المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ يوسف أبو سنينة من المسجد الأقصى بتاريخ 20/12/2002م وفق 16 شوال 1423 هجري


admin
05-12-2009, 04:58 PM
تاريخ الخطبة: 16 شوال 1423 وفق 20/12/2002م
عنوان الخطبة: قد أفلح المؤمنون
الموضوع الرئيسي: فقه
الموضوع الفرعي: الصلاة
اسم الخطيب: يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه

ملخص الخطبة
1- نزول قول الله تعالى: http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/start-icon.gifقد أفلح المؤمنونhttp://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/end-icon.gif. 2- الصبر على البلاء من علامات الإيمان. 3- صبر عروة بن الزبير. 4- عظم أمر الصلاة والتحذير من التهاون فيها. 5- الخشوع في الصلاة. 6- ظواهر سلبية في مدينة القدس. 7- لا خلاص لنا إلا بالعودة إلى الإسلام.

الخطبة الأولى
أما بعد: اتقوا الله يا عباد الله، واعلموا أنه لا راحة في الدنيا لعبد مؤمن، ولا شفاعة في الموت، ولا حيلة في الرزق، ولا رادَّ لقضاء الله.
عباد الله، لما خلق الله تعالى جناتِ عدن وشقَّ فيها أنهارَها وغرس فيها أشجارها وزينها للناظرين قال لها: تكلمي بإذني، فقالت الجنة: قد أفلح المؤمنون، فقال لها مولانا تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل أبداً[1] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2002-12-20.htm#_ftn1).
أيها المؤمنون، روى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه قال: لما نزلت الآيات العشر الأولى من سورة المؤمنون رفع يديه صلى الله عليه وسلم إلى السماء، ودعا الله تبارك وتعالى قائلاً: ((اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تُهِنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، ورضنا وارض عنا)) ، وبعدما دعا الحبيب صلى الله عليه وسلم هذه الدعوات الكريمة توجه إلى أصحابه وقال لهم: ((لقد أنزل علي عشر آيات، من عمل بهن أدخله الله تبارك وتعالى الفردوس الأعلى))[2] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2002-12-20.htm#_ftn2).
عباد الله، هذه بضاعة الله، وبضاعة الله تبارك وتعالى غالية، عشر آيات من عمل بهن أدخله الله تبارك وتعالى الفردوس الأعلى: http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/start-icon.gifقَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـوٰةِ فَـٰعِلُونَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوٰجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَاء ذٰلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif وَٱلَّذِينَ هُمْ لأمَـٰنَـٰتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رٰعُونَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوٰتِهِمْ يُحَـٰفِظُونَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْوٰرِثُونَ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَhttp://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/end-icon.gif [المؤمنون:1-11].
تعالوا ـ أيها المؤمنون ـ لنعيش هذه اللحظات المباركة مع أهل الإيمان الذين حكم الله تبارك وتعالى لهم بالفلاح والنجاح والصلاح، أفلحوا وفازوا وسعِدوا، آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
لما دخل نبينا http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/salla-icon.gif على جماعة من أصحابه ذات يوم سألهم فقال: ((أمؤمنون أنتم؟)) قال أمير المؤمنين عمر: نعم يا رسول الله، فقال http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/salla-icon.gif: ((فما حقيقة إيمانكم؟)) قال عمر رضي الله عنه: نصبر على البلاء، ونرضى بالقضاء، ونشكر في الرخاء، فقال المصطفى http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/salla-icon.gif: ((مؤمنون ورب الكعبة، الإيمان صبر وشكر ورضا)).
عباد الله، ورد في الحديث القدسي: ((إن الله تبارك وتعالى قال: إذا ابتليت عبدي ببلاء في ماله أو ولده أو نفسه فاستقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً، وأدخله الجنة بغير حساب، وعزتي وجلالي لا أخرج عبداً من الدنيا وأحب أن أرحمه حتى أوفيه بكل سيئة كان عملها سقماً في جسده أو إقتاراً في رزقه أو مصيـبة في ماله أو ولده، حتى أبلغ منه مثاقيل الذر، فإذا بقيت له سيئة بعد ذلك شددت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته أمه)).
عباد الله، عروة بن الزبير رضي الله عنه أصيب ساقه بالسرطان، فقال الأطباء له: لا علاج لها إلا قطعُها، فماذا يفعل؟ إنه أمام القضاء والقضاء، قضاء الله، ولا حيلة إلا الصبر، وأراد الأطباء أن يعطوه شيئاً يخدرونه حتى لا يشعر بألم القطع، فقال عروة: والله لا أتعاطى شيئاً يغيب عقلي عن ذكر الله تبارك وتعالى. ثم قال لهم: إذا دخلت في الصلاة وجلست لقراءة التشهد فاقطعوا ساقي فإني عندما أكون بين يدي الله، لا يكون في قلبي إلا الله تبارك وتعالى. ودخل عروة الصلاة، وكانت صلاته من نماذج فريدة.
سئل الإمام حاتم الأصم كيف أنت إذا دخلت الصلاة يا حاتم؟ فقال رضي الله عنه: إذا دخلت الصلاة جعلت الكعبة أمامي، والموت ورائي، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني، والنار عن شمالي، والله مطلع علي، ثم أتم ركوعها وسجودها، فإذا سلمت لا أدري أقبلها الله أم ردها علي.
الصلاة ـ يا عباد الله ـ التي أهملناها وضيعناها، فقد ورد أن امرأة جاءت إلى موسى عليه السلام وقالت: لقد فعلتُ ذنباً كبيراً فهل لي من توبة؟ فقال لها: وما ذنبك يا أمة الله؟ فقالت المرأة: زنيت وولدت من الزنا، وقتلت ابني الذي ولدته، فقال لها الكليم: اغربي عنا بوجهك، خشيت أن يأخذنا الله بسبب ذنبك، فخرجت المرأة باكية العينين كاسفة الحال. وبعدما خرجت نزل أمين الوحي جبريل على موسى الكليم فقال له: يا كليم الله، الله تبارك وتعالى يقول لك: هل طردتها وهي تريد التوبة، ألا تعلم من أشدّ منها ذنباً؟ فقال موسى: ومن يكون أشدّ منها ذنباً؟ فقال جبريل: تارك الصلاة عامداً متعمداً.
إن من المسلمين ناساً لا يدخلون المساجد إلا في أيام الجمع، إن من المسلمين من لا يصلون إلا في رمضان، إن منهم من لا يصلون إلا الجمعة الأخيرة، إن من المسلمين من لا يدخلون المساجد طوال حياتهم، إنما يدخلونها مرة واحدة، وهم محمولون على خشبة المقابر، لا ليصلوا، وإنما ليصلَّى عليهم .
ثم يقول الله تبارك وتعالى: http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/start-icon.gifٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـٰشِعُونَhttp://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/end-icon.gif ومعنى ذلك أنهم دخلوا في الصلاة كما يدخل الإنسان في ثوبه، فكما أن الثوب يحمي صاحبه من الحر و البرد، كذلك الصلاة تحمي صاحبها من عذاب جهنم، والخشوع هو حضور القلب وسكون الجوارح.
قالت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا ونحدثه، ويكلمنا ونكلمه، فإذا حضرت الصلاة كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه[3] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2002-12-20.htm#_ftn3)، هذا هو الخشوع يا عباد الله.
نعود لعروة، يا عروة كيف نقطع ساقك؟ قال: إذا دخلت الصلاة. ودخل عروة الصلاة ومدَّ ساقه وهو جالس يقرأ التشهد، وبعدما سلم التسليمتين سأل من حوله: هل فرغتم من قطعها؟ قالوا: نعم. فحملوه إلى داره، والدماء تنزف من ساقه، ونادى عروة على ابنه، وكان له ولدان فلم يرد عليه ولده، فسأل: ماذا حدث؟ قالوا له: يا عروة عظم الله أجرك، قد مات ولدك الأكبر، فماذا حدث؟ اسمعوا إلى قوة الإيمان كيف يصنع العجائب، كيف يأتي بالمعجزات، كيف يحرك الجبال، ماذا قال عروة؟ هل لطم خداً؟ هل شق جيباً؟ هل دعا بدعوى الجاهلية؟ هل قال كلمة تستوجب غضب الله تبارك وتعالى؟ ساقه أمامه لم تدفن ولم تكفن، ودماؤه تسيل منها، فماذا قال؟ توجه إلى الله تبارك وتعالى وقال: يا رب، لقد رزقتني ولدين، أخذتَ أحدهما، وأبقيتَ الآخر، فلك الحمد على ما أخذته، ولك الشكر على ما أبقيته، ووهبت لي ساقين، أخذت إحداهما وأبقيتَ الأخرى، فلك الحمد على ما أخذت، ولك الشكر على ما أبقيت، ثم أمسك ساقه التي قطعت ونظر إليها، وقال: الحمد لله أني ما مشيت بك إلى مكان يغضب الله تعالى.
هذا هو الإيمان، هذا هو التسليم لله الواحد الديان، هكذا علمنا نبينا http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/salla-icon.gif أن نصبر في المصائب، أن نصبر عند الشدائد، ما أحوجنا أن نقتدي برسول الله http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/salla-icon.gif، ما أحوجنا أن نقتدي بأصحابه، فهم القدوة، وصدق الله تبارك وتعالى وهو يقول: http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/start-icon.gifلَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُhttp://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/end-icon.gif [الممتحنة:6].
ربنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا، وإليك المصير، ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا، واغفر لنا ربنا، إنك أنت العزيز الحكيم.



<HR align=justify width=33 SIZE=1>[1] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2002-12-20.htm#_ftnref1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/147) والأوسط (5518) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وقال المنذري في الترغيب (4/283): "رواه الطبراني في الكبير والأوسط بإسنادين أحدهما جيد، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس أطول منه"، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1552، 2191، 2192، 2247).

[2] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2002-12-20.htm#_ftnref2) أخرجه أحمد (1/34)، والترمذي في التفسير (3173)، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (620).

[3] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2002-12-20.htm#_ftnref3) أخرج البخاري في الأذان (676) عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة، وانظر: فيض القدير (3/88).



الخطبة الثانية
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مكوِّر الليل على النهار، تذكرة لأولي القلوب والأبصار، وتبصرة لأولي الألباب والاعتبار، الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه، فزهدهم في هذه الدار، وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار، وملازمة الاتعاظ والادكار، أحمده أبلغ حمد وأزكاه، وأشمله وأنماه، ونشهد أن لا إله إلا الله، البر الكريم الرؤوف الرحيم، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الهادي إلى الصراط المستقيم، والداعي إلى دين الله القويم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين، وآلهم أجمعين.
أما بعد: أيها المسلمون، إن غياب دولة الإسلام عن واقع المسلمين وعدم تطبيق منهج الله في الأرض قد أوجد ثغرات سلبية وأحدث خللاً في المعايير واختلالاً في الموازين والقيم، ونتائج خطيرة على واقع المسلمين اليومية، سيما في مجتمعنا الفلسطيني.
واستكمالاً لخطبتنا السابقة التي تعرضنا فيها لعدة ظواهر سلبية سيئة وممارسات بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام وروعة الإيمان وأصالة القيم والأخلاق، من عمليات نصب واحتيال وابتزاز أموال وتزوير معاملات، فإني رأيت أن أتحدث في خطبتي لهذا اليوم عن ظواهر سلبية أخرى.
وتذكروا ـ يا عباد الله ـ دائماً أن الأمم إذا هزمت في المجالات العسكرية لا يمكن أن تهزم عسكرياً إلا إذا هزمت قبل ذلك أخلاقياً.
أولاً: ظاهرة انتشار حوادث القتل، هذه الجريمة النكراء التي تفتك بالأمة، وتنهك قواها، وتفتت جمعها، وتقوض أركانها، لقد سمعتم ـ أيها المسلمون ـ عن جريمة القتل التي راح ضحيتها طفلة في عمر الزهور، غضة العود، بريئة السريرة، قتلت بصورة بشعة.
وبالأمس القريب قتل طفل بريء آخر في بيت المقدس، هذه الجرائم تذكرنا بأيام العرب قبل الجاهلية، والذين نزّل الله تبارك وتعالى فيهم قوله: http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/start-icon.gifوَإِذَا ٱلْمَوْءودَةُ سُئِلَتْ http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/mid-icon.gif بِأَىّ ذَنبٍ قُتِلَتْhttp://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/end-icon.gif [التكوير:8، 9]. حتى وإن كانت هناك خلافات عائلية، فما ذنب هؤلاء الأطفال الذين لا يعون من أمور هذه الدنيا شيئاً، الطفلة تطرح في بئر امتصاصي، والطفل يفصل رأسه عن جسده، السبب ـ أيها المسلمون ـ أن من أقدم على القتل لا يعرف حكم الله تبارك وتعالى في القتل، ولا يوجد في قلبه أي وازع أو ذرة من إيمان، يقول نبينا http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/salla-icon.gif: ((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة))[1] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2002-12-20.htm#_ftn1).
ومن المظاهر السلبية التي نشاهدها يومياً ظاهرة الانفلات الاجتماعي والأخلاقي، فشوارع القدس، قدس أمير المؤمنين عمر، والفاتح الناصر صلاح الدين، قدس الصالحين الأبرار، يشيع فيها الفساد والانحلال وسوء الأخلاق، فتيات وشباب، يتسكعون في الشوارع بين تعليقات سخيفة وكلام بذيء، سرعان ما تتحول إلى لكمات وضرب وثلة فاسدة، تساندها ثلة أخرى أشد فساداً منها، والذي ينظر إلى حشود الشباب أمام أبواب المدارس لا يقول: إننا نعيش في احتلال، ولا يقول: إننا نعاني من حصار، ولا يقول: إن شعبنا الفلسطيني في مدنه وقراه يشيِّع كلَّ يوم عشرات الشهداء.
فاتقوا الله يا عباد الله، واعلموا أن الله تبارك وتعالى قد سنّ للأمم سنناً لا تتخلف أبداً، الأمة إذا ظلمت هلكت، والأمة إذا عدلت انتصرت، اقرؤوا قول الله تبارك وتعالى: http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/start-icon.gifوَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَhttp://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/end-icon.gif [هود:117].
الطريق إلى الله تبارك وتعالى واضح، هو تطبيق منهج الله عز وجل.