المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم


admin
06-17-2009, 03:10 PM
كتاب - أعداء اللغة العربية - للإستاذ سليم الحشيم

في هذا الموضوع سنعرض كتاب الأستاذ سليم الحشيم، بجميع أجزائه، وذلك بناءاً على موافقة الأخ الكريم سليم الحشيم، نفع الله به الإسلام والمسلمين، يرجى عدم الرد على هذا الموضوع حتى ننتهي من سرد كل الكتاب، وجزاكم الله خيرا.

الإهداء

إلى والدي ومعلمي لغة العرب الخال العزيز الأستاذ

"كمال محمد خليل الحشيم" الأزهري

وإلى أستاذي في اللغة العربية الأستاذ

"خضر سليم ضبابات"

وإلى كلِ من علّمني حرفًًا في اللغة العربية



الكاتب: سليم إسحق الحشيم

admin
06-17-2009, 03:26 PM
المقدمةبسم الله الرحمن الرحيموالحمد لله رب العالمين الذي أنزل القرآن بلغة عربية ولسان مبين، على رسوله ونبيه محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين، عليه الصلاة والسلام من رب العالمين، أفصح العرب لسانًا وأقواهم بيانًا وأضربهم بنانًا وأنداهم جنانًا، وصلى الله على آله وصحبه أجمعين...إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وجعل في نفسه المشاعر والأحاسيس والعواطف، فكان الإنسان يحب ويكره، يحب ما يراه في نظره القاصر خيرًا له، ويكره ما يراه شرًا له، وما يحب يقربه إلى نفسه ويجتهد في وصاله، وما يكره ينفر منه ويغالي في بونه، والإنسان يصبح عدوًا لإنسان آخر أو لشيء لسببين:1.جهله به وعدم معرفته على حقيقته، وعدم معرفة قوته أو ضعفه.2.معرفته به جيدًا ومعرفة مدى قوته وسر منعته.واللغة العربية قد جمعت بين هذين الصنفين من الأعداء، وشر البلية أنجل أعداء اللغة العربية لجهلهم بها وعدم معرفتهم لها على حقيقتها وعدم معرفة قوتهاهم العرب أنفسهم، والقسم الآخر من غير العرب ومن غير المسلمين، وهم القسم القليل، وجل أعداء اللغة العربية والذين هم على معرفة بها وحقيقتها ومدى قوتها وسرمنعتها هم غير العرب وغير المسلمين، ولكل منهم شأنه وغرضه من البغض والكراهية.... ولا يخفى عليكم شأن وغرض غير العرب وغير المسلمين من بغضهم للغة العربية!!

admin
06-17-2009, 04:33 PM
في "أصل اللغة العربية"
اللغة هي من نتاج اجتماع البشر للتعبير عما يريدون والإفصاح عما يصول في صدورهم ويجول في عقولهم، ومن الطبيعي أن يبحث الإنسان عن وسيلة لينقل ما في ذهنه إلى الآخرين كي يتأتى التفاهم ويوفى الغرض من إيجاده، والوسائل التي يملكها الإنسان ويمكنه أن يستعملها لا تخرج عن ثلاث، أولها اللفظ (النطق)، وثانيها الإشارة، وثالثها المثال وبما أن الإشارة والمثال فيهما تكلف وعدم التوفر وعدم الإحاطة لكافة الأشياء والمفاهيم مثل الإيمان والصدق والكرم والحب والكراهية أي الموجودات حسية وعقلية، والمعدومات ممكنة وممتنعة، لجأ الإنسان إلى اللفظ (النطق) لأنه أيسر واعم في التعبير وهو طبيعي في الإنسان وينتج من حركة اللسان الطبيعية في التجويف الفموي بين الفكين واهتزاز الأوتار الصوتية، ويكون طبيعي وبدون تكلف أو عناء، وهذا من إبداع الخالق وعظمته في تصوير بني آدم ونعمته عليه. وهذا ينطبق على كل بني آدم من عرب ومن عجم على الإطلاق، وقد يكون للبيئة أثر في انتقاء اللفظ واعتماد النطق، فالبيئة من قسوة ووعورة أو سهول وخضرة تأثر في جزالة اللفظ وبيان نطقه أو في ركاكته _هذا ما أراه _، فكل قوم وضع ألفاظًا تدل على أشياء وأفعال، وهذه الألفاظ المركبة من الحروف إذ تواطؤوا عليها تصبح لغة تخاطب بينهم ووسيلة تعبير عما في النفس، والعرب كغيرهم وضعوا ألفاظًا واتفقوا واصطلحوا عليها فيما بينهم وأصبحت لغتهم التي يتسامرون ويتحادثون بها، فهي من اصطلاح العرب وليست توقيفًا من عند الله تعالى، ولكن لكونها لغة سامية (بمعنى راقية) في التعبير والإيجاز وذات ألفاظ دقيقة رقيقة اختارها الله تعالى على ما سواها من لغات وجعلها لغة كلامه (القرآن). والمعلوم أن اللبنة الأولى للمجتمع البشري كانت مكونة من آدم عليه السلام وزوجه حواء وأولادهما... ولا يعقل أن أفراد الأسرة الواحدة وخاصة في تلك الظروف أن يتكلموا لغات مختلفة... فهذا يؤدي بنا إلى أنهم جميعًا تكلموا لغة واحدة، والسؤال هو: ما هي تلك اللغة التي تكلموا بها؟ القرآن يذكر لنا أن الله سبحانه وتعالى علم آدم الأسماء في قوله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)" (البقرة2: 31)، والله سبحانه وتعالى تنزه عن الجارحة فلا يد له ولا قدم ولا لسان على الحقيقة فهو قد علّم آدم الأسماء بالإلهام لا بالتلقين، وآدم بما حباه الله من خاصية النطق وخلق له جارحة اللسان فقد تميز عن باقي المخلوقات، وآدم عليه السلام نطق في الجنة ونطق قبل هبوطه إلى الأرض، والدليل هو قوله تعالى في نفس السورة: "قَالَ يَآءَادَمُ أَنبِئْهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّآ أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002032.htm)"، فقد أنبأهم بأسمائهم أي أخبرهم آدم عليه السلام بأسماء ما علمه الله، وآدم عليه السلام أخبر، والإخبار لا يكون إلا بالنطق أو الإشارة... وأما الإشارة فلا بلاغة ولا فضل بها، فيوجب هنا النطق، ولأن الأسماء المقصود بها المسميات والخواص ولا طاقة للإشارة في إخبار الخواص، فهذا كله دّل على أن آدم عليه السلام قد نطق أي تكلم مستعملًا جارحة اللسان، فهو عبّر عن الأسماء (مسمياتها وخواصها) بأصوات، وحد الصوت هو اللغة، وعليه فهو تكلم بلغة ما، أو بلغات عدة. وآدم عليه السلام بعد هبوطه إلى الأرض وتكاثر ذريته ومن الطبيعي أن يتفاهموا مع بعضهم البعض بواسطة النطق، وهذا يوجب عليهم أن يستعملوا نفس الألفاظ للدلالة على الأشياء أو المعاني، فهم تخاطبوا بلغة واحدة، والسؤال يعاود نفسه، ما هي هذه اللغة؟. اللغة بما أنها هي وعاء الفكر، والفكر واسع النطاق ومتعدد الجهات ويحتاج إلى وسيلة بليغة دقيقة راقية أي ألفاظ تدل على الأشياء والمعاني، ومجموع هذه الألفاظ والمعاني تحدد اللغة وجب أن تكون اللغة _عقلًا_ لها صفات وخاصيات تفوق غيرها
ومن هذه الخصائص:
1. الصوت أو النطق: حيث يتسع مدرج الصوت ويضم مخارج متنوعة للحروف، ولا تقتصر على مخارج معينه، وتستخدم كل تجويف الفم من شفتين وحلق ولسان، وهذا من شأنه أن يوجد التوازن والانسجام بين الأصوات، ويعطيه الـتآلف الموسيقي. فلا يكون هناك نفور ووحشية في اللفظ وصعوبة في النطق، فلا يجد المتكلم عناءًا ولا السامع نفورًا يصم آذانه.
2. اتساع اللغة: وهذا يعني وجود خاصية الاشتقاق والصياغة، فالاشتقاق يغني المتكلم عن حفظ ألفاظ أو مقاطع كثيرة، حيث يمكنه أن يشتق من المصدر ما يشاء من ألفاظ، ويعبر عما يريد دون عناء وبيسر وسهولة، والصياغة تعطي اللغة خاصية الحيوية، فلا تكون لغة جامدة أمام التطور والتقدم المادي وغيره.
3. الإيجاز: ويعني استعمال اقل ما يكون من الألفاظ للدلالة عما في نفس المتكلم دون تكلف أو صعوبة، فخير الكلام ما قلّ ودلّ.
هذه أهم خصائص اللغة حتى تكون سامية راقية... والآن لنعد إلى بداية التاريخ... إلى آدم عليه السلام وأسرته، فالمعلوم أن الحضارات نبعت من أراضي ما بين النيل والفرات، وبما أن آدم عليه السلام بعد هبوطه من الجنة سكن هذه الأراضي على أرجح وجه، وأصل اللغات لغة واحدة وهي اللغة التي تكلمها سيدنا آدم عليه السلام مع أهليه، فتكون اللغة الأولى هي إحدى لغات تلك المنطقة، وعن هذه اللغة تفرعت باقي لغات العالم. لغات أراضي ما بين النيل والفرات: يكاد يجمع علماء اللغة والتاريخ أن لغات هذه المنطقة هي اللغات السامية، وقد قسمها العلماء إلى:
1. اللغات السامية الشرقية.
2. اللغات السامية الشمالية الغربية.
3. اللغات السامية الجنوبية الغربية أو الجنوبية.
اللغات السامية الشرقية
لم يعد يعرف منها إلا اللغة الأكادية، وهى أقدم لغة سامية تم تأكيد وجودها على أساس النصوص المسمارية. وكانت الأكادية مستعملة في بلاد ما بين النهرين منذ حوالي سنة ٣۰۰۰ قبل الميلاد حتى ما يقارب ١۰۰ سنة بعده. واستمرّ استعمالها لغة كتابة منذ حوالي 2000 ق.م، وحتى القرن الثاني أو الثالث الميلادي. وقد تطور منها لهجتان هما البابلية في الجنوب والآشورية في الشمال، اللتان خلفتهما الآرامية في القرن السادس ق. م. إنّ الفرق الرئيسي بين اللغات السامية الشرقية واللغات السامية الغربية هو اختلاف نظام الأفعال.
اللغات السامية الغربية
اللغات العمورية والأوغاريتية والكنعانية والآرامية. أما العمورية فهي لغة اكتشفت استناداً إلى بعض الأسماء الشخصية التي دخلت في النصوص الأكادية والمصرية وتعود إلى النصف الأول من الألف الثاني ق .م. والأرجح أن العموريين القدماء كانوا من الأقوام البدوية السامية.
وتمثل اللغة الأوغاريتية شكلاً قديما من الكنعانية وكانت مكتوبة ومنطوقا بها في أوغاريت (رأس شمرا) على الساحل الشمالي لفينيقيا في القرنين ١٤ و ١٣ ق.م. والنصوص الأوغاريتية الأولى التي عثر عليها في أواخر العشرينات من القرن العشرين مكتوبة بأبجدية مشابهة للخط المسماري.
أمّا الكنعانية فتتكون من عدد من اللهجات المترابطة فيما بينها ترابطاً وثيقاً والتي كانت مستعملة في فلسطين وفينيقيا وسورية. وتعود مدوّناتها إلى حوالي سنة ١٥۰۰ ق.م. واللغات الكنعانية الرئيسية هي الفينيقية والفونية والمؤابية والأدومية والعبرية والعمونية وكانت كلها بادئ الأمر تُكتب بالخط الفينيقي.
السامية الجنوبية الغربية أو الجنوبية
وهي اللغات:
1. العربية الجنوبية..
2. العربية الشمالية.
3. اللغات الاثيوبية.
العربية الجنوبية
وتضم العربية الجنوبية بضع لهجات منها السبئية والمعينية والقتبانية ولهجة حضرموت. أما اللغات المعاصرة لجنوب الجزيرة العربية فليست مكتوبة وهى في طريقها إلى الانقراض نتيجة انتشار اللغة العربية الشمالية. وأشهر تلك اللغات هي المهرية والسقطرية.
العربية الشمالية
وتنقسم إلى العربية البائدة وهي التي كان يتكلمها أبناء قبائل ثمود ولحيان في شمال الحجاز وسكان الصفا في بلاد الشام. وثمة آلاف النصوص القصيرة المنقوشة على الصخور التي تعود إلى فترة ما بين ٧۰۰ ق.م .و٤۰۰ م. ويعود أقدم النصوص العربية المكتوبة بالخط المشتق من الأبجدية النبطية إلى القرن الرابع للميلاد. ويقع مهد اللغة العربية الباقية (الفصحى) في شمال الجزيرة العربية.
اللغات الاثيوبية
تشبه لغات جنوب الجزيرة العربية أكثر مما تشبه العربية الشمالية. وأقدم تلك اللغات هي الجعزية المعروفة باسم الإثيوبية. هذه هي اللغات السامية والتي من بينها لغة آدم عليه السلام، اللغة الأولى في العالم والتي عنها تفرعت باقي اللغات، ومن هذه اللغات منها ما باد وانقرض ولم يعد يذكر لها آثر في الحياة، ومنها ما زال، من هذه اللغات والتي ما زالت هي العربية _لغة القرآن_، والعبرية، والأثيوبية على نطاق الكنيسة.
واللغات هذه تتألف من حروف ولكل لغة عدد معين من الحروف:
اللغة العبرية لها 22 حرفًا، وأما اللغة العربية فلها 28 حرفًا، واللغة الفينيقية لها 22 حرفًا، وكذلك الآرامية لها 22 حرفًا، بينما اللغة الأوغاريتية لها 29 حرفاً. والحروف المشتركة بين هذه اللغات هي ما جمعت في العبارة التالية: "ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت" وهي 22 حرفًا، والملاحظ أن اللغة العربية لا تكرار للحرف كما هو في اللغات الأخرى غير السامية مثل الإنكليزية، واللغات السامية مثل العبرية، ولا حرف منطوق باجتماع حرفين أو ثلاثة، مثل الشين في الإنكليزية sh، أو ch، أو تسيمخ بالعبرية צ، والذي يلفظ تس... فمثل هذا التكرار واجتماع الحروف دليل على قصر اللغة ومحدوديتها، فالتكرار يؤدي الى اختلاط الأمر على السامع فلا يعد يعلم ما هو الحرف المقصود إلا بكتابة رسمه، واجتماع الحروف لتكوين حرف آخر دليل على عدم أتساع اللغة نطقًا وصرفًا... بينما اللغة العربية وهي التي تملك 28 حرفًا تضم كل مخارج الحروف ولا تكرار فيها ولا اجتماع حروف.
واللغات السامية متقاربة فيما بينها في النطق والنحو والصرف ومن أهم الصفات المشتركة:
1. وجود حروف الحلق مثل: ع، غ، ح، خ، هـ، ء. لكن بعض هذه الأصوات لم يبق على حاله في بعض اللغات، بل تغير بعضها إلى أصوات أخرى.
2. وجود عدد من حروف الإطباق وهي: ق، ص، ط، ض، ظ لكنها لم تبق أيضا على حالها في جميع هذه اللغات، بل تغير بعضها. ولم يحتفظ كاملة إلا العربية الشمالية والعربية الجنوبية.
3. وجود صيغ للتثنية في الأسماء والضمائر المنفصلة والمتصلة الدالة على المخاطب والغائب.
4. تمييز المخلوقات والأشياء إلى مذكر أو مؤنث ولا ثالث لهما، نحو شمس، بئر، سماء، وجبل، قمر، ليل، نهار.
العربية هي اللغة الوحيدة التي احتفظت بمعظم أصوات اللغة السامية وخصائصها النحوية والصرفية.
1- فقد احتفظت بأصوات فقدتها بعض اللغات مثل: غ، خ، ض، ظ، ث، ذ. ولا ينافسها في هذه المحافظة إلا العربية الجنوبية.
2- احتفظت العربية بعلامات الإعراب بينما فقدتها اللغات السامية الأخرى.
3- احتفظت بمعظم الصيغ الاشتقاقية للسامية الأم، اسم الفاعل، المفعول. وتصريف الضمائر مع الأسماء والأفعال: بيتي، بيتك، بيته، رأيته، رآني.
4- احتفظت بمعظم الصيغ الأصلية للضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة.
5- يضم معجم العربية الفصحى ثروة لفظية ضخمة لا يعادلها أي معجم سامي آخر. ولهذا أصبحت عونا لعلماء الساميات في إجراء المقارنات اللغوية أو قراءة النصوص السامية القديمة كنصوص الآثار الأكادية والفينيقية والأوغاريتية وحتى نصوص التوراة العبرية.
وقد أعترف علماء اللغة العبرية بمكانة اللغة العربية في فهم نصوص التوارة وتفسيرها... فقد قال مروان بن جناح القرطبي:"أفلا تراهم [الضمير عائد إلى علماء التلمود] يفسرون كتب الله من اللسان اليوناني والفارسي والعربي والإفريقي وغيره من الألسن؟ فلما رأينا ذلك منهم لم نتحرج [من الاستشهاد] على ما لا شاهد عليه من العبراني بما وجدناه موافقاً ومجانساً له من اللسان العربي إذ هو أكثر اللغات بعد السرياني شبهاً بلساننا. وأما اعتلاله وتصريفه ومجازاته واستعمالاته فهو في جميع ذلك أقرب إلى لساننا من غيره من الألسن، يعلم ذلك من العبرانيين الراسخون في علم لسان العرب، النافذون فيه وما أقلهم".
مما سبق يتضح لنا أن اللغة العربية هي أرقى اللغات السامية وأعذبها وأوسعها نطقًا وأكثرها إتساعًا، وأفصحها لفظًا وأبلغها إيجازًا وكلمًا. ويبقى السؤال التالي قائمًا:"هل اللغة العربية _لغة القرآن_ هي نفس اللغة التي أنبأ بها الملائكة الأسماء التي علمه الله إياها؟
اللغة التي تكلمها آدم عليه السلام لا بد وأن تكون من أفصح اللغات وأيسرها وأوسعها نطقًا، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى علّم آدم الأسماء (مسمياتها وخواصها)، وهذا يعني أن اللغة التي أنبأ آدم بها الملائكة قد أحاطت بكل كبيرة وصغيرة ومن مسميات وخواص، ومما ذكر في تفسير قول الله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)" قول الرسول: "وعلّم آدم الأسماء كلّها حتى القَصْعَة والقُصَيعة"، وكذلك ما رواه إبن عباس رضي الله عنه: "علمه أسماء جميع الأشياء كلّها جليلها وحقيرها".
لقد تعرض علماء المسلمين لهذه المسألة (لغة آدم) ومنهم إبن حزم حيث قال في كتابه "الإحكام لأصول الأحكام" "قال قوم:هي السريانية، وقال قوم:"هي اليونانية، وقال قوم :"هي العبرانية، وقال قوم: هي العربية".اهـ، ولم يجزم ابن حزم في تحديد إحدى هذه اللغات، واكتفى بالخاتمة المشهورة "والله أعلم"، وقوله هذا يرد علميًا لأن اليونانية لا يمكن أن تكون اللغة التي تكلمها آدم للأسباب التي ذكرتها في أول المقال، وأن اللغات المحتملة وحسب المنطقة التي تواجد فيها آدم هي :السريانية، العبرية، والعربية، ويبدو أنه نهج هذا النهج لأنه كان من القائلين بأنه لا تفاضل ولا تمايز للغة على لغة، فلا العربية تفضل غيرها ولا العبرية ولا السريانية ولا غيرها على غيرها، وهذا منهج غريب وخاصة انه كان على علم ودراية باللغة السريانية واللاتينية وأبدع في العربية، وكما أنه نفى أن تكون اللغة العربية لغة أهل الجنة محتجاً بأن القرآن قال على لسان أهل النار: "وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay067010.htm)" (الملك67: 10)، ورغم أنه شنع على جالينوس عندما قال: "إن اليونانية هي أفضل اللغات لأن سائر اللغات إنما تشبه إما نباح الكلاب أو نقيق الضفادع"، فرد عليه قائلًا:"وهذا جهل شديد لأن كل سامع لغة ليست لغته ولا يفهمها فهي عنده في النصاب ما ذكر جالينوس ولا فرق" اهـ، وله قول أعجبني _واراه_ يوافق الحقيقة في أن أصل اللغات لغة واحدة وخاصة السامية حيث قال: "إلا أن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مضر لا لغة حمير لغة واحدة تبدلت بتبدل بمساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي إذا رام نغمة أهل القيروان، ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي، ومن الخراساني إذا رام نغمتهما. ونحن نجد من إذا سمع لغة فحص البلوط، وهي على مسافة ليلة واحدة من قرطبة، كاد أن يقول إنها غير لغة أهل قرطبة. وهكذا في كثير من البلاد فإنه بمجاورة أهل البلدة بأمة أخرى تتبدل لغتها تبدلاً لا يخفى على من تأمله.
ونحن نجد العامة قد بدلت الألفاظ في اللغة العربية تبديلاً وهو في البعد عن أصل تلك الكلمة كلغة أخرى ولا فرق، فنجدهم يقولون في العنب "العينب" وفي السوط "أسطوط" وفي ثلاثة دنانير "ثلثدا". فإذا تعرب البربري فأراد أن يقول الشجرة قال "السجرة"! وإذا تعرب الجليقي أبدل من العين والحاء هاء فيقول "مهمداً" إذا أراد أن يقول "محمداً". ومثل هذا كثير. فمن تدبر العربية والعبرانية والسريانية أيقن أن اختلافها إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في الأصل". اهـ
اللغة التي تكلم بها آدم عليه السلام والتي هي إلهام من الله هي لغة توقيفية وذلك لأنه لا يحسن أن يكون قد تعلمها من الله بالتلقين لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن الجوارح، ولأنه لم يكن مع آدم بشر كي يضعوا لغة ويتواطؤن على ألفاظ، وهذه اللغة ولنطلق عليها "اللغة الآدمية" قد حباها الله من الخواص والمميزات مما جعلها الله قادرة وبليغة في التعبير عن الأشياء ومسمياتها وخواصها، حتى روي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏وَعََلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)‏ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)"‏ قال‏:‏ علّمه كلَّ شيء علَّمه القَصْعَةَ وَالْقُصَيْعَة والفَسوَة والفُسَيْوَةَ أخرجه ابنُ جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر في تفاسيرهم بلفظ‏:‏ علَّمه اسمَ الصحْفَة والقدْر وكلَّ شيءٍ حتى الفسوة والفسيّة‏.‏
وأخرج ابنُ جزيّ في تفسيره من طريق الضَّحاك عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏"‏ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)‏ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)"‏ قال‏:‏ هي هذه الأسماء التي يَتعارف بها الناسُ إنسان ودابة وأرض وسهل وبَحْر وجَبَل وحمار وأشباه ذلك من الأمم وغيرها. وأخرج وَكيع وعبد بن حميد في تفسيرهما عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏"وَعَلَّم آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)‏ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)"‏ قال‏:‏ علَّمه كلَّ شيء ولفظ عبد بن حميد‏:‏ ما خلقَ اللّهُ كله‏.‏
وأخرج عبد عن قَتَادة فِي قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)‏ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002031.htm)"‏ قال‏:‏ علم آدم من أسماء خَلْقه ما لم يُعَلِّم الملائكة فسمَّى كلَّ شيء بِاسْمِه وأَلْجَأ كلَّ شيء إلى جنسه. وأخرج إسحاقُ بن بشر في كتاب المبتدأ وابن عساكر في تاريخ دمشق عن عطاء قال‏:‏ ‏"يا آدم أنْبئْهُم بأسمائهم (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002033.htm)‏ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay002033.htm)"‏ فقال آدم‏:‏ هذه ناقةٌ جمل بقرة نعجة شاة وفرس وهو من خَلْق ربي فكلُّ شيء سَمَّى آدم فهو اسمُه إلى يوم القيامة وجعل يدعو كلَّ شيء باسمه وهو يمرُّ بين قلت‏:‏ في هذا فضيلةٌ عظيمة ومَنْقَبَةٌ شريفة لِعلْمِ اللغة‏.‏ فهذا يدل على بلاغة اللغة التي تكلمها آدم عليه السلام _اللغة الآدمية_ وأنبأ الملائكة من خلالها، وهذه اللغة لا يمكن أن تكون هي نفس اللغة العربية التي نزل بها القرآن، وذلك لأن اللغة العربية أول من تكلم بها هو النبي إسماعيل عليه السلام، قال محمد بن سلام الجمحي في كتاب طبقات الشعراء‏:‏ قال يونس بن حبيب‏:‏ أولُ من تكلم بالعربية إسماعيلُ بن إبراهيم عليهما السلام ثم قال محمد بن سلاّم‏:‏ أخبرني مِسْمَع بن عبد الملك أنه سمع محمد بن عليّ يقول - قال ابن سلاّم‏:‏ لا أدري رَفَعَه أم لا وأظنه قد رفعه - أولُ من تكلَّم بالعربية ونَسِي لسانَ أبيه إسماعيلُ عليه السلام‏.‏ قال محمد بن سلاَّم وأخبرني يونس عن أبي عمرو بن العلاء قال‏:‏ العربُ كلُّها ولدُ إسماعيل إلاّ حِمْير وبقايا جُرْهم وكذلك يروى أن إسماعيل جاوَرهم وأصْهر إليهم ولكنَّ العربيةَ التي عنى محمد بن علي اللسان الذي نزل به القرآن وما تكلّمت به العربُ على عهد النبي وتلك عربيةٌ أخرى غير كلامنا هذا‏.‏ وقال الحافظ عِمَاد الدين بن كَثِير في تاريخه‏:‏ قيل إن جميع العرب ينتسبون إلى إسماعيل عليه السلام والصحيح المشهور أن العربَ العاربة قبلَ إسماعيل هم عاد وثمود وطسم وجَديس وأُمَيم وجُرْهم والعماليق وأمم آخرون لا يعلَمهم إلاّ اللّه كانوا قبل الخليل عليه السلام وفي زمانه أيضاً فأما العربُ المستعربة وهم عربُ الحجاز فمن ذرِّية إسماعيل عليه السلام وأما عربُ اليمن وحِمْيرَ فالمشهورُ أنهم من قَحْطان واسمه مهزَّم قاله ابن مَاكُولا‏.‏ وذكروا أنهم كانوا أربعةَ إخوة‏:‏ قحطان وقاحط ومقحط وفالَغ وقَحْطان بن هود وقيل هود وقيل أخوه وقيل من ذريته وقيل إن قحطان من سُلالة إسماعيل حكاه ابنُ إسحاق وغيره‏.‏ والجمهور على أن العربَ القحطانية من عرب اليمن وغيرُهم ليسوا من سلالة إسماعيل. وقال الشيرازي في كتاب الألقاب‏:‏ أخبرنا أحمد بن سعيد المعداني‏:‏ أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق الماسي حدثنا محمد بن جابر حدثنا أبو يوسف يعقوب بن السكِّيت قال‏:‏ حدَّثني الأثرم عن أبي عبيدة حدثنا مسمع بن عبد الملك عن محمد بن علي بن الحسين عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أول مَن فُتق لسانُه بالعربية المتينة إسماعيلُ عليه السلام وهو ابنُُ أربع عشرة سنة فقال له يونس‏:‏ صدقت يا أبا سيار هكذا حدثني به أبو جزيّ هذه طريقةٌ موصولة للحديث السابق من طريق الجُمَحِي‏.‏ "فاللغة الآدمية" هي غير اللغة العربية وغير اللسان العربي المبين، ولكن هذا لا يعني أن تكون حصة اللغة العربية من البلاغة والفصاحة ضئيلة وأن أسلوب نظمها وحشي غريب، وألفاظها صعبة النطق متنافرة الحرف وإيقاعها يصم الآذان، فاللغة العربية قد أثبتت سموها ورفعة نظمها حتى اختارها الله عما سواها في التعبير عن كلامه النفسي، وجعل القرآن مهيمنًا على غيره من الكتاب، يقول الله تعالى: "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay005048.htm)" (المائدة5: 48)، و {وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay005048.htm)} أي عالياً عليها ومرتفعاً، والعلو والإرتفاع في كونه ناسخًا لما جاء في الكتب الأولى وكذلك في النظم والأسلوب، لأن الهيمنة تحمل في طياتها علو الأسلوب وبلاغة النص وإظهار حجة النسخ وكذلك الإكمال والإتمام. وأما بخصوص اللغة الآدمية وبعد أن تكاثر البشر، وانتشروا في الأرض واختلفت بهم البيئة واحتياجات الحياة تبلبل لسانهم وتنوعت لهجاتهم، واصطلح كل قوم على ألفاظ وتواطؤا على كلام فيما بينهم، وهذه آية من آيات الله في خلقه، يقول الله تعالى:"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay030022.htm)" (الروم30: 22). واللغة العربية لما حافظت عليه من حروف ولتميزها على غيرها من لغات من جزالة اللفظ وسعة التعبير تكون أقرب اللغات من اللغة الآدمية والتي كانت من خصائصها البلاغة وسعة التعبير لسعة العلم الذي تلقاه آدم عليه السلام من الله عز وجل وأنبأ الملائكة بها.

