المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة تأويل ابن كثير لآيات الصفات ... وهل في تفاسير السلف تأويل لها ؟!!


محب الأقصى
08-29-2011, 04:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نحاول أن نجيب بهذه النقول المهمة ومن أهمها كلام الشيخ صالح آل الشيخ والنقل في البداية لابن عثيمين رحمه الله تعالى وقد توسعنا وكررنا بعض المسائل للفائدة ..

يقول ابن عثيمين :
فإن قيل : إن من السلف من فسر قوله تعالى: { بِأَعْيُنِنَا } ، بقوله: بمرأى منا. فسره بذلك أئمة سلفيون معروفون، وأنتم تقولون: إن التحريف محرم وممتنع، فما الجواب؟
فالجواب : أنهم فسروها باللازم، مع إثبات الأصل، وهي العين، وأهل التحريف يقولون: بمرأى منا، بدون إثبات العين، وأهل السنة والجماعة يقولون: { بِأَعْيُنِنَا } : بمرأى منا، ومع إثبات العين.
لكن ذكر العين هنا أشد توكيدًا وعناية من ذكر مجرد الرؤية، ولهذا قال: { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } .
قالت المعطلة : أجلبتم علينا بالخيل والرجل في إنكاركم علينا التأويل، وأنتم أولتم فأخرجتم الآية عن ظاهرها، فالله يقول: { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } ، فخذوا بالظاهر، وإذا أخذتم بالظاهر كفرتم، وإذا لم تأخذوا بالظاهر تناقضتم، فمرة تقولون: يجوز التأويل، ومرة تقولون: لا يجوز التأويل، وتسمونه تحريفًا، وهل هذا إلا تحكم بدين الله؟‍!
قلنا: نأخذ بالظاهر، وعلى العين والرأس، وهو طريقتنا، ولا نخالفه.
قالوا: الظاهر من الآية أن محمدا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -بعين الله، وسط العين، كما تقول: زيد بالبيت، زيد بالمسجد، فالباء للظرفية، فيكون زيد داخل البيت وداخل المسجد، فيكون قوله: { بِأَعْيُنِنَا } ، أي: داخل أعيننا‍ ،وإذا قلتم بهذا كفرتم؛ لأنكم جعلتم الله محلًا للخلائق، فأنتم حلولية، وإن لم تقولوا به تناقضتم؟
‍قلنا لهم: معاذ الله ،ثم معاذ الله ،ثم معاذ الله أن يكون ما ذكرتموه ظاهر القرآن، وأنتم إن اعتقدتم أن هذا ظاهر القرآن كفرتم؛ لأن من اعتقد أن ظاهر القرآن كفر وضلال فهو كافر ضال.
فأنتم توبوا إلى الله من قولكم: إن هذا هو ظاهر اللفظ‍ ،واسألوا جميع أهل اللغة من الشعراء والخطباء: هل يقصدون بمثل هذه العبارة أن الإنسان المنظور إليه بالعين حال في جفن العين؟‍ اسألوا من شئتم من أهل اللغة أحياء وأمواتًا‍!
وألزمونا به لا يرد في اللغة العربية، فضلًا عن أن يكون مضافًا إلى الرب عز وجل، فإضافته إلى الرب كفر منكر، وهو منكر لغة وشرعًا وعقلًا.
فإن قيل : بماذا تفسرون الباء في قوله: { بِأَعْيُنِنَا } ؟
قلنا : نفسرها بالمصاحبة، إذا قلت: أنت بعيني، يعني: أن عيني تصحبك وتنظر إليك، لا تنفك عنك، فالمعنى: أن الله عز وجل بقول لنبيه: أصبر لحكم الله، فإنك محوط بعنايتنا وبرؤيتنا لك بالعين حتى لا ينالك أحد بسوء.
ولا يمكن أن تكون الباء هنا للظرفية؛ لأنه يقتضي أن يكون رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في عين الله، وهذا محال.
وأيضًا فإن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -خوطب بذلك وهو في الأرض، فإذا قلتم: إنه كان في عين الله كانت دلالة القرآن كذبًا.
وهذا وجه آخر في بطلان دعوى أن ظاهر القرآن أن الرسول- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -في عين الله تعالى.






السابع : أسماء الله عز وجل ودلالتها على الذات والصفة جميعا دلالة مطابقة ، ودلالتها على الذات وحدها أو على الصفة وحدها دلالة تضمن ، ودلالتها على أمر خارج دلالة التزام .
مثال ذلك : ( الخلاق ) دل على الذات ، وهو الرب عز وجل ، وعلى الصفة وهي الخلق جميعا دلالة مطابقة ، ودل على الذات وحدها أو على الصفة وحدها دلالة تضمن ، ودل على القدرة والعلم دلالة التزام .






ودلالة الاسم على الصفة تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : دلالة مطابقة ، وهي دلالته على جميع معناه المحيط به .
الثاني : دلالة تضمن ، وهي دلالته على جزء معناه .
الثالث : دلالة التزام ، وهي دلالته على أمر خارج لازم . مثال ذلك : الخالق يدل على ذات الله وحده ، وعلى صفة الخلق وحدها دلالة تضمن ، ويدل على ذات الله ، وعلى صفة الخلق فيه دلالة مطابقة ، ويدل على العلم والقدرة دلالة التزام .
كما قال الله تعالى : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا } [ الطلاق : 12 ] ؛ فعلمنا القدرة من كونه خالق السماوات والأرض ، وعلمنا العلم من ذلك أيضا ؛ لأن الخلق لا بد فيه من علم ، فمن لا يعلم لا يخلق ، وكيف يخلق شيئا لا يعلمه ؟ !






ولعلنا من هنا نتكلم على دلالة الاسم ، فالاسم له أنواع ثلاثة في الدلالة : دلالة مطابقة ، ودلالة تضمن ، ودلالة التزام :
1 - فدلالة المطابقة : دلالة اللفظ على جميع مدلوله ، وعلى هذا ، فكل اسم دال على المسمى به ، وهو الله ، وعلى الصفة المشتق منها هذا الاسم .
2 - ودلالة التضمن : دلالة اللفظ على بعض مدلوله ، وعلى هذا ، فدلالة الاسم على الذات وحدها أو على الصفة وحدها من دلالة التضمن .
3 - ودلالة الالتزام : دلالته على شيء يفهم لا من لفظ الاسم لكن من لازمه ولهذا سميناه : دلالة الالتزام .
مثل كلمة الخالق : اسم يدل على ذات الله ويدل على صفة الخلق .
إذًا ، فباعتبار دلالته على الأمرين يسمى دلالة مطابقة ، لأن اللفظ دل على جميع مدلوله ، ولا شك أنك إذا قلت : الخالق ، فإنك تفهم خالقًا وخلقًا .
- وباعتبار دلالته على الخالق وحده أو على الخلق وحده يسمى دلالة تضمن ، لأنه دل على بعض معناه ، وباعتبار دلالته على العلم والقدرة يسمى دلالة التزام ، إذ لا يمكن خلق إلا بعلم وقدرة ، فدلالته على القدرة والعلم دلالة التزام .
وحينئذ ، يتبين أن الإنسان إذا أنكر واحدًا من هذه الدلالات ، فهو ملحد في الأسماء .
ولو قال : أنا أؤمن بدلالة الخالق على الذات ، ولا أؤمن بدلالته على الصفة ، فهو ملحد في الاسم .
لو قال : أنا أؤمن بأن (الخالق) تدل على ذات الله وعلى صفة الخلق ، لكن لا تدل على صفة العلم والقدرة . قلنا : هذا إلحاد أيضًا ، فلازم علينا أن نثبت كل ما دل عليه هذا الاسم ، فإنكار شيء مما دل عليه الاسم من الصفة إلحاد في الاسم سواء كانت دلالته على هذه الصفة دلالة مطابقة أو تضمن أو التزام .
ولنضرب مثلا حسيًا تتبين فيه أنواع هذه الدلالات : لو قلت : لي بيت . فكلمة (بيت) فيها الدلالات الثلاث ، فتفهم من (بيت) أنها تدل على كل البيت دلالة مطابقة . وتدل على مجلس الرجال وحده ، وعلى الحمامات وحدها ، وعلى الصالة وحدها ، دلالة تضمن ، لأن هذه الأشياء جزء من البيت ودلالة اللفظ على جزء معناه دلالة تضمن . وتدل على أن هناك بانيًا بناه دلالة التزام ، لأنه ما من بيت إلا وله بانٍ .





