المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تداعي أفكار القرآن = منقول =


موسى أحمد الزغاري
10-09-2011, 08:09 PM
تداعي أفكار القرآن = منقول =
من سورة النور: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون(30) وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون(31) وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم(32) وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ...<?xml:namespace prefix = o /><o:p></o:p>
يرشدنا أسلوب الفصل والوصل في القرآن إلى ما ينبغي أن تكون عليه النفس, فيأتي الترتيب في جمل القرآن بقصد تهذيب الإنسانية, وإرشادها إلى أفضل السبل وأقومها, وأبعادها عن مواطن الرذيلة, وقد يكون الترتيب ملائماً لطبيعة النفس السوية ومنسقاً في أحوالها ولو تأملنا في الأوامر التي وردت في المقطع المشار إليه في الهامش لوجدنا أنها قد تدرجت فيها تدريجاً مقصوداً, تدرجاً وفق ما يريده القرآن من النفس الإنسانية أن تكون, فقد جاء الأمر أولاً بما يعصم من الفتنة, ويبعد عن مواقعة المعصية وهو غض البصر, ثم الأمر بالنكاح الذي يحصن به الدين ويقع به الاستغناء بالحلال عن الحرام, ثم حمل النفس في حالة العجز عن النكاح بالعزوف عن الشهوة إلى أن يرزقها الله القدرة على النكاح, ولم يقف التدرج بالنفس عند هذا الحد بل نجد أن القرآن فيه وعد للفئة التي تقصد العفة بالغنى, وجاء هذا التعزيز الرباني موافقاً للنفس الإنسانية, إذ النفس تميل إلى مثل هذا اللون من الجزاء, عدا كونه أسلوبا تربويا قويما يرغب النفس في تنفيذ الأوامر, ويلح عليها ويخفف عنها ما تجده من معاناة حين تدرك أن جزاءً ينتظر النفس, إن هي نفذت الأمر "حتى يغنيهم الله من فضله".<o:p></o:p>
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم (الحجرات 12)<o:p></o:p>
نلحظ كيف تم التدرج في النهي الوارد في هذه الآيات, إذ جاء على وفق ما جبلت عليه النفس الإنسانية, فجاء النهي أولاً عن " الظن " وهو أولى الخطوات التي تحمل الإنسان المجبول على حب الفضول والاستطلاع, فالطبيعي أن هذا الظن يسلم المرء بمواقع حب الاستطلاع على التجسس على من يظن فيه أمراً, حتى تنطفئ أشواق النفس بتحقيق مطلبها, إلا أن القرآن يرشدنا أن النفس لا تقف عند هذا الحد, فإن من يتجسس لا بد وأن يطلع على أسرار الآخرين, فتكون الخطوة التي تلي, وهي أن يحدث بها الآخرين مظهراً عيوبهم, فيكون قد وقع في شباك الغيبة, فانظر كيف تدرجت النواهي هذا التدرج الذي يبرز الملحظ النفسي, "فالظن, أولاً ثم التجسس, ثم الغيبة", والأجمل من هذا أن نجد التدرج القرآني في علاج هذه المسألة, ذلك العلاج النفسي (أيحب أحدكم) انظر كيف اختار القرآن هذه الصورة المنفرة المقززة لتكون اردع للمرء من الإقبال على هذا الفعل, صورة تتقزز منها النفس وتنفر منها, ولذلك كانت فاء العطف في قوله "فكرهتموه" أسرع في الإجابة عن النفس الإنسانية , فهي تحكي جواب النفس أي نفس لان ذلك مستقبح في الشرع وفي العقل , أي نفس سوية تستقبح ذلك , فيكون للفاء دور في تولي الإجابة السريعة عن النفس الإنسانية , ويزيد من ذلك تسريعا مجيء الفعل بصيغة الماضي " فكرهتموه" ولم يكن للحاضر أو المستقبل , فهو أمر تنفر منه الطباع قبل وبعد تصوره.<o:p></o:p>

ام اسامه
10-10-2011, 08:02 PM
اولا اشكرك اخي الكريم على هذا التوضيح....

سورة النورتحوي الكثير من القواعد التي لو طبقناها في حياتنا اليومية لتخلصنا من كثير من افات المجتمع من خيانه وزنا وقذف للمحصنات وغيرها الكثير ......هي سورة للعفه والطهارة والسمو بالاخلاق الحميدة والبعد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن .