المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنشآت الأيوبية داخل محيط سور القدس الأيوبي


admin
06-09-2009, 02:00 PM
لقد انتشرت المنشآت الأيوبية داخل محيط سور القدس الأيوبي، فقد أحاط السور الصلاحي بالمؤسسات الأيوبية التي أُنشئت في العصر الأيوبي، في حين أخفق هذا السور المدمر في سنة 616هـ/1211م في جمع شمل كثير من المنشآت الأيوبية المتأخرة أو المملوكية والتي أخذت تنتشر خارج محيطه .<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
إنّ دراسةً لحركة سير سور القدس الأيوبي تظهر كيف أنّ المنشآت الأيوبية المعروفة لدينا كانت تقع داخل محيط هذا السور؛ ومن بين هذه المنشآت نذكر بركة البطرك والخانقـاه الصلاحية التي تؤكد وقفيتها المؤرخة في سنة 585هـ/1189م أنها كانت ضمن سور القدس من جهة الغرب، ومسجد الملك الأفضل وزاوية الدركاة والبيمارستان الصلاحي في حارة النصارى بالقرب من كنيسة القيامة، وكل من المدرسة البدرية وزاوية أبي عبد الله القرشي في حارة مرزبان، ومسجد أبي عبد الله القرشي ومسجد ولي الله محارب في حارة الشرف، والمدرسة الصلاحية في داخل باب الأسباط، والمدرستين الحنفية المعظمية والميمونية في حارة باب حطة .<o:p></o:p>
لقد شهدت القدس في العصر المملوكي ازدهاراً عمرانياً فائقاً تمثل في بناء المدارس والخانات وزوايا الصوفية والحمامات التي انتشر غالبها حوالي المسجد الأقصى المبارك لسببين رئيسين هما:<o:p></o:p>
1. اعتبار المسجد الأقصى مقصداً لجميع سكاّن وزواّر القدس مما يستوجب إنشاء مؤسسات علمية ودينية واقتصادية واجتماعية قريبة منه .<o:p></o:p>
2. كانت القدس آنذاك مدينة صغيرة الحجم بحيث لا تتجاوز مساحتها وفق تخطيطها الأيوبي (700.000 متر مربع) مما يعني أنّ المنشآت الكائنة داخل السور هي غير بعيدة عن محيط المسجد الأقصى . <o:p></o:p>
وقد أدى ازدياد عدد السكاّن في العصر المملوكي وارتفاع الطلب على السكن والبناء في فترةٍ كانت المساحات المتوفرة لإنشاء المباني شحيحة، أخذ أهل القدس يشيدون مساكنهم ومؤسساتهم المختلفة خارج محيط السور الأيوبي المتهدم، ومن بين هذه المنشآت:<o:p></o:p>
1. زاوية الأزرق (زاوية السرائي): كانت تقع في حارة الشرف غربي مسجد أبي عبد الله القرشي .<o:p></o:p>
2. زاوية زاوية البلاسي: كانت تقع بالقرب من زاوية الأزرق .<o:p></o:p>
3. زاوية الهنود: كانت تقع خارج باب الأسباط .<o:p></o:p>
4. مقام النبي داود وعلية العشاء الأخير .<o:p></o:p>
5. دير الأرمن (دير مار يعقوب)<o:p></o:p>
6. زاوية ابن الشيخ عبد الله (زاوية الشيخ يعقوب العجمي)<o:p></o:p>
7. قلعة القدس<o:p></o:p>
8. الزاوية الخُتنية<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p></o:p>
وقدتألّفت القدس من عددٍ كبيرٍ من الحارات (المحلاّت)(15) التي كان أكثرها يقع داخل السور، في حين خرجت بعض الحارات عن محيط سور القدس منذ العصر المملوكي في اتجاه الغرب والجنوب بسبب ازدياد عدد السكاّن وحاجتهم للبناء، فامتد عمـرانها إلى خارج القدس كحارة بني حـارث (16) .<o:p></o:p>
وحارة الملاط(1)، وحارة الزراعنة(2)، وحارة الجوالدة(3) وحارة المغاربة البراّنية(4) وحارة صهيون الجواّنية(5)دلالةً على وجود صهيون البراّنية، وقد خرجت كذلك بعض المنشآت المهمة في المدينة إلى خارج السـور كقلعة القدس(6) ودير الأرمـن(7) وزاوية الشيخ يعقوب العجمي(8) وزاوية البـلاسي(9) وزاوية الأزرق(10)وزاوية الهنود(11) التي كانت تقع خارج باب الأسباط .<o:p></o:p>
2) تخطيط القدس (بعد العام 947هـ/1540م) <o:p></o:p>
اختلف تخطيط ومساحة القدس عن ما كانت عليه قبل استكمـال بناء سور المدينة في سنة 947هـ/1540م، فقد اتسعت الرقعة المسوّرة في الجانبين الغربي والجنوبي وضمّت الحارات التي كانت قد امتدت إلى خارج السور، فأصبح مساحة المدينة(868000) متر مربع، ونقص عدد الأبواب من عشرة أبواب مفتوحة إلى ستّة .<o:p></o:p>
3) أثر الكوارث الطبيعية على عمران القدس<o:p></o:p>
تأثرت القدس بزلزالٍ ضربها في سنة 952هـ/1545م تضرّرت من جرائه كنيسة القيامة(12)، ثم بزلزالٍ عنيفٍ جداً(13) ضرب القدس في سنة 953هـ/1546م وأثر على عددٍ كبيرٍ من المنشآت الأثرية والتاريخية في المدينة المقدسة، وقد دوّنت سجلات المحكمة الشرعية في القدس بشكلٍ غير مباشر تفاصيل الأضرار التي ألّمت بالمدينة بسبب الزلزال وحجم الخسائر البشرية والمادية عند إشارتها لعمليات الترميم التي كانت تُجرى بين الحين والآخر للمنشآت في القدس .<o:p></o:p>
1)كانت تقع شمال غرب دير السنكل (دير اللاتين) يقول مجير الدين: " .. وحارة الملاط وهي بظاهر البلد بلصق حارة النصارى . " الأنس الجليل،ج2،ص:54 ؛ سجل شرعي 2 ص:449 .<o:p></o:p>

2) تقع بلصق حارة الملاط . مجير الدين،الأنس الجليل،ج2،ص:54 .<o:p></o:p>
3) ذكرها مجير الدين قائلاً: " وحارة الجوالقة (كذا) تلي حارة النصارى من جهة الغرب وهي خارج المدينة .. " الأنس الجليل،ج2،ص:53 ؛ والصواب أنّها حارة الجوالدة نسبةً لعائلة الجالودي الحنبلي التي سكنتها منذ العصر الأيوبي ؛ سجل شرعي 2 ص:1023،ص:1417 ؛ سجل شرعي 5 ص:850،1023 ؛ سجل شرعي 8 ص:210 . <o:p></o:p>
4) مجير الدين،الأنس الجليل،ج2،ص:52.<o:p></o:p>
5) سجل شرعي 3 ص:117 .<o:p></o:p>
6) مجير الدين،الأنس الجليل،ج2،ص:12،55 .<o:p></o:p>
7) سجل شرعي 4 ص:3126 <o:p></o:p>
8) سجل شرعي 1 ص:949 ؛ سجل شرعي 5 ص:168 ؛ سجل شرعي 8 ص:168 .<o:p></o:p>
9)سجل شرعي 2 ص:1636 ؛ سجل شرعي 5 ص:2518 ؛ سجل شرعي 6 ص:2376 ؛ سجل شرعي 28 ص:1887 ؛ سجل شرعي 30 ص:661 . <o:p></o:p>
10) سجل شرعي 2 ص:1636 ؛ سجل شرعي 3 ص:298<o:p></o:p>
11) مجير الدين،الأنس الجليل،ج2،ص:48 ؛ عُرفت هذه الزاوية فيما بعد بالشيخ جلال الدين الهندي؛ سجل شرعي 49 ص:1672 .<o:p></o:p>
9) ملاحظة أن مجير الدين لم يذكر سور القدس إلا في حالتين هما ....<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>
وقد توزّعت الأضرار الناجمة عن الزلزال في مختلف حارات القدس، وامتدت لتشمل الضواحي مثل الشيخ جراّح(1) والنبي موسى(2) وغيرهما، وكانت المنشآت الأثرية التي سبقت العهد العثماني أكثر المباني تضرُّراً، فقد لوحظ أنّ جميع المنشآت السلطانية العثمانية المبكرة مثل العمارة العامرة والسور والسُّبُل وغيرها قد سلمت من الزلزالين وتوابعهما، فهذه المنشآت كانت ما زالت حديثة البناء، قويّة الأركان، إلاّ أن الأمر لم يخلُ من أنّ السور الشرقي لمدينة القدس بالقرب من بابي الرحمة والتوبة تضرّر بشكلٍ كبير(3) .<o:p></o:p>
ولو أجرينا نظرةً متفحّصة لحجم الضرر الناتج عن الزلزالين سنجد أنّ الزلزالين قد أصابا المنشآت الدينية والعلمية مثل المدارس والزوايا والكنائس والأديرة والمساجد والخانقاوات والأربطة ، والمنشآت المدنية والتجارية مثل المساكن والخانات والحمامات والبيمارستانات وغيرها، وكان من بين هذه المنشـآت إحدى وعشرين مدرسة <o:p></o:p>
وست زوايا، وتسع كنائس وأديرة، وثلاثة خانات، وحماّمان، ورباط واحد، وخانقاه واحدة، وبيمارستان، ومصبنتان، ومسجدان، وقبة الصخرة المشرفة، وخمسة وعشرين مسكناً، وطاحونة واحدة، وحوانيت غير معروفة العدد بسوق التجار وسوق الدخانية وسوق القشاش وخط باب السلسلة وغيرها(4) .<o:p></o:p>
وقد أثرّت كذلك حالة الطقس وسقوط الثلوج واشتداد الأمطار والعواصف على مباني المدينة التي تضرّرت وتهدّمت في أحيانٍ كثيرة مما استدعى إعادة بنائها من جديد، أو ترميمها، أو هدمها حتى لا يضر خطر وجودها على الجيران وعابري الطريق(5)، وتُفيد وثيقة شرعية(6) في العام 953هـ/1546م إعادة إنشاء بعض المباني في رأس درج المولّى بسبب الزلزال الذي ضرب القدس، غير أنّ الوثيقة ذاتها لم تحدّد إذا ما كان البناّءون قد شيّدوا هذه المباني لإيواء من تهدّمت مساكنهم فوق رقعةٍ من الأرض كانت خالية من البناء، أو أنّهم أعادوا بناء ما<o:p></o:p>
====<o:p></o:p>

<o:p> </o:p>
12)Israel Exploration Journal, 44 (1994) 271 Amiran, and Turcotte, Earthquakes in Israel,,<o:p></o:p>
H. Beinart, The Earthquake in Eretz-Israel in January 1546, (1955) 30-34<o:p></o:p>
Joseph Braslavsky, The Earthquake and Division of the <?xml:namespace prefix = st1 ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:smarttags" /><st1:country-region w:st="on">Jordan</st1:country-region> in 1546, <st1:place w:st="on"><st1:City w:st="on">Zion</st1:City></st1:place> 3 (1938) 323-336<o:p></o:p>
13) سجل شرعي 19 ص:826 .<o:p></o:p>
1) الزاوية الجراّحية: تقع الزاوية الجراّحية شمالي القدس في حي يُعرف بالشيخ جراّح، وتُنسب إلى الأمير حسام الدين الحسين بن شرف الدين الجراّحي أحد قادة الناصر صلاح الدين الأيوبي في القدس، توفي في القدس ودُفن في زاويته في سنة 598هـ/1201م، تضرّرت الزاوية الجراّحية جراّء الزلزال، وقد أعيد بناء بعض مرافق الزاوية في سنة 954هـ/1546م؛ مجير الدين،الأنس الجليل،ج2،ص:48؛ سجل شرعي 19 ص:261؛ العارف،المفصل في تاريخ القدس،ص:239؛ العسلي،أجدادنا في ثرى بيت المقدس،ص:104-106.<o:p></o:p>
2) مقام النبي موسى: يقع على بعد بضعة كيلو مترات من الكيلو متر 28 على الطريق الرئيسي بين القدس وأريحا، أنشأ عليه الظاهر بيبرس وقفاً في سنة 676هـ/1277م، واستمر المقام منذ مئات السنين مرتبطاً بموسم ديني تحوّل فيما بعد إلى تظاهرة وطنية عُرف بموسم النبي موسى كان أهالي القدس ونابلس والخليل يجتمعون فيه قبل أسبوعٍ من يوم الجمعة الحزينة التي تسبق عيد الفصح بيومين، تضرّر مقام النبي موسى جراّء الزلزال، وأعيد بناء بعض مرافقه وترميمها في سنة 953هـ/1545م وسنة 956هـ/1549م . سجل شرعي 16 ص:209ص:723؛ سجل شرعي 22 ص:649؛ سجل شرعي 23 ص:575؛ كامل جميل العسلي،موسم النبي موسى في فلسطين،تاريخ الموسم والمقام،الجامعة الأردنية،عماّن،1990م؛ خالد محمد محمود مرار،مقام النبي موسى،رام الله،1999م .<o:p></o:p>
3) IEJ (1994) 271<o:p></o:p>
4) أُعدّت هذه الإحصاءات بناءً على مسح شامل وقراءات متأنية لجميع الحجج الشرعية في محكمة القدس والتي تحدثت عن الترميمات التي أُجريت على المنشآت والمباني المهدّمة جراّء الزلزال . ====<o:p></o:p>
كان قد تهدّم بسبب الزلزال الذي أدّى إلى وفاة اثني عشر شخصاً(1)، وقد تعرّضت القدس في اليوم الخامس من رمضان سنة 956هـ/1549م إلى أمطارٍ شديدة ورياحٍ عاصفة أدّت إلى حدوث فيضانات غمرت بموجبها مياه الأمطار مقام السيدة مريم(2) الواقع خارج القدس وجرفت إحدى البلاطات عن القبر الكائن هناك، فأُحضرت بدلاً منها بلاطةٌ جديدة من بيت لحم(3) ، كما توفي رجلان حلبياّن مكاريان(4) في يوم الثلاثاء 23 ربيع الثاني سنة 965هـ/1557م بالقرب من قرية سايس " من شدّة البرد وكثرة الشتاء والثلج " (5) .<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
====<o:p></o:p>

5) في العام 953هـ/1546م تداعت قنطرة تصل بين المدرسة المنجكية والرباط المنصوري وأصبحت آيلة للسقوط بسبب الزلزال، فهدم معماريو القدس هذه القنطرة حتى لا يضر استمرار وجودها على الجار والمار؛ سجل شرعي 17 ص:1901 .<o:p></o:p>
6)سجل شرعي 18 ص:807 .<o:p></o:p>
1) EIJ (1994) 271<o:p></o:p>
2)سجل شرعي 6 ص:1271؛سجل شرعي 7 ص:1284؛ سجل شرعي 16 ص:1123؛ سجل شرعي 17 ص:1704؛ سجل شرعي 23 ص:1874؛ سجل شرعي 55 ص:37؛ حاجي سنان،بيان المواضع،(مخ)،ص:63أ . <o:p></o:p>
3) سجل شرعي 22 ص:1536 .<o:p></o:p>
4) مكاري: هو من يعمل يملك الدواب ويؤجرها للركوب ويحمل عليها البضائع متنقلاً بين المدن؛ القاسمي والعظم،قاموس الصناعات الشامية،ج1،ص:466 . <o:p></o:p>
5) سجل شرعي 35 ص:1214 .<o:p></o:p>

نائل أبو محمد
01-03-2011, 10:27 AM
الاثنين 28 محرم 1432