يقول الشيخ صالح آل الشيخ
السؤال: ما هو الضابط بين ما يجوز تأويله ، وما لا يجوز تأويله؟
وهل يجوز تأويل قوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} (2) سورة الحشر]
وتأويل قوله: {فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ } (26) سورة النحل].


الشيخ: الجواب أن هذه المسألة مسألة عظيمة ، ودقيقة ، وبعدم معرفتها يكون الخلط بين التأويل ، والقول إيضاحاً للكلام ، أو ما يتضمنه الكلام ، أو لازم الكلام ، وأذكر أني في أثناء الشرح لما تكلمنا عن الصفات عرضت لهذه المسألة ، ولكن أعيدها حتى تتكرر الفائدة.

فالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى غيره ، لدليل دلَّ عليه أو لقرينة.
فإذا في التأويل عندنا ظاهر ، وهناك صرف للفظ عن ظاهره ،فعماد فَهم التأويل على كلمة الظاهر.

كما أن المجاز عندهم هو: نقل اللفظ من وضعه الأول ، إلى وضعٍ ثانٍ لعلاقة بينهما.
ففهم المجاز ، الذي يقابله الحقيقة مبني على فهم الوضع الأول الوضع الثاني العلاقة ، والتأويل مبني على فهم الظاهر والقرينة.

فإذا في التأويل شيئان: ظاهر ، وقرينة ، مهم أن تعتني بهذين حتى تفهم المسألة.

وفي الحقيقة والمجاز ، هناك ثلاثة ألفاظ:
* وضع أول
* وضع ثاني
* وعلاقة

الظاهر في التأويل نوعان:
* الظاهر في الكلام نوعان:
* هناك ظاهر لفظي
* وظاهر تركيبي

ظاهر يظهر من لفظ واحد ، وظاهر يظهر من الكلام ، من الجملة.

ولهذا تعريف التأويل قالوا: نقل الكلام ، أو صرف اللفظ ، نقل الكلام من ظاهره المتبادر منه إلى غيره بقرينة ، أو صرف اللفظ عن ظاهره.
فنقل الكلام ، أو صرف الكلام عن ظاهره هذا راجع إلى الظاهر التركيبي ، وصرف اللفظ عن ظاهره هذا راجع إلى اللفظ الإخراجي.

فمثلاً: في قول الله جل وعلا:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (5) سورة طـه] ، قالوا: استوى بمعنى استولى أو هيمن ، هذا تفسير لكلمة استوى ، هنا نقل اللفظ من ظاهره إلى معنى آخر بقرينة ، ظاهر اللفظ هنا ، أن استوى بمعنى علا ، هذا معناها في اللغة ، فأولوها بمعنى استولى ، فصار هذا تأويلاً.
هل هذا تأويل سائغ؟ أم تأويل غير سائغ؟
نقول: هذا تأويل باطل غير سائغ ، لأنه نقل اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لغير قرينة ، القرينة التي يدعونها ، القرينة العقلية ، والقرينة العقلية مبنية على أن يكون العقل تصور امتناع إثبات ظاهر اللفظ ، فلذلك نقله.

ومن المتقرر أن علو الله جل وعلا على عرشه لا يمتنع عقلاً ، أليس كذلك؟ ، ما نقول ثابت عقلاً؟ ، العلو ثابت عقلاً ، لكن الاستواء على العرش لا يمتنع عقلاً.
فعلى تقدير مجاراتهم في كلامهم ، نقول: هو جائز عقلاً ، وإذا كان كذلك فيكون نقل اللفظ من ظاهره إلى غيره ، يكون تأويلا باطلاً.

هناك تأويل صحيح من مثل ما ذكر من الآيات ، مثل قول الله جل وعلا: {فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ} (26) سورة النحل] ، ظاهره ، الظاهر اللفظي أن الإتيان هنا لله جل وعلا ، أتى اللهُ ، يعني أن الله يأتي ، لكن أجمع أهل السنة على أن هذه الآية ليست من آيات صفة الإسلام – كذا في الشريط ! - ، لم ؟ لأن الظاهر هنا ظاهر تركيبي {فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ} ، معلوم أنه لما قال: من القواعد ، أن الله جل وعلا لم يأت من القواعد بذاته {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ}(26) سورة النحل] ، وإنما أتى الله جل وعلا بصفاته يعني بقدرته ، بعذابه ، بنكاله.

كذلك قول الله جل وعلا: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} (45) سورة الفرقان] ، {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ} ، ليس معناه رؤية الله جل وعلا ، حيث يُمَد الظل ، وإنما تُرى قدرته جل وعلا حيث يمد الظل ، فهذا الظاهر تركيبي.
هذا لا يسمى تأويلاً أصلاً ، لأنه قول بظاهر الكلام ، ما نقلنا الكلام ، ولا صرفنا الكلام عن ظاهره.

فإذا القاعدة المقررة عند أهل السنة ، أنه في نصوص الغيبيات ، في الصفات ، أو في ما يكون يوم القيامة ، أو في الملائكة ، أو إلى غير ذلك ، لا تأويل فيها ، نأخذ بالظاهر ، هذا الظاهر تارة يكون ظاهراً من جهة اللفظ ، وتارة يكون ظاهراً من جهة التركيب.

في قول الله جل وعلا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) سورة الملك] ، قد تجد من يفسرها بقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ، يعني في قبضته ، وتحت تصرفه ، وهذا التفسير إذا كان مع إثبات صفة اليد لله جل وعلا ، فهو تفسير سائغ ، لأن الملك بيده ، بمعنى أنه تحت تصرفه ، لكن في الآية إثبات صفة اليد.

في قول الله جل وعلا: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (10) سورة الفتح] ، قال ابن كثير وغيره: هذا تشديد في أمر البيعة ، هذا فيه إثبات صفة اليد لله جل وعلا ، ومعنى الكلام في ظاهره التركيبي ، مع إثبات صفة اليد ، أن فيه تشديد أمر البيعة ، فإذا كان أحدٌ من المفسرين فسّر بالظاهر التركيبي ، أو فسّر بالمتضمن للكلام ، أو فسّر باللازم ، فتنظر فيه ، هل يؤول الصفات أو لا يؤولها؟.

فمثلاً: لو نظرت إلى هذه الآية {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (10) سورة الفتح] ، ووجدت أنه في هذه الآية لم يثبت صفة اليد ، وإنما قال: هذا تشديد في أمر البيعة ، لأجل أن لا ينكث بها أحد ، تنظر في موضع آخر في قوله جل وعلا: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (75) سورة ص] ، وفي قوله: {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} (64) سورة المائدة] ، هل في ذلك إثبات صفة اليد عند هذا المفسِّر أم لا؟
فإن أوَّل في ذلك الموضع ، علمنا أنه في هذا الموضع أوََّل ، وإن أثبت في ذلك الموضع ، علمنا أنه في هذا الموضع فسّر باللازم ، والمتضمّن.
وهذا من دقيق المسائل ، إذا لم تفهمه ، فجاوزه ، ولا تخض فيه بعدم فهم له ، لأن هذه من دقيق المسائل ، ولهذا بعضهم يقول: البغوي أوَّل ، أو مثل واحد ألّف: ابن كثير بين التفويض أو قال: بين التأويل والتفويض ، ويظن أن - بعض الناس - أن ابن كثير فوّض بعض الآيات ، أو بعض الصفات ، أو أوَّل ، هذا غير صحيح ، كذلك البغوي فوّض وأوّل ، هذا غير صحيح ، لم؟ لأنه قد يفسر باللازم ، قد يفسر بالمتضمن ، قد يفسر بالظاهر التركيبي ، فكيف تعلم الفرق بين المؤول وبين غيره؟ كما سأل السائل هنا بدقة حيث قال: ما هو الضابط بين ما يجوز تأويله ، وما لا يجوز تأويله؟ ، يلتبس في حق بعض المفسرين ، فلا تأخذ بالموضع المشكل الذي يحتمل أن يُفسّر باللازم ، ولكن انظر إلى الموضع الذي فيه التنصيص على الصفة ، فإذا أثبت في الموضع الذي فيه التنصيص على الصفة ، فإنه هنا ما أوَّل الصفة ، ولكن فسّر بالمتضمن ، أو اللازم ، أو فسّر بالظاهر التركيبي.

وهذا بحث يحتاج إلى مزيد بسط ، لكن هذه أصوله.
الأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية
الشيخ صالح آل الشيخ






تقول كاملة الكواري :
أمثلة توضح ما سبق :
السيارة : هذه الكلمة تدل على جميع أجزائها بدلالة المطابقة ويدل على العجلات فقط بالتضمن ويدل على البطارية وحدها بالتضمن ويدل على الذي صنعها بالالتزام أن لها صانعاً
اشتريت داراً : تدل على كل الدار بالمطابقة ، ودلالتها على الحمام وحده بالتضمن ، وعلى المجلس وحده بالتضمن ، وهكذا ، و دلالته على أن هناك شخصاً بناه بالالتزام

أمثلة على الأسماء الحسنى :
ذكر المؤلف مثالاً لاسم الخالق ونذكر مثالاً أخر لاسم الرحمن :
فيدل على الذات وعلى صفة الرحمن بالمطابقة ويدل على الذات وحدها وعلى صفة الرحمة وحدها بالتضمن ويدل على الحياة والعلم والقدرة التزاماً لأنه لا توجد رحمة بدون حياة الراحم وعلمه وقدرته
يقول ابن القيم في النونية :

ودلالة الأسماء أنواع ثلاث كلها معلومة ببيان

دلت مطابقة كذاك تضمناً وكذا التزاماً واضح البرهان

أما مطابقة الدلالة فهي أن الاسم يفهم منه مفهومان

ذات الإله وذلك الوصف الذي يشتق منه الاسم بالميزان

لكن دلالته على إحداهما بتضمن فافهمه فهم بيان

وكذا دلالته على الصفة التي ما اشتق منها فالتزام دان

وإذا أردت لذا مثالاً بينا فمثال ذلك لفظة الرحمن

ذات الإله ورحمة مدلولها فهما لهذا اللفظ مدلولان

إحداهما بعض لذا الموضوع فهي تضمن ذا واضح التبيان

لكن وصف الحى لازم ذلك المعنى لزوم العلم للرحمن

فلذا دلالته عليه بالتزام بين والحق ذو تبيان

نقلاً عن المجلى في شرح القواعد المثلى لكاملة الكواري ص 108- 109 .

والله تعالى أعلى وأعلم

محب الأقصى
05-12-2012, 11:42 PM
سبحان الله وبحمده

نائل أبو محمد
08-26-2012, 04:37 PM
الأحد 9 شوال 1433

للتحريك

نائل أبو محمد
08-16-2013, 07:30 PM
الجمعة 10 شوال 1434