admin
06-18-2009, 03:36 PM
مكانة اللغة العربيةكل لغة لها مكانتها عند أهلها وناطقيها، وكل قوم يفخر بلغته حتى ولو كانت بدائية، فكل إنسان يبدع في لغته فتتدفق المشاعر وتتداعى الأفكار وتنساب الألفاظ، والذي يزيد ويرفع من مكانة اللغة أي لغة هو إتساع رقعة نفوذها وكثرة عدد متكلّميها وزيادة الإقبال على استعمال ألفاظها، وهذه الأمور تعود إلى سببين:1. القوة المادية.2. القوة المعنوية.أما القوة المادية فهي تتمثل في القوة العسكرية والاحتلال وبسط السيطرة والنفوذ على البلدان وجعل لغة البلد هي لغة المنتصر، بل وإجبار السكان الأصليين على التخاطب بلغة المحتل، كما حصل في الماضي مع الإمبراطورية الرومانية، وكذلك المستعمرات البريطانية في إفريقيا واسيا، وكما حدث في أمريكا مع الهنود السكان الأصليين للبلاد.وأما القوة المعنوية فهي تتمثل في قوة اللغة نفسها وبلاغتها ورقتها وجمال ألفاظها وتفوقها أدبيًا أو علميًا أو دينيًا، أو كلها مجتمعة... فمثلًا اللغة الفرنسية تفوقت على غيرها من لغات أهل الغرب في أدبها حتى كادت أن تصبح لغة الغرب الأدبية لغزارة مفكريها وأدبائها، واللغة الإنكليزية قد تفوقت على أقرانها علميًا فأصبحت لغة العالم العلمية، واللغة اللاتينية والتي أصبحت أشبة ما تكون اللغة الدينية للنصارى...وأما اللغة التي اجتمعت فيها كل هذه الأمور هي اللغة العربية فقد تفوقت على غيرها من اللغات في البلاغة والأدب وكانت حتى عهد ليس ببعيد لغة العالم العلمية وكانت وما زالت لغة الدين لكل المسلمين على اختلاف جنسياتهم وتباين لغاتهم الأصلية، فتجد المسلم العربي القح الضارب في البداوة يتكلم العربية ويستعملها في القيام بالفرائض والواجبات الإسلامية، وكذلك تجد المسلم الاندونيسي والإيراني والباكستاني والهندي والإفريقي، والدين كونه يمس شفاف القلوب ويسمو بصاحبه روحيًا جعل منه الدافع والوازع في تعلم اللغة العربية والإقبال عليها بل والإبداع فيها، وتاريخ الأمة الإسلامية يحفل بعلماء اللغة العربية من أصل غير عربي، وجعل من المسلمين على اختلاف لغاتهم يتألقون في دراسة اللغة العربية وبلاغتها والتفاني في صونها وحمايتها وحمل لوائها في كل الأمصار.يمكننا أن نقسم مكانة اللغة العربية إلى قسمين:1. مكانتها في العصر الجاهلي وما قبل الإسلام.2. مكانتها في العصر الإسلامي، وفي شقي العالم الشرق والغرب (الأندلس).مكانة اللغة العربية في العصر الجاهليلم تكن للغة العربية قبل الإسلام أي مكانة عالمية أو أثر ذي بال، إلا أنها كانت بين أهلها أسع وأكبر وسيلة اتصال وكانت لها مكانة في نفوسهم حتى أنهم أقاموا أسواقًا للشعر يتفاخرون ويتبارون فيها ويتبادلون فيها الخبرات وكل ما هو جديد من شعر أو نثر أو خطابة، وكان لهم حكام يفصلون بين المتنافسين، من أشهرهم النابغة الذبياني الذي كانت تضرب له قبة حمراء من أدَم فيحكم بين الشعراء. ومن الحكام أيضًا أكثم بن صيفي وحاجب بن زرارة والأقرع بن حابس وعامر بن الظَّرِب وعبد المطلب وأبو طالب وصفوان بن أمية وغيرهم. أشهر أسواق العرب في الجاهلية حتى ظهور الإسلام سوق عكاظ، وسوق ذي المجاز، وسوق مَجنَّة، والمربد.مكانة اللغة العربية في العصر الإسلاميبعد أن انتشر الإسلام وجاءت الفتوحات الإسلامية تترى ودخل غير العرب في الإسلام اتسع استعمال اللغة العربية بين أفراد الأمة الواحدة، وأصبحت هي اللغة الوحيدة والمفضلة للتخاطب، وبفعل العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية تربعت اللغة العربية على عرش اللغات وتوجّت عليها ملكًا، ثم أصبحت لها مكانتها في نفوس الأمة وتقلدت الصدر في العلم والأدب والسياسة وكل مرافق الحياة أكثر من عشرة قرون من الزمن دون منازع، وهذا ما لم يحصل للغة من قبل. اللغة العربية لها مميزات لا توجد في باقي اللغات فاستأثرها الله سبحانه وتعالى في تنزيل القرآن، فأنزل القرآن بلسان عربي مبين، يقول الله تعالى: "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay026195.htm)" (الشعراء26: 195)، ويقول رب العزة: "قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay039028.htm)" (الزمر39: 28)، ويقول سبحانه وتعالى: "وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّا (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay013037.htm)ً (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay013037.htm)" (الرعد13: 37).

admin
06-18-2009, 03:48 PM
مميزات اللغة العربية
1. المميزات النطقية (الصوتية)فحروف اللغة العربية لها مخارج محددة معينة وتتدرج من أقصى الحلق إلى ما بعد الشفتين، مما أدى إلى انسجام صوتي مع توازن و ثبات بالإضافة إلى الرابطة القوية بين ألفاظها، و لكل صوت من اللغة العربية صفة و مخرج و إيحاء و دلالة و معنى داخل وإشعاع وصدى وإيقاع ووقع موسيقي على ألآذن البشرية _هذا ما شهد به المستشرق ماسينون عام 1949 عندما تحدث عن تركيب اللغات المختلفة. والحروف في اللغة العربية لا تكرار فيها كما هو واضح وظاهر في باقي اللغات، ومع خبرتي في اللغة الرومانية يُلاحظ ان حرف العلة الالف يتكرر ثلاث مرات مما يجبر على التكلف في النطق وكذلك وجود حروف _هي بالواقع مؤلفة من حرفين أو أكثر مثل حرف (تسي) في اللغة الرومانية.وارتباط الحروف مع بعضها البعض مكونة الكلام ليس له نظير في اللغات الآخرى حيث أن هذا الارتباط والاجتماع يُبعد الوحشية والشذوذ والغرابة في اللفظ والنطق على السواء.فمثلاً لا تجتمع الزاي مع الظاء والسين والضاد والذال. ولا تجتمع الجيم مع القاف والظاء والطاء والغين والصاد، ولا الحاء مع الهاء، ولا الهاء قبل العين، ولا الخاء قبل الهاء ، ولا النون قبل الراء ، ولا اللام قبل الشين. وكذلك اجتماع الحروف له درب منطقي ومنحنى رفيع الذوق، فمثلاً اجتماع حرف السين والراء يدل على الخفاء والستر _كلمة سر_ ولو اُضيف حرف الفاء الدال على الإفصاح والتشهير _لفظة فسر_ يصبح اللفظ كاشفاً مبيناً.كما وأنه من الناحية التركيبية فإن كلام العرب وُضع على المبدأ الثلاثي _أي ثلاثة حروف_ وقليل منها أصله رباعي أو خماسي لكيلا يطول النطق و يعسر، فلم يكثروا من الألفاظ الثنائية خشية تتابع عدة كلمات في العبارة الواحدة فيضعف متن الكلام و يحدث فيه ما يشبه التقطع لتوالي الألفاظ المكونة من حرفين، كما هو حاصل في غير اللغة العربية.وقد شهد المستشرق رينان في كتابه (تاريخ اللغات السامية) للغة العربية قائلاً: "تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ورقة معانيها و حسن نظامها، ظهرت كاملة من غير تدرج". وهناك أمر آخر في اللغة العربية لم اقرأه في كتاب من كتب اللغة وهو إن اللغة العربية لها استعمالات رفيعة فريدة في الحروف المفردة، والتي لم أجد له مثيل في غيرها من اللغات، فمثلاً حرف الباء_ويستعمل للإستعانة فتقول _كتبت بالقلم_، وحرف اللام المستعملة للإختصاص والتاء للقسم.واللغة العربية لغة موسيقية ولها وقع مميز على الآذان ومن موسيقاها أن العرب أكثر ما أبدعوا في الشعر الموزون المقفى وكانت أسواق أدبية يتبارزون فيها وكان الشعر أسمى ما يتكلم به العربي الخلص، حتى قيل: "الشعر ديوان العرب"... أي أن الشعر مرجع وقياس للغة العربية.2. المميزات النحوية والصرفيةالنحو: من نحوت نحوًا أي قصدت قصدًا، وهو إنتحاء سمت كلام العرب، في تصرفه من إعراب وغيره، كالتثنية، والجمع، والتحقير، والتكسير والإضافة، والنسب، والتركيب، وغير ذلك، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة، فينطق بها وإن لم يكن منهم، وإن شد بعضهم عنها رد به إليها. وقيل هو: علم بأحوال الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء، وتأثير السياق فيها. بينما الصرف:علم تعرف به بنية الكلمة بعيدة عن السياق. واما الاعراب: هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ، فمثلاً عند قولما يحترمُ احمدٌ أباه، وشكر سعيداً أبوه، علمت برفع أحدهما ونصب الآخر الفاعل من المفعول، ولو كان الكلام شرجاً واحداً لاستبهم أحدهما من صاحبه. قال إبن جني في الخصائص: "وأصل هذا كله قولهم "العرب" وذلك لما يعزى إليها من الفصاحة، والإعراب، والبيان. ومنه قوله في الحديث "الثيب تعرب عن نفسها" والمعرب: صاحب الخيل العراب، وعليه قول الشاعر:يصهل في مثل جوف الطوى ==== صهيلاً يبين لـلـمـعـربأي إذا سمع صاحب الخيل العراب صوته علم أنه عربي. ومنه عندي عروبة والعروبة للجمعة، وذلك أن يوم الجمعة أظهر أمراً من بقية أيام الأسبوع، لما فيه من التأهب لها، والتوجه إليها، وقوة الإشعار بها، قال: بوائم رهطاً للعروبة صيماً ".اهـوبفضل الإعراب نستطيع التقديم والتأخير في الجملة وفق ما يناسب المعنى ويعطيه دلالات أعمق، مع المحافظة على مراتب الكلمات، فالفاعل يبقى فاعلا وإن أخرناه، والمفعول يبقى مفعولا وإن قدمناه ، لكنا نكون قد حظينا بمعان جديدة.وإن تأملنا فيما تقدم ظهر لنا أن الإعراب نفسه هو ضرب من ضروب الإيجاز في اللغة لأننا بالحركات نكتسب معاني جديدة دون أن نضطر لزيادة حجم الكلمة أو رفدها بمقاطع أخرى أو بأفعال مساعدة.ومن أهم المميزات أيضًا الإيجاز، وقولهم (البلاغة الإيجاز) مشهور جدا، فكأنهم قصروا البلاغة عليها، والإيجاز المقصود هو بالطبع ليس ما ينشأ عنه الخلل في الفهم، لكنه ما يستغني عن زوائد الكلام، ويحتفظ بالمعنى المراد.وخاصية الإيجاز واضحة في أمور كثيرة، في اللفظ وفي الكتابة، فمن مظاهر ذلك أن الحرف المتحرك تكتب حركته فوقه أو تحته، ولا تكتب منفصلة عنه، فلا تأخذ حيزا في الكتابة، وهذه الحركة لا تكتب إلا في المواضع التي قد يضطرب فيها الفهم، فترسم لمنع اللبس.كما سبق وذكرتُ أن اللغة العربية ليست توقيفية، فهي من وضع العرب، والعرب كغيرهم من الأمم وضعوا ألفاظًا واتفقوا واصطلحوا عليها فيما بينهم وأصبحت لغتهم التي يتسامرون ويتحادثون بها، فهي من اصطلاح العرب وليست توقيفًا من عند الله تعالى، ولكن لكونها لغة سامية (بمعنى راقية) في التعبير والإيجاز وذات ألفاظ دقيقة رقيقة اختارها الله تعالى على ما سواها من لغات وجعلها لغة كلامه (القرآن). الألفاظ وضعت ابتداءً للدلالة على معاني معينة، وقد وصلت إلينا هذه الألفاظ عن طريق الرواية الصحيحة وقد اشتهر بعض الرجال بالرواية منهم خلف الأحمر وحماد الراوية، فكل لفظ كي يكون عربيًا لا بد وان يروى عن العرب بالرواية الصحيحة، والمقصود بالرواية الصحيحة هو النقل المتواتر وخبر الآحاد.هذه الألفاظ _كما يسميها أهل العلم الحقيقة_تشمل ثلاثة حقائق:1. الحقيقة اللغوية:هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولا في اللغة.2. الحقيقة الشرعية: هي اللفظ الذي نُقل عن مسماه اللغوي إلى الشرع لاستعماله له.3. الحقيقة العرفية: هي اللفظ الذي نُقل عن مسماه اللغوي الى غيره للاستعمال العام في اللغة، مثل اصطلاح علماء اللغة والنحو على استعمال الفاعل والمفعول به وغيره.والذي يهمنا هنا هي الحقيقة الشرعية لأنها هي التي لها اكبر الأثر على المسلمين من عرب وعجم، فكل مسلم عليه أن يعرف الأحكام الشرعية واستنباطها من أدلتها الشرعية، وهي القرآن الكريم والسنة النبوية، فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، يقول الله تعالى: "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay026195.htm)" (الشعراء26: 195) (195)/الشعراء، وغيرها من الآيات.ومع توسع الفتوحات الإسلامية ودخول شعوب غير عربيه إلى الإسلام مثل الفرس والتتار والترك وامتداد الرقعة الإسلامية مروراً بدولة الفرس والأتراك ودول البلقان وجنوب الجزيرة وشمال إفريقيا بدأ يظهر أثر العربية على كل تلك اللغات، وتقلدت موقعها بينها أي الصدر، وقد أجاد المسلمون غير العرب في اللغة فتعلموها وأتقنوها ونطقوا بها خير منطق، فمن فطاحل اللغة العربية ابتداءً بسيبويه وابن نفطويه ومرورًا بأبي علي الفارسي وابن جني والزركشي وحتى سعيد الأفغاني_رغم أن مولده كان في دمشق_ فوالده جاء من كشمير، كل هؤلاء قد برعوا وبرزوا وتقلدوا أسمى المراتب لمعرفتهم اللغة العربية.

admin
06-18-2009, 03:54 PM
أثر اللغة العربية في باقي اللغاتأكثر اللغات التي تأثرت باللغة العربية هي الفارسية والتركية والاوردية والمالاوية والسواحلية، والكلمات العربية في الإسبانية والبرتغالية ثم في الألمانية والإيطالية والإنكليزية والفرنسية ليست قليلة أيضاً.والذي أريد أن الفت النظر إليه هوأن اللغة العبرية أيضًا تأثرت باللغة العربية وخاصة القواعد حيث أن اللغة العبرية لم تقعّد لها القواعد إلا في القرن الحادي عشر الميلادي وعلى يد عالم يهودي له باع في العربية وهو موسى بن ميمون وطبق قواعد العربية على اللغة العبرية وأصبحت بعد ذلك لغة مستقلة ولكن لا آداب لها حتى ظهور دولة إسرائيل وتبنيها أدباء على غرار العربية. ومن تأثير اللغة العربية على تلك اللغات أصبحت الحروف العربية هي المعتمدة في الكتابة وما زالت إلى أيامنا هذه بعضها تكتب بالحروف العربية، حتى اندونيسيا كانت تكتب بالحروف العربية. القرآن الكريم كونه متعبد بتلاوته، فقد وجب على كل المسلمين أن يقرؤوه بلغته التي أُنزل بها وأن يتخاطبوا بها خارج هذا، ومع امتدادا الرقعة الإسلامية في بقاع الأرض والدولة الإسلامية كانت الأُولى في العالم وأثرها مشاهد والمسلمون قادوا العالم وكانوا هم الأقوى فكانت لغتهم هي المتداولة حتى في تلك الأصقاع، والنهضة الفكرية والانجازات العلمية آنذاك على أيدي المسلمين جعلت منها اللغة الدارجة علميًا تمامًا كما هي اللغة الانكليزية الآن. قال (جورج سارتون) في كتابه (تاريخ العلم والإنسانية الجديدة) : "منذ منتصف القرن الثامن وحتى أواخر القرن الحادي عشر كانت الشعوب التي تتكلم العربية تتقدم موكب الإنسانية وبفضلهم لم تكن العربية لغة القرآن المقدسة وحسب بل أصبحت لغة العلم العالمية وحاملة لواء التقدم البشري. وكما أن اقصر طريق يسلكه شرقي الآن إلى المعرفة أن يلم بلغة من لغات الغرب الرئيسية ، كذلك كانت العربية خلال تلك القرون الأربعة مفتاحاً وأن شئت فقل "المفتاح الوحيد" إلى الثقافة التي ملكت ناصية الفكر". لا نغالي إذا قلنا أن لغات الأُمة الإسلامية على اختلاف أعراقها تحتوي في ثناياها على نسبة ما يقارب 50-80% من المفردات العربية. و لدينا منها لغات تمثل ثقافات واسعة الانتشار كالإسبانية التي ترد كلمة عربية من كل خمس كلمات فيها أي 20%، وتشمل تجمعات اللغات الفارسية والتركية والهندية والأفريقية والبلقانية. فنجدها مثلا في لغات وسط آسيا القازانية والتترية والقرمية والكاراسية والأذرية والداغستانية والجركسية والقرغيزية والجغتائية والتكية والأوزبكية والكشغيرية. أما في اللغات الهندية فنجدها في الهندستانية والأوردية والدكنية والكشميرية والسندهية والجادكية والملقية ولسان الجاوأو البيجون. وفي اللغات الفارسية نجدها بالفارسية الحديثة و الأفغانية أو البنبتوية(البشتون) والكردية بلهجاتها البادنانية والسورانية والفيلية وكذلك في البلوشية. أما في اللغات الأفريقية فنجدها في البربرية بلهجاتها الشلحية والقبائلية (الصغرى والكبرى) وكذلك النوبية والحوسية (الهاوسا) والسواحلية (خليط بين الباذبو الافريقية والعربية تشكل 70% منها)وكذلك في الملكاشية. و انتشرت العربية وأثرت في اللغات واللهجات الإندونيسية ، التي تشكل ثقلاً ثقافياً عالميا كبيراً، وأثرت العربية في لغات أهل البلقان بمجموعها السلافية واللاتينية واليونانية والألبانية.

admin
06-18-2009, 04:08 PM
عداء اللغة العربيةفي الوقت الذي نزل الروح الأمين ومعه القرآن كان العرب على عاداتهم وتقاليدهم، واللغة العربية هي لغة التخاطب والتحادث والتسامر، وفي زمن كانت اللغة العربية في أوجها والبلاغة قد سمت، والفصاحة قد علت، والشعر قد أخذ من ألباب العرب وقلوبهم أي مأخذ، والرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان عربي اللسان فصيح المنطق بليغ الكلام، وكان قد بدأ دعوته بين أهله وربعه من العرب ممتثلًا لأمر الله تعالى: "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay026214.htm)" (الشعراء26: 214)، وخاطبهم بلغتهم التي يعرفونها ويتقنونها خير إتقان، وبلسان عربي مبين لا عوج فيه، فقد كان عليه الصلاة والسلام من أفصح العرب، فقد جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:"أنا أفصح العرب بيد أني من قريش، ورضعت في بني سعد بن بكر"، ، وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال للرسول: "ما بالك أفصحنا، ولم تخرج من أظهرنا"، بمعنى أنك لم تخرج من بيننا، ومع ذلك فأنت الأفصح. ولم يفند أحدهم عربية لسان النبي عليه الصلاة والسلام ولم يشكك أحدهم بذلك رغم كثرة أعدائه وشدة وطأتهم عليه، كما ولم يدّع أحدهم أعجمية القرآن أو رطانة لسان النبي عليه الصلاة والسلام، بل كل ما لازموه من وصف لم يخرج عن الشعر والجنون، وحين ادعوا أن راهبًا نصرانيًا أعجميًا يعلمه القرآن من ضعف حجتهم وضيق حيلتهم، دحض الله سبحانه وتعالى قولهم الساذج هذا بحجة عقلية لا تقبل الرد حيث قال الله تعالى: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (http://al-msjd-alaqsa.com/quran/ay016103.htm)" (النحل16: 103)، قال الرازي في تفسير هذه الآية: "إن العرب تسمي كل من لا يعرف لغتهم ولا يتكلم بلسانهم أعجم وأعجمياً. قال الفراء وأحمد بن يحيـى: الأعجم الذي في لسانه عجمة وإن كان من العرب، والأعجمي والعجمي الذي أصله من العجم قال أبو علي الفارسي: الأعجم الذي لا يفصح سواء كان من العرب أو من العجم، ألا ترى أنهم قالوا: زيادة الأعجم لأنه كانت في لسانه عجمة مع أنه كان عربياً" اهـ، وقال أيضًا: "وأما تقرير ووجه الجواب فأعلم أنه إنما يظهر إذا قلنا: القرآن إنما كان معجزاً لما فيه من الفصاحة العائدة إلى اللفظ وكأنه قيل: هب أنه يتعلم المعاني من ذلك الأعجمي إلا أن القرآن إنما كان معجزاً لما في ألفاظه من الفصاحة فبتقدير أن تكونوا صادقين في أن محمداً صلى الله عليه وسلم يتعلم تلك المعاني من ذلك الرجل إلا أنه لا يقدح ذلك في المقصود إذ القرآن إنما كان معجزاً لفصاحته وما ذكرتموه لا يقدح في ذلك المقصود. واعلم أن الطعن في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمثال هذه الكلمات الركيكة يدل على أن الحجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة باهرة، فإن الخصوم كانوا عاجزين عن الطعن فيها، ولأجل غاية عجزهم عدلوا إلى هذه الكلمات الركيكة.اهـ في مثل هذه الظروف نزل القرآن الكريم وبلّغ الرسول الأمين محمد علية الصلاة والسلام ما تنزّل عليه بلغة أشد ما يفهمونها، فلم يقدر أحدهم على الطعن بلغة القرآن ولم يستطع أحدهم أن يعادي لغة الدين الجديد، بل وحتى أشد الناس عداوة وبغضًا وأحملهم على سيدنا محمد، كان كلام الله يمس شفاف قلوبهم ويحرك فيهم سليقتهم اللغوية فيبهرهم ويأسر أسماعهم، فقد جاء في كتب السيرة أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من الليل في بيته فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا. فجمعهم الطريق فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ، ثم انصرفوا، حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا. فلما أصبح الاخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد فقال يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها ، وأعرف ما يراد بها ، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها ، قال الاخنس وأنا والذي حلفت به. قال ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد ؟ فقال ماذا سمعت، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه والله لا نؤمن به أبدا، ولا نصدقه. قال فقام عنه الأخنس وتركه"اهـ، وها هو الوليد بن المغيرة يشير ببداهة العربي وسليقته على عظمة القرآن وعلو كعبه اللغوي: "إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه يعلو وما يعلى عليه".اهـ، فهذه شهادات على بلاغة القرآن وسمو لغته وحسن أسلوبه، مما سبق يتبين لنا أن اللغة العربية لم يقدح فيها أحد ولم تعان من بغض أو كره أو اضطهاد وذلك للأسباب التالية:
1. اللغة العربية كانت لغتهم كما كانت لغة القرآن ولغة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فالطعن فيها طعن في أعز ما كانوا يملكون، وكرهم لها واضطهادهم لها هو كره لأنفسهم واضطهاد ذاتهم.
2. معرفتهم بلغتهم جعلتهم يميزون الحسن من القبيح من الكلام، فلو وجدوا ما يطعنون فيه من لغة القرآن لما تخلف أحدهم عن ذلك وفيهم الشعراء والخطباء، وهم واضعو الألفاظ لتلك المعاني، فأنى لهم الطعن والنكير. 3. جاء القرآن بأسلوب رفيع في عرض الأحكام والأحداث، واستعمل ألفاظًا هم أعلم بها فلو كانت على غير طريقتهم في البلاغة لاستنكروها وما عنّوا، ثم إن بلاغة القرآن فاقت بلاغة الرسول عليه الصلاة والسلام واختلفا الأسلوبان، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يحدّث بما أتاه الله من بلاغة كما كان يبلّغ ما يوحى إليه من القرآن، وكان طعنهم كما جاء سابقًا في تعليم الراهب النصراني وقد فنّدها القرآن. وكان هذا الحال في عهد الصحابة رضوان الله عليهم، فقد بقيت اللغة العربية الملك المتوج على اللغات والمنهل الذي منه يعب الدارسون والعلماء، ولم تعرف العربية كرهًا أو ذمًا.

admin
06-18-2009, 04:24 PM
مسألة اللحن في العربيةواللغة العربية لم تعرف الانحراف أو اللحن إلا في العصر العباسي، حيث أنه في العصر الأموي كانت العرب على عصبيتها، ورقعة الأرض ما زالت صغيرة رغم وجود طبقة الموالي، ولكن العرب كانوا يبتعدون عنهم ولا يخالطونهم خوفًا على ألسنتهم من اللحن والعجمة، وكانوا يسمونهم بالحمراء أي الأعاجم ولم يكنوهم لأن الكنية في نظرهم تشريف، وهؤلاء الموالي خوفًا من الوقوع في اللحن فقد أقبلوا على تعلم النحو والصرف وأولعوا فيهما وأبدعوا، وتخرج منهم علماء وفقهاء. وأما مسألة اللحن، فاللحن المقصود به الزيغ عن الإعراب، أي رفع المنصوب ونصب المرفوع وخفض ما لا يخفض، وهذه لم تكن في الجاهلية لأن العرب كما سبق وذكرت كانت في حدود ضيقة ولم يكن لهم أي أثر عالمي...فاقتصرت اللغة عليهم دون غيرهم من الناس وكانوا على سليقتهم في الكلام والتعبير.وأما وبعد أن جاء الإسلام وخرج العرب من أرضهم ودخول غير العرب في الإسلام ومخالطة بعضهم بعضًا، فقد بدأت مرحلة اللحن في البزوغ، وقد ظهرت بين العرب كما كانت أصلًا في العجم، واللحن كان زمن الرسول عليه الصلاة والسلام فقد ورد أن لحن رجل في حضرته عليه الصلاة والسلام فقال:" أرشدوا أخاكم فقد ضل"، فاعتبر اللحن ضلالًا لأن في اللحن صرف اللفظ عن معناه، وبهذا يصرف الحكم الشرعي عن مبتغاه، كما حصل مع أبي الأسود الدؤلي وابنته، فيروى بأن حديثاً دار بينه وبين ابنته هو ما جعله يهم بتأسيس علم النحو وذلك عندما خاطبته ابنته بقولها ما أجملُ السماء (بضم اللام لا بفتحها) فأجابها بقوله (نجومها) فردت عليه بأنها لم تقصد السؤال بل عنت التعجب من جمال السماء، فأدرك حينها مدى انتشار اللحن في الكلام وحينئذ وضع النحو.وقال لقد لحنت العرب. وكذلك عندما سمع أحدهم يقرأ:" إن الله بريء من المشركين ورسوله) كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي أنها معطوفة على (المشركين) هذا يغير المعنى، لأن (رسولُه) مرفوعة إي أنها معطوفة على الله، فقال: ما ظننت أن أمر الناس آل إلى هذا.الصحابة رضي الله عنهم قد عرفوا حق المعرفة أهمية اللغة العربية والحفاظ عليها وصونها من اللحن والعجمية، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:" تعلموا العربية؛ فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم"، وهذا أبو موسى الأشعري يقول: "أما بعد فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي"، وقال الشافعي: "اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب، فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم: ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها؛ لأنه اللسان الأولى بأن يكون مرغوبا فيه من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بأعجمية"، وقال الشيخ إبن تيمية:" إن الله لما أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مبلغا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به: لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتياد التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله، وأقرب إلى إقامة شعائر الدين، وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم"، فهؤلاء كانوا على علم بقدر العربية وضبط اللسان العربي في فهم الإسلام وأحكامه ولم يتوانوا في تعلمها وتعليمها خوفًا من اللحن وورعًا من أن يقعوا في الضلال مصداقًًًا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام:" أرشدوا أخاكم فقد ضل". والمسلمون على مر الزمان وتوالي الأيام جاهدوا بكل ما أوتوا من عزم وعلم في الحفاظ على اللغة العربية نقية خالية من الشوائب واللحن، فهي عنوان تقدمها ورمز عزتهم، وقد كان الكاتب الأديب الشاعر مصطفى صادق الرافعي الذي يعود نسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد من حمل على أعداء اللغة العربية من بني جلدتنا، وكان فيه حرص على اللغة كما يقول: " من جهة الحرص على الدين إذ لا يزال منهما شيء قائم كالأساس والبناء لا منفعة بأحدهما إلا بقيامهما معاً "، وقال: "وما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار ومن هنا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضا على الأمة المستعمرة ويركبهم بها، ويشعرهم عظمته فيها، ويستلحقهم من ناحيته، فعليهم أحكاما ثلاثة في عمل واحد، أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجنا مؤبدا، وأما الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محوا ونسيانا، وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها فأمرهم لأمره تبع. إن الأمة الحريصة على لغتها، الناهضة بها المعتزة بها المكبرة لشأنها هي الأمة التي لديها نزعة المقاومة والغلبة والاعتزاز بتراثها وفكرها "، وقد أدرك أن معاول الهدم من الداخل أخطر وأشد أثرًا، فأنشد قصيدة قال فيها:

أمٌّ يكيدُ لها من نَسْلِها العَقِبُ ولا نقيصةَ إلاَّ ما جنَى النَّسَبُكانتْ لهم سببًا في كلِّ مكرمةٍ وهمْ لنكبتها من دهرِها سببُلا عيبَ في العَربِ العَرْباء إنْ نَطَقوا بين الأعاجمِ إلاَّ أَنَّهُم عَرَبُوالطيرُ تصدحُ شتَّى كالأنامِ وما عند الغراب يُزَكَّى البُلبلُ الطَّرِبُأتى عليها طَوال الدهرِ ناصعةً كطلعةِ الشمس لم تَعْلَقْ بها الرِّيَبُثم استفاضتْ دَياجٍ في جَوانِبِها كالبدرِ قد طَمَسَتْ مِن نورِهِ السحبُثم استضاءَتْ، فقالوا: الفجرُ يَعْقِبُهُ صبحٌ، فكانَ ولكنْ فجرُها كَذِبُثم اختفتْ وعلينا الشمسً شاهدةٌ كأنَّها جمرةٌ في الجوِّ تلتهبُسَلُوا الكواكبَ كم جيلٍ تَدَاولَها ولم تَزَلْ نَيِّراتٍ هذه الشهبُوسائلوا الناسَ كم في الأرضِ من لغةٍ قديمةٍ جدَّدت من زهوها الحِقَبُ؟ونحنُ في عَجَبٍٍ يلهُو الزمانُ بنالم نَعْتَبِرْ ولَبِئْسَ الشيمةُ العَجَبُ!إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها فكيف تبقى إذا طلاَّبُها العَجَبُ!إنَّ الأمورَ لمن قدْ باتَ يَطْلبُها فكيف تبقى إذا طلاَّبُها ذَهبوا؟كانَ الزمانُ لنا واللِّسْنُ جامعةٌ فقد غدونا لهُ والأمرُ ينقلِبُوكانَ مَن قَبْلَنا يرجوننا خَلَفًا فاليومَ لو نَظَرُوا من بعدهمْ نَدَبُوا
أَنتركُ الغربَ يُلْهِينَا بزُخْرُفِهِ ومَشْرِقُ الشمسِ يَبْكِينا ويَنْتَحِبُ؟وعندنا نهَرٌ عذْبٌ لشاربهِ فكيفَ نتركهُ في البحرِ ينسربُ؟وأَيُّما لغةٍ تُنْسِي أمرأً لغةً فإنها نكبة من فيهِ تنسكبُلكَم بكَى القولُ في ظلِّ القصورِعلى أيامَ كانتْ خيامُ البيدِ، والطُّنُبُوالشمسُ تلفحُهُ والريحُ تنفخُهوالظلُّ يعوزهُ والماءُ والعشُبُأرى نفوسَ الورى شتى، وقيمتُها عندي، تأثُّرها لا العزُّ والرُّتبُألم ترَ الحَطَب استعلى فصارَ لظًى لمَّا تأثَّر مِن مَسِّ اللظى الحَطَبُ؟فهل نُضَيِّعُ ما أبقى الزمانُ لنا ونَنْفضُ الكفَّ لا مجدٌ ولا حَسَبُ؟إنَّا إذًا سُبَّةٌ في الشرقِ فاضحةٌوالشرقُ منا، وإنْ كنا به، خَرِبُهيهاتَ ينفعُنا هذا الصياحُ، فمايُجدي الجبانَ، إذا روَّعْتَه، الصَّخَبُ؟ومنْ يكنْ عاجزًا عن دفعِ نائبةٍ فقصرُ ذلك أن تلقاهُ، يَحْتَسِبُإذا اللغاتُ ازدهت يومًا فقد ضَمِنَتْللعُرْب أيَّ فخارٍ بينها الكتبُوفي المعادنِ ما تمضي برونقِهِ يدُ الصدا، غيرَ أنْ لا يَصْدأ الذهبُ

admin
06-18-2009, 04:43 PM
العصر العباسيولما صار الأمر إلى العباسيين، والأعاجم قد تسلمت مناصبًا وأصبح لهم مكانةً ومقامًا فتفشى اللحن وشاع فساد اللسان، إلا أن هذا الأمر لم يصل إلى حد الكراهية والبغض للعربية، فهم وعلى لحنهم وفساد ألسنتهم كانوا يحبون العربية ويجتهدون في تعلمها لأنها لغة قرآنهم وسبيل معرفتهم لدينهم وسبب محبتهم لرسولهم عليه الصلاة والسلام، وقد صدق الثعالبي عندما قال في كتابه "فقه اللغة وأسرار العربية":"من أحب الله تعالى أحب رسوله ومن أحب رسوله العربي أحب العرب ومن أحب العرب أحب العربية ومن أحب العربية عني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها". وفي هذا العصر أشتد ساعد الحركات الشعوبية، والتي هي في الأساس قامت على كره العرب وامتداد سلطانهم وتمييز اللغة العربية وتفوقها على اللغات المحلية للشعوب والأقوام التي دخلت الإسلام إما حربًا أو سلمًا. وأصل كلمة الشعوبية مشتقة من كلمة شعب، وجمعها شعوب وهو الجيل من الناس وهو أوسع من كلمة القبيلة. وجاء في القاموس المحيط:"والشعوبي بالضم محتقر أمر العرب وهم الشعوب"، قال عنها القرطبي هي حركة "تبغض العرب وتفضل العجم" وقال الزمخشري في أساس البلاغة: "وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم". هذه الحركات الشعوبية وإن قامت فقد قامت بين فئتين من الناس:1.فئة أظهرت الإسلام وأبطنت الكفر، وهذا حدث أيضًا في عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وسموا بالمنافقين، والسبب في ظهورها هو الحقد على الإسلام كدين جديد ونمط عيش متميز، وكون الإسلام قد قوّض دولهم، وهدم عقيدتهم، فالكراهية والعداء كان منبعه العرق والجنس والعقيدة وليس اللغة، وهؤلاء كان شأنهم أحقر من أن يؤثروا في اللغة العربية أو أن يدعوا لهدمها أو حتى إظهار العداء لها، وهم علاوة على هذا قلة حقيرة لا شأن لها في الحياة الأدبية أو العملية.وقد أعياني البحث عن حدث مسند يظهر فيه عداء هؤلاء للغة العربية أو التخفيف من شأنها، وللأمانة وجدت بعض الأمور التي قد توحي بذلك، ولكن بعد النظر يتضح أن العداء كان من أصله للدين والعقيدة وقد يلفه شئ من العزة و حب العرق، ومن هذه الحوادث ما ذكر أن السلطان محمود الغزنوي احد أمراء الحركة الشعوبية عندما حاول إن يؤجج مشاعر العداء الفارسي ضد الإسلام والعرب كلف الشاعر الشعوبي أبو القاسم الفردوسي(411-329هـ) بكتابة قصائد شعرية يمجد فيها تاريخ فارس وحضارتها ويشتم فيها العرب وحضارتهم الإسلامية ويحط من شأنهم وقد تعهد له بأن يعطيه وزن ما يكتبه ذهبا انه هو فعل ذلك. ومن شعره في ملحمته"الشاهنامة":زشير شتر خور دن وسو سمارعرب را بجايي ر سيده است كاركه تاج كيانرا كند آرزوتفو باد بر جرخ كردون تفووتعني ترجمتها: من شرب لبن الإبل وأكل الضب بلغ الأمر بالعرب مبلغا أن يطمحــــوا فـي تــاج الملك فتبا لك أيها الزمان وسحقا. وكذلك الشاعر يعقوب ليث الصفارين وهو احد أمراء الشعوبية ومن المتمردين على الدولة العباسية أنشد أبياتاً مشابهة أرسلها للخليفة المعتمد العباسي يقول فيها: أنا ابنُ الاكارمِ من نَسلِ جَموحائزٌ اِرثِ مُلوكِ العَجمَِومُحي الَـذي باد من عِزَهَـموكَفى عَليَه طُوالُ القِدَمفَقل لِـبنَي هـاشِم أجمعينهَلُموا إلى الخَلع قبل الندَمِفَعُودوا إلى أرضِكُم بالحِجاِزلأكلِ الضٌبِ ورعي الغِنَمِ فالملاحظ من خلال هذه الأبيات أن الحقد والكراهية كان إما للعرب كعرق أو للإسلام كدين، فالذي قال الشعر هذا بالعربية يدل على معرفة باللغة العربية والبحور والعروض وغيرها من علوم اللغة...وقد ذكر الباحث الإيراني ناصر بوربيرار أن الذي دفع الفردوسي لكتابة ملحمته هذه المصلحة الشخصية وحفنة من الدنانير والدراهم.وهناك ايضًا مسألة معارضة القرآن من قبل ابن المقفع حتى قيل أن كتابه"الدرة اليتيمة" جاء معارضًا للقرآن، الأمر الذي لم يبن من خلال كتابه، ويبدو أن المسألة طعنًا في أديب عُرف بالعلم وسعة الأدب، وغيره من الأدباء والشعراء وإن حاولوا، فكلها لا تعد عداءًا أو كرهًا للغة العربية بقدر ما فيها من إعتزار وفخر وقوة بلاغة القرآن الكريم الذي كان وما يزال محط أنظار العلماء والأدباء والشعراء على اختلاف مشاربهم اللغوية والعرقية والعقائدية، فهي شهادة أن القرآن مثال البلاغة والفصاحة وقوة الأسلوب وحسن النظم.وأما قصة أبي العلاء المعري وإلحاده وشعره الذي يعارض فيه القرآن قد فندها وبيّن زيفها ووقف على صدق نيته وسلامة عقيدته الصاحب كمال الدين ابن العديم المتوفي سنة 660 هـ وأحد أعلام عصره، فقد ألّف كتابا أسماه العدل والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري وفيه يقول عن حساد أبي العلاء " فمنهم من وضع على لسانه أقوال الملحدة، ومنهم من حمل كلامه على غير المعنى الذي قصده، فجعلوا محاسنه عيوبا وحسناته ذنوبا وعقله حمقا وزهده فسقا، ورشقوه بأليم السهام وأخرجوه عن الدين والإسلام، وحرفوا كلامه عن مواضعه وأوقعوه في غير مواقعه. و كان يحرم ايلام الحيوان ولذلك لم يأكل اللحم خمساً و أربعين سنة."اهـ، وأما ما وقع من مسيلمة الكذاب ومضاهاة القرآن فهي لا تعدو سخافات عديمة المعنى وإن تنمقت لفظًا جزلًا، وهو عربي حاول أن يقلد القرآن بلغته الممجوجة فما بلغ، ورغم عربية لسانه وفصاحة حرفه فما استطاع أن يوفي غرضه في المضاهاة، فتعس في الدنيا والآخرة.2.فئة أسلمت وأخلصت لله ولرسوله وللمؤمنين وأصبحت جزءًا من الأمة الإسلامية، وتعلموا العربية ومنهم من أبدع، بل ومنهم من دافع عن العربية ولسانها أمثال الجاحظ ووقف بالمرصاد لكل متعنت بائس، وقسم من هذه الفئة بقيت في نفوسهم آثار العصبية والأنفة لقومهم وبني جلدتهم، إلا أن أمرهم كان يسيرًا ولم يصل الى حد العداء والكراهية للغة العربية، وبغض النظر عن طبيعة نشأة هذه الحركات الشعوبية فلم تستطع أي فئة أن تجهر بعدائها للغة العربية وللأسباب التالية:1. قوة سلطان الدولة الإسلامية، فقوة اللغة من قوة دولتها، والدولة الإسلامية عُرفت بقوتها وصلادتها واتساع نفوذ سلطانها.2.اهتمام المسلمين باللغة العربية كوسيلة أساسية في فهم القرآن الكريم، وإدراكهم أنه لا يمكن أداء الإسلام أداء كاملاً إلاّ بها، فاللغة العربية بالنسبة للإسلام هي بمثابة الروح للجسد. 3.بروز اللغة العربية لغة للعلم فإنه لم ينصرم القرن الثالث للهجرة إلا واللغة العربية أصبحت لغة كل العلوم الشرعية منها والطبيعية من طب وصيدلة وفلك وكيمياء وغيرها، وكل من يريد أن يغرف من مناهل العلوم ومصادرها عليه أن يعرف العربية، فكان محالًا لطالب العلم أن يحصّل شيئًا من العلوم إلا من الكتب والمراجع العربية ومعرفته اللغة العربية والخط العربي...فتميزت اللغة العربية أي تميّز وتفوقت أي تفوق. هذا ما كان من أمر اللغة العربية في المشرق، وأما في المغرب(الأندلس) فقد احتلت اللغة العربية مكانة عالية وتبوأت سورة ترى كل لغة غيرها تتذبدب...

admin
06-18-2009, 04:47 PM
نبذة عن فتح الأندلسافتتح المسلمون جزيرة الأندلس في شهر رمضان سنة 92 من الهجرة وكان فتحها على يدي طارق بن زياد وكان والياً على طنجة مدينة من المدن المتصلة ببر القيروان في أقصى المغرب بينها وبين الأندلس الخليج المذكور المعروف بالزقاق وبالمجاز رتبه فيها موسى بن نصير أمير القيروان وقيل أن مروان بن موسى بن نصير خلف طارقاً هناك على العساكر وانصرف إلى أبيه لأمر عرض له فركب طارق البحر إلى الأندلس من جهة مجاز الجزيرة الخضراء منتهزاً لفرصة أمكنته وذلك أن الذي كان يملك ساحل الجزيرة الخضراء وأعمالها من الروم خطب إلى الملك الأعظم ابنته فأغضب ذلك الملك ونال منه وتوعده فلما بلغه ذلك جمع جموعاً عظيمة وخرج يقصد بلد الملك فبلغ طارقاً خلو تلك الجهة فهذه الفرصة التي انتهزها. وقد كان من الذين دخلوا الأندلس وقتئذِ رهط من التابعين أذكر منهم:
1.محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري يروي عن أبي هريرة.
2.حنش بن عبد الله الصنعاني يروي عن علي بن أبي طالب وفضالة بن عبيد.
3.عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي يروي عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
4. يزيد بن قاسط وقيل ابن قسيط السكسكي المصري يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
5.موسى بن نصير الذي ينسب الفتح إليه يروي عن تميم الداري.
كما وضّح عبد الواحد بن علي المراكشي في كتابه:"المعجب في تلخيص أخبار المغرب". وأما عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأندلس الملقب بالداخل فقد دخلها في عام 138 للهجرة، وحارب يوسف بن عبد الرحمن بن أبي عبدة بن عقبة بن نافع الفهري الوالي على الأندلس فهزمه واستولى عبد الرحمن على قرطبة دار الملك وكان دخوله إياها يوم الأضحى من السنة المذكورة فاتصلت ولايته إلى أن مات سنة 172. وقد اهتم الأمراء والحكام في الأندلس بالعلم والأدب وكان للشعراء والبلغاء حظوة عندهم، وهذا ليس غريب على قوم سليقتهم العربية، فالعربي الذي جاء الأندلس فاتحًا، جاءها بلغته التي يعتز بها، ولغة دينه الذي يموت من أجله، وبناءًا على هذا فإن الأدب المغربي كان إمتدادًا للأدب المشرقي، والحضارة التي قامت في المغرب كان أساسها اللغة العربية والدين الإسلامي، والأندلس كانت تمثل اللقاء بين الشرق والغرب، الشرق بحضارته ونهضته الفكرية والعلمية، والغرب بتخلفه وخشونة طبعه، ففي الأندلس لم تواجه الحضارة الإسلامية حضارة أخرى تصمد أمامها، فاستحوذت على عقول وألباب السكان الأصليين للبلاد، فانكبوا على دراسة اللغة العربية والإسلام. وقد نبغ علماء كثر في الأندلس من أدباء وشعراء وفقهاء وعلماء في الطب والفلك والهندسة. ومصنفاتهم كُتبت بلغة العلم آنذاك ولغة الدين، اللغة العربية.

admin
06-18-2009, 05:03 PM
أبرز أعلام الأدب في الأندلسمع أن الأدب المغربي جاء امتدادًا للأدب المشرقي إلا أنه برز أدباء وشعراء وعلماء تركوا أثراً بارزاً في الحياة الثقافية الأندلسية والعربية وبقيت أسماؤهم أعلاماً متميزة كابن زيدون وابن حزم وابن خفاجة والمعتمد بن عباد ولسان الدين الخطيب، وغيرهم كثير.ابن زيدونهو أبو الوليد أحمد بن زيدون المخزومي الأندلسي، ولد في قرطبة سنة 394هـ ونشأ في بيئة علم وأدب، توفي أبوه، وهو في الحادية عشرة من عمره، فكفله جده وساعده على تحصيل علوم عصره فدرس الفقه والتفسير والحديث والمنطق، كما تعمق باللغة والأدب وتاريخ العرب، فنبغ في الشعر والنثر. وشهد ابن زيدون تداعي الخلافة الأموية في الأندلس، فساعد أحد أشراف قرطبة وهو ابن الحزم جهور للوصول إلى الحكم، أصبح ابن زيدون وزير الحاكم الجديد ولقب بذي الوزارتين. ثم أقام ابن زيدون علاقة وثيقة بشاعرة العصر وسيدة الظرف والأناقة ولادة بنت المستكفي أحد ملوك بني أمية، وكانت قد جعلت منزلها منتدى لرجال السياسة والأدب، وإلى مجلسها كان يتردد ابن زيدون، فقوي بينهما الحب، وملأت أخبارهما وأشعارهما كتب الأدب، وتعددت مراسلاتهما الشعرية. ولم يكن بد في هذا الحب السعيد من الغيرة والحسد والمزاحمة، فبرز بين الحساد الوزير ابن عبدوس الملقب بالفار، وكان يقصر عن ابن زيدون أدباً وظرفاً وأناقة، ويفوقه دهاء ومقدرة على الدس فكانت لابن عبدوس محاولات للإيقاع بين الحبيبين لم يكتب لها النجاح. ونجحت السعاية للإيقاع بين ابن زيدون وأميره فنكب الشاعر وطرح في السجن. ولم تنفع قصائد الاستعطاف التي وجهها من السجن إلى سيده فعمد ابن زيدون إلى الحيلة وفر من السجن واختفى في بعض ضواحي قرطبة. وعبثاً حاول استرضاء ولادة التي مالت أثناء غيابه إلى غريمه ابن عبدوس. ولما تسلم أبو الوليد أمر قرطبة بعد وفاة والده أبي الحزم أعاد ابن زيدون إلى مركزه السابق لكن شاعرنا أحس فيما بعد بتغير الأمير الجديد عليه بتأثير من الحساد، فترك البلاط وغادر المدينة. ووصل ابن زيدون مدينة اشبيلية حيث بنو عباد، فلقي استقبالاً حاراً وجعله المعتضد بن عباد وزيره، وهكذا كان شأنه مع ابنه المعتمد. وكان حب ولادة لا يزال يلاحقه، على الرغم من تقدمهما في السجن، فكتب إليها محاولاً استرضاءها فلم يلق صدى لمحاولاته وقد يعود صمتها إلى نقمتها على ابن زيدون بسبب ميله إلى جارية لها سوداء أو أن ابن عبدوس حال دون عودتها إلى غريمه، والمعروف أن ولادة عمرت أيام المعتمد ولم تتزوج قط. وبترغيب من ابن زيدون احتل المعتمد بن عباد مدينة قرطبة وضمها إلى ملكه وجعلها مقره فعاد الشاعر إلى مدينته وزيراً قوياً فهابه الخصوم وسر به المحبون، إلا أنه لم يهنأ بسعادته الجديدة. إذ ثارت فتنة في إشبيلية فأرسل ابن زيدون إليها لتهدئة الحال. بتزيين من الخصوم قصد أبعاده، فوصل ابن زيدون مدينة إِشبيلية. وكان قد أسن، فمرض فيها ومات سنة 463 هـ / 1069 م. لابن زيدون ديوان شعر حافل بالقصائد المتنوعة، طبع غير مرة في القاهرة وبيروت وأهم ما يضمه قصائدة الغزلية المستوحاة من حبه لولادة، وهو غزل يمتاز بصدق العاطفة وعفوية التعبير وجمال التصوير، ومن بين تلك القصائد (النونية) المشهورة التي نسج اللاحقون على منوالها ومطلعها:أضحى التنائي بديلاً من تنادينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَناحَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَامَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِلا يبلى ويُبْلينَاغِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْابِأنْ نَغَصَّ، الدّهرًُآمينَافَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا وَانْبَتّ مَوْصُولاً بأيْدِينَاوَقَدْ نَكُونُ وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنافاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَايا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكمهَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَاابن حزم الأندلسي384 - 456 هـ / 994 - 1046 م علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد. عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام، كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه(الظاهري)، يقال لهم (الحزمية). ولد بقرطبة، وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف إلى العلم والتأليف، فكان من صدور الباحثين فقيهاً حافظاً يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، بعيداً عن المصانعة. وانتقد كثيراً من العلماء والفقهاء، فتمالؤوا على بغضه، وأجمعوا على تضليله وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو منه، فأقصته الملوك وطاردته، فرحل الى بادية لَبْلة (من بلاد الأندلس) فتوفي فيها، رووا عن ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تاليفه نحو 400 مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة. وكان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان. له: (الفصل في الملل والأهواء والنحل)، المحلى في 11 جزءاً فقه، و(جمهرة الأنساب)، و(الناسخ والمنسوخ)، و(الإحكام لأصول الأحكام) ثماني مجلدات، و(إبطال القياس والرأي)، و(المفاضلة بين الصحابة) رسالة مما اشتمل عليها كتاب (ابن حزم الأندلسي) لسعيد الأفغاني، و(مداواة النفوس) رسالة في الأخلاق، و(طوق الحمامة).ابن خفاجةولد إبراهيم في جزيرة (شُقر) البلنسية عام 454هـ. وعاش في أيام ملوك الطوائف يمكن على اللهو وكتب شعراً ونثراً في المدح والرثاء والشكوى والوصف وأولع بجمال الطبيعة الأندلسية وقد شخّص هذه الطبيعة فأحالها إلى نفوس ذات إحساس تنطق وتشكو. من ذلك قولي في وصف الجبل: وأرعن طماح الذوابة باذخيطاول أعنان السماء بغاربوقورٌ على ظهر الفلاة كأنّه طوالالليالي مفكر في العواقبأسخط إليه وهو أخرس صامتٌفحدثني ليل السرى العجائب وقد قلّد ابن خفاجة في نثره ابن العميد وبديع الزمان الهمذاني والتزم السجع والمحسنات اللفظية.المعتمد بن عبادأشهر ملوك الطوائف، والده المعتضد بالله ولد عام (431هـ) وتولى ملك اشبيلية عام (461هـ) استوزر ابن عماد الشاعر وأكرم الأدباء والعلماء وبلغ مكله إلى مرسية. استنجد بيوسف بن تاشفين بعد أن هدده ألفونس السادس فدخل ابن تاشفين الأندلس وطرد القشتاليين وضم الأندلس إلى ملكه، وسجن المعتمد في سجن (أغمات) قرب مراكش.توفي المعتمد في السجن عام (488هـ). اتخذ الشعر أداة للتعبير عن مشاعره، فوصف الطبيعة والخمر والملاهي، وكتب في الغزل، وأحبّ المعتمد (اعتماد الرميكية) وتزوجها وعاش أيامه الأخيرة شجيناً في أغمات كما عاش أبو فراس سجيناً في (خرشنة). من شعره قوله:غريبٌ بأرض المغربين أسيرسيبكي عليه منبر وسريرمضى زمنٌ والملك مستأنس بهوأصبح منه اليوم وهو نفوزلسان الدين الخطيبولد محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني في غرناطة (713هـ) وأكبّ على العلم وصاحب العلماء والأدباء فدرس اللغة والأدب والفلسفة والطب وعمل وزيراً لأبي الحجاج يوسف ملك غرناطة ثم لابنه. اتهمه حسّاده بالزندقة، وقتل في سجن فاس ومن مؤلفاته (الاحاطة في تاريخ غرناطة) وفي (الحلل المرموقة) وكتاب الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام، (اللمحة البدرية في الدولة النصرية) وكتاب (ريحانة الكتاب وبخعة المنتاب). وقد كتب في التصوف والموسيقا والطب وشغف بأسلوب المجاز والبديع ومال الزخرف في كلامه له ديوان شعر يحتوي موشحات منها:جادك الغيث إذا الغيث همايا زمان الوصل في الأندلس لم يكن وصلك إلا حلماً في الكرى أو خلسة المختلس

admin
06-20-2009, 06:31 PM
عصر بني أيوب والمماليك وحتى العصر العثمانيلقد وصلت هذه العصور مع بعضها لتعسر الفصل بينها، وتشابه الظروف في تلك الفترات الزمنية من محن توالت على الأمة الإسلامية، فكان الهجوم المغولي، وتصاعد الحملات الصليبية، واشتداد النزاعات الداخلية، وكذلك لتولّي دفة الحكم مسلمون غير عرب. ولأن الغرب الحاقد قد وصف هذه الفترات بعصور الانحطاط ظلمًا وكفرًا، وعدوانًا وجورًا. ومع هذا فقد بقيت اللغة العربية هي لغة الدويلات الإسلامية رغم ما عانت هذه الدويلات من ضعف وما نابها من وهن، ولم يثبت تاريخيًا أن المسلمين من أصل غير عربي والذين توالوا على الحكم فضلوا لغة غير العربية أو أن اتخذوها لغة رسمية، وقد برز أعلام في الأدب والشعر واللغة العربية في تلك العصور، وكل المصنفات كانت باللغة العربية، وطلت العربية لغة العلم والأدب والدين، وقد شجع الملوك والأمراء الحركة الأدبية وأقاموا المدارس والمساجد وقربوا إليهم العلماء والأدباء والشعراء وأجزلوا لهم العطايا. فقد عرف الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بولعه بإنشاء المدارس المنظمة، وعمارة المساجد، حتى إنه استقدم من سنجار أحد المهندسين المهرة ليبني له المدارس الفائقة في حلب وحماة وحمص وبعلبك ويشرف على صيانتها. كما عرف بحبه للحديث الشريف، فأنشأ له مدارس خاصة، وأوقف عليها أوقافاً كبيرة، وولى مشيختها أكابر المحدثين في زمانه، كالحافظ أبي القاسم علي بن عساكر. وها هو القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي يضاهي سلفه نور الدين في الإنفاق على التعليم وإنشاء المدارس الكثيرة في مصر والشام، وقد حملت جميعاً اسم «المدرسة الصلاحية»، واشتهر صلاح الدين بأنه أعظم مشيد لدور العلم في العالم الإسلامي بعد نظام الملك السلجوقي، وأصبحت دمشق في عهده تدعى «مدينة المدارس». وقد وصف ابن جبير، في رحلته، هذه المدارس، ووجدها قصوراً أنيقة، ومن أحسن مدارس الدنيا منظراً. وسار خلفاء صلاح الدين على سنته، فابتنوا مدارس كانت كل منها تنسب إلى بانيها، مثل: الظاهرية والصاحبية والعادلية والأشرفية والناصرية، وحتى نساء بني أيوب شدن عدداً من المدارس، كان منها «الشامية» و«الخاتونية»، وكذلك فعل كبار تجار العصر. جاء عصر المماليك، وراح الحكام يتنافسون في إنشاء المدارس، حتى إن ابن بطوطة عجب من كثرتها، وذكر أنه لا يحيط بحصرها لكثرتها. وذكر من هذه المدارس: الظاهرية والمنصورية ومدرسة السلطان حسن، والسلطان برقوق، والمؤيد شيخ، وسواها. فاللغة العربية كانت بالنسبة إليهم لغة القرآن الكريم المعجز ولغة الأحكام الشرعية، فهي لغة مقدسة من لدن خبير عليم، ولم يُعرف في تلك الحقب أن عارض أحدهم القرآن أو أظهر العداء للغة العربية، فهم كانوا رحمهم الله من خير من دافع عن القرآن واللغة العربية وحملوا رايتها في كل مكان. وقد جاء في كتاب شيخ الإسلام مصطفى صبري_آخر شيخ أسلام في الدولة العثمانية، وهو تركي الأصل_"موقف العقل والعلم والدين" يؤيد مكانة اللغة العربية نفوس هؤلاء المسلمين غير العرب:"وأنا أقول إذا تكلمنا في المفاضلة بين الأقوام فإني فضلت العرب على قومي الترك وأعلنته قبل موقفي الحاضر بمصر مهاجرًا من تركيا، أعلنته في البرلمان العثماني يوم كنت عضوًا فيه وسمعه أعضاؤه من العرب السوريون والحجازيون والعراقيون واليمانون. وأنا اليوم أيضًا ثابت على رأيي القديم في تفضيل العرب، لأن القرآن نزل على لغتهم وبقي محفوظًا كما نزل وأصبحت هذه اللغة بفضل القرآن وباهتمام علماء المسلمين بها من كل أمة، بذلك الفضل_وقد وضعوا علم النحو العربي الذي ليس له مثيل في أي لغة الدنيا_ أصبحت لغة العرب أفصح اللغات وأفضلها...ولأن فيهم أي العرب _فضلًا عن محمد بن عبد الله العربي المبعوث إلى الناس خاتم النبيين ورحمة للعالمين_رجالًا ممتازين مثل أبي بكر وعمرلا يوجد ولا يمكن أن يوجد نظيرهم في الإسلام والإنسانية في غير العرب...وإن كان في العرب أيضًا مثل الأستاذ عبد الله عنان المصري والشيخ عبد الله القصيمي اللذين أولهما أعمى التعصب القومي الجاهلي عينه وقلبه فلم يتحرج عن محاربة دولة مرحومة حاربت طيلة عهدها في سبيل الإسلام. وثانيهما ملأ الكفر والنفاق اهابه فتولى دعاية الأوربيين في غاية من التذلل والتطفل حيث يهجم المسلمين ويهجم الإيمان والأديان والأخلاق ويجمع في نفسه الدعاية للمستعمرين أعداء الإسلام مع الدعاية لدولة الحجاز خازنة بيت الله وروضة الرسول، مستظلًا برعاية هذه الدولة ومدعيًا بين كفرياته وتحاملاته على المسلمين في جميع القرون أنه يحمل أوزار التأخر والانحطاط عليهم أنفسهم وينفي عن الدين ذاته هذه الأوزار...وهنا نسي المجنون حملته على القرآن الذي لا يمكن تفريقه عن الدين إن أمكن على زعمه تفريق جميع المسلمين عنه."اهـ هذا العصر وُصف بالانحطاط زورًا وبهتانًا، والغرض كما لا يخفى على كل باحث جاد هو عزل هذا العصر الباهر الذي فيه تحقق رد المغتصبين الصليبيين وهزيمتهم وطردهم من بلاد المسلمين، واستأنف المسلمون فيه حياة إسلامية بكل تجلياتها وفي كل نواحيها وخلال قرون مديدة حتى ليلة القضاء على دولة الخلافة، وكأن هذا العصر لا يعني للمسلمين شيئًا ولا يمثل جزءًا هامًا من تاريخ الأمة الإسلامية العريقة، والتي عُرفت آنذاك بالدولة التي لا تُقهر...ولهذا السبب ترانا عندما نتكلم عن سلسلة التاريخ نرى حلقة مفقودة، وزمنًا غير متصل وأحداثًا مرتبكة وخللًا تسلسليًا... ومن الأمور التي يتخطاها ويقفز عنها العربي والمسلم هي التي تتعلق بتاريخ الأدب والحركة الفكرية والعلمية، فعند الحديث عن الأدب والشعر والتأليف نذكر شعراء الجاهلية الضاربين في القدم أمثال امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو، عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية العبسي، الاعشى وهو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل، زهير بن أبي سلمى، عمرو بن كلثوم، النابغة الذبياني، مرورًا بشعراء الصدر الإسلامي أمثال حسان بت ثابت، جران العود النميري، علي بن أبي طالب، معاوية بن أبي سفيان، الأقرع بن معاذ، وشعراء العصر الأموي أمثال الأخطل، جرير، الفرزدق، ذو الرمة، وشعراء العصر العباسي ومنهم أبو دلامة، إبراهيم بن هرمة، بشار بن برد، أبو تمام، أبو فراس الحمداني، إبن الرومي، البحتري، ثم نقفز قفزة واسعة ونذكر شعراء العصر الحديث أمثال أحمد شوقي، علي الجارم، حافظ إبراهيم، البارودي، الرافعي، وغيرهم... وأما الحقبة الزمنية ما بين 656 هـ/1258م، و 923 هـ/1517 م، وهي عصر المماليك والحلقة المفقودة من تاريخ الأدب العربي قلما ما يُذكر شاعرٌ أو أديبٌ إلا ما رحم ربي، رغم أنها حقبة زمنية غنية بالإنتاج الأدبي وفيها ازدهر الأدب وتطور، وقد نشأت مدرسة مصرية شهيرة اختصت بتأليف الموسوعات في شتى النواحي الأدبية والسياسية والتاريخية والاجتماعية والإنسانية. وكان شهاب الدين النويري، صاحب الموسوعة الشهيرة باسم "نهاية الإرب في فنون الأدب". وقد بلغ من قيمتها وموسوعاتها أن ترجمت للغة اللاتينية منذ القرن الثامن عشر. ويعد بن دانيال، الأديب والطبيب، من أشهر أدباء مصر في العصر المملوكي، (توفي عام 710هـ / 1310م)، وهو صاحب أول محاولة لمسرحيات خيال الظل في العصور الوسطى. حيث جمعت مثل هذه المسرحيات بين الشعر والنثر الفني. لقد نبه المستشرق (هانس) إلى إهمال الدارسين للعصر المملوكي عندما قال: "قد شعرت في أعماق نفسي بأن الفترة من عام 1250 م إلى 1517 م من تاريخ مصر لم تجد من يعطيها حقها الكافي من الدراسة من جانب العرب و المستشرقين على حد سواء. أما المستشرق الذائع الصيت (اندري ميكائيل) قد أرجع الفضل في حفظ كنوز الحضارة العربية لغويا و أدبيا و فكريا، وكذلك بعث النهضة العربية الحديثة إلى العصر المملوكي. و سجل المستشرق الروسي(كراتشوفسكي) إعجابه بالموسوعات وسجل ذلك في دراسة أنجزها عن أبو الفرج الدمشقي. وقد أنصف بعض الباحثين العرب العصر المملوكي وأعطوه حقه، ومن هؤلاء محمود رزق سليم الذي بيّن ودافع عن هذا العصر، و مما أورده في هذا الشأن: " ينبغي أن نعلم أن لكل عصر أسلوبه...وأن من الظلم أن نؤاخذ أدباء العصر بمنطق عصر آخر دون رعاية لظروفه..."اهـ، وكذلك الباحث الكبير شوقي ضيف فيقول في سياق الدفاع عن العصر المملوكي " لعل عصوراً لم تظلم كما ظلمت العصور المتأخرة و بخاصة عصري الأيوبيين و المماليك... و لعل عصراً لم يظلمه الباحثون المعاصرون من عرب و مستشرقين.. فقد أسموه خطأ باسم العصر المغولي ونعتوه بأنه كان عصر انحطاط و ضعف... و هو حكم جائر كتب له أن يذيع و يشيع على الألسنة.."اهـ ومن الذين دافعوا عن هذا العصر زكي المحاسني حيث قال في مقدمة كتابه:"الشاب الظريف":"أن عصراً تقوم فيه مدارس العلم بهذا العدد الهائل و يكون فيه سيل من كتب التأليف في العلوم و الآداب و مختلف الثقافات المعروفة.. فهو عصر ازدهار، و من الجور أن ينعت بالانحطاط".اهـ

admin
06-20-2009, 07:03 PM
أبرز علماء وأدباء العصر المملوكيشهاب الدين النويريهو المؤرخ الكبير شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب بن محمد النويري، ولد في عام 667هـ في محافظة بني سويف في مصر، وينسب الى قريته نويرة، درس بالقاهرة والجامع الأزهر وتخصص في دراسة التاريخ والحديث والأدب وإشتغل فترة في شبابه بنسخ الكتب، حيث كان أنيق الخط يكتب النسخة من صحيح البخاري ويبيعها بألف دينار. كان شهاب على صلة ببلاط الناصر محمد بن قلاوون في فترة خلافته الثانية والثالثة، وتقلب في عدة وظائف مالية وإدارية. ثم مل هذه الحياة الإدارية الجافة ونبذها وعكف على الدرس والمطالعة الواسعة. وخطرت له فكرة تأليف موسوعته الضخمة "نهاية الأرب في فنون الأدب" وقد اعتمد في تأليفها على مادة غزيرة من المراجع في فنون الأدب العربي. وهي موسوعة ضخمة جمعت طائفة عظيمة المواد والمعارف الأدبية والتاريخية الحافلة التي لم يجمعها من قبل ولا من بعد كتاب في الأدب العربي. وتشمل هذه الموسوعة واحد وثلاثين مجلداً ضخماً، كل مجلد يشغل جزئين وقد قسم الموسوعة إلى خمسة فنون، كل فن ينقسم إلى خمسة أقسام: يشغل الإنسان وما يتعلق به فناً، بينما تشغل السماء والفلك فناً آخر، ويشغل الحيوان الصامت فناً منها، بينما يشغل الفن الرابع النبات وما يتعلق به، وفي الفن الخامس وهو التاريخ ينقلب النويرى مؤرخاً عظيماً. وهذا الفن هو قوام هذه الموسوعة ويشغل تاريخ مصر من هذا الفن أربع مجلدات عن تاريخ الدولة الفاطمية فالأيوبية ثم تاريخ الشام والصليبيين، ثم تاريخ الدولة المملوكية حتى وافته المنية في 733هـ عن عمر يناهز 65 عام وعشرة شهور.إبن دانيالهو شمس الدين محمد بن دانيال بن يوسف الخزاعي، ولد في مدينة الموصل عام 646هـ وتلقى علومه الدينية والأدبية فيها، وعندما اجتاحت جيوش التتار مدينة الموصل وأكثروا فيها الفساد فاضطر كثير من أهلها إلى الهجرة منها وولوا وجوههم إلى مصر البلد الذي وقف في وجه التتار وهزمهم هزيمة منكرة في موقعة عين جالوت فدخل ابن دانيال القاهرة عام 1267م-665هـ وأكمل دراسته الدينية والأدبية والطبية في مدارسها ولاسيما على يد شيخه معين الدولة الفهري المصري المتوفي عام 685هـ. احترف ابن دانيال مهنة الطب (طب العيون) وعرف بالكحال واتخذ له مكاناً في القاهرة في منطقة باب الفتوح لاستقبال مرضاه كما التقى بمصر بالشعراء المتحامقين فعرف مذهبهم وسلك طريقهم وأصبح من الفكهين وساعده على ذلك حاضر ذهنه وسرعة بديهته وأخذ عن المصريين طريقتهم في إرسال النكت الساخرة المقذعة ولم يترك أقرب الناس إليه من توجيه النكت والدعابة حتى خشي الناس. يعتبر ابن دانيال مؤسس فن تمثيل خيال الظل، وخيال الظل نوع من التمثيليات يكون بإلقاء خيالات على ستار يشاهده المتفرجون، وقد اشتهر وشاع صيته وولع فيه الملوك والسلاطين حتى حملوه معهم في رحلاتهم وحجهم. والتمثيليات الثلاث التي ألفها ابن دانيال هي: 1-طيف الخيال، 2-عجيب وغريب، 3-المتيم والضائع اليتيم. ومؤلفاته كانت باللغة العربية الفصحى، وكما أنه كان شاعرًا مبدعًا، ومن شعره:
قد عقلنا والعقل أي وثاق وصبرنا والصبر مر المذاق كل من كان فاضلا كان مثلي فاضلا عند قسمة الأرزاق
توفي في مصر عام 733 هـ.ابن خلكانهو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان البرمكي أبو العباس، ولد في أربيل على شاطئ دجلة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D8%AC%D9%84%D8%A9) الشرقي سنة 608 هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/608_%D9%87%D9%80)/1211 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1211) م، سافر إلى دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82)، فدرس التفسير والحديث والفقه على الشيخ ابن الصـلاح الكوردي الشَّهْرَزُوري (ت 643 هـ) أحد فضلاء عصره وعلمائه المرموقين، وعاد بعدئذ إلى حلب ثانية، ويبدو أنه يئس من العودة إلى مدينته إربل، إذ كان التتار قد اجتاحوها وخرّبوها سنة (634 هـ)، وأنه كان يرى نفسه ما يزال في دور طلب العلم، فتوجّه إلى مصر، ووصل إلى الإسكندرية سنة (636 هـ)، ثم إلى القاهرة سنة (637 هـ)، واتصل هناك بالشاعر بهاء الدين زهير، وقويت الصداقة بينهما، إلى درجة أن البهاء أجاز له رواية ديوانه. أشهر مؤلفاته: "وَفَيات الأعيـان وأنباء أبناء الزمـان"، وقد انتهى من تأليفه سنة (672 هـ) بالقاهرة. قالوا عنه: ابن كثير (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1) في البداية 17/588: ابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس احمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان الشافعي أحد الأئمة الفضلاء والسادة العلماء والصدور الرؤساء وهو أول من جدد في أيامه قضاء القضاة من سائر المذاهب فاشتغلوا بالأحكام بعد ما كانوا نوابا له، وقد كان المنصب بينه وبين ابن الصائغ (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8 %B5%D8%A7%D8%A6%D8%BA&action=edit&redlink=1) دولا يعزل هذا تارة ويولى هذا، ويعزل هذا ويولى هذا، وقد درّس ابن خلكان في عدة مدارس لم تجتمع لغيره ولم يبق معه في آخر وقت سوى الأمينية وبيد ابنه كمال الدين موسى النجيبية. توفي ابن خلكان بالمدرسة النجيبية المذكورة بإيوانها يوم السبت آخر النهار في السادس والعشرين من رجب ودفن من الغد بسفح قاسيون عن ثلاث وسبعين سنة، وقد كان ينظم نظما حسنا رائقا وقد كانت محاضرته في غاية الحسن، وله التاريخ المفيد الذي رسم بـ"وفيات الأعيان" من أبدع المصنفات. والله أعلم. وقال الحافظ الذهبي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8% B8_%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A&action=edit&redlink=1): كان إماما، فاضلا، متقنا، عارفا بالمذهب، حسن الفتاوى، جيد القريحة، بصيرا بالعربية، علامة في الأدب والشعر وأيام الناس، كثير الاطلاع، حلو المذاكرة، وافر الحرمة، من سروات الناس، كريما، جوادا، مُمَدّحا، وقد جمع كتابا نفيسا في "وفيات الأعيان". وقال ابن العماد الحنبلي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8 %B9%D9%85%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%86%D8% A8%D9%84%D9%8A&action=edit&redlink=1)في شذرات الذهب (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B4%D8%B0%D8%B1%D8%A7%D8%AA_%D8 %A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8&action=edit&redlink=1) 7/648: ومن محاسنه أنه كان لا يجسر أحد أن يذكر أحدا عنده بغيبة. توفي في يوم السبت (26 رجب سنة 681 هـ)، ودفن بسفح جبل قاسيون.ابن منظورهو محمد بن مُكرَّم بن عليّ بن أحمد بن حبقة الأنصاري الإفريقي كان يُنسب إلى رُوَيْفِع بن ثابت الأنصاري، من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو صاحب معجم"لسان العرب". ولد في القاهرة في شهر المحرم سنة 630 هـ / سنة 1232 م. كان عالمًا في الفقه مما أهَّلَه لتولي منصب القضاء في طرابلس، كما عمل فترة طويلة في ديوان الإنشاء وكان عالما في اللغة ويشهد له بذلك هذا الكتاب الفرد "سان العرب" وقد جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح والجمهرة والنهاية وحاشية الصحاح جوّده ما شاء ورتبه ترتيب الصحاح وهو كبير، وكان من أفضل علماء عصره في المعارف الكونية فهو بحق مفخرة من المفاخر الخالدة في التراث العربي، وسمع من ابن المقير ومرتضى بن حاتم وعبد الرحيم بن الطفيل ويوسف بن المخيلي وغيرهم. وعمَّر وكبر وحدَّث فأكثروا عنه، وكان مغرى باختصار كتب الأدب المطوَّلة، اختصر الأغاني والعِقد والذخيرة ونشوان المحاضرة ومفردات ابن البيطار والتواريخ الكبار وكان لا يمل من ذلك، قال الصفدي: لا أعرف في الأدب وغيره كِتابا مطوَّلا إلا وقد اختصره، قال: وأخبرني ولده قطب الدين أنه ترك بخطه خمسمائة مجلدة، ويقال إن الكتب التي علقها بخطه من مختصراته خمسمائة مجلدة. مؤلفاته:
11. معجم "لسان العرب" في اللغة. 2مختار الأغاني. 3مختصر " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي في عشرة مجلد4مختصر " تاريخ دمشق " لابن عساكر. 5مختصر " مفردات ابن البيطار ". 6مختصر " العقد الفريد " لابن عبد ربه. 7مختصر " زهر الآداب " للحصري. 8مختصر " الحيوان " للجاحظ. 9مختصر " يتيمة الدهر " للثعالبي. 10مختصر " نشوان المحاضرة " للتنوخي. 11مختصر " الذخيرة ".
توفي في مصر سنة 711 هـ / 1211م.
ومن علماء القرآنالسيوطيهو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي، ولد مساء يوم الأحد غرة شهر رجب [849هـ= سبتمبر 1445م] بالقاهرة، وقد توفي والد السيوطي ولابنه من العمر ست سنوات، فنشأ الطفل يتيمًا، واتجه إلى حفظ القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) الكريم، فأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87) والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه. وكان السيوطي محل العناية والرعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه، وتولى بعضهم أمر الوصاية عليه، ومنهم "الكمال بن الهمام الحنفي" أحد كبار فقهاء عصره، وتأثر به الفتى تأثرًا كبيرًا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة. مؤلفاته: ألف جلال الدين السيوطي عدد كبير من الكتب و الرسائل إذ يذكر ابن إياس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%A8%D9%86_%D8%A5%D9%8A%D8%A7%D8%B3) في "تاريخ مصر" أن مصنفات السيوطي بلغت ست مئة مصنف، منها:
1الأشباه والنظائر 2الإتقان في علوم القرآن 3الجامع الصغير من حديث البشير النذير4الدر المنثور في التفسير بالمأثور 5الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة 6الكاوي على تاريخ السخاوي (ألفه بسبب خصومته مع السخ7اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة8المَدْرَج إلى المُدْرَج 9المزهر في علوم اللغة وأنواعها 10المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب 11أسباب ورود الحديث 12أسرار ترتيب القرآن
وغيرها كثير. توفي الإمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84) في القاهرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9) في 19 جمادى الأولى 911هـ، الموافق 20 أكتوبر 1505 م، ودفن بجواره والده.محمد (قاضي القضاة) ابن الديريهو شمس الدين أبي عبد الله محمد الخالدي المعروف بابن الديري الحنفي الناظر في الأحكام الشرعية بالديار المصرية وأعمالها. ملك العلماء والأعلام، لقب بشيخ الإسلام وحجة المحققين. خير المدققين. لسان المتكلمين. رحلة الطالبين، ولد بالقدس سنة 768 هجرية ونشأ بها فحفظ القرآن وكان سريع الحفظ مفرط الذكاء، تفقه على أبيه وغيره من علماء بلده واشتغل بالعلم وتفرد بعلم التفسير، تولى عدة وظائف منها مشيخة المنجكية والتدريس في المعظمية بالقدس وانتفع الناس بدروسه وفتاويه وسافر الى دمشق واتصل بعلمائها وقدم للقاهرة وولي بها مشيخة المؤيدية ودرس بمعاهد آخرى. وفي عام 842 هجرية تولى في مصر قضاء الحنفية واستمر 25 سنة فباشره بمهابة وصلابة وعفة وأحبه الناس. وصفه صاحب الضوء اللامع بقوله " كان إمامًا عالمًا علامة.. قوي الحافظة، حتى بعد كبر في السن، سريع الإدراك.. ذا عناية بالتفسير لا سيما معاني الترتيل، وبالمواعيد يحفظ من متون الأحاديث ما يفوق الوصف.. وعنده من الفصاحة وطلاقة اللسان في التقرير ما يعجز عن وصفه لكن في الإسهاب في العبارة، وصار منقطع القرين مفخر العصرين ذا وقع وجلالة في النفوس وارتفاع عند الخاصة والعامة على الرؤوس من السلاطين والأمراء والعلماء والوزراء فمن دونهم …. إلى أن يقول: وكثرت تلاميذه وتبجح العقلاء من كل مذهب وقطر بالانتماء إليه والأخذ عنه … وقصد بالفتاوى من سائر الأفاق. من مؤلفاته: شرح العقائد المنسوبة للنسفي، والسهام الخارقة في كبد الزنادقة، والحبس في التهمة و تكملة شرح الهداية للسروجي. توفي سنة 867 هجرية 1463 م ودفن بتربة الملك الظاهر خشقدم بحضور السلطان والقضاء والأمراء والأعيان وتأسف الناس على فقده كثيرا ولم يخلف بعده مثله.

موسى أحمد الزغاري
06-20-2009, 07:45 PM
جهدٌ مبارك، و نسأل الله تعالى أن يجزيكما الخير كليكما .

admin
06-21-2009, 09:27 AM
العصرالعثمانيوحشية، ظلم، اضطهاد، فقر، جوع، استبداد وتخلف...هذه هي الصورة التي تتبادر إلى ذهن السامع أو القارئ عندما يكون الحديث عن الأتراك والدولة العثمانية. الحقيقة أن كل السلاطين الأتراك المسلمين كانوا على درجة عالية من العلم والتقوى ومعرفة في الشريعة واللغة العربية منذ عهد أولهم "عثمان بن ارطغرل بن سليمان إلى آخرهم السلطان عبد الحميد. قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن الأتراك حديثو عهد في الإسلام أو أنهم دخلوا الإسلام في عهود متأخرة أو أنهم أسلموا بقوة السلاح، إلا أن الأمر عكس ذلك تماماً.نبذة تاريخيةفي عام 22هـ/642م تحركت الجيوش الإسلامية إلى بلاد الباب(بلاد ما بين هضبة مانغوليا وبحر قزوين)لفتحها وهناك التقى عبد الرحمن بن ربيعة بملك الترك شهربراز، فطلب من عبد الرحمن الصلح وأظهر استعداده للمشاركة في الجيش الإسلامي لمحاربة الأرمن، فأرسله عبد الرحمن إلى القائد العام سراقة بن عمرو، وقد قام شهر براز بمقابلة سراقة فقبل منه ذلك، وكتب للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوافق على ما فعل، وعلى إثر ذلك عقد الصلح، ولم يقع بين الترك والمسلمين أي قتال، بل سار الجميع إلى بلاد الأرمن لفتحها ونشر الإسلام فيها. وتقدمت الجيوش الإسلامية لفتح البلدان في شمال شرق بلاد فارس حتى تنتشر دعوة الله فيها، بعد سقوط دولة الفرس أمام الجيوش الإسلامية والتي كانت تقف حاجزاً منيعاً أمام الجيوش الإسلامية في تلك البلدان، وبزوال تلك العوائق، ونتيجة للفتوحات الإسلامية، أصبح الباب مفتوحاً أمام تحركات شعوب تلك البلدان والأقاليم ومنهم الأتراك فتم الاتصال بالشعوب الإسلامية، واعتنق الأتراك الإسلام، وانضموا إلى صفوف المجاهدين لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الله. وفي عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه برستان، ثم عبر المسلمون نهر جيحون سنة 31هـ، ونزلوا بلاد ما وراء النهر، فدخل كثير من الترك في دين الإسلام، وأصبحوا من المدافعين عنه والمشتركين في الجهاد لنشر دعوة الله بين العالمين. وواصلت الجيوش الإسلامية تقدمها في تلك الأقاليم فتم فتح بلاد بخارى في عهد معاوية بن أبي سفيان، وتوغلت تلك الجيوش المظفرة حتى وصلت سمرقند، وما أن ظهر عهد الدولة الإسلامية حتى صارت بلاد ما رواء النهر جميعها تحت عدالة الحكم الإسلامي وعاشت تلك الشعوب حضارة إسلامية عريقة. وازداد عدد الأتراك في بلاط الخلفاء والأمراء العباسيين وشرعوا في تولي المناصب القيادية والإدارية في الدولة؛ فكان منهم الجند والقادة والكتاب. وقد التزموا بالهدوء والطاعة حتى نالوا أعلى المراتب.

admin
06-21-2009, 09:31 AM
تأسيس الدولة العثمانيةونتيجة للغزو المغولي بقيادة جنكيزخان على العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى، فإن سليمان جد عثمان هاجر في عام 617هـ الموافق 1220م مع قبيلته من كردستان الى بلاد الأناضول فأستقر في مدينة اخلاط ثم بعد وفاته في عام 628هـ الموافق 1230م خلفه ابنه الأوسط أرطغرل، والذي واصل تحركه نحو الشمال الغربي من الأناضول، وكان معه حوالي مائة أسرة وأكثر من أربعمائة فارس وحين كان ارطغرل والد عثمان فاراً بعشيرته التي لم يتجاوز تعدادها أربعمائة عائلة، من ويلات الهجمة المغولية، فإذا به يسمع عن بعد جلبة وضوضاء، فلما دنا منها وجد قتالاً حامياً بين مسلمين ونصارى وكانت كفة الغلبة للجيش البيزنطي، فما كان من أرطغرل إلا أن تقدم بكل حماس وثبات لنجدة إخوانه في الدين والعقيدة، فكان ذلك التقدم سبباً في نصر المسلمين على النصارى وبعد انتهاء المعركة قدر قائد الجيش الإسلامي السلجوقي هذا الموقف لأرطغرل ومجموعته، فأقطعهم أرضاً في الحدود الغربية للأناضول بجوار الثغور في الروم، وأتاحوا لهم بذلك فرصة توسيعها على حساب الروم، وحقق السلاجقة بذلك حليفاً قوياً ومشاركاً في الجهاد ضد الروم، وقد قامت بين هذه الدولة الناشئة وبين سلاجقة الروم علاقة حميمة نتيجة وجود عدو مشترك لهم في العقيدة والدين، وقد استمرت هذه العلاقة طيلة حياة أرطغرل، حتى إذا توفي سنة 699هـ-1299م خلفه من بعده في الحكم ابنه عثمان الذي سار على سياسة أبيه السابقة في التوسع في أراضي الروم. فعثمان بن سليمان هو الذي تُنسب إليه الدولة العثمانية، ولد في عام 656هـ/1258م وهي السنة التي سقطت فيها الخلافة العباسية على أيدي المغول.صفاتهوصفه المؤرخ احمد رفيق في موسوعته (التاريخ العام الكبير) بأنه كان متديناً للغاية، وكان يعلم أن نشر الإسلام وتعميمه واجب مقدس وكان مالكاً لفكر سياسي واسع متين، ولم يؤسس عثمان دولته حباً في السلطة وإنما حباً في نشر الإسلام.ويقول مصر اوغلو: "لقد كان عثمان بن أرطغرل يؤمن إيماناً عميقاً بأن وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وقد كان مندفعاً بكل حواسه وقواه نحو تحقيق هذا الهدف". هذه بعض صفات عثمان الأول والتي كانت ثمرات طبيعية لإيمانه بالله تعالى والاستعداد لليوم الآخر، وحبه لأهل الإيمان وبغضه لأهل الكفر والعصيان وحبه العميق للجهاد في سبيل الله والدعوة إليه ولذلك كان عثمان في فتوحاته يطلب من أمراء الروم في منطقة آسيا الصغرى أن يختاروا أحد ثلاثة أمور هي الدخول في الإسلام، أو دفع الجزية، أو الحرب، وبذلك أسلم بعضهم، وانضم إليه البعض الآخر وقبلوا دفع الجزية. أما ما عداهم فقد شن عليهم جهاداً لا هوادة فيه فانتصر عليهم، وتمكن من ضم مناطق كبيرة لدولته. ثم توالى ابناؤه على الحكم، فبعد وفاة عثمان جاء اورخان ثم مراد ثم بايزيد ثم مراد ثم محمد ثم مراد الثاني ثم محمد الثاني وهو محمد فاتح القسطنطينية سلم الله يمينه ويمين جنوده.محمد الثاني بن مراد الثاني(محمد الفاتح) هو السلطان السابع من سلالة آل عثمان.

admin
06-21-2009, 09:34 AM
فتح القسطنطينيةتعد القسطنطينية من أهم المدن العالمية، وقد أسست في عام 330م على يد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول، وقد كان لها موقع عالمي فريد حتى قيل عنها: " لو كانت الدنيا مملكة واحدة لكانت القسطنطينية أصلح المدن لتكون عاصمة لها، ومنذ تأسيسها فقد اتخذها البيزنطيون عاصمة لهم وهي من أكبر المدن في العالم وأهمها عندما دخل المسلمون في جهاد مع الدولة البيزنطية كان لهذه المدينة مكانتها الخاصة من ذلك الصراع، ولذلك فقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بفتحها في عدة مواقف، من ذلك: ما حدث أثناء غزوة الخندق، ولهذا فقد تنافس خلفاء المسلمين وقادتهم على فتحها عبر العصور المختلفة طمعاً في أن يتحقق فيهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش). لذلك فقد امتدت إليها يد القوات المسلمة المجاهدة منذ أيام معاوية بن أبي سفيان في أولى الحملات الإسلامية عليها سنة 44هـ ولم تنجح هذه الحملة، وقد تكررت حملات أخرى في عهده حظيت بنفس النتيجة. واستمرت المحاولة لفتح القسطنطينية حيث شهد العصر العباسي الأول حملات جهادية مكثفة ضد الدولة البيزنطية، ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى القسطنطينية نفسها وتهديدها مع أنها هزتها وأثرت على الأحداث داخلها، وبخاصة تلك الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد سنة 190هـ. ولم يتمكن العثمانيون من تحقيق ما كانوا يطمحون إليه إلا في زمن محمد الفاتح فيما بعد. فمنذ أن ولى محمد الثاني(الفاتح) السلطنة العثمانية سنة 855هـ الموافق 1451هـ م كان يتطلع إلى فتح القسطنطينية ويفكر في فتحها ولقد ساهمت تربية العلماء على تنشئته على حب الإسلام والإيمان والعمل بالقرآن وسنة سيد الأنام ولذلك نشأ على حب الإلتزام بالشريعة الإسلامية، واتصف بالتقى والورع، ومحبا للعلم والعلماء ومشجعا على نشر العلوم ويعود تدينه الرفيع للتربية الإسلامية الرشيدة التي تلقها منذ الصغر، بتوجيهات من والده، وجهود الشخصيات العلمية القوية التي أشرفت على تربيته، وصفاء أولئك الأساتذة الكبار وعزوفهم عن الدنيا وابتعادهم عن الغرور ومجاهدتهم لأنفسهم، ممن أشرفوا على رعايته. بذل السلطان محمد الثاني جهوده المختلفة للتخطيط والترتيب لفتح القسطنطينية، وبذل في ذلك جهوداً كبيرة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده الى قرابة ربع مليون مجاهد وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للعملية الجهادية المنتظرة كما أعتنى الفاتح بإعدادهم إعداداً معنوياً قوياً وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء الرسول صلى الله عليه وسلم بذل السلطان محمد الثاني جهوده المختلفة للتخطيط والترتيب لفتح القسطنطينية، وبذل في ذلك جهوداً كبيرة في تقوية الجيش العثمانيبالقوى البشرية حتى وصل تعداده الى قرابة ربع مليون مجاهد وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للعملية الجهادية المنتظرة كما أعتنى الفاتح بإعدادهم إعداداً معنوياً قوياً وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء الرسول على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم الجيش المقصود بذلك، مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير، كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائم الجنود وربطهم بالجهاد الحقيقي وفق أوامر الله. على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم الجيش المقصود بذلك، مما أعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير، كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائم الجنود وربطهم بالجهاد الحقيقي وفق أوامر الله. وهكذا أصبحت القسطنطينية احد أهم المعاقل النصرانية في يد المسلمين بفضل الله وإيمان وقوة وعزم المسلمين الأتراك، وحول المسلمون اسمها إلى إسلام بول أي مدينة الإسلام وأصبحت عاصمة دولة الخلافة حتى السنة التي هدمت فيها 1924 على يد مصطفى كمال آتاتورك العميل الانكليزي اليهودي الدونمي ومؤسس تركيا الحديثة العلمانية.

admin
06-21-2009, 09:40 AM
مواقف بعض السلاطين العثمانيين1.حكم عثمان لبيزنطي نصراني ضد مسلم تركي، فاستغرب البيزنطي وسأل عثمان: كيف تحكم لصالحي وانا على غير دينك، فأجابه عثمان: بل كيف لا أحكم لصالحك، والله الذي نعبده، يقول لنا: " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" (سورة النساء،) وكان هذا العدل الكريم سبباً في اهتداء الرجل وقومه إلى الإسلام. 2.وأسر ملك الروم ارمانوس، أسره غلام رومي، فلما أوقف بين يدي الملك ألب أرسلان ضربه بيده ثلاثة مقارع وقال: لو كُنت أنا الأسير بين يديك ما كنت تفعل؟ قال: كل قبيح، قال فما ظنك بي؟ فقال: إما أن تقتل وتشهرني في بلادك، وإما أن تعفو وتأخذ الفداء وتعيدني. قال: ما عزمت على غير العفو والفداء. فأفتدى منه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار. فقام بين يدي الملك وسقاه شربة من ماء وقبل الأرض بين يديه، وقبل الأرض إلى جهة الخليفة إجلالاً وإكراماً، وأطلق له الملك عشرة ألف دينار ليتجهز بها، وأطلق معه جماعة من البطارقة وشيعه فرسخاً، وأرسل معه جيشاً يحفظونه إلى بلاده، ومعهم راية مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله.3.وصية محمد الفاتح لابنه:"(ها أنذا أموت، ولكني غير آسف لأني تارك خلفاً مثلك. كن عادلاً صالحاً رحيماً، وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز، واعمل على نشر الدين الإسلامي، فإن هذا هو واجب الملوك على الأرض، قدم الاهتمام بأمر الدين على كل شيء، ولا تفتر في المواظبة عليه، ولا تستخدم الأشخاص الذين لا يهتمون بأمر الدين، ولا يجتنبون الكبائر وينغمسون في الفحش، وجانب البدع المفسدة، وباعد الذين يحرضونك عليها وسع رقعة البلاد بالجهاد واحرس أموال بيت المال من أن تتبدد، إياك أن تمد يدك إلى مال أحد من رعيتك إلا بحق الإسلام، واضمن للمعوزين قوتهم، وابذل إكرامك للمستحقين.وبما أن العلماء هم بمثابة القوة المبثوثة في جسم الدولة، فعظم جانبهم وشجعهم، واذا سمعت بأحد منهم في بلد آخر فاستقدمه إليك وأكرمه بالمال. حذار حذار لا يغرنك المال ولا الجند، وإياك أن تبعد أهل الشريعة عن بابك، وإياك أن تميل إلى أي عمل يخالف أحكام الشريعة، فان الدين غايتنا، والهداية منهجنا وبذلك انتصرنا. خذ مني هذه العبرة: حضرت هذه البلاد كنملة صغيرة، فأعطاني الله تعالى هذه النعم الجليلة، فالزم مسلكي، وأحذ حذوي، واعمل على تعزيز هذا الدين وتوقير أهله ولا تصرف أموال الدولة في ترف أو لهو، وأكثر من قدر اللزوم فإن ذلك من أعظم أسباب الهلاك". هذه هي حال القوم، وهذه هي صفاتهم ودينهم وشيمهم، قوم أحبوا الله والرسول وأحبوا الإسلام، فأحبهم الله وفتح على أيديهم معاقل الكفر، وعملوا على رفعة الدين ولغته الشريفة، ولم يتقاعسوا عن خدمة الدين واللغة، ولم يتوانوا عن إعلاء كلمة الحق والإسلام في ربوع الأرض، وشعارهم كان حتى آخر قطرة من دمهم، وآخر دمعة في عيونهم، وآخر حشرجة في صدورهم" لا إله إلا الله محمد رسول الله"......"القرآن واللغة العربيةالعثمانيون ورثوا حضارة قائمة وبلدانًا عامرة، ورثوا علوم العصور الإسلامية السابقة وما خلّف الأمويون والعباسيون والأيوبيون، هم ورثوا وحافظوا بل وزادوا علوماً واغنوا تراثًا، رغم أنهم قوم حرب، وطبيعتهم عسكرية لكنهم لم يكونوا مخربين، ولكن أمة عمرانية من طراز رفيع وإن ما بنوه من مدارس ومشافي وتكيات ومساجد وجسور طرق ومطاعم مجانية للفقراء، وقصور وخانات وغيرها لأكبر دليل على نزعتهم العمرانية. والعثمانيون هم الذين حملوا الإسلام دعاة في شرق الأرض وغربها، حتى وصل الإسلام إلى فيينا، وبسط نفوده في أوروبا الشرقية وتركوا اثارًا وما زالت وأحداثًا وما مسحت من ذاكرة الشعوب الأوروبية، حتى شاعت بين هذه الشعوب عبارة تدل على قوة شكيمة الدولة الإسلامية العثمانية، وهذه العبارة تحمل في طياتها المكانة العالية التي كانت تتميز بها الدولة العلية، والعبارة هي:"إذا لم يأت محمد _المقصود محمد الفاتح_ إلى الجبل، يأتي الجبل إلى محمد"، ما أعظم هذه الأمة التي تجعل غيرها يعتد بقوتها. وفي عهد الدولة العثمانية حظي الخط العربي باهتمام بالغ من سلاطينها وعلمائها، فقاموا على تحسين وتجميل الخطوط العربية وضبطها في قواعد علمية حتى غدا الخط العربي فنًا من الفنون الجميلة. والدولة العثمانية كانت بفضل الدين الإسلامي أرقى الدول آنذاك، وكانت عنايتها بالنظافة لا مثيل لها وكانت حماماتها تعم المدن الصغيرة قبل الكبيرة، في حين الدول الأوروبية وقصورها لم تكن تعرف الحمامات والمراحيض، وكان قصر فرساي يخلو من الحمام أو المرحاض، وأن الذي أدخل الحمامات إلى القصور هو نابليون بعد عودته من مصر.

admin
06-21-2009, 09:49 AM
صور من اهتمام السلاطين الأتراك باللغة العربية والشريعة الإسلاميةالسلطان محمد الفاتحفقد كان محباً للعلم والعلماء، لذلك اهتم ببناء المدارس والمعاهد في جميع أرجاء دولته، وفاق أجداده في هذا المضمار، وبذل جهوداً كبيرة في نشر العلم وإنشاء المدارس المعاهد، وأدخل بعض الإصلاحات في التعليم وأشرف على تهذيب المناهج وتطويرها، وحرص على نشر المدارس والمعاهد في كافة المدن والقرى وأوقف عليها الأوقاف العظيمة. وقرب العلماء ورفع قدرهم وشجعهم على العمل والإنتاج وبذل لهم الأموال ووسع لهم في العطايا والمنح والهدايا ويكرمهم غاية الإكرام، ولما هزم أوزون حسن أمر السلطان بقتل جميع الأسرى إلا من كان من العلماء وأصحاب المعارف. وكان من مكانة الشيخ أحمد الكوراني أنه كان يخاطب السلطان باسمه ولا ينحني له، ولا يقبل يده بل يصافحه مصافحة، وأنه كان لا يأتي إلى السلطان إلا إذا أرسل إليه، وكان يقول له: مطعمك حرام وملبسك حرام فعليك بالاحتياط. كما كان مهتماً باللغة العربية فقد طلب من المدرسين بالمدارس الثماني أن يجمعوا بين الكتب الستة في تدريسهم وبين علم اللغة كالصحاح.. ودعم الفاتح حركة الترجمة والتأليف لنشر المعارف بين رعاياه بالإكثار من نشر المكاتب العامة وأنشأ له في قصره خزانة خاصة احتوت على غرائب الكتب والعلوم، وكان بها اثنا عشر ألف مجلد عندما احترقت.

admin
06-21-2009, 09:54 AM
السلطان بايزيدبنى الجوامع والمدارس والعمارات ودور الضيافة والتكايا والزوايا والمستشفيات للمرضى والحمامات والجسور ورتب للمفتي ومن في رتبته من العلماء في زمنه كل عام عشرة آلاف عثماني ولكل واحد من مدرسي المدارس السلطانية مابين سبعة آلاف وألفين عثماني، وكذلك رتب لمشايخ الطرق الصوفية ومريديهم ولأهل الزوايا كل واحد على قدر رتبته، وصار ذلك أمراً جارياً ومستمراً، وكان يحب أهل الحرمين الشريفين مكة والمدينة. كان السلطان بايزيد الثاني عالماً في العلوم العربية والإسلامية، كما كان عالماً في الفلك، مهتماً بالأدب مكرماً للشعراء والعلماء وقد خصص مرتبات لأكثر من ثلاثين شاعراً وعالماً، كما كان هو نفسه شاعراً يمتاز شعره بعمق الإحساس بعظمة الله وقدرته وكانت له أشعار في الحكمة توصي بالاستيقاظ من نوم الغفلة والنظر في جمال الطبيعة التي أبدعها الله وفي ذلك يقول:استيقظ من نوم الغفلة وانظر إلى الزينة في الأشجار انظر إلى قدرة الله الحقانظر إلى رونق الأزهار وافتح عينيك لتشاهد حياة الأرض بعد الممات

admin
06-21-2009, 10:01 AM
السلطان سليم الأولوكان يعرف الألسنة الثلاثة: العربية والتركية والفارسية، ونظم نظاماً بارعاً حسناً، وكان دائم الفكر في أحوال الرعية والمملكة، وقَهَر الملوك وأبادهم، ولما كان بمصر كتب على رخام في حائط القصر الذي سكن فيه بخطه، فقال:الملك لله من يظفر بنيل مني يردده قهراً ويضمن بعده الدركالو كان لي أو لغيري قدر أنملة فوق التراب لكان الأمر مشتركاً

admin
06-21-2009, 10:07 AM
السلطان سليمان القانونيكان عهد السطان سليمان القانوني بمثل رأس الهرم بالنسبة لقوة الدولة العثمانية ومكانتها بين دول العالم آنذاك. ويعتبر عصر السلطان سليمان هو العصر الذهبي للدولة العثمانية، حيث شهدت سنوات حكمه من 926-972هـ، الموافق 1520-1566م توسعاً عظيماً لم يسبق له مثيل، وأصبحت أقاليم الدولة العثمانية منتشرة في ثلاث قارات عالمية. وكان لهذا البروز أثره على دول العالم المعاصرة وبالأخص على دول أوروبا التي كانت تعيش انقسامات سياسية ودينية خطيرة، ولهذا تنوعت مواقف الدول الأوروبية من الدولة العثمانية حسب ظروف كل دولة. وكان تشارلز الخامس ملك الامبراطورية الرومانية المقدسة ينافس فرانسوا الأول ملك فرنسا على كرسي الحكم للامبراطورية الرومانية، وكان البابا ليو العاشر منافساً للراهب الألماني مارتن لوثر زعيم المقاومة البروتستانتية. كان السلطان سليمان القانوني شاعرًا له ذوق فني رفيع، وخطاطًا يجيد الكتابة، وملمًا بعدد من اللغات الشرقية من بينها العربية، وكان له بصر بالأحجار الكريمة، مغرمًا بالبناء والتشييد، فظهر أثر ذلك في دولته، فأنفق في سخاء على المنشآت الكبرى فشيد المعاقل والحصون في رودس وبلجراد وبودا، وأنشأ المساجد والصهاريج والقناطر في شتى أنحاء الدولة، وبخاصة في مكة وبغداد ودمشق، غير ما أنشأه في عاصمته من روائع العمارة. وظهر في عصره أشهر المهندسين المعماريين في التاريخ الإسلامي وهو سنان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D9%86)، الذي اشترك في الحملات العثمانية، واطلع على كثير من الطرز المعمارية حتى استقام له أسلوب خاص، ويعد جامع السليمانية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9 %84%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A 9&action=edit&redlink=1) في إسطنبول الذي بناه للسلطان سليمان في سنة (964هـ= 1557م) من أشهر الأعمال المعمارية في التاريخ الإسلامي. وفي عهده وصل فن المنمنمات العثمانية إلى أوجه. ولمع في هذا العصر عدد من الخطاطين العظام يأتي في مقدمتهم: حسن أفندي جلبي القره حصاري الذي كتب خطوط جامع السليمانية، وأستاذه أحمد بن قره حصاري، وله مصحف بخطه، يعد من روائع الخط العربي والفن الرفيع، وهو محفوظ بمتحف "طوبي قابي". لقب المسلمون السلطان سليمان بالقانوني لأنه وضع مع شيخ الإسلام أبو السعود أفندي قوانينًا، وراعى فيها الظروف الخاصة لأقطار دولته، وحرص على أن تتفق مع الشريعة الإسلامية والقواعد العرفية، وقد ظلت هذه القوانين التي عرفت باسم "قانون نامه سلطان سليمان" أي دستور السلطان سليمان تطبق حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري- التاسع عشر الميلادي. بينما لقبه الأوربيون بالعظيم والكبير لعظيم ما قدم وحقق في عصره. ومن أعماله العظيمة حملته المعمارية في بيت المقدس وترميم سور القدس الحالي.من صور عظمة وقوة السلطان العثماني سليمان القانونيعزم شارل الخامس على القيام بحملة عسكرية تستهدف القضاء على حركة الجهاد الإسلامي في الحوض الغربي للبحر المتوسط وقبل أن يشرع في تنفيذها كان هدوءاً نسبياً يسود القارة الأوربية إثر عقد هدنة نيس في محرم 945هـ/ يونيو 1538م مع فرنسا والتي كانت مدتها عشر سنوات رسا شارل الخامس أمام مدينة الجزائر في يوم الثامن والعشرون من شهر جمادي الأخيرة سنة 948هـ الموافق الخامس عشر من شهر اكتوبر 1541م وعندما شاهده حسن آغا الطوشي، اجتمع في ديوانه مع أعيان الجزائر وكبار رجال الدولة، وحثهم على الجهاد والدفاع عن الإسلام والوطن قائلاً لهم "... لقد وصل العدو عليكم ليسبي أبناءكم وبناتكم، فاستشهدوا في سبيل الدين الحنيف... هذه الأراضي فتحت بقوة السيف ويجب الحفاظ عليها، وبعون الله النصر حليفنا، نحن أهل الحق... "، فدعا له المسلمون وأيدوه في جهاد العدو، ثم بدأ حسن آغا في إعداد جيوشه والاستعداد للمعركة. من ناحية أخرى بدأ الاسبان في تحضير متاريسهم وتعجب شارل الخامس لاستعدادات حسن آغا وأراد أن يستهزئ به، فأمر كاتبه بإعداد خطاب لحسن آغا جاء فيه "... أنت تعرفني أنا سلطان.. كل ملة المسيحيين تحت يدي إذا رغبت في مقابلتي سلمني القلعة مباشرة.. أنقد نفسك من يدي وإلا أمرت بإنزال أحجار القلعة في البحار، ثم لا أبقي عليك ولاسيدك ولا الأتراك، وأخرب كل البلاد... " وصل ذلك الخطاب إلى حسن آغا وأجاب عليه "...أنا خادم السلطان سليمان... تعالى واستلم القلعة ولكن لهذه البلاد عادة، أنه إذا جاءها العدو، لايعطي إلا الموت ". وأنعم السلطان سليمان على حسن آغا الطوشي برتبة الباشوية، لدوره الفعال في النصر وخلى البحر المتوسط تقريباً من الأساطيل الأسبانية التي كانت تضمد جراحها وتحاول استرجاع قوتها، فانطلقت السفن العثمانية نحو السواحل الاسبانية والايطالية وتوالت هنالك الغزوات وساد الرعب والفزع تلك النواحي التي بقيت مفتوحة في وجه العثمانيين يتوغلون داخلها ويغنمون مافيها، كما صارت الدولة الأوربية تعمل للعثمانيين حساباً، فاهتز بذلك مركز الاسبان في وهران وغيرها من مناطق نفوذهم في الشمال الافريقي. كان فشل شارلكان (شارل الخامس) في حملته على الجزائر، ذا أثر عميق لا على الإمبراطورية الاسبانية، ولا على ملكها شارلكان، وإنما على مستوى الأحداث العالمية. وقد حفظ الشعر العربي هذا الحدث الذي قيل فيه: سلوا شرلكان كم رأى من جنودنافليس له إلا هُمُ من زواجرفجهز اسطولاً وجيشاً عرمرمًاولكنه قد آب أوبة خاسر توفي_رحمه الله _ أثناء حصار مدينة سيكتوار في 5 سبتمبر 1566

admin
06-21-2009, 10:15 AM
السلطان عبد المجيد الأول(1255-1277هـ/1839-1860م)، كان السلطان عبدالمجيد الأول، ضعيف البنية شديد الذكاء، واقعياً ورحيماً، وترقت في أيامه العلوم والمعارف، واتسعت دائرة التجارة، وشيدت الكثير من المباني الفاخرة، ومدَّت في عهده أسلاك الهاتف وقضبان السكك الحديدية. إلا أنه أخطأ في بعض الأمور الإدارية مساويًا بين جميع رعايا الدولة العثمانية، وإعطاء أهل الذمة الحرية في كثير من أمور تخالف الشريعة حتى ألف السياسي الروماني والمؤرخ دجوفارا في بداية القرن العشرين كتابًا أسماه"مئة خطة لتقسيم إرث الدولة العثمانية" والذي قال فيه:إن من الأسباب التي أدت إلى القضاء على الدولة العثمانية هو تسامحها وإعطائها الحرية للرعايا غير المسلمين". ومن جملة ما أصدره مرسوم من السلطان عرف (بخط شريف جلخانة) أي المرسوم المتوج بخط السلطان الذي صدر عن سراي الزهر عام 1839م وجاء فيه: (... لايخفى على عموم الناس أن دولتنا العلية من مبدأ ظهورها وهي جارية على رعاية الأحكام القرآنية الجليلة والقوانيين الشرعية المنيفة بتمامها ولذا كانت قوة سلطتنا السنية ورفاهية وعماريه أهاليها وصلت حد الغاية، وقد انعكس الأمر منذ مائة وخمسين سنة بسبب عدم الانقياد والامتثال للشرع الشريف ولا للقوانين المنيفة بناءً على طروء الكوارث المتعاقبة والأسباب المتنوعة فتبدلت قوتها بالضعف وثروتها بالفقر....) ثم جاءت بيانات يمكن تلخيص بعضها فيما يلي:1- صيانة حياة وشرف وممتلكات الرعايا بصورة كلية بغض النظر عن المعتقدات الدينية.2- ضمان طريقة صحيحة لتوزيع وجباية الضرائب.3- توخي العدل والإنصاف في فرض الجندية وتحديد أمدها. 4- المساواة في الحقوق والواجبات بين المسلم وغير المسلم.

admin
06-21-2009, 10:26 AM
السلطان عبد الحميد الثانيوهو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86)، وآخر من أمتلك سلطة فعلية منهم. وولد في 21 سبتمبر (http://ar.wikipedia.org/wiki/21_%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1)1842 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1842) م، وتولى الحكم عام 1876 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1876) م. أبعد عن العرش عام 1909 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1909) م بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 10 فبراير (http://ar.wikipedia.org/wiki/10_%D9%81%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B1)1918 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1918) م. وتلقى السلطان عبد الحميد تعليمه بالقصر السلطاني واتقن من اللغات: الفارسية والعربية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9) وكذلك درس التاريخ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE) والأدب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8). دعا جميع مسلمي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) العالم في آسيا الوسطى وفي الهند (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D9%86%D8%AF)والصين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86) وأواسط أفريقيا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7) وغيرها إلى الوحدة الإسلامية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) والانضواء تحت لواء الجامعة الإسلامية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85)، ونشر شعاره المعروف "يا مسلمي العالم اتحدوا"، وأنشأ مدرسة للدعاة المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) سرعان ما أنتشر خريجوها في كل أطراف العالم الإسلامي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) الذي لقي منه السلطان كل القبول والتعاطف والتأييد لتلك الدعوة، ولكن قوى الغرب قامت لمناهضة تلك الدعوة ومهاجمتها. قرَّب إليه الكثير من رجال العلم والسياسة المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86) واستمع إلى نصائحهم وتوجيهاتهم. عمل على تنظيم المحاكم والعمل في "مجلة الأحكام العدلية" وفق الشريعة الإسلامية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85). قام ببعض الإصلاحات العظيمة، حرص على إتمام مشروع خط السكة الحديدية التي تربط بين دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) والمدينة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9) المنورة لِمَا كان يراه من أن هذا المشروع فيه تقوية للرابطة بين المسلمين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86)، تلك الرابطة التي تمثل صخرة صلبة تتحطم عليها كل الخيانات والخدع الإنجليزية، على حد تعبير السلطان نفسه. وتوفي السلطان عبد الحميد الثاني في المنفى في 10 فبراير من عام 1918 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1918) م، رحمه الله وأدخله الجنة. هذه جولة سريعة في سيرة بعض سلاطين الدولة العلّية العثمانية كي نرى مدى اهتمامهم في الدين الإسلامي واللغة العربية، وأنهم لم يضمروا أي عداء للغة القرآن، بل حافظوا ودافعوا عن الإسلام وعقيدته، وتعلموا اللغة العربية وأحبوها ونشروها الإسلام في شتى أنحاء المعمورة. هذا ما كان من شأن السلاطين والحكام الأتراك المسلمين، وأما أمر العلماء فحدث ولا حرج، فقد اهتم العلماء المسلمون عربًا وتركًا على مر عصور الدولة العثمانية بالعلوم على تباين أنواعها وتنوع أصنافها، فقد برعوا في الهندسة والطب والفلك والكيمياء والفيزياء، وأبدعوا في العلوم الشرعية من فقه وعقيدة وعلوم الحديث وعلوم اللغة العربية، وكفى العصر العثماني الناهض العالم العلامة البحر أحمد بن مصطفى المشهور بطاش كبرى زاده التركي الأصل، صاحب المؤلفات القيّمة باللغة العربية والعلوم الشرعية، وهو صاحب كتاب "الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية"، وصاحب كتاب "مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم" وهذا كتاب ماتع جدًا جدًا يدل على سمو وعلو كعب الكاتب وتبحره في علوم اللغة العربية، وفي هذا الكتاب جاء باعتراف جليل من عالم مبجل بحق اللغة العربية حيث قال_رحمه الله_:"ثم أن تركيبات تلك الحروف، لما أمكنت على وجوه مختلفة، وأنحاء متباينة مع التغاير الحاصل في حروفها، من جهة المخارج والأوصاف، حصل لهم أسنة مختلفة ولغات متباينة، بحيث لا تعد كثرة، إلا أن أفضلها وأعلاها اللغة التي خصت بها أوسط الأمم، وهم خير أمة أخرجت للناس.وخير الأمور أوسطها، وقد نزلت عليها أشرف الكتب وأعلاها وأقومها وأدومها، أعني التنزيل الذي شرفه الله تعالى بالبراءة من النسخ والتبديل.سيما وقد نطق بهذه اللغة أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأشرفهم وفص خاتمهم. وهل اتصف لغة غير هذه بالبلاغة والإعجاز، وبسحر الكناية والمجاز.وهل اختص غير هذه بفنون لو عُدّ أشهرها لبلغت إلى الأربعين، وهل تشرف ما عداها بالتحدي حتى فاق واجد على مئين.وقل لي هل ظهرت العلوم منقحة بلغة آخرى؟ أفليست هذه بالتعظيم والتبجيل أحرى، الحمد لله الذي جبلني على الحب لهذه اللغة الجليلة الشأن.والشغف بهذا اللسان الباهر البرهاني".اهـ

admin
06-21-2009, 10:35 AM
نبذة من سيرة العلامة طاش كبرى زادههو أحمد بن مصطفى بن خليل المعروف بطاش كبري زاده من مشاهير الموسوعيين العثمانيين وكتّاب السير. ولد في (بورسه) سنة 901هـ، وخير من يُعرف بنفسه هو صاحب النفس حيث قال _رحمه الله_:"ثم إني ولدت في الليلة الرابع عشرة من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعمائة ولما بلغت سن التمييز انتقلنا الى بلدة انقره فشرعنا هناك في قراءة القرآن العظيم وعند ذلك لقبني والدي بعصام الدين وكناني بأبي الخير وكان لي أخ أكبر مني بسنتين اسمه محمد ولقبه والدي بنظام الدين وكناه بأبي سعيد ثم انه لما ختمنا القرآن انتقلنا الى مدينة بروسه فعلمنا والدي شيئا من اللغات العربية ثم انه رحمه الله سافر الى مدينة قسطنطينية وسلمني الى العالم العامل علاء الدين الملقب باليتيم وقد أسلفنا ذكره فقرات عليه من الصرف مختصرا مسمى بالمقصود ومختصر عز الدين الزنجاني ومختصر مراح الأرواح وقرأت عليه أيضًا من النحو مختصر المائة للشيخ الإمام عبد القاهر الجرجاني وكتاب المصباح للإمام المطرزي وكتاب الكافية للشيخ العلامة ابن الحاجب وحفظت كل ذلك بمشاركة أخي المزبور ثم شرعنا في قراءة كتاب الوافية في شرح الكافية ولما بلغنا مباحث المرفوعات جاء عمي قوام الدين قاسم إلى مدينة بروسه وصار مدرسا بمدرسة مولانا خسرو وهناك قرأنا عليه من مباحث المرفوعات إلى مباحث المجرورات وعند ذلك مرض أخي مرضا مزمنا والتمس مني أن أتوقف إلى ان يبرأ فتوقفت لأجله فقرأت في تلك المدة على عمي كتاب الهارونية من الصرف وألفية ابن مالك من النحو ولما أتممت حفظها توفي أخي في سنة أربع عشرة وتسعمائة رحمه الله تعالى فشرعت في قراءة ضوء المصباح علي عمي فقرأنه من أوله إلى آخره وكتبت ذلك الكتاب وصححته غاية التصحيح والإتقان ثم قرأت عليه من المنطق مختصر ايساغوجي مع شرحه لحسام الدين الكاتي وقرأت عليه أيضًا بعضا من شرح الشمسية للعلامة الرازي وعند ذلك أتى والدي من مدينة قسطنطينية إلى مدينة بروسه وصار مدرسا بحسينية اماسيه ولما وصلنا إليها قرأت عليه شرح الشمسية من أول الكتاب الى آخره مع حواشي السيد الشريف عليه ثم قرأت عليه شرح العقائد للعلامة التفتازاني مع حواشي المولى الخيالي عليه ثم قرأت عليه شرح هداية الحكمة لمولانا زاده مع حواشي المولى خواجه زاده عليه ثم قرأت عليه شرح آداب البحث لمولانا مسعود الرومي ثم قرأت عليه شرح الطوالع للعلامة الأصفهاني من أوله إلى آخره مع حواشي السيد الشريف عليه ثم قرأت عليه بعض المباحث من حاشية شرح المطالع للسيد الشريف قراءة تحقيق وإتقان ثم قال لي رحمه الله إني قضيت ما علي من حق الأبوة فالأمر بعد ذلك إليك وما أقرأني بعد ذلك شيئا ثم قرأت على خالي حواشي شرح التجريد للسيد الشريف من أول الكتاب إلى مباحث الوجوب والإمكان قراءة تحقيق وإتقان ثم قرأت على العالم الفاضل المولى محيي الدين الفناري شرح المفتاح للسيد الشريف من أول مباحث المسند إلى آخر مباحث الفصل والوصل ثم قرأت على العالم العامل والفاضل الكامل المولى محيي الدين سيدي محمد القوجوي شرح المواقف للسيد الشريف من أول الإلهيات إلى مباحث النبوات قراءة تحقيق وإتقان وقرأت عليه أيضًا تفسير سورة النبأ من الكشاف ثم قرأت على العالم الفاضل الكامل المولى بدر الدين محمود بن قاضي زاد الرومي الشهير بميرم جلبي كتاب الفتحية للمولى علي القوشجي من الهيئة وكنت أقرأ عليه وهو يكتب له شرحا وأتحف ذلك الشرح للسلطان سليم خان فنصبه قاضيا بالعسكر المنصور في ولاية اناطولي ثم قرأت على المولى العالم العامل الشيخ محمد التونسي مولدا المغوشي شهرة بعضا من صحيح البخاري ونبذا من كتاب الشفاء للقاضي عياض وقرأت عليه أيضًا علم الجدل وعلم الخلاف وباحثت معه في العلوم العقلية والعربية حتى أجازني إجازة ملفوظة مكتوبة أن اروي عنه التفسير والحديث وسائر العلوم وجميع ما يجوز له ويصح عنه رواية وهو يروي عن شيخه ولي الله شهاب الدين احمد البكي المغربي وهو يروي عن شيخه حافظ المشرقين أمير المؤمنين في الحديث شهاب الدين احمد ابن حجر العسقلاني ثم المصري وأيضا أجاز لي بالتفسير والحديث والدي وهو يروي عن والده وهو يروي عن مولانا يكان وهو يروي عن المولى النكساري وهو يروي عن جمال الدين الاقسرائي وعن الشيخ أكمل الدين وأيضا يرويهما والدي عن المولى خواجه زاده عن المولى فخر الدين العجمي المفتي وهو يرويهما عن مولانا حيدر وهو يرويهما عن المولى سعد الدين التفتازاني وأيضًا أجاز لي بالتفسير والحديث المولى الفاضل سيدي محيي الدين القوجوي المذكور وهو يرويهما عن شيخه العالم العامل الفاضل الكامل المولى حسن جلبي الفناري وهو يرويهما عن تلامذة الشيخ شهاب الدين احمد بن حجر. ثم إن هذا العبد الفقير صار مدرسا أولا بمدرسة ديمهتوقه في أواخر شهر رجب المرجب لسنة إحدى وثلاثين وتسعمائة ودرست هناك الشرح المطول للتخليص من أول قسم البيان إلى مباحث الاستعارة وحواشي شرح التجريد من أول الكتاب إلى آخر مباحث أمور العامة ودرست هناك أيضًا شرح الفرائض للسيد الشريف ثم صرت مدرسا بمدرسة المولى الحاج حسن بمدينة قسطنطينية في أوائل شهر رجب المرجب لسنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة ودرست هناك شرح الوقاية لصدر الشريعة من أول الكتاب إلى كتابا البيع ودرست هناك أيضًا شرح المفتاح للسيد الشريف من أول الكتاب إلى مباحث الإيجاز والإطناب ودرست هناك أيضا حواشي شرح التجريد من مباحث أمور العامة إلى مباحث الوجوب والإمكان ونقلت هناك كتاب المصابيح من الحديث من أول الكتاب إلى آخره مرتين وبعد إتمامه توفي المولى الوالد رحمه الله تعالى بمدينة قسطنطينية وقت الضحوة من اليوم الثاني عشر من شهر شوال لسنة خمس وثلاثين وتسعمائة ثم صرت مردسا باسحاقية اسكوب في أوائل شهر ذي الحجة لسنة ست وثلاثين وتسعمائة وارتحلت إليها ونقلت هناك أيضًا كتاب المصابيح من أوله إلى آخره وكتاب المشارق من أوله إلى آخره في شهر رمضان ودرست هناك أيضًا كتاب التوضيح من أوله إلى آخره ودرست هناك أيضًا شرح الوقاية لصدر الشريعة من أول كتاب البيع إلى آخره ودرست هناك أيضا شرح الفرائض للسيد الشريف ودرست هناك أيضا شرح المفتاح من أول فن البيان إلى آخر الكتاب ثم ارتحلت إلى مدينة قسطنطينية وصرت مدرسا بها بمدرسة قلندرخانه في اليوم السابع عشر من شهر شوال المكرم لسنة اثنتين وأربعين وتسعمائة ونقلت هناك كتاب المصابيح من أوله إلى كتاب البيوع ودرست هناك أيضا شرح المواقف من أول مباحث الوجوب والإمكان إلى مباحث الأعراض ودرست هناك أيضا بعضا من شرح الوقاية لصدر الشريعة ونبذا من شرح المفتاح للسيد الشريف ثم انتقلت إلى مدرسة الوزير مصطفى باشا بالمدينة المزبورة في اليوم الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وتسعمائة ونقلت هناك كتاب المصابيح من كتاب البيوع إلى آخر الكتاب وابتدأت بدراسة كتاب الهداية حتى وصلت إلى كتاب الزكاة ودرست هناك أيضا بعض المباحث من أول الإلهيات من شرح المواقف ثم انتقلت إلى إحدى المدرستين المتجاورتين بأدرنه في اليوم الرابع من شهر ذي القعدة لسنة خمس وأربعين وتسعمائة وابتدأت هناك برواية صحيح البخاري ونقلت منه مجلدة واحدة من المجلدات التسع ودرست هناك كتاب الهداية من أول كتاب الزكاة إلى آخر كتاب الحج ودرست هناك أيضا كتاب التلويح من أول الكتاب إلى التقسيم الأول ثم انتقلت إلى إحدى المدارس الثمانية في اليوم الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول لسنة ست وأربعين وتسعمائة ونقلت هناك صحيح البخاري وأتممته مرتين ونقلت تفسير سورة البقرة من تفسير البيضاوي ودرست هناك كتاب الهداية من أول كتاب النكاح إلى كتاب البيوع ودرست كتاب التلويح من التقسيم الأول إلى مباحث الأحكام ثم انتقلت إلى مدرسة السلطان بايزيدخان بمدينة أدرنه في اليوم الحادي عشر من شهر شوال لسنة إحدى وخمسين وتسعمائة ونقلت هناك من صحيح البخاري مقدار ثلثه ودرست هناك كتاب الهداية من كتاب البيوع إلى كتاب الشفة وكتاب التلويح من قسم الأحكام إلى آخر الكتاب ودرست هناك أيضا شرح المواقف ودرست هناك أيضا شرح الفرائض للسيد الشريف إلى أن وصلت مباحث التصحيح ثم صرت قاضيا بمدينة بروسه في اليوم السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك لسنة اثنتين وخمسين وتسعمائة فيا ضيعة الأعمار ثم صرت مدرسا بإحدى المدارس الثمان ثانيا في اليوم الثامن عشر من شهر رجب المرجب لسنة أربع وخمسين وتسعمائة ونقلت هناك صحيح البخاري وأتممته ودرست هناك كتاب الهداية من كتبا الشفعة إلى آخر الكتاب ودرست هناك أيضا كتاب التلويح من أوله إلى التقسيم الرابع ودرست هناك أيضا حواشي الكشاف للسيد الشريف إلى أن وصلت غلى أثناء سورة الفاتحة ثم صرت قاضيا بمدينة قسطنطينية في اليوم السابع عشر من شهر شوال المكرم لسنة ثمان وخمسين وتسعمائة واخترمت اشغال القضاء ما كنت عليه من الاشتغال بالعلم الشريف كان ذلك في الكتاب مسطورا وكان أمر الله قدرا مقدورا ثم وقعت لي في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول لسنة إحدى وستين وتسعمائة عارضة الرمد ودام ذلك شهورا وأضرت بذلك عيناي وأرجو من الله تعالى سبحانه أن يعوضني منهما الجنة على مقتضى وعد نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم ثم ان الله تعالى قد وفق هذا العبد الضعيف في أثناء اشتغاله بالعلم الشريف لبعض التصانيف من التفسير وأصول الدين وأصول الفقه والعربية وأيضا من الله سبحانه علي بحل بعض المباحث الغامضة وتحقيق المطالب العالية وكتبت لكل منها رسالة ومجموعها ينيف على ثلاثين إلا أن صوارف الأيام بتقدير الملك العلام قد اخترمتها ولم يتيسر لي تبييضها هذا ما منحني الله تعالى من العلوم والمعارف وما قسمه الله لي بحسب استعدادي الفطري وفوق كل ذي علم عليم وليس هذا والعياذ بالله تعالى ادعاء للعلم والفضيلة بل ائتمار لقوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث فليكن هذا آخر الكتاب وقد أمليته على بعض من الأصحاب مع كلال البصر وكمال الحصر وقلة الفطن وضيق العطن ووقوعي في زاوية الخمول والنسيان والانقطاع عن الإخوان والخلان والحمد لله على كل حال وله الشكر على الإنعام والأفضال وقد فرغت من إملائه يوم السبت آخر شهر رمضان المبارك في تاريخ سنة خمس وستين وتسعمائة بمدينة قسطنطينية المحمية حماها الله تعالى في ظل واليها عن الآفات والبلية وحفها بالميامن البهية والبركات السنية والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا والصلاة على نبيه محمد وآله وصحبه متوافرا متكاثرا ورضي الله عنا وعن العلماء العاملين والمشايخ الزاهدين والفقراء القانعين ورحم الله تعالى أسلافنا وأبقى بمنه أخلافنا انه الحنان المنان ذو المن والإحسان ورضي الله تعالى عن الأصحاب والأحباب الذين اجتهدوا في جمع هذا الكتاب وعن كافة المسلمين أجمعين بحرمة نبيه محمد الأمين وآله وصحبه الأكرمين ولنختم الكلام ببعض من جوامع الأدعية المروية عن سيد الأنام عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا رب تقبل توبتي واغسل حوبتي واجب دعوتي وثبت حجتي وسدد لساني وأهد قلبي واسلل سخيمة صدري سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. من مصنفاته: كتاب (الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية)، الذي كتبه باللغة العربية وضمّنه سير 522 من علماء وشيوخ الطرق، وترجم بعد ذلك إلى اللغة التركية. وله كتاب (العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم) و (مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم)، تكلم فيه عن العلوم وأقسامها وفروعها و (نوادر الأخبار في مناقب الأخيار) وغير ذلك. علماء الدولة العثمانية هم كثر من عرب وترك وفرس، وقد ذكرهم العلامة طاش كبري زاده وصنفهم طبقات حتى تاريخ انتهائه من تحرير كتابه عام 965هـ، وسوف أتعرض لعلماء اللغة العربية والفقه والعقيدة اقتصارًا على ما يبحث الكتاب، وسوف اذكرهم تسلسليًا كما ذكرهم العلامة طاش كبرى زاده، ثم بعد ذلك سوف أذكر العلماء حتى آخر عالم مسلم تركي يفوح منه عطرالخلافة وتلمح فيه عزة الإسلام ومنعته، والذي كتب باللغة العربية التي أحبها ودافع عنها دفاعًا فذًا فريدًا عنيفًا...

admin
06-28-2009, 03:24 PM
الطبقة الاولىفي علماء دولة السلطان عثمان الغازي روح الله تعالى روحه العزيز بويع له بالسلطنة في سنة تسع وتسعين وستمائة:1. المولى طورسون فقيه ختن المولى اده باليوهو من بلاد قرامان قرأ على المولى المذكور التفسير والحديث والاصول وتفقه عنده وبعد وفاته قام مقامه في أمر الفتوى وتدبير امور السلطنة وتدريس العلوم الشرعية وكان عالما عاملا مجاب الدعوة.2.المولى خطاب بن ابي القاسم القره حصاري رحمه اللهقرأ ببلاده على علماء عصره ثم ارتحل الى البلاد الشامية وقرا على علمائها وأخذ منهم الفقه والحديث والتفسير ثم عاد الى بلاده وتوفي بها رحمه الله وله شرح نافع على منظومة الشيخ العالم عمر النسفي في الخلافيات فرغ من تصنيفه في صفر سنة سبع عشرة وسبعمائة.

admin
06-28-2009, 03:49 PM
الطبقة الثانيةفي علماء دولة السلطان اورخان بن عثمان الغازي طيب الله ثراه بويع له بالسلطنة بعد وفاة ابيه سنة ست وعشرين وسبعمائة:1.العالم العامل والفاضل الكامل المولى داود القيصري القرامانياشتغل في بلاده ثم ارتحل الى مصر وقرا على علمائه التفسير والحديث والاصول وبرع في العلوم العقلية وحصل علم التصوف وشرح فصوص ابن العربي ووضع لشرحه مقدمة بين فيها اصول علم التصوف ويفهم من كلامه في تلك المقدمة مهارته في العلوم النقلية.2.العالم الفاضل المولى محسن القيصريقرأ العلوم على المولى مجدالدين القيصري واطلع على فنون كثيرة من أقسام الفنون الادبية وانواع العلوم الشرعية ثم ارتحل الى البلاد الشامية وقرا على علمائها التفسير والحديث ثم عاد الى بلاده وتوفي بها ونظم ترجمة كتاب في الفقه وأجاد فيه كل الاجادة ونظم ايضا علم الفرائض نظما حسنا بليغا جامعا للمسائل ثم شرحه شرحا بين فيه دقائقه واسراره وله شرح على مختصر الشيخ الاندلسي في علم العروض احسن في ترتيبه وضمنه فوائد كثيرة.3.الشيخ العارف بالله الشيخ المعروف بالنسبة الى الغزالوهو المشهور في لسانهم بكيكلوبابا ولم يشتهر اسمه وانما نسب الى الغزال لانه كان يركب الغزال وكان الغزال مسخرا له ومولده ببلدة خوي من بلادالعجم ثم ارتحل الى بلادالروم وحضر فتح بروسا مع السلطان اورخان راكبا الغزال وتوطن قريبا من مدينة بروسا ومات هناك ودفن بذلك الموضع وبنى السلطان اورخان على قبره قبة وقبره مشهور يزار ويتبرك به.

admin
06-28-2009, 03:55 PM
الطبقة الثالثةومن علماء الطبقة الثالثة، وهي الطبقة التي كانت في عهد السلطان مراد بن اورخان الغازي المشهور عند الناس بغازي خداوند كار روح الله روحه ونور ضريحه بويع له بالسلطنة بعد وفاة ابيه في سنة احدى وستين وسبعمائة:1.المولى محمود القاضيولد بمدينة بروسا رحمه الله بموضع يقال له سلطان اوكي وقرأ على علماء زمانه العلوم العربية والشرعية والتفسير والحديث وبرع في كل منها ثم استقضاه السلطان مراد الغازي بمدينة بروسا وكان قاضيا بها مدة كبيرة، واعتنى بالرياضة اشد اعتناء حتى برع فيها وفاق على أقرانه بل على من تقدمه وشرح اشكال التأسيس في الهندسة في سنة خمس عشرة وثمانمائة وشرح كتاب الجغمني في الهيئة في سنة اربع عشرة وثمانمائة واعتذر في خطبته عن ترك وطنه وإقامته بسمرقند وقال:ولا عيب فيهم غير أن ضيوفهمتلام بنسيان الأحبـة والوطـن2.المولى الاعظم الشيخ جمال الدين محمد بن محمد الاقسرائي قدس الله سره العزيزكان عالما فاضلا كاملا تقيا نقيا عارفا بالعلوم العربية والشرعية والعقلية وقد درس فأفاد وصنف فأجاد وانتفع به كثير من الفضلاء وتخرج عنده جمع من العلماء كتب حواشي على الكشاف وصنف شرح الايضاح في المعاني وشرح الانموذج في الطب روي ان المولى المذكور من نسل الامام فخر الدين الرازي وهو رابع مرتبة منهم لانه هو المولى جمال الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الامام فخر الدين محمد الرازي روح الله أرواحهم وكان رحمه الله مدرسا في بلاد قرامان بمدرسة مشهورة بمدرسة السلسلة وقد شرط بانيها ان لا يدرس فيها الا من حفظ الصحاح للجوهري.

admin
06-28-2009, 03:59 PM
الطبقة الرابعةفي علماء دولة السلطان بايزيد خان ابن السلطان مراد الغازي الملقب بيلدرم بايزيد روح الله روحه وغفر له بويع له بالسلطنة بعد وفاة ابيه في رابع شهر رمضان المبارك من شهور سنة احدى وتسعين وسبعمائة:1 شمس الدين محمد بن حمزة بن محمد الفناري قدس الله روحه العزيزقال ابن حجر كان المولى الفناري عارفا بالعلوم العربية وعلمي المعاني والبيان وعلم القراآت كثير المشاركة في الفنون ولد رحمه الله في صفر سنة احدى وخمسين وسبعمائة وأخذ عن العلامة علاء الدين الاسود شارح المغني والوقاية وأخذ ببلاده عن الجمال محمد بن محمد بن محمد الاقسرائي ولازم الاشتغال ورحل الى مصر لاجل الاشتغال واخذ عن الشيخ أكمل الدين وغيره ثم رجع الى الروم فولي قضاء بروسا. وله مصنف في أصول الفقه سماه فصول البدائع في أصول الشرائع جمع فيه المنار والبزدوي ومحصول الامام الرازي ومختصر ابن الحاجب وغير ذلك واقام في عمله ثلاثين سنة وله تفسير الفاتحة ورسالة اتى فيها بمسائل من مائة فن وأورد عليها اشكالات وسماها انموذج العلوم قال ابن حجر كتب لي بخطه بالاجازة لما قدم القاهرة مات في رجب سنة اربع وثلاثين وثمانمائة.2.العالم العارف بالله الشيخ شهاب الدين السيواسي ثم الاياثلوغيكان رحمه الله عبد لبعض من اهالي سيواس فتعلم في صغره مباني العلوم ثم قرا على علماء عصره حتى فاق أقرانه وبرع في كل العلوم ثم اتصل بخدمة الشيخ محمد خليفة الشيخ زين الدين الحافي وحصل عنده علوم الصوفية ثم ارتحل مع شيخه الى بلدة أياثلوغ وأكرمه الامير ابن ايدين غاية الاكرام فتوطن هناك ومات في حدود الثمانين من المائة الثامنة ودفن بها وقبره مشهور يزار ويتبرك به وله تفسير القرآن العظيم سماه بعيون التفاسير وهو المشهور بين الناس بتفسير شيخ و له رسالة في طريقة الصوفية سماها رسالة النجاة في شرف الصفات من تصفحها يشهد له بأن له قدما راسخا في التصوف وله رسالة أخرى في التصوف.3.العالم الرباني والفاضل الصمداني الشيخ قطب الدين الازنيقيكان رحمه الله تعالى عالما فاضلا زاهدا متورعا وكان له حظ عظيم من التصوف ولد بازنيق وقرا على علماء زمانه وتمهر في كل العلوم لا سيما العلوم الشرعية وتوفي بها وصنف في كتاب الصلاة مصنفا جامعا لمسائلها روي انه لما اجتاز تيمور خان بالبلاد الرومية اجتمع مع الشيخ المذكور فقال له الشيخ عليك ان تترك صنيعك هذا من قتل عباد الله وسفك الدماء المحرمة فقال يا شيخ إني انزل في منزل وباب خيمتي الى الشرق فأجد بابها في الغد الى المغرب فإذا ركبت يركب امامي نحو خمسين رجلا لا يراهم غيري وإني اقفو اثرهم وامتثل امرهم فقال له الشيخ كنت سمعتك رجلا عاقلا والان علمت انك جاهل فقال من اين قلت هذا قال لانك تفتخر بوصف الشيطان وهو كونه مظهرا لقهر الله ثم افترقا مات رحمه الله في اليوم الثامن من ذي القعدة لسنة احدى وعشرين وثمانمائة رحمه الله تعالى.4.الشيخ العارف بالله عبدالرحمن بن علي بن احمد البسطامي مشربا والحنفي مذهبا والانطاكي مولدا كان رحمه الله عالما بالحديث والتفسير والفقه عارفا بخواص الحروف وعلم الوفق والتكسير وله يد طولى في معرفة الجفر والجامعة والوقوف على التواريخ ولما رغب في الاطلاع على العلوم الغريبة طاف البلاد ورحل الى البلاد الشامية ودخل القاهرة وطاف البلاد الغربية حتى نال بغيته وكان له تصرف عظيم بخواص الحروف وتأثير عظيم بالاشتغال بأسماء الله تعالى وكان له في ذلك حكايات غريبة لا يفي بذكرها هذا المختصر ثم انه دخل مدينة بروسا واجتمع معه المولى الفناري واستفاد منه كثيرا من العوم الغريبة وله تصانيف في علم الجفر وعلم الوفق وخواص أسماء الله تعالى وفي علم التواريخ لا يمكن تعدادها ورأيت اكثرها بخطه وكان خطه في غاية الاحكام والاتقان وجميع مصنفاته محررة متقنة يعتمد عليها وأجل مصنفاته كتاب الفوائح المسكية في الفواتح المكية أدرج فيه ما يفوق مائة علم وكتاب شمس الافاق في علم الحروف والاوفاق.

admin
06-28-2009, 04:09 PM
الطبقة الخامسةفي علماء دولة السلطان محمد بن بايزيد خان بويع له بالسلطنة في سنة ست عشرة وثمانمائة ومن العلماء في زمانه:1.المولى العالم الفاضل برهان الدين حيدر بن محمود الحوافي الهروي كان رحمه الله من تلامذة مولانا سعد الدين التفتازاني، وكان رحمه الله عالما فاضلا محققا مدققا بلغ من مراتب الفضل اعلاها ورأيت له حواشي على شرح الكشاف لاستاذه المولى العلامة سعدالدين التفتازاني اورد فيها اجوبة عن اعتراضات الفاضل الشريف على استاذه وله شرح لايضاح المعاني وسمعت ان له شرحا للفرائض السراجية، وكان رحمه الله ذا عفاف ومروأة وصاحب ورع وتقوى مات في عشر الثلاثين وثمانمائة روح الله روحه ونور ضريحه.2.العالم الفاضل المولى يعقوب بن ادريس ابن عبد الله النكيدي الحنفي الشهير بقرا يعقوب نسبة الى نكيدة من بلاد قرامانولد رحمه الله سنة تسع وثمانين وسبعمائة واشتغل في بلاده ومهر في الاصول والعربية والمعاني وكتب على المصابيح شرحا وعلى الهداية حواشي ودخل الى البلادالشامية والقاهرة ثم رجع الى بلاده فاقام بلارنده الى ان مات في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة رحمه الله تعالى.3.المولى العلامة محيي الدين الكافية جي لقب بذلك لكثرة اشتغاله بكتاب الكافية في النحو وهو محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الرومي البرغمي قال السيوطي شيخنا العلامة استاذ الاستاذ ابن محيي الدين ابو عبدالله الكافية جي ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة واشتغل بالعلم أول ما بلغ ورحل الى بلاد العجم والتبريز ولقي العلماء الاجلاء فأخذ العلوم عن شمس الدين الفناري والبرهان حيدره والشيخ واجد وابن فرشته شارح المجمع وحافظ الدين البزازي وغيرهم ودخل القاهرة وأخذ عنه الفضلاء والاعيان وولي مشيخة الشيخونية لما رغب عنها ابن الهمام وكان اماما كبيرا في المعقولات كلها الكلام وأصول الفقه والنحو والتصريف والاعراب والمعاني والبيان والجدل والمنطق والفلسفة والهيئة بحيث لا يشق احد غباره بشيء من هذه العلوم وله اليد الحسنة في الفقه والتفسير والنظر في علوم الحديث والف فيه وأما تصانيفه في العلوم العقلية فلا تحصى بحيث اني سألته ان يسمي لي جميعها لاكتبها في ترجمته فقال اقدر على ذلك قال ولي مؤلفات كثيرة نسيتها فلا أعرف الان اسماءها وأكثرها مختصرات وأجلها وأنفعها على الاطلاق شرح قواعدالاعراب وشرح كلمتي الشهادة وله مختصر في علوم الحديث ومختصر في علوم التفسير مسمى بالتيسير قدر ثلاث كراريس وكان يقول انه اخترع هذا العلم ولم يسبق اليه وذلك لان الشيخ لم يقف على البرهان للزركشي ولا على مواقع العلوم للجلال البلقيني وكان صحيح العقيدة في الديانات حسن الاعتقاد في الصوفية محبا لاهل الحديث كارها لاهل البدع كثير التعبد على كبر سنه كثير الصدقة والبذل لا يبقي على شيء سليم الفطرة صافي القلب.، توفي الشيخ شهيدا بالاشهاد ليلة الجمعة رابع جمادى الاولى سنة تسع وسبعين وثمانمائة هذا ما ذكره السيوطي رحمه الله. هذا مختصر علماء العصر العثماني كما ذكره العالم العلامة طاش كبرى زاده.

admin
06-28-2009, 04:15 PM
وهناك علماء غيرهم نبغوا وحتى لفظت الخلافة آخر أنفاسها منهم:لالي شلبي (المتوفي في عام1593م)وهو أحمد بن مصطفى لالي شلبي: متأدب بالعربية.تركي الاصل والنشأة. تنقل في الوظائف إلى أن كان قاضيا في أماسية. له كتب صغيرة، منها (شرح الامثلة)في مغنيسا و (شرح قصيدة البردة) فيها قال حاجي خليفة: شرحها أولا بالعربية ثم شرحها بالتركية سنة 1001 و(الابحاث والاسئلة) صرف.

admin
06-28-2009, 04:16 PM
2. ابن الاعرج (المتوفي في عام 1708م)وهو أحمد بن محمد القسطموني الرومي، ابن الاعرج، أو أعرج زاده: فقيه حنفي من أهل قسطمونة (بتركيا) تعلم باسطنبول وتولى التدريس في جامع شهرزاده) له (جماع الشروح) بخطه، في مكتبة (لاله لي) في شرح ملتقى الابحر، فقه، و (مجالس) في الوعظ.

admin
06-28-2009, 04:18 PM
3. القازآبادي (1750 المتوفي في عامم)هو أحمد بن محمد بن إسحاق، المولى القازآبادي: مفسر حنفي مشارك في بعض العلوم. من أهل قاز آباد، في نواحي توقات (بتركيا) تعلم بسيواس. ودرس في اسطنبول وتوفي في آقسراي معزولا عن قضاء مكة. له كتب، منها (ملخص نتائج الانظار) شرح للسمرقندية، وتنوير البصائر، حاشية على تفسير.

admin
06-28-2009, 04:20 PM
4. أحمد كريم (1243 - 1315 ه = 1827 - 1897م)هو أحمد بن محمود بن عبد الكريم (كريم، بالتصغير)، أبو العباس: فاضل حنفي، من أهل تونس، مولدا ووفاة. تركي الاصل. ولي التدريس بجامع الزيتونة (1265)هـ ثم رئاسة مجلس الجنايات والفتوى، فمشيخة الإسلام (1313)هـ وعاجله أجله. له (مختصر في التاريخ) ذكر فيه دولتي الحفصيين والترك من الدايات والمراديين والحسينيين إلى الأمير علي باشا، وذكر فيه من تولوا الإفتاء من الحنفية إلى زمنه. ومن كتبه (عدة الأحكام على عمدة الحكام) جزء منه، بخطه، في الصادقية، ويسمى أيضا (الكنوز الفقهية) وله (تعاليق) على أحاديث من صحيح البخاري، وشروح وحواش في الفقه والنحو والأدب.

admin
06-28-2009, 04:22 PM
5. الكمشخانوي (1227 - 1311 هـ = 1812 - 1893م)هو أحمد بن مصطفى عبد الرحمن الكمشخانوي، ضياء الدين: عالم بالحديث، تركي الأصل والمنشأ، 169..ولد في (كمشخانه) بولاية طرابزون (بتركيا) وتعلم في الآستانة، وتوفي بها.أقام ثلاث سنين في مصر. وكانت له مطبعة تطبع بها كتب السنة وتوزع على فقراء العلماء مجانا.وأنشأ ثلاث مكتبات لمطالعة الجمهور في بلاده.له نحو خمسين كتابا، منها (جامع الأصول) وشرحه (لوامع العقول - ط) خمسة مجلدات، و (العابر، في الأنصاري والمهاجر) و (راموز الأحاديث).

admin
06-28-2009, 04:28 PM
6.محمد زاهد الكوثريهو محمد زاهد بن حسن بن علي بن خضوع بن باي بن قانيت بن قنصو الجركسي الكوثري، نسبة لقرية الكواثرة بضفة نهر شبز القوقاز ويعد من أبرز علماء الأحناف في العصر الحديث، وقد ولد في قرية الحاج حسن أفندي من أعمال دوزجة بشرقي القسطنطينية في يوم الثلاثاء 27 أو 28 من شوال 1296هـ الموافق لسنة 1878م. تلقى علوم العربية والشريعة في وطنه تركيا. فبعد التتلمذ لوالده انتقل إلى "دُوزْجه" متعلما ثم الآستانة. كما استفاد من علماء زمانه في مختلف فنون المعرفة، وظل مواظبا على التحصيل رغم الرتب العلمية التي نالها؛ فأخذ كما هي عادة علماء عصره الإجازات عن كثير من أعلام زمانه. أخذ عنه كثير من فضلاء زمانه، من أمثال أحمد خيري (ت: 1967م) وحسام القدسي (ت: 1979م)، وعبد الفتاح أبو غدة العالم الزاهد (ت: 1999م). عاصر شيخ الإسلام التركي مصطفى صبري وكان وكيلاً للمشيخة الإسلامية، زكان رحمه الله غزير الإنتاج متنوع التخصصات، كتب في كل فن شرعي، وحمل لواء الأشعرية حتى يوم وفاته، من مؤلفاته:1. إحقاق الحق بإبطال الباطل في مغيث الخلق.2. إرغام المريد في شرح النظم العتيد لتوسل المريد.3. الاستبصار في التحدث عن الجبر والاختيار. 4. تاريخ مذاهب الفقهاء وانتشارها. 5. تحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز.6. محق التقول في مسألة التوسل.7. من عبر التاريخ. 8. حنين المتفجّع وهو قصيدة كتبها بعد أسبوع من الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، قوامها خمس وخمسون(55)بيتا.
يقول فيها:أرض مقدســة عنا قد انتـزعتآياتها انتبـذت فالعيش مملولأعلامها انتكست صلبانها ارتفعتتتـلى بها اليـوم تـوراة وإنجيلوغيرها كثير كثير...ومن مؤلفاته المخطوطة:1. إصعاد الراقي على المراقي.2. البحوث السنية عن بعض رجال الطريقة الخلوتية.3. تفريح البال بحل تاريخ ابن الكمال.4. المدخل العام لعلوم القرآن في مجلدين...وغيرها.توفي رحمه الله تعالى بتاريخ 19 من ذي القعدة 1371هـ الموافق 15 أغسطس 1952عن خمس وسبعين سنة، وأمّ صلاة الجنازة الشيخ عبد الجليل عيسى شيخ اللغة العربية، ودفن قرب قبر أبي العباس الطوسي في قرافة الشافعي.

admin
06-28-2009, 04:56 PM
7.شيخ الإسلام_وآخر شيوخ الإسلام_ العالم العلامة مصطفى صبريولد شيخ الإسلام مصطفى صبري في عام 1869 في توقاد في الأناضول، وإليها ينسب، وتعلَّم في قيصرية على الشيخ خوجة أمين أفندي، ثم انتقل إلى استانبول لاستكمال تحصيله العلمي. وفي استانبول شدَّ الشيخ مصطفى صبري انتباه مشايخه بحدة ذكائه، وقوة حافظته، وعمق تحصيله، وعيَّن مدرسًا في جامع السلطان محمد الفاتح - أكبر جامعة إسلامية في استانبول آنذاك - وهو في الثانية والعشرين من عمره، وهو منصب مرموق يحتاج إلى جدّ واجتهاد وتحصيل، ثم أصبح أمينًا لمكتبة السلطان عبد الحميد الثاني، وقد لفت انتباه السلطان عبد الحميد إليه بسعة اطلاعه وبتميزه وهو في سن الشباب بين رجال العلم الدينيين في استانبول عاصمة الخلافة. وقد بدأ مصطفى صبري نشاطه السياسي بعد إعلان الدستور الثاني سنة 1908م، إذ انتخب وقتذاك نائبًا عن بلدته "توقاد" في مجلس المبعوثان العثماني، وكان في هذه الفترة رئيسًا لتحرير مجلة "بيان الحق"، وهي مجلة إسلامية كانت تُصدرها الجمعية العلمية، كما عُين عضوًا في دار الحكمة الإسلامية، وبرز اسم مصطفى صبري آنئذ لمقدرته الخطابية، ودفاعه المجيد عن الإسلام، ولم يلبث أن تبين له سوء نية الاتحاديين، فانضم إلى حزب الائتلاف الذي تألف من الترك والعرب والأروام الذين يعارضون النزعة الطورانية التي اتسم بها الاتحاديون، وكان نائبًا لرئيس هذا الحزب المعارض. ولما استفحل أمر الاتحاديين، وقوي نفوذهم، فرَّ من اضطهادهم سنة 1913م إلى مصر، حيث أقام مدة، ثم انتقل إلى بلاد أوروبة فأقام ببوخارست في رومانية إلى أن ألقت القبض عليه الجيوش التركية عندما دخلت بوخارست أثناء الحرب العالمية الأولى، وظل معتقلاً إلى أن انتهت الحرب بهزيمة تركية، وفرار زعماء الاتحاديين، فعاد الشيخ إلى نشاطه السياسي في استانبول، وعيِّن شيخًا للإسلام، وعضوًا في مجلس الشيوخ العثماني، وناب عن الصدر الأعظم الداماد فريد باشا أثناء غيابه في أوروبة للمفاوضة، وظلَّ في منصبه إلى سنة 1920م فتركه عندما اختلف مع بعض الوزراء ذوي الميول الغربية. وعندما استولى الكماليون على العاصمة فرَّ إلى مصر سنة 1923م، ثم انتقل إلى ضيافة الملك حسين في الحجاز، ثم عاد إلى مصر حيث احتدم النقاش بينه وبين المتعصبين لمصطفى كمال، فسافر إلى لبنان، وطبع هناك كتابه "النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة". ثم سافر إلى رومانية، ثم إلى اليونان؛ حيث أصدر مع ولده إبراهيم جريدة "يارين" - أي الغد - وظل يصدرها نحو خمس سنوات، حتى أخرجته الحكومة اليونانية بناء على طلب الكماليين، فعاد إلى مصر حيث اتخذها وطنًا ثانيًا. وفي مصر عاش منافحًا عن الإسلام لا يخاف في الله لومة لائم، على الرغم من كبر سنه وفقره المدقع، مع التجمل في الظاهر والتجلد للشدائد.وفاتهوقد توفي الشيخ رحمه الله بمصر سنة 1373-1954م، ودفن فيها.أهم مؤلفاته(1).كتاب "يني مجددلر"(مجدوا الدين) وقد طبع في الأستانة، وصادرته الحكومة الكمالية ومنه نسخة في دار الكتب المصرية أهداها إليها الشيخ محمد زاهد الكوثري. وموضوعه الدفاع عن كثير من الأحكام الشرعية التي لا يزال يطعن فيها كفار المسلمين في حادث الأزمنة، وينتقدون بعقولهم الضئيلة تقاليد الإسلام القويمة.(2). "قيمة الاجتهادات العلمية للمجتهدين المحدثين في الإسلام"، ومنه نسخة في دار الكتب المصرية مهداة من قبل الشيخ زاهد الكوثري وكيل الدرس سابقًا في المشيخة الإسلامية. (3) وكتاب "النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة" الذي ظهر في المطبعة العباسية ببيروت سنة 1342هـ-1924.2- ثم ألف كتاب "مسألة ترجمة القرآن" في مئة وثلاثين صفحة سنة1351هـ-1931م، وقد ناقش فيه حجج كل من الشيخ محمد مصطفى المراغي ومحمد فريد وجدي في جواز ترجمة القرآن والتعبد بها في الصلاة، وبيَّن فساد ذلك من الناحية الشرعية بأدلة كثير قوية، منبهًا على ما يترتب على المسألة من أخطار.3- ثم ألف مصطفى صبري بعد ذلك كتاب "موقف البشر تحت سلطان القدر" سنة 1352-1932، وهو يرد فيه على ما زعمه بعض الزاعمين من أن تأخر المسلمين وتواكلهم يرجع إلى إيمانهم بعقيدة القضاء والقدر، وهو يلخّص مذهبه في قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (http://al-msjd-alaqsa.com:81/vb/quran/ay016093.htm))[النحل:93]. فالإنسان يفعل ما يشاء ولكنه لا يشاء إلا ما شاء الله، ويقع الكتاب في 280 صفحة.4- ثم أصدر كتاب "قولي في المرأة" في سنة 1354-1934، وهو رد على اقتراح اللجنة التي تقدمت إلى مجلس النواب المصري، طالبة تعديل قانون الأحوال الشخصية، والأخذ بمبدأ تحرير المرأة، وتقييد تعدد الزوجات، وتقييد الطلاق، ومساواة المرأة بالرجل في الميراث، ومن الواضح أن هذه المشروعات تقوم على الاقتداء بالغرب، وإحلال ذلك محل الاقتداء بالشريعة الإسلامية، اