وجهه وذلك من خلال دفاعه النفاقي هذا، وظهر الآن على حقيقته تماماً أمام الملأ.
لكن نصر الله وما يملكه من وسائل اعلام رخيصة عجز أن يخدع كل الناس لكل الوقت بمزايداته الكلامية وخطاباته – المدوية- الخالية من أي مفعول، لذلك فقد انكشف الآن على حقيقته، وسقط من أعين الناس، وخاصة بعد أن دافع بحرارة عن أكثر الأنظمة بطشاً وإجراما وأشدها مقتاً وبغضا من قبل الشعوب.





مرسلة بواسطة احمد الخطواني

--

طالب عوض الله
06-20-2011, 09:04 AM
أبواق الأنظمة
سوريا كمثال




الأستاذ سيف الدين عابد


أعداد هائلة من أهل سوريا يخرجون يومياً إلى الشوارع يهتفون بعبارات متنوعة لكنها تصبّ كلها في معنى واحد ومطالبة واحدة وهي: سقوط النظام
ويتصاعد منحى التظاهرات العارمة يوم الجمعة ثمّ السبت، ولا يعني الغياب عن الشارع في باقي الأيام، وتقريباً تشمل هذه التظاهرات كافة المدن والقرى السورية إلا ما ندر.
وفي ظلّ نظام من أعتى الأنظمة القمعية في بلادنا وأشرسها في التعامل مع البشر، لا يُتصوّر خروج كلّ الناس مطالبين بسقوط طاغية سوريا، وقد أعجبتني لفتة من أحد السوريين الشرفاء حين سألوه في قناة فضائية: أن من يخرج إلى الشوارع لا يتجاوزون عدة ألوف من الناس، فهل يمثلون الشعب السوري؟
فقال: إن مجرد التفكير بالخروج إلى الشوارع للمطالبة بسقوط النظام أمر عظيم، ويحتاج إلى شجاعة كبيرة في ظل الرعب والخوف الذي كرّسه النظام، وخروج الشخص الواحد إلى الشارع وهو يعلم ما قد يكون مصيره هو قمة الشجاعة، والشخص الواحد بعمله هذا يمثل مائة شخص – ويعني الشجاعة - ، أضف إلى ذلك أن الفرد الواحد يمثل مجموعة خلفه، من عائلته وأقربائه، فهم على رأيه، وهذا عدا عن شريحة كبيرة من الناس يمنعها خوفها من الخروج للشارع مع رفضها للنظام... انتهى
فبالمجموع: من لا يريدون النظام هم الأغلبية من الشعب السوري، ومشاهدة جنازة لشهيد أو شهداء يمشي فيها ما لا يقل عن عشرة آلاف إنسان تعني الكثير، ولا يمكن بحال أن يُقبل رأي من يستهين بهكذا عدد!!
كلّ يوم في سوريا يسقط شهداء وجرحى، كما أنه في كلّ يوم يزداد عدد المتظاهرين الثائرين، إذن: المعادلة ليست في صالح النظام بحال من الأحوال، وتؤكد أنّ القمع والترهيب والقتل لا يزيد الناس إلا إصراراً فوق إصرارهم.
ويُبدعُ " الثوار " في التعاطي الإعلامي مع تلك الأحداث – مع شحّ الإمكانيات -، ووقع هذا الإبداع له تأثير واضح على شريحة طويلة من الناس المترددين وغيرهم
فالشعارات المستخدمة لا يملك المسلم حين يراها إلا أن يتفاعل معها تفاعلاً ايجابيا، فشعار "جمعة الحرائر" على سبيل المثال أوقدت نار الحرص على الأعراض والكرامات.
و "جمعة حماة الديار" جعلت النظام يسقط في يده، وخشي من تزعزع الولاء والطاعة بين أفراد قوات الجيش السوري التي هي محلّ شك في الأصل، والشاهد على ذلك عدد القتلى من أفراد الجيش التي يقول " حقوقيون" أن من يقتلهم هم قوات الأمن " وشبيحة" بشار حين يرفضون إطلاق النار على أهلهم.
و كذا جمعة أطفال سوريا وجمعة أطفال الحرية وحمزة الخطيب والشهداء الذين سقطوا منهم
كلّ هذه المسمّيات كان لها وقع كبير –ولا يزال-، وأثر فاعل على مجريات الأحداث...وقادم الأيام حُبلى بمسميات جديدة...لعلّ منها " جمعة حلب" حتى يخرج أهلها معانقين باقي مدن الشام...
وفي مقابل هذا الزخم الإعلامي – الذي يغيب جلّه عن عيون الفضائيات – التي تُبصرُ أحياناً وتعمى أحياناً كثيرة غيرها، لا يغيب الإعلام الرسمي بكل سذاجته ونفاقه وكذبه المثير للاشمئزاز، لا سيما أولئك الذي يُطلقون عليهم وصف " محللين سياسيين" الذين يقلبون الصورة بالكامل، ويصرّون على الرواية الرسمية التي تقول بوجود جماعات مسلحة في المدن والقرى، وبأن الدبابات والطائرات لا تدخل قرية ولا مدينة إلا بعد استغاثة أهلها بالحكومة والجيش!!
وأن أعداد من يتظاهرون بالمئات، وأنهم إرهابيون وسلفيون ومخربون، وقيل في مرحلة ما أن حزب التحرير متورط في تلك الأحداث بشكل ما...
وبالرغم من أنّ بعض المذيعين في بعض الفضائيات يحاولون أن يقولوا لمحاوريهم هؤلاء أن كلامهم أصبح ممجوجاً ومخالفاً لما يجري، إلا أنهم وفي كلّ يوم يصرّون على أن يكونوا هُزؤاً و "مسخرة" عند كلّ من يسمعهم حتى وصل الحال إلى الشعور بحاجة المرء " للتقيّؤ" من هول كذبهم ونفاقهم!!

قد يأتي زمان على الناس يشحّ فيه " المحللون السياسيون" و يندرون، لكن لا يكون هذا إلا في حالة واحدة وهي: أن يكون الساسة صادقون وواضحون مع الناس ولا يمتهنون الكذب والدجل!!
أمّا وهم كاذبون بامتياز، فإنّ أذنابهم وأبواقهم وإعلامييهم لا يكونون إلا أشد كذباً وأوقح حالاً من ساستهم.

لا أستطيع أن أصف هؤلاء " المفكرين و " المحللين" الذين خلو من كلّ معاني الرجولة والعزّة والكرامة إلا بأنهم أشد الناس طعناً في الناس بعد سادتهم من الأنظمة، فطعنات النظام قاتلة على " المحلّ" من ناحية أنها رصاص وقنابل وأعتى وأفتك الأسلحة القاتلة التي يوجهونها لصدور الكرام والأحرار، لكنّ طعنات أبواقهم أشدّ وأنكى، غير قاتلة من ناحية أنها لا " تميت" الناس فسيولوجياً، لكنها تقتلهم مرات ومرات في كلً كلمة تخرج من أفواه أولئك السفلة... ولنتخيّل والدة حمزة الخطيب –رحمه الله تعالى – وهي تستمع إلى تبريرات المحللين السياسيين والمفكرين الذين يعملون على تبرئة النظام من دمه!!

وكذا حالة كلّ أمّ وكلّ أب وأخ وأخت حين يستمعون إلى أكاذيب أبواق النظام الذين خلعوا أثواب الكرامة والأخلاق والدّين – على فرض أنهم كانوا يضعون على أنفسهم شيئاً منها – وتعلقوا بحبال النظام وقبلوا على أنفسهم أن يكونوا لسان كذب عنده ولسان نفاق ودجل يمتطيهم ويُسلطهم على أبناء دينهم وشعبهم.
والغريب أنهم لا يحسبون حساب يوم ينهار فيه النظام ويقفون أمام الناس عريانين لا ظهر لهم ولا سند، فهل يعوّلون على أن يسمعوا ممن انتهكت أعراضهم وسفكت دماؤهم: إذهبوا فأنتم الطلقاء؟!

ومع أنّ هذا التوصيف ينطبق على سوريا وأبواقها بشكل مقيت، إلا أنه لا يقتصر عليها، بل يشمل " كلّ" بلاد المسلمين باختلاف الوجوه القبيحة وحدة ألسنتها وغلظة قلوبها.

http://tareekalezzah-saifuddin.blogspot.com/


From: saifuddin 3abed saifuddin_3abed@live.com
http://tareekalezzah-saifuddin.blogspot.com/
سيف الـدّيـن عـابـد

طالب عوض الله
06-21-2011, 11:34 AM
حزب التحرير"; مع الثورات العربية وضد ";الأنظمة الاستبدادية";: أمامنا منعطف تاريخي يمهد لإعلان الخلافة الإسلامية الراشدة!



غسان ريفي


ثمة عداء تاريخي بين ";حزب التحرير"; في كل ولاياته المنتشرة في العالم وبين كل الأنظمة وخصوصا العربية منها كونها ترى في أفكاره وأهدافه ومراميه تهديدا لوجودها، ويرى هو في تمسكها بحدودها التي رسمتها ";سايكس بيكو"; قوقعة للأمة الإسلامية وتعطيلا لانفتاحها وامتدادها في أرض الرباط وعلى امتداد الجزيرة العربية وأفريقيا والعالم لاستعادة سلطانها وصولا نحو إعلان الخلافة الإسلامية التي يرى الحزب أنها الحل الوحيد لكل المشكلات التي تتخبط فيها المجتمعات. لذلك فان ";حزب التحرير"; ومنذ نشأته في القدس الشريف على يد الشيخ تقي الدين النبهاني في العام 1953 ، قدّم نفسه كحزب تغييري وليس إصلاحيا، لكن من دون عنف ومن دون استخدام السلاح، معتمدا ";منهج الكلمة الطيبة ومبدأ الإقناع";، فواجه قمع الأنظمة العربية والإسلامية، وعانى الأمرين من الحظر كتنظيم سياسي، ومن الملاحقات والتعقبات بحق نشطائه في كثير من البلدان، لذلك فان ";حزب التحرير"; يدعم اليوم ";كل الثورات الشعبية في كل الدول العربية لكنه يتحفظ في الوقت نفسه على التدخلات الغربية أو القطرية لأن الهدف من هذه الثورات بنظره هو مقدمة للتخلص من الأنظمة الاستبدادية وتمهيد لاجتماع الأمة وإعلان الخلافة الإسلامية، وليس لاستبدال هذه الأنظمة بوصايات أجنبية أو عربية قد تكون أشد على الأمة من الأنظمة القائمة";. لا يعترف ";حزب التحرير"; بالقوانين الوضعية في أي من بلدان العالم، بل يعتبر ";أن من الواجب تطبيق الإسلام تطبيقا شاملا في جميع شؤون الحياة، وأن يكون دستور المسلمين وسائر قوانينهم أحكاما شرعية مأخوذة من كتاب الله وسنة نبيه";، وبالنسبة له فإن كل نظام غير نظام الاسلام هو نظام كفر، من دون تكفير الحاكم بالضرورة";، وأن غير الاسلام من المبادئ الأخرى كالرأسمالية والشيوعية والاشتراكية والقومية والوطنية ";هي مبادئ فاسدة تتناقض مع فطرة الانسان كونها من وضع البشر، لذلك فان أخذها حرام وحملها حرام والدعوة إليها حرام، والتكتل على أساسها حرام";. في العام 1959 قدم ";حزب التحرير"; العلم والخبر الى وزارة الداخلية اللبنانية بعد أن استقر مؤسسه الشيخ تقي الدين النبهاني في لبنان بعد تعقبات بحقه من قبل السلطات الأردنية والسورية، وباشر عمله بشكل قانوني، لكن في العام 1961 واجه قرارا بالحظر وذلك (بحسب قيادته) من باب التوازن الطائفي بعد حظر السلطات اللبنانية للحزب السوري القومي الاجتماعي، ما دفعه الى اعتماد العمل السري، ليتوقف نشاطه في الحرب الأهلية اللبنانية انطلاقا من كونه لا يؤمن بالعمل المسلح، ليعود الى الظهور بعد اتفاق الطائف حيث تعرض بداية لكثير من الملاحقات من قبل المخابرات السورية ومن ثم من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، لكن القضاء المختص (وبحسب قيادته) ";لم يتعامل مع الحزب على أساس قرار الحظر، بل كان يبرىء كل نشطائه ويوقف التعقبات بحقهم";، وهذا الأمر شجع قيادة ولاية لبنان الى التقدم من جديد بعلم وخبر، حصلوا بموجبه على ترخيص في العام 2006 في عهد الوزير أحمد فتفت عندما كان وزيرا للداخلية بالوكالة، لينشط الحزب بعد ذلك في فتح المراكز وإقامة المؤتمرات والندوات والتظاهرات والمسيرات التي كانت تربك الأجهزة الأمنية والقيادات السياسية. وتشير قيادة الحزب الى أنها ";تعرضت في العام 2010 لضغوطات كثيرة من قبل السفارة الأميركية وعدد من الأنظمة الاقليمية الذين قاموا بعدة محاولات لسحب الترخيص منها، وأن عددا من الأجهزة الأمنية عملوا على تنفيذ هذه الرغبات، فرفع مجلس الأمن المركزي توصية الى مجلس الوزراء بسحب ترخيص ";حزب التحرير";، وقد وافق الرئيس سعد الحريري عليه، لكن ضغوطا شعبية ساهمت بشطب هذا القرار";. يرى ";حزب التحرير"; أن انتفاضة الشعوب في وجه الحكام من أجل استعادة سيادة الاسلام وسلطان الأمة أمر مطلوب، وإنطلاقا من ذلك يعتبر الحزب أن الثورات العربية القائمة اليوم بوجه الظلم هي ظاهرة صحية لا بل تشكل منعطفا تاريخيا مهما في مسار نهوض الأمة الاسلامية، لذلك هو لا يميز في دعمه لهذه الثورات بل هو خرج في تظاهرات واعتصامات دعما لثورة ليبيا في بيروت، ولثورات مصر وتونس وسوريا في طرابلس، وأصدر بيانات حول ثورة البحرين واليمن، لأن هذه الثورات بنظره ";بدأت تزعزع أنظمة القهر والاستبداد، بعدما فاجأت الغرب وجعلته يضع جداول أعمال جديدة، لمواكبة الثورات ومحاولة إجهاضها واستيعاب بعض منها كما حصل في مصر، وكما يحصل الآن في سوريا التي كانت ردة فعل الادارة الأميركية حيالها ألطف من ردة فعلها حيال كل الثورات العربية";، لأن النظام السوري (برأي ";حزب التحرير";) ";قدم على مدى عشر سنوات خدمات للسياسة الأميركية وعمل على استيعاب ولجم الكثير من حركات المقاومة في وجه إسرائيل، تحت شعار الممانعة وكي تكون حركات المقاومة ورقة تفاوض بيده وليست وسيلة لتحرير فلسطين";. ولا يخفي ";حزب التحرير"; مشاركته في ما يجري من أحداث على أرض سوريا و";لكن بشكل سلمي ومن دون استخدام السلاح الذي لا نؤمن بجدواه";، ذلك أنه لم يسجل في تاريخ الحزب أنه استخدم السلاح أو العنف، ";إلا في قتال المحتل إذا وجد";، وهو يعتبر أن تنظيم ";القاعدة"; يتأثر بأفكاره ومبادئه، من ناحية النظرة الى التغيير الجذري، ";لكن هناك فارقا منهجيا واضحا ما بين طريقة الحزب الفكري ومنهج القاعدة العسكري";. ويؤكد المسؤول الاعلامي لـ";حزب التحرير"; (ولاية لبنان) أحمد القصص ";أن الأمة الاسلامية يجب أن تتحرك اليوم وأكثر من أي وقت مضى لخلع حكامها المستبدين، واستبدالهم بأنظمة إسلامية على منهج القرآن والسنة النبوية الشريفة";، لافتا النظر الى ";أن هذه الثورات القائمة وإن لم تؤد فورا الى تغيير النظام إلا أنها تشكل بداية حيوية في الأمة سوف تدفعها الى التفكير في البديل السياسي، والبديل الوحيد اليوم عن النموذج الغربي الرأسمالي والمرتبط بعقيدة هذه الأمة هو النظام الاسلامي";. ويقول القصص: ";يجب أن يعي اللبنانيون أن بلدهم ليس عالما مستقلا بحد ذاته، وان لا أمل لهم بالنجاة إلا بنجاة العالم الاسلامي المحيط بهم، وهنا يجب أن يتنبه المسلمون الى أنهم جزء مما يجري في العالم العربي، كما يجب أن يتنبه أصحاب نظرية تحالف الأقليات الى أن الغلو في هذه النظرية هو انتحار سياسي بعينه، لأن في هذا استعداء لأمة تملأ جوانب الأرض ولن يكون المستقبل في العالم الإسلامي إلا لها، لذلك فإننا نجد في هذه الثورات مرحلة انتقالية مهمة جدا للعالم الإسلامي تمهيدا لتمكين الأمة من استعادة سلطانها";. ويستبعد القصص حصول ثورات في لبنان ويشير إلى أن الفتنة التي يروج لها في مصر هي بإيعاز خارجي، ";خصوصا أن المسلمين والاقباط كانوا جنبا الى جنب في الثورة المصرية، لذلك يبدو أن ثمة مصلحة خارجية بالنفخ بالبوق الطائفي لاجهاض ما تحقق حتى الآن من إنجازات لهذه الثورة";. ويؤكد القصص أن ";حزب التحرير"; يرى ";أن الطوائف الأخرى هي جزء من النظام الذي نسعى إليه بمعنى ما يدعو إليه مشروعنا السياسي لإقامة الخلافة الاسلامية التي تلحظ وجود طوائف ضمن المجتمع الاسلامي، لهم حق الرعاية الكاملة دون النظر الى انتماءاتهم الطائفية، كما أن مشروعنا السياسي ليس في مواجهة غير المسلمين في العالم الاسلامي وإنما هو لمواجهة المشاريع السياسية المخالفة للاسلام والتي هي في جلها من نتاج الحضارة الغربية وسياساتها";.


المصدر

http://www.assafir.com/article.aspx?EditionId=1853&ChannelId=43639&ArticleId=2458


بارك الله في الكاتب


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ







دولة الخلافة قائمة قائمة لا محالة

فلتكونوا من انصارها ولتكونوا من العاملين لها

ورسالتي الى كل من يملك نصرة للعاملين لإقامتها ((وخصوصا الجيوش)) ولم يفعل فلينتظر عقاب اليما من الله تعالى وسيكون حسابه عسيرا يوم لا ينفع الندم



From :"mohamad khilafah" <muslim1924@gmail.com>

طالب عوض الله
06-21-2011, 11:13 PM
الخلاف والاختلاف ضوابط وخطوط حمراء
بقلم : عاهد ناصرالدين
كثّف الكافر المستعمر هجمته على الإسلام والمسلمين,واستعمل كل الأساليب والوسائل في تشويه الإسلام وصورته,واتخذ مداخل من الإسلام نفسه ليتمكن من تسويق أفكاره ومفاهيمه بين المسلمين ومن أجل أن تنطلي أفكاره عليهم, ومن أعظم تلك المداخل بل وأخطرها مشروعية الاختلاف في فهم الإسلام وتعدد الآراء لوقوعه عمليا بين أئمة المسلمين ومجتهديهم, وكان هذا بمثابة الركيزة الأساسية التي ارتكز عليها لتمييع الإسلام؛ بجعل مفاهيمه تمتزج بمفاهيم الإسلام وتتغلغل بين أوساط المسلمين.
ومن أهم المفاهيم التي أبرزها وشجع على ظهورها مشروعية الخلاف بين الناس بما يسمّى ب"الرأي والرأي الآخر" من خلال وسائل الإعلام التي تسوق الديمقراطية والحضارة الغربية ، وتجعل القطعي من الإسلام محل خلاف ورأي وتصويت؛ فالطرح غالبا ما يتحدث عن الثوابت والقطعيات التي لا تقبل رأياَ آخر أو اتجاها معاكساَ ؛ فهذه الثوابت هي من المسلَّمات عند المسلمين مثل قضية تحكيم الشريعة الإسلامية أو حجاب المرأة أو الولاء والبراء وغيرها من الثوابت التي لا تقبل نقاشاَ.
صحيح أن هناك دواعي للاختلاف كالتباين الذي فطر الله –عزوجل- عليه البشر من حيث تفاوتهم في القدرة على الإدراك والاستيعاب والفهم، بما فضل الله به بعضهم على بعض ، ووجود خلاف من قبل اللغة، مثل الخلاف في دلالة المشترك على معانيه.
لكن لا يصح جعل الاختلاف على إطلاقه؛ فيؤدي إلى مخالفة الأحكام الشرعية والتنازل عن الأفكار والمبادئ التي يحملها المسلم،بل أخطر من ذلك أن يكون المسلم واقعيا أسيرا لأفكار غيره فيغيّر أفكاره تمشيا مع هذا الواقع، وتقع الأمة فريسة لردَّات فعل طبيعية للواقع السيئ فتعالج قضاياها بعيدا عن أفكارها فيصبح داعيا للاشتراكية أو الديمقراطية أو حتى يتنازل عن أرضه أو جزء منها.
وقد حاول بعضهم تطويع الأحكام الشرعية بما يتفق مع متطلبات العصر،وتم الإفتاء بما يُعارض نص القرآن القطعي كإباحة الربا القليل بحجة أنه غير مضاعف وبحجة الضرورة.
والمسلمون مطالبون بتحري الحق والصواب واتباع الدليل الأقوى فيما اختلف فيه، لا ما يمليه الهوى الذي جانب العدل من جانبه من الظالمين قال تعالى { أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }البقرة87 ،وبالهوى ضل وانحرف الضالون{ فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء 135
من أجل ذلك يجب وضع ضوابط للاختلاف وذلك ببيان أمرين اثنين
أولهما: طبيعة الخلاف والاختلاف وفيما يختلف فيه ولا يُختلف فيه حتى لا يكون الخلاف والاختلاف لأجل الخلاف.
ثانيهما: كيف يمكننا أن نميز بين الاختلاف الذي يُقبل شرعا وبين من ليس له رِجل ليقف عليها ؟.
هذا الاختلاف منه مذموم وآخر محمود ؛فنجد الآيات القرآنية التي تنعى على الاختلاف من مثل قوله تعالى {وَمَا كَانَ النَّاسُ إلا أُمَّةً وَاحِدةً فاخْتلَفُوا}، (سورة يونس، من الآية: 19)، إذ ذكر نقيضاً للوحدة، ومثل قوله تعالى: {وَمَا اخْتَلفَ فِيهِ إِلا الْذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْيَاً بَيْنهُمْ} (سورة البقرة، من الآية: 213)، إذ قرن الاختلاف بالبغي، وقولـه تعالـى: {وَلا تكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظيِمٌ} (سورة آل عمران، الآية: 105)، فقد توعد اللَّه سبحانه وتعالى بالعذاب الذين تفرقوا واختلفوا في آياتٍ كثيرة من كتابه العزيز كقوله تعالى {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلََّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ} (سورة مريم، الآية: 37)، وقوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلْذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ} (سورة الزخرف، الآية: 65)، وقوله: {وَلَكِنِ اخْتَلفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ امَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} (سورة البقرة، من الآية: 253)، وقوله: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (سورةالنحل، من الآية: 93).
يستفاد من هذه الآيات أنَّ الذين ثبتوا على الحق لا ينالهم العذاب، بل ينال الذين كفروا وظلموا وضلوا، ويؤكد هذا المعنى قوله سبحانه {وَلَوْ شَاءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النَّاس أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إلا مَنْ رَحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (سورة هود، الآيتان: 118-119).
وهذا يعني أنَّ الاختلاف المذموم هو مخالفة الحق والركون إلى الباطل بشتى صوره، وتجاوز البينات بجعلها ظنيات ، والمحكمات متشابهات ، وبتقييد المطلق ،وإطلاق المقيد ، وتخصيص العام ، وتعميم الخاص وهكذا..
ولكننا نرى اختلافا محمودا تبيِّنه الحوادث العديدة التي كانت في أيام النبي-صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين ومن أتى بعدهم، مما اختلفت فيه أفهام الصحابة وغيرهم، وتباينت فيه مداركهم من أحكام الشرع، من مثل الاجتهاد في أمر النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه " لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة"، فأداها بعضهم عند وصوله بني قريظة مع تأخير صلاة العصر، وعجل بعضهم فصلاها ثم توجه إلى بني قريظة مع مخالفته لأمر النبي – صلى الله عليه وسلم، وعدم إنكاره، عليه السلام، على الفريقين.
من هذا يتبين أن الاختلاف المقبول شرعا هو الاختلاف النابع من تباين في الفهم بسبب إشكال لفظي أو تعدد دلالات التعابير ، أو اختلاف في فهم الأدلة ، ويجري هذا على الفروع والجزئيات في النصوص الظنية في دلالاتها.
أما الاختلاف المذموم شرعا فهو النابع من هوى أو جحود للحق، والمؤدي في نهايته إلى النزاع،ومنه الاعتداء على النصوص بتحميلها ما لا تحتمل ، وقد توعد الله تعالى أصحابه بالفصل بينهم يوم القيامة.
وعند وجود خلاف بين المسلمين أو نزاع لا بد من الرجوع إلى الكتاب والسنة ،قال تعالى {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }الشورى10 ، وقال عزوجل{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59، ورد في التفسير الميسر"يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, استجيبوا لأوامر الله تعالى ولا تعصوه, واستجيبوا للرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الحق, وأطيعوا ولاة أمركم في غير معصية الله, فإن اختلفتم في شيء بينكم, فأرجعوا الحكم فيه إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, إن كنتم تؤمنون حق الإيمان بالله تعالى وبيوم الحساب. ذلك الردُّ إلى الكتاب والسنة خير لكم من التنازع والقول بالرأي، وأحسن عاقبة ومآلا.
وعليه فإنَّ هناك خطوطا حمراء لا يجوز تجاوزها وتخطيها ، ومسلمات محكمات بينات واضحات قطعيات ، مجرد وضعها في خانة المختلف عليه يعتبر اعتداءً صارخا وتطاولا واضحا ، وإلباس الناس ثوب التشكيك والظن فيما هو مبتوت ومعلوم ومحل اطمئنان وسكون ، ويمكن تلخيص ذلك في نقطتين.
1 -أن لا تُجعل العقيدة الإسلامية محل خلاف ؛ فلا اختلاف في وجود الخالق – عز وجل ولا في ملائكته ولا في كتبه ورسله واليوم الآخر، ولا اختلاف في حاكمية الله جل وعلا ،ولا يجوز أن تكون العقيدة وثوابتها محل مساومة أو غوصٍ في قواسم مشتركة كنقاط التقاء مع ما يناقضها أو حتى يخالفها ، لأن القول هنا واحد لا يتعدد؛فالمسألة إما إيمان أو كفر ، لا سبيل لثالث بينهما.
2- أن لا تُجعل القضايا المصيرية والأحكام القطعية محل اختلاف، كالحكم بالإسلام ووحدة المسلمين والجهاد وسيادة الشرع والولاء والبراء وعدم طاعة الحكام الرويبضات مثلا؛ فالبُرغم من وجود الاختلاف بين الصحابة في الاجتهاد ولكنهم لم يختلفوا في القضايا المصيرية وحلِّها.
فكان من الواجب الوقوف أمام كل من يُخِّلُ أو يحوِّر في الثوابت والمسلَّمات وأصول العقيدة ،وقضايا الأمة المصيرية؛ ولا مسوغ شرعي للخلاف أو الاختلاف فيها ،بدواعي تعدد الآراء وبشعارات إصلاحية أو ترقيعية أو مبررات تتخذ من فنون الممكنات وميزان القوى ، وفقه المصالح والغاية تبرر الوسيلة ،واختلاف الأحكام باختلاف الزمان ، فتقبل مثلاً المشاركة في الأنظمة الحالية تحت ذريعة أن الأمر خلافي ،وتحت شعار يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ؛ كتحريف وتعطيل حكم الجهاد في سبيل الله والقول أنه دفاعي ، ليتماشى مع الموقف الدولي والمواثيق الدولية ، وسيراً مع قوانين مكافحة ومحاربة الإرهاب ، متناسين أن القتال والجهاد قد شرعه الله تعالى لنشر الإسلام وفتح البلاد ، وليس لإكراه الناس على اعتناق الإسلام. قال الله تعالى: { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} سورة البقرة.
ومما يجب التأكيد عليه أن علماء الأصول رغم اختلافهم فيما يعتبر دليلا إلا أنهم لم يختلفوا في وجوب قطعية الأدلة ؛قد نص جمهور العلماء على أن أصول الأحكام يجب أن تكون قطعية،قال الشاطبي في كتاب الموافقات" إن أصول الفقه في الدين قطعية لا ظنية" .
فمن اعتمد على دليل ظني، لا يختلف مع غيره من العلماء على وجوب قطعية الدليل ، وعندما أعياه وجود دليل من القرآن والسنة لجأ إلى الاستحسان مثلا على اعتبار أنه دليل يُستند إليه.
لا كما نرى اليوم ممن تجاوز الأمر وتعدَّى بإنزال الأدلة على غير مناطها ، ومحاولة تطويع الأدلة لتتفق مع ما ذهبوا إليه ؛ فمنهم من ذهب وخلط بين استئناف الحياة الإسلامية وأعمالها وأحكامها وواقعها ، وبين مقارعة عدو ،أو جهاده أو ما أطلق عليه في العصر الحالي مقاومة ، وليت الأمر يقف عند هذا الحد؛ بل نرى هناك جرأة بتحميل النصوص ما لا تحتمل ، بل والمعاندة في تفسير واقع بديهي واضح ، ومن ثم الانطلاق صوب مهاجمة من يخالفونهم فيما ذهبوا إليه من هراء لا يصمد أمام الحق الساطع.
فمثلاً الجهاد بأنواعه المختلفة ليس طريقاً لاستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الدولة الإسلامية؛ فقد شرع لغرضين اثنين أولهما حمل الدعوة للأمم والشعوب الأخرى، وثانيهما رد العدوان الحاصل على المسلمين ، بينما إقامة الدولة الإسلامية لها أحكامها التي لم تغفلها الشريعة الغراء ، كما يحلو لبعضهم أن يجعل منها قضية خلافية ومسألة فيها أقوال وآراء وأفهام ونظرات ، فتراهم يقولون مثلاً :أن النبي-صلى الله عليه وسلم- جاهد لذا علينا الجهاد لإقامة الدولة ، ثم تراهم يقولون أن النبي-صلى الله عليه وسلم- هادن وصلح في الحديبية،ونحن نترسم خطاه فلا مانع من الهدنة والمصالحة؛ فخلطوا بين أحكام الفرد وأحكام الدولة وأحكام الجماعة ، وخلطوا سير النبي صلى الله عليه وسلم وهو رئيس كتلة بسيره وهو رئيس دولة ، فهل مثل هذا خلاف معتبر! ، أم هو هرطقات ُألبست ثوب الخلاف زوراً وبهتاناً لحاجة في نفوسهم يقضونها .
ثم نرى حالة أخرى مما أشكل فهمه على بعضهم من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتال الحاكم المصرّ الذي يظهر الكفر البواح ، باعتبار ذلك دليلاً على قتال الحاكم المظهر للكفر الصراح ، ولعلنا نلتمس لهؤلاء عذراً لوجود شبهة دليل تمت باجتهاد شرعي صحيح المُنطلق ولكنه خاطئ في محاكمة الواقع مع ما يصلح له من دليل ،فلا يعتبر الجهاد طريقاً لإقامة الخلافة إذ أن قتال الحاكم الذي يظهر الكفر البواح لا يعد جهاداً في عرف الفقهاء إذ هو قتال لاستعادة الحكم في ظل دار إسلام حكمت بأحكام الكفر فترة مؤقتة فوجب على المسلمين قتال الحاكم الذي أظهر الكفر البواح وحكم به ليزيل المسلمون هذا الظرف الطارئ ويعيدوا الحكم إلى نصابه ، ولا يكون ذلك إلا في ظل وجود دار الإسلام وتطبيق الحاكم لأحكام الكفر البواح فيها، لذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن هذه الحالة (أفلا ننابذهم يا رسول الله ، قال لا ، إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان ، وهنا يظهر لنا عدم فهم الواقع بشكل جلي ، ومع ذلك يصح القول أن عندهم شبة دليل لكنها تسقط أمام جملة من الادلة التي تدحض فهمهم هذا .
ومنهم من شارك بالتنازل والتفريط بفلسطين بحجة جواز الهدنة مع إغفال أن موضوع الهدنة قد تم بيانه في الفقه الإسلامي، وهو غير خاضع للأهواء، وليس مطلقا بل هو خاضع للضوابط الشرعية والتي تحقق المصلحة الشرعية التي يقتضيها نشر الدعوة الإسلامية ، فلم تأت الهدنة في الفقه في سياق الخضوع للعدو والإستسلام له، ولا في سياق التنازل عن أرض الإسلام والمسلمين والمقدسات ؛ فلا يصح عقد هدنة أو صلح على أرض هاجمها عدو أو اغتصبها ، لأن الواجب في مثل هذا الحال رد العدو ، يقول صاحب المغني: (ولما كانت البلاد الإسلامية تعتبر كلها دارًا لكل مسلم فإن فريضة الجهاد في حالة الاعتداء تكون واقعة على أهلها أولاً وعلى غيرهم من المسلمين المقيمين في بلاد إسلامية أخرى ثانيًا لأنهم وإن لم يُعتدَ على بلادهم مباشرةً إلا أنَّ الاعتداء قد وقع عليهم بالاعتداء على بلد إسلامي هو جزء من البلاد الإسلامية).
ومن الحركات من تدعي العمل لدولة إسلامية ، فإذا ما ظهر تخوف من البعض حولها ، نراها تتنصل من دعواها بل تنادي بدولة مدنية ديمقراطية !، ثم نراها تنتهج طرقا لا علاقة لها بما تدعيه ،وتأتي بمبرّرات لممارسات لا توافق الشرع ابتداءً ، وأخرى تنطلق تقاتل مصالح الغرب ، وتجعل من مقارعة الغرب طريقاً للوصول لدولة الخلافة مع ما يكتنف الطريق من أعمال تخالف الشرع ولا علاقة لها بطريق موصل للخلافة عقلاً وشرعاً، وبعض الحركات تدخل في الحكم أو في الأنظمة الجاهليّة في هذا الزّمان فيسوقوا نصوصاً لا تنطبق على الواقع محل البحث ، ليبرّروا دخولهم في البرلمانات أو الوزارات من دخول في اللعبة الديمقراطية وتحملهم وزر تمييع الإسلام من خلالهم.
وعليه لا يصح جعل الخلاف والاختلاف حجة لمن يريد أن لا يحمل الدعوة تكاسلا، وكذلك حجة لمن يتقاعس عن إيصال الدعوة للغير تحت ذريعة" للرجل اجتهاده أو تقليده " ، فيخلط الحابل بالنابل ويطالب المخالف له أن يعذره فيما ذهب إليه من فهم.
وفي الختام
ليس كل خلاف واختلاف معذور صاحبه فيما ذهب إليه ، ومن المعيب إلباس عباءة الخلاف والاختلاف وإطلاقها دون وازع أو ضابط لتبرير التقاعس والتنازل والتهاون والتهاوي ، ولعل أكثر ما يظهر ذلك هو في الحركات الإسلامية التي جعلت من الواقع مصدراً للتفكير فكانت الواقعية نهجها ، والاختلاف مبررها ، فوقعت في مستنقع سحيق لا تخرج منه وهكذا حالها ، ولن ينضبط الأمر إلا بمن يمسك بزمام المبادرة فيأمر بأمر يرفع فيه الخلاف ، ويمنع من أن يختلف فيما لا يختلف فيه.

From:
"abuhatem" <abuhatem1962@yahoo.com>
To:
"طالب عوض الله" <taleb_awad_allah@yahoogroups.com>
Cc:
ahbab_allah2008@yahoogroups.com

طالب عوض الله
06-22-2011, 08:44 AM
دولة الكويت العظمى تهتز


من سؤال لطفل ظنا منها انه سيشعل ثورة



بقلم: احمد ابو قدوم



لم يكن ليتصور احد من العقلاء، أن الطالب ابن العشر سنوات سيهز كيان الدولة العظمى بكلمة خرجت من فمه ببساطة الاطفال، وما ان نطق بها الا واكتشفت المعلمة التي ترى ما وراء الجدار من شدة ذكائها وعبقريتها! بانه مندس وعميل يعمل للإنقضاض على الدولة وهدم كيانها! وليت الأمر اقتصر على ذكاء هذه المعلمة، بل تعداها الى ادارة المدرسة بل الى وزارة التعليم، بل الى نظام الحكم، الذي ارتعدت فرائصه من هذا الطفل الذي كان يمكن لولا لطف الله! ان يفجر الكويت ويجعلها اثرا بعد عين بهذه الكلمة شديدة الإنفجار.

لقد خطط الطفل باسم تخطيطا متقنا في الغرف المغلقة، واتصل بالدول العظمى والكبرى واستخباراتها ونسق معهم، تماما كما تفعل الأنظمة العميلة، لإزالة دولة عن الوجود، لكن لطف الله ووجود معلمة في غاية الذكاء حال دون حدوث مالا تحمد عقباه، فلله الحمد أولا وأخيرا أن وفق الله حكومة الكويت في غرس مفاهيم الإنتماء والولاء عند بناة المستقبل من المعلمين والمعلمات، حتى استطاعت معلمة من احباط هذا المخطط الإرهابي، فهي حقا تستحق وسام التميز من الدرجة الأولى، على هذا الإكتشاف الخطير والعظيم!! وليس هذا الطفل كما يصوره البعض أنه بسيط وسؤاله عفوي، بل هو مندس وعميل وارهابي وخطير!!.
وان تعجب فعجب ما نشاهده ونسمعه من انعكاس الموازين في هذا الزمان، اذ اصبح المؤمن كافرا والكافر مؤمنا، والعادل ظالما والظالم عادلا، والمؤتمن خائنا والخائن مؤتمنا، والصادق كاذبا والكاذب صادقا، ويتكلم في العامة أتفهُهم وأسقطهم وأنذلهم، حتى شاهدنا وسمعنا أن الكيانات الكرتونية التي أقامها سايكس وبيكو، اصبحت دولا ولها ممثلين في الهيئات الدولية وتتبادل السفراء مع الدول العظمى والصغرى والكبيرة والحقيرة، وهي على شعوبها دول وعلى أسيادها وعدوها جِعلان، نعم هذه هي الدويلات التي صنعتها بريطانيا في بلاد المسلمين ووضعت عليها نواطير يخافون من صفير الصافر، وعلى شعوبهم اسود واية اسود، كما قيل:

اسد عليّ وفي الحروب نعامة ربداء تجفل من صفير الصافر

وما نراه في ليبيا من تمسك العقيد بكرسيه على حساب جماجم اهلنا في ليبيا، وما يفعله بشار في شامنا، وما فعله صالح في يمننا، والإنتفاضة المفترضة في دولة الكويت العظمى من كلمة يقولها طفل، تدل دلالة لا لبس فيها على انّ هؤلاء النواطير لا يمثلون الا انفسهم واسيادهم، بل انّ اسيادهم قد تخلوا عنهم في اللحظات الحرجة، وقد حصل هذا مع ابن علي ومع مبارك ومع القذافي ومع صالح وسيحصل مع بشار وسيحصل مع الآخرين ايضا، مهما طال بهم الزمان، وسيُرمَوْن رمي الجيف والكلاب. وهاهو نظام بشار يفتح الحدود للعزل في الجولان، لتنهال عليهم اسرائيل بالرصاص الحي وتقتل العشرات وتجرح المئات، ويرسل بشار دباباته ومدفعيته وطائراته الى (المندسين والعملاء) في المدن والقرى ليقتل من العزل الآلاف كي يمهد الطريق لتحرير الجولان وفلسطين!!!، فأين تختبئ هذه الدبابات والمدفعية والطائرات عندما تتعرض البلاد والعباد للإعتداءات السافرة من قبل الأعداء؟! والجواب وضح بأنها تُهيأ للإنقضاض على المدن والقرى ولكن ليست مدن وقرى العدو بل مدن وقرى البلاد نفسها.
واذا كانت مثل هذه الأنظمة تخاف من طفل، ويتحرك لأجله الحكام والمنافقين والمتزلفين والمسترزقين من الإعلاميين والموظفين، فلتعلم الأمة الإسلامية انّ هؤلاء الحكام لن يصمدوا امام تحركها لخلعهم ونبذهم الى مزبلة التاريخ وبئس المصير، ولكن يجب الحذر من القبول بتغيير الأشخاص والإكتفاء بتعديل مادة هنا اوهناك، فما حصل في مصر وتونس هو استبدال وجه قبيح بوجه اقبح ولكن بقناع الماكرين، ولن ترتقي الأمة مراتب العزة والمجد الا اذا وضعت مشروعا نهضويا واضحا كبديل لهذه الأنظمة العفنة، وهل هناك نظاما افضل من نظام رب العالمين الذي بشر به رسولنا صلى الله عليه وسلم بعد هذا الحكم الجبري، وهو خلافة على منهاج النبوة، فليكن هدف ابناء الأمة هو اسلامها وتطبيق شرع ربها باقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
From: mohamad khilafah <muslim1924@gmail.com>

طالب عوض الله
06-23-2011, 10:02 PM
انتصار الثورات هو التغيير الجذري بإقامة الخلافة



انتصار الثورات هو التغيير الجذري بإقامة الخلافة
في الثامن والعشرين من رجب لعام 1342 للهجرة، هُدمت دولة الخلافة الإسلامية، مبعث العزة، وسبيل القوة والجماعة، قضية المسلمين المصيرية.
وبمناسبة هذه الذكرى الأليمة، وكما في كل عام، ينظم حزب التحرير فعاليات جماهيرية في مختلف مدن العالم، لتذكير المسلمين بدولتهم، ولدعوتهم للعمل الجاد من أجل إقامتها من جديد.
تأتي الذكرى هذا العام بطعم آخر، وبنفسية للمسلمين جديدة، فقد كسر المسلمون حاجز الخوف من حكامهم العملاء، وانطلقوا يطلبون حقهم بالسلطان، وأعلنوا أن إرادتهم هي الفيصل، وبإذن الله تعالى ستتحقق بإقامة دولة الخلافة من جديد.
بدأ حزب التحرير حملة رجب في أكثر من بلد في العالم من فلسطين إلى اليمن ولبنان، وفي الغرب من بريطانيا إلى أستراليا وأمريكا وغيرها من البلدان.
ففي فلسطين أعلن الحزب عن مسيرة حاشدة في رام الله يوم السبت 02/07/2011 تنطلق من مسجد البيرة الكبير بعد صلاة العصر إلى دوار المنارة.
وقد أطلق حزب التحرير - فلسطين حملة إعلانية للدعوة إلى المسيرة، ابتدأت بالإعلان عبر موقع المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، والإعلان المرئي على تلفزيون وطن المحلي وفضائية وطن (نايلسات 11393 عمودي) ويظهر الإعلان في اليوم أكثر من 10 مرات.
بالإضافة إلى بعض الإذاعات المحلية التي تنقل خبر المسيرة كإذاعة أمواج، وإذاعة مشوار
أما على موقع الفيسبوك فقد قام عدد من شباب حزب التحرير بالدعوة إلى المسيرة عن طريق إنشاء صفحة بعنوان: 28 رجب - الخلافة والثورات
www.facebook.com/khilafah.anniversary
وأنشأوا حدثاً للدعوة إلى المسيرة باسم الصفحة: facebook.com/event.php?eid=154753697928067
سنوافيكم إن شاء الله، بأية أخبار جديدة تتعلق بذكرى هدم الخلافة.
- أبو أيوب
facebook.com/abuayyub0

طالب عوض الله
06-25-2011, 10:10 AM
النصر بالتغيير الجذري


بقلم : عاهد ناصرالدين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وبعد :-
وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالنصر والتمكين{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }المجادلة21
وذكر الله لنا في كتابه منهج التغيير وبينه لنا، وأرانا صورة عملية لهذا المنهج، ولخص لنا القرآن هذا المنهج في قول الله –تعالى-{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }الرعد11.
إنه تغيير في أفكار الأمة ومشاعرها وأنظمتها ،ولا شك أن ما حصل ويحصل في البلاد العربية من ثورات على الحكام تطالب بتغييرهم وتنادي بإسقاط أنظمتهم يُعتبر نقلة نوعية واسعة وتقدما إلى الأمام، في طريق التغيير.
إننا أمام مشهد جديد وفجر جديد وشمس مشرقة ، أمام أمّة استطاعت بعون الله تعالى وبحركة ذاتية من أبنائهاأن تخلع فراعنة ذوي أوتاد طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، فاكتشفت أنها قادرةعلى تغيير واقعها، وأن تخلع كل حاكم مغتصب لسلطان الأمة، وأن تقول للظالم أنت ظالم، واستبشرت ببشارة نبيها محمد- صلى الله عليه وسلم « سيد الشهداء حمزةبن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله» (المستدرك).
أصبحت الأمة تؤمن بقدراتها على التغييروالتفكير بما يتجاوز لقمة العيش وأعباء المدرسة والطبيب... إلى التفكير في السياسةوأنظمة الحكم والاقتصاد البديلة عن الأنظمة البالية التي أزكمت رائحتها الأنوف .
ولكن ما هو التغيير المنشود والذي يجب أن يكون لأمة تعاني الانحطاط والهبوط والتبعية للقوىالدولية الكبرى في شتى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والإعلامية...
هل هو إلغاءالدساتير الفاسدة، وسنّ قانون جديد للانتخابات، والتخلص من القوانين الجائرةللأحزاب، ومحاسبة رموز العهد البائد، واسترجاع الأموال التي نهبتها العصاباتالحاكمة، وإلغاء دَور الأجهزة القمعية ومحاسبة المجرمين الذين قتلوا وعذّبوا والأخذعلى أيدي (البلطجية) ؟ ، أو الشبيحة .
هل هو تغيير الوجوه للأشخاص الحاكمة مع بقاء الأنظمة الجبرية القمعية ؟ .
لنفرض الآن أن تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ما سيليها إن شاء الله تعالىمن أقطار العالم الإسلامي أزالت كابوس الطغاة والأمن المركزي والمخابرات والبلطجيةوالشبيحةوقلصت نفوذ العصابات الناهبة للثروات والتي سميت زوراً رجال أعمال وشركات استثماروإعمار، وجرت فيها انتخابات شفافة، وقامت محاكم فاعلة تردع المعتدين والمتجاوزين... بل لنبالغ كثيراً ولنقل: لنفرض أن الدول القائمة في بلادنا تحوّلت إلى دول قانونوشفافية يحاسب فيها من يتجاوز ويعتدي ويسرق ويرتشي، كما هو شأن العديد من دول الغربالآن، فهل هذا هو مطلب العالم الإسلامي؟! وهل تمثل هذه المطالب الحلول للمشكلاتالمعقدة والمتشابكة التي تعانيها الأمة؟، وهل هذا هو الفرض الشرعي ؟
هل الدساتير المستوردة المطبقة فيبلادنا منذ أن أُسقطت الدولة الإسلامية على يد المستعمر وإلى يومنا هذا، والتي تجعلالتشريع من اختصاص الشعب مُمَثَّلاً بما يسمى بالسلطة التشريعية والتي يطالبالثائرون اليوم بتعديلها وتصحيحها ، هل هذهالدساتير تعبر عن هوية الأمة الإسلامية، أم هي تؤسس من جديد للاستتباع للنمط الغربيفي الحكم والسياسة وطريقة العيش؟
هل النظام الاقتصادي الرأسمالي الذي تكرسه هذهالدساتير تحت عناوين حرية التملك وحرية العمل والاقتصاد الحر... هل هو المخرج منالنكبات الاقتصادية والمعاشية التي تعانيها الأمة اليوم؟ أليس هذا النظام الذيتتربع على عرشه أميركا ودول الغرب هو الذي جلب الويلات على العالم، بما فيه شعوبالغرب نفسها؟! ولا سيما في السنوات الأخيرة التي شهدت الأزمة المالية العالميةوالتي حولت مئات الملايين من الناس من أغنياء إلى فقراء معدمين، ولولا أن الغرب جعلسائر العالم مزرعة له لانهار اقتصاده وأصبحت حضارته أثراً بعد عين.
هل الحريةالشخصية التي تصونها هذه الدساتير والتي تطلق سلوك الإنسان من أي قيد روحي أو خلقيأو إنساني تتوافق مع الهوية الإسلامية التي تتميز بها هذه الأمة؟
وهل الإعلامالمخرب للعقول والمفسد للأذواق والمدمر للأخلاق والعاصف بالعفة والطهارة يمكن أنيكون مقبولاً في العالم الإسلامي؟
ما الذي يمكن أن تقدمه الترقيعات التي يسمونهاإصلاحات والتي ينادى بها الآن في تونس ومصر وليبيا وغيرها من مخرج من الخضوع الشاملللغرب سياسياً واقتصاديا وعسكرياً وإعلامياً وصناعياً وتكنولوجياً وتعليمياً...؟
وما المنقذ من الذل والهوان أمام كيان يهود، حيث لازالت السلطة المصرية تستأذن هذاالكيان لإرسال فرق من الجيش إلى سيناء من أجل حمايته وحماية أنابيب الغاز الذيينهبه من مصر؟!
كيف يمكن للعالم الإسلامي الممزق إلى كيانات قطرية أن يعيش فيعالم التكتلات الكبرى المهيمنة، سواء أكانت تكتلات عسكرية كحلف شمال الأطلسي، أمكانت تكتلات اقتصادية كالعملاقين الأميركي والصيني وكالاتحاد الأوروبي؟
التغييرالحقيقي لا يحصل بدحرجة الرؤوس الكبيرة وحسب، بل يبدأ بالفكر ويستمر بالفكر والعملويحصد بوصول برنامج سياسي حقيقي إلى سدة الحكم، لإعادة صياغة المجتمع والدولة صياغةجديدة تنتج لنا حياة جديدة بطريقة عيش جديدة، ثقافةً وحكماً واقتصاداً واجتماعاًوتعليماً وقضاءً وإعلاماً وسياسةً خارجية، تقطع كل صلة بالحضارة الغربية التي اكتوىالعالم بلهيبها واحترق بنارها وحروبها واختنق بدخانها الأسود وتعفّن بنتنها وسُحِقباقتصادها وتاه بضلالها...
إنه خيار واحد لا غير، الإسلام من حيث هو مبدأ،عقيدةً وشريعةً، فكرةً وطريقةً، ومزجاً بين الروح والمادة، حضارةً متألقة زاهرة على أساس روحي عميق راسخ.
حُكماً يجعل السلطانللأمة لا لحزب ولا لعصابة ولا لعائلة ولا لطائفة ولا لمجلس عسكري ولا لحيتان المال،حيث يُبايع خليفة للمسلمين على السمع والطاعة، يرعى شؤون الناس، وحيث يحاسَب الحاكممن قبل الرعية ومجلس الأمة المنتخب ومن قبل الأحزاب السياسية والصحافة والإعلام،وحيث لا حصانة لأحد من الحكام والمحكومين من الخضوع لأحكام الشرع والقضاء، تنفيذاًلأمر الله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُواالرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍفَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِوَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }.
واقتصاداً يرمي إلىإشباع الحاجات الأساسية للناس فرداً فرداً إشباعاً كاملاً، ويمكّن من شاء منهم أنيحقق سائر حاجاته الكمالية، باعتباره جزءاً من مجتمع يعيش طريقة معينة من العيش،اقتصاداً يحسن تحديد ما هو من الملكية العامة وما هو من الملكية الفردية تحديداًمحكماً بعيداً عن أهواء الرأسماليين ووحوش المال وبعيداً عن نقمة طبقة الكادحينالمسحوقين التي أنشأها النظام الرأسمالي.
اقتصاداً يوجب على الدولة توزيع المال بينالرعية على نحو يحفظ التوازن بينهم بعيداً عن أوهام المساواة والشيوعية، تنفيذاًلقوله تعالى {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِمِنْكُمْ }.
واجتماعاً، يضبط اجتماع الرجل بالمرأة بعيداً عن الاختلاط الماجنوالمستهتر، في ظل أحكام الإسلام التي حددت اللباس الشرعي للمرأة والرجل وشرعتالأحكام التي تجعل العلاقة بينهما في الحياة العامة وخارج إطار الزوجية علاقة إنسانبإنسان لا علاقة ذكورة وأنوثة، فتسود الطهارة والعفة والمروءة والشهامة المجتمع،بدلاً من الرذيلة التي نشرتها العلمانية والحرية الشخصية والحرية الإعلامية فيعالمنا اليوم.
وقضاءً يلغي الفصل بين محاكم شرعية وأخرى مدنية تحكم بغير ما أنزلالله تعالى، فيكون القضاء كله في الأحوال الشخصية والمعاملات المالية والجناياتوالقضايا السياسية... قضاء شرعياً يحكم بين الناس بشرع الله، ما عدا القضاياالروحية والعائلية لغير المسلمين الذين لا يجوز أن يُفتنوا عن دينهم ولا أن يجبرواعلى الأحكام الفردية التي شرعها الإسلام للمسلمين.
وتعليماً يهدف إلى بناءشخصية إسلامية بعقلية ونفسية إسلاميتين، فيساهم في صيانة المجتمع بعلاقات إسلاميةصرفة، ويحرص على اكتساب العلوم التي تلزم للمجتمع والدولة للقيام بأعباء الحياةوتأمين وسائلها وأسبابها، ويؤمّن للأمة أسباب القوة الاقتصادية والتقنية والعسكرية،والسلامة الصحية، وازدهار العمارة ووسائل الرفاهية والراحة...
وإعلاماً يهدف إلىصيانة المجتمع وتعزيز ثقافته وهويته وإطلاق الطاقات الفكرية والذهنية على أساسروحي، ويلتزم مقاييس الحلال والحرام، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم، ولا سيما فيزمن أضحت فيه الفضائيات سلاحا ً أمضى من الصاروخ والمدفع والبندقية.
إعلاماً يصون عفةالمجتمع بدلاً من تدمير العفة والطهارة الذي تمارسه عشرات الفضائيات العربيةاليوم.
وسياسة خارجية تنظر إلى العالم على أنه إنسانية اشتاقت إلى معاني السعادةوالهداية والرقي التي لا تتأتى إلا من خلال طريقة عيش تؤسَّس على الإيمان باللهتعالى خالقاً ومدبراً؛ فتضع الإنسان على طريق إشباع حاجاته وغرائزه وفق أوامر اللهتعالى ونواهيه، فتمزج بين الروح والمادة، وهي نظرة الإسلام الذي يرى الخلق جميعاًعيال الله، فيحمل المسلمون رسالتهم إلى العالم باتجاه أن يكون العالم عالماً واحداًفي ظل شريعة الرحمة، بعيداً عن النظرة الاستعمارية التي أفسد الغرب بها العالموملأه بالمآسي، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
هذا هوالتفكير الذي ينبغي للذين اكتشفوا قدرتهم على التغيير من أبناء أمتنا، ولاسيماأولئك الشبان الذين فاجأوا العالم بصاعقة دكت عرش فرعون بلمح البصر، بعون الله.
هذاهو التفكير الذي يليق بأمةٍ قال الله تعالى فيها {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍأُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِوَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }، وقال {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًالِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شهيداً} .
ومما يجب التنبه إليه وأخذ الدروس والعبر من هذه الثورات التنبه إلى خطورة الدعوات المشبوهة مثل الدعوة إلى العلمانية ، والدعوة إلى فصل الدين عن الحياة كالدعوة إلى الدولة المدنية {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162
لا بد أن ندرك أن النصرة التي تعتبر ركيزة هامة في طريقة الرسول- صلى الله عليه وسلم- قد ظهر للمعاندين صدقيتها ؛ بل ولزومها وعدم الإستعناء عنها ذلك أن الجيش هو بيضة القبان ؛ فقد قال الجيش كلمته في مصر فنحى مبارك، ولم ينقسم على نفسه وكذا التونسي من قبله ، بخلاف ليبيا ، وما يخشى أن تصير إليه الأمور في اليمن ، وما نحذر منه الآن في سورية .
لا تدعوا الجاهلين والطامعين يسرقوا ثوراتكم ولا تجعلوهم يكتبون بدمائكم إصلاحات ترقيعية تطيل من أمد الظلم والحكم الجبري في الأرض .
واحذروا كل الحذر تدخلات الغرب وعملائه في ثوراتكم من أن يركبوا الموجة أو يدسوا أزلامهم ليشوشوا ويميعوا شعاراتكم، سواء أكان على شكل هيئات أو حركات أو مفكرين أو كتاب .
والحذر الحذر من المساومات ومن العروضات ومن المغريات الآنية التي تطيل من أمد النظام وتحسن صورته أو تحصر القضية في شخص الحاكم .
ونخاطب الجيوش أنه آن لكم أن تقفوا في صف الأمة، وأنكم من الأمة وللأمة , ولستم من الأنظمة؛ فلا تكونوا اليد التي تبطش بها الأنظمة بشعوبها , وأن تقولوا كلمتكم بإعطاء النصرة لدينكم وأمتكم لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية، التي ستباشر مهامّها فوراً فيتحرير الأمة من الهيمنة الغربية، وتطبيق أحكام الشرع رعايةً لشؤون الناس، وفي توحيدالعالم الإسلامي تحت راية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وفي إعلان الجهادلتحرير فلسطين والعراق وسائر البلاد الإسلامية المحتلة، وصولاً إلى حمل الإسلامرسالةً إلى العالم.
ويحاول الكافر المستعمر وأذنابه تضليل الأمة الإسلامية أنها لن تعود كما كانت، وأن الخلافة ضرب منالخيال والخرافة والجنون، ومن المستحيلات .
لكننا نعتقد اعتقادا جازما لا يتطرقإليه شك أن شمس الإسلام ستشرق من جديد دولة الإسلام قادمة بإذن الله-عزوجل- . قالرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( أمتي أمة مباركة لا تدري أولها خير أم آخرها ) رواه ابن عساكر عن عمرو بن عثمان وأشار السيوطي إلى حُسنه 0 وقد قال النبي – صلىالله عليه وسلم - (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا منخالفهم حتى يأتي أمر الله)) [رواه البخاري ومسلم]. وقد حفظ الله بمنه وكرمه أمةمحمد – صلى الله عليه وسلم – وجعلها خير أمة أُخرجت للناس وجعلها أمة وسطا بنصالقرآن الكريم فقد قال تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاًلِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداًوَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنيَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةًإِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْإِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143. وَرَوَى التِّرْمِذِيّعَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَفِي قَوْله تَعَالَى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطًا " قَالَ : ( عَدْلًا ) . قَالَ : هَذَا حَدِيث حَسَن صَحِيح . وكأن رسول الله ينطق بيننا ويعيشبين أظهرنا، حين أخبرنا عن زماننا هذا. فقال كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديثأبي هريرة : ((بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء)). وفي روايةالإمام أحمد: ((قيل من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس)). على منهاجالنبوة)، فإن خليفة المسلمين هو الذي سيقود جحافل الفتح والتحرير قريباً بإذن اللهتعالى فهذه أمة عظيمة كريمة وهي خير أمة أُخرجت للناس، وهي أمة لا زالت حية وهيقادرة على النهوض والإرتقاء والتحرير وعلى ما فوق التحرير، ألا وهو تحقيق السعادةللبشرية جمعاء من خلال مبدأ الإسلام العظيم. أمة قادرة على تحقيق وعد الله تعالىوبشرى رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم - (ثم تكون خلافة. أمة فيها الرجال الرجالالذين يصلون ليلهم بنهارهم حتى تعود كما أخبر عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ثم تكون خلافة راشدة على منهاج النبوة ) وليس ذلك فحسب بل وجعل بيت المقدس عقردارها عاصمة لها ، وليس كما يريدون شرقية وغربية لكيانات كرتونية .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24

طالب عوض الله
06-27-2011, 09:42 AM
تصريحات مضللة للعوا وللإخوان المسلمين
حول الخلافة الإسلامية والأحكام الشرعية

ضمن محاولات التقرب من أمريكا والدول الغربية تطلق بعض الوجوه الإسلامية في مصر إضافة إلى جماعة الإخوان المسلين والحزب المنبثق عنها المسمى حزب الحرية والعدالة تصريحات مضللة يسعون من خلالها إلى إقناع الغرب وعملائه من العلمانيين في مصر بأنهم ديمقراطيون يقبلون بالتعددية الفكرية والسياسية وان الوطنية المصرية عندهم فوق الإسلام وإنهم كغيرهم من القوى غير الإسلامية يحق لهم الانخراط في العمل السياسي والوصول إلى سدة الحكم.


فقد صرح الدكتور محمد سليم العوا تصريحا خطيرا جدا منافيا للأسس الشرعية لنظام الحكم الإسلامي قال فيه: " إن فكرة الخلافة الإسلامية غير مطروحة على الإطلاق في هذا الوقت " وقال بأنه لا يقبل بعودة نظام الخلافة مبررا ذلك بأنه يفضي إلى الديكتاتورية على حد زعمه وفسر رأيه هذا بقوله : " إن خليفة المسلمين يناط به إمامة المسلمين في الصلاة وتسيير الجيوش وتقسيم الغنائم وتعين القضاة وغيرها وهو ما لم نقبله في مصر بعد ثورة 25 يناير لان التفرد بالحكم أورثنا الذل والمهانة وصنع الفراعين" وأضاف : " نريد حكما دستوريا ولفترة واحدة وأفضل ألا تحدد وحكومات تحاسب أمام البرلمان " .

إن هذه التصريحات المضللة فاقت في انحرافاتها آراء علي عبد الرازق - سيء الذكر- الذي نقر فيها وجود نظام حكم في الإسلام.

وأما الإخوان المسلمين فإنهم لا يتوقفون عن إطلاق التصريحات المضللة فيما يتعلق بتطبيق الشريعة فالدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان قال بصراحة: " إن الجماعة لا تسعى لفرض الشريعة الإسلامية في مصر " وأن فكرة الوطنية بوصفها إطارا أعلى من الشريعة يجمع كل المصريين فقال : " لا نريد أبدا أن ننفرد بسلطة ولا نريد أبدا أب نسيطر على برلمان وليس هذا في مصلحة مصر ونحن نقدم مصلحة الوطن على كل مصلحة سواها، نريد برلمانا متجانسا الأغلبية فيه متوافقة وليست لفصيل واحد ".

وحتى عندما سئل عن حكم شرعي واضح للعامة وهو حكم تحريم الخمر قال : " إن البرلمان هو الذي سيقرر ذلك ".

وفسر مرسي المرجعية بأنه لا تعني تطبيق الأحكام الشرعية فقال : " إن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع هذا النص يُحترم والنص واضح....مبادئ الشريعة الإسلامية وليس تفاصيل أحكام الفقه ".

فهو إذا يبين إن الشريعة هي مصدر عام يجب احترامه ولا يجب تطبيق الأحكام الشرعية التفصيلية بمعنى إن البند الثاني في الدستور المصري هو مجرد بند شكلي وهو موجود في كل البلدان العربية والإسلامية ولا يعني تطبيق الأحكام الشرعية بتاتا.

وقوبلت هذه التصريحات بمكافئة من أمريكا على الفور فقد صرحت السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي إن : " الولايات المتحدة ستدعم أية حكومة ديمقراطية يختارها الشعب المصري طالما تدعم الحريات وتحترم حقوق الإنسان والمرأة والرجل على حد سواء ".

وكان تصريحها هذا ردا على سؤال حول إمكانية دعم أمريكا لحكومة منتخبة في مصر يمكن أن يقودها إسلاميون وشددت سكوبي على انه : " لا تخوفات من ذلك طالما تحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان ".

والخلاصة إن مثل هذه التصريحات المضللة لها هدف سياسي واضح وهو نيل مرضاة أمريكا وموافقتها على دمج الإسلاميين في الحكم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ




دولة الخلافة قائمة قائمة لا محالة

فلتكونوا من انصارها ولتكونوا من العاملين لها


ورسالتي الى كل من يملك نصرة للعاملين لإقامتها ((وخصوصا الجيوش)) ولم يفعل فلينتظر عقاب اليما من الله تعالى وسيكون حسابه عسيرا يوم لا ينفع الندم

From: mohamad khilafah <muslim1924@gmail.com>

طالب عوض الله
06-28-2011, 09:06 AM
أنّى لهؤلاء أن يخافوا الله؟




د. أكرم حجازي
الأسئلة التي طرحتها الثورات العربية كثيرة جدا. لكن أفضل بيئة لاختبارها تقع في إطار الثورة السورية بالنظر لاشتمالها على أعظم نوازل الأمة. فالنظام السوري يستأثر بورقة الطائفة الحاكمة .. وورقة الجولان وأمن إسرائيل .. ورقة الأمن والرقابة والاستبداد .. ورقة الحرب والقتل والفتن.. ورقة التحالف مع الصفوية في إيران ودعاتها في ليبيا .. ورقة المقاومة الفلسطينية في لبنان وفلسطين .. ورقة حزب الله .. ورقة تأمين العراق .. ورقة الابتزاز والخدمات العامة ... وكلها أوراق تحظى برضى إقليمي ودولي، لم يرق حتى اللحظة إلى إدانة جرائم النظام أو يتجاوز عتبة الدعوة إلى الإصلاحات أو التعجيل بها مقرونا بعصا التنحي !!!

إذن للثورة السورية تداعيات محلية وإقليمية ودولية أكثر من أية ثورة أخرى لاسيما وأن أوراق النظام ثمينة إلى الحد الذي تمكِّنه من التحكم بتوازن المنطقة واستقرارها لفترة طويلة جدا لصالح إسرائيل فقط وليس لصالح أحد غيرها إلا النظم ذاتها. ومن جهة أخرى، وحتى تستقيم الأمور، فالإصلاح بالنسبة للنظام يعني نهايته، وهو إجراء، حتى لو افترضنا جدلا صدق النظام فيه، من المستحيل أن يفكر به حقيقة، أو يلجأ إليه، أو ينجح به، أو يقبل به أحد من الشعب السوري. لا لشيء إلا لأنه ليس بمطلب ولا بمشكلة الشعب السوري.

لذا فالسؤال الذي نطرحه في هذه المقالة يتصل بهوية النظام، ومكانته، وحقيقة الصراع الاجتماعي معه، والذي تجسد في وقائع ثورة طاحنة، لا خيار أمامها إلا إسقاط النظام ولا خيار أمام هذا إلا القتل!!! أما السؤال فهو: هل كان من الممكن أن يحظى النظام بهذه المكانة والقوة والقدرة على الإمساك بأغلب الأوراق لو لم يكن نصيريا في الصميم؟ أما الوجه الآخر للسؤال فهو: هل يمكن للثورة السورية أن تتجنب طبيعة النظام الطائفية، أو تسقطه دون أن تدفع ثمن كل هذه الأوراق وفي مقدمتها الورقة النصيرية؟

جوهر المشكلة

واقع الأمر أن النظام السياسي في سوريا هو الوحيد الذي يلعب بالورقة الطائفية المحلية. وحين يتحدث عن فتنة طائفية فهو يعني بالضبط القول بأن الثورة السورية تستهدف الطائفة النصيرية بعينها ولا أحد سواها. وهذا تقييم صحيح وفي الصميم. فالمجتمع السوري ليس طائفيا البتة حتى فيما يتعلق بنظرته إلى الطائفة النصيرية. وهذه حقيقة تاريخية وشرعية، وليست مجازا ولا مجاملة ولا تساوقا مع ما يسمى بالوحدة الوطنية. فالنصيرية، كغيرها من الطوائف والفرق، عاشت في رحاب المجتمع الإسلامي طوال تاريخها دون أن يثير هذا التعايش أية إشكالات اجتماعية إلا ما تثيره الطوائف ذاتها في فترات معينة.

لكن بنية النظام الأمنية والسياسية قائمة على الطائفية المغطاة بعلمانية مصطنعة توفرها فلسفة حزب جرده النظام من أية فاعلية في إدارة البلاد أو حكمها إلا من ورقة توت يستر بها عورته الطائفية.. معادلة يعيها ويعيشها السوريون بكل طوائفهم وأعراقهم مثلما يعيها النظام نفسه، ويستقوي بها على المجتمع.

مع ذلك فالسوريون، من باب اجتماعي، يعلمون، كغيرهم، أن النصيرية فيها الغث والسمين، وأن غالبيتها مسحوقة كبقية الطوائف. ويعلمون أن النظام يستغل معتقداتها لتخويفها بمحيطها مثلما يجري تهديدها ورميها بخيانة النظام فيما لو دخلت على خط الثورة .. رؤية شرعية فيها من العدل والقسط والإنصاف ما يفيض عن حاجة المظلوم للنصرة في مواجهة الظالم. وعليه فلا النظام ولا أبواقه ولا حلفائه بقادرين على رمي الشعب السوري بفزاعة طائفية مزعومة أو موهومة لاسيما إذا كان الهدف هم أهل السنة والجماعة الذين يشكلون الغالبية الساحقة منه بنسبة تزيد عن 80% من مجموع السكان.

الثورة ضد أشد النظم الأمنية استبدادا ووحشية وفتكا لم تستثن أحدا من حق التمتع بالحرية، وما من أحد ينكر أن أهل السنة هم الذين يدفعون فاتورتها من دماء أبنائهم بالآلاف من القتلى والجرحى والمعذبين ممن أمكن معرفة أسمائهم. ومع ذلك، وحتى هذه اللحظة، لم تخرج أية مظاهرة مساندة للثورة من الطائفة في أي تجمع لها في البلاد، ولم يسقط أيا من أفرادها، لا قصدا ولا غدرا، ولا جريحا ولا قتيلا. أما لماذا؟ فلأن السوريين يعلمون جيدا أن عناصر الطائفة يشكلون، بالفعل، القوة الضاربة الأعظم للنظام، سواء تعلق الأمر بـ « الشبيحة » أو بالفرقة الرابعة أو بسلاح الطيران أو بأجهزة الأمن.

ما يعرفه جل الخبراء والمراقبين والعالمين ببواطن المجتمع السوري ونظامه أن السوريين يتجنبون الحديث عن الطائفة بعينها، تحسبا من توظيف النظام لأي موقف يمكن من خلاله تخويف وابتزاز الطوائف والأعراق الأخرى. لكن الحقيقة الصارخة أن مشكلة الطائفة النصيرية، التي أصابت كل المجتمع وليس جزء منه، واقعة في صميم معتقداتها وليس في كونها صاحبة الحكم والامتياز، وتبعا لذلك واقعة في ثقافتها الاجتماعية التي تتصادم دائما مع الثقافات الأخرى المكونة للمجتمع السوري. هذا هو جوهر الإشكال التاريخي مع النظام السياسي في سوريا، وهذا هو جوهر انحياز الطائفة للنظام .. صمتا أو علانية .. ضعفا أو قوة.

كان من الممكن لكافة الطوائف الدينية والأعراق التعايش معها، كما هو الحال طوال التاريخ الإسلامي، لو لم تكن معتقدات الطائفة بالغة الانحراف، وذات محتوى مخالف للفطرة الإنسانية، وأثر مدمر على المجتمع، الأمر الذي تسبب بنفور اجتماعي من الطائفة، وحولها إلى جماعة منبوذة اجتماعيا. ولعله من الطريف حقا أن الشيعة الجعفرية الإثنى عشرية، بكل غلوها وخرافاتها وانحرافاتها وفسادها ودجل دعواتها وأطروحاتها، لا تعترف بالنصيرية واحدة من طوائف الشيعة باعتبارها طائفة غلو!!!

فالنصرية، كما سبق وأشرنا في مقالات سابقة، طائفة تروم القبول والرضى الاجتماعي في نفس الوقت الذي تؤمن فيه بمعتقدات تصل إلى حد إباحة اللواط!!؟ وتقديس الخمر!!؟ وتصر على إشاعة الفاحشة وتحويل البلاد إلى خمارة وبيوت متعة!!! وهذه حقائق عقدية لا تنقصها الأسانيد ولا تحتاج إلى إنصاف!!! فمن يتردد على دمشق لا بد وأنه فوجئ من كثافة باعة الخمور المهربة على قوارع الطرق .. ومن عرف بيروت، منذ دخول القوات السورية إليها ( 1975 – 2005) يعلم جيدا دور المخابرات والجيش السوريين في إدارة تجارة الخمور والمخدرات ودور الدعارة فيها .. معتقدات ومسائل وسلوكيات تصادم الفطرة الإنسانية، وتستعص، ولا شك، على الفهم أو القبول في مجتمع غالبيته الساحقة من أهل السنة والجماعة.

النصيرية، طائفة لا تحكم فحسب بقدر ما تفرض على الآخرين التسليم بحق احتكارها للسلطة التي تمكنها فعليا من ممارسة معتقداتها وشهواتها وسياساتها كيفما تشاء، ودون أن تضطر لإخفاء مشاعر الدونية والحقد على كل ما يمت للعروبة والإسلام بصلة .. معتقدات لا يمكن تبريرها أو الدفاع عنها أو غض الطرف عنها إلا بقبضة أمنية متوحشة، وبتحالفات شاذة، وأكاذيب مجلجلة تعكس عمق الانحرافات العقدية، وتلائم مضامينها وتطلعاتها، بل وتستعمل أشد السياسات دموية لتشريعها ودوامها، حتى لو تطلب الأمر قتل عشرات الآلاف من البشر كما حدث في مجزرة حماه (2 فبراير 1982 ) أو تشريد الملايين، أو تعذيب لا يمكن أن تحتمله نفس سوية .. ولقد كان وصفا معبرا ذاك الذي أدلى به عم الطفل حمزة الخطيب تعليقا منه على وحشية التعذيب الذي تعرض له الطفل حين قال: « هؤلاء لا يخافون الله »!!! فلماذا يتحمل المجتمع السوري، لاسيما أهل السنة فيه، وزر ضعف الطائفة، وانحراف عقائدها، وهلعها، وبطش نظامها، ورعونة قتلتها، وفظاعة جلاديها؟ وما الذي تركته الطائفة أو النظام للتصالح مع الشعب؟

الفرصة اليتيمة للنظام

كل الأنظمة العربية، بلا استثناء، أمنية الطابع. وذات طبيعة استبدادية في بنياتها الظاهرة والباطنة. لكن إذا كان القذافي قد لجأ مبكرا إلى خيار الحرب الأهلية .. وكذا جهد الرئيس اليمني في ممارسة القتل بالجملة، متنقلا من ساحة إلى ساحة، ومن مدينة إلى مدينة، أملا في إحداث حرب أهلية، تدخل فيها البلاد في فوضى، اعتاد النظام على التعايش معها، عبر إشعاله لعدة حروب فيها خلال سنوات حكمه الثلاثين .. فإن النظام السوري يفتقد إلى احتياجات الحرب الأهلية وأدواتها. وكي لا يخسر سلطانه أو يتعرض وطائفته لانتقام اجتماعي، فقد لجأ النظام، منذ اللحظة الأولى، إلى إفراغ أقصى ما يستطيع من فزعه في كل من يعترض عليه أو يشعر بأنه قادر على اعتراضه، صغيرا كان أو كبيرا، عبر الاحتماء باستراتيجية وحيدة لا يمتلك سواها، بديلا عن الحرب الأهلية، وهي: « الترويع .. ولا شيء غير الترويع».

استراتيجية قابلة للتصعيد بحسب الحاجة ابتداء من:

• فرض الحظر الإعلامي كأول الأدوات اللازمة للسيطرة على ردود الفعل المحلية والدولية. ولعله أمر لا يخلو من دلالة بالغة أن تلجأ إيران الصفوية إلى تزويد النظام بما يحتاجه من خبرات في تقنيات الاتصال، ووسائل للمراقبة والتحكم والسيطرة؛

• إطلاق النار على المتظاهرين في أول مسيرة بمدينة درعا. وهذا يكذب مزاعم النظام ووسائل إعلامه ومتحدثيه الرسميين وغير الرسميين عن لجوء قوات الأمن إلى استعمال السلاح بعد مضي أسبوعين على انطلاق الأحداث، وكذا إيقاع أقسى صنوف التعذيب والقتل ضد المعتقلين لاسيما الأطفال منهم، كما حدث لأطفال درعا الأربعة عشر، أو للطفل حمزة الخطيب (13 عاما)، الذي بدا جسده مصليا كما لو أنه شُوِيَ في مخبز، فضلا عن قطع عضوه التناسلي وتثقيب جسده بالرصاص؛

• ممارسة القتل والتعذيب والتمثيل على أوسع نطاق عبر الاستهداف المتعمد لمنطقة الرأس، وإحداث فجوات وشروخات وتصدعات مرعبة، فضلا عن قلع العيون وسلخ الجلود وقطع الأرجل؛

• استعمال أسلحة استراتيجية كالدبابات والطائرات في مواجهة الأعداء كأدوات قمع ضد المدنيين!

بطبيعة الحال؛ فالنظام الذي حظر على وسائل الإعلام العربية والدولية، وكل المؤسسات الحقوقية والإغاثية والإنسانية، الاقتراب من الحدث السوري للتحقيق في وقائعه، ليس معنيا بأي حوار أو إصلاحات، ولا بإثبات مصداقيته أو براءته أو إنسانيته بقدر ما هو معني باستمراريته .. ولا ريب أن كل من شاهد أنصار النظام، من شبيحة وأمثالهم، قد تملكته الدهشة والذهول من مستوى الفحش والبذاءة الأخلاقية في ألفاظهم وشعاراتهم .. لكنها الحقيقة الصارخة لمن لم يسبق له أن خَبِرَ العفة والكرامة أصلا، أو عرف لها سبيلا .. ففاقد الشيء لا يعطيه.

لكن هذه الثقافة والاستراتيجية يدركها الشعب السوري قبل أن تنطلق ثورته!!! فقد جربها وعاشها لعقود طويلة، ودفع ثمنها من الدماء والقهر ما لم يدفعه أي شعب عربي. ولئن نجح اليمنيون في إسقاط خيار الحرب الأهلية فإن الريف الذي أطلق الثورة السورية، وغذاها بدمائه صعَد من احتجاجاته وتحديه للسلطة إلى حد إسقاط استراتيجية الترويع، وتفريغ أعتى أدوات الردع للنظام من فاعليتها .. وإلى الدرجة التي أفقدته صوابه.

سقوط استراتيجي يتوالى تباعا في صورة: (1) اتساع رقعة الثورة في الريف كما في المدن، و (2) دخول المزيد من القوى الاجتماعية والمهنية المنظمة على خط الثورة، و (3) تفاقم مستوى البغض للنظام رغم فداحة الخسائر والكلفة الباهظة. ولعله من المدهش، بكل المقاييس والتجارب الإنسانية، أن تتحدى بلدات صغيرة كالرستن وتلبيسة وتلكلخ ودوما ونوى والعامودا ومعرة النعمان وجسر الشغور وغيرها آلة القتل الفتاكة للنظام، ابتداء من الشبيحة والقناصة وصولا لأعتى الأسلحة الثقيلة كالدبابات والطائرات.

في المحصلة ثمة نظام غير قادر على التصالح مع شعب يرى فيه وبأطفاله خصما لا يمكن التعايش معه أو السيطرة عليه إلا بالترويع، ويخشى، إلى حد الجنون، من عواقب انتزاع السلطة منه بسبب ماضيه الدموي!!! وثمة شعب كسيرٌ مهيأ، نفسيا وموضوعيا وتاريخيا، ليس لتأديب النظام فحسب بل لتقديم ما يلزم من الدماء لإسقاطه، فلماذا يتصالح معه وهو يتحين الفرصة للتخلص منه؟ ... وكيف لنظام أن يتصالح مع شعب ضج أطفاله من القهر والظلم فحملوا راية الحرية، وتقدموا الصفوف، ليصنعوا، من أنفسهم البريئة وأجسادهم الغضة فرصة عظيمة للتضحية، لم تتح للآباء من قبل، كما يلزم، لكنها الآن متاحة في كل البلاد!!! .. فلماذا يفرط بها؟

وأخيرا

يبقى القول أن الثورات العربية لم تتجاوز، بعد، مشكلة التعامل مع الأقليات الطائفية والإثنية ودعاة المذاهب والفلسفات الوضعية بالرغم من كونها ليست من أية طبيعة أيديولوجية أو طائفية. وهذا مؤشر بالغ السلبية، خاصة وأنه يوفر للنظم والمتسلقين على رقاب الشعوب والحقوق، وكذا الأعداء والخصوم فرصة اعتراض الثورات، إما بهدف تحقيق مكاسب عاجلة، عبر جعل حقوق الأغلبية رهينة لحقوق الأقليات والقوى اللبرالية والعلمانية بلا مبرر أو منطق، وإما لتوظيف هذه النقيصة في ضرب الثورات نفسها، أو التلويح بها لتحقيق انقسامات اجتماعية أو اختراقات تحرف الثورات عن مساراتها وأهدافها، أو استغلالها في التخويف أو التمهيد لحروب أهلية مصطنعة.

فالمجتمع السوري مثلا لا يحتاج لمن ينصحه في مسألة الطائفة النصيرية. وهو كالنظام السياسي، يدرك كل الإدراك أن وقائع الصراع لا تخرج عن المحتوى الطائفي، مهما بدا إعلام الثورة حريصا كل الحرص على إبعاد شبح الطائفية عن الثورة. لكن تغطية الشمس بغربال الطائفية، لا يمكن أن يحول دو سفك الدماء أو ارتكاب أبشع الجرائم .. فلماذا لا يكون الصراع مع النظام صريحا؟ .. ولماذا لا تكون العلاقة مع النصيرية صريحة أيضا، وواضحة إعلاميا مثلما هي في الواقع؟

مع أن بعض الأصوات بدأت تتحرر من قيود الاتهام بالطائفية، في صورة بيانات وتساؤلات عن موقف النصيرية، وهي تحمل نبرة تحذيرية من قادم الأيام إذا ما استمرت الطائفة بالانحياز للنظام، إلا أن الحسم مع الطائفة لا يزال حبيس النفس، خشية المساس ببعض أفرادها المعارضين للنظام أو تجرع الاتهامات الظالمة. وهذا ما نعنيه بالضبط حين نقول بأن حقوق الأمة يجري تعليقها على ناصية عاطفية أو أخلاقية لا أثر لها ولا وزن في مسيرة الأمة، ولا منطق يجيزها أو شريعة تبرر لها. بل هي الظلم بعينه. فإن كانت النصيرية (معارضة أو مساندة للنظام) لم تعلم بعد أن الحرية والأمن حق للجميع، وليست امتيازا لطائفة على حساب أخرى .. فمن الأولى بها أن تعلم بأن عقيدة الأمة وأخلاقها وقيمها وسلوكها وثقافتها ليست معرضة للمساس من أية جهة كانت، فردا أو جماعة أو طائفة .. ولا هي موضع توافق أو مساومات أو مجاملات أو ترضيات.

جملة أخيرة: فالثابت أن وقائع الثورة السورية لم تعد بحاجة لذي عقل كي يتأكد أن النظام، أيا كانت هويته، لا يمكن له أن يستمر في الحكم. والسؤال: هل ثمة فرصة للطائفة للإفلات من عقاب ذو نكهة تاريخية؛ تعلم النصيرية مدى فداحتها جيدا؟ ربما! لكن؛ إذا تَعَقَّل مشايخها، ولو لمرة واحدة، وقبل فوات الأوان!!!

* 5 يونية 2011

---------- الرسالة المعاد توجيهها ----------
من: راضي<radymrzoq@yahoo.com>

__._,_.___

طالب عوض الله
07-01-2011, 09:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




يا أهلنا في مصر...
أَدستورٌ ديمقراطيّ ونظامُ كفرٍ من صُلْبِ الطاغوت،

أَمْ دُستورُ خلافة راشدة على منهاج النبوة تريدون؟



يدور نقاش هذه الأيام بين الناس وفي وسائل الإعلام عن ماهية الدستور أو تعديله بناءً على الأسس الديمقراطية، وهل تجري الانتخابات قبل وضع الدستور أم بعده.


إن الأمر جليّ وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار، فنحن أهل الكنانة أحفاد عمرو بن العاص أمّة مسلمة وستبقى مسلمة إلى يوم الدين، لا نقبل غير دستور ينبثق عن عقيدتنا الإسلامية بديلا.


أما الديمقراطية التي يروّجون لها، فهي نظام حكم وضعه البشر، وهي كلمة غربية وتعني حكم الشعب للشعب وبتشريع الشعب، فهو مصدره كله البشر ولا علاقة له بوحي أو دين، فالبشر لم يخلق البشر ولا يعلم كيف يضع قوانين وأحكاماً تنظم حاجاته وغرائزه وتشبعها الإشباع الصحيح، بل تخضعه للتجربة والخطأ يكون الإنسان فيها كفأرٍ للتجارب. فالديمقراطية هي أكبر منتهك للإنسان وحقوقه. فالجريمة والمخدرات وتفكك الأسرة والفساد والظلم الذي يخيم على العالم وخصوصا العالم الغربي مصدره هذه الديمقراطية، والجندي الأمريكي الذي قال إننا نقتل الناس في العراق للمتعة هو من نتائج تلك الديمقراطية أيضا.


فالديمقراطية -التي سوّقها الغرب الكافر إلى بلاد المسلمين- هي نظام كفر لا علاقة لها بالإسلام، لا من قريب ولا من بعيد، وهي تتناقض مع أحكام الإسلام تناقضاً كليّاً في الكليات والجزئيات، وفي المصدر الذي جاءت منه، والعقيدة التي انبثقت عنها، والأساس الذي قامت عليه، وفي الأفكار والأنظمة التي أتت بها.


أيها المسلمون، يا أهل الكنانة:


إن النظام الذي ينظم حياة الإنسان ويشبع حاجاته الإشباع الصحيح ويوفر له الطمأنينة والسعادة ويحل جميع مشاكله هو النظام الذي وضعه خالق البشر وهو الله سبحانه وتعالى، وهو وحده الذي يعلم ما هو خير وما هو شرّ لمن خلق، (ألا يَعلم ُمنْ خَلَقَ وهُوَ اللطيفُ الخبيرُ).


(يا أيُّها الّذين ءامنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمرِ منكمْ فإنْ تنازَعتمْ في شيءٍ فردّوهُ إلى اللهِ والرسولِ إن كنتمْ تؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخرِ ذلكَ خيرٌ وأحسنُ تأويلا * ألمْ ترَ إلى الذينَ يزعمونَ أنّهمْ ءامنوا بمآ أنزلَ اليكَ ومآ انزلَ من قبلِكَ يريدونَ أن يتحاكموا إلى الطاغوتِ وقد أمروا أن يكفروا بهِ ويريدُ الشيطانُ أن يُضِلّهمْ ضلالاً بعيداً* وإذا قيلَ لهمْ تعالَوْا إلى ما أنزلَ الله ُوإلى الرسولِ رأيتَ المنافقينَ يصُدّون عنكِ صُدُوداً). [سورة النساء: الآيات 59-60]


أيها المسلمون:


لا تقبلوا إلا بتطبيق شرع الله سبحانه وتعالى عليكم، وهو دستور دولة الخلافة لا غير، ولا يكون ذلك إلا بإقامة دولة الخلافة التي أظلّت بعدلِها ورعايتها المسلمين وغير المسلمين.


إننا في حزب التحرير ندعوكم للعمل معنا لإقامة شرع الله من خلال إقامة دولة الخلافة التي فرضها الله عليكم وفرض العمل لإقامتها، وهي التي لن تحل مشاكل أهل مصر فحسب بل مشاكل البشرية جمعاء.


يا جيش الكنانة المجاهد المسلم:


أيّها الضباط والجنود، أيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أنتم من بيدكم تحقيق ذلك، وأنتم بيدكم تستطيعون عزّة أمتكم ورفعة شأنها وإنقاذها مما هي فيه من الظلم والذلّ والفقر، وضعت الأمة أياديها بأياديكم، فلا تركنوا إلى أمريكا ومن شايعها، بل أعطوا النصرة لحزب التحرير وأعلنوها خلافةً راشدةً على منهاج النبوة، فتكونوا أوس وخزرج هذا الزمان، فالأمة جميعها معكم، من مشرقها إلى مغربها، تؤيدكم وتعينكم، فانصروها تفوزوا بالشرف في الدنيا والثواب العظيم في الآخرة، ولا تخافوا أمريكا والغرب بأسره، فالله مولانا وناصرنا ولا مولى ولا ناصر لهم.


(اللهُ وليُّ الّذينَ ءامنوا يُخرجُهم من الظُّلماتِ إلى النّورِ والّذينَ كفَروا أولياؤُهُم ُالطاغوتُ يُخْرِجونَهم منَ النّورِ إلى الظُّلُمات)

طالب عوض الله
07-02-2011, 11:05 PM
شباب حزب التحرير في الخليل يعقدون ندوة


"في ظل الثورات ... فلسطين تنتظر والأنظمة تحتضر"


ضمن فعاليات حزب التحرير – فلسطين في الذكرى التسعين لهدم الخلافة الإسلامية، عقد شباب حزب التحرير في الخليل ندوة في صالة جواهر بعنوان "في ظل الثورات ... فلسطين تنتظر والأنظمة تحتضر"، وذلك يوم الأربعاء 29/6/2011م الساعة 8.30 مساء حيث أم المكان جمع غفير من المدعوين من وجهاء وأكاديميين وخطباء وأهل المنطقة.
كانت الكلمة الأولى بعنوان في ظل الثورات فلسطين تنتظر، تناول فيها المحاضر واقع فلسطين وما تمثله للأمة الإسلامية، مستعرضاً حال فلسطين وما اّلت إليه القضية من تقزيم وتفريط، وما تعرضت له من تنازلات، وبين كيف كان موقف السلطان عبد الحميد مع يهود في شأن فلسطين،
ثم بيّّّن المحاضر أن بلاد المسلمين جميعاً تنتظر من يرفع عنها الظلم والذل والهوان، وأن لا مخلص لفلسطين وسائر بلاد المسلمين إلا الخلافة، ثم بين خطورة الدعوات المشبوهة من ديمقراطية ومدنية وعلمانية،
وختم بتوجيه رسائل ثلاث، الاولى للمسلمين بعامة وواجبهم الشرعي، والثانية للثائرين أن يحذروا تجار الثورات ومؤامرات الغرب، وأن يبصروا طريق التغيير الحقيقي، أما الرسالة الثالثة فكانت لأهل فلسطين بخاصة والتي ركز فيها على ضرورة رفض مشاريع الكفار ورفض الحلول الموعودة!، وحملهم أمانة التبليغ عن حملة الدعوة فيناصرون دعاة الخلافة التي فيها خلاصهم .
أما الكلمة الثانية، جاءت بعنوان "احتضار الأنظمة"، والتي بين فيها المحاضر مفهومي الدولة والنظام، وبين حال الأنظمة اليوم من كونها انظمة جبرية قهرية أنشأها الكفار على انقاض الخلافة، فهذه الانظمة لا تنتمي لهذه الأمة وهي غريبة عن جسمها ومناقضة لعقيدتها،
واستعرض حالة الاحتضار التي تمر بها الأنظمة ابتداءً ببعد الشقة بين الانظمة والشعوب، وما تعانيه الأمة من بطش الحكام وخيانتهم ولصوصيتهم مروراً إلى حالة العداء والبغض بين الأمة وبين الأنظمة، والذي ظهر جلياً من خلال الثورات التي تجتاح بلاد المسلمين.
وقد بين المحاضر أن الأنظمة تعاني سقوطاً مدوياً جعل الغرب يدخلها غرف العناية المكثفة لعمل اللازم تحسباً من انفلات الأمور من يده .
وبين المحاضر أن الأمة من مشرقها الى مغربها تريد خلافة اسلامية على منهاج النبوة رغم محاولات التعمية.
29/6/2011

___________________





خبر عاجل
أجهزة السلطة الأمنية تنصب الحواجز على مداخل رام الله وكافة المدن في خطوة لمنع مسيرة حزب التحرير
أفاد المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين أن الأجهزة الأمنية نصبت الحواجز على مداخل ومخارج مدن الضفة الغربية وتقوم بتفتيش السيارات وتنزل من تشتبه به أنه من حزب التحرير، وتواجدت على بعض الطرقات والحواجز دراجات نارية وسيارات كبيرة لحمل المحتجزين.
وتمنع شباب حزب التحرير من الوصول إلى رام الله لحضور مسيرة الحزب المزمع تسييرها بعد عصر اليوم من مسجد البيرة الكبير إلى دوار المنارة بمناسبة الذكرى التسعين لهدم الخلافة.
وأكد مكتب الحزب أن الأجهزة على الحواجز احتجزت بعض أفراده بناء على قوائم، واستهجن المكتب هذا التصعيد غير المبرر من قبل السلطة وخصوصا أن الحزب كان قد استوفى الإجراءات اللازمة لعمل المسيرة حسب قانون السلطة.
2/7/2011
www.pal-tahrir.info




--
مجموعه نبيل القدس - الأمة تريد خلافة إسلامية
_______________________________




بيان صحفي




شباب حزب التحرير يلقون هذا البيان "بيان مسيرة رام الله بتاريخ 2/7/2011" في مكان تجمع المسيرة بعد أن حولتها أجهزة السلطة الأمنية لثكنة عسكرية


تصادف هذه الأيام من شهر رجب، الذكرى التسعين لهدم دولة الخلافة على يد العميل المجرم مصطفى كمال أتاتورك وحزبه، الخلافة التي عملنا في حزب التحرير على إعادتها إلى الوجود، منذ نشأنا في بيت المقدس، ثم توسعنا ليشمل عملنا القارات الخمس. ولقد عملنا ولا نزال وسنبقى بإذن الله نحمل الدعوة إلى استئناف الحياة الإسلامية، بحسب طريقة الرسول الكريم r، بالفكر والعمل السياسي ، حتى يأذن الله بنصره أو نموت ونحن على ذلك.

ولقد كان شعار أعمال المناسبة لهذا العام هو (انتصار الثورات هو التغيير الجذري بإقامة الخلافة)، من أجل أن نوصل للثورات في البلدان العربية رسالة مؤداها: أنها لا تنتصر انتصاراً حقيقياً إذا نجحت فقط في تغيير رأس النظام وبعضاً من بطانته، وإنما النصر الحقيقي هو التغيير الجذري، بخلع النظام العلماني من جذوره، وأن تستبدل به نظام الإسلام، وهو النظام الذي شرعه الله تعالى وتعتنقه الأمة وتؤمن به، فتضع دستوراً إسلامياً خالصاً وقوانين إسلامية، وتغير شكل الدولة، وباختصار تقيم خلافة راشدة على منهاج النبوة.

لقد كان من المقرر أن تكون اليوم هنا مسيرة مركزية لحزب التحرير بهذه المناسبة، وقد قام الحزب بالإجراءات القانونية اللازمة لذلك، قبل نحو ثلاثة أسابيع، ورغم أن القانون لا ينص على انتظارنا جواباً من السلطة، إلا أن أكثر من مسئول اتصل بمقدم الإشعار الخاص بالمسيرة، وأبلغه أن الأجهزة الرسمية ستضمن سير المسيرة سيراً حسناً، ولن تعترضها.

ولكننا فوجئنا يوم الخميس أول أمس 30/6/2011 بمسئول في محافظة رام الله يخبر مقدم الإشعار المهندس باهر صالح بأن المسيرة ممنوعة. ولقد باشرت السلطة بتنفيذ هذا المنع من ذلك اليوم، فقامت بإزالة يافطات الدعاية في أكثر من مكان، وضغطت على بعض وسائل الإعلام لوقف بث دعاية المسيرة، واتصلت بشركات الباصات والنقليات ومنعتها من التعاقد مع شباب الحزب لنقلهم إلى رام الله، وإجراءات أخرى لا مجال لذكرها.
إننا نرى فيما أقدمت عليه السلطة منعاً لنا من حقنا في العمل السياسي على أساس الإسلام، وتخبطاً من جانبها في اتخاذ القرار، وفوق هذا وقبله، أنها تقدم خدمة للكفار المستعمرين، فهي تحارب الإسلام والعاملين له نيابة عن أولئك الكفار. ولتعلم السلطة وأولئك الكفار المستعمرون، أن الحزب ماضٍ في طريقه لا يصده عنها صادٍ حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

وإننا دفاعاً عن حقنا في العمل السياسي وترسيخاً له قد قررنا القيام بأعمال متعددة لإسماع صوتنا للأمة ولتعلم السلطة ومن وراءها أن منعنا حقنا هو ضرب من العبث والخيال، وأن دونه أرواحنا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حزب التحرير – فلسطين
2/7/2011

طالب عوض الله
07-03-2011, 12:00 PM
السبت، 1 من شعبان، 1432 هـ 02/07/2011م رقم الإصدار: ص / ب ص 85 / 011
بيان صحفي
المشروع الأمني للاحتلال المسمى سلطة وطنية
يحارب دعوة الخلافة الإسلامية، فيما يحمي المستوطنين اليهود!

بعزيمة الأبرار وبأنفاس الثوار لبّى شباب حزب التحرير ومؤيدوه دعوة الحزب في فلسطين لإحياء الذكرى التسعين لهدم دولة الخلافة، مرددين هتافات تحيّي الثوار في بلاد المسلمين وتشد على أيديهم لاستكمال ثوراتهم حتى تحقيق غايتها بالتغيير الجذري وإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة التي بشر بها الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم.

وبعدما قررت السلطة الفلسطينية منع مسيرة الحزب المركزية في رام الله، وضع شباب الحزب أقدامهم أمام أقدام السلطة في الدَّوس على قانونها، وانطلقوا في ست مسيرات جابت شوارع المدن الرئيسة في الضفة الغربية: من قلقيلية وجنين وطولكرم شمالاً، إلى نابلس، وإلى بيت لحم والخليل جنوباً، هذا إضافة إلى البيان الصحفي الذي ألقي جزء منه على دوار المنارة في رام الله رغم الحشودات الأمنية الكثيفة.

لم يستوعب أشباه الحكام في السلطة الفلسطينية ولا الذين يطعمون أبناءهم بدماء المسلمين، في أجهزتها الأمنية الدرس الذي تُلقِّنه الأمة يوميا للحكام الحقيقيين، بل ولعقت السلطة كلام رئيسها الذي كان قد أوعز بالسماح للمسيرة حسب ما أُبلغ به أحد أعضاء المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين، بعدما اتخذ الحزب الإجراءات القانونية المطلوبة من أجل تنظيمها هناك، والمتمثلة في تقديم الإشعار. ولكن السلطة داست قانونها الذي تدّعيه من جديد، ونفّذت التعليمات العليا التي تصل من اليهود ومن أسيادها الأمريكان الذين يرعون هذا المشروع الأمني المسمّى سلطة وطنية، والذين يرتعبون من ذكر اسم الخلافة.

لقد استباحت السلطة الفلسطينية الاستخدام الوحشي للقوة من رصاص حي وقنابل غاز وهراوات ضد أبناء فلسطين المؤمنين، مما نتج عنه مئات الحالات من الجرحى ما بين إغماء وخدوش، وجروج بليغة جدا لدى بعضهم، إضافة إلى إصابتين بالرصاص في نابلس، بل وتبعت أجهزتها المسعورة بعض الجرحى للمستشفيات واعتقلتهم بوحشية تحاكي وحشية عصابات الاحتلال اليهودي الذي صنعها على عينٍ بصيرة، ومن ثم شنت حملة اعتقالات مستمرة طالت المئات، لتكرر مشاهد التنكيل التي يمارسها هذا الاحتلال الكافر، وتؤكد بذلك أنها من جنسه وطِينته.

إن هذه الممارسات البشعة تكشف فظاعة وقبح هذا "المشروع الوطني" الذي يستبيح إسالة دماء المسلمين في فلسطين فيما يستميت في الحفاظ على دماء اليهود المغتصبين وأمنهم، بل ويعتقل كل من يفكر في مقاومة هذا الاحتلال، فأي مشروع وطني هذا الذي يتبجح به أشباه الرجال والمرتزقة في السلطة الوطنية!.

إننا في حزب التحرير نؤكد للأمة ولأهل فلسطين، وللأنظمة الكرتونية العميلة، أننا ماضون بعزيمة المؤمنين وإبائهم وشموخهم في ممارسة حقنا السياسي بل واجبنا الشرعي، العمل والدعوة لاستعادة الخلافة التي ستحرر فلسطين، وتنهي خزعبلات المفاوضين، وتوقف مشاهد الذل والانبطاح التي يمارسها أشباه الرجال يوميا على الفضائيات وفي المحافل الدولية.

وسوف نعلي بإذن الله صوتنا صادعاً بالحق من خلال أعمالنا في فلسطين، لنوصل رسالتنا الواضحة للأمة بأننا لا نعترف بالحدود المصطنعة التي مزّقت بلاد المسلمين، ولا ما يسمى بحق تقرير المصير الذي احتكرته حفنة من المتاجرين بقضية فلسطين، ونؤكد استمرارنا في التحرك في فلسطين كما في بقية بلاد المسلمين، برؤية عالمية من أجل خلافة توحد الأمة وتحرر بلادها من المحتلين ومن العملاء المأجورين، فتتصافح فيها فلسطين مع باكستان، ودمشق مع طشقند، وزنجبار مع غرناطة.

وإننا نحذر أشباه الرجال في السلطة الوطنية من الاستمرار في غيّهم وتحدّيهم لمشاعر الأمة، ومن التآمر على قضية فلسطين. وإن ساعة الحساب تقترب كل يوم مع اقتراب إعلان الخلافة، وحينها لن تترك الأمة كلَّ من تآمر أو رفع السلاح في وجه أبنائها دون عقاب في الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأنكى.

{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}
موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.info موقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.info تلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info

نائل أبو محمد
07-04-2011, 08:53 PM
الاثنين 3 شعبان 1432
وقريباً الجزء الثالث ان شاء الله

http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/showthread.php?t=12504

طالب عوض الله
07-05-2011, 12:17 AM
ليست مسألة تجفيف الينابيع ولكنها دعوة لاقتلاع جذور الأمة!
بقلم: فهمي هويدي
رسالة مريبة من " محفل الشرق الأعظم"
ليست مسألة تجفيف الينابيع ولكنها دعوة لاقتلاع جذور الأمة!
هذه رسالة حافلة بالإشارات المهمة جاءتني عبر البريد من عمان العاصمة الأردنية، ولا أعرف لها مصدرا محددا وإن كنت أرجح أنها صادرة عن أحد المحافل الماسونية الناشطة في بعض الأقطار العربية، ولا دليل عندي على ذلك سوى أنها خاطبتني بصيغة الفارس الشهم(!) ووقعها شخص ينتسب إلى جهة تحمل اسم محفل الشرق الأعظم وفي حدود علمي فتلك مفردات شائعة في الخطاب الماسوني، اللهم إلا إذا كانت هناك جماعات أخرى لا نعرفها قد ظهرت في عالمنا العربي تستخدم اللغة ذاتها.
لست الوحيد الذي تلقى تلك الرسالة فقد علمت من بعض الأصدقاء أنهم تلقوا رسائل مماثلة على بيوتهم أما كيف عرف ممثل " محفل الشرق الأعظم" في عمان عناوين بيوتنا في القاهرة فإن رسالته تضمنت الإجابة حيث أشار إلى علاقتنا بمنتدى الفكر العربي في العاصمة الأردنية، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك في أن قائمة بأسماء المشاركين في أعمال المنتدى وقد كنت أحدهم حتى عهد قريب وعناوين منازلهم وهواتفهم قد وصلت إلى أيدي المعنيين في المحفل خصوصا أنه ليس في الأمر سر ومن ثم فإنهم استخدموها لكي تصل رسالتهم إلى جميع أعضاء المنتدى في بيوتهم وربما في أغراض أخرى الله أعلم بها.
اقرأ معي الرسالة أولا ثم لنا كلام بعد ذلك ...
تجفيف منابع الاعتدال والتطرف
الفارس الشهم : تحية محبة وسلام وإخاء.
إننا نحن أمام عصر من التنوير بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة وبداية حقبة النظام العالمي الجديد، لنتطلع إلى إخواننا اللبنانيين الأحرار بعين من الأمل والثقة بأنهم ومن خلال منتدى الفكر العربي يدركون تمام الإدراك أهمية وضع حد للتيار الإسلامي الأصولي منه والمعتدل، ذلك التيار الذي لم تنفع جميع الأساليب التي استخدمناها في إيقاف مده وسيطرته على اغلب الجماهير في دول الشرق الأوسط .
ولا شك أننا جميعا وفي خلال هذا القرن خطونا خطوات جبارة في تحقيق الكثير من الأهداف التي سبق وضعها من خلال إخوانكم الكبار فها هي إسرائيل قد قامت وأغلب دول الشرق الأوسط وقعت كثيرا من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية معها وهاهي مسيرة السلام قد تخطت جميع الحواجز والعراقيل التي وضعت لها. إننا متفقون جميعا على أهمية تجفيف منابع المد الإسلامي حتى يمكن حسره في حقبة زمنية معينة ثم ينتهي إلى الأبد ونكون قد حققنا هدفنا الأكبر!
إزاء التوصيات التي تخرجون بها من خلال ندواتكم، يجب أن نتناول موضوع تجفيف منابع المد الإسلامي وأهمها إلغاء المواد الإسلامية من الفصول المدرسية في جميع بلدان الشرق الأوسط، كذلك يجب أن ننظر إلى المواد التاريخية نظرة مختلفة عن السابق فالافتخار بالماضي أو البكاء عليه لا يمكن أن يقدم الأمم ويحسن من مستواها الاقتصادي خصوصا إذا كان هذا التاريخ مليئا بالرجعية والظلم والخرافات.
إن تقدم شعوب الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم إلا إذا استفادت شعوبه من بعضها، فمن يملك المال والأيدي العاملة لا يملك التكنولوجيا والتقنيات العلمية المتقدمة.
كما نرجو أن تكون من ضمن توصياتكم إنشاء سوق شرق أوسطية على غرار السوق الأوروبية المشتركة ويكون مقر تلك السوق في أفضل دولة متقدمة وديمقراطية. نحن بطبيعة الحال لسنا ضد الإسلام كحضارة وثقافة ولكننا جميعا ضد التيارات الإسلامية الأصولية الإرهابية.
في الختام نرجو لمنتداكم النجاح والتوفيق
التوقيع : ميشال أنطون
محفل الشرق الأوسط


قبل أن نعلق على الرسالة نسجل الملاحظات التالية:
من الواضح أنها صيغة واحدة وجهت إلى كل المشاركين في منتدى الفكر العربي بصرف النظر عن اتجاهاتهم الفكرية وأغلب الظن أن من أرسلوها لم يكونوا على إدراك كاف بمواقف المتلقين وإلا لما وجهوا رسالة تلح على الإجهاز على المد الإسلامي إلى واحد مثلي يعتبر نفسه واقفا بالكامل على الأرضية الإسلامية ومدافعا بكل ما يملك من طاقة وجهد عن المشروع الإسلامي وإن لم يلتحق بأي فريق إسلامي على الساحة الإسلامية.
ــ الرسالة واضحة الانحياز إلى إسرائيل فهي تعرب عن الاغتباط لما حققه إخوانكم الكبار في إسرائيل وتدعو إلى الاستفادة من التقدم العلمي الذي تدعي أن إسرائيل تملكه بحيث يتكامل مع من يملك المال ( دول النفط) والأيدي العاملة ( مصر وشمال إفريقيا)، أكثر من ذلك فهي تدعو لإقامة السوق الشرق الأوسطية بحيث يكون مقرها ومركزها هو إسرائيل التي تروج الدعايات بأنها أفضل دولة متقدمة وديمقراطية في المنطقة.
ــ إنها تتبنى خطابا استئصاليا حيث تدعو إلى التصدي للتيارات الإسلامية المتطرفة منها والمعتدلة وتستخدم مصطلح " تجفيف المنابع" الذي أبدعه بعض المثقفين في إحدى دول المغرب العربي وصار لافتة معتمدة تستر محاولات استئصال الحالة الإسلامية.
ــ الدعوة تتجاوز استئصال الحالة الإسلامية إلى محاولة استئصال الإسلام ذاته ومحو الذاكرة الإسلامية، آية ذلك أنها تطالب بإلغاء المواد الإسلامية من مناهج التعليم وإعادة النظر في التاريخ الذي حفرته الرسالة واعتبرته مليئا بالظلم والرجعية والخرافات وأدانت فكرة الإفتخار بالماضي أوالبكاء عليه ( لا تنس أن فلسطين جزء من ذلك الماضي المطلوب تجاوزه)
ــ تسجل الرسالة تخوفها من المد الإسلامي وتقرر في الوقت ذاته أن التيار الإسلا مي أصبح يسيطر على أغلب الجماهير في دول الشرق الاوسط .
بعد ذلك كله حرص كاتبو الرسالة على التمويه على القارئ وإيهامه بأنهم ليسوا ضد الإسلام ولكنهم فقط ضد " الأصولية الإرهابية". ( لاحظ أن الإرهاب صار لصيقا بالأصولية).
الدعوة في طور التنفيذ :
تقطر الرسالة سما وتختلط فيها السذاجة بالدهاء والكراهية ، تكمن السذاجة في ذلك التخليط المفتعل بين التنوير وأنتهاء الحرب الباردة والنظام العالمي الجديد، ثم في مجمل التحليل الذي تقوم عليه الرسالة حيث ينطلق من الإدعاء بأن الإسلام هو الخطر الاكبر وعلينا أن نتجند لصد تقدمه والخلاص منه إلى الأبد .
خطر لي للحظة أن تكون الرسالة كلها ملفقة ومنحولة لكن عند إعادة قراءتها مرة ثانية أدركت أن ما تضمنته من إشارات وإيحاءات يعبر عن خطاب قائم في واقعنا ينطلق من ذات الرؤية ويكاد يستجيب بصورة أو بأخرى لذات المطالب.
فنحن إذا دققنا جميعا في المشهد العربي الراهن فسنلاحظ أن ظاهرة التطرف والإرهاب دون تحديد واضح لمفهوم كل منهما واعتبرت أن مواجهة ذلك الخطر هي قضية العرب الأولى الأمر الذي ادى إلى تراجع قضاياأخرى مثل فلسطين والديمقراطية والتنمية وغير ذلك بل أزعم أن ثمة أنظمة تفرغت لهذه المسألة بحيث صار شاغلها وهمها هو تعبئة الرأي العام العربي والدولي ضد الظاهرة الإسلامية وملاحقة الناشطين الإسلاميين، ونحم لا نختلف في أن هناك مشكلة تطرف وإرهاب في العالم العربي لكننا قد نختلف في حجم هذه المشكلة وفي تحديد الظروف المسؤولة عن ظهورها وفي تحديد الجهات الضالعة في هذه المشكلة وعلى من يريد أن يتحقق من طبيعة تلك الجهات الاخيرة أن يطلع على تقارير المنظمة العربية لحقوق الإنسان أو منظمة العفو الدولة لكي يقف على إجابة السؤال: من الذي يمارس الإرهاب حقا في العالم العربي ؟
في هذا السياق تطرح فكرة تجفيف الينابيع التي تلقفتها بعض الأجهزة الرسمية حتى اعتبرتها إحدى شعارات حملة مواجهة الظاهرة الإسلامية وتنبني هذه الفكرة على افتراض أن التدين هو التربة الخصبة التي يخرج منها التطرف ( هكذا دون أي تفرقة بين تدين رشيد أو تدين مشوه وعقيم).
من ثم فهم يرون أن التصدي الحاسم للتطرف يقتضي تقليص التدين ذاته بإضعافه أو استئصال جذوره عملا بالمثل القائل: الباب الذي يأتيك منه الريح أغلقه كي تستريح ).
صحيح أن كاتبي الرسالة وضعوا المسألة بصورة أكثر فجاجة حين ذكروا أن دعوتهم تنصب على تجفيف ينابيع المد الإسلامي ( كله) وليس التطرف الإسلامي لكننا نعتبر أن تلك الفجاجة هي التعبير الأكثر صراحة عن حقيقة الإتجاه وربما لأن الرسالة يفترض أنها خاصة فإن كاتبيها رفعوا التكليف ولم يشغلوا أنفسهم بعملية تغليف الهدف أو الإلتفاف حوله.
ثمة شواهد عديدة تدل على أن فكرة تجفيف الينابيع حاصلة بالفعل فثمة دول ألغت من كتب الدراسة كل النصوص الشرعية التي تدعو إلى الجهاد مثلا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كذلك النصوص القرآنية المتعلقة باليهود وبقي من مادة الخطاب الإسلامي ما يتعلق بالشأن العبادي وحده وغير ذلك من الأمور الروحية التي تحصر التدين في حدود علاقة الإنسان بربه فقط أما كل ما يتعلق بالمعاملات وبدور الدين في المجتمع فإنه تقلص إلى الحد الأدنى أو اختفي نهائيا من تعليم الجيل الجديد.
لم يقف الأمرعند ذلك الحد وإنما اتخذت إجراءات عملية لمحاصرة عملية التدين ذاتها، فالناشطون المتدينون لوحقوا، ومنهم من حوربوا في أرزاقهم والموظفون اضطهدوا والتجار سحبت رخصهم المهنية والمحجبات منعن من دخول الجامعات والمدارس وغير ذلك من المؤسسات الرسمية، ولم تكن تلك الإجراءات موجهة ضد التطرف والإرهاب، لكنها في حقيقة الأمر كانت وما زالت موجهة ضد التدين ذاته بحيث غدت تلك الإجراءات تطبيقا حرفيا لفكرة تجفيف الينابيع بمفهومها الحقيقي وليس بمدلولها الظاهري الذي قد يعطي انطباعا مغلوطا.
وكما اتبعت سياسات واتخذت اجراءات تحاصر التدين وتهون من دوره ومن شأنه فقد أصبحنا نطالع خطابا إعلا ميا يتنكب الطريق ذاته مكرسا عملية التجفيف حسب أصولها، فقرأنا لمن يغمز في القرءان ويربط بينه وبين الأسطورة والخرافة بل ذهب بعضهم إلى الإدعاء بأن في القرءان أخطاء لغوية لم تكتشف طيلة 14 قرنا، وقرأنا لمن جرح السنة ولمز مقام النبوة وشكك في طبيعة الدولة الإسلامية ، وذهب آخرون إلى الغمز في الصحابة وإلى الحط من شأن التجربة الإسلامية والحضارة الإسلامية وهكذا ...نعم لم يتحقق بالكامل ما تمنته الرسالة حين دعت إلى إلغاء المواد الإسلامية بالكامل من مناهج التعليم لكن ما جرى بالفعل يبدو وكأنه خطى متقدمة على ذلك الطريق وأحسب أن التناول الراهن يحقق المطلوب بصورة أكثر ذكاء باعتبار أن تفريغ الثقافة الدينية من مضمونها بالصورة التي أشرنا إليها يستوي مع الإلغاء فضلا عن أنه لا يصدم الرأي العام كما قد تصدمه عملية الإلغاء .
الإقتلاع هو الهدف
حسنا فعلت الرسالة حين بدأت بالدعوة إلى تصفية التيا ر الإسلامي وانتهت بالدعوة إلى التكامل مع إسرائيل التي كالت لها المديح فهذا التتابع غير المقصود بطبيعة الحال يعكس إدراكا عميقا بأن المد الإسلامي الذي يراد استئصاله يقف في الصف الأول هو والقوى الوطنية في العالم العربي وهي تعارض وتقاوم الحلول الجاهزة التي تهدر حقوق الشعب الفلسطيني وتغتصب وطنه وحلمه ، من ثم فإن التركيز على استئصال الحالة الإسلامية إلى الأبد كما تمنت الرسالة كفيل بفتح الطريق وإزالة أهم العقبات التي تحول دون الإستسلام للحلول الجائرة .
المسألة أبعد من مجرد التصدي للمد الإسلامي أو حتى القضاء عليه ولكن الهدف الأ بعد هو تقويض ثوابت الأمة وإلغاء وعيها الحضاري وذاكرتها التاريخية ذلك أن الإسلام ليس عقيدة فقط ولكنه ثقافة وحضارة وهوية أيضا واستئصال الحالة الإسلامية وإلغاء المواد الإسلامية من مناهج التعليم ودمغ تاريخ الأمة بالظلم والرجعية والخرافة، هذه الخطى لا تحقق إلا هدفا واحدا هو: الإقتلاع.
وحين يتحقق ذلك ــ إذا قدر له أن يتحقق ــ فإنه يغدو المناخ الأكثر ملاءمة لاجتياح الأمة ولتنفيذ مختلف المخططات الإسرائيلية بدءا بتكريس احتلالها الأرض العربية في فلسطين وانتهاء بفرض هيمنتها على المنطقة ومرورا باختراق العالم العربي والإسلامي الذي يمثل بالنسبة إليها فرصة ذهبية لا تعوض: ففيه الثروة وهو السوق وفيه الأيدي العاملة الوفيرة والرخيصة .
بقيت كلمة أخيرة هي أن نهج تجفيف الينابيع الذي دعت إليه الرسالة وتمضي على دربه بعض الأقطار العربية لا يحل مشكلة التطرف أو الإرهاب كما يتوهم المروجون له، وإنما أحسبه مصدرا آخر من مصادر التطرف وعنصرا مساعدا لإذكائه وتوسيع نطاقه ذلك أن حرمان الشباب من الثقافة الإسلامية في زمن تتعطش فيه أجيالهم إلى تلك الثقافة ليس له سوى نتيجة واحدة هي: دفعهم إلى البحث عن المعرفة الإسلامية عبر مصادر أخرى الأمر الذي قد يوقعهم في المحظور الذي يراد تجنبه من البداية.
فحين حرمت الحركة الإسلامية في مصر من المشاركة السياسية وجرى حل جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تعمل في ظل الشرعية منذ عام 1928 وحتى عام 1954 عانت الساحة الإسلامية من الفراغ الذي أدى إلى نشوء حركات سرية بديلة كانت وما زالت أحد مصادر التطرف والإرهاب الذي تعاني منه البلاد، ذلك أن الشباب الإسلامي المتطلع إلى المشاركة في الحياة العامة، حين لم يجد قناة مشروعة تستوعب طاقته انجذب تلقائيا إلى القنوات غير المشروعة.
وفي سوريا طرحت فكرة استئصال الحالة الإسلامية وتجفيف الينابيع بعد مأساة مدينة "حماة" التي وقعت عام 1982 حيث اقترح بعض الرسميين إغلاق المعاهد الدينية وكلية الشريعة ولكن نفرا من العقلاء قالوا إن الخطوة ستؤدي إلى زيادة التطرف والعنف ولن تعالجه وحسب علمي فإن المسألة نوقشت على أعلى المستويات وأن الرئيس حافظ الأسد انحاز إلى الرأي الثاني وأيده بعد اقتناعه بوجاهة حجته. ولكن من قال أن أحدا يتعلم من دروس التاريخ؟!
نقلا عن موقع النهضة
From: "nour eddin alawneh" <noralawneh@yahoo.com>

From: yousef damisi <damisi194@hotmail.com>

طالب عوض الله
07-30-2011, 02:02 PM
20 من شعبان 1432 هـ 21/07/2011 م رقم الإصدار: 1432 هـ / 38
النظام الهالك في سوريا يستنجد بالفتنة الأهلية لنجاته من السقوط المحتوم



مع تصاعد الثورة السورية المباركة وازدياد وتيرتها وتسارع أحداثها يجد النظام نفسه وقد ضاق الحبل حول عنقه أكثر وأكثر، فبدأ يتخبط يمنةً ويسرةً، وقد شارفت خططه ومؤامراته على النفاد، وقد قرر الآن اللعب بشكل مفضوح بالورقة الطائفية، وهو ما فتئ يهدد بها من أول يوم قامت به الثورة، وقد وعى شعبنا لهذه المؤامرة وأصر على سلمية الثورة وهتف بأن الشعب السوري واحد رغم القتل والإرهاب والاعتقال، وبعد فشله في قمع الثورة لجأ إلى المكر والخداع باللجوء إلى مؤتمرات الحوار، وبعد أن رد الثوار بـ "جمعة لا للحوار" طار صوابه أكثر وأكثر فبدأ تكتيكا جديدا وهو الزج بالطائفة العلوية وبعضٍ من الدروز والمسيحيين بشكل علني غير مسبوق من حيث الدفع بهم لمواجهة الناس العزل وهم من السكان المجاورين لمناطق الثورات، كما حصل في حمص وريف دمشق في قطنا والزبداني؛ حيث هاجموا السكان وهم مسلحون وقاموا بإطلاق النار المباشر على الناس العزل وبحرق المحلات والسيارات تحت سمع النظام وبصره ودون تدخّلٍ منه.

والأمر الجديد في هذا هو أن الشبّيحة الذين يهاجمون الناس هم من الأحياء المجاورة في كلٍّ من قطنا وحمص، وهم معروفون تماما بالاسم واللقب، وقد حمل بعضهم علم حزب الله تأكيدا للطائفية؛ فقد كشّر النظام عن أنيابه وهو يدفع بأبناء الطائفة العلوية دفعاً، وقد جيّشهم وسلّحهم ضد الثوار المنتفضين ضده، وقد زرع في عقولهم أن مصيرهم مرتبط بمصيره وأن عدوهم واحد. ويبدو أن عقلاء الطائفة مغيّبين عن اتخاذ القرار الصحيح، وهو الانحياز إلى صفوف الثوار، وهم يعلمون أن النظام إلى زوال وسيترك الطائفة إلى مصيرها مع الشعب الذي تأذّى من أعمالهم من قتل ونهب واعتداء على الأعراض.

إن الشارع يغلي في سورية منذ اندلاع الثورة، وهو يرى بطش النظام بالمتظاهرين السلميّين وهو لا يريدها كذلك، وكم من المحاولات التي افتعلها لحرف الثورة عن سلميتها وكلها باءت بالفشل. إن دخول الثورة شهرها الخامس وهي في كل يوم في ازدياد مع ما نلمس من غضّ الطرف من قبل الأنظمة العربية العميلة والعالمية المتواطئة معه على أمتنا بإعطائه المهلة تلو المهلة وخاصة من أمريكا مما جعله يطمئن للغطاء الممنوح له بمزيد من الوقت مع الدعم المالي المقدم له من إيران وبعض دول الخليج والتي تخشى أن تصل الثورة إلى أبوابها، كلُّ هذا سيجعل الشارع، وهو غير المنظم، أن يلجأ إلى حمل السلاح ليدفع عن نفسه القتل وهذا ما يريده النظام، وهو سيدفع أكثر وأكثر لإبراز الأقليات وهي تقوم بالقتل والترويع بدعوى المحافظة على أرواحهم وممتلكاتهم حتى تدب الفوضى بشكل لافت من دون تدخّلٍ منه حتى يصرخ الثوار السلميّون ويطلبون تدخّل الجيش، وهذه المرة سيطلبونه بجدّ لأجل حمايتهم من هؤلاء الطائفيين؛ وبذلك سيبرز النظام على أنه الذي يستطيع أن يحمي الأقليات ويضمن السلم الأهلي المفقود حالياً، فيكون بذلك قد نجح بهذه الورقة الأخيرة!

يا أهلنا في سورية!



اصبروا وصابروا واحذروا أن يجرّكم النظام لمبتغاه بعد كل الذي مضى؛ فالنصر الآن أقرب بإذن الله، تمسكوا بسلمية الثورة ما استطعتم، ولا تجعلوه ينال مراده.

وإن الله مع عباده المخلصين، فأخلصوا النية والعمل لنصرة دين الله، وصمّوا آذانكم عن كل من ينادي بالحوار سواء من الداخل أو الخارج، وكل من ينادي بالحوار فهو شريك للنظام يخشى زواله.

إن فشل مؤتمر الإنقاذ في اسطنبول بما فيه من أهداف علمانية وقومية بغيضة، يجعل القاصي والداني يدرك يقينا أن الحل الجذري والحقيقي لهذه الأمة لا يكون إلا بدولة الخلافة، وهو الخيار الأوحد الذي يطوي تحت رايته كل الجنسيات والأعراق؛ فكفى بالأمة تسعون عاماً من الضياع. منذ هدمت دولة الخلافة والمفكرون والعلماء لا يهتدون الطريق، وصدق فيه قول الشاعر:

كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول

ونداؤنا موصول لأهل القوة والمنعة في جيشنا

أما آن لكم أن تنصروا إخوانكم بعد كل هذا القتل وترفعوا عنهم الظلم؟! أليس فيكم رجل كسعد بن معاذ ينصر دين الله؟! ألا تتمنَّون أن يهتز عرش الرحمن لموتكم كما اهتز لموت سعد فتلقون الله وهو راضٍ عنكم؟!

يا الله... قد اشتد الكرب بأهلنا في الشام وقد عزّ النّاصر وقلّ المعين؛ فلا تَكِلْهم لأنفسهم وكُنْ لهم خيرَ ناصرٍ ومعين...

يا الله... قلت على لسان نبيك بأنك تكفّلت بالشام وأهله، فيا ربنا نصرك الذي وعدت.

يا الله... أجرم هذا الطاغية وزبانيته بأهلنا؛ اللهم فاقصمه وهو وزبانيته وخذهم أخذ عزيز مقتدر.

يا الله... نصرك الذي وعدت ، ولا حول ولا قوة إلا بك..

عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

المكتب الإعلامي المركزي

عنوان المراسلة وعنوان الزيارة

المزرعة - صندوق بريد 14 - 5010

كولومبيا سنتر - بلوك ب الطابق الثاني

بيروت لبنانتلفون: 009611307594

جوال: 0096171724043

بريد إلكتروني: media@hizb-ut-tahrir.info

طالب عوض الله
07-30-2011, 02:24 PM
انتشار إعلامي واسع واهتمام حقوقي لافت بما شهدته دعوة حزب التحرير- فلسطين لمسيرة مركزية في رام الله يوم السبت 2-7-2011 من أحداث


لقد لقيت أحداث يوم السبت 2-7-2011، اليوم الذي كان من المفترض أن تنطلق فيه المسيرة المركزية التي دعا لها حزب التحرير – فلسطين في رام الله بمناسبة الذكرى التسعين لهدم دولة الخلافة، وما ترتب على ذلك من إجراءات وإعاقات واعتقالات واعتدءات وقمع من قبل السلطة للوافدين إلى رام الله للمشاركة في المسيرة، وما تلا ذلك من قيام الحزب بتسيير ثمانية مسيرات في مختلف مدن الضفة الغربية والتي لاقت أربعا منها قمعا وهمجية معهودة من السلطة سقط على إثرها عشرات الجرحى، في حين لم تتمكن السلطة من قمع الأربع الأخرى لمباغتها لاستعدادات السلطة في تلك الأماكن.

هذه الأحداث وأخرى من مثل إغلاق مخارج مدن الضفة يومها لمنع مناصري الحزب من التوجه إلى رام الله، وكذلك اعتقال العشرات من على مداخل رام الله ومن مركز البلد ممن تمكنوا من الوصول إلى دوار المنارة لتنظيم وقفة هناك وكلمة احتجاج واستنكار لما أقدمت عليه السلطة، لقيت اهتماما واسعا من قبل الإعلام المحلي والعربي، الصحفي والالكتروني منها خاصة.

فالإعلام المحلي تناول الأحداث باهتمام واضح، إلى درجة أن نشرت بعض الوسائل الإعلام ثلاثة أخبار متتالية عن ما جرى، وعدد كبير منها تصدر الخبر عندها قائمة الأخبار الرئيسة في ذلك اليوم.

فقد نشرت وكالة معا الإخبارية واسعة القراءة تقريرا إعلاميا مفصلا حول ما جرى يوم السبت، جاء فيه:


مسيرات لحزب التحرير بالضفة والاجهزة الامنية تعتقل العشرات

نشر السـبت 02/07/2011 (آخر تحديث) 03/07/2011 الساعة 07:32 بيت لحم-معا- شهدت العديد من مدن الضفة مسيرات حاشدة لحزب التحرير في ذكرى هدم الخلافة، فيما جرت اشتباكات بالايدي بين الاجهزة الامنية بالخليل، بينما منعت قوات كبيرة من الشرطة اقامة المسيرة في رام الله.

وقال الحزب في بيان له: ان السلطة الفلسطينية حولت رام الله إلى ثكنة عسكرية واعتقلت أكثر من مئة من أنصار الحزب. وقال المكتب الإعلامي لحزب التحرير: ان الأجهزة الأمنية اعتقلت أكثر من مئة عنصر من أنصار وأعضاء الحزب على الحواجز التي نصبتها على مداخل المدن وخاصة على حواجز رام الله.

واضاف المكتب أن دوار المنارة والأماكن المحيطة به تحولت جميعا إلى ثكنة عسكرية وانتشرت قوات الأجهزة الأمنية بكثافة في وسط رام الله لمنع تسيير المسيرة.

فيما أكد المكتب الإعلامي للحزب أن الأجهزة الأمنية أطلقت النار في الهواء على مدخل رام الله الجنوبي "مدخل عرابي" لإخافة الجموع المتوجهة لحضور المسيرة ومنعها من الوصول، والتي احتشدت على المدخل المذكور، ورفعت الحشود الرايات وأطلقت الهتافات.

وأشار المكتب إلى ما وصفه بـ" التخبط "الذي صاحب تصرفات السلطة وقراراتها، خصوصا أن الأجهزة الأمنية كانت قد صرحت بأنها تلقت التعليمات من قيادة السلطة بالسماح للمسيرة، بينما عادت مصادر في السلطة وتحدثت عن المنع.

وقالت مصادر من حزب التحرير لمراسل معا ان قوى الأمن الفلسطينية فضت مسيرة واعتصاماً لحزب التحرير في رام الله، واعتقلت عدداً من أنصار الحزب، وانهالت عليهم بالضرب المبرح، كما هاجمت الصحافيين ومنعتهم من التصوير.

واضافت المصادر، عند مدخل رام الله الجنوبي، أقامت قوات الأمن مجموعة من الحواجز، وأوقفت السيارات، لا سيما الحافلات الكبيرة، التي تقل أنصار حزب التحرير، وأنزلت من فيها، قبل أن تعيد الحافلات من حيث أتت، وندلعت في أعقاب ذلك اشتباكات بالأيدي بين الجانبين، وتطور في أعقاب ذلك استخدام قوى الأمن العصي والغاز وأطلقت النار في الهواء.

وقالت: على دوار المنارة تجمع عدد قليل من أنصار الحزب، في ظل انتشار أمني غير عادي، وما أن بدأ المعتصمون بترديد الهتافات المطالبة بإقامة دولة الخلاقة، حتى انهالت قوات الأمن باعداد كبيرة عليهم، واعتدت عليهم بالضرب المبرح، واعتقلت عدداً منهم.

وواكدت المصادر انه لم يكن أعضاء حزب التحرير هم الوحيدون الذين طالهم اعتداءات قوات الأمن، بل طالت العديد من المواطنين الذين تواجدوا في المكان، ووصلت إلى حد منع الصحافيين من القيام بدورهم الاعلامي عبر منعهم بالقوة من تصوير هذه الفعاليات. وبعد أقل من نصف على بدء الاعتصام تمكنت قوى الأمن في اعتقال جميع المشاركين في الاعتصام على دوار المنارة، ولكنها أبقت على تجمعها بأعداد كبيرة في المكان.

وفي الخليل وقعت اشتباكات بالايدي بين الاجهزة الامنية وشباب حزب التحرير الاسلامي، في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، واصيب العديد من شباب الحزب، وقامت الاجهزة الامنية بتوقيف عدد من انصار حزب التحرير.

ووقعت الاشتباكات بعيد خروج حزب التحرير في تظاهرة من مسجد الشيخ علي البكاء باتجاه وسط المدينة، حيث منعت الاجهزة الامنية حزب التحرير من اكمال مسيرته.

وقال الدكتور ماهر الجعبري عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير، بأن الاجهزة الامنية قامت بالاعتداء بالضرب المبرح على المشاركين في التظاهرة، واستخدمت القوة المفرطة، ما أدى لاصابة عدد من شباب الحزب تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.

وأضاف في حديث هاتفي مع مراسلنا: ان الاجهزة الامنية قامت بمنعنا من حقنا في اقامة مسيرة في رام الله، بمناسبة الذكرى التسعين لهدم الخلافة، وعندها قمنا بمفاجئتهم في 6 مسيرات في مدن الضفة الغربية.

مسيرات واعتقالات في نابلس وطولكرم:

وفي نابلس اعنقلت قوى الامن العشرات من اعضاء ومناصري حزب التحرير في مدينتي نابلس وطولكرم شمال الضفة الغربية.

وقالت مصادر فلسطينية "لمعا" ان قوى الامن الفلسطيني بنابلس اعتقلت اكثر من ثلاثين شخصا من حزب التحرير بعد خروجهم بمسيرة في ذكرى هدم الخلافه الإسلامية من الجامع الكبير بوسط مدينة نابلس ونقلتهم الى جهاز الشرطة الفلسطينية بالمدينة.

وبحسب مصادر امنية فلسطينية فان مناوشات حدثت بين قوى الامن الفلسطيني واعضاء الحزب بسبب خروج الاخيرة في مسيرة دون الحصول على التراخيص التى يتوجب حصولها عليها وفق القانون الفلسطيني.

وفي مدينة طولكرم اكدت المصادر "لمعا" ان مسيرة لحزب التحرير شارك فيها العشرات انطلقت من امام المسجد الجديد بوسط مدينة طولكرم وان قوى الامن اعتقلت العشرات منهم.

تفريق مسيرة بقلقيلية:

وفي قلقيلية فرقت الاجهزة الامنية الفلسطينية بعد عصر اليوم مسيرة نظمها اعضاء الحزب التحرير حيث خرجت المسيرة من مسجد السوق وسط المدينة باتجاه شارع السبع وسط المحافظة وتم التصدي لها من قبل الاجهزة الامنية ومنع استمرارها بحجة عدم حصولها على ترخيص من الجهات الرسمية.

وذكرت مصادر من حزب التحرير ان العشرات من ابناء الحزب تم الاعتداء عليهم خلال المسيرة وان العديد منهم اصيبوا بجروح بعد ان تعرضوا للضرب بالهروات تم نقلهم الى المشافي في المدينة.

واكد المصدر ان من بين المصابين الدكتور بسام الداعور وهو احد رجال الحزب الكبار في السن ويرقد حاليا في مستشفى الوكالة بالمدينة كما وجرى اعتقال عدد كبير من افراد الحزب وتم نقلهم الى مراكز التحقيق التابعة للاجهزة الامنية.


****

وكذلك حظيت أحداث يوم السبت لما كان فيها من همجية واضحة من قبل السلطة الفلسطينية في قمع أعمال سياسية سلمية، وإصرار من حزب التحرير على حقه في العمل السياسي والشرعي، حظيت باهتمام وسائل الإعلام العربي والدولي.

فقد نشرت جريدة القدس العربي تقريرا مفصلا حول الأحداث جاء فيه:


الاجهزة الامنية الفلسطينية تمنع حزب التحرير من تنظيم مسيرة جماهيرية


نشرت الحواجز على مداخل المدن والقرى ودققت في هويات المواطنين ومركباتهم واحتجزت عناصر من الحزب


2011-07-03

رام الله ـ االقدس العربيب من وليد عوض: منعت الاجهزة الامنية الفلسطينية حزب التحرير الاسلامي من تنظيم مسيرة جماهيرية كان قد دعا الحزب لتنظيمها السبت بمناسبة ذكرى هدم الخلافة الاسلامية.

ونشرت الاجهزة الامنية الفلسطينية حواجزها على مداخل مدن وقرى الضفة الغربية الواقعة تحت سيطرتها منذ فجر السبت حيث دققت في هويات المواطنين واجرت تفتيشا دقيقا في مركباتهم مما ادى لعرقلة حركة المواطنين واصطفاف مركباتهم في طوابير طويلة امام حواجز الاجهزة الامنية الفلسطينية.

ورغم قرار السلطة بمنع حزب التحرير المحظور من قبلها - كونه لا يعترف بالسلطة ولا بنظامها الاساسي - من تنظيم مسيرة مركزية في رام الله استطاع الحزب تنظيم مسيرات في بعض مدن الضفة الغربية الامر الذي دفع الاجهزة الامنية لتفريقها بالقوة.

وكان حزب التحرير شن في بيان صحافي ارسل لـ'القدس العربي' الاحد هجوما لاذعا على السلطة الفلسطينية بعد 'منعها وقمعها للمسيرات' التي نظمها الحزب في مختلف مدن الضفة بمناسبة ذكرى هدم الخلافة.

ووصف الحزب في بيانه السلطة بالمشروع الأمني للاحتلال الاسرائيلي، واتهمها بمحاربة دعوة الخلافة الإسلامية بأوامر من الاحتلال وأمريكا. واوضح الحزب بأن اقدام السلطة على منع المسيرة المركزية في رام الله هو ما دفع الحزب لإطلاق ست مسيرات جابت شوارع المدن الرئيسية في الضفة، قلقيلية وجنين وطولكرم ونابلس وبيت لحم والخليل، والتي 'واجهتها السلطة بالرصاص الحي وقنابل الغاز والهراوات، مما نتج عنه مئات الحالات من الجرحى ما بين إغماء وخدوش، وجروح بليغة جدا لدى بعضهم، إضافة إلى إصابتين بالرصاص في نابلس'.

وأكد الحزب بأنّ السلطة لم تكتف بذلك بل تبعت أجهزتها بعض الجرحى للمستشفيات واعتقلتهم وشنت حملة اعتقالات مستمرة طالت المئات.

وقال الحزب بأنّ السلطة 'داست على قانونها بمنعها الحزب من تنظيم مسيرة سلمية كفلها قانون السلطة وبتراجعها عن قرار السماح بالمسيرة بحسب ما أبلغت به أحد أعضاء المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين في وقت سابق من الشهر الماضي'.

واستهجن الحزب في بيانه الصحافي هذه الممارسات التي 'استباحت فيها السلطة إسالة دماء المسلمين في فلسطين في الوقت الذي تستميت فيه في الحفاظ على دماء اليهود المغتصبين وأمنهم'.

وعاد الحزب وأكد 'بأنه ماض في ممارسة حقه السياسي وواجبه الشرعي في العمل والدعوة لاستعادة الخلافة التي ستحرر فلسطين وتوقف مشاهد الذل والانبطاح'، معلنا 'أنه سوف يعلي صوته من خلال أعماله في فلسطين ليوصل رسالته للأمة بأنه لا يعترف بالحدود المصطنعة التي مزّقت بلاد المسلمين، ولا بما يسمى بحق تقرير المصير'، مؤكدا 'على الاستمرار في التحرك في فلسطين كما في بقية بلاد المسلمين، برؤية عالمية من أجل خلافة توحد الأمة وتحرر بلادها'.

وحذر حزب التحرير الاسلامي السلطة من الاستمرار في تحدّي مشاعر الأمة، ومما أسماه بالتآمر على قضية فلسطين، مشددا على أنّ السلطة لن تفلح في منعه من ممارسة نشاطه السياسي. وأوضح الحزب أنّ المسيرة التي سعى لعقدها في رام الله تحت شعار (انتصار الثورات هو التغيير الجذري بإقامة الخلافة) هي مسيرة سلمية في الذكرى التسعين لهدم الخلافة وتأييداً للثورات العربية وتوجيه رساله لها مفادها أنها لا تنتصر انتصاراً حقيقياً إذا نجحت فقط في تغيير رأس النظام وبعضاً من بطانته، وإنما النصر الحقيقي هو التغيير الجذري، بخلع النظام العلماني من جذوره، وأن تستبدل به نظام الإسلام الخلافة، والتي أكد الحزب سعيه لإقامتها بحسب طريقة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بالفكر والعمل السياسي.

وفي التفاصيل ذكر الحزب بأنه 'كان من المقرر أن تكون ـ السبت - في رام الله مسيرة مركزية لحزب التحرير بهذه المناسبة، وقد قام الحزب بالإجراءات القانونية اللازمة لذلك، قبل نحو ثلاثة أسابيع، ورغم أن القانون لا ينص على انتظارنا جواباً من السلطة، إلا أن أكثر من مسؤول اتصل بمقدم الإشعار الخاص بالمسيرة، وأبلغه أن الأجهزة الرسمية ستضمن سير المسيرة سيراً حسناً، ولن تعترضها. ولكننا فوجئنا يوم الخميس 30/6/2011 بمسؤول في محافظة رام الله يخبر مقدم الإشعار المهندس باهر صالح بأن المسيرة ممنوعة. ولقد باشرت السلطة بتنفيذ هذا المنع من ذلك اليوم، فقامت بإزالة يافطات الدعاية في أكثر من مكان، وضغطت على بعض وسائل الإعلام لوقف بث دعاية المسيرة، واتصلت بشركات الباصات والنقليات ومنعتها من التعاقد مع شباب الحزب لنقلهم إلى رام الله، وإجراءات أخرى لا مجال لذكرها.'ورأى الحزب فيما أقدمت عليه السلطة 'منعاً له من حقه في العمل السياسي على أساس الإسلام، وتخبطاً من جانبها في اتخاذ القرار، وفوق هذا وقبله أنها تقدم خدمة للكفار المستعمرين'.

وأكد الحزب أنه 'ماضٍ في طريقه لا يصده عنها صادٍ حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً'. بحسب تعبيره.'وقال الحزب 'إننا دفاعاً عن حقنا في العمل السياسي وترسيخاً له قد قررنا القيام بأعمال متعددة لإسماع صوتنا للأمة ولتعلم السلطة ومن وراءها أن منعنا حقنا هو ضرب من العبث والخيال، وأن دونه أرواحنا'.

هذا وأدان النواب الإسلاميون في المجلس التشريعي الفلسطيني بالضفة الغربية اعتداء الأجهزة الأمنية على المسيرات السلمية لحزب التحرير عصر السبت، معتبرين الاعتداء يتعارض مع أجواء المصالحة وتكريس لسياسة تكميم الأفواه



يتبع

طالب عوض الله
07-30-2011, 02:31 PM
2

وحتى الإعلام الدولي كفرانس 24 وAFP أوردت تقارير إخبارية عن ما جرى وإن كانت على نحو حاولت فيه تشويه الصورة للقراء بما يتناسب مع ولاءاتها.
فقد أورد موقع فرانس 24 التقرير التالي:



ثلاثون جريحا في صدامات بين متظاهرين اسلاميين والشرطة الفلسطينية بالضفة الغربية



اصيب حوالى 30 فلسطينيا بجروح السبت في صدامات دارت بين متظاهرين اسلاميين والشرطة الفلسطينية في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، كما افادت مصادر طبية. ا ف ب - الخليل (الضفة الغربية) (ا ف ب) - اصيب حوالى 30 فلسطينيا بجروح السبت في صدامات دارت بين متظاهرين اسلاميين والشرطة الفلسطينية في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، كما افادت مصادر طبية.

واندلعت المواجهات مساء السبت عندما فرقت الشرطة الفلسطينية بالقوة اكثر من الفي متظاهر تجمعوا تلبية لدعوة وجهها "حزب التحرير" الاسلامي المتشدد للتظاهر في الشطر الخاضغ لسيادة السلطة الفلسطينية من المدينة، وذلك احياء لذكرى "هدم الخلافة".

ورشق المتظاهرون رجال الشرطة بالحجارة فرد هؤلاء بالقنابل المسيلة للدموع وباطلاق النار في الهواء.

وبحسب المصادر الطبية فان عشرين جريحا تقريبا هم من المتظاهرين والعشرة الباقين هم من الشرطة.

وكانت السلطة الفلسطينية حظرت هذه التظاهرة في الخليل كما مثيلاتها في باقي المدن الخاضعة لسيطرتها في الضفة الغربية.

ويدعو حزب التحرير الى اعادة الخلافة الاسلامية وهو يتهم بانتظام السلطة الفلسطينية ب"التواطؤ مع العدو الصهيوني".

وقد بلغت التقارير الإخبارية التي نشرها الإعلام المحلي والعربي والدولي أكثر من مائة تقرير وهي:

حركة الاحرار الفلسطينية

أمن الضفة يعتدي على مسيرات لحزب التحرير بذكرى هدم الخلافة

الجديدة

ثلاثون جريحا في صدامات بين متظاهرين اسلاميين والشرطة الفلسطينية بالضفة الغربية

القدس الآن

حزب التحرير الاسلامي يتهم الأجهزة بالضفة باعتقال عناصره من المستشفيات

الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية

اقتحام دورا ونوبا ومحاصرة جنين وطولكرم واعتقالات متفرقة.. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين تفريق مسيرات حزب التحرير بالعنف

أربك نيوز

أمن السلطة الفلسطينية يمنع حزبا إسلاميا من تنظيم مسيرات في الضفة الغربية

شبكة فلسطين الإخبارية

حزب التحرير: لتعلم السلطة ان منعنا من حقنا في ايصال صوتنا هو ضرب من العبث والخيال

سولا برس

الأمن يفرق مسيرات حزب التحرير ويعتقل العشرات بالضفة

أخبارك نت

تشديدات أمنية بالضفة قبيل مسيرة لحزب التحرير

دنيا الوطن

أجهزة الامن تنصب الحواجز لإفشال مسيرة حزب التحرير برام الله

أخبارك نت

مسيرات لحزب التحرير بالضفة والاجهزة الامنية تعتقل العشرات

مدونة الصحفي نجيب فراج

توتر شديد بين السلطة وحزب التحرير على خلفية احياء ذكرى “هدم الخلافة”

مراسل مصر

السلطة الفلسطينية تحول رام الله إلي ثكنة عسكرية وتعتقل أكثر من مائة من أنصار حزب التحرير

موقع عين الحلوة الإعلامي

حزب التحرير: الأجهزة الأمنية برام الله تنصب حواجز لمنع مسيرة للحزب

القلعة (فتحاوي)

مسيرات حزب التحرير فوضوية وخارقة للقانون

kolonagaza7

حزب التحرير – فلسطين يهاجم السلطة لقمعها مسيراته ويصفها بالمشروع الأمني للاحتلال

جريدة الوطن

30 جريحاً في مواجهات بين محتجين والشرطة الفلسطينية

المؤسسة العربية لحقوق الانسان

فلسطين : المركز يدين تفريق مسيرات حزب التحرير الإسلامي في الضفة الغربية

مصرس

حزب التحرير- فلسطين: قررنا القيام بأعمال متعددة لإسماع صوتنا للأمة ولتعلم السلطة ومن وراءها أن منعنا حقنا هو ضرب من العبث والخيال

مصرس

حزب التحرير – فلسطين يهاجم السلطة لقمعها مسيراته ويصفها بالمشروع الأمني للاحتلال

لبانيز فورس

ثلاثون جريحا في صدامات بين متظاهرين اسلاميين والشرطة الفلسطينية بالضفة الغربية

أخبار مكتوب

تشديدات أمنية بالضفة قبيل مسيرة لحزب التحرير

فلسطين الأن

أجهزة فتح تنصب الحواجز لإفشال مسيرة حزب التحرير

وكالة فلسطين اليوم

استنفار عناصر الشرطة برام الله قبيل مسيرة لحزب التحرير

راديو ألف

حزب التحرير ينظم مسيرات في الضفة

سما الإخبارية

حزب التحرير يتهم الامن الفلسطيني بنصب الحواجز لمنع مسيرة للحزب برام الله

شهاب

أمن السلطة في الخليل يستخدم الغاز و"البلطجية"ضد عناصر حزب التحرير

دار الخليج / (مراسل (خبر عاجل)

حزب التحرير يتهم السلطة بقمع مسيرات له في الضفة

وكالة عاجل الإخبارية

منع مسيرات حزب التحرير في رام الله والخليل

موقع أجناد الإخباري

من أصاب هؤلاء يا ضميري؟

موقع أجناد الإخباري

أجهزة عباس تستنفر وتنصب الحواجز على مداخل رام الله والخليل

شبكة شباب عجور

30جريحا في صدامات بين متظاهرين اسلاميين والشرطة الفلسطينية بالضفة الغربية

الأخبار

30جريحاً في اشتباكات الشرطة و«التحرير» في الخليل

إذاعة صوت الأقصى

حزب التحرير : أجهزة الضفة اعتقلت 100 وجرحت العشرات من أنصارنا

الأيام

منع مسيرات لحزب التحرير في عدة مدن واعتقال عشرات من كوادره

الاتحاد

30جريحاً بصدامات بين الشرطة الفلسطينية ومتشددين في الخليل

قناة الجديد

30جريحا في صدامات بين متظاهرين والشرطة الفلسطينية بالضفة الغربية

دار الخليج

حزب التحرير يتهم السلطة بقمع مسيرات له في الضفة

موقع الكل

مسيرات لحزب التحرير بالضفة والاجهزة الامنية تعتقل العشرات

الموجز

تشديدات أمنية بالضفة قبيل مسيرة لحزب التحرير

المستقبل

سلطة رام الله تعتقل أكثر من 100 عضو في حزب التحرير

القبس الكويتية

ثلاثون جريحاً في صدامات بين إسلاميين والشرطة الفلسطينية

القدس العربي

الاجهزة الامنية الفلسطينية تمنع حزب التحرير من تنظيم مسيرة جماهيرية

جريدة القدس

حزب التحرير يتهم السلطة الفلسطينية بمنعها مسيرة للحزب

جريدة القدس

حزب التحرير: السلطة منعت مسيرات احياء ذكرى هدم الخلافة واعتقلت نحو مئة من اعضاء الحزب

الرسالة

حزب التحرير يتهم السلطة باعتقال 100 من أنصاره

جريدة الصباح

الضميري: مسيرات حزب التحرير فوضوية وخارقة للقانون

السياسن

30 جريحا في صدامات بين اسلاميين والشرطة الفلسطينية بالضفة

دنيا الوطن

مسيرات لحزب التحرير بالضفة والاجهزة الامنية تعتقل العشرات

دنيا الوطن

أجهزة الامن تنصب الحواجز لإفشال مسيرة حزب التحرير برام الله

الزيتونة الإخبارية

حزب التحرير يتهم الامن الفلسطيني بنصب الحواجز لمنع مسيرة للحزب برام الله

الزيتونة الإخبارية

حزب التحرير يهاجم السلطة الفلسطينية بشدة بعد منعها وقمعها للمسيرات

مركز الزيتونة للدراسات الإستراتيجية

حزب التحرير يتهم السلطة بقمع مسيرات له في الضفة

مركز الزيتونة للدراسات الإستراتيجية

حزب التحرير يصف السلطة الفلسطينية بـ"المشروع الأمني للاحتلال"

باب العرب

تشديد أمني بالضفة قبيل مسيرة لحزب التحرير

باب العرب

صور وفيديو مسيرة حزب التحرير في رام الله بمناسبة ذكرى هدم الخلافة

باب العرب

أمن السلطة يتصدى لمسيرات حزب التحرير

العرب اليوم

حماس: اعتداءات الامن الفلسطيني على "حزب التحرير" يتعارض مع المصالحة

السبيل

‘حزب التحرير‘ يتهم أمن السلطة بإقامة الحواجز لمنع مسيرة له برام الله

السبيل

حزب التحرير يتهم السلطة باعتقال مائة من أنصاره

السبيل

النواب الإسلاميون يستنكرون قمع السلطة لمسيرة حزب التحرير بالضفة

شبكة إخباريات

حزب التحرير: أجهزة السلطة تنصب الحواجز على مداخل المدن لمنع مسيرة للحزب

شبكة إخباريات

حزب التحرير: قررنا القيام بأعمال متعددة لإسماع صوتنا للأمة

شبكة إخباريات

30 جريحاً في مصدامات بين حزب التحرير والشرطة الفلسطينية في الخليل

جريدة الاسبوع المصرية

السلطة الفلسطينية تحول رام الله إلي ثكنة عسكرية وتعتقل أكثر من مائة من أنصار حزب التحرير

الأسبوع أونلاين

السلطة الفلسطينية تحول رام الله إلي ثكنة عسكرية وتعتقل أكثر من مائة من أنصار حزب التحرير

ايلاف

30 جريحًا في صدامات بين متظاهرين اسلاميين والشرطة الفلسطينية

فرانس 24

ثلاثون جريحا في صدامات بين متظاهرين اسلاميين والشرطة الفلسطينية بالضفة الغربية





هلا فلسطين

حزب التحرير:الأجهزة الأمنية برام الله تنصب حواجز لمنع مسيرة للحزب

هلا فلسطين

حزب التحرير يتهم الأجهزة بالضفة باعتقال عناصره من المستشفيات

عربيل

أعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية مئة متظاهر من أتباع حزب التحرير الإسلامي المتطرف في رام الله والخليل وقلقيلية

إذاعة العراق الحرة

اصابة 30 في صدامات بين متظاهرين والشرطة الفلسطينية

مفكرة الإسلام

اعتداءات بالضرب على تظاهرة لحزب التحرير في رام الله

جديد نيوز

حزب التحرير: الاجهزة الامنية تنصب حواجزا لمنع مسيرة ذكرى هدم الخلافة

لبانون فايلز

30 جريحا في صدامات بين متظاهرين اسلاميين والشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية

وكالة معا

حزب التحرير: الاجهزة الامنية تنصب حواجزا لمنع مسيرة ذكرى هدم الخلافة

وكالة معا

مسيرات لحزب التحرير بالضفة والاجهزة الامنية تعتقل العشرات

ميلاد

الأمن يفرق مسيرات حزب التحرير ويعتقل العشرات بالضفة

مصر الجديدة

حزب التحرير- فلسطين: قررنا القيام بأعمال متعددة لإسماع صوتنا للأمة

مصر الجديدة

السلطة الفلسطينية تحول رام الله إلى ثكنة عسكرية وتعتقل أكثر من مئة من أنصار حزب التحرير

شبكة الإعلام العربية

اصابة 30 فلسطينيا في مواجهات بين الشرطة الفلسطينية ومتظاهرين

مقاومه

حزب التحرير يتهم أمن الضفة باعتقال مائة من أنصاره

تلفزيون نابلس

الامن الفلسطيني : يعتقل العشرات من اعضاء حزب التحرير في نابلس وطولكرم

فلسطين برس

الأمن يفرق مسيرات حزب التحرير ويعتقل العشرات بالضفة

فلسطين برس

الضميري: مسيرات حزب التحرير فوضوية وخارقة للقانون

فلسطين الآن

الضميري: مسيرات حزب التحرير فوضوية وخارقة للقانون

فلسطين الآن

بالفيديو...إطلاق نار كثيف على مسيرة حزب التحرير برام الله

فلسطين اليوم

رام الله: أمن السلطة يقمع مسيرة لحزب التحرير والأخير يُصر برفع صوته

بانت

حزب التحرير:السلطة تفرق مسيراتنا في الضفة الغربية

المركز الفلسطيني للحقوق

المركز يدين تفريق مسيرات حزب التحرير الإسلامي في الضفة الغربية

أخبار فلسطين

أجهزة السلطة الأمنية تنصب الحواجز على مداخل رام الله وكافة المدن في خطوة لمنع مسيرة حزب التحرير

قدس برس

النواب الإسلاميون في الضفة: ما جرى مع مسيرة "حزب التحرير" قمع للحريات

راديو بيت لحم

حزب التحرير يتهم الأمن الفلسطيني بمنع مسيرة له في رام الله

الراية أف أم

الضفة: منع مسيرات حزب التحرير واعتقال العشرات من أعضائه

وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"

تشديد أمني بالضفة قبيل مسيرة لحزب التحرير

وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"

حزب التحرير يهاجم السلطة بشدة

سلام تي في

مسيرات لحزب التحرير بالضفة والاجهزة الامنية تعتقل العشرات

سما الإخبارية

حزب التحرير: الامن الفلسطيني يقمع مسيرة للحزب برام الله ويعتقل العشرات

موقع شظايا الاخبار

ثلاثون جريحا فى اشتباكات بين متظاهرين إسلاميين والشرطة الفلسطينية

وانت

تشديدات أمنية بالضفة قبيل مسيرة لحزب التحرير

وانت

ثلاثون جريحا فى اشتباكات بين متظاهرين إسلاميين والشرطة الفلسطينية

تلفزيون وطن

حزب التحرير: الامن الفلسطيني اعتقل اكثر من 100 لمنع مسيرة في رام الله

وطن للأنباء

حزب التحرير: الامن الفلسطيني اقام حواجز لمنع مسيرة للحزب برام الله

موقع يا عيني

أجهزة السلطة الأمنية تنصب الحواجز على مداخل رام الله وكافة المدن في خطوة لمنع مسيرة حزب التحرير

موقع يا عيني

السلطة الفلسطينية تحول رام الله إلى ثكنة عسكرية وتعتقل أكثر من مئة من أنصار حزب التحرير

اليوم السابع

تشديدات أمنية بالضفة قبيل مسيرة لحزب التحرير

اليوم السابع

ثلاثون جريحا فى اشتباكات بين متظاهرين إسلاميين والشرطة الفلسطينية












****

طالب عوض الله
07-30-2011, 02:57 PM
3


ولم يقتصر الأمر على المواقع الالكترونية والصحف، بل تعدى الأمر إلى الإذاعات والفضائيات والتلفزيونات.
حيث تلقى أعضاء المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين العديد من الاتصالات من الصحفيين والإذاعات ووكالات الأنباء للحديث حول ما حدث يومها وحول موقف الحزب.
فقد أجرى راديو أجيال مقابلة مع المهندس باهر صالح، ((رابط المقابلة))، وإذاعة صوت القدس، ((رابط المقابلة))، كما أجرت وكالة هلا فلسطين مقابلة مع الدكتور مصعب أبو عرقوب، ((رابط المقابلة.))، وراديو بيت لحم 2000، ((رابط المقابلة)).
وكذلك بثت فضائية وطن وتلفزيون القدس وفضائية ميكس معا، تقريرا حول ما حدث، تخللهما مقابلة مع المهندس باهر صالح والاستاذ علاء أبو صالح. ((رابط تقرير فضائية وطن))، ((رابط تقرير تلفزيون القدس))، ((رابط تقرير فضائية ميكس معا)).
وامتد الاهتمام بما حدث يوم السبت 2-7-2011 إلى أيام بعده، فقد أجرى راديو مشوار برام الله مقابلة إذاعية مع المهندس باهر صالح، بعد ثلاثة أيام من الحدث. ((رابط المقابلة))


****
وكذلك حظيت أحداث يوم السبت 2-7-2011 باهتمام الأحزاب والشخصيات والمؤسسات الحقوقية في الساحة الفلسطينية والتي استنكرت همجية السلطة في التعامل مع نشاطات حزب التحرير ودافعت عن حق الحزب في عقد نشاطاته بحرية.
وكان من أبرز ما صدر حول الأمر، تقرير مفصل لمؤسسة الحق، أدانت فيه السلطة وطالبت بمحاكمة المسئولين والمشاركين في الاعتداء على مسيرات حزب التحرير – فلسطين، جاء فيه:

ورقة موقف
بشأن منع الجهات التنفيذية في السلطة الوطنية حزب التحرير من عقد تجمعه السلمي
التاريخ:12/7/2011
إشارة رقم:236/2011
تلخيص للموقف
بعد أن تم استكمال جمع وتوثيق المعلومات من مختلف الأطراف ذات العلاقة حول الأحداث المؤسفة التي جرت على خلفية منع الجهات التنفيذية في السلطة الوطنية الفلسطينية لحزب التحرير من إقامة تجمعه السلمي المركزي في مدينة رام الله بتاريخ 2/7/2011، وإجراء التحقيقات الميدانية، وإعمال حكم القانون على نتائج المعلومات والتحقيقات الميدانية، تبين لمؤسسة "الحق" بأن قرار منع حزب التحرير من إقامة تجمعه السلمي المذكور وتعاطي الأجهزة الأمنية مع قرار المنع قد انتهك أحكام القانون الأساسي وقانون الاجتماعات العامة لعام 1998 وقانون الأحزاب السياسية لعام 1955 ساري المفعول في الضفة الغربية، الأمر الذي يستدعي إجراء تحقيق فوري في كافة ظروف وملابسات قرار المنع وما ترتب عليه من نتائج وأحداث مؤسفة، بهدف تحديد المسؤوليات، وتقديم مرتكبي الانتهاكات للقضاء، وإعلان موقف واضح وحاسم من قبل السلطة الوطنية باحترام الحق الدستوري والقانوني للفلسطينيين في التجمع السلمي وضمان حسن تطبيقه.
وقائع الأحداث والتحقيقات الميدانية
منعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حزب التحرير من عقد تجمعه السلمي الذي كان مقرراً يوم السبت الموافق 2/7/2011 من خلال مسيرة مركزية سلمية دعا إليها الحزب تنطلق من مسجد البيرة الكبير إلى دوار المنارة في مدينة رام الله بمناسبة الذكرى التسعين لسقوط الخلافة العثمانية الإسلامية. وقد سبق وأن جرى منع الحزب من إقامة تجمع سلمي مماثل في العام الماضي وتحديداً بتاريخ 17/7/2010.
وقد أكد الناطق الإعلامي لحزب التحرير في الضفة الغربية المهندس باهر صالح في حديث مباشر مع منسق البحث الميداني في مؤسسة "الحق" بأن الحزب قد قدم إشعاراً خطياً موقعاً منه سُلِّم باليد إلى مكتب محافظ رام الله د. ليلى غنام بتاريخ 8/6/2011 يُفيد بنية الحزب عقد تجمعه السلمي بتاريخ 2/7/2011 وفقاً للأصول الواردة في قانون الاجتماعات العامة رقم (12) لسنة 1998، وقد تأكد "للحق" وجود صورة عن الإشعار المذكور يظهر عليها إشعار الاستلام، وأضاف المهندس صالح بأنه لم يكن هنالك أية إشكاليات بهذا الخصوص، وقد شرع الحزب بالترتيبات الفنية للمسيرة من خلال تنظيم الدعايات الإعلامية وتوجيه الدعوات في مختلف محافظات الضفة الغربية، إلاّ أنه وبتاريخ 30/6/2011 اتصل متحدث من المحافظة بالمهندس صالح يطلب منه الحضور للمحافظة برام الله في الساعة الواحدة ظهراً فحضر واجتمع مع نائب المحافظ بحضور المستشار القانوني في المحافظة وتم إبلاغ المهندس صالح "شفهياً" بعدم السماح لحزب التحرير بإجراء تجمعه السلمي المقرر بتاريخ 2/7/2011 وأنه قرار نهائي من السلطة الفلسطينية.
فيما أوضح عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير السيد علاء أبو صالح لباحث "الحق" الميداني بأن قرار المنع يأتي على خلفية أن حزب التحرير هو حزب غير مرخص ولا يملك الصلاحية القانونية لعقد التجمعات والمسيرات السلمية. ومن جانبه، أوضح المستشار القانوني في محافظة رام الله الأستاذ جميل الهدمي "للحق" بأن قرار المنع قد جاء على خلفية اقتراح المحافظة على حزب التحرير بأن يكون التجمع السلمي في مكان مغلق، فرفض الحزب هذا المقترح، وبالتالي رفضت المحافظ عقد التجمع السلمي للحزب في موعده المقرر. وهذا الأمر قد أدى في نهاية المطاف إلى قيام حزب التحرير بتنظيم عدة مسيرات سلمية في عدة مدن في الضفة الغربية رداً على قرار منعه من عقد تجمعه السلمي المركزي برام الله.
ووفقاً لتقارير باحثي مؤسسة "الحق" الميدانيين والإفادات التي وثقتها المؤسسة وشهود عيان، فقد نصبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية العديد من الحواجز العسكرية على مداخل ومخارج المدن الفلسطينية بتاريخ 2/7/2011 بهدف منع انعقاد المسيرات السلمية لحزب التحرير، وشرعت في إيقاف عدد من السيارات المارة والتدقيق في الهويات الشخصية للمواطنين وإنزال من يشتبهون بأنه من عناصر حزب التحرير من السيارات وأمره بالعودة من حيث أتى وقد كان بحوزة الأجهزة الأمنية قوائم أسماء بهذا الخصوص.
وقد خرجت مسيرة سلمية لحزب التحرير في مدينة نابلس حوالي الساعة الخامسة مساءً من المسجد الكبير (الصلاحي) بالبلدة القديمة باتجاه وسط المدينة حمل فيها المشاركون رايات الحزب، وعلى بعد نحو 150 متراً من خط سير المسيرة تعرض عدد من المشاركين فيها لاعتداءات من قبل الأجهزة الأمنية التي أطلقت النار في الهواء أيضاً لتفريق المسيرة، ما أدى إلى إحداث فوضى في صفوف المشاركين فيها، انسحب على إثرها عدد كبير منهم، فيما واصل عدد آخر التقدم، فجرى إطلاق النار بالقرب من أرجل المتقدمين فأُصيب ستة منهم بجراح من شظايا الرصاص نقلوا على إثرها إلى المستشفيات وهم: فراس عبد المجيد خياط، عبد الرحيم مهيار، معين محمد عبد العزيز، فراس الحاج عمر، زاهي بني شمسية، وأسامة فهيم.
كما وخرجت مسيرة سلمية لحزب التحرير في مدينة قلقيلية حوالي الساعة الخامسة مساءً من مسجد السوق باتجاه الشارع الرئيسي للمدينة تحمل رايات الحزب، وتعرض المشاركون في المسيرة لاعتداءات بالضرب بالهراوات من قبل الأجهزة الأمنية أدت إلى تفريقها وقد أُصيب في تلك المسيرة عدد من المشاركين عُرف من بينهم كل من: بسام عبد الرحيم داعور ضُرب بهراوة على رأسه نقل على إثرها إلى المستشفى، حسن عدنان زيد ضُرب بهراوات على رجله ويده اليسرى، عبد الفتاح طه ضُرب بهراوات في أماكن متفرقة من جسده خلال تصويره لاعتداءات الأجهزة الأمنية على المشاركين في المسيرة السلمية.
وخرجت مسيرة سلمية لحزب التحرير في الخليل حوالي الساعة الخامسة عصراً من مسجد الشيخ علي البكاء باتجاه ميدان باب الزاوية، وعند وصول المسيرة منطقة باب الزاوية حاصرتها قوات كبيرة من الأجهزة الأمنية وشرعت بتفريقها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المشاركين بالمسيرة السلمية والاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات والأيدي والأرجل ما أدى إلى العديد من الإصابات في صفوف المشاركين وعدد من المارة وقد نقل نحو عشرين شخصاً مصابين بجروح ورضوض وكدمات إلى مستشفى الخليل الحكومي.
وقد شهدت مدن أخرى مسيرات سلمية لحزب التحرير ومن بينها المسيرة السلمية التي انطلقت من منطقة كفر عقب باتجاه مدينة رام الله وقد تم تفريقها من قبل الأجهزة الأمنية التي نصبت حاجزاً عسكرياً على مدخل رام الله الجنوبي "مدخل عرابي" بحيث منعت المشاركين فيها من التقدم باتجاه مدينة رام الله. وقد أسفرت تلك المسيرات عن اعتقال العشرات من أنصار الحزب من قبل الأجهزة الأمنية تم الإفراج عن معظمهم في وقت لاحق فيما تم توقيف عدد منهم بتهمة التجمهر غير المشروع ومقاومة رجال الأمن.
الموقف القانوني لمؤسسة الحق
إن مؤسسة "الحق" وإزاء تلك الأحداث المؤسفة التي وقعت نتيجة منع الجهات الإدارية والأمنية في السلطة الفلسطينية لحزب التحرير من عقد تجمعه السلمي المركزي في مدينة رام الله، ترى ما يلي:

أولاً: إن حرمان حزب التحرير من حقه في عقد تجمعه السلمي المقرر بتاريخ 2/7/2011 بدواعي أن الحزب غير مرخص قانوناً، وهو ذات المبرر الذي مُنع على أساسه الحزب من عقد تجمعه السلمي في العام الماضي بتاريخ 17/7/2010 وأكده الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري آنذاك قائلاً بأن حزب التحرير هو حزب محظور ولا يستطيع الحصول على إشعار بعقد تجمع سلمي، هو إجراءٌ مخالفٌ لأحكام القانون، وذلك لأن حزب التحرير هو حزب قائم بقوة أحكام قانون الأحزاب السياسية رقم (15) لسنة 1955 ساري المفعول في الضفة الغربية، حيث نصت المادة (12) من القانون المذكور على أن "تعتبر جميع الأحزاب السياسية التي كانت تعمل عند نفاذ هذا القانون قائمة وتستمر في نشاطها الحزبي وفق هذا القانون" وحيث أن حزب التحرير قد تأسس في القدس مطلع العام 1953 على يد القاضي تقي الدين النبهاني وشارك في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الضفة الغربية عام 1955، فإنه بذلك حزبٌ قائمٌ بقوة قانون الأحزاب السياسية الذي لا زال ساري المفعول لغاية الآن في الضفة الغربية. وعليه، فإن القول بأن حزب التحرير هو حزب غير مرخص أو حزب محظور يفتقر إلى أيّ نص قانوني سارٍ للمفعول يُبرره. كما أن حزب التحرير قد سبق وأن عقد تجمعات سلمية خلال السنوات الماضية، ولم يتم منعه من قبل جهات الاختصاص في السلطة الوطنية، بما يؤكد انعدام الأساس القانوني للمنع على هذا الصعيد.
ثانياً: إن إبلاغ ممثل حزب التحرير "شفهياً" من قبل مكتب محافظ رام الله بتاريخ 30/6/2011 برفض السماح للحزب بعقد تجمعه السلمي المقرر بتاريخ 2/7/2011، رداً على الإشعار "الخطي" الذي تقدم به ممثل الحزب بتاريخ 8/6/2011 لعقد التجمع السلمي المذكور، هو إجراءٌ مخالفٌ لقانون الاجتماعات العامة رقم (12) لسنة 1998 وتحديداً نص المادة (4/د) والتي أكدت صراحة على أنه في حال عدم تلقي الجهة المنظمة للتجمع السلمي "لأي جواب خطي" فإنه يحق لها إجراؤه في موعده المحدد طبقاً لما هو وارد في الإشعار المقدم من قبلها. وحيث أن حزب التحرير لم يتلقَ أية إجابة "خطية" على إشعاره المقدم فهذا يعني من الناحية القانونية موافقة كاملة من جهة الاختصاص على كل ما ورد في إشعار الحزب دون أية قيود.
ثالثاً: إن حزب التحرير قد استخدم حقاً دستورياً وقانونياً مكفولاً له في القانون الأساسي بعقد تجمع سلمي وهذا ما أكدته المادة (26) من القانون الأساسي والتي نصت على أن "للفلسطينيين حق المشاركة في الحياة السياسية أفراداً وجماعات ولهم على وجه الخصوص الحقوق الآتية: ... عقد الاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات في حدود القانون". وأكدته أيضاً المادة (2) من قانون الاجتماعات العامة والتي نصت على أن "للمواطنين الحق في عقد الاجتماعات العامة والندوات والمسيرات بحرية، ولا يجوز المساس بها أو وضع القيود عليها إلاّ وفقاً للضوابط المنصوص عليها في القانون". وحيث أن حزب التحرير قد استخدم حقه في القيام بعقد تجمع سلمي حسب الأصول الدستورية والقانونية فإن منع استخدام هذا الحق من قبل السلطة التنفيذية قد خالف أحكام القانون الأساسي وقانون الاجتماعات العامة مخالفة واضحة ومؤكدة.
رابعاً: إن قيام الأجهزة الأمنية باستخدام القوة المفرطة لفض المسيرات السلمية التي نظمها حزب التحرير في عدة مدن بالضفة الغربية ومن بينها استخدام الرصاص الحي والهراوات والضرب بالأيدي والأرجل وما نجم عنها من إصابات في صفوف المشاركين في المسيرة وبعض المارة وبخاصة من شظايا الرصاص الحي نقلوا على أثرها إلى المستشفيات، يعد إخلالاً بقواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين بما يشكل مخالفة لأحكام المادة (84) من القانون الأساسي والتي شددت على أن تؤدي القوى الأمنية والشُرطية واجباتها في الحدود التي رسمها القانون في احترام كامل للحقوق والحريات، وإخلالاً بالمواثيق الدولية وبخاصة مدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1979.
خامساً: إن منع حزب التحرير من استخدام حقه الدستوري والقانوني في عقد التجمعات السلمية وفض المسيرات السلمية التي نظمها بالقوة المفرطة من قبل الأجهزة الأمنية يعد جريمة دستورية موصوفة في القانون الأساسي بمقتضى المادة (32) منه وتستوجب محاسبة مرتكبيها ولا تسقط الدعوى الجزائية أو المدنية الناشئة عنها بالتقادم كما وتستوجب تعويضاً عادلاً من قبل السلطة الفلسطينية لمن وقع عليه الضرر.
سادساً: إن احتجاز الأجهزة الأمنية لعدد من أعضاء حزب التحرير وتوقيفهم بتهمة التجمهر غير المشروع يندرج في إطار الاحتجاز التعسفي لانتفاء الجريمة، وذلك لأن التجمهر غير المشروع يتم بقصد ارتكاب جرم أو الإخلال بالأمن العام بحسب أحكام نص المادة (164) من قانون العقوبات رقم (16) لسنة 1960 ساري المفعول في الضفة الغربية، وحيث أن حزب التحرير قد مارس حقه الدستوري والقانوني في عقد تجمعه السلمي، فإن توقيف بعض عناصره بتهمة التجمهر غير المشروع لا يستند إلى أساس في القانون، ويندرج حسب تصنيف فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي ضمن حالات الاحتجاز التعسفي.
سابعاً: تطالب مؤسسة "الحق" بفتح تحقيق فوري بكافة ملابسات ونتائج الأحداث المؤسفة التي وقعت نتيجة منع الجهات الإدارية والأمنية في السلطة الوطنية الفلسطينية لحزب التحرير من عقد تجمعه السلمي المركزي في مدينة رام الله بتاريخ 2/7/2011، بهدف تحديد المسؤوليات، وتقديم مرتكبي الانتهاكات للقضاء، كما وتطالب الجهات المختصة في السلطة الوطنية الفلسطينية باحترام الحق في التجمع السلمي وضمان احترامه كحق دستوري وقانوني مكفول للفلسطينيين جميعاً أفراداً وجماعات.
- انتهى-
وكذلك أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بيانا استنكر فيه ما قامت به السلطة من قمع ومنع واعتقالات. وهذا هو نص البيان.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين تفريق مسيرات حزب التحرير الإسلامي في الضفة الغربية
الأحد, 03 يوليو 2011 16:00
المرجع: 62/2011
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في رام الله ضد فعاليات حزب التحرير الإسلامي، وما رافقها من عمليات اعتقال، إطلاق نار واعتداءات بالضرب تعرض لها العشرات من المواطنين على أيدي أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، خلال يوم أمس السبت الموافق 2/7/2011. ويؤكد المركز على أن الحق في التجمع السلمي مكفول وفق القانون الأساسي ووفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فرضت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية قيوداً على مسيرات حزب التحرير الإسلامي خلال إحيائه "الذكرى التسعون لهدم الخلافة الإسلامية"، وجرى الاعتداء بالضرب واعتقال وتوقيف العشرات من نشطاء وأنصار الحزب على يد أفراد الأمن في كل من مدن، الخليل، طولكرم، نابلس و رام الله.
ففي مدينة الخليل، أصيب أكثر من عشرين مواطناً جراء تعرضهم للضرب المبرح من قبل رجال الأمن، فضلا عن إصابة البعض الآخر بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال تفريق مسيرة سلمية نظمها أنصار حزب التحرير الإسلامي مساء أمس السبت الموافق 2 يوليو/تموز 2011. ووفقاً لشهود العيان والضحايا، فإنه عقب الانتهاء من صلاة عصر أمس، خرج المئات من أنصار الحزب في مدينة الخليل في مسيرة سلمية من مسجد الشيخ علي البكاء باتجاه ميدان باب الزاوية والشوارع المحيطة به، حيث حوصرت المسيرة من قبل قوات كبيرة من جهاز الشرطة الفلسطينية تساندها قوات من الأمن الوطني ومنعت إكمال مسيرها. ودون سابق إنذار أو تحذير، شرعت تلك القوات بتفريق التظاهرة السلمية بواسطة العصي الخشبية والبلاستيكية والضرب بلكمات الأيدي والركل بالأرجل للمشاركين في المسيرة. وقام أفراد الأمن بإلقاء قنابل غاز مسيل للدموع تجاه المشاركين مباشرة، ولاحقوهم في الأزقة والشوارع وداخل المجمعات التجارية واعتدوا على بعضهم بالضرب. واشتبك بعض المتظاهرين مع أفراد الشرطة بالأيدي، فاعتقلت منهم العشرات. أسفرت تلك الاعتداءات التي قامت بها الأجهزة الأمنية عن إصابة 20 شخصاً [1] بجراح من قبل المتظاهرين وغيرهم من المارة بالشوارع وأصحاب المحال التجارية، من بينهم كبار في السن وأطفال، جميعهم أصيبوا بجروح نازفة ورضوض وكدمات وخدوش. وقد نقلوا بواسطة سيارات الهلال الأحمر ومركبات خاصة إلى مستشفى الخليل الحكومي ومراكز الإسعاف الأخرى.
وفي مدينة نابلس، انطلقت مسيرة كبيرة عقب صلاة عصر أمس، من المسجد الكبير في البلدة القديمة نظمها حزب التحرير باتجاه وسط المدينة حمل فيها الرايات السوداء وكانوا يهتفون بشعارات تندد بالأنظمة العربية. وعلى بعد نحو 50 متراً من المسجد المذكور، شرع عدد من الأشخاص يرتدون لباسا مدنيا، تواجدوا بين المشاركين، بسحب بعضهم إلى الشوارع والأزقة والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، فيما قام شخصان آخران وقفا أمام المسيرة مباشرة وأطلقا النار في الهواء بواسطة مسدسين كان يحملانهما. أدى ذلك إلى ارتباك في المكان وفوضى في صفوف المشاركين في المسيرة، انسحب على أثرها عدد كبير من المشاركين، فيما واصل بعضهم التقدم، فما كان من المسلحين سوى إطلاق النار على أرجل المتقدمين، حيث أصيب ستة من المتظاهرين بجراح، نقلوا على إثرها إلى المستشفى. وفي أعقاب تفرق المسيرة، شنت أجهزة الأمن اعتقالات في صفوف أنصار حزب التحرير الإسلامي طالت شخصاً.
وفي مدينة طولكرم، انطلقت مسيرة من مسجد عثمان بن عفان نظمها الحزب عقب صلاة العصر، باتجاه ميدان جمال عبد الناصر، وشرع خلالها أحدهم بإلقاء كلمة الحزب، حيث هاجمه أربعة أفراد من الشرطة المدنية وطالبوه بالتوقف عن إلقاء الكلمة واشتبكوا مع رفاقه في المكان. بعد ذلك انهي الحزب فعاليته وانفضت المسيرة، فيما قامت أجهزة الأمن بدفع تعزيزات للمكان وشرعت بحملة اعتقالات طالت عددا من أنصار الحزب.
وفي مدينة رام الله، ومنذ الساعة 8:30 من صباح يوم أمس نصبت الأجهزة الأمنية الحواجز على كافة مداخل المدينة، وقامت عناصرها بتفتيش الهويات والسيارات واعتقال المشتبه بانتسابه لحزب التحرير ومنعه من دخول المدينة للمشاركة في مسيرة الحزب. وفي حوالي الساعة 2:30 مساء أمس، تجمع نحو 100 من أنصار حزب التحرير قرب دورا عرابي جنوب مدينة رام الله، ورددوا الهتافات ورفعوا رايات الحزب، فحاصرتهم قوات كبيرة من الأمن والشرطة ومنعت دخولهم وسط المدينة. ومن ثم شرع رجال الأمن بتفريق التظاهرة عبر إطلاق الرصاص في الهواء، والاعتداء عليهم بالضرب باللكمات والأرجل، حيث أصيب العشرات من المتظاهرين بالكدمات والرضوض. وفي ذات السياق، منعت أجهزة الأمن بالقوة مسيرة الحزب المقرر لها وسط مدينة رام الله، على دوار المنارة، وجرى اعتقال نحو 170 شخص من أنصار الحزب الذين تمكنوا من دخول المدينة.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يستهجن بشدة القيود المفروضة على فعاليات حزب التحرير من قبل حكومة رام الله، فإنه:
1) يدين بشدة منع عقد التجمعات السلمية، العامة والخاصة وتفريق المشاركين فيها بالقوة، ويؤكد على حق المواطنين الكامل والمشروع في عقد الاجتماعات العامة وتنظيم الاعتصامات والمسيرات السلمية وفقاَ للقانون.
2) يؤكد على أن المحافظ والشرطة لا يملكون أي حق قانوني بترخيص أو منع أي اجتماع عام أو مسيرة سلمية أو غيرها من أشكال التجمع السلمي، وأن القانون ينص فقط على "إشعار" المحافظ أو الشرطة من قبل المنظمين، وأن للشرطة أن تضع ضوابط "بهدف تنظيم المرور."
3) يجدد تأكيده على أن الحق في التجمع السلمي (الاجتماعات العامة) مكفول وفق القانون الأساسي والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
[1] يحتفظ المركز بأسماء الجرحى.

وكذلك أدان النواب الإسلاميون في المجلس التشريعي فيما نشرته وكالة قدس برس، قمع السلطة لمسيرات حزب التحرير، واعتبرت ذلك قمعا للحريات.
وكذلك أدان حزب الشعب في بيان له فيما نشرته وكالة معا، تصرفات السلطة ومنعها للحزب من عقد مسيراته.
وكذلك انتقد الكاتب الدكتور أسامة عثمانفيما نشرته شبكة أمين الإعلامية السلطة لقمعها مسيرات الحزب وطالبها باحترام حق الحزب في تنظيم تجمعات سلمية دون أية مضايقات.
ونشر موقع صامدون مقالا للدكتور عبد الستار قاسم بعنوان الهجوم على حزب التحرير هاجم فيه السلطة لمنعها نشاطات حزب التحرير.

****
ولكن الأمر اللافت أنّ الإعلام السلطوي وكثير من الإعلام الفضائي والذي يدعي الحيادية والموضوعية والرأي والرأي الأخر قد غاب تماما عن الأحداث وكأن شيئا لم يكن أو يحدث أمام سمع وبصر الآف من الناس.
وهو ما يؤكد على أنّ تلك الوسائل والمنابر الإعلامية إنما تنفذ أجندتها وبرامجها بمعزل عن الحقيقة والواقع الذي ينطق بخلاف ما تروج له تلك الوسائل.
وهو يؤكد على أنّ تلك الوسائل إنما تقف حجر عثرة في طريق تطلع الأمة نحو التغيير واستعادة عزتها، وهي بذلك تشابه الحكام الممولين لها والمغدقين على القائمين عليها.
ولكن نسي هؤلاء أنّ الله قد تكفل بنصرة دعوته والعاملين لها ولو بعد حين.!!!

{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }
22-7-2011

طالب عوض الله
07-30-2011, 02:58 PM
3 ولم يقتصر الأمر على المواقع الالكترونية والصحف، بل تعدى الأمر إلى الإذاعات والفضائيات والتلفزيونات. حيث تلقى أعضاء المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين العديد من الاتصالات من الصحفيين والإذاعات ووكالات الأنباء للحديث حول ما حدث يومها وحول موقف الحزب. فقد أجرى راديو أجيال مقابلة مع المهندس باهر صالح، ((رابط المقابلة))، وإذاعة صوت القدس، ((رابط المقابلة))، كما أجرت وكالة هلا فلسطين مقابلة مع الدكتور مصعب أبو عرقوب، ((رابط المقابلة.))، وراديو بيت لحم 2000، ((رابط المقابلة)). وكذلك بثت فضائية وطن وتلفزيون القدس وفضائية ميكس معا، تقريرا حول ما حدث، تخللهما مقابلة مع المهندس باهر صالح والاستاذ علاء أبو صالح. ((رابط تقرير فضائية وطن))، ((رابط تقرير تلفزيون القدس))، ((رابط تقرير فضائية ميكس معا)). وامتد الاهتمام بما حدث يوم السبت 2-7-2011 إلى أيام بعده، فقد أجرى راديو مشوار برام الله مقابلة إذاعية مع المهندس باهر صالح، بعد ثلاثة أيام من الحدث. ((رابط المقابلة)) **** وكذلك حظيت أحداث يوم السبت 2-7-2011 باهتمام الأحزاب والشخصيات والمؤسسات الحقوقية في الساحة الفلسطينية والتي استنكرت همجية السلطة في التعامل مع نشاطات حزب التحرير ودافعت عن حق الحزب في عقد نشاطاته بحرية. وكان من أبرز ما صدر حول الأمر، تقرير مفصل لمؤسسة الحق، أدانت فيه السلطة وطالبت بمحاكمة المسئولين والمشاركين في الاعتداء على مسيرات حزب التحرير – فلسطين، جاء فيه: ورقة موقف بشأن منع الجهات التنفيذية في السلطة الوطنية حزب التحرير من عقد تجمعه السلمي التاريخ:12/7/2011 إشارة رقم:236/2011 تلخيص للموقف بعد أن تم استكمال جمع وتوثيق المعلومات من مختلف الأطراف ذات العلاقة حول الأحداث المؤسفة التي جرت على خلفية منع الجهات التنفيذية في السلطة الوطنية الفلسطينية لحزب التحرير من إقامة تجمعه السلمي المركزي في مدينة رام الله بتاريخ 2/7/2011، وإجراء التحقيقات الميدانية، وإعمال حكم القانون على نتائج المعلومات والتحقيقات الميدانية، تبين لمؤسسة "الحق" بأن قرار منع حزب التحرير من إقامة تجمعه السلمي المذكور وتعاطي الأجهزة الأمنية مع قرار المنع قد انتهك أحكام القانون الأساسي وقانون الاجتماعات العامة لعام 1998 وقانون الأحزاب السياسية لعام 1955 ساري المفعول في الضفة الغربية، الأمر الذي يستدعي إجراء تحقيق فوري في كافة ظروف وملابسات قرار المنع وما ترتب عليه من نتائج وأحداث مؤسفة، بهدف تحديد المسؤوليات، وتقديم مرتكبي الانتهاكات للقضاء، وإعلان موقف واضح وحاسم من قبل السلطة الوطنية باحترام الحق الدستوري والقانوني للفلسطينيين في التجمع السلمي وضمان حسن تطبيقه. وقائع الأحداث والتحقيقات الميدانية منعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية حزب التحرير من عقد تجمعه السلمي الذي كان مقرراً يوم السبت الموافق 2/7/2011 من خلال مسيرة مركزية سلمية دعا إليها الحزب تنطلق من مسجد البيرة الكبير إلى دوار المنارة في مدينة رام الله بمناسبة الذكرى التسعين لسقوط الخلافة العثمانية الإسلامية. وقد سبق وأن جرى منع الحزب من إقامة تجمع سلمي مماثل في العام الماضي وتحديداً بتاريخ 17/7/2010. وقد أكد الناطق الإعلامي لحزب التحرير في الضفة الغربية المهندس باهر صالح في حديث مباشر مع منسق البحث الميداني في مؤسسة "الحق" بأن الحزب قد قدم إشعاراً خطياً موقعاً منه سُلِّم باليد إلى مكتب محافظ رام الله د. ليلى غنام بتاريخ 8/6/2011 يُفيد بنية الحزب عقد تجمعه السلمي بتاريخ 2/7/2011 وفقاً للأصول الواردة في قانون الاجتماعات العامة رقم (12) لسنة 1998، وقد تأكد "للحق" وجود صورة عن الإشعار المذكور يظهر عليها إشعار الاستلام، وأضاف المهندس صالح بأنه لم يكن هنالك أية إشكاليات بهذا الخصوص، وقد شرع الحزب بالترتيبات الفنية للمسيرة من خلال تنظيم الدعايات الإعلامية وتوجيه الدعوات في مختلف محافظات الضفة الغربية، إلاّ أنه وبتاريخ 30/6/2011 اتصل متحدث من المحافظة بالمهندس صالح يطلب منه الحضور للمحافظة برام الله في الساعة الواحدة ظهراً فحضر واجتمع مع نائب المحافظ بحضور المستشار القانوني في المحافظة وتم إبلاغ المهندس صالح "شفهياً" بعدم السماح لحزب التحرير بإجراء تجمعه السلمي المقرر بتاريخ 2/7/2011 وأنه قرار نهائي من السلطة الفلسطينية. فيما أوضح عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير السيد علاء أبو صالح لباحث "الحق" الميداني بأن قرار المنع يأتي على خلفية أن حزب التحرير هو حزب غير مرخص ولا يملك الصلاحية القانونية لعقد التجمعات والمسيرات السلمية. ومن جانبه، أوضح المستشار القانوني في محافظة رام الله الأستاذ جميل الهدمي "للحق" بأن قرار المنع قد جاء على خلفية اقتراح المحافظة على حزب التحرير بأن يكون التجمع السلمي في مكان مغلق، فرفض الحزب هذا المقترح، وبالتالي رفضت المحافظ عقد التجمع السلمي للحزب في موعده المقرر. وهذا الأمر قد أدى في نهاية المطاف إلى قيام حزب التحرير بتنظيم عدة مسيرات سلمية في عدة مدن في الضفة الغربية رداً على قرار منعه من عقد تجمعه السلمي المركزي برام الله. ووفقاً لتقارير باحثي مؤسسة "الحق" الميدانيين والإفادات التي وثقتها المؤسسة وشهود عيان، فقد نصبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية العديد من الحواجز العسكرية على مداخل ومخارج المدن الفلسطينية بتاريخ 2/7/2011 بهدف منع انعقاد المسيرات السلمية لحزب التحرير، وشرعت في إيقاف عدد من السيارات المارة والتدقيق في الهويات الشخصية للمواطنين وإنزال من يشتبهون بأنه من عناصر حزب التحرير من السيارات وأمره بالعودة من حيث أتى وقد كان بحوزة الأجهزة الأمنية قوائم أسماء بهذا الخصوص. وقد خرجت مسيرة سلمية لحزب التحرير في مدينة نابلس حوالي الساعة الخامسة مساءً من المسجد الكبير (الصلاحي) بالبلدة القديمة باتجاه وسط المدينة حمل فيها المشاركون رايات الحزب، وعلى بعد نحو 150 متراً من خط سير المسيرة تعرض عدد من المشاركين فيها لاعتداءات من قبل الأجهزة الأمنية التي أطلقت النار في الهواء أيضاً لتفريق المسيرة، ما أدى إلى إحداث فوضى في صفوف المشاركين فيها، انسحب على إثرها عدد كبير منهم، فيما واصل عدد آخر التقدم، فجرى إطلاق النار بالقرب من أرجل المتقدمين فأُصيب ستة منهم بجراح من شظايا الرصاص نقلوا على إثرها إلى المستشفيات وهم: فراس عبد المجيد خياط، عبد الرحيم مهيار، معين محمد عبد العزيز، فراس الحاج عمر، زاهي بني شمسية، وأسامة فهيم. كما وخرجت مسيرة سلمية لحزب التحرير في مدينة قلقيلية حوالي الساعة الخامسة مساءً من مسجد السوق باتجاه الشارع الرئيسي للمدينة تحمل رايات الحزب، وتعرض المشاركون في المسيرة لاعتداءات بالضرب بالهراوات من قبل الأجهزة الأمنية أدت إلى تفريقها وقد أُصيب في تلك المسيرة عدد من المشاركين عُرف من بينهم كل من: بسام عبد الرحيم داعور ضُرب بهراوة على رأسه نقل على إثرها إلى المستشفى، حسن عدنان زيد ضُرب بهراوات على رجله ويده اليسرى، عبد الفتاح طه ضُرب بهراوات في أماكن متفرقة من جسده خلال تصويره لاعتداءات الأجهزة الأمنية على المشاركين في المسيرة السلمية. وخرجت مسيرة سلمية لحزب التحرير في الخليل حوالي الساعة الخامسة عصراً من مسجد الشيخ علي البكاء باتجاه ميدان باب الزاوية، وعند وصول المسيرة منطقة باب الزاوية حاصرتها قوات كبيرة من الأجهزة الأمنية وشرعت بتفريقها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المشاركين بالمسيرة السلمية والاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات والأيدي والأرجل ما أدى إلى العديد من الإصابات في صفوف المشاركين وعدد من المارة وقد نقل نحو عشرين شخصاً مصابين بجروح ورضوض وكدمات إلى مستشفى الخليل الحكومي. وقد شهدت مدن أخرى مسيرات سلمية لحزب التحرير ومن بينها المسيرة السلمية التي انطلقت من منطقة كفر عقب باتجاه مدينة رام الله وقد تم تفريقها من قبل الأجهزة الأمنية التي نصبت حاجزاً عسكرياً على مدخل رام الله الجنوبي "مدخل عرابي" بحيث منعت المشاركين فيها من التقدم باتجاه مدينة رام الله. وقد أسفرت تلك المسيرات عن اعتقال العشرات من أنصار الحزب من قبل الأجهزة الأمنية تم الإفراج عن معظمهم في وقت لاحق فيما تم توقيف عدد منهم بتهمة التجمهر غير المشروع ومقاومة رجال الأمن. الموقف القانوني لمؤسسة الحق إن مؤسسة "الحق" وإزاء تلك الأحداث المؤسفة التي وقعت نتيجة منع الجهات الإدارية والأمنية في السلطة الفلسطينية لحزب التحرير من عقد تجمعه السلمي المركزي في مدينة رام الله، ترى ما يلي: أولاً: إن حرمان حزب التحرير من حقه في عقد تجمعه السلمي المقرر بتاريخ 2/7/2011 بدواعي أن الحزب غير مرخص قانوناً، وهو ذات المبرر الذي مُنع على أساسه الحزب من عقد تجمعه السلمي في العام الماضي بتاريخ 17/7/2010 وأكده الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري آنذاك قائلاً بأن حزب التحرير هو حزب محظور ولا يستطيع الحصول على إشعار بعقد تجمع سلمي، هو إجراءٌ مخالفٌ لأحكام القانون، وذلك لأن حزب التحرير هو حزب قائم بقوة أحكام قانون الأحزاب السياسية رقم (15) لسنة 1955 ساري المفعول في الضفة الغربية، حيث نصت المادة (12) من القانون المذكور على أن "تعتبر جميع الأحزاب السياسية التي كانت تعمل عند نفاذ هذا القانون قائمة وتستمر في نشاطها الحزبي وفق هذا القانون" وحيث أن حزب التحرير قد تأسس في القدس مطلع العام 1953 على يد القاضي تقي الدين النبهاني وشارك في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الضفة الغربية عام 1955، فإنه بذلك حزبٌ قائمٌ بقوة قانون الأحزاب السياسية الذي لا زال ساري المفعول لغاية الآن في الضفة الغربية. وعليه، فإن القول بأن حزب التحرير هو حزب غير مرخص أو حزب محظور يفتقر إلى أيّ نص قانوني سارٍ للمفعول يُبرره. كما أن حزب التحرير قد سبق وأن عقد تجمعات سلمية خلال السنوات الماضية، ولم يتم منعه من قبل جهات الاختصاص في السلطة الوطنية، بما يؤكد انعدام الأساس القانوني للمنع على هذا الصعيد. ثانياً: إن إبلاغ ممثل حزب التحرير "شفهياً" من قبل مكتب محافظ رام الله بتاريخ 30/6/2011 برفض السماح للحزب بعقد تجمعه السلمي المقرر بتاريخ 2/7/2011، رداً على الإشعار "الخطي" الذي تقدم به ممثل الحزب بتاريخ 8/6/2011 لعقد التجمع السلمي المذكور، هو إجراءٌ مخالفٌ لقانون الاجتماعات العامة رقم (12) لسنة 1998 وتحديداً نص المادة (4/د) والتي أكدت صراحة على أنه في حال عدم تلقي الجهة المنظمة للتجمع السلمي "لأي جواب خطي" فإنه يحق لها إجراؤه في موعده المحدد طبقاً لما هو وارد في الإشعار المقدم من قبلها. وحيث أن حزب التحرير لم يتلقَ أية إجابة "خطية" على إشعاره المقدم فهذا يعني من الناحية القانونية موافقة كاملة من جهة الاختصاص على كل ما ورد في إشعار الحزب دون أية قيود. ثالثاً: إن حزب التحرير قد استخدم حقاً دستورياً وقانونياً مكفولاً له في القانون الأساسي بعقد تجمع سلمي وهذا ما أكدته المادة (26) من القانون الأساسي والتي نصت على أن "للفلسطينيين حق المشاركة في الحياة السياسية أفراداً وجماعات ولهم على وجه الخصوص الحقوق الآتية: ... عقد الاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات في حدود القانون". وأكدته أيضاً المادة (2) من قانون الاجتماعات العامة والتي نصت على أن "للمواطنين الحق في عقد الاجتماعات العامة والندوات والمسيرات بحرية، ولا يجوز المساس بها أو وضع القيود عليها إلاّ وفقاً للضوابط المنصوص عليها في القانون". وحيث أن حزب التحرير قد استخدم حقه في القيام بعقد تجمع سلمي حسب الأصول الدستورية والقانونية فإن منع استخدام هذا الحق من قبل السلطة التنفيذية قد خالف أحكام القانون الأساسي وقانون الاجتماعات العامة مخالفة واضحة ومؤكدة. رابعاً: إن قيام الأجهزة الأمنية باستخدام القوة المفرطة لفض المسيرات السلمية التي نظمها حزب التحرير في عدة مدن بالضفة الغربية ومن بينها استخدام الرصاص الحي والهراوات والضرب بالأيدي والأرجل وما نجم عنها من إصابات في صفوف المشاركين في المسيرة وبعض المارة وبخاصة من شظايا الرصاص الحي نقلوا على أثرها إلى المستشفيات، يعد إخلالاً بقواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين بما يشكل مخالفة لأحكام المادة (84) من القانون الأساسي والتي شددت على أن تؤدي القوى الأمنية والشُرطية واجباتها في الحدود التي رسمها القانون في احترام كامل للحقوق والحريات، وإخلالاً بالمواثيق الدولية وبخاصة مدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1979. خامساً: إن منع حزب التحرير من استخدام حقه الدستوري والقانوني في عقد التجمعات السلمية وفض المسيرات السلمية التي نظمها بالقوة المفرطة من قبل الأجهزة الأمنية يعد جريمة دستورية موصوفة في القانون الأساسي بمقتضى المادة (32) منه وتستوجب محاسبة مرتكبيها ولا تسقط الدعوى الجزائية أو المدنية الناشئة عنها بالتقادم كما وتستوجب تعويضاً عادلاً من قبل السلطة الفلسطينية لمن وقع عليه الضرر. سادساً: إن احتجاز الأجهزة الأمنية لعدد من أعضاء حزب التحرير وتوقيفهم بتهمة التجمهر غير المشروع يندرج في إطار الاحتجاز التعسفي لانتفاء الجريمة، وذلك لأن التجمهر غير المشروع يتم بقصد ارتكاب جرم أو الإخلال بالأمن العام بحسب أحكام نص المادة (164) من قانون العقوبات رقم (16) لسنة 1960 ساري المفعول في الضفة الغربية، وحيث أن حزب التحرير قد مارس حقه الدستوري والقانوني في عقد تجمعه السلمي، فإن توقيف بعض عناصره بتهمة التجمهر غير المشروع لا يستند إلى أساس في القانون، ويندرج حسب تصنيف فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي ضمن حالات الاحتجاز التعسفي. سابعاً: تطالب مؤسسة "الحق" بفتح تحقيق فوري بكافة ملابسات ونتائج الأحداث المؤسفة التي وقعت نتيجة منع الجهات الإدارية والأمنية في السلطة الوطنية الفلسطينية لحزب التحرير من عقد تجمعه السلمي المركزي في مدينة رام الله بتاريخ 2/7/2011، بهدف تحديد المسؤوليات، وتقديم مرتكبي الانتهاكات للقضاء، كما وتطالب الجهات المختصة في السلطة الوطنية الفلسطينية باحترام الحق في التجمع السلمي وضمان احترامه كحق دستوري وقانوني مكفول للفلسطينيين جميعاً أفراداً وجماعات. - انتهى- وكذلك أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بيانا استنكر فيه ما قامت به السلطة من قمع ومنع واعتقالات. وهذا هو نص البيان. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين تفريق مسيرات حزب التحرير الإسلامي في الضفة الغربية الأحد, 03 يوليو 2011 16:00 المرجع: 62/2011 يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في رام الله ضد فعاليات حزب التحرير الإسلامي، وما رافقها من عمليات اعتقال، إطلاق نار واعتداءات بالضرب تعرض لها العشرات من المواطنين على أيدي أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية، خلال يوم أمس السبت الموافق 2/7/2011. ويؤكد المركز على أن الحق في التجمع السلمي مكفول وفق القانون الأساسي ووفقاً للمعايير الدولية لحقوق الإنسان. ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فرضت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية قيوداً على مسيرات حزب التحرير الإسلامي خلال إحيائه "الذكرى التسعون لهدم الخلافة الإسلامية"، وجرى الاعتداء بالضرب واعتقال وتوقيف العشرات من نشطاء وأنصار الحزب على يد أفراد الأمن في كل من مدن، الخليل، طولكرم، نابلس و رام الله. ففي مدينة الخليل، أصيب أكثر من عشرين مواطناً جراء تعرضهم للضرب المبرح من قبل رجال الأمن، فضلا عن إصابة البعض الآخر بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال تفريق مسيرة سلمية نظمها أنصار حزب التحرير الإسلامي مساء أمس السبت الموافق 2 يوليو/تموز 2011. ووفقاً لشهود العيان والضحايا، فإنه عقب الانتهاء من صلاة عصر أمس، خرج المئات من أنصار الحزب في مدينة الخليل في مسيرة سلمية من مسجد الشيخ علي البكاء باتجاه ميدان باب الزاوية والشوارع المحيطة به، حيث حوصرت المسيرة من قبل قوات كبيرة من جهاز الشرطة الفلسطينية تساندها قوات من الأمن الوطني ومنعت إكمال مسيرها. ودون سابق إنذار أو تحذير، شرعت تلك القوات بتفريق التظاهرة السلمية بواسطة العصي الخشبية والبلاستيكية والضرب بلكمات الأيدي والركل بالأرجل للمشاركين في المسيرة. وقام أفراد الأمن بإلقاء قنابل غاز مسيل للدموع تجاه المشاركين مباشرة، ولاحقوهم في الأزقة والشوارع وداخل المجمعات التجارية واعتدوا على بعضهم بالضرب. واشتبك بعض المتظاهرين مع أفراد الشرطة بالأيدي، فاعتقلت منهم العشرات. أسفرت تلك الاعتداءات التي قامت بها الأجهزة الأمنية عن إصابة 20 شخصاً [1] بجراح من قبل المتظاهرين وغيرهم من المارة بالشوارع وأصحاب المحال التجارية، من بينهم كبار في السن وأطفال، جميعهم أصيبوا بجروح نازفة ورضوض وكدمات وخدوش. وقد نقلوا بواسطة سيارات الهلال الأحمر ومركبات خاصة إلى مستشفى الخليل الحكومي ومراكز الإسعاف الأخرى. وفي مدينة نابلس، انطلقت مسيرة كبيرة عقب صلاة عصر أمس، من المسجد الكبير في البلدة القديمة نظمها حزب التحرير باتجاه وسط المدينة حمل فيها الرايات السوداء وكانوا يهتفون بشعارات تندد بالأنظمة العربية. وعلى بعد نحو 50 متراً من المسجد المذكور، شرع عدد من الأشخاص يرتدون لباسا مدنيا، تواجدوا بين المشاركين، بسحب بعضهم إلى الشوارع والأزقة والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، فيما قام شخصان آخران وقفا أمام المسيرة مباشرة وأطلقا النار في الهواء بواسطة مسدسين كان يحملانهما. أدى ذلك إلى ارتباك في المكان وفوضى في صفوف المشاركين في المسيرة، انسحب على أثرها عدد كبير من المشاركين، فيما واصل بعضهم التقدم، فما كان من المسلحين سوى إطلاق النار على أرجل المتقدمين، حيث أصيب ستة من المتظاهرين بجراح، نقلوا على إثرها إلى المستشفى. وفي أعقاب تفرق المسيرة، شنت أجهزة الأمن اعتقالات في صفوف أنصار حزب التحرير الإسلامي طالت شخصاً. وفي مدينة طولكرم، انطلقت مسيرة من مسجد عثمان بن عفان نظمها الحزب عقب صلاة العصر، باتجاه ميدان جمال عبد الناصر، وشرع خلالها أحدهم بإلقاء كلمة الحزب، حيث هاجمه أربعة أفراد من الشرطة المدنية وطالبوه بالتوقف عن إلقاء الكلمة واشتبكوا مع رفاقه في المكان. بعد ذلك انهي الحزب فعاليته وانفضت المسيرة، فيما قامت أجهزة الأمن بدفع تعزيزات للمكان وشرعت بحملة اعتقالات طالت عددا من أنصار الحزب. وفي مدينة رام الله، ومنذ الساعة 8:30 من صباح يوم أمس نصبت الأجهزة الأمنية الحواجز على كافة مداخل المدينة، وقامت عناصرها بتفتيش الهويات والسيارات واعتقال المشتبه بانتسابه لحزب التحرير ومنعه من دخول المدينة للمشاركة في مسيرة الحزب. وفي حوالي الساعة 2:30 مساء أمس، تجمع نحو 100 من أنصار حزب التحرير قرب دورا عرابي جنوب مدينة رام الله، ورددوا الهتافات ورفعوا رايات الحزب، فحاصرتهم قوات كبيرة من الأمن والشرطة ومنعت دخولهم وسط المدينة. ومن ثم شرع رجال الأمن بتفريق التظاهرة عبر إطلاق الرصاص في الهواء، والاعتداء عليهم بالضرب باللكمات والأرجل، حيث أصيب العشرات من المتظاهرين بالكدمات والرضوض. وفي ذات السياق، منعت أجهزة الأمن بالقوة مسيرة الحزب المقرر لها وسط مدينة رام الله، على دوار المنارة، وجرى اعتقال نحو 170 شخص من أنصار الحزب الذين تمكنوا من دخول المدينة. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يستهجن بشدة القيود المفروضة على فعاليات حزب التحرير من قبل حكومة رام الله، فإنه: 1) يدين بشدة منع عقد التجمعات السلمية، العامة والخاصة وتفريق المشاركين فيها بالقوة، ويؤكد على حق المواطنين الكامل والمشروع في عقد الاجتماعات العامة وتنظيم الاعتصامات والمسيرات السلمية وفقاَ للقانون. 2) يؤكد على أن المحافظ والشرطة لا يملكون أي حق قانوني بترخيص أو منع أي اجتماع عام أو مسيرة سلمية أو غيرها من أشكال التجمع السلمي، وأن القانون ينص فقط على "إشعار" المحافظ أو الشرطة من قبل المنظمين، وأن للشرطة أن تضع ضوابط "بهدف تنظيم المرور." 3) يجدد تأكيده على أن الحق في التجمع السلمي (الاجتماعات العامة) مكفول وفق القانون الأساسي والمعايير الدولية لحقوق الإنسان. [1] يحتفظ المركز بأسماء الجرحى. وكذلك أدان النواب الإسلاميون في المجلس التشريعي فيما نشرته وكالة قدس برس، قمع السلطة لمسيرات حزب التحرير، واعتبرت ذلك قمعا للحريات. وكذلك أدان حزب الشعب في بيان له فيما نشرته وكالة معا، تصرفات السلطة ومنعها للحزب من عقد مسيراته. وكذلك انتقد الكاتب الدكتور أسامة عثمانفيما نشرته شبكة أمين الإعلامية السلطة لقمعها مسيرات الحزب وطالبها باحترام حق الحزب في تنظيم تجمعات سلمية دون أية مضايقات. ونشر موقع صامدون مقالا للدكتور عبد الستار قاسم بعنوان الهجوم على حزب التحرير هاجم فيه السلطة لمنعها نشاطات حزب التحرير. **** ولكن الأمر اللافت أنّ الإعلام السلطوي وكثير من الإعلام الفضائي والذي يدعي الحيادية والموضوعية والرأي والرأي الأخر قد غاب تماما عن الأحداث وكأن شيئا لم يكن أو يحدث أمام سمع وبصر الآف من الناس. وهو ما يؤكد على أنّ تلك الوسائل والمنابر الإعلامية إنما تنفذ أجندتها وبرامجها بمعزل عن الحقيقة والواقع الذي ينطق بخلاف ما تروج له تلك الوسائل. وهو يؤكد على أنّ تلك الوسائل إنما تقف حجر عثرة في طريق تطلع الأمة نحو التغيير واستعادة عزتها، وهي بذلك تشابه الحكام الممولين لها والمغدقين على القائمين عليها. ولكن نسي هؤلاء أنّ الله قد تكفل بنصرة دعوته والعاملين لها ولو بعد حين.!!! {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } 22-7-2011

طالب عوض الله
08-03-2011, 10:07 AM
أوروبا تحترق بنيران تطرفها وإرهابها



حسن المدهون/ فلسطين



وجهت حادثة النرويج الإرهابية صفعة قوية لأوروبا كلها إزاء تنامي دعوات التطرف والتحريض على المسلمين.



هذه الحادثة صعقت المجتمع النرويجي وشعوب أوروبا بمجموعها، وهي أول نار تحرق الأوروبيين من داخل أوروبا نتيجة لما أشعله قادة أوروبا وإعلامها من حقد وتطرف ومعاداة للإسلام والمسلمين، في سياسة ممنهجة بدأت تظهر في الأعوام الماضية برعاية قادة أوروبا تحث الأوروبيين على التطرف وكراهية المسلمين والعداء لهم، فكان الأوروبيون هم أول من اكتوى بدعوات التطرف والعداء للمسلمين، نتيجة هذه الحادثة.



ولم تكن فقط الصفعة نتيجة لما تحدث به عن إعجابه وتقديره الكبير لمتطرفين في كيان محتل مثل "إسرائيل" هي الصفعة الوحيدة اللافتة في اعترافات منفذ العملية.

بل إن إعلان عداءه للمسلمين وكراهيته لهم هي الصفعة التي أتت على قادة أوروبا كلهم وهم الذين غذوا هذه النزعة العدائية للمسلمين بتصريحاتهم ومواقفهم خلال الأعوام الفائتة.

وهذا الإعلان قد تخطى الحواجز الحدودية لدول الاتحاد الأوروبي عندما أعلن عن علاقة وثيقة بين الفاعل الإرهابي وبين شخصيات متطرفة في بريطانيا، وعن إعجاب الفاعل بشخصية المعادي الهولندي للإسلام فيلدرز.

مما يعني أن أوروبا اليوم تكتوي بنيران التطرف التي زرعته أيدي قادته وأحزاب كثيرة مفلسة أصبحت مادتها الدعائية ترتكز على مفاهيم معاداة الإسلام وأحكامه من منع لغطاء الرأس والوجه ومنع لبناء المآذن والتضييق على المسلمين في أحكام دينهم في معاملة المرأة والأطفال ومحاربة ثقافتهم بحجة الاندماج.



ولسنوات طويلة أزكمت أنوفنا بموضوع الإرهاب، وتحول اللفظ الفضفاض إلى معنى معاداة المسلمين والإسلام وأن كل مسلم هو متهم حتى تثبت براءته، وتداعت وسائل الإعلام المحافظة كإمبراطورية مردوخ الإعلامية وغير المحافظة إلى التحذير من الإرهاب وجعل الكلمة ردفية للإسلام والمسلمين وضرورة وجود موقف قوي تجاه هؤلاء المتطرفين كما يصفون كثيرا من المسلمين وأن الغرب كما قال بوش الابن لا يحارب المسلمين وإنما يحارب المتطرفين وكأن بوش هو صاحب الحكم على المسلمين وهو الذي له حق تصنيفهم إلى متطرفين ومعتدلين وبحسب مفهوم التطرف و الاعتدال بما يلائم المصالح الأمريكية، وتبعته في كل هذا أوروبا وكثير من دولها في مشاركته الحرب على ما أسموه الحرب على الإرهاب، واشتركوا جميعا في احتلال أفغانستان وفي المسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن الجرائم التي تحدث فيها.



ثم امتدت الموجة إلى قلب العالم الإسلامي بضرورة تغيير مناهج التعليم وبضرورة المشاركة الأمنية للولايات المتحدة في جمع المعلومات وتتبع المطلوبين وتسليمهم وإقامة السجون السرية في بعض البلدان.



ثم كانت الموجة الثانية في العداء للمسلمين وقيمهم والتي أخذت دورا كبيرا في أوروبا على التحديد وابتدأت بمنع غطاء الرأس في فرنسا ولحقتها بلجيكا، ومن ثم وجد الأوروبيون أنفسهم في حالة انهزام حضاري على الرغم من التقدم المادي والتكنولوجي فبدأت حملات ثقافة الاندماج ومحاربة القيم الإسلامية للمسلمين المتواجدين في أوروبا.



والمؤشر الأخطر الذي دق ناقوس الخطر عند قادة أوروبا هو تنامي الإسلام وقيمه بين أبناء الجاليات المسلمة في أوروبا، بل وأصبح الإسلام دينا جاذبا لقطاعات بدأت تتنامى من ذوي الأصول الأوروبية، فكان التحول نذير خطر على حضارة الغرب المفلسة، إذ ما الذي يجذب الأوروبيين وهم دعاة الثورة الصناعية ودعاة الحرية وأصحاب الفكر الحر إلى ترك معتقداتهم والدخول في دين له منظومة فكرية تخالف واقع الحضارة الغربية قلبا وقالبا سوى أمرين اثنين وهما خواء الفكرة والحضارة الغربية بشقيها الرأسمالي البحت والرأسمالي الاشتراكي وثانيا القوة الفكرية التي وجدت في الإسلام ذاته.



فأدرك قادة أوروبا أن لا سبيل لمواجهة منظومة الإسلام الفكرية المتنامية في أوروبا إلا بسبيل واحد وهو الترهيب وخلق حالة من الرعب تجاه الإسلام والمسلمين واتهامهم تارة بالإرهاب وتارة بعدم الاندماج، عدا عن حملات التخويف المرعبة من الإسلام والمسلمين والتي شاركت فيها وسائل الإعلام المختلفة في أوروبا، والتي تهدف إلى خلق حالة نفسية ترعب المجتمعات الأوروبية من الإسلام والمسلمين بهدف منع التوجه المجتمعي باتجاه الإسلام في أوروبا.



وفي هذا الإطار جاءت تصريحات بابا الكنيسة بنديكتوس المعادية للإسلام وأهم أركانه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، وكأن أحد أهداف الكنيسة الخاوية تجميع الناس حولها وتنفيرهم من المسلمين بالكراهية لا بالمواجهة الفكرية بينها وبين الإسلام.



وتلا ذلك الإعلان والموجة التي رافقته ورفض البابا الاعتذار عن تصريحاته، موجة الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والتي أصبحت محمية بموجب قوانين الحريات العامة بينما تجرم نفس القوانين من يشكك في عدد ضحايا المحرقة!.



ثم جاءت تصريحات قادة أوروبا على مدار الأعوام الفائتة والتي تعج بالكراهية تجاه الإسلام سواء من ساركوزي أو ميركل أو بيرلسكوني أم آخرهم كاميرون اليميني المتطرف والمرتبط بشبهات ميردوخ مروج التطرف الأول والكراهية على الإسلام.



إن هذه الصفعة التي تلقتها أوروبا التي غذى قادتها العنصرية والتطرف، واجب عليها أن تعيد النظر ألف مرة في سياستها التي اختطها قادتها تجاه الإسلام والمسلمين وتجاه العنصرية التي زرعها الإعلام في مواجهة الإسلام وتمدده في أوروبا وإلا فإنها لن تكون آخر الحرائق التي تشتعل في أوروبا وبأيدي الأوروبيين أنفسهم لتمتد خارج أوروبا.



وما النزعات التي ظهرت في العقود والقرون الماضية في أوروبا من مثل ما قام به نابليون وهتلر إلا مثال على ما يمكن أن تحرق أوروبا به نفسها إن استمر قادتها في سياسة التحريض على الإسلام.



وهنا أنصح الأوروبيين وقادتهم ومؤسساتهم ومفكريهم أن يبحثوا في التطرف والإرهاب عندهم بدلا من إزكام أنفاسنا في بلاد العرب والمسلمين ببحث هذه الأمور، فمن يحترق بيته لا يسعه أن يذهب لإطفاء بيت الجيران ولو ادعى ذلك، ومن امتلأت جعبته بالمشاكل والأزمات ليس في وسعه أن يلعب دور المخلص ويقوم بتوزيع الهدايا .



فلينتبه الأوروبيون وقادتهم إلى مشاكلهم وأزماتهم بدلا من إظهار قلقهم على الشعوب الأخرى خاصة في بلاد العرب والمسلمين، فنحن في بلاد العرب والمسلمين اليوم بخير كبير وقد بدأنا نتلمس طريق نهضتنا على الرغم من القهر الذي زرعه الحكام المدعومون من الأوروبيين والأمريكان.

1-8-2011

طالب عوض الله
08-04-2011, 10:46 AM
قبل أيام أثار العلمانيون في كندا مسألة صلاة طلاب المدارس الجمعة في مدارسهم، والقضية شغلت الرأي العام على نحو ما

فأجرت إحدى محطات التلفزة تصويتاً على الموضوع

http://www.citytv.com/toronto/cityne...toronto-school

أجب على السؤال بـ نعم


Do you think Muslim prayers should be allowed in school?

yes

طالب عوض الله
08-04-2011, 11:16 AM
شراكة خطرة وصمت مريب:
الوليد بن طلال وميردوخ

في منتصف يوليو، أعلنت شبكة «بي سكاي بي» البريطانية (التي تملك شركة نيوز كورب 39% منها) أنها تجري محادثات مع مستثمر من أبو ظبي لإطلاق قناة إخبارية عربية تحت العلامة التجارية لـ«سكاي نيوز». وبحسب جريدة «ذا ناشينال» الأماراتية فإن هناك مستثمر سعودي يساند هذه القناة الجديدة. ولذلك، دفع هذا الخبر البعض الى التكهن بأنه لن يكون هناك قناتين بل واحدة. وكما يشرح الخبير الإعلامي كيش هايغي: «هل يمكن فعلا أن تكون هاتين القناتين واحدة ونفس الشيء؟ الأمير الوليد بن طلال أخبر قناة «بلومبرج» التلفزيونية في وقت سابق هذا العام انه يريد أن تستند قناته على نموذج عمل «سكاي نيوز» في الشرق الأوسط، وشبكة فوكس تعتبر عموما علامة لقناة ترفيهية، وليست علامة لقناة إخبارية ولهذه اللحظة، يبدو أن هناك مشروعين يحتمل أن يكونا متنافسين» ولكن لاعبين اثنين جديدين قد يمهدان الطريق لتوحيدهما ودمجهما نظرا لارتفاع تكاليف بث أخبار 24 ساعة.
وقال روب بينون المحلل الإعلامي المعروف في تصريح لجريدة «ذا ناشينال» الإماراتية: إن «إعلان سكاي نيوز السالف يرفع عدد قنوات الأخبار العربية الرئيسة إلى ما لا يقل عن أربعة ويمكن أن يكون هناك المزيد على الطريق. وهذا أكثر من طاقة سوق الأخبار في المنطقة (التي يمكن القنوات من العمل بدون أن تنهار) ولذلك نحن نتوقع أن يمهد هذا الطريق أمام توحيد ودمج بعضها». لكن ليس واضحا كيف سيتم تمويل القنوات الجديدة، فإطلاق قناة يتطلب عشرات الملايين من الدولارات. وعندما أطلقت حكومة الولايات المتحدة قناة الحرة في عام 2004، كانت الميزانية الأولية نحو 60 مليون دولار. وفي العام الماضي بلغت ميزانيتها 128 مليون دولار. وفي حالة قناة «الجزيرة»، التي كافحت من أجل النجاة لتدهور عائدات الإعلانات بسبب الضغط السعودي على المعلنين بعدم التعاون مع القناة. وهناك تقارير تفيد بأن الحكومة القطرية قد تضخ قريبا نحو 400 مليون دولار في ميزانية قناة الجزيرة لتواصل العمل بقوة خاصة بعد إطلاق قناة الوليد الجديدة لتكون الجزيرة في القمة بين المتنافسين على الفضاء الإخباري العربي، وبدون الإعتماد على الإعلانات. وكذلك تعتبر قناة «العربية» مشروعا مكلفا، مع اعتراف «إم بي سي» أنها تخسر منذ إطلاق قناة العربية، على الرغم من أن العربية تدعي جذبها إعلانات أكثر من الجزيرة بثمانية أضعاف.» وكما قال عبد الرحمن الراشد مدير قناة «العربية» لصحيفة فاينانشال تايمز: «إذا كنت تريد أن تعتمد قناة إخبارية على نفسها لتواصل العمل، فهذا يعني بالتأكيد أنها ستواجه صعوبات كبيرة في السوق». وأضاف الراشد: «اذا نظرتم الى قناة «العربية»، فإنها بدون دعم «إم بي سي» تعتبر خاسرة، وليس مجرد أية خسارة، بل يجب أن ننتظر 10 سنوات أخرى قبل أن تربح شيئا بنفسها».


صمت مريب للصحافة!!!
في حين أن إطلاق القناتين الجديدتين سوف يشعل – بدون شك- جدل كبير في المنطقة عندما تبدآن العمل حول توجهات تلك القناتين، فإن خبر شراء نيوز كورب حصص في روتانا، ومن ثم إعلان قرب إطلاق قناة إخبارية للأمير الوليد لم يثر رد فعل حسب ما يستحقه هذا الحدث الهام. تفاصيل الصفقة والقناة الجديدة نشرت في الصفحات «الإقتصادية» للصحف والمجلات والمواقع الإخبارية على الانترنت. وكما يقول الكاتب والمؤلف الفلسطيني الأمريكي الدكتور رمزي بارود «تعتبر روتانا، وفقا لمعايير العالم العربي، شركة إعلامية عملاقة، وعدم وجود أي محاولة لتحليل العلاقة بينها وبين إمبراطورية ميردوخ الإعلامية التي ألحقت بصورة العرب الكثير من الضرر وساهمت في تحريض وتشكيل رأي عام أمريكي مساند للحرب على أفغانستان والعراق، وما زالت تواصل نفس السياسة الإعلامية المناهضة للعرب حتى يومنا هذا، وهذا يدل بوضوح أن الصحفيين العرب خائفين من مجرد الخوض في هذا الموضوع».
ويضيف بارود: «وحتى هؤلاء الذين يملكون بعض الجرأة لنقد هذه الشراكة الخطرة قد لا يملكون حضورا قويا ولا مستوى من التغلغل والنفوذ لتوعية الناس عن خطورة دخول ميردوخ الفضاء العربي وتشكيل رأي عام مناهض لهذا الحدث الكارثي. ومن المدهش والمريب صمت حتى بعض وسائل الإعلام اليسارية والقومية. ولكن مرة أخرى، فإن كل هذا يوضح عدم وجود تقدير لدور وسائل الإعلام في صياغة وتكوين فكر المجتمع. ولو كانت هذه الشراكة حدثت في أجزاء أخرى كثيرة من العالم، فإنها ستصبح موضوعا رئيسا للمناقشة والجدل، كما كان الحال في الواقع كلما عملت «نيوز كورب» تحركات مماثلة سابقا». في الواقع، عندما اشترت «نيوز كورب» شركة «داو جونز»، صاحبة صحيفة «وول ستريت جورنال» في 2007، بدأ مدونون الكتابة على عجل وكذلك فعل كتاب الرأي للتحذير من خطورة ميردوخ على المهنية الإعلامية. ولكن عندما وصل الأمر إلى اتفاق شركة روتانا مع نيوز كورب مر الأمر بسلام كأنه لم يحدث ولم يعلن عنه وكأنه أمر ثانوي قليل الأهمية. وفيما عدا استثناءات محترمة وقليلة، فإن وسائل الاعلام العربية كانت هادئة بخصوص هذه الصفقة، على الرغم من انعكاساتها الخطيرة المحتملة على الإعلام في منطقة الشرق الأوسط.
ربما يعتقد الصحفيون أن القناة الاخبارية الجديدة لن يكون لها تأثير كبير عندما تنطلق نظرا للعدد الكبير من القنوات الفضائية التي تبث إرسالها بالفعل في المنطقة. ولكن ربما يحق لمراقب مثلي يعتقد أن في الشرق الأوسط تحديدا، بخلاف جميع الأماكن، كان من الواجب حدوث رد فعل أكثر من الصمت المريب لدخول إمبراطورية ميردوخ الإعلامية التي كان لها الدور الأبرز في قرع طبول الحرب لغزو أفغانستان والعراق أكثر من أية مؤسسة إعلامية أخرى، وعلاوة على ذلك، تؤيد الصهيونية بحماس بالغ. مثل هذه المعلومات المعروفة ليست عصية أو مجهولة على الصحف المستقلة اليسارية اللبنانية مثل «السفير». ففي تعليق هام على الصفقة للكاتب السياسي اللبناني البارز «ساطع نور الدين» جادل نور الدين بأن الامير الوليد بن طلال «لن يكون قادرا على مواجهة ومقاومة أيديولوجية «نيوز كورب» الشهيرة والعتيدة إذا كان يقول بنفسه إن وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ككل ضد العرب، وضد المسلمين، ومؤيدة لإسرائيل». ولذلك، هذا التعاون مع نيوز كورب لا يخدم الجهود المبذولة لتحريك المجتمع السعودي والمجتمعات العربية والخليج بصفة عامة نحو جو من الليبرالية، ولكنه بدلا من ذلك قد يدفع بالمزيد منهم إلى أحضان أسامة بن لادن».
الصمت الإعلامي في المنطقة يعكس في العديد من الطرق مسار إعلام الشرق الأوسط منذ نشأته: من طابع قومي عروبي في النصف الأول من القرن العشرين في تناغم مع عالم «ما بعد الاستعمار»، إلى طابع حكومي يخدم مصالح الدولة والنخبة الحزبية في حالات بلدان مثل لبنان. ثم جاءت وسائل الإعلام الخاصة والتجارية في التسعينيات مع ظهور الفضائيات والكابلات، مثل شبكة «إم بي سي» السعودية، وشبكة «آي آر تي» التي يملكها السعودي صالح عبد الله كامل، وشبكة «أوربت»، وهي عضو في مجموعة موارد السعودية والتي اندمجت مؤخرا مع شبكة «شو تايم» الكويتية. وبينما وسائل الاعلام الغربية أصبحت تندمج بصورة متزايدة لكي يصبح هناك لاعبين كبار قليلين، فإن الهيئات الإعلامية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط كانت منذ وقت طويل محتكرة عند قلة معظمها سعودية وتربطها علاقات وثيقة مع العائلة الحاكمة، والتي لها مصلحة في الحفاظ على واستمرارية الوضع الراهن. على سبيل المثال، الأمير الوليد بن طلال يسيطر على حصة في «إل بي سي-سات» كما سلف، ويملك حصصا في صحف لبنانية كالنهار والديار، في حين أن الأمير خالد بن سلطان هو أيضا مساهم في «إل بي سي» وصاحب جريدة «الحياة» العربية الدولية. مثل هذا الوضع من توحيد ملكية وسائل الاعلام يعني دائما أن الصحفيين والمحررين لا يستطيعون أن يكتبوا بصراحة غير مألوفة حتى لا تتعرض فرص عملهم للخطر في المستقبل لو نقدوا تلك الصفقة.
ويؤكد بارود إن «تحالف وسائل الإعلام والإستحواذ عليها بالشراء واندماجها نما بسرعة حتى أصبح الطريقة المعتادة لعمل وسائل الإعلام العالمية اليوم، وهذا تطور خطير في حد ذاته لأنه يحد من تنوع الآراء، والديمقراطية - أو الديمقراطية المحتملة - وحرية التعبير» ويضيف بارود: «ومع ذلك، في حالة تحالف روتانا ونيوز كورب، فإن حجم الضرر أسوأ من ذلك بكثير، وأشد إلحاحا للنقاش والنقد. فالعالم العربي لم يفطن حتى الآن بالصورة المطلوبة ليحس بمدى هذه المشكلة الخطرة. إنه أمر مؤسف جدا. نيوز كورب التابعة لروبرت ميردوخ أكثر من شركة إعلامية تركز على الربح فقط. فهي تتميز عن غيرها بأجندة وأيديولوجية واضحة لا يمكن حجبها. وبإتاحة هذه الفرصة لها تحت ستار نقل التكنولوجيا، أو أي عذر كان، فإن روتانا تكون قد أدخلت لاعبا جديدا وخطيرا إلى فضاء الإعلام العربي، الذي تفتقر قنواته بالفعل إلى هوية أصيلة ولا يمكنها الوقوف في وجه عملاق عالمي مثل نيوز كورب، وهذا الأخير لا يتوقف عند حدود 9% من أسهم أي هيئة إعلامية يرتبط بها، لأن نموذجها المسيطر يعتمد على التوسع المستمر والسريع. ومن الصعب تخيل بزوغ أي سيناريو جيد نتيجة تحالف روتانا مع نيوز كورب» انتهى كلام بارود.
في الواقع، أشار الأمير الوليد بن طلال في بيانه الأولي عن هذا التحالف أن دوافع شراء نيوز كورب حصص في روتانا له حافز أكبر من مجرد الأرباح فقط. الأمير قال: «هذه الصفقة مع «نيوز كورب» قيّمت روتانا بمبلغ أكثر من 800 مليون دولار. ولكن الصفقة هي أكثر بكثير من مجرد تمويل إضافي لروتانا، لأن روتانا لا تحتاج إلى تمويل، ولها ديون تقارب الصفر». وأكد ميردوخ تصريح الأمير الوليد بن طلال عندما كان يتحدث في مؤتمر القمة الإعلامية في أبو ظبي: «لكي أكون صريحا، روتانا لا تحتاج حقا تمويلنا. نحن نتشارك مع روتانا لأجل شيء أكثر طموحا: الاستفادة من المواهب العربية لكي نقدم منتوجات عربية مبتكرة للأسواق هنا وفي الخارج». الصفقة مع روتانا تسمح لـ «نيوز كورب» رفع حصتها بعد 18 شهرا إلى 18.8% أي ما يعادل 70 مليون دولار إضافية.
هناك الكثير من الأسئلة لا تزال إجاباتها غامضة حول دخول «نيوز كورب» إلى المشهد الإعلامي في المنطقة وكيفية عمل القنوات الإخبارية القادمة. هناك بالفعل حديث أن مشروعات الأمير الوليد بن طلال سوف تسعى لاستمالة بعض المذيعين وكبار مقدمي الأخبار من قناة «الجزيرة» وقناة «العربية»، في حين أن قناة الجزيرة قد أشارت إلى أن الشبكة سوف تزيد في ميزانيتها لتكون أكثر من مستعدة للمنافسين الجديدين القادمين. وبالطبع قد يكون ظهور قناتين جديدتين مفيدا للحريات الإعلامية في المنطقة، مما يجعل من الصعب على الحكومات السيطرة على أربع قنوات فقط بدلا من قناة الجزيرة وقناة العربية. ولكن رغم ذلك، قد لا يحدث أي فارق بالنظر إلى أصل وملكية تلك القنوات. ويمكن استخدام القنوات كأدوات لتأجيج التوتر بين دول الخليج — وأفضل دليل المشاحنات السابقة بين السعودية وقطر على قناة الجزيرة وقناة العربية — وعلى نطاق أوسع حول قضايا جيوسياسية، مثل ايران والعراق واليمن. ولكن السؤال الأهم من ذلك: «هل ستتمكن هذه القنوات الجديدة من تقديم تغطية “موضوعية” لأخبار الدول التي توجد فيها مقراتها؟»
لقد تم حظر كل من قناة الجزيرة وقناة العربية في بعض البلدان لتقديمها حقائق غير مريحة للبعض. ولكنهما لا تطبقان نفس المعايير المهنية عند تغطية بلديهما. ولكن معرفة الأخبار المقبولة من غير المقبولة يعتبر مساومة مهنية تتقنها “نيوز كورب” بعدما نجحت في إبرام صفقة سحرية مع الرقابة الصينية لتمنح شبكته «ستار تي في» حق البث بدون مضايقات في أكبر دولة في العالم رغم وجود قانون يمنع بث قنوات غير حكومية، (ولكن ميردوخ حاورهم واستجاب لأهم تحفظ لديهم وحذف قناة «بي بي سي» من شبكته حتى لا تزعجهم مستقبلا). وعلاوة على ذلك، ميردوخ والوليد بن طلال رجلين قويين ومؤثرين، ويمكنهما مواجهة السلطة ولكن في كثير من الأحيان يفضلان التصالح معها وتشكيل خطابها. ميردوخ على أية حال كان لديه – كما قال- خط ساخن مباشر مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير خلال الفترة التي قضاها في منصبه، وتحدثا معا ثلاث مرات في تسعة أيام في الفترة التي سبقت غزو العراق. في نهاية المطاف، ربما من السابق لأوانه التنبؤ بدقة بماهية هذين المشروعين الجديدين. ولكن المؤكد أن الإحتكار الثنائي لقناتي العربية والجزيرة لأخبار المنطقة سوف يهتز بقوة قريبا.
________________
بول كوكرين: كاتب بريطاني مستقل مقيم في بيروت منذ عام 2002. يحمل بكالوريوس وماجستير في تاريخ الشرق الأوسط. يكتب بانتظام في صحف عربية وغربية عن الثقافة والسياسة والإعلام والأعمال. يساهم في تحرير فصلية «آرب ميديا آند سوسيتي» (الإعلام والمجتمع العربي) التي نشرت هذا المقال الرائع على موقعها في النت (العدد 11، صيف 2010).
منقول : مجلة الزيتونة
المصدر: مجلة الكلمة

طالب عوض الله
08-06-2011, 09:55 AM
الإرتقاء بالثورة


د. ياسر صابر
اللحظة التى أعلن فيها الجيش المصرى العظيم إنحيازه للشعب وتبنيه للثورة كانت لحظة فارقة فى سير الثورة ، بل إن سير الثورات فى البلدان العربية الأخرى ومواقف الجيوش المخزية التى إختارت أن تدافع عن أنظمة لاتملك من أمرها شيئاً أظهرت بشكل واضح بأن الجيش المصرى ليس فقط أمل مصر بل هو أمل الأمة كلها فى التغيير الحقيقى المنشود الذى ينقل الأمة من دور التابعية للغرب إلى دور القائد للعالم كله ، القراءة الصحيحة للواقع تقطع بأن هذا الدور المنوط بالجيش المصرى سوف يترجم بإذن الله إلى واقع وليس درب من دروب الخيال .

ولكن من الملاحظ فى الفترة الأخيرة أن المجلس الأعلى الذى يوجد الأن فى سدة الحكم يسير بخطوات بطيئة نحو التغيير الذى أعلن هو مساندته إياه فى بداية الثورة ، بل إن السلوك الذى يتبعه المجلس فى الأونة الأخيرة يوحى وكأن هناك تباين فى الأراء داخل المجلس نفسه ، وهذا لايعنى شىء سوى أن هناك ضغوطاً خارجية تمارس على المجلس الأعلى وهذه الضغوط لايمكن أن تمارس إلا من أمريكا عدوتنا الأولى التى قامت ثورتنا ضد نظامها فى مصر. وكان هذا واضحاً بتكثيف الزيارت للمسؤولين الأمريكيين الكبار إلى مصر أثناء الثورة وبعدها مما يعنى أن أمريكا تنظر إلى الثورة بعين العداء ، وليس كما يتشدق مسؤولوها بأنهم يساندون ثورة الشعب المصرى . ولم يهدأ لأمريكا بال فقامت بضخ أموالها لإعلاء الصوت العلمانى فى مصر عن طريق المأجورين ، وإعلامها الذى فتح لهؤلاء أبوابه ولم تكتفى أمريكا بهذا بل أصبحت تراوض الحركات الإسلامية عن نفسها لعلها توقعهم فى شراكها وتستطيع من خلالهم أن ترمم نظامها المتهاوى فى مصر .

كل هذه الأحداث والشواهد تلزمنا أن نرتقى بمستوى الثورة وهذا لن يكون إلا أن نضع فى الإعتبار أن ثورتنا هى ثورة على أمريكا وليست على رجالات أمريكا فى مصر، فإن لم تقطع اليد الأمريكية التى تعيث فساداً فى مصر فلن يكتب لثورتنا النجاح ، ولايجب أن يترك المجلس الأعلى للقوات المسلحة بمفرده يواجه كل الضغوط الخارجية لأنه بحاجة إلى دعم من الثورة ، وربما يستغرب البعض ويطرح سؤالاً مشروعاً : كيف تحتضن الثورة المجلس الأعلى وهو الحاكم والأصل أن يحتضن هو الثورة ؟

نعم إن فى الأجواء الطبيعية يستطيع المجلس الأعلى حسم الأمور وإحتضان الثورة والوصول بها إلى بر الأمان بكل سهولة ، ولكننا لم نكن نعيش فى أجواء طبيعية فى ظل حكم المخلوع مبارك الذى سلم كل مؤسسات الدولة إلى الأمريكان يعيثوا فيها فساداً ، وهذه كانت الطامة الكبرى إذا علمنا الطرق الشيطانية التى يقوم بها الأمريكان لربط هذه المؤسسات بهم ، وإبتزازها بالشكل الذى يجعل التململ من الأمريكان من الأمور الصعبة. لذلك يجب أن نقرأ الواقع قراءة صحيحة ونعلم أن هذا حالنا فلانهرب منه ! ولا نترك المجلس الأعلى يصارع بمفرده ، بل يجب علينا أن نرتقى بثورتنا لتتخلى عن المطالب الضيقة الفئوية التى لايمكن أن تتحق والوضع كما هو الأن وننطلق بها إلى المستوى الذى يليق بها.

يجب على الجميع أن يركز على مطلب جوهرى ألا وهو إجتثاث الأيدى الأمريكية من مصر وقطع كل العلاقات مع أمريكا بإعتبارها العدو الأول للأمة ، فلا يجوز لنا أن نتركهم يعبثوا بثورتنا من خلال تقديم رجالاتهم الواحد تلو الأخر فإن تبين أن أحدهم قد تم حرقه عمدوا إلى الذى يليه وهكذا . يجب أن يرتفع صوت الثوار عالياً ليسمعه كل العالم بأن أمريكا هى عدوتنا الأولى ويجب طردها من مصر وقطع كل العلاقات معها وإغلاق سفارتهم التى تجاوز عدد أتباعها فى بلدنا الآلاف وكأنهم دولة داخل دولة . يجب أن تتصدى الثورة لكل من تسول له نفسه بفتح حوار مع الغرب عموماً وأمريكا بوجه الخصوص سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو أحزاباً سياسية لأن هذه خيانة للثورة وطعن لها من الخلف ولايجوز السكوت عليها.

فقط بالإرتقاء بالثورة على هذا الوجه يمكن أن نقوى من موقف المجلس الأعلى ليحسم أمره ويتم القضاء على التردد الذى يسود قراراته لأنه سيعرف عندها أن هناك شعباً يقف وراءه وأن هذا الشعب على عداء مع أمريكا ، وعندها سوف تتمايز الصفوف ويتم القضاء على المناطق الضبابية التى لانستطيع أن نميز فيها من يقف مع الأمة فى خندق واحد ومن يقف مع أمريكا ومصالحها. أما الدوران حول السبب الذى أوصلنا لما نحن فيه دون العمد إلى دهسه بأقدامنا الثائرة فسوف يتركه يتوحش ويقوى بالشكل الذى لن نقدر عليه بعد ذلك ولانستطيع إزالته .

يجب علينا أن نقدر ثورتنا وبأنها ثورة فريدة وبأن وجودها وسيرها كان مشمول برعاية الله وبإصرارنا على أن تبقى هذه الثورة ربانية سوف يكلل الله نجاحهاً ، والشعب الذى إستطاع أن يسقط مبارك فى 18 يوماً يجب أن يكون قادراً على إزالة النفوذ الأمريكى من مصر فى أيام معدودات إذا إتخذ هذا مطلباً يرتقى بثورته به .



dr.saber22@yahoo.com

www.twitter.com/dryassersaber

طالب عوض الله
08-09-2011, 10:18 AM
هل يمكن أن يحصل تحرير بديمقراطية؟

بقلم خالد زروان



الديمقراطية هي نظام حياة كامل من وضع البشر. يقوم نظرياً على حكم الشعب لنفسه بنفسه. أي أن الشعب نظرياً، هو الذي يشرع لنفسه القوانين والتشريعات التي يحتكم إليها. عملياً، وبإعتبار أن هذا المبدأ غير قابل للتطبيق، فإنه يتم اللجوء إلى آليات لحصر الأفراد الذين يقومون بالتشريع. وينتهي الأمر إلى لجنة ضيقة تقوم بسن قوانين وتشريعات لمجموع الأفراد. ويتبين أن حكم الشعب لنفسه بنفسه، هي أكذوبة يهيم بأوهامها أكثر الناس اليوم. فالتشريعات والقوانين انما واضعوها هم أفراد محصورون وليس مجموع الأفراد.
وبإعتبار أن الديمقراطية هي الجانب السياسي من النظام الرأسمالي، فإن المشرعين الفعليين والحقيقيين هم أصحاب رؤوس الأموال واللوبيات المتنفذة. وليس لعامة الشعب من التشريع من نصيب. ومن يضع القانون، هو مخلوق ناقص عاجز ومحتاج، لا يدرك حاجات الناس الأساسية ولا يحسن تقدير فطرهم ولا غرائزهم، فكيف بمن لا زال يجهل نفسه أن يضع قانوناً لنفسه، فما بالكم بوضع قانون للناس أجمعين. ثم إن هذا المشرع البشر، هو غير موضوعي بطبعه، فالقانون سوف يحفظ فيه أكيداً ما يخدم مصالحه ويصونها، ولذلك يحق له أن يقول كما يقول كل الحكام اليوم وقواد الدول الكبرى: "القانون هو الفيصل". فلو لم يكن المتنفذون وأصحاب رؤوس الأموال هم الذين ودعوا تلك القوانين، لما رفعوا القانون سلاحاً في وجه عامة الشعب وشعوب العالم المستضعفة.

لذلك فحاجة الإنسانية إلى مشرع من خارج الإنسان، هي حاجة ملحة وأكيدة. وهذا يدركه المفكرون الغربيون جيداً. فمدارس التواصل الحديثة تدرك هذا العجز الذاتي للنظام الديمقراطي وتدرك هذه الحاجة الاكيدة لنظام نابع من خارج الإنسان. فمدرسة ستيفن كوفوي لمعارف التواصل وهي مدرسة تعتبر سباقة في ميدانها ويعتبرها المفكرون والمختصون أنها مدرسة القرن الواحد والعشرين لمعارف التواصل تقوم على أمر جوهري ألا وهو محورية المبدأ في حياة الإنسان. وتعرف هذه المدرسة المبدأ أنه مجموع مفاهيم نابعة من خارج الإنسان. وإعتباراً لمنبعها، فإنها تكون موضوعية، ولذلك تصف هذه المدرسة المبدأ، على عكس القيم، بالموضوعية.

فهل وجد الناس هذا المبدأ النابع من خارج الإنسان الذي يمكن أن تحتكم إليه الإنسانية فيحدث فيها العدل والحرية والكرامة والمساواة أمام المشرع، وينتج عنه سعادة؟
ستيفن كوفوي وهو مسن في التسعين اليوم، يقترح خليطاً من المباديء يعتبرها قادمة من خارج الإنسان. فقد اطلع على الهندوسية، والبوذية والإسلام -قرآن، سيرة إبن هشام،…- … وإستخلص مجموعة من المباديء التي يراها ثابتة لدى الجميع، من مثل لا تكذب، لا تسرق، اغتنام الوقت،… ويقوم ومدرسته بعمل طليعي في إعادة هيكلة المؤسسات من العائلة إلى الشركة إلى الدولة وصانعي القرارات. ولكن هذا العمل على مستوى المؤسسات والمجتمعات، هو كالمسكنات التي قام بها ساركوزي واوباما سنة 2009في الميدان الإقتصادي من أجل تأخير إنهيار الرأسمالية. والسؤال يبقى مطروحاً على الإنسانية ماهو هذا المبدأ الذي ينبع من خارج الإنسان ويقدم حلولاً لمشاكل الإنسان بصفة موضوعية تشيع العدل والمساواة وحرية الإنسان وكرامته ويحقق سعادته؟
على مستوى الحياة المعاشة اليوم يواصل الرأسماليون واللوبيات المتنفذة إحكام قبضتهم على الشعوب، ويتم إمتهان كرامة الإنسان وإطلاق الحروب وتجويع الناس ومصادرة خيارات الشعوب واستعبادها ومصادرة خيراتها وحتى مساكنها وأراضيها، وسلاحهم في ذلك واحد، هو: القانون، الذين يمتلكون تشريعه.

فهل وعى المسلمون على عظم رسالتهم التي كلفهم بها خالق الكون والإنسان والحياة وعادوا إليها لينجوا أنفسهم وينجوا البشرية من براثن الرأسمالية الجشعة واللوبيات الأخطبوطية التي تمتص دماء الشعوب وتفقرهم كل لحظة؟ فهي لا يمكنها أن تعيش على غير الظلم والقهر، لأمر بسيط، فالراسمالية اللاأخلاقية تعريفاً يقتلها العدل في التوزيع وينعشها تفاوت توزيع الثروات، فمشكلتها الإقتصادية هي إنتاج الثروة التي تتمثل في الموارد الطبيعية مثلاً في اغتصابها من اصحابها بشتى الطرق، كتنصيب من يخدم مصالحهم عليها عن طريق القانون والشرعية الدولية، ثم نقلها من مصادرها اليهم، أو تتمثل كذلك في إنتاجها عن طريق القانون الذي يتيح لصاحب فكرة إحتكار فكرته وهو ما يسمى بحقوق الملكية الفكرية. أما الإسلام فقد حدد مشكلته الإقتصادية بأنها مشكلة توزيع. وبذلك فعندما يتم العدل في التوزيع، يعتبر الإسلام أنه قد حل مشكلة الناس الإقتصادية، وهو عدو للظلم والقهر. وهذا ما تبغضه الرأسمالية والديمقراطية وهي الآن تقاومه على خطوط التماس، في تونس ومصر واليمن وسورية تحديداً. تريد استباقاً أو لحاقاً صرف انظار الشعوب عن إسلامها رسالتها منقذة البشرية.
لا تحرير بديمقراطية. لا تحرير بنظام ديمقراطي رأسمالي. انما التحرير يكون عندما يكون مشرع القانون من غير المخلوقين. أي أن يكون، بالنسبة لنا كشعوب مسلمة، الشرع من عند الخالق. أي الإسلام. عندها يتساوى الرئيس والمرؤوس، الغني والفقير، القوي والضعيف أمام شرع وقانون الخالق فيحصل العدل والمساواة ويحقق الإنسان حريته المطلقة بخضوعه لحكم الخالق بدل خضوعه لحكم المخلوق وهذا ما أسماه رسول الأنام صلى الله عليه وسلم في رسائله للملوك والقياصرة والأباطرة "إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد"، إخراج الناس من ربق قانون الملوك إلى قانون خالق الملوك وملكها. فأي حرية وأي عدل وأي كرامة تلك التي ينالها الإنسان بغض النظر عن إسلامه من عدمه، من أحكام وقوانين خالقه وبارئه؟!

طالب عوض الله
08-10-2011, 03:41 PM
الثورة السورية وضرورة التحام الجيش بالشعب



د. سعيد بن حسين

يعتصر القلب حزنا ويموت كمدا من هول ما يحدث لأهلنا ببلاد الشام, قلب الأمة النابض. شعب أعزل يواجه نظاما ستالينيا في قمعه, قذافيا في حقده, عدوا لدودا لشعبه, نذل في بطشه, وغد لئيم في تعامله, جبان أمام عدوه, لم يسلم من بطشه لا شيخ ولا رضيع ولا امرأة. أطفال في عمر الورد يعذبون ويقتلون بأبشع ما يمكن أن يتصوره العقل البشري: قلع للأظافر وسلخ للجلود وتكسير للعظام وتمزيق للأجسام بالرصاص المتفجر. ومع كل هذا فإنّ أهل الشام, أهل الرباط, صامدون في ميادينهم, ثابتون في ثورتهم. وتبا لنفس خدعتني, فأنا الذي تصورت نفسي بطلا مقداما تحدى السجن وأقبية المخابرات لمرات عديدة وإذا بي كقزم أمام شموخ هؤلاء الرجال وأي رجال, شباب في عمر الورد ينطلقون نحو الرصاص بأجساد عارية ويفترشون الأرض لتدوس أجسادهم الطاهرة دبابات المجرمين دفاعا عن أعراضهم وقراهم, ويعجز اللسان عن التعبير ويجف الحبر عن التوصيف, فبسالتهم وشجاعتهم فاقت كل تصور وصمودهم أذهل المراقبين والباحثين, ومعذرة إليكم يا أهل الشام لتخاذلنا عن نجدتكم, فأثار سايكس بيكو قد فعلت فعلها ومزقتنا شر ممزق, فهذه تونس ومصر بالرغم من نجاح ثورتيهما في إزالة الطغاة, لم ينجدا أهل ليبيا بل تركاه عرضة للقتل والتنكيل على يد القذافي ومرتزقته, وما ذلك إلا نتيجة للحدود الوهمية التي رسخت فرقتنا, وفرقت شملنا.

وعزاؤكم يا أهل الشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مدحكم فقال: "ألا إن عقر دار المؤمنين الشام, والخيل معقود على نواصيها الخير إلى يوم القيامة", وتلك منزلة عظيمة, وأنتم والله أهلها, فأنتم أحفاد الراشدين والقادة والفاتحين, أحفاد خالد ابن الوليد ونور الدين زنكي, وصلاح الدين الأيوبي, فاصبروا يا إخوة الإيمان, واعلموا أن النصر صبر ساعة, فأنتم والله على الحق, ونظامكم القمعي على باطل, وإن الله تعهد بنصر الحق على الباطل, ونصر المظلومين على الظالمين, وإن للباطل جولة ولكن للحق صولات, فاصبروا أيها الأحبة, فإن تكونوا تألمون, فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. فأنتم يا أهل الشام, الأتقياء الأوفياء, و إن البلاء على قدر الإيمان, وإنه ستمر بكم أيام صعبة فاصبروا وصابروا ورابطوا والله معكم ولن يتركم أعمالكم, وإن لشهدائكم المنزلة الرفيعة والمقام العظيم عند الله, وسيرفع ذكرهم في العالمين, وستغبطهم الملائكة لمحبة الله لهم, فأنتم من صدعتم بالحق وقلتم للظالم إنك ظالم, بالرغم من الويل والثبور وعظائم الأمور التي توعدكم بها بشار حارس اليهود وخادم الأمريكان, وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشركم فقال: "سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فنصحه فقتله", و قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد كلمة حق عند ذي سلطان جائر", فوالله لموت في طاعة خير من حياة في معصية, وموت العز في ساحة الوغى خير من موت الذل على فراش وثير.



يا أهل الشام, يا أهل المروءة و النخوة, إن النظام الشبيحي المجرم قد فقد صوابه ولن يصمد طويلا بإذن الله, وهو نظام فاقد للشرعية وتزداد عزلته داخليا وخارجيا يوما بعد يوم, وهو لا يستمد قوته إلا من فرق المخابرات والشبيحة, ولذلك نراه يستميت في الدفاع عن الأجهزة الأمنية ومقراتها, لأنها أداة قمع الشعب وتصفية المخلصين الغيوربن من ضباط الجيش السوري وجنوده, ولذلك عليكم بتفكيك هذه الأجهزة المخابراتية وذلك بنزول المدن الكبرى عن بكرة أبيها إلى الشارع, في يوم مشهود كما حدث في مصر وتونس, عندها ستنهار الأجهزة القمعية وسيضطر النظام المجرم إلى إنزال الجيش بكل فرقه وعدم الاقتصار على الفرقة الرابعة أو بالأحرى سرايا الدفاع سيئة الصيت عند السوريين, والحرس الجمهوري التي يعتمد عليها النظام الشبيحي المجرم في اقتحام المدن, وعندها سيصعب ضبط تحركات الجيش ومراقبتها كلها, وهو ما سيشجع ضباط الجيش وجنوده على الانشقاق عن النظام وستكون الفرصة سانحة للإطاحة ببشار و زبانيته وتخليص سوريا من شره, وإن وقوف الجيش السوري مع شعبه أمر لازم لزوم الماء للحياة, حتى تنجح الثورة, والجيش السوري لا يقل إخلاصا عن الجيش التونسي أو المصري اللذان وقفا مع شعبيهما, وضباطه وجنوده هم على حد تعبير أهل سوريا حماة الديار لا حماة بشار.



يا ضباط أهل الشام: أليس فيكم رجل رشيد يعيد الأمور إلى نصابها فيخلع هؤلاء الحكام المجرمين ويريح أهل سوريا من إجرامهم وحقدهم اللئيم. أيها الضباط في بلاد الشام، لقد أوصلكم بشار حارس اليهود ومضيع الجولان إلى شعب يقوم على الكراهية، يكره الأخ أخاه، على أنظمةٍ تقوم على المخابرات، يعتقل الواحد ابن عمه وأخاه وصديقه وجاره، على أنظمة تتفنن في القتل والتعذيب, و إن أهل سوريا يستنهضون هممكم ويستصرخون نجدتكم لتنقذوه من بشار ونظامه الشبيحي, وإنه لمن العار أن يوجه جزء من جيشكم دباباته ومدافعه ضد أبناء قرى ومدن سوريا العزل، وكان الأولى به أن يوجه نيران أسلحته صوب القصور الرئاسية بدمشق وما حولها ليدكها دكا عنيفا فيريح أهل الشام من شر زعيم عصابات المخابرات والشبيحة.

و نسأل الله أن يلين قلوبكم فتحزموا أمركم وتنحازوا إلى أهلكم, كما نسأله تعالى أن تكون هذه الدماء الزكية التي سالت في سبيله بداية النهاية لحكام سوريا المجرمين فقد اهترأ حكمهم واستشرى ظلمهم، وإن الله ليمد للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ونسأله سبحانه أن يكون ذلك قريبا وعلى أيدينا، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

منقول : مجلة الزيتونة

طالب عوض الله
08-12-2011, 09:22 AM
الناسخ والمنسوخ فى الثورات





د. ياسر صابر

حين قامت ثورة يوليو 52 كان من مبادئها القضاء على الإستعمار فقامت بطرد الإنجليز من مصر إلا أن طرد الإنجليز لم يؤدى إلى تحرر مصر بل تم إستبدال الأمريكان بالإنجليز ونظراً لتغير الإستعمار العسكرى فقد أخذ شكل الإستعمار الأمريكى لمصر أشكال متعددة شملت كل أشكال الإستعمار الفكرى والسياسى والإقتصادى ، وتحول النظام الذى خرج من رحم الثورة إلى نظام وظيفته الحفاظ على مصالح أمريكا ليس فقط فى مصر بل فى الدنيا كلها . وأول ماأقدم عليه النظام هو فصل السودان عن مصر ثم التدخل فى اليمن والجزائر ظاهرياً من أجل مساعدة هذه البلاد فى التحرر وباطنا من أجل إستبدال الإستعمار الأمريكى بالإنجليزى فيها. وهكذا أدخلت الثورة مصر فى أحضان أمريكا من أوسع الأبواب ومنذ ذلك التاريخ تمت معاداة الإسلام وأصبحت علاقة النظام بالشعب هى علاقة أمنية وليست رعوية وتنصلت الثورة من الإسلام الذى صعدت على أكتافه . تم تسويق المصالح الأمريكية فى العالم العربى تحت شعارات القومية العربية وغيرها من المصطلحات الرنانة كالتحرر من الإستعمار ، وشهدت الحقبة الناصرية نكسة 67 ثم أتت الحقبة الساداتية والتى إنتهت بإتفاقية كامب ديفيد الخيانية التى لايعرف الشعب المصرى تفصيلاتها إلى يومنا هذا ثم إختتمت هذه الحقبة بنظام مبارك الذى أضاف بعداً جديداً ألا هو إنبطاحه التام للعدو الصهيونى وفتح البلاد أمامهم يعربدون فيها كيفما شاءوا وإنتهى الأمر بتدمير مصر أرضاً وشعباً.



ماوصلت إليه مصر فى عهد الرئيس المخلوع كان يستحيل أن تستمر معه الحياة لأنه قد حول مصر إلى جزيرة من الإجرام والفساد يأكل فيها القوى الضعيف ، تنتهك فيها الحرمات ، حرم شبابها الأمل فى أن يعيشوا حياة كريمة وكان طبيعياً أن يخرج من رحم هذا الواقع من يثور عليه وقد كانت ثورة 25 يناير الطاهرة التى أعادت الأمل لشباب مصر بتحطيمها كل جسور الخوف والإرهاب التى بناها النظام البائد وكان شعار هذه الثورة " الشعب يريد إسقاط النظام " ، وقف الشعب المصرى بكل أطيافه وقفة رجل واحد فى صورة رآها العالم كله دون تزييف وتحريف وهى تضرب مثالاً للثورات الراقية التى يمكن لشعوب العالم كلها أن تستلهما ثم تكللت هذه الخطوة بموقف الجيش المصرى المشرف حين أعلن إنحيازه إلى الثورة وبذلك إكتملت مقومات نجاح الثورة برغبة جامحة لدى الشعب بإسقاط النظام وتبنى هذه الرغبة من قبل الجيش.



وحتى نحقق هذا المطلب أى إسقاط النظام علينا أن ندرك أن النظام الذى حكم مصر حتى 25 يناير 2011 لم يكن يستند إلى قوة ذاتية تجعل ذهاب رجالاته أو الزج بهم فى المعتقلات يعنى سقوطه ، ولكن إستعادة ما آلت إليه ثورة يوليو 52 فى الأذهان بإستحضار حقيقة أن النظام يستند فى وجوده على أمريكا التى قامت بإختراق مصر من أعلى هرم السلطة حتى أبعد قرية فى ريف مصر يجعلنا ندرك معنى مطلبنا إسقاط النظام . فإسقاط النظام لايعنى شىء سوى قطع اليد الأمريكية التى عاثت فى مصر فساداً وإنهاء أى تبعية لها سواء كانت إقتصادية أو سياسية أو فكرية ، وسد كل الطرق التى يمكن أن تتسلل منها أى قوة خارجية تحاول إستنساخ تجربة أمريكا حتى نتمكن من إسقاط النظام والحيلولة دون تكرار هذه التجربة ، بكلمات مختصرة يجب التحرر الكامل من أى تبعية خارجية مهما كان شكلها حتى نكون قد أسقطنا النظام فعلاً لاقولاً وبذلك تكون ثورة 25 يناير المباركة قد نسخت ثورة يوليو 52.

المصريون 02-07-2011م

منقول عن : مجلة الزيتونة

طالب عوض الله
08-12-2011, 09:19 PM
سنن الطواغيت..
من بن علي الى معمر..
تصريحات ساعة الاحتضار

د. فتحي الفاضلي

من كان يتوقع من رجل.. قاد دولة.. وشغل فيها.. اعلى المناصب.. كمسؤل امني.. ووزير.. ثم كرئيس.. من كان يتوقع منه.. ان يخاطب ابناء شعبه.. الذي حكمهم لنصف قرن.. ويزيد.. قائلا.. "الان فهمتكم".. كلمات نطق بها بن علي.. ساعة الاحتضار مستجديا.. ذليلا.. يائسا.



لكن هذه الكلمات القليلة جدا.. جدا.. جدا.. ادخلت بن علي التاريخ.. من اوسع ابواب الاستهزاء والسخرية والازدراء.. فما ان ينطق بهذه الكلمات ناطق.. في بقعة من بقاع الارض.. حتى يضج المجلس بالضحك.. وترتفع الاصوات.. بما معناه.. لات حين مناص.. او.. بما يشبه.. الان.. وقد كفرت.



كلمات نطق بها.. بن علي.. فزادته ذلا.. فوق ذله.. وغباء.. فوق غبائه.. بل كلمات.. زادت من تصميم شعب تونس على اسقاطه.. فسقط. هذا الرجل الذي احتاج الى نصف قرن.. ليفهم شعبه.. يبدوا.. انه لم ينتم الى شعبه.. ثانية واحدة.. او اقل.. لذلك تهاوى كأي صنم اخر.. كان.. ماثلا اصلا للسقوط.



ولم يدخل بن علي.. ساعة الاحتضار.. وحده.. في دائرة الاستجداء.. فعندما كانت الارض تهتز من تحت اقدام.. حسني مبارك.. وكانت الملايين.. تطالب باعتقاله.. او رحيله.. او اعتقاله.. صرح.. مستجديا.. ذليلا.. يائسا.. فقال.. "انه سيعفو.. عن المتظاهرين.. اذا عادوا الى بيوتهم".. لم يدرك مبارك.. عندما صرح.. بذلك.. انه انتهى اصلا.. وانه هو الذي يحتاج الى العفو.. وليس الشعب.



كانت طبيعة تصريحاته.. وتوقيتها.. تبعث على الشفقة.. بل كانت مدعاة للضحك.. والازدراء.. والسخرية.. لقد كان الشعب المصري.. يعيش في عالم.. وكان مبارك يعيش في عالم اخر.. وبدأ الرجل وكانه لم ينتم الى شعبه.. يوما او اقل.. من ذلك.. لا باقواله ولا بافعاله.



ولاول مرة لم يشذ معمر عن القاعدة التي سار عليها سابقيه.. فكانت تصريحاته.. تثبت هي الاخرى.. وللمرة الالف.. على انه يعيش في حالة من حالات الانكار الوهمي.. وتثبت.. للمرة الالف.. انه لا ينتمي الى شعبه.. لا من قريب.. ولا من بعيد.. فاخذ يهذي.. كسابقيه.. بما سيدخله التاريخ.. من اسوأ ابوابه.. ابواب التندر والسخرية والذل والاستهزاء.. فمن حبوب الهلوسة.. التي يتناولها الليبيون الثوار.. والتي اصبح العالم يتندر بها.. الى تنظيم القاعدة.. الذي يفترض انه يقود الثورة في ليبيا.. الى الهجرة غير الشرعية.. التي تهدد اوروبا.. الى امن الغرب.. الى امن اسرائيل.. الى السلام العالمي.. الذي لن يتحقق.. الا بوجود نظامه الارهابي.. عدو الامن والامان والسلام.. الى تفضله.. بالعفو على الثوار.. اذا ما القوا السلاح.. كما صرح سابقيه.. تماما.. فمعمر.. يعتقد ان الشعب هو الذي يحتاج الى العفو.



ولا ادري ما الذي يقصده.. الاخ القائد القاتل.. فهل تعني هذرمته هذه.. ان السلام العالمي لا يمكن تحقيقه.. الا بذبح الليبيين.. على ايدي الاخ القائد.. وكتائبه.. الارهابية.. ام ان أمن اسرائيل اهم من أمن الليبيين.. ام ان القذافي اقل عنفا من القاعدة.. ام ان منع الهجرة الشرعية.. التي تنغص حياة اوروبا.. والاوربيين.. اكثر اهمية.. من أمن وسلامة.. من يفترض انه.. "شعبه".



تصريحات.. يائسة.. في ساعة احتضار.. العقيد.. تصريحات.. هي.. في الواقع.. استجداء رخيص.. من اجل البقاء في السلطة.. على حساب اي شيء.. وعلى حساب كل شيء.. تصريحات واقوال.. ادخلت معمر التاريخ.. من احقر ابوابه.. ابواب الذل والازدراء والسخرية والاستهزاء.



وهكذا انتهى معمر الذي حاول لاربعة عقود.. ويزيد.. ان يغش الشعب الليبي.. ويقنعه.. بانه ما جاء الا ليزيل.. اثار لاستعمار.. ويتصدى للصهيونية والخونة والامبيريالية والعملاء.. وباقي القائمة الطويلة المملة.. ليواصل بعدها.. مسيرته نحو تحرير.. فلسطين.. بل تحرير العالم.. "المضطهد".. برمته.



انتهى.. الامر.. بمعمر القائد الاممي القاتل.. الى استجداء.. اعداء الامس.. الذي يفترض انه ما جاء الا ليحاربهم اصلا.. انتهى معمر بمحاولة اقناع العالم انه الاصلح لاسرائيل.. وامن اسرائيل.. حتى على حساب ليبيا .. وامن ليبيا... والليبيين.



فما هو السر في تصريحات.. طغاة العرب.. المضحكة المذلة المبكية.. التي يدلي بها.. طغاة العرب.. والذين تمرسوا.. فنون.. الغش.. والكذب.. والتدليس.. والتمويه.. والخداع.. لعقود... وعقود.. هل خانتهم فنونهم.. التي اتقنوها طيلة اعمارهم.. هل خانتهم في ساعة الاحتضار.. فاصبحوا لا يجيدون الا فنون الاستجداء المذل.



بل انها انها سنن الله .. في اذلال الطواغيت.. سنن الله.. الذي يمهل ولا يهمل.. انها سنن الخالق.. ان يخرج.. هؤلاء الطواغيت.. من حياة الناس.. مصحوبين.. بالمهانة.. والذل.. والاحتقار. انها سننن الله.. في اذلال الطواغيت.. حتى يدخلوا التاريخ.. من احقر ابوابه.. انها ارادة الله في الطواغيت.. ارادته.. التي شاءت ان يغادر.. كل طاغوت.. وهو ذليل.. مكروه.. حقير. فهل من عبرة.. لمن يعتبر.. ام انهم.. ممن قال سبحانه وتعالى فيهم "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا (الفرقان/44).



كتبت في 21مارس 2011م



د. فتحي الفاضلي





لمراسلة الكاتب



fathifadhli@yahoo.com

ffadhli@hotmail.com





لزيارة موقع الكاتب



www.fathifadhli.com

طالب عوض الله
08-12-2011, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



يَئِنُّ المسجدُ الأقصى ويصرخ... في ظل ثورات الأمة على حكامها

أَنينُ المسجد الأقصى



أسرّحُ طرْفي صوب مسـرى نبيكـم = فأُلفيه في طوق مـن الجنـد مُحْكَـمِ

تـروجُ وتغـدو الغانيـات بصحنِـه = وقد كان قبل اليـوم صعـبَ التقحُّـمِ

كأنـي بأقصـاكـم يـبُـث لـربّـه = شَكاةً تُذيب القلـبَ مـن كـل مسلـمِ

يئـن ويبكـي تحـت ظـل حرابهـم = ألا فاجمعونـي بالحطيـم وزمــزمِ




لما وقع المسجد الأقصى تحت الأسر الصليبي مرة ثانية، كان في بيت المقدس شاب مأسور من أهل دمشق كتب أبيات شعر وأرسل بها إلى الملك صلاح الدين على لسان المسجد الأقصى قال فيها:



(( يا أيهـا الملك الذي لمعالم الصلبان نكس، جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المُقَدَّس، كل المساجد طهرت وإنا على شرفي أُدنس! )).



فلما وصلته الرسالة صار كالوالدة الثكلى، يجول بفرسه من طلب إلى طلب، ويحث الناس على الجهاد، ويطوف بين الأطلاب بنفسه وينادي "يا للإسلام" وعيناه تذرفان بالدموع، وكان من كلامه رحمه الله: "كيف يطيب لي الفرح والطعام ولذة المنام وبيت المقدس بأيدي الصليبيين؟! . وبهذه الأبيات والرسالة كانت بداية فتح بيت المقدس كما جاء في كتاب الأنس الجليل لمجير الدين الحنبلي.



أيها المسلمون الثائرون المنتفضون على حكامكم:

على خطى الشاب الدمشقي الأسير يرسل المسجد الأقصى في رمضان رسالة استنصار للمرة الثالثة إلى المسلمين جميعا وبخاصة الضباط والجنود والخطباء والعلماء, رسالة تملئها الأشواق والأنين.



يقول المسجد الأقصى:

أين الصائمون؟ أين الرجال؟ أين الجيوش؟ أين المجاهدون في سبيل الله؟

أين خلافتكم أيها المسلمون؟

أين أنا من مطالبكم وثوراتكم؟!!!

يئن منبري تحت وطأة خطب جوفاء، وتسخر حجارتي من سجادكم وزخارفكم ومنابركم التي ترسلون بها إليّ بين الحين والأخر، فإني أريد حديداً يفل حديدي, وإني في غناً عن سجادكم وفرشكم ومنابركم بل إني بحاجة إلى شيء أحمر آخر غير سجاكم ألا وهي دمائكم الممزوجة بترابي الطاهر في يوم التحرير.

فتقدمي أيتها الجيوش المدججة بالسلاح، وتجاوزوا أطفال الحجارة والنساء، تقدموا وفكوا أسري وانثروا حجارتي في كل مكان من بيت المقدس، فلست أبالي حين تقصفني طائراتكم ودباباتكم، ولو نثرت رمالي، وبلغ دخانها عنان سمائي، ولست أجزع أن تمس نار التحرير ثيابي، ولست أندم إن شوه المجاهدون زخارفي وقبابي، فلا أريد ترميماً ولا تزييناً ولا سجاداً ولا مؤتمراً، تعالوا حرروني واسلخوا جلدي، واكسروا عظامي، تعالوا خلصوني من الشرك الذي اعتراني، والفسق الذي قطع أوصالي، فإني لا أطيق صبراً على فراق توحيدي وقرآني وإسلامي. ولقد ضقت ذرعاً ببطاقات الهوية التي تعلنون، فلست فلسطينياً ولا عربياً ولا أعجمياً، وإنما أنا مسلم شقيق المسجد الحرام من أمه وأبيه، فلا مرحباً بفلسطينيتكم، ولا مرحباً بعروبتكم ولا بأعجميتكم. قولوا لحكامكم في ظل ثوراتكم: بعد قرن من التخاذل أيها الأوغاد فقدت الثقة فيكم، لا تعقدوا لي مؤتمراً، ولا أريد سماع تصريحاتكم، ولا تذكروا اسمي على ألسنتكم، أغربوا عن وجهي، فإن لم تأتوا لتحريري فلا كيل لكم عندي ولا تقربون، كفوا عن التآمر علي من قبل أن يطمس الله وجوها فيردها على أدبارها، أو يلعنكم كما لعن أصحاب السبت، يا أصدقاء أصحاب السبت. ولقد مللت شعاراتكم "لن ننساك يا أقصى"، و"لن تهجر يا أقصاني الحبيب"، و"الأقصى في خطر"، و"يا أقصى ما أنت وحيد"! فمن لا ينساني ولا يريد هجراني ويراني في خطر فليعمل لإنقاذي، وإنقاذي يكون فقط من خلال جيش دولة الخلافة القادمة قريباً إن شاء الله.



قولوا لحكامكم: لو كان الأقصى وتحريره على بالكم لما هادنتم ولا هنتم، ولا طأطأتم الرأس للعملاء الذين خذلوني وخذلوكم، وسلموني لأعدائي وسلموكم، وفي الأسر أوقعني وأوقعكم أكثر من 90 عاماً يوم هُدمت خلافتكم.

كفاكم ذلاً ومهانة، وهبوا واعملوا مع العاملين لتحريري بإقامة خلافتكم الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي وعدكم بها ربي وربكم، وبشركم بها نبيي ونبيكم، فإن الأسر أعياني، فلا الحكام تنقذني، ولا الحراس تنجدني، وإني لرب الكون أشكوكم، أريد خليفة ثاني، برُشد الأمر يأتيني، ولَجب الجيش يغشاني، فذا والله أنشده، سبيل الفك للعاني.



فالبدار البدار أيها الثائرون الصائمون, إن الأرض دارت كما كانت في عهد الرسالة حيث الروم والفرس قد خالطهم هرم وشيخوخة، وغرور بالنفس وعنجهية، فلَم يحسبوا حساباً لقوة. لقد كانوا لا يرون للإسلام الذي دخل صدور العرب أي وزن، بل نظروا للعرب كما كانوا في الجاهلية، واستهانوا برسالة الإسلام لدرجة أن كسرى أرسل لعامله في اليمن يقول له سمعت رجلاً في مكة يرى نفسه نبياً اذهب إليه وأحضره لي!، ثم هو بعد ذلك بسنين، وعند قيام الدولة، وإرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسل إلى الملوك، فإن كسرى قد مزَّق الرسالة التي أرسلها له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك إيذاناً بتمزيق ملك كسرى، مصداقاً لقوله عليه الصلاة والسلام: «مزّق الله ملكه».



وإن العنجـهـية تقتل صاحبها مهما بلغ من قوة، وهذا واقع أقوى دولة في عالم اليوم وربيباتها من دول الضرار في العالم الإسلامية والعربي، فاستبشروا، أيها المسلمون، بظهور الغلبة عليهم، وعـودة الخـلافة على منهاج النبوة، فتعودوا كما كنتم خير أمة أخرجت للناس، وتعود دولتكم، الدولة الأولى في العالم، تطبق الإسـلام بينكم وتحـمـله للعالم بالدعوة والجهاد، ناشرةً الحق والعدل في ربوع العالم, فاتحة لبيت المقدس ومطهرة لأرضها وعرضها وشرفها, وعندها يقف خليفة المسلمين من على منبره في بيت المقدس قائلاً: "الحمد لله الذي ردّ علينا هذه المغصوبة من الأمة المغضوبة", وما ذلك على الله بعزيز.



أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد الرحمن المقدسي (تراب)

طالب عوض الله
08-13-2011, 10:04 AM
الجمعة 12 رمضان، 1432 هـ 12/08/2011م رقم الإصدار: ص / ب ن 90 / 011
بيان صحفي
السلطة الفلسطينية تخطط لجلب احتلال دولي صليبي
ليستعمر فلسطين ويدنس المسجد الأقصى

أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الخميس 11/8/2011، أمام وفد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي أن المسؤولية الأمنية في الدولة الفلسطينية المقبلة ستكون من اختصاص طرف ثالث يكون من قوات الناتو بقيادة أمريكية.

ونحن في حزب التحرير فلسطين إذ نرى في هذا التوجه مؤامرة كارثية على فلسطين وأهلها نقول ما يلي:

دأبت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية على خيانة فلسطين وأهلها، ابتداء من القبول بالقرارات الدولية الظالمة وانتهاء بالتنازل عن معظم فلسطين لليهود مقابل دولة وهمية على الورق سواء، من خلال الاتفاقيات مع كيان يهود أو من خلال الوعود الأمريكية أو من خلال التوجه إلى الأمم المتحدة، وكر التآمر على المسلمين وعلى فلسطين.

لقد نفذت السلطة بند التنسيق الأمني مع الاحتلال ولاحقت كل من يقاوم الاحتلال أو يرفض الاعتراف بالاحتلال وإعطائه الشرعية من قبل السلطة، وها هو رئيس السلطة يضيف جريمة إلى جرائم السلطة من خلال تسليم فلسطين وأهلها إلى أمريكا وحلف الناتو المضرجة أياديهم بدماء المسلمين في العراق وأفغانستان وغيرها، فهو يريد أن يضع جزءاً من فلسطين تحت وصاية حلف الناتو ليكون هذا الحلف عائقا أمام من يعمل على تحرير فلسطين كل فلسطين.

لقد عملت المنظمة والسلطة بشتى الوسائل على تهيئة أهل فلسطين للقبول بخنوعها لكيان يهود ولمخططات الدول الكبرى في تصفية قضية فلسطين لصالح يهود ولصالح هذه الدول الطامعة في بلاد المسلمين، وها هي تستجلب احتلالا آخر أشد وأنكى من الاحتلال اليهودي، إنها تستجلب الاحتلال الصليبي من خلال دول حلف الناتو بقيادة أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين.

إن على السلطة ومن خلفها أن يدركوا أن المسلمين بعامة وأهل فلسطين بخاصة لن يقبلوا بالاحتلال اليهودي ولا بالوصاية الدولية على فلسطين ولا باحتلال صليبي جديد، ولن يخنعوا مهما بطشت السلطة ولو قطعت الأعناق والأرزاق، بل إن جرائمها ستزيدهم إصرارا فوق إصرارهم على الوقوف في وجه سياسات السلطة ومَن وراءها مِن يهود وأمريكان وأوروبيين، ولن يرضي أهل فلسطين ومن ورائهم أمة ثائرة على الظلم والظالمين إلا تحريرُ فلسطين كاملة من براثن يهود، وإن ذلك كائن بإذن الله، رغم أنف الكافرين.

{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}
موقع حزب التحرير
www.hizb-ut-tahrir.org
موقع المكتب الإعلامي
www.hizb-ut-tahrir.info موقع المكتب الإعلامي - فلسطين
www.pal-tahrir.info تلفون: 0598819100
بريد إلكتروني:info@pal-tahrir.info

طالب عوض الله
08-13-2011, 10:26 AM
تحليل ورأي يحتاج لنقاش

البديل السياسي في ليبيا..

ودولة ما بعد "الثورة"



دور الحركة الاسلامية في ليبيا..


اذا اختارت الحركة الاسلامية في ليبيا، ان تتجنب التصادم مع النظام، فلا يجب ان يكون التعاون مع النظام، او الاصلاح من داخله، بديلا، عن التصادم معه، فالاصلاح من داخل قبضة النظام، انتحار سياسي.



ان من اهم اولويات، وثوابت، النظام في ليبيا، هو تحطيم وطمس، ومسخ، اصالة شعبنا، واستبدال ثقافته، بثقافة دخيلة، لا صلة لها، بمكونات، واسس، واصول الثقافة في ليبيا. ويعتبر هذا الارهاب الفكري، خطوة، نحو تحويل مجتمعنا، الى مجتمع ذي ثقافة غريبة، عن ديننا، وعقيدتنا، وتراثنا، بقصد تمزيقه، واحكام السيطرة عليه، وضياعه في متاهات، لا اول لها ولا اخر.



فمن ينسلخ عن ثقافته، سينسلخ حتما، عن تراثه، وقيمه، وتقاليده، واصالته، ويفقد انتماءه، لشعبه ومحيطه، ويجد نفسه، في دوامة البحث، عن هوية ثقافية اخرى، قد تستوعبه، دون ان يستوعبها، فيصبح كماً مهملاً، لا انتماء، ولا دور له، في هذه الحياة. بل سيصبح ضحية، من ضحايا التقليد، الخاوية من الاصالة، والابداع.



بل وحتى الامة، التي تفقد هويتها، تفقد تراثها، واصالتها، وتذوب في ثقافات، وهويات، امم اخرى، فتصبح امة بلا هوية، وبلا اصالة، فتستعبدها الامم الاخرى، وتحولها، الى مسخ مشوه، تابع لغيرها، اينما تقودها تقاد، واينما توجهها توجه، دون ارادة، او وعي، او ممانعة.



وليبيا، لا تختلف عن الامم والشعوب الاخرى، فيما يخص هذه النواميس والسنن الثقافية. والانسان في ليبيا، لا يختلف عن غيره، من البشر، فيما يخص ذلك ايضاً. فقوانين الانتماء، والانسلاخ، والاستيعاب الثقافي، ونتائج ذلك، سلباً او ايجاباً، تنطبق على ليبيا، كما تنطبق على غيرها، من الملل، والامم، والشعوب، والنحل.



والشعب الليبي، ليس شعبا لقيطا، بل، وكغيره من الشعوب الاسلامية، شعب اصيل، تمتد جذوره، الى اعماق التاريخ الاسلامي، وهو في مجمله، شعب طيب، ذو قيم واصول عريقة، مستمدة من عقيدته السمحاء، فترسيخ الهوية الاسلامية، لدى هذا الشعب، ووراثة قيم الاسلام، وتبادلها، وتوريثها، هي مهمة، لن تبدأ، في ليبيا، من الصفر.



ومن الافضل، للحركة الاسلامية، في ليبيا، بكافة اطيافها، التصدي لهذا الارهاب الفكري، الذي يمارسه النظام، ضد هويتنا، وان تلعب، دورا رئيسيا، في هذه المعركة الحساسة والهامة، معركة الثقافة، والهوية، والانتماء، بدلا من ان تشغل كوادرها، وطاقاتها، وامكانياتها، في حل مشاكل النظام، حتى بنية حسنة. فيخرج النظام رابحا منتصرا، وتفقد الحركة ارضيتها، بل وتفقد ثقة الشعب فيها.



وعلى الحركة الاسلامية، اذا قبلت ان تتصدى لارهاب النظام الفكري، ان تدرك، ان ثقافة الحركات، والجماعات، والاحزاب الاسلامية، وغير الاسلامية، هي ثقافة فوقية، نخبوية، تستهدف، وتتعامل مع طبقة مثقفة، متعلمة واعية، مما اوجد استثناء، لباقي فئات الشعب، كالجندي، والعامل، ورجل الشارع، والفلاح. والذين حُصر مجال تعليمهم، او تثقيفهم، او توعيتهم، او دعوتهم، في الجانب التعبدي، من جهة، وعلى نطاق ضيق جدا، من جهة اخرى.



نحن اذاً امام تجزئة ثقافية..



فاما تثقيف، او توعية، او دعوة اسلامية شاملة، موجهة الى طبقة نخبوية خاصة (حسب فكر ومنهج كل حزب وجماعة وحركة)، واما تثقيف اسلامي، موجه الى الجماهير، لكنه محصور في الجانب التعبدي، اى ثقافة اسلامية محدودة جداً، وان كانت هامة ايضاَ. وهاتان الظاهرتان (الشامل الخاص، او الجزئي العام)، هما احد اسرار انعزال الجماهير، عن الحركات الاسلامية، بل واحد اسرار، استثناء الجماهير، من معادلة التغيير.



ان التثقيف وسط النخب، ووسط الطبقة المثقفة، والمتعلمة، بصفة عامة، امر، بالرغم من اهميته، لا جديد فيه، ولا يشكل خطورة على الانظمة. فتجزئة ثقافة الجماهير، الى ثقافة اسلامية، خاصة بالمنتمين الى تنظيمات اسلامية، وثقافة اسلامية اخرى، عامة (للجماهير فقط)، ستؤدي (هذه التجزئة)، الى عزل الجماعة، او الحركة، عن الناس، وتحولها، الى حركة نخبوية، يستطيع النظام ان يميزها، ويعزلها، ويهاجمها، ويضربها، او يستوعبها، متى شاء، وكيفما يشاء.



والانظمة العربية، بمختلف توجهاتها، بما فيها النظام الليبي، ادركت ذلك، فاهتمت قولاً وعملاً، بجميع طبقات المجتمع، وخاطبتها باساليب مدروسة، تناسب فهم وادراك وطموح ورغبات، جميع الفئات، بدقة وخبث ودهاء، بما في ذلك، اساليب المخاطبة، واللهجات، والمظاهر التي تناسب طبقة، من الطبقات، او فئة، من الفئات.



وحتى سخريتنا، من اساليب، ولهجات، ومظاهر، بعض زعماء العالم العربي، هو استهزاء في غير محله، فهم يخاطبون الاغلبية، التي تجاهلتها الحركات والاحزاب السياسية، في الوطن العربي، محاولين الوصول اليها، بجدية، ومثابرة، واخلاص. وقد ابدعت الانظمة، في عالمنا العربي، في ذلك. فعلى الحركة الاسلامية في ليبيا، ان تدرك هذه الحقيقة، وان تكون اكفأ من الانظمة، في استيعاب الجماهير، بمختلف فئاتهم.



ان اول مهمة تواجه الحركة الاسلامية، بعيدا عن النظام، ودون التعاون معه، هي اذا، "تثقيف" الجماهير، لا مجرد "تعبئتها"، او "توعيتها". فالتعبئة، امر مؤقت، ينتهي مع الحدث، والظرف. كما ان التوعية المجزئة (حدث بحدث، وواقعة بواقعة، وحالة بحالة)، ستنتج ثقافة مجزئة، مؤقتة، تنتهي فائدتها مع نهاية الحدث، والواقعة، والحالة. اما التثقيف، فيولد انتماء، ويرسخ هوية.



فاذا قبلت الحركة الاسلامية، مرة اخرى، ان تسد هذه الثغرة، اي ثغرة الارهاب الفكري، فيجب ان تمرر، ثقافة النخب لباقي الجماهير، اي ان تمرر، او تهدي، او تورث، ثقافتها كاملة للجماهير، فتصبح ثقافة المواطن، غير المنتمي للحركة الاسلامية، تنظيميا، تضاهي، ثقافة المواطن، المنتظم.



ولابد، قبل كل ذلك، من تحديد وصياغة، ملامح، لثقافة اسلامية عامة، ثم التعامل بها، ونشرها بين الاجيال الحاضرة، وتوريثها الى الاجيال القادمة. ومن المهم التنويه، الى ان نحديد ملامح هذه الثقافة، ونشرها، وترسيخها، وتوريثها، ليس هدفاً نهائياً، في حد ذاته، بل خطوة نحو خلق تيار، تجمعه، وتوحده ثقافة واحدة، وخطوة نحو ترسيخ هوية وانتماء، وخطوة نحو بناء ارضية صلبة، مشتركة، يقف عليها، من شاء ان يقف، وينطلق منها، من شاء ان ينطلق.



على ان تكون هذه الثقافة الاسلامية العامة، ثقاقة معاصرة، وميسرة، وشمولية، ومبسطة، بحيث تستطيع جميع الفئات استيعابها، بدون استثناء، وبصرف النظر، عن مذاهب هذه الفئات، وخلفاياتها الثقافية، والسياسية، والعلمية، وبصرف النظر ايضاً، عن انتماءات هذه الفئات، القبلية، والجهوية، والمهنية، بل وبصرف النظر، عن الجيل الذي تنتمي اليه، هذه الفئات.



فاذا استطاع التيار الاسلامي، انطلاقاً مما سبق، ان يوحد الناس، تحت هذا النوع من الثقافة، "المبسطة"، و"الميسرة"، و"الشمولية"، و"السهلة"، و"الواقعية"، و"المعاصرة"، فسينجح في خلق ثورة اسلامية، سلمية، مضادة لخطاب النظام برمته، بل وسيعتبر ذلك، في الواقع، عملية "احياء" دائمة، لا عملية "معارضة"، مؤقتة.



كما يجب ان تكون هذه الثقافة، ذات علاقة بالقضايا والمصالح اليومية، التي تخص الانسان في ليبيا، وتكون ثقافة متجانسة، مع التاريخ والتراث والانسان فى ليبيا، فلا تكون ثقافة لا صلة لها بالواقع. وان تكون ثقافة، مع بساطتها، ثقافة مفصلة، حسب الوقائع اليومية، وشاملة في نفس الوقت، لجميع جوانب الحياة، بما في ذلك، العقائد، والعبادات، وتزكية النفس، والوعي السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والعسكري، مع التحفيز على الانتاج، والبناء، والتعليم، وفن التعامل مع قضايا الحياة اليومية، الاجتماعية، والثقافية، والتعليمية، والاقتصادية، بالاضافة الى نظام الحكم، ودور المسلمين في ليبيا، ومساهمتهم تجاه الامة الاسلامية، والدور الحضاري للاسلام، مع لمس ومخاطبة ومعالجة، اساليب ووسائل الاصوات المضادة، للتيار الاسلامي، واسس الحرب الاعلامية، ضد الاسلام والمسلمين، واساليب محاربة الاسلاميين، واهداف هذه الحرب.



ويجب ان تركز هذه الثقافة، على ان لليبيا، وجها اخر، غير الوجه العسكري الحالي، وان تاريخها، لا ينحصر في العهدين الملكي والعسكري، بل يمتد الى قرون، كان الاسلام فيها، هو القوة السياسية المركزية، وان هذه القوى الاسلامية، تحاول في هذا العصر، العودة الى موقعها. ويجب ان تتجنب الحركة الاسلامية، اثناء جهودها، الصيغة الاكاديمية، اثناء تناولها لتاريخ ليبيا، فيجب ان يكون حديثها عن التاريخ، حديثاً يفسر الحاضر، عبر العودة الى جذورنا التاريخية، ولا نغرق في الماضي، الا بقدر الحاجة الى تفسير، لاحداث معاصرة، تؤثر فينا اليوم، وتمس مصالحنا الشخصية، المشروعة، وتؤثر في امور حياتنا، ثانية بثانية، وهنا يصبح التاريخ، مصدراً من مصادر القوة، اما بصيغته الاكاديمية، فيصبح خطابا تعليميا، نخبويا.



ثم يجب ان تشمل هذه الثقافة، معالجة ومحاربة الجهوية، وسد الهوة، بين اهل الريف، والقرية، والجبل، والصحراء، والمدينة، وبين اهل الشرق، والغرب، والجنوب. وتسد الهوة، بين المثقف، وغير المثقف، واهل الداخل، والخارج، والمهاجر، وغير المهاجر. فيجب على التيار الاسلامي، ان يتحسس، عبر تصديه، لارهاب النظام الفكري، وعبر مسيرته، لترسيخ الهوية الاسلامية، هذه الاختلافات، ويصل الى اسبابها، وجذورها، ومسبباتها، ووسائل التعامل معها، ووسائل القضاء عليها.



ثم وفوق كل ذلك، التأكيد على ان ليبيا، جزء من الامة الاسلامية، تتاثر بها، وتؤثر فيها. وان لكل فرد في ليبيا، دور، على مستوى ليبيا، وعلى مستوى الامة، كل حسب جهده، وكل حسب موقعه. وان التفاضل بين الناس، يكون، بعد تقوى الله، في مجال الابداع، والانتاج، في اي مجال، من مجالات الحياة، من علوم، وثقافة، وتجارة، وسياسة، وجندية، وصناعة.



وان تكون ثقافة، تهدف الى عشق الحرية، وزرع الامل، واجتثاث جذور الياس، من قلوب، ونفوس الناس. وان تكون ثقافة، تبني في المواطن، الثقة في النفس، على ان تُستمد هذه الثقة، من الثقة بالله، في كل صغيرة وكبيرة.



وتكون ايضا، ثقافة، تزرع في قلب المواطن، حب الوطن، وحب ليبيا، كما احب الرسول الكريم، مكة المكرمة، وان يكون هذا الحب، دافعاً لاصلاح الوطن، من اجل اجيال قادمة.



وثقافة، ايضا، تحارب عبادة الفرد، بما ذلك، محاربة الطاعة العمياء لبشر، لا يملكون لانفسهم ضراً ولا نفعا. مع التركيز على صلة الارحام، والتواصل بين الناس، والتوازن بين القيم والمال.



و ثقافة تصنع مؤمنا، ذا نفس تواقة، تتطلع الى التفوق، وتتألم اذا لم ترتق في عطائها، وتبدع في انتاجها، وتسمو فوق اهوائها.



وثقافة تصنع مؤمناً، لا يطوع المبادىء لرغباته، بل تقوده قيم ثابتة، يمشي بها بين الناس، وتصنع مؤمناً متواضعاً، لا مكان للانا في نفسه، فلا يترفع على من شاء، من عباد الله، بل عزيز النفس بدون كبر، ومتواضع بدون مذلة، وليس بالامعة، يرضخ لمن شاء له الرضوخ، بل لا ينحني للبشر، ولا يبجلهم، ولا يعظمهم، لا قولاً ولا عملاً، اي ان يكون عزيزاً، قويا،ً شامخاً، لا عبداً ذليلاً، خانعاً، يجذبه طاغوت المال، والمنصب، والجاه، ويرهقه التسلط الفكري، وتضربه تيارات الاستبداد السياسي، اينما كان، واينما توجه.



فالثوار يبدعون في انتاج الاحرار، بينما يبدع الطواغيت، في صناعة العبيد. لذلك، انتج قائد الغر الميامين، محمد صلى الله عليه وسلم، احرارا، لا يحنون هاماتهم، الا لقيوم السماوات والارض. ولذلك ايضاً، صنع طغاة الارض، ولا يزالون يصنعون، عبيداً، فاق وفاؤهم للطواغيت، وفاء الكلاب لاسيادها.



فلابد ان يكون هدف هذه الثقافة، تخريج احرارا، لا يحنون هاماتهم، الا لقيوم السماوات والارض، ولا يخشون في الله لومة لائم، اي ان تكون ثقافة، ذات مخالب حادة.



تلك كانت خطوط عريضة، لخصائص وطبيعة وملامح، ثقافة اسلامية عامة، سترسخ الهويه الاسلامية دون منازع، حاضراً، ومستقبلا، باذن الله، وتلك ايضاً، معارضة استراتيجية دائمة.



ولكي يتم ذلك، يجب ان يكون خطاب التيار الاسلامي، خطاباً مناسباً للجميع، وقريباً من مدارك ومفاهيم، رجل الشارع البسيط. وخطاباً معاصراً، يعالج قضايا الساعة، ويتناولها، ويفسرها، ويقدم لها الحلول، والبدائل. وان يكون خطاباً واقعياً، يتعامل مع المؤثرات، التي تحقق مصالح المواطن اليومية، وينميها، ويحافظ عليها. ويكون ايضاً، خطابا، يقدم تفسيرات، وبدائل لجميع قرارت النظام اليومية، وياخذ في الاعتبار، العوامل التي تؤثر في المجتمع وتحركه، كعوامل الدفع والتدافع، والتي تختلف، وبكل تاكيد، من مجتمع الى اخر، تبعاً لطبيعة المجتمعات، والبيئة، والارض، والعادات، والتقاليد. فادراك تلك العوامل، اول خطوة، نحو الوصول الى طبيعة الانسان، في اي مجتمع، من المجتمعات، واولى خطوات الوصول الى عقليته، وطرق تفكيره، وطبيعة نظرته للامور، وهي ايضاً، اول خطوة، نحو توحيد الثقافة، في اي مجتمع، بما في ذلك المجتمع الليبي، واول خطوة، نحو استيعاب الصوت الاسلامي وقبوله.



كما ان نوعية خطاب الحركة الاسلامية، يجب ان يتطور، بتطور الوقائع والاحداث، بما يناسبب الوسط الذي يعملون فيه، وان تدرك الحركة الاسلامية، ان لكل مجتمع واقعا مميزا، يجب دراسته، وسبر اغواره، واستخراج العوامل التي تساعد منتسبي الحركة، على زرع افكارهم ومناهجهم فيه. فادراك العناصر المؤثرة في المجتمع، كطموح الناس، ودوافعهم، وعوامل تحميسهم، واحباطهم، ونقاط ضعفهم، ومصادر قوتهم، واسباب غضبهم، وسخطهم، ورضاهم، وغير ذلك من العناصر، جسر، سيعبر عليه، خطاب الحزب، او الحركة، او الجماعة الاسلامية، الى المجتمع.



وعندما تكون نشاطات وبرامج الحركة الاسلامية، مبنية، ومستندة، على دراسة طبائع المجتمعات، ومستندة كذلك، على ما ذكر من عوامل، وعناصر، خاصة بكل مجتمع، ستستوعب الجماهير فكرة الاسلاميين، وتستوعب برامجهم، واهدافهم، واستراتيجياتهم، وسينضج، باذن الله، زرع الاسلام والاسلاميين، ويصل خطابهم، الى جميع الفئات، بما في ذلك، العامل، والفلاح، والجندي، والطالب، ورجل الشارع البسيط، وجميع الفئات، التي لم تكن مستهدفة من قبل. وسيخرج الاسلاميون، بذلك من فخ النخب، والنخبة، وسيصنعون الاحداث، بدلاً من ان تكون تحركاتهم، مجرد ردود افعال، لقرارات النظام، وممارساته. وسيحولون الجماهير، من مجرد كتل من البشر، تتفرج على الطواغيت، وهم يصنعون الاحداث والتاريخ، الى صناع للتاريخ، وسترسخ الحركة الاسلامية، فوق كل ذلك، الهوية الاسلامية في ليبيا، الى الابد باذن الله، تغير النظام، او لم يتغير.



ولكي يتم ذلك، ايضا، لابد ان يقوم العلماء، والائمة، والشيوخ، والمثقفون، والمتعلمون، بصفة عامة، بدورهم، في هذا الامر، بل وبدفع غيرهم، لممارسته. فمشاركة التيار الاسلامي، بمختلف مدارسه، ومناهجه، وبكافة طبقاته، من علماء، وائمة، وشيوخ، واساتذة جامعات، ومثقفين، مطلوبة، بل وتعتبر، ضرورة، في هذا الامر.



ولكي ينجح هذا الامر، ايضا، لابد ان يكون المنتسبون الى التيار الاسلامي، وكحد ادنى، على اطلاع ودراية، بتاريخ ليبيا، وعاداتها، وتقاليدها، وتراثها، ومصالحها، وواقعها، وقضاياها المعاصرة، وعلاقاتها الاقتصادية، ومؤثرات القرار فيها، وان يحرروا انفسهم، من مؤثرات العهد الحالي، اعلامياً، وفكريا. فلن تستطيع الحركة الاسلامية، محاربة، او تصحيح، او ترشيد، او تغيير، او اسقاط نظام، تعيش ذهنيا، تحت مؤثراته، لان نشاطات الحركة الاسلامية، ستتحول، مرة اخرى، الى مجرد، ردود افعال، لممارسات النظام اليومية، مما يذهب بطاقاتها، سدى. والله المستعان على امره.



والى اللقاء.. مع الحلقة الخامسة والعشرين.. باذن الله.. والحديث عن مسيرة الرفض والمقاومة. والله ولي التوفيق.



كتبت في 21 سبتمبر 2009م



د. فتحي الفاضلي

____________________

لمراسلة الكاتب

fathifadhli@yahoo.com

ffadhli@yahoo.com



لزيارة موقع الكاتب

www.fathifadhli.com

طالب عوض الله
08-15-2011, 10:39 AM
قراءة في كتاب الشهيد محمد مصطفى رمضان..

الشعوبية الجديدة.. فصول في التاريخ والسياسة



كان الترويج للقومية العربية على اوجه في بداية انقلاب سبتمبر، بل كانت القومية العربية هي النغمة المحركة لعواطف الجماهير، فكان من الطبيعي ان يكون الصوت الغائب عن الساحة السياسية الليبية في ذلك الوقت هو الصوت المضاد لهذه الدعوة. لذلك اكتسب كتاب "الشعوبية الجديدة.. فصول في التاريخ والسياسة" اهمية خاصة في الفترة الاولى للانقلاب. فقد شن هذا الكتاب حرباً شعواء على الدعوات العرقية بصفة عامة وعلى القومية العربية بصفة خاصة، فابرز التعارض بين الاسلام والنزعات الاقليمية العنصرية وتحدث عن نشأة القومية العربية وعن اهدافها . وكان هذا الكتاب هو اول كتاب يضاد خطابه، الخطاب السياسي للدولة الليبية الجديدة.



يرى الشهيد ان الشعوبية هي اصل البلاء ومنطلق الداء الذي قصم ظهر الامة العربية. وحدد ثلاث فترات من تاريخ القومية العربية اسماها "فترات احياء القومية العربية"، بدأت الاولى مع الحكم الاموي (باستثناء فترة الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه) وبدأت الثانية فى اواسط القرن الماضي واستمرت حتى اوائل القرن الحالي بينما بدأت الثالثة والاخيرة مع انقلاب 23 يوليو1952م في مصر بقيادة جمال عبد الناصر، وهي فترة نمو الحركة الاسلامية فى مصر، وايضاً فترة المحنة التي مرت بها الحركة. ويرى الشهيد ان الانقلاب العسكري الذي قام في مصر ما جاء الا ليقضي على الحركة الاسلامية التى كادت ان تصل الى قيادة مصر في ذلك الوقت، وان جمال عبد الناصر كان يتحرك بناء على ايحاءات عامة معتقدا انه هو الذي يصنع ويتخذ ما يريد من قرارات.



كما يرى الكاتب ان فكرة القومية الحديثة قد بدأت في الظهور عندما لاحظ نابليون شدة المقاومة التي لقيها جيشه فى مصر فادرك ان القوة الدافعة لهذه المقاومة هي الاسلام، ورأى لذلك ضرورة فصل "مصر" عن "الدولة العثمانية"، وكانت هذه الجهود قد صاحبتها جهود مكثفة قام بها رجال الفكر المسيحيون وخريجو مدارس ارساليات التنصير كـ"ارساليات الفرنسيسكان" والكلية الانجيلية الامريكية والجيزوت الفرنسي لتحقيق نفس الهدف فى مصر وفي غير مصر.



كما يرى الشهيد محمد مصطفى رمضان ان ثورة الشريف حسين او الثورة العربية الكبرى (1914م) كما اُطلق عليها في ذلك الوقت، كانت اول ثمرة رئيسية لجهود بريطانيا ولجهود المستشرقين والمفكريين السوريين في هذا المجال.



ثم عدد الشهيد مظاهر تشجيع القومية العربية في بلداننا الاسلامية، نذكر منها تشجيع الكتابة والتحدث بالعامية واستبدال الحروف العربية بالحروف اللاتينية والدعوة الى اللادينية او العلمانية او فصل الدين عن الدولة ونشرها ومحاولة ترسيخها. ومن مظاهرها ايضا تغيير المناهج وتقليص عدد حصص الدين الاسلامي والتعامل مع مفهوم الجهاد على انه مجرد وسيلة للدفاع عن النفس، وتسمية الفتوحات الاسلامية بالتوسع الامبراطوري مع حذف الزكاة من المناهج لانها قضية تمس اقتصاد الدولة ولا شأن للدين فيها.



وقارن الشهيد في كتابه بين اسباب "فصل الدين عن السياسة" فى العالم الغربي او العالم غير الاسلامي بصفة عامة، واسباب ذلك في العالم الاسلامي، فوضح ان اسباب فصل الدين عن السياسة في العالم غير الاسلامي عمل له ما يبرره، فقد جاء هذا الفصل ، كرد فعل على شعوذة الكنيسة وممارستها الغريبة ابان العصور الوسطى، كصكوك الغفران على سبيل المثال، بينما لا يوجد ما يبرر اسباب فصل الدين عن السياسة فى العالم الاسلامي، خاصة وان الاسلام يشمل الجوانب السياسية للدولة كما يشمل حقوق الانسان والعلوم الاجتماعية والانسانية والاقتصادية والعسكرية وغير ذلك من القضايا المصيرية التي تمس واقع الانسان وحياته ومصيره في الدنيا والاخرة. فالاسلام لم يستثن ايا من هذه الجوانب من واقع الحياة، فيصبح لذلك، فصل الدين الاسلامي عن السياسة او فصل السياسة عن الدين الاسلامي دعوة تناقض نفسها.



واكد الكاتب (رحمه الله) ان شعار القومية هو شعار فرقة لا طريق وحدة، حيث ادى احياء القومية العربية الى احياء نعرات قومية اخرى كالكردية والبربرية والفارسية والطورانية. واعتبر الشهيد ان هذا الاحياء هو مجرد بعث للجاهلية من جديد. ويرى ان القومية العربية قد حصرت قضية فلسطين في اطارها العربي فدعت الى تحرير فلسطين العربية بدلاً من فلسطين الاسلامية، وعزلت بذلك العالم الاسلامي عن قضية فلسطين وعزلت بالتالي مئات الملايين من المسلمين بعد ان غدت قضية "عربية" يهتم بها العرب فقط، بينما هم انفسهم ممزقون ومشتتون.



واوضح الشهيد ان القومية العربية عبارة عن خطوة متقدمة حققها اعداء الامة لابعاد الاقطار العربية عن الدولة العثمانية اولا، وابعاد الدول العربية عن بعضها البعض ثانيا. فالقومية وسيلة لا هدف، وكلما أُبعد جزء من امتنا عن الدولة الام، سهل عزله عن باقي الاقطار وسهل تحويله الى دولة قطرية علمانية، كما حدث للبنان وسورية والعراق وجميع الاقطار العربية حاليا، واضاف الشهيد (رحمه الله) مستشهدا بانتصارات صلاح الدين الايوبي وقطز ويوسف تاشفين، ان عنصرية الدم كانت وراء جميع نكبات الامة العربية.



ويأخذ الكاتب على القوميين، والقوميين العرب وعلى المجاميع التي تسمي نفسها بالقوى الوطنية التقدمية- ياخذ عليها- نسيانهم لتاريخ الدول التي اضطهدت الاسلام والمسلمين، كالاثيوبيين والروس والهندوس وغيرهم من الامم والملل والنحل. فاورد الشهيد، مثالاً على ذلك، بعض فظائع الروس ضد الاسلام والمسلمين كحرق العلماء المسلمين وقطع اوصال الجمهوريات الاسلامية، وترحيل قبائل كاملة من مواطنها واحلال الروس محلها وعدم الاعتراف بالمحاكم الاسلامية ونصب المذابح للمسلمين وتدمير المدن وتأميم الاوقاف الاسلامية، ناهيك عن تحويل المساجد الى مخازن للفودكا ومراكز للتربية العقائدية لتخريج "الطلائع العقائدية الاشتراكية الثورية العالمية".



ويتساءل الشهيد بعد ما اورد ما اورده من فظائع الروس ضد العالم الاسلامي قائلاً: كيف، بعد ذلك، يتحالف اليسار العربي واصحاب النزعات التقدمية، مع روسيا ويتعاملون معها كصديق حميم سيحرر لهم فلسطين!! بل كيف يتعاملون مع روسيا التي ترى ان الاسلام يتجه بابنائه الى الوراء، وهو ما يعرف بالرجعية. ثم كيف تحالف عبد الناصر مع اثيوبيا وروسيا والهند التى فعلت افاعيلها فى المسلمين!!

ويواصل الشهيد تساؤلاته قائلا: بل كيف نطمع في ان تعمل روسيا على تحرير فلسطين بينما لا تطيق الاسلام والمسلمين؟.



وسرد الكاتب تناقض ووصولية ونفاق كتاب مشاهير، اورد منهم نماذج محسوبين على القومية، اخذوا يطبلون ويزمرون لثورة 23 يوليو1952، ثم اخذوا يروجون الى "الشخصية المصرية" و"القضية المصرية" و"السياسة المصرية" ثم وفى اقل من عام واحد، اخذ نفس الكُتاب والمثقفين والمشاهير يكتبون عن "مصر العربية" وعن "القضايا العربية" وعن "الامة العربية الواحدة" وعن "الامة العربية الخالدة" وعن "السياسة العربية"، فانتقلوا بذلك من "القطرية" الى "القومية" فى اقل من لمح البصر، حتى وصفهم الشهيد، بسبب مواقفهم المتقلبة، بمهرجي السيرك ولاعبيه.



وهكذا..



كان كتاب الشهيد محمد مصطفى رمضان، هو الكتاب المناسب في الوقت المناسب، بل ان اهميته لا يتطرق اليها شك حتى يومنا هذا.



لقد انهى الشهيد صياغة الكتاب في اوائل نوفمبر من عام 1968م، وصدرت الطبعة الاولى منه في 1969م، وهناك طبعة جديدة صدرت دون ان يدون تاريخ اصدارها، وربما صدرت في اوائل الثمانينات . كما نُشرت، في طبعة مستقلة عن الكتاب، فصول مختارة من الكتاب، منها فصل بعنوان "لا.. ليس عميلا امريكيا" نشر كرسالة مستقلة ثم نشرته الجماعة الاسلامية (ليبيا) بعد اغتيال الشهيد، وفصل اخر بعنوان "العبث الماركسي" نشرته مجموعة تحت اسم "احرار ليبيا" بعد جريمة الاغتيال.



وقد ضم الكتاب ستة عشر فصلا، هي بالترتيب: "هؤلاء المزورون.. اما آن لهم ان يكفوا"، "القومية نتاج يهودي"، "القومية تعصف بالعالم الاسلامي"، "هذه الاسماء لا تعني شيئا"، "الدين لله.. والوطن لله"، "مأساة فلسطين.. انها عربية"، "تعريب رغم انف الشعوب"، "القومية العربية لا دين لها"، "اسلام عبد الناصر"، "القومية شعار فرقة لا طريق وحدة"، "من نصدق، "الفرق بين الادعاء والواقع"، "لا تلوموا الصورة.. بل الاصل أحق باللوم"، "السيرك القومي"، "العبث الماركسي"، "لا.. ليس عميلا أمريكيا". وقد جاءت هذه الفصول في 267 صفحة، من الحجم الصغير.



يقول الشهيد عن كتابه:



وقد كان تركيزي في هذا الكتاب منصبا على شيئين: اولهما اظهار التعارض المطلق بين الاسلام والنزعات الاقليمية العنصرية.. ومنها ما يسمى بالعروبة، وثانيها التأكيد على ان الاسلام لا علاقة له البتة بالافكار البشرية على مر التاريخ.. فهو نظام سماوي، وشتان بين السماء والارض. ونحمد الله سبحانه الذي وفقنا الى إتمام هذه الفصول، ونسأله تعالى أن يتقبلها منا قبولاً حسناً، فهي ما كًتبت الا ابتغاء وجهه الكريم.



ولعلنا نختم هذا العرض المتواضع، بمقطع ذكرناه في عمل سابق، جاء في مقال كتبه "ابوفلسطين" ونشره في مجلة "البلاغ" بعنوان "لقد انتصرت على قاتليك" يقول كاتب المقال:



كانت شهادته انتصارا لكلماته.. لقد سقطت.. يا محمد.. في ميدان الكلمة والدعوة.. فارعبت كلماتك الصادقة قاتليك.. عرفناك كاتبا حرا واعيا.. ومفكرا اسلاميا نقيا مخلصا.. حاول اعداؤك شراءك او تشويه صورتك.. وسلطوا كلابهم النابحة عليك.. ولكنك لم تتراجع عن الحق.. الذي ذقت صدقه وحلاوته.. ولم تجبن عن كشف انحراف المنحرفين.. وتبعية الساقطين.. ان كتابك "الشعوبية الجديدة" سيظل صفعة على وجه كل طاغية دجال مزور.



ونحن ايضاً ايها الشهيد.. نسأله سبحانه وتعالى ان يتقبل منك، وان يجعل اعمالك في ميزان حسناتك، وان يجزيك عنا، وعن الاسلام الف الف خير.



ومرة اخرى.. لقد اديت.. وابدعت.. ووفيت.. واصبحت "رمزا" اسلاميا، الى ان يرث الله الارض وما عليها. والله ولي التوفيق.



كتبت في 6 اكتوبر 2005م.



د. فتحي الفاضلي

________________

لمراسلة الكاتب

fathifadhli@yahoo.com

.

طالب عوض الله
08-15-2011, 10:50 AM
وزارة السياحة الاردنية تسمح بتقديم الخمور في فنادق 5 نجوم خلال رمضان





عمان ـ القدس العربي ـ من منال الشملة ـ في شهر رمضان المبارك ما يسمح لفنادق الخمسة نجوم لا يسمح لفنادق النجمة والنجمتين فقد أصدرت وزارة السياحة والآثار في العاصمة الاردنية عمان آلية عمل المنشآت الفندقية والمطاعم السياحية خلال شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية الإسلامية وآلية منح التصاريح لإقامة الخيم والسهرات الرمضانية.
وفي كل بند من بنود التعليمات انتهكت الحكومة الاردنية ممثلة بوزارة السياحة حرمة شهر رمضان المبارك .. حيث سمحت بتقديم الخمور في فنادق 5نجوم.. وسمحت للمطاعم السياحية بتقديم خدماتها كالمعتاد.

ومن جانبه اكد الشيخ حمزة منصور ان اللائحة التي صدرت عن وزارة السياحة والاثار الاردنية خلال شهر رمضان المبارك بتقديم خدمات الطعام والمشروبات الروحية داخل مطاعم الخمسة نجوم بانها تناقض مع هوية الاردن والدستور الاردني ودين الدولة الاسلامي مطالبا باحترام هوية هذا الوطن ودستوره وانه لافرق ما بين فئة الفنادق ان كانت خمس نجوم او نجمتين فالمشروبات الروحية والمسكرات حرام أينما كانت تقدم .
وبحسب منصور ليس من الضرورة ان تقدم فنادق الخمس نجوم الخمرة والمشروبات الروحية حتى تجتذب السياح فهناك الاثار والمناطق السياحية والطبيعية والاجواء الديمقراطية والحرية.

واشار منصور الى ان تقديم خدمات المشروبات الروحية داخل المطاعم يتناقض مع الامن الوطني فالمسكرات تذهب العقل ما يؤدي لحوادث السير وتعاطي المخدرات لافتا الى انه في تاريخ الحكومات السابقة حكومة مضر بدران كان هناك قرار بحظر تقديم المسكرات والمشروبات الروحية .

وفيما تنص التعليمات على إغلاق جميع الملاهي والنوادي الليلية وصالات الديسكو والبارات في كافة الفنادق السياحية باستثناء البارات في فنادق الخمس نجوم على أن تكون غير مكشوفة وذلك خلال أيام شهر رمضان المبارك ابتداء من ليلة إعلان أول أيام الشهر الفضيل ولغاية صباح أول أيام عيد الفطر السعيد.

وبحسب التعليمات فانه لا يسمح بتقديم المشروبات الروحية في الفنادق المصنفة تحت فئة النجمتين والنجمة الواحدة وكافة الفنادق الشعبية والمخيمات السياحية في كافة مرافقها الداخلية والخارجية.

ويسمح للمطاعم السياحية المصنفة والمرخصة من وزارة السياحة والآثار تحت فئة (مطعم سياحي- كوفي شوب- متنزه سياحي- مدينة تسلية وترويح سياحي- مطعم وجبات سريعة) بتقديم خدماتها كالمعتاد لروادها خلال شهر رمضان المبارك شريطة الالتزام بالمكان الداخلي المخصص لذلك فقط، والمعد أساسا لتقديم المأكولات والمشروبات داخل المنشأة فقط .. والذي يشكل جزءا منها وغير مكشوف أو ظاهرا للعيان من الخارج.

ووفقا للتعليمات الصادرة عن الوزارة يسمح للمنشآت الفندقية المصنفة سياحيا بتقديم خدمات الطعام والشراب لنزلائها وروادها كالمعتاد في مرافق المطاعم الداخلية فقط.. الموجودة داخل هذه المنشآت شريطة عدم استعمال هذه المطاعم كبارات أو نواد ليلية أو صالات ديسكو.

كما يسمح للمنشآت الفندقية المصنفة سياحيا من قبل وزارة السياحة والآثار بتقديم خدمات الطعام والشراب في الاماكن الخارجية المخصصة لها وذلك بعد الافطار.. شريطة عدم تقديم المشروبات الروحية للنزلاء والرواد في الأماكن الخارجية.

ويمنع على المطاعم السياحية استخدام التراسات أو الأسطح أو المناطق المكشوفة أو الخارجية الظاهرة للعيان.. قبل موعد الإفطار في جميع المطاعم السياحية على أن يسمح بتقديم خدمات الطعام والشراب في هذه الأماكن بعد الافطار شريطة عدم تقديم المشروبات الروحية في الأماكن الخارجية الظاهرة للعيان والمكشوفة على الشارع العام.

ايضا تنص التعليمات على عدم السماح للمطاعم والكوفي شوبات السياحية ومدن التسلية والترويح السياحي داخل المجمعات والمولات ذوات الصالات المشتركة (food court) بتقديم الطعام والشراب خلال أيام شهر رمضان المبارك قبل موعد الإفطار ويقتصر عملها على تقديم خدمة التوصيل أو(Take away) باستثناء المطاعم التي لها صالة داخلية خاصة بها وغير مكشوفة حيث يسمح لها بتقديم خدماتها كالمعتاد.

ويمنع تقديم المشروبات الروحية في المطاعم المصنفة سياحيا تحت فئة النجمتين والنجمة الواحدة خلال شهر رمضان وتغلق خلال فترة شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية الإسلامية كافة الملاهي والنوادي الليلية وصالات الديسكو والبارات.

وتنص التعليمات على المطاعم السياحية كافة التي تقدم خدماتها كالمعتاد الالتزام خلال شهر رمضان المبارك بوضع ستائر على الواجهات الزجاجية المكشوفة.

اما فيما يتعلق بآلية منح التصاريح لإقامة السهرات وتعني هنا تصريح لاقامة السهرات الرمضانية : التصريح الذي يمنح للمنشأة الفندقية أو المطعم السياحي لمزاولة النشاطات التالية داخل المنشأة السياحية أو في مكان متصل بها بشكل مباشر خلال فترة شهر رمضان المبارك.

وتتمثل التصاريح باستخدام مطرب وعازف أو استخدام فرق فنية فلكلورية وممارسة أعمال المقهى الشعبي " لعب الشدة والنرد" بالإضافة إلى عمل مسابقات غير ربحية دعائية لا تستهدف المقامرة وفي حال استغلال الارتداد للمنشأة الفندقية او المطعم السياحي فيشترط الحصول على موافقة امانة عمان الكبرى المسبقة أو البلدية المعنية.

الى جانب ذلك تنحصر إقامة السهرات الرمضانية في الأماكن المخصصة داخل حدود المنشآت السياحية المرخصة من قبل وزارة السياحة والآثار "منشآت فندقية، مطاعم سياحية من فئة مطعم وكوفي شوب ومتنزه سياحي ومدينة تسلية وترويح".

ويسمح بإقامة سهرات رمضانية داخل المواقع السياحية شريطة الحصول على موافقة وزارة السياحة والآثار.

ويمنح التصريح بعد تقديم الطلب لدى ديوان المحافظ المختص من قبل صاحب العلاقة شخصيا مرفقا "به الأوراق الثبوتية وتكون ساعات العمل في السهرات الرمضانية خلال الفترة من أذان المغرب وحتى الساعة الثالثة صباحاً من اليوم التالي كما يمنع تقديم المشروبات الروحية في السهرات الرمضانية ويمنع استخدام الراقصات والفنانات وكذلك الرقص بكافة أشكاله في السهرات الرمضانية ويمنع ايضا إقامة سهرة رمضانية في أي من الملاهي والنوادي الليلية والبارات وصالات الديسكو.

وعلى صاحب المنشأة السياحية الالتزام بعدم عرض المواد المخلة بالآداب العامة والتي تخدش الحياء العام وتحت طائلة المسؤولية القانونية والإدارية والالتزام بعدم إزعاج المجاورين من خلال استخدام مكبرات الصوت في الساحات المكشوفة ويتوجب توفر شروط السلامة العامة وتوفير المرافق الصحية في الخيمة الرمضانية وصيانتها والمحافظة عليها, وتنص تعليمات وزارة السياحة أنه في حال تم ضبط أي مخالفة لأي من التعليمات أعلاه، يتم إغلاق المنشأة السياحية أو المرفق المخالف فوراً لمدة شهرين متتاليين من قبل المحافظ المختص واعلام وزارة السياحة والآثار بذلك.


منقول : القدس العربي

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=online\data

\2011-08-01-16-50-31.htm

ولنا تعليق

قال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}

وقال تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. )

وقال تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)

وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)

طالب عوض الله
08-16-2011, 10:24 AM
حزب التحرير - فلسطين يستنكر هجوم القوات السورية على مخيم للاجئين الفلسطينيين ويطالب المسلمين وجيوشهم بنصرة أهل الشام

استنكر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين على لسان عضو مكتبه الأستاذ حسن المدهون، الهجوم المسلح للقوات السورية على مخيم الرمل باللاذقية والذي أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى وفرار آلاف اللاجئين الفلسطينيين من المخيم.
واعتبر المدهون أنّ إقدام النظام على امتداد يد إجرامه لتطال اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ومخيماتهم بعد أن أوغلت شبيحته وقواته في دماء أهل سوريا الأشقاء "إنما يدل على إفلاسه الشديد وسقوط كافة الأوراق من يديه ولم يبق له إلا إعلان سقوطه ".
وانتقد سكوت الأنظمة العربية على جرائم النظام السوري مؤكدا على أنّ الإدانات الخجولة والرسائل الفاترة من الأنظمة العربية وتركيا في الوقت الذي يُذبح فيه أهل الشام وتُراق دماؤهم وتهدم مساجدهم إنما تغري النظام السوري لممارسة المزيد من الإجرام، وهو ما اعتبره تواطؤا منهم مع الأسد ونظامه.
وعن مواقف الفصائل الفلسطينية استهجن سكوت قادتها على جرائم النظام بحق أهل سوريا أولا، وبحق اللاجئين الفلسطينيين ثانيا، وطالبهم بأن ينفضوا أيديهم من النظام السوري وأن يتراجعوا عن موقفهم السابق الداعم للنظام، وحثهم على أن يعلنوها صراحة بأنّ دماء أهل الشام معصومة عصمة دماء أهل فلسطين وعصمة دماء كل المسلمين، وأنّ التعدي عليها جريمة كبرى.
وعن موقف الحزب تجاه الثورة السورية قال المدهون " إننا في حزب التحرير قد تعاهدنا على نصرة الانتفاضة الطهور في الشام من قبل أن تبدأ وقد حشدنا الناس نصرة لأهل الشام في المسجد الأقصى وغزة ولبنان وعمان ومناطق أخرى ولا زلنا نحث الخطى معهم من أجل قلع النظام وجعل سقوطه سقوطا مدويا يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وأن تكون ثورة الشام مثالا للتغيير الذي يعم المنطقة بإقامة الخلافة الراشدة الثانية بإذن الله".
ودعا في سياق تصريحه إلى تحرك المسلمين وجيوشهم لنصرة أهل الشام وطالبهم بأنّ لا يخذلوا أهل سوريا كما خذلوا من قبل أهل ليبيا وفلسطين، كما دعا الجيش السوري إلى "الانحياز للمنتفضين في سوريا والإجهاز على طاغية الشام".

طالب عوض الله
08-18-2011, 01:06 AM
الرواية الرسمية السورية للأحداث


د. إبراهيم حمّامي

سأقبل هنا أن أُلغي العقل والبصر والسمع وكل الحواس التي وهبنا اياها المولى عز وجل، وسأقبل أن أُصبح متلقٍ للأخبار والأحداث دون وعي ولا تفكير ولا تمحيص، وسأقبل الرواية الرسمية السورية للأحداث كما تبثها القناة السورية الرسمية وفضائية الدنيا، والاعلام المكتوب، إضافة لمجموعة من المدافعين باستماتة عما يقترفه هذا النظام بحجة المقاومة والممانعة ومنهم السوريون وغير السوريين.
لكن في مقابل هذا الالغاء، سأطرح عشرة تساؤلات، عشرة فقط لا غير، لكل من يتبنى تلك الرواية، ولا أدري حقيقة وبكل صدق ان كنت أنتظر عليها إجابة، أو أن الأسئلة ستغير من حقيقة الخطاب البائس الذي يتبناه النظام والتابعين له، لكني سأطرحها على أي حال!
1) سنصدق الرواية الرسمية حول العصابات المسلحة والمندسين ونسأل لماذا فشل النظام السوري وبعد خمسة أشهر بالتمام والكمال من نشر شريط مصور واحد يظهر الاشتباكات مع تلك العصابات المزعومة؟ لماذا نشاهد آلاف الأشرطة والمقاطع عن فظائع جيش البعث – ولا نقول الجيش العربي السوري – ولا يتحفنا النظام بمعركة واحدة مصورة مع العصابات والمندسين؟ وحتى لا نظلمكم نقول أننا شاهدنا مقطع أو اثنين ... لكن لحظة، لم تكن من تصويركم بل مقاطع أخذت من الانترنت لشخص هنا أو هناك ببندقية صيد أو عصا في يده، تدللون بها على وجود المسلحين لتبرروا مواجهتهم بالجيش العتيد، ولا نعلم حقيقة هل هي صور من يتظاهرون أم شبيحتكم الذين يمشون كتفاً بكتف مع جنودكم الأشاوس؟ حتى ما نشره المدافعون عنكم من أشرطة كان بلا صوت ولجنود مصابون بطلقات بالرأس مما يؤكد فرضية اعدامهم ميدانياً لرفضهم أوامر القتل ضد شعبهم، أي أن ما تنشرونه هو دليل ضدكم لا معكم.
2) سنصدق الرواية الرسمية حول العصابات والمأجورين وغيرهم، ونسأل هل تواجه العصابات بالدبابات والمروحيات - وأخيراً بالزوارق الحربية التي لم نسمع يوماً أنها أطلقت طلقة واحدة على محتل او غاصب وها هي الزوارق والبوارج تستخدم لأول مرة في تاريخ الجيش ابعثي – ولا نقول الجيش العربي السوري؟ بمعنى منذ متى تكون مواجهة العصابات بالجيش والقصف العشوائي على الأحياء والآمنين وأخيراً على مخيمات اللاجئين والمساجد ومآذنها!
3) وما دمنا نتحدث عن مواجهة العصابات المزعومة، نسأل كيف يمكن للنظام تبرير العقاب الجماعي على المدن والبلدات السورية التي تطالب بحريتها من نظام البطش الدموي وذلك بقطع الاتصالات والكهرباء ومنع ايصال المؤن وعلاج الجرحى؟ أهكذا يواجه النظام عصابات مندسة استنجد الأهالي به لتخليصهم منها كما يدعون؟ ألا تظنون أن روايتكم بحاجة للمراجعة؟
4) وفي نفس الاطار ومع تصديق الرواية الرسمية البائسة، نسأل لماذا عاشت حماة ودير الزور شهراً كاملاً دون حادثة واحدة من قتل أو نهب أو تدمير وهم يخرجون بمئات الالاف، ومع وصول جيش العار البعثي عشية شهر رمضان المبارك فجأة أصبح الحديث عن عصابات ومسلحين؟ لماذا لا يكون الدمار إلا مع وصول جحافلكم التي تقودها الفرقة الرابعة اياها؟ كيف لنا أن نصدق أن مئات الآلاف كانوا بأمن وأمان ثم تقتلونهم وتعيثون الخراب بحجة ارساء الأمن والأمان؟
5) وسؤال آخر في ذات الموضوع، لماذا لا يُطلق المندسون المتآمرون النار على مظاهرات التأييد المسيّرة دعماً للنظام؟ لماذا لم يسقط ولا حتى جريح واحد ممن يهتفون الله سوريا بشار وبس؟ طبعاً عندما كانت تخرج مثل تلك المسيرات المسيّرة – عصابات مندسة تتآمر على النظام ولا تطلق الرصاص إلا على من يتظاهرون ضد النظام؟ أليست غريبة تلك المعادلة؟
6) سنصدق أنكم ضحايا حملة اعلامية مركزة ومؤامرة خارجية، وبأن كل ما يقال هو افتراء لا أساس له، وهنا نسأل لماذا ما زلتم ترتعبون من دخول صحفي واحد أو مؤسسة مستقلة واحدة أو أي شخصية مستقلة لتتحدث وتشاهد وتؤكد روايتكم ما دمتم واثقين منها كل تلك الثقة؟ مما الخوف والرعب؟ هل كل البشر والدول والمؤسسات متآمرة هي أيضاً على نظام المقاومة والممانعة؟
7) سنصدق روايتكم مرة أخرى ونسأل، ألم تلقوا القبض على بعض المندسين والمأجورين بحسب توصيفكم ونشرتم اعترافاتهم على الشاشات – لماذا لم تتم محاكمة أي منهم؟ ولماذا يتم تصفيتهم ورميهم في الشوارع بعد اعترافاتهم المفترضة؟ أهذا قانون عدلكم؟ أم أن هناك ما تودون اخفاؤه بموت هؤلاء العملاء المفترضين؟ ثم كم "مندس" من العصابات كان في جسر الشغور ليقتل 120 من الشبيحة الذين كانوا برفقة آلاف الجنود؟ أين هم هؤلاء؟
8) ثم وبعد تصديق كلام رئيسكم الذي قاله خارج سياق الورقة المكتوبة في خطابه الأخير بأن سيارات رباعية الدفع عليها أسلحة مضادة للحوامات ( الاسم المعتمد للمروحيات في سوريا) نسأل ونتساءل يا سيادة الرئيس: من أين وكيف دخلت تلك السيارات رباعية الدفع لتصل إلى المدن مروراً بكل أجهزتكم الأمنية العتيدة التي تراقب المواطن السوري، وتحصي عليه حتى أنفاسه بقانون طواريء عمره فقط نصف قرن؟ كيف تفسرون دخولها ومرورها ووصولها؟ أين كنتم أيها اليقظون المتيقظون للعصابات المندسة؟
9) سنصدق روايتكم بأن الجزيرة وقطر هم فقط من يفتعلون الأفاعيل وينسجون القصص والروايات، ونسأل ألا تشاهدون باقي وسائل الاعلام حول العالم وما تنشره من فظائع وجرائم ومآسي بحق الشعب السوري من قِبل زبانيتكم؟ بمعنى هل الجزيرة وحدها من يغطي أحداث سوريا حتى تصبحوا أنتم الضحايا؟ هل العالم بأسره ظالم وأنتم فقط المظلمون؟
10) سؤالنا الأخير وبعد تصديق روايتكم، نسأل هل تعتقدون أن العالم والبشر بتلك السذاجة والبلاهة ليصدق أكاذيبكم وترهاتكم؟
وعلى هامش كل تلك التساؤلات تحيرني معادلة لم استطع فك رموزها، المعادلة تقول: بعد أسبوع من مسيرات الشعب المصري واعتصاماته طالب العالم حسني مبارك المرتمي تماماً في أحضان أعداء الشعب المصري، طالبوه بالرحيل وهو من هو في تقديم الخدمات، أما اليوم وبعد مرور خمسة أشهر على مجازر النظام السوري لم يطالبه أحد بالرحيل، بل أن البيت الأبيض تنصل من تصريحات كلينتون يوم قالت أن الرئيس السوري فقد شرعيته، طرف المعادلة الذي ما زال مستعصياً علي: من يخدم الغرب واسرائيل أكثر، من طالبوه بالرحيل بعد أسبوع أم من يسكتون عنه بعد خمسة أشهر من الجرائم؟ لماذا يمنحون النظام السوري الفرصة تلو الأخرى للقيام باصلاحات لن تأتي يوماً؟ معادلة ما زالت تحيرني!
مهما كذبتم، ومهما اخترعتم من أسباب ومبررات لجريمتكم، ومهما تمسّحتم بشعارات المقاومة والممانعة، ومهما جندتم من أناس باعت ضمائرها لتقف معكم مبررة الدماء والضحايا، ومهما أجرمتم وارتكبتم من مجازر، لن تستطيعوا أن تحجبوا ضوء الشمس ولا نور الحقيقة
لا نامت أعين الجبناء.

Drhamami@hotmail.com
15/08/2011

طالب عوض الله
08-18-2011, 01:16 AM
12 من رمضان 1432 هـ 12/08/2011 م رقم الإصدار: 1432 هـ / 38
هذا واقع حضارة الإجرام الغربية، فانبذوها وكلَّ من يدعو لها


قدَّم حزب الخضر الألماني، أمس الخميس 11-8-2011، تقريرا إلى البرلمان خلص فيه إلى أن الهجوم الذي شن في أيلول 2009 وأودى بحياة 91 من المدنيين الأفغان في كندوز، من بينهم 22 من الأطفال، حيث ترابط القوة الألمانية المشاركة في احتلال افغانستان... خلص التقرير إلى أن هذا الهجوم قد خرق قواعد الاشتباك للحلف الأطلسي والقانون الدولي. ومع اعتراف حكومة ميركل بأن الهجوم لم يكن لدفع خطر أو تهديد على الجنود الألمان فقد برأت كلا من وزير الدفاع -في حينه- كارل ثيودور زوغوتنبرغ والعقيد جورج كلاين الذي أمر بالهجوم.
يأتي هذا التقرير ليكون شاهدا آخر على مدى همجية العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف النيتو بقيادة أمريكا ومشاركة أوروبا في سفك دماء المسلمين دون أدنى مراعاة لما يسمونه حقوق الإنسان وحكم القانون الذي لطالما زعم ساسة الغرب أنهم حضاريون يهتمون بحقوق الإنسان وحكم القانون. ومع أن القانون عندهم يحرم ويمنع إعدام المتهمين (والقاعدة المعروفة بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته)، فضلا عن الأبرياء في بيوتهم وشوارعهم من نساء وشيوخ وأطفال، إلا أن الساسة الغربيين استثنوا المسلمين من قانونهم هذا. والقانون الغربي - الروماني يميز بين "الشعوب المتحضرة" و"الشعوب الهمجية" (التي أطلقوا عليها وصف البرابرة ليستحلوا إبادتها وسفك دمائها ونهب ثرواته واستعبادها).
ولم يستحْيِ الرئيس الأمريكي أوباما الذي وقف ليخاطب المسلمين في تركيا وفي القاهرة في العام 2009 وفي إندونيسيا ليخطب ودهم بالضحك عليهم بالترويج لحضارته المجرمة بينما أعطى، قبل زياراته، الضوء الأخضر لمضاعفة الهجمات بما يعرف بالطائرات من غير طيار على المسلمين في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال و(لاحقا) حيثما يراه مناسبا.
ففي عام 2009 قتلت هذه الطائرات في باكستان وحدها 708 ضحية، وقد ذكر معهد بروكينغ أن 90% من الضحايا هم مدنيون. وفي عام 2010 تضاعف عدد الهجمات عن عدد العام 2009، وفي العام الحالي 2011 استمرت هذه الغارات في الازدياد. ولا غرو؛ فهذه هدايا (صانع السلام!) الذي اكتسب جائزة نوبل للسلام، والتي يبدو أنها صارت تُعطى للمتنافسين في قتل المسلمين.
إن حزب التحرير يدعو الأمة لتعي على حقيقة عداوة هذه الدول الغربية الكافرة المستعمرة التي لا ترقب في المؤمنين إلا ولا ذمة، والتي تسببت بمسلسل لا ينتهي من الكوارث والجرائم ضد أهلنا. وهو يدعو الأمة إلى نبذ الحكام والسياسيين من بينها الذين ينفذون أجندة الدول الغربية بتسخير البلاد والعباد لمصالحها فيقومون بقمع المخلصين من أبنائها الذين يكافحون لتحريرها من قبضة الدول الغربية وهيمنتها... والأمة اليوم إذ تخوض الصراع لتهدم هذه النظم التي فرضها الغرب عليها عبر حكام عملاء يستعينون بالغرب في حرق الأخضر واليابس لفرض سلطانهم عليها، عليها أن تحذر من الاستعانة بالدول الغربية التي لن تقدم إلا السم مهما كان مغطّىً بظاهرٍ من الحلوى. وعلى المتشدقين بحضارة الغرب ودولته المدنية الديمقراطية أن يستحيوا على أنفسهم فلا يكونون أبواقا لحضارة الإجرام التي ما زالت تتحفنا ببركاتها التدميرية عبر عملائها.
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
المكتب الإعلامي المركزي
عنوان المراسلة وعنوان الزيارة
المزرعة - صندوق بريد 14 - 5010
كولومبيا سنتر - بلوك ب الطابق الثاني
بيروت لبنان تلفون: 009611307594
جوال: 0096171724043
بريد إلكتروني: media@hizb-ut-tahrir.info

--

طالب عوض الله
08-18-2011, 10:12 AM
حزب التحرير يستنكر تبرئة الحكومة الألمانية لمسئولين ألمان عن قتل 91 مدنيا أفغانيا

استنكر حزب التحرير في بيان صحفي له تبرئه الحكومة الألمانية كل من وزير الدفاع -في حينه- كارل ثيودور زوغوتنبرغ والعقيد جورج كلاين، المسئولين عن الهجوم الذي شن في أيلول 2009 وأودى بحياة 91 من المدنيين الأفغان في كندوز، من بينهم 22 من الأطفال، حيث ترابط القوة الألمانية المشاركة في احتلال أفغانستان.

واستهجن الحزب أن تأتي تلك التبرئة على الرغم من اعتراف حكومة ميركل بأنّ الهجوم لم يكن لدفع خطر أو تهديد على الجنود الألمان، وهو ما اعتبره الحزب شاهدا آخرا على مدى همجية العمليات العسكرية التي يقوم بها حلف النيتو بقيادة أمريكا ومشاركة أوروبا في سفك دماء المسلمين دون أدنى مراعاة لما يسمونه حقوق الإنسان وحكم القانون الذي لطالما زعم ساسة الغرب أنهم حضاريون يهتمون بحقوق الإنسان وحكم القانون. على حد تعبير الحزب.

وأكد رئيس المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، عثمان بخاش، في البيان الصحفي على عداوة الدول الغربية للمسلمين، والتي تسببت بمسلسل لا ينتهي من الكوارث والجرائم ضد المسلمين، واستشهد على ذلك بما تقوم به أمريكا من استخدام الطائرات من غير الطيار لقصف المسلمين في كل من أفغانستان وباكستان واليمن والصومال، وهو ما خلف في عام 2009 أكثر 708 ضحية في باكستان وحدها.

ودعا بخاش الأمة إلى نبذ الحكام والسياسيين الذين ينفذون أجندة الدول الغربية بتسخير البلاد والعباد لمصالحها فيقومون بقمع المخلصين من أبنائها الذين يكافحون لتحريرها من قبضة الدول الغربية وهيمنتها. على حد تعبير البيان.

وحذر الأمة من الاستعانة بالدول الغربية التي لن تقدم إلا السم مهما كان مغطّىً بظاهرٍ من الحلوى، وقال: "على المتشدقين بحضارة الغرب ودولته المدنية الديمقراطية أن يستحيوا على أنفسهم فلا يكونون أبواقا لحضارة الإجرام التي ما زالت تتحفنا ببركاتها التدميرية عبر عملائها."

16/8/2011

طالب عوض الله
08-19-2011, 12:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



كتاب مفتوح للشام الأبية، وبخاصة جندها الميامين



نتقدم به في شهر رمضان المبارك شهر النصر والفتح المبين




﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ




مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي




إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾




لاتزال حلقات الموت تتقاطر على أهل سوريا الشرفاء، فلا تدع طفلًا ولا شيخًا ولا امرأة إلا وقد امتدت لهم يد الجريمة بأبشع صورها، وأفظع أشكالها. وها هي مدن وقرى سوريا الثائرة تدك بالدبابات وتحاصر بالجنود والمدرعات وتداهم في عتمة الليل أو في وضح النهار، دون خوف من مساءلة أو اتقاء لإدانة. فالنظام المجرم في سوريا ومن ورائه الغرب الكاذب بقيادة أمريكا، لا يرون للبيوت حرمة، ولا يقيمون للدماء وزنـًا، فهم ماضون في مسلسل إرهابهم وجرائمهم، همهم تركيع الأمة وكسر إرادتها وإبقاؤها في حظيرة الذل والهوان، لأن بشار الأسد ومن معه في الحكم تولوا أمر هذه الأمة على عقد العداء لشعبها والولاء لأمريكا، فلما ثار الناس ساموهم سوء العذاب وقد تحقق فيهم قول ربنا عزّ وجلّ:



﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)



وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾



وإننا في حزب التحرير ونحن نعتصر ألماً لما يصيب أهلنا في سوريا على أيدي هذه العصابة المجرمة الحاكمة نؤكد على ما يلي:



أولاً نقول لأهلنا في سوريا شباباً في الساحات وآباءً وأمهات:



إن ثورتكم المباركة في وجه هذا النظام المجرم هي آية من آيات صدق النفوس ورسوخ الإيمان، وليس لنا من بعد قول ربنا جلّ وعلا



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾



إلا أن نقول لكم إن خطابنا للضباط المخلصين في جيش سوريا الذين هم أبناؤكم وإخوانكم هو من بعد نصر الله نصرة لكم ونصرة لثورتكم المباركة. يا شباب ثورتنا المنادي: "هي لله هي لله" ندعوكم لعهد بيننا وبينكم أن لا تحيد ثورتنا عن طريق الله، وأن تكونوا معنا في نداء واحد للجيش بكل طاقة وأقصى سرعة، ليأخذ الجيش دوره الذي أمره الله به بإزالة هذا النظام المجرم، وإقامة دولة العدل والأمان خلافة على منهاج النبوة.



أيها الثوار الشرفاء يا قادة الناس في التنسيقيات: اتقوا الله، وكونوا قدوةً في التقوى لا في المعصية. ورسّخوا في قلوب الناس حيويّة الإيمان وشجاعته، وأسقطوا المصلحة والخوف والشرق والغرب من حساباتكم. ولا تتوانَوْا عن المطالبة بإقامة دولة الخلافة الراشدة لإقامة العدل وإقامة شرع الله وحمل رسالة الإسلام هداية للعالم. كونوا مع حزب التحرير الذي قام يوم قعد الناس، وقال يوم صمت الناس، وصدق يوم كذب الناس، وسجون الطاغية بشار شاهدة بذلك.



أيها الأهل في سوريا شبابًا في الساحات وضباطًا وجنودًا في الثكنات:



إننا إذ نبارك ثورتكم على الظلم والطغيان، ونثمّن تضحياتكم الجسام ليعود لنا العدل والعزّة والعيش الكريم، وإذ نهيب بجيشنا الباسل وضباطه أن يلبوا داعي الله ويستجيبوا لما ناديناه، فإننا إخوانكم في حزب التحرير ندعوكم لنواصل سوية المشوار حتى يُهدم النظام البائد الظالم بدستوره وقوانينه وأشكاله وأشخاصه ويُصبح هباءً منثورًا، ويحل نظام دولة الخلافة الإسلامية مكانه، حيث تَنتخبُ الأمةُ بالرضا والاختيار خليفة يحمي العباد والبلاد، يبايعونه على تنفيذ أحكام الشرع - وشَرْعُ الله كامل في جميع شؤون الحياة - ويدينون له بالسمع والطاعة ما أطاع الله فيهم، ويحاسبونه على اعوجاجه كما قال عمر «tلا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها»، قال علية الصلاة والسلام: «الإمامُ جُنَّةٌ يُقاتَلُ مِنْ ورائِهِ ويُتَّقى بِه» فقوموا إلى عزة وغفران وروضة ورضوان في شهر رمضان، ولا يلفتنكم عن غايتكم تثبيط المثبطين أو تخويف المجرمين بشرق أو غرب وكونوا كما قال الله عزّ وجل




﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا




وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ




لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾






أيها المسلمون في بلاد الشام عقر دار الإسلام :




اتقوا الله واعرفوا عدوكم من صديقكم، واعلموا أن الغرب، بقيادة أمريكا وفرنسا وإنكلترا... هو عدوكم وسبب ما حل بكم من مصائب وكوارث، فهو وراء كل الحكومات المستبدة التي تزيد معيشتكم غلاءً فوق غلاء، وتحتقر دينكم ومعتقداتكم، وتنصر أعداءكم من يهود وغيرهم عليكم، وتمنع أوامر الله ورسوله وكتابه تحت شعارمحاربة الإرهاب، وما دامت رؤوسكم تطمح إلى الغرب، وأبصاركم معلقة به، فلن تتخلصوا من هذه المصائب.




أيها المسلمون في بلاد الشام عقر دار الإسلام :




اعلموا أن مآسيكم كلها، لا تنتهي إلا بدولة الإسلام، وأن أعراضكم ودماءكم وأموالكم لن تكون مصونة إلا في ظل الخلافة. واعلموا أن عزكم ورفعة شأنكم، ورضى ربكم لا يكون إلا بدولة العزة، دولة الخلافة، فاعملوا لها تكونوا بإذن ربكم من الفائزين.




ثانياً نقول لإخواننا وآبائنا ضباطًا وجنودًا في الثكنات:




إن العاقل وكل صاحب قلب مخلص يسأل، أما آن لليل أن ينجلي، أما آن للقيد أن ينكسر، أما آن لضباط الجيش المخلصين أن يبروا قسمهم في حماية أهلهم وأعراضهم، بأن يأخذوا على يدي الظالم ويوقفوا جرائم الباغي.




إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذَنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ».




أيها الضباط والجنود الشرفاء




لقد قامت الأمة بفلذات أكبادها وبشيبها وشبابها لتحقق لكم ولها انعتاقًا من هؤلاء الحكام، العملاء الذين صيروكم إلى الموضع المهين الذين أنتم عليه، بالأمس كان يذبح إخوانكم ويقصفون ويحاصرون في غزة ولبنان والعراق، فلا يسمح لكم بنجدتهم ولا بالتحرك لنصرتهم .. بل كانت طائرات العدو تحلق فوق رؤوسكم، وتقصف ما تشاء وتمضي، وقد خرست مدافعكم ورشاشاتكم .. أليس هذا النظام هو من يكبلكم ويذلكم ويقهركم؟!



سئمت جيوش المسلمين خنوعها ومضت الى ظلل الظلام تُبدد



كانت رهينة ظــالم متعجــرف يسعى بها نحو الهلاك ويفسد



إننا في حزب التحرير وقد أخذنا على عاتقنا مسؤولية إعادة الإسلام لواقع الحياة وذلك بإقامة دولة الخلافة، لندرك معاناة الجيش في سوريا كما ندرك معاناة الناس، وإننا إذ ننادي جيشنا وضباطنا اليوم، لندرك أن دم العزة يغلي في عروقكم، ونعلم وأنتم أبناء هذه الأمة الأصيلة أن العدو الصهيوني لم ينل من عزائمكم ولم يخفكم، بقدر ما نال منكم هذا النظام المجرم النتن، الذي أذلكم وأهانكم وأبعدكم عن مسؤولياتكم، فأبعدكم عن تحرير الجولان فرض ربكم عليكم، ووجهكم إلى قتل إخوانكم في الشام وهو محرم عليكم... فإلى مكانة سامية ندعوكم وإلى تجارة رابحة ندلكم وإلى امتثال قول الله عز وجل نهديكم:



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10)



تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ



خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ



تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾



أيها الضباط والجنود الشرفاء :



إن الأمر أمركم، وإن اليوم يومكم، فكونوا لها وقولوا: الله أكبر تفلحوا، وها هو شهر رمضان المبارك، شهر الانتصارات، يظلكم، فليكن إفطاركم في رمضان على انتصار لدين الله يعز فيه أولياؤه ويذل فيه أعداؤه، فالله الله فيكم، الله الله في رجولتكم في كرامتكم في آبائكم، الله الله في أمتكم التي تقدمت عليكم في التضحة، وستكون خير سند ومدد لكم، إن أنتم أخلصتم لها ولربكم.. قال تعالى:



﴿ِإنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾



أيها الضباط والجنود الشرفاء :



إياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تخونوا أمتكم وأماناتكم وتوجهوا بنادقكم ومدافعكم إلى صدور أهليكم، شبابكم وبناتكم وأطفالكم، آبائكم وأمهاتكم. إياكم أن تراهنوا على نظام ساقط لا يملك سوى "التشبيح" في الشوارع و"التنبيح" في إعلامه الكاذب، إياكم أن تلقوا ربكم وفي أعناقكم دماء المسلمين، إياكم أن تخسروا آخرتكم بدنيا غيركم!



بل اعملوا على نصرة أمتكم وأنفسكم، بأخذ الحكم من العصابة المجرمة بحقكم وبحق أمتكم وبحق ربكم ودينكم. واجعلوها نصرة لله لإقامة حكم الله سبحانه في الأرض خلافة راشدة على منهاج النبوة، فإن كان لكم النصر فرحتم وفرح المؤمنون وإن كانت الشهادة فنعم ما تصيبون



قال تعالى:



﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)



فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ



أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾



ثالثاً: ولا يفوتنا ونحن في شهر الصيام أن نذكِّر العلماء والأئمة في المساجد: أن اتقوا الله ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون، كونوا أئمة خير للأمة، ولا يكن علمكم وإقامتكم للصلاة وسيلةً لكسب العيش، ولا تبيعوا آيات الله بثمن بخس. واعلموا أن عذاب جهنم شديد، وأن القوة لله وليست لبشار وأعوانه. قولوا الحق واثبتوا عليه، ولا تلبسوا الحق بالباطل، وأنتم تعلمون أن أجر العامل في رمضان أكبر من أجره فيما سواه من الأيام، فاتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا، واحذروا قول الباطل وما تمليه الدولة عليكم من رواية السلطة الكاذبة لتفترونه على المنابر يوم الجمعة؟!



وفي الختام، فإن حزب التحرير يدعوكم يا كل أهل الشام، وكل الناس معكم، بدعوة الحق، ليخرجكم من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، ومن جور الأنظمة وظلم الحكام إلى عدل الإسلام ونور الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، فأخلصوا لله واعملوا مع حزب التحرير لإقامة الإسلام، تفلحوا في الدنيا والآخرة.



وهو كذلك يدعوكم أيها الجند المؤمن الصابر، في شهر رمضان المبارك، شهر الانتصارات، شهر النصر في بدر السابع عشر من رمضان، أن تتوكلوا على الله وتحزموا أمركم لتغيروا العالم، وتُكتب سيرتكم بصحائف من نور إن أنتم نصرتم حزب التحرير بإعلان دولة الخلافة، فتكونوا الأنصار الجدد الذين يُعلي الله شأنهم كما أعلى شأن أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى:



﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾



وقال جل من قال:



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾



.السابع عشر من رمضان 1432هـ



17/8/2011م



,ولاية سوريا - حزب التحرير




المكتب الإعلامي لحزب التحرير






سيف الـدّيـن عـابـد




From: saifuddin 3abed <saifuddin_3abed@live.com>

طالب عوض الله
08-19-2011, 10:40 AM
لا تتوهمي يا أمريكا..


نحن من يقرّر وليس أنت


سيف الدّين عابد



قالت وزيرة الخارجية الأمريكية أن العقوبات الأمريكية تشكّل ضربة في قلب النظام السوري.
وهي بهذا تقول أن أمريكا قد نفضت يديها من النظام السوري .. أو بمعنى أدق: نفضت يديها من الرئيس السوري بشار الأسد، فلم تعد ترى فيه حاكماً قادراً على الإمساك بزمام الأمور في سوريا بعد ستة أشهر من التقتيل والتدمير في سوريا وأهلها العزّل إلا من إرادة الحرية والكرامة.
أمريكا التي ساندت النظام السوري طوال سني حكمه من زمن الوالد المجرم الى الابن الذي لم يعقّ أباه فسار على نهجه فساداً ونهباً وقتلاً!!

فهل تريد أمريكا أن تقول أنها هي التي تقرر بشأن الأنظمة سقوطاً أو بقاءً؟
في مصر، تشبثت أمريكا بالرئيس مبارك حتى آخر قطرة دم استطاع هو ونظامه إراقتها، وظهرت مواقف أمريكا متردّدة حائرة غامضة الى أن قرّر " الشعب" نهاية مبارك، وليس أمريكا هي من قرّر.

وكذا في سوريا، فقد كان لأمريكا مواقف تخالف مواقف دول العالم فيما يخصّ العقوبات عليها، فكانت كلما اقتربت اوروبا من اتخاذ قرار إدانة – قبل ثورة الشعب – لسوريا ونظامها، عملت أمريكا على " تمييع" القرارات الدولية بما يضمن لها عدم المساس بعميلها المتمثل ببشار الأسد ونظامه..
ولما بدأت ثورة الشعب السوري الأبي، عادت أمريكا إلى سيرتها الأولى في محاولة المحافظة على عملائها، فلم يكن لها موقف في بداية الأحداث، ثمّ بدت المواقف فيما بعد " متسامحة متساهلة" بطلب البدء بالإصلاحات في سوريا، وكانت بهذا تعطي المهلة تلو الأخرى لنظام سوريا ليبتّ في المسألة وينهيها، وكذا كانت مواقف من يدورون في فلك أمريكا كما مواقف عملاء أمريكا كلّهم بدون استثناء يطالبون بشار الأسد بوقف استخدام السلاح والبدء بالإصلاحات...وكان الشعب السوري قد حسم أمره وخلع رئيسه نظرياً وخلع عنه " الشرعية" التي يدّعيها...فكانت مواقف أمريكا ومن شايعها لا تقترب بحال من الأحوال من موقف الشعب السوري ولا تماهيه.

سوريا بأهلها – إلا من ارتبطت مصالحهم ومصائرهم بالنظام – نبذوا الأسد ونظام وأعلنوا موته قبل أن " تمنّ " علينا أمريكا بتصريحاتها السقيمة المنافقة هذه.

فالذي قرّر بشأن النظام السوري هم السوريون وليس أمريكا، ولا فضل لها على أحد منهم أبداً، بل على العكس تماماً!!
أمريكا بتصريحاتها تلك تريد أن توهم الشعوب بأن القرار بيدها، وهي التي تعلن وفاة الأنظمة أو الرؤساء
وهي بذلك تتصرف ببلاهة مطلقة وسذاجة يشهد عليها مراهقوا السياسة قبل الساسة.
فهي بهذا تكنّون كمن يقول أن الميّت يحتاج إلى " نعش " ليوضع فيه قبل دفنه...مع أن هذا من نافلة القول!!
نحن يا أمريكا – الشعوب التي نهضت لعزتها – من يقرّر الآن بشأن أنظمته وليس أنت.
وسنقرّر بإذن الله بشأن النظام الذي سيجمع المسلمين كلّهم تحت راية واحدة وحاكم واحد يحكمنا بكتاب الله وسنة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ثمّ...نقرر كيف سيكون حالك ووضعك أنت والعالم بعدها.




سيف الدين عابد

مدونة طريق العزة – سيف الدين عابد

http://tareekalezzah-saifuddin.blogspot.com/2011/08/blog-post_18.html

نائل أبو محمد
08-19-2011, 04:29 PM
الجمعة 20 رمضان 1432

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

طالب عوض الله
08-21-2011, 09:11 AM
بصمات نورٍ على صفحات التاريخ

رائد الفكر الإسلامي الحديث:

شيخ الإسلام مصطفى صبري








أ.د. عمار جيدل


العلماء في الثقافة الإسلامية ورثة الأنبياء، لهذا يعد عملهم امتدادا لعمل الأنبياء، فينسجون وفق مسلك الأنبياء في إنقاذ مجتمعاتهم من دركات فساد الاعتقاد والأخلاق والقوانين وسائر الأحوال. والقيام بتلك الوظيفة على أكمل وجه يقتضي من العلماء استصحاب المعطى الثقافي والحضاري الذي تتحرّك فيه دعوتهم فاعلة ومتفاعلة. ولعل أصدق أنموذج معبر عن استحضار لتلك المعطيات من الناحية النظرية، العمل الجبار الذي أنجزه شيخ الإسلام مصطفى صبري رحمه الله؛ فقد كان بحق رائدا من رواد المقاومة الفكرية في المجتمع العثماني الحديث.
نبذة عن حياته
فمن هو شيخ الإسلام مصطفى صبري وأين نشأ وترعرع وتعلم، وما الأعمال التي تؤكد ما مِلنا إليه في مدخل المقالة؟


ولد الشيخ مصطفى صبري من أبوين تُركيَين في تاريخ 12 ربيع الأول 1286 هـ 1869م في الأناضول بمدينة "توقاد" التي ينسب إليها. تتلمذ في بداية تحصيله العلمي على يد والده الأستاذ أحمد التُّوقادي، وأتمّ دراسته الأولية في مسقط رأسه حيث حفظ القرآن الكريم بها، ثم واصل رحلة التحصيل بمدينة قيسري، ثم انتقل بعدها إلى الآستانة ونال إجازتين. انخرط مصطفى صبري ابن الثاني والعشرين ربيعا في سلك كبار المدرسين بصفة أستاذ محاضر في جامع السلطان محمد الفاتح، بعد امتحان التدريس بدرجة مدرس عام سنة 1307هـ/1890م. وقد تخرج على يديه عدد لا يستهان به من الطلبة، ويذكر أنه سلّم إجازات لخمسين طالبا. اختير بتاريخ 16 يناير 1900م عضوا في ديوان القلم (أمانة السر). واختارته هيئة كبار العلماء المعروفة بالجمعية العلمية رئيسا لصحيفتها الأسبوعية التي كانت تصدرها بعنوان بيان الحق، ليعيّن بعدها عضوا في دار الحكمة "هيئة كبار العلماء"، تولى بعدها تدريس الحديث الشريف في مدرسة السليمانية. اختير نائبا عن مدينة توقاد في المشروطية الثانية بتاريخ 1 يناير 1908م، ثم تولى في عهد وزارة الداماد فريد باشا الأول المشيخة الإسلامية سنة 1919م بناء على الإرادة السلطانية، وظل محتفظا بمنصبه في الوزارتين المتعاقبتين.
ولما ضاق به حال البلاد بناء على ما تعرّض له من ضغط وتقييد اضطر إلى الهجرة. سافر إلى مصر سنة 1923م ومنها إلى لبنان، وبقي على تلك الحال متنقلا، فزار مكة، وعاد إلى مصر سنة 1932 م وهذا بعد الإقامة القصيرة بتركيا.


آثاره العلمية ووقفة مع كتاب "موقف العقل"
تتوزّع آثاره العلمية على العديد من أنواع التأليف؛ ففيها الكتاب الجامع وفيها الكتاب البسيط ومنها أيضا المقالات المتخصصة. وقد ألّف باللغتَين العربية والعثمانية (التركية القديمة). وأهم كتبه: النكير على منكري النعمة من الخلافة والأمة، موقف البشر تحت سلطان القدر، قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب، القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون بالغيب، موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين.
تضمن كتاب "موقف العقل" زبدة أفكاره وآرائه السياسية والعلمية. فهو كتاب غني بالمطارحات الفكرية المتنوعة حيث تجد المناقشات الفلسفية العالية والكلامية الدقيقة والسياسية في جانبيها النظري والعملي. والكتاب من عنوانه يدل على أن الغرض الأصلي منه هو الدفاع عن عقيدة الإسلام. والقيام بهذا العمل فرض عليه الحديث المسهب عن كثير من القضايا حيث أنه:


• كشَف المؤامرات التي تعرّض لها الإسلام من زاويتي التحدي بالسلاح من خلال هجمات الغربيين، والتحدي الفكري العقدي الذي تقوده قوى الإلحاد والفجور، فعمل بهذه المطارحات على مجابهة الفريقين.
• بيّن في كتابه قيمة الدليل العقلي مقارنة مع الأدلة التي استند إليها المثقفون الغربيون أو المتغربون. فبرهن بأن الدليل العقلي أيقن من الدليل التجريبي، ويعد النقاش في هذه المسألة تأريخا لوجودها في البيئة الإسلامية المعاصرة.
• ناقش أدلة فلاسفة الغربيين على وجود الله، كما ردّ شبه النافين من الملاحدة. وهذا الجهد يدل على إحاطته بالفكر والفلسفة الغربيين عامة بخلاف ما ذهب إليه بعض الباحثين.
• حارب الشبه المعربة عن الفكر الغربي (المترجمة)، والتي منها الاستخفاف بالدليل العقلي والاستناد الكلي للدليل التجريـبي، حتى غدا المنهج التجريبي هو المنهج الأصيل والوحيد الممثل للثقافة الإسلامية.


ولقد نشر للشيخ مصطفى صبري مقالات باللغة التركية والعربية في الجرائد اليومية، كما نشر له مقالات في المجلات العلمية في تلك الفترة. وتعد هذه المقالات على تنوّعها دفاعا عن الإسلام وإبرازا لقوته العلمية. إنه حاول إرجاع هيبة الإسلام المفقودة، وذلك ببعث قوّته العلمية والفكرية في ساحة كثر فيها العلماء المعجبون بالغرب وحضارته وفلسفته، حتى عد المنافح عن دينه وحضارة أمته نشازا يشار إليه بالبنان.


سمات مؤلفاته
القراءة الفاحصة لعناوين المؤلفات يبيّن بجلاء أننا أمام شخصية علمية نذرت نفسها لمدافعة الباطل والدفاع عن الحق في العلم والسياسة. فالعناوين المختارة دالة بنفسها على ملكة المطارحة، ويؤكد هذا المسلك القراءة الأولية لما كتبه الرجل. إن المصطلحات الموظفة في التعبير عن عناوين الكتب والمقالات تدل بنفسها على العقلية الجدلية التي يتميّز بها.
إن كتبه باللغة العربية أكبر من أن نشرحها لدلالتها المباشرة على ما رمنا بيانه في الفقرة السابقة. انظر معي لفظ "النكير"، فهو دال بنفسه على الاستنفار والإنذار والتنبيه مع شدّة في اللفظ، إنه نكير على منكري النعمة من الخلافة والأمة. وأعمل مسلك الإنكار نفسه في كتابه "مسألة ترجمة القرآن"، فقد عرضها كمسألة يراد توجيه الأنظار فيها إلى رأي مرجوح، فرام من خلال المطارحة الهادئة والهادفة إلى بيان القول الفصل في المسألة. ونسج على المنوال نفسه في كتابه "القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون بالغيب"، فحاول الفصل في مسألة كثر فيها الكلام وفق مشارب الآخر، لهذا ركب فرسه للمدافعة والمرافعة عن الغيب الذي يراد إبعاده خدمة للثقافة الغربية وانسجاما معها.
وبذلك المنهج كتب كتابه "قولي في المرأة"، إذ يدل بقية العنوان على الغرض الأصلي من الكتاب "ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب". إنه يرمي إلى إبطال أقوال الغربيين ومقلديهم في مسألة المرأة في الإسلام.
أما موسوعته "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين" فهو بيّن من عنوانه "موقف". فهو دفاع عن موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين ضد أولئك الذي نصبوا بينها برازخ لا تتجاوزها، بينما هم يتضافرون جميعا (العقل والعلم والعالم) في الدلالة على بطلان أقوال المنكرين والملحدين وصحة ما ذهب إليه أهل الإيمان برب العالمين.
وتتأكد النـزعة التي أصبحت في الرجل ملكة أكسبته الاستقلال الفكري فيما قرأناه في تلك المؤلفات، إذ يصرح بأنه لا يريد "أن يقول بفكرة إن قال بها كبير أيا كان، ولا يتخلى عنها إن لم يقل بها أو قال ثم رجع عنها". لهذا تراه لا يوجّه اهتمامه إلى تحقيق رأي فلان أو علان، ويرى ذلك شأن غير الباتين في الحكم بعقولهم فيوازنون درجة المذاهب في الصحة أو الفساد بدرجة مراكز المنتمين إليها.(1) وتماشيا مع ما ذكره تراه ينقد الخطأ حيث وجده غير مهتم بمركز القائل، ينتقد الغزالي وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من العلماء.
أما بالنسبة للعلماء المعاصرين فقد ناقش أقوال أكثرهم شهرة كالشيخ جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وشلتوت... وبالدرجة نفسها التي ناقش بها فلاسفة الغرب كباركلي وهيوم وكنط... وقد سبب له هذا النقد كثيرا من الحرج والمتاعب، فقيل له "كيف تنقد هؤلاء الأعلام؟" فقال "إن كتابي كتاب مبادئ لا كتاب تراجم".(2) إنها كلمة رائعة يجب أن تكون قانونا يعمل به في تمحيص الأفكار والآراء بصرف النظر عن أصحابها ومراكزهم.


جهوده العلمية
المتتبع لعناوين كتب الشيخ مصطفى صبري يدرك أن المقصد الأساسي من مؤلفاته هو الدفاع عن الإسلام والعلوم الإسلامية بصفة عامة، وذلك بصد الهجمات التي تعرّض لها من قبل أبنائه، وخاصة تلك التي تلبّست بالإلحاد القائم على المبادئ المادية في العلوم أو التي قامت على المبادئ القومية في الجانب السياسي. لهذا انصبت جهوده على محاربة العقليات السائدة في الوسط الثقافي والسياسي، وعلى رأسها محاربة العقلية الآيلة إلى الإلحاد في البيئة الإسلامية المعاصرة. وأصل هذا الداء -في رأيه- الذي ساق المتعلمين الجدد إلى الشك المنتهي إلى الإلحاد اعتقاد أنه "لا يثبت وجود الله علميا، لأن العلمية ربطت بالثبوت التجريـبي الحسي وفق ما ثبتت به سائر المعارف والعلوم في العلم الحديث، وهذا لا يَعتدّ بالدليل العقلي لعدم إمكان سلامته من الخطأ، وبالتالي لا يمكن الوثوق به"، فنجم عنه تسرّب أمراض خطيرة إلى بيئتنا الإسلامية، لعل أهمها:


• عدم الاستناد إلى الأدلة النقلية، وترتب عليه إنكار مسائل غيبية ثابتة، واضطرهم هذا إلى التأويل مسايرة للعلم الحديث، حتى غدا التأويل المتعسّف مسلكا لدى كثير من أعلام هذا العصر، وقد كان محمد فريد وجدي أكثرهم غلوا ومسايرة للعلم الوضعي (التجريـبي الحسي).
• عدم التعويل على الأدلة العقلية في إثبات واجب الوجود، وحصرت الأدلة في العلم الحديث المبني أساسا على قاعدتهم المشهورة "كل معقول لا يؤيده محسوس لا يعتد به"، رغم كون القاعدة مبطلة لنفسها بنفسها لأنها "معقول لا يؤيده محسوس"، فنجم عن ذلك إهمال المنطق والعلوم التجريدية، وحصرت الثقة في المحسوس، وهذا ما يفسر الهجمات التي تعرّض لها علم الكلام.
• الفصل بين الدين والسياسية؛ وقد خُدم هذا المبدأ بطريقتين اتخذت أولاهما الطريقة المباشرة كالمحاولة التي قام بها الشيخ علي عبد الرازق؛ وسلكت الثانية طريقا غير مباشر من خلال إخراج الفقه من دائرة الدين وفق ما ذهب إليه الشيخ محمد مصطفى المراغي، ويقرب منه قوله بجواز التعبد بالقرآن المترجم.
• ظهور محاولة إنقاذ الدين من العقل وفق ما قام به الفيلسوف الغربي "كنط" حينما أقام دليل العقل العملي على وجود الله (دليل الأخلاق). ومبنى هذا الرأي التأسيس للعقيدة المسيحية التي لا تتلاءم والعقل، لهذا عدت محاولة النسج على منوالها متجاوزة لكل مسلمات العلم، إذ تختلف الديانة الإسلامية عن الديانة المسيحية المحرّفة في أساسهما العقدي. فأساس الأولى الفصل بين عالمي العقل والقلب الذي من مهماته العقيدة والإيمان، بخلاف ما هو عليه الإيمان في الإسلام، فهو موجّه إلى العقل في اللحظة نفسها التي يتوجّه إلى الوجدان. وقد رام تحقيق هذه المهمة المستعصية الشيخ فريد وجدي، فحاول إقامة البرهان على وجود الله تعالى دون الاستناد إلى الدليل العقلي(3)، وهي محاولة لا يمكن أن تنجح ولا ينبغي لها أن تنجح، وإن نجحت فإنها من قبيل الغلطة الناجحة، لأنها متصورة في المسيحية وغير متصورة في الإسلام.(4) فالمسيحي يضطر إلى إهانة عقله ليسلم له دينه، وكذلك الحال بالنسبة للملحد الغربي والشرقي، فإنه يضطر إلى الاستهانة بالدين ليسلم له عقله. والمسلم بخلاف ذلك تماما؛ فالعقل والدين لا يفترقان حتى غدت عند المسلمين قاعدة مشهورة "من لا عقل له لا دين له".
• تسرّب ضلال الاستخفاف بالعقل، وتأصّل ذلك بانتشار المذهب التجريبي وبناء العلم عليه بعد الفيلسوف بيكون، فطبق المذهب التجريبي بطريق الفلسفة الوضعية على العقائد، وقد زاد الأمر شناعة شيوع تقليد كل ما وفد إلينا من الغرب أو صدّروه إلينا.(5)
وفي ضوء ما سلف حصر الشيخ مهمته فيما يأتي:
• مكافحة الشبهات ومكافحة مروجيها والكشف عن المكامن التي يتستر المثيرون لها، حتى يتزعزع مكان الشبهات ومكانة مثيريها في قلوب الناس كائنين من كانوا، "فتنهار الشبهات ومروجوها وتسلم عقيدة المؤمنين من شرورهم وتساؤلاتهم".(6)
• الدفاع عن مركز علم الكلام وإثبات صدقه وصحة استثمار معارفه، والسعي إلى إثبات أن وجود الله لا يمكن أن يستند إلى الدليل التجريـبي الجزئي الذي فتنهم، ولا يكون بغير الدليل العقلي، لأن الدليل العقلي أقوى وأيقن من الدليل التجريـبي.
• محاربة اللادينيين بالقضاء على كل شك يرمون إلى تكريسه بطريق الإلحاد. وبهذا الصدد عمل على شحذ الهمم وتنبيه العقلاء إلى خطر تسرب العقليات الغربية المناوئة للدين إلى أذهان المثقفين المسلمين، ويتطلّب هذا الجهد سرد شواهد من كلمات رجال يستدل بأهمية مراكزهم الرسمية والأدبية على أهمية المسألة(7)، لهذا اضطر إلى تفحّص أقوال وأفكار الفلاسفة الغربيين وأيّد رأيه بكثير من أقوالهم وتصريحاتهم.
• حاول بيان المرض العقلي الذي هيمن على العقليات في مصر الحديثة نظرا لخطورته البالغة، إذ يرجع إليه حسب تقديره سبب هلاكها في الدنيا والآخرة إن بقي الأمر على حاله.(8)
• الدعوة إلى إصلاح الأوضاع العلمية في العالم الإسلامي، بصفته الطريق الوحيد للنجاح السياسي والاجتماعي في الحاضر والمستقبل.


موقفه من الهجمة المنظمة على العلوم الإسلامية
عمل الشيخ على عدة جبهات لمدافعة الهجمات التي تتعرض لها العلوم الإسلامية إرضاء للفكر الغربي الحديث، وبهذا الاتجاه قام بجهود جبارة في المطارحات الإعلامية والسياسية والتعليمية، وتجلى هذا المسلك في الجهود الآتية:
• العمل على بيان الخلل الطارئ على العقلية الإسلامية وخاصة في تسليم زمام أمورها إلى الفكر الغربي ممثلا في الفلسفة الغربية ولاسيما الوضعية. وقد سعى جاهدا في هذا الجانب إلى بيان بطلان أساس ما تبنى عليه هذه الفلسفة، فبيّن الفرق بين الدليل العقلي التجريدي والدليل (العلمي) التجريـبي، فبرهن على تفوّق الأول على الثاني، بل أساس دلالة التجريـبي مبنية أساسا على الدليل العقلي في مرحلة من مراحل الاستدلال أو تبليغ الدليل.
• ناضل حاملي الفكر الغربي في البيئة الإسلامية فحاول قطع الطريق على أولئك الذين حاولوا التعامل مع الثقافة الإسلامية من منطلق الفكر الوافد، وكأن الثقافة الإسلامية عارية عن كل أصالة وقوة إقناع.
• دافع الشيخ عن الخلل المتوقّع من تصريحات بعض كبار أعلام المسلمين في العصر الحديث، فدافع عن معجزات الأنبياء بوصف إنكارها طريقا معبّدا لإنكار كل ما له صلة بعالم الغيب الذي منه عقائد المسلمين، وما ركب ذلك إلا خوفا من استشراء هذا الداء العضال في أوساط الأمة، فإنه إن تمكّن منها سيأتي على الأخضر واليابس.
• دافع عن موقع الفقه في الشريعة الإسلامية والدين الإسلامي عموما، خوفا من يأتي اليوم الذي لا ندري فيه كيف نعبد الله، وخوفا من أن يصبح الفقه ليس من الدين على قول بعض العلماء المعاصرين.
• دافع عن الحديث النبوي ضد أولئك الذين اختصروا الحديث الصحيح من الكتب المدونة بنسبة الواحد من مائة وخمسين حديثا، بناء على تفسير خاطئ لقول البخاري بأنه لم يصح عنده إلا أربعة آلاف حديث من ستمائة ألف حديث، فراموا تطبيق القاعدة على الأربعة آلاف حديث التي استخلصت من الستمائة ألف حديث. ونظرا لبطلان هذه الأفكار، بل ولحملها بذرة الفناء فيها، فقد أفل نجمها وقبرت إلى غير رجعة وعادت للسنة مكانتها في البيئة الإسلامية المعاصرة.
• دافع من منطلق معرفي عن وضع المرأة في الإسلام، وناقش ما يهيأ من قوانين وتصورات يراد فرضها على الأمة. فكشف بأسلوب رائع أصل الداء الذي حاولوا تسويقه في مجتمع النساء، وأرجع الداء كله إلى تقليد الغرب حتى في أوضاعه التي لا يحسد عليها، فأريد تحويل المرأة إلى سلعة تتداول وتتقاذفها الأجسام الآسنة ذات الروائح الكريهة أولئك الذين لخصوا وجود النساء في المتعة واللذة ففقدوا إنسانيتهم وأُسروا لشهواتهم.
• أرجع الخلل في الإعجاب بالغرب في السياسة إلى الخلل في التكوين الثقافي. فالمسألة السياسية ترجع أساسا إلى خلفية ثقافية يجب أن يبدأ الإصلاح منها. فالإصلاح الثقافي أصل الإصلاح السياسي، لهذا رتّب الشيخ الأولويات في بداية عهده بمدافعة العمل السياسي الأعوج الأعرج الذي يراد فرضه على البيئة العثمانية الجديدة، ولكن لما يئس من نجاح محاولات الإصلاح السياسي المباشر سواء بطريق الحوار والمطارحة الفكرية، تأكد أنّنا إنما لدغنا من جهة الثقافة والتكوين الدقيق في العلوم الإسلامية. ومن ثمّ مال إلى طريق الإصلاح العلمي بالتأليف والنصح المستمر للمسلمين وعلمائهم. وأكبر شاهد على ما ذهبنا إليه آخر كتبه تأليفا كتابه "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين". فقد بيّن وبما لا مزيد عنه أن مشكلتنا ثقافية بالدرجة الأولى، ويجب تعهدها بالإصلاح والتنبيه والتيسير في كل الأوقات.


أقوال العلماء عنه
تكاد تتفق كلمة الباحثين المعاصرين على أنّ الشيخ مصطفى صبري نسيج وحده لا مثيل له بين بني عصره. فقد ظهرت ميوله إلى العلوم العقلية من كلام وفلسفة ومنطق وما شاكلها من معارف منذ الصغر، يؤكد ذلك قوله عن نفسه: "الاجتهاد في العلوم العقلية يلتئم مع فطرتي ومزاجي والتي لا يبتعد عنها علم أصول الدين"(9)، لهذا عرف بين أهل الاختصاص بسعة الاطلاع والقدرة الفائقة على المناظرة.
قال عنه محب الدين الخطيب "فحل الفحول الصائل الذي يعد فضله أكبر من فضل معاصريه"(10) لأنه دافع عن الإسلام في أيام كان فيها الانقضاض على الإسلام باسم الإسلام وبمباركة علمائه. وقال عنه الشيخ زاهد الكوثري "قرّة أعين المجاهدين"، وقد مدحه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة قائلاً "إن كتابه موقف العقل هو كتاب القرن بلا منازع"، وقال الشيخ البوطي عن كتابه آنف الذكر "هو كتاب لا مثيل له".


جوانبه الأخلاقية
عانى شيخنا رحمه الله طوال حياته من الفقر الذي كان به فخره؛ فقد عاش فقيرا ومات على تلك الحال غير آبه بجمع حطام الدنيا. وأكبر شاهد على ما ذهبنا إليه اضطراره إلى بيع كتبه ليحصل على ثمن تذاكر سفر من الدرجة الثالثة بالباخرة له ولسائر أفراد أسرته، وذلك من الآستانة إلى الإسكندرية، وهذا رغم توليه منصب "شيخ الإسلام" لسنوات عديدة.
وكانت شجاعته مضرب الأمثال بين علماء عصره؛ فقد حارب الاتحاديين وعلماء الدين المتغربين، ولحقه من جراء ذلك أذى كبير من قبل المثقفين والساسة. وقد عمل طوال حياته على تغيير الوضع نحو الأفضل، وقد زاد نشاطه منذ أن أحس بالخطر المحدق بالدين الإسلامي في العالم الإسلامي، وبقي على ذلك المنهج غير متزعزع أو مستجيب لترغيب أو الترهيب.
غادرنا الشيخ مصطفى صبري رحمه الله إلى عالم الخلود من الأنبياء والشهداء والصالحين بمصر 7 رجب 1373هـ الموافق 2 من مارس 1954 م . رحم الله شيخنا وأجزل مثوبته، ونفعنا بتجربته وأفادنا من علمه، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.


____________________
الهوامش
(1) موقف العقل، 3/92، 4/386.
(2) المصدر السابق، 4/386.
(3) أنظر: موقف العقل، 1-68، 406.
(4) موقف العقل، 2/157.
(5) المصدر السابق، 2/323.
(6) المصدر السابق، 1/44.
(7) المصدر السابق، 1/44.
(8) المصدر نفسه، 1/66.
(9) المصدر السابق، 4/387.
(10) مقال محب الدين الخطيب، مجلة الفتح الإسلامي، العدد 194.
منقول عن : مجلة الزيتونة
عن مجلة حراء

طالب عوض الله
08-21-2011, 09:13 AM
http://i399.photobucket.com/albums/pp71/pryor_04/25-2.jpg

طالب عوض الله
08-23-2011, 10:05 AM
تهنئة بسقوط طاغية ليبيا

حزب التحرير ليبيا يهنئ المسلمين بعامة، والأهل في ليبيا بخاصة، بسقوط نظام الطاغية القذافي في مكانٍ سحيق...

﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ﴾.
وحزب التحرير ليبيا، وهو يهنئ المسلمين بذلك، ليستذكر قافلة الشهداء: ابتداءً من شهداء الحزب الثلاثة عشر قبل ثلاثين عاماً، واستمراراً إلى شهداء كل الليبيين خلال انتفاضة هذا العام...

إن كل الدماء الزكية التي سفكها الطاغية وأزلامه لَينطقُ لسانُ حالها بالحمد لله سبحانه بما نالته من أجرٍ وبما ناله أهلها من نصر.

إن حزب التحرير ليبيا، وهو يزفُّ هذه التهنئة، لعازمٌ على العمل لجعل حكم الإسلام هو القادم بعد حكم الطاغية، وليس الأنظمة الوضعية التي تنشط أمريكا وأوروبا وأعوانهما في وضعها مكان الطاغية.
وسيبذل الحزب الوُسعَ في سبيل ذلك متكلاً على الله سبحانه ومستعيناً بكل المخلصين في ليبيا الحبيبة.

﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾

الثاني والعشرون من رمضان 1432 هـ

22/8/2011م

حزب التحرير - ليبيا


المكتب الإعلامي لحزب التحرير:

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index....nts/entry_14337

طالب عوض الله
08-23-2011, 10:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا

في حوارٍ مسجل مع التلفزيون الرسمي السوري، برهن بشار أسد من جديد أنه في هذه أعمى وأضل سبيلاً، فلم يظهر أمامنا رئيس دولة تتعرض بلاده لهجمة غربية شرسة كما ادَّعى، فاسعفتنا سيرته الذاتية أنه طبيب عيون ولكن:

قل للطبيب تخطفته يدُ العمى يا جاهل الأدواءِ من أعماكَ

فهذا الرئيس الوارثُ لأبيه أعمى في ثلاث:

أولا: لم يرَ بشار يوم ورث الحكم عن أبيه أن في هذا الشعب رجالاً، ولم يرَ بشار أسد يوم انتفضت سوريا بشيبها وشبابها أن في القوم رجالاً، فوجّه إليهم عصاباته الأمنية وشبيحته وقتل الآلاف واعتقل عشرات الآلاف، وزجّ بالجيش في قمع الشعب وتطهير (الجراثيم) فقتل كل ضابط وجندي رفض الإجرام وافترى أنه يلاحق عصابات هرّبت السلاح وأزهقت الأرواح، ولكن أهل سوريا من شباب وشيوخ ونساء وأطفال، رغم أنفه وأنف من يمد له في الغيِّ مدًا، هم "أحفاد خالد بن الوليد" وقد أقسموا أن لا يعودوا حتى يسقط النظام، وصدحوا بالتكبير والتهليل في كل جمعة بل في كل يوم وعقب كل صلاة وأعلنوها واضحة "لا نركع إلا لله"، فهل من أزلامه رجل رشيد ينقل له الصوت أو يترجم له الكلام؟ قال تعالى: ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ) (23 الجاثية).



ثانياً:لم يرَ بشار ما أصاب سابقيه زين العابدين ومبارك وما حلَّ بمعمر وسيحل بصالح أن الغرب ( أمريكا وأوروبا ) لا يقيم وزنًا لعميل استعمله متى انتهت صلاحيته ولم يعد قادرًا على خدمته وحماية مصالحه، وعجبًا كيف يردُّ الأسد على من طلب منه التنحي بأن هذا الكلام لا يعنيه ولا قيمة له لأنه "رئيسٌ انتخبه الشعب"، فنقول له اسمع الجواب من الشعب الذي لم يعتد أن يسب الميت، ولكنه في كل يوم يلعن روح أبيك ويلعنك وينادي بإسقاطك ومحاكمتك، إن الشعب في سوريا هو أسير نظامك الذي ترعاه أمريكا التي نصّبتك حاكمًا بعد أبيك وأمدّتك وساندتك كما فعلت مع أبيك، وقد أعطتك فرصة زادت عن خمسة شهور لعلك تفلح في إطفاء جذوة شباب ثائرين إن هذا الشعب هو أسير نظامك الذي تطمئن له وتباركه يهود.
ثالثاً: يتحدث الرئيس عن إنجازات أمنية وعن تعافٍ اقتصادي وهو في هذه كذاب مفترٍ يتعامى. أما أمنه وشبيحته وقطعاً من جيشه فهي تدك المدن ليل نهار وتنشر الرعب والموت في كل مكان، حتى الجرحى في المشافي يختطفون ويغتالون، وحتى النساء والأطفال يعتدى عليهم بأبشع الصور فأي إنجاز أمني يتحدث عنه؟! وإن كان يقصد سيطرته على المدن بالدبابات والجنود وتكميم الأفواه فإنه قد فشل في ذلك فشلاً ذريعًا...
أما الاقتصاد فإن طوابير السيارات التي تنتظر في محطات الوقود ترد عليه، وشلل كل مرافق الحياة الاقتصادية لتشهد بأن هذا التعافي الاقتصادي هو على شاكلة إصلاحاته التي عبر عنها بأنها تبدأ بالمقلوب، فالتعافي الاقتصادي عنده هو أن يواصل الضغط على الناس في رغيف الخبز وفي معاشات الموظفين وفي غير ذلك مظنة أنّه يقود الناس للتفكير بالتهدئة والرضوخ فهيهات هيهات له ذلك، فالناس لم تخرج للقمة عيشها بل خرجت لاسترداد كرامتها بإسقاطه.

وختاماً نقول: أيها الرئيس لقد فضح الصبح فحمة الدجى، وكذبت وتماديت فسقطت، وإن كنت لا ترى ولا تعلم فلا رأيت، ونبشرك بيوم قريب تتمنى فيه الهروب كزين العابدين، فهذه الأمة قد نفضت عنها الذل والخنوع، وأقسمت أن لا تعود عن إسقاطك وإزالة نظامك.
أيها المسلمون في سوريا: كم دلَّس عليكم هذا النظام وكذب، وكانت حناجركم وصيحاتكم تفضحه بعد كل خطاب أو لقاء، واليوم نريد منكم رداً جديداً ينسيه وينسي من يقوده ويعلمه وساوس الشيطان بأن تعلنوا ما أعلنه حزب التحرير أن التغيير الحقيقي في سوريا هو إسقاط الطاغية بشار ونظامه وتحرير أرض الشام الطاهرة من نفوذ المعتدين وإقامة خلافة على منهاج النبوة، تحيا بها الأمة وتعود بها العزة والعيش الكريم. ألا فاتبعوا منهاج ربكم يرضى عنكم وينصركم ويثبت أقدامكم.
أيها الضباط وصف الضباط والجنود: أما آن لكم أن تأخذوا على يدي الظالم وتوقفوا جرائمه، أما آن لكم أن تدركوا غضب الله عليكم بسكوتكم عن الطاغية بشار الذي زجكم في وجه أمتكم واستخدمكم للحفاظ على كرسيه وصرفكم عن جبهة الجولان، فإلى نصرة لله يدعوكم حزب التحرير لإقامة حكمه في الأرض خلافة راشدة على منهاج النبوة.
قال تعالى: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
حزب التحرير
ولاية سوريا

22من رمــضان 1432
الموافق 2011/08/22م
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index....nts/entry_14335

مرسل من :سيف الـدّيـن عـابـد

طالب عوض الله
08-25-2011, 01:24 PM
كتاب "حزب التحرير-ولاية لبنان"


إلى سفير "الجمهورية الإسلامية الإيرانية



"

بمناسبة الزيارة التي قام بها لمسؤولي الحزب في لبنان.



بيروت
20 من شهررمضان المبارك 1432هـ
20 من آب 2011م







http://www.tahrir.info/htmedia/Iran.pdf

طالب عوض الله
08-25-2011, 01:45 PM
طلب من الشيخ وجدي غنيم
بارك الله فيه
وننشره بالحال شاكرين له



ممكن طلب >>
طڷب صغير


‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏مْمْڪڼ ترسڷ ‏‏‏‏‏‏‏‏آڷقرآڼ آڷڪريمْ لجميع الموجودين لديك بالقائمة


‏‏‏‏‏‏‏‏تخيڷ انك تـمْۈت ۈآڼت ڼآشر لهذآ آڷمْـۈقع


www.riiam.com/quran

أو هذا الموقع




http://www.tvquran.com/




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله
تقبل الله منا ومنكم وثبتنا الله واياك على الحق
كل رمضان وانتم بخير اعانكم الله على صيام نهاره وقيام ليله وعلى فعل الطاعات
الايميل: gwagdy@gmail.com
الموقع: wagdyghoneim.net
Dear respected brothers and sisters in Islam
Peace be upon you
May the Almighty Allah accept from you and reward you
May you have a blessed Ramadan
Wagdy Ghoneim
وجدي غنيم