المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من فقه القرآن : المقاهي من عمل الشيطان


ابو محمد
01-06-2012, 10:34 AM
<?xml:namespace prefix = o /><o:p> </o:p>
من فقه القرآن<o:p></o:p>
" المقاهي من عمل الشيطان "<o:p></o:p>
الشيخ الدكتور محمد سليم محمد علي<o:p></o:p>
خطيب المسجد الأقصى المبارك<o:p></o:p>
أستاذ الفقه المقارن / جامعة القدس<o:p></o:p>
www.algantan.com (http://www.algantan.com/)<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تعلمون ) سورة المائدة : 90<o:p></o:p>
فقه الآية الكريمة وفوائدها في المسائل الآتية :<o:p></o:p>
المسألة الأولى : ذكرت الآية الكريمة الخمر والميسر والأنصاب والأزلام وأنها من عمل الشيطان ، وهذه وأمثالها في الوقت الحاضر تجمع تحت سقف واحد في مكان واحد ، اعتاد الناس على تسميته بالمقهى والجمع مقاهي ، فاللعب بالورق ( الشدة ) والبلياردو واستخدام ( الإنترنت ) في معاصي الله تعالى وإنفاق الوقت لأجلها ، كل ذلك أعمال محرمة ، يغري بها الشيطان الناس .<o:p></o:p>
المسألة الثانية : قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ) خطاب لكل إنسان مؤمن أن يترك هذه الأشياء ، فهي من عادات وشهوات الجاهلية ، ومن اجترأ عليها وفعلها ، لم يكن مؤمنا على الحقيقة ، وانتفت عنه صفة الإيمان ، لأن الإيمان اعتقاد بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالجوارح والأركان ، فمن اعتقد بقلبه بالشهادتين ، وأقر بذلك بلسانه ، ولم يعمل بأوامر الله تعالى ، ولم ينته عن نواهيه ، لم يكن مؤمنا ، وإنما هو مسلم لم يرتق بعد بإسلامه إلى المرتبة التي يحبها الله في المسلمين وهي صفة الإيمان ( قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) .<o:p></o:p>
المسألة الثالثة : قوله تعالى ( والميسر ) هو : القمار . قال ابن عباس كل شيء فيه قمار من نرد وشطرنج فهو الميسر ، حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب،والكعاب هي أحجار الشطرنج . وقال الإمام مالك : الميسر ميسران : ميسر اللهو ، وميسر القمار ، فمن ميسر اللهو النرد والشطرنج والملاهي كلها ، وميسر القمار : ما يتخاطر الناس عليه .<o:p></o:p>
المسألة الرابعة : وأعجب ما نراه من بعض الناس ، هو استثمار أموالهم للمتاجرة بالحرام ، بفتح " المقاهي " ، فاللعب بالورق ، والبلياردو ، واستخدام الانترنت في مشاهدة الصور العارية وأفلام الجنس ، أو الحوار والكتابة في كل معصية ، كما يحصل بين الشباب والشابات ، وكما يجري من نشر العقائد الفاسدة ، كل ذلك تجارة بالحرام ، فمن فعل ذلك ، تاجر بالحرام ، وأعان غيره على ارتكاب الحرام ، ومن أضرار فتح المقاهي الآتي :<o:p></o:p>
أولا : معصية الله تعالى بالقمار .<o:p></o:p>
ثانيا : إضاعة الوقت وإنفاقه في غير طاعة الله تعالى . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أبلاه وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه " .<o:p></o:p>
ثالثا : إضاعة الشباب أوقاتهم في غير منفعة ، مع أن فترة الشباب هي فترة الإنتاج والعمل ، لا فترة اللهو و" الهمل "<o:p></o:p>
رابعا : نشوب النزاع والشجارات بين الناس بسبب القمار واللهو ، وقد حذر الله من ذلك فقال سبحانه : ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ) ..<o:p></o:p>
خامسا : التفريط في أداء الفرائض والواجبات ، كالصلوات وإعالة الزوجة والأولاد ، وصلة الأرحام ، فالشيطان بالقمار يفعل ذلك بالمسلمين كما قال الله تعالى عن بعض أضرار هذه المحرمات ( ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ... )<o:p></o:p>
سادسا : ومن سوء الأخلاق ، وضياع الذمم ، أن تفتح المقاهي في الأحياء السكنية ، فينتج عن ذلك إفساد النشء الصاعد ، وإزعاج الجيران وإيذائهم .. فمن فعل ذلك انتفت عنه صفة الايمان ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " والله لا يؤمن ـ قال ثلاثا ـ قيل : من يا رسول الله ؟ قال : " من لا يأمن جاره بوائقه " : أي شروره .. وفي الحديث الشريف : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره .. "<o:p></o:p>
المسألة الخامسة : والمقاهي وما يجري فيها من قمار على اختلاف أنواعه هو من الضلال ، ففي قوله تعالى ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) قال الإمام مالك : " اللعب بالشطرنج والنرد من الضلال " .. واللعب كله من الباطل ، فينبغي للمسلم العاقل أن ينتهي عن هذا الضلال القمار واللهو ، حتى يحافظ على إيمانه ويقابل ربه بتوبة صادقة ، وعمل مقبول ، وحتى يذكره الناس بالخير في حياته وبعد مماته .. أما الذي يموت وقد ترك وراءه مقهى ، فلا يذكره المؤمنون إلا بالسوء ـ والعياذ بالله ـ<o:p></o:p>
المسألة السادسة : وقد سمى الله تعالى كل هذه المحرمات من القمار واللهو ، بأنها ( رجس ) أي قذر ونتن ، فمن تلبس بهذه القاذورات من القمار واللهو المحرم ، كان متلبسا بالرجس ، ومن مظاهر رجسها أنها أماكن للتساقط الأخلاقي الذي يؤدي بدوره إلى التساقط الأمني ، فيتضاعف الرجس والضلال في إنشاء هذه الأماكن .<o:p></o:p>
المسألة السابعة : وقد شدد الله في تحريم هذه القاذورات من القمار واللهو المحرم فقال سبحانه ( فاجتنبوه ) أي : أبعدوه واجعلوه ناحية ، فأمر الله تعالى باجتناب هذه الأمور ، بصيغة الأمر إضافة إلى ورود تحريمها في الأحاديث النبوية الشريفة مع إجماع الأمة على تحريمها كلها . قال القرطبي : " فاجتنبوه " يقتضي الاجتناب المطلق الذي لا ينتفع معه بشيء بوجه من الوجوه لا بشرب ولا بيع ولا تخليل ولا مداواة ولا غير ذلك<o:p></o:p>
المسألة الثامنة : والواجب على المسلمين أن يتنادوا إلى تغيير هذا المنكر ومن ذلك :<o:p></o:p>
أولا : أن يتوب صاحب كل مقهى ويغلقها ، ويتاجر بالحلال ، فهو عما قريب يموت ويترك المقهى وراء ظهره بعد موته لتكون وبالا عليه يوم القيامة وفي قبره .<o:p></o:p>
ثانيا : أن يقوم أئمة المساجد والخطباء ببيان خطورة هذه المقاهي وما يجري فيها من قمار ولهو باطل ، وما ينتج عنها من ضلال وانفلات في صفوف الشباب ، وما تحمل في طياتها من مشاكل وعداوات بين أبناء المجتمع الواحد .<o:p></o:p>
ثالثا : أن يحرص أهل كل حي على أن لا تكون بينهم مقهى<o:p></o:p>
رابعا : تحذير النشء من خطورة هذه " المقاهي "<o:p></o:p>
خامسا : إشغال أوقات الأولاد والشباب بما هو نافع ومفيد<o:p></o:p>
سادسا : أن يخجل كبار السنّ الذين يرتادون المقاهي من الله تعالى أولا ، ومن شيخوختهم ثانيا ، ومن أولادهم الذين يتخذونهم قدوة ثالثا .<o:p></o:p>
سابعا : أن يستحيي أصحاب المقاهي من رزق حرام لو صبروا أخذوه بالحلال ، ولو حكّموا الوازع الديني فيهم لعلموا أنهم يتردون في ضلال آخره مقت من الناس عليهم في الدنيا ، وغضب من الله عليهم في الآخرة<o:p></o:p>
المسألة التاسعة : أما حكم البناء لاتخاذه لمعصية الله تعالى ، كبناء المقاهي ،أو دور السينما ، أو دور الرقص وما شابه ذلك ، فكله حرام شرعا ، وكذلك من أجّر عقاره لاستخدامها لمقهى أو فعل المعاصي والمنكرات ، وعلى صاحب العقار إثم كل من يعمل المعصية في عقاره ، وهذا يعني إن لم يتب أنه سيأتي يوم القيامة بذنوب كالجبال ، والتوبة من هذه المعاصي والمسارعة إليها السبيل الوحيد للنجاة<o:p></o:p>
المسألة العاشرة :ومن تمام الإيمان ، ومن مظاهر الوطنية الصادقة ألا يشغل أحدنا الناس وبخاصة الشباب عن أداء دورهم في خدمة المجتمع ، والقيام بنصرة وطنهم من خلال طاقاتهم التي وهبهم الله تعالى إياها ، بدل أن نعينهم على إضاعتها وإشغالها في ما يضر الأمة والوطن ، فالوطني الحق هو الذي يغلق المقهى الذي فتحه لإضاعة الشباب والناس وطاقاتهم ، وهو الذي يأخذ بأيادي أباء وطنه لخدمة الوطن ، وبخاصة إذا كان هذا الوطن هو القدس والمسجد الأقصى وفلسطين<o:p></o:p>
المسألة الحادية عشرة : وأما الذين يضيعون أوقاتهم في المقاهي ، فهم إمّا من المتزوجين ، أو من الفتيان ، أما المتزوج فكيف يرضى لنفسه ترك زوجته وأولاده ساعات طويلة وهو بعيد عنهم ، وبخاصة لهؤلاء اليذين يمضون غالب الليل في المقاهي ؟ ألا يغار أحدهم على زوجته وبناته فيتركهم ساعات طويلة من الليل بدونه ؟ وأما الفتيان فالأمر فيه أعجب ، فكيف يغفو الأب وابنه غائب عن البيت طوال الليل ؟ وكيف ترضى الأم لولدها الغياب عن البيت بعد أن يأخذ الظلام مكانه في الناس وينامون ؟<o:p></o:p>
المسألة الثانية عشرة : وهؤلاء الذين يشغلون أنفسهم بالباطل من ارتياد المقاهي ، ولعب القمار ، وإضاعة الوقت ، فأقول لهم : أنتم ترتكبون مجموعة من المعاصي في آن واحد ، وهي :إ نفاق المال في الحرام ، وإضاعة الوقت في معصية ، وإعمار مكان للمعاصي بدل إعمار أماكن الخير والصلاح ، وإضاعة العمر الذي وهبك الله تعالى إياه لتنفقه في طاعته وعبادته ، وكل معية منها كافية لإهلاك العبد ، فكيف إذا اجتمعت كلها على عبد واحد ، فهو لا مناص سيموت ، وسيدخل القبر ، وسيشتعل عليه نارا ، وفي الآخرة سيدخل نار جهنم ، كل ذلك إن لم يرجع إلى الله بالتوبة النصوح ، فسارع أخي إلى التوبة من هذه القاذورات وهذا الباطل قبل أن يهجم عليك الموت ، ويخطفك من بيننا ، فنحزن عليك أنك خرجت من الدنيا بخاتمة سيّئة ، وأنك ستقابل ربك وهو غاضب عليك .<o:p></o:p>
المسألة الثالثة عشرة : ومن توبة أصحاب المقاهي ، أن يسارعوا إلى استبدال هذه المقاهي بتحويلها إلى عقارات للمتاجرة بالحلال ، والكسب الحلال ، وبخاصة أن الإنسان لا يأخذ معه حين يموت إلى قبره ما جمع من أموال ، بل يأخذ معه عمله من الخير والشر ، ومن الطاعة أو العصيان لله رب العالمين .<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
اللهم ّ اهدنا واهد بنا واجعلنا هداة مهتدين<o:p></o:p>
والحمد لله رب العالمين<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>

نائل أبو محمد
02-13-2012, 07:07 PM
الاثنين 21 ربيع الأول 1433
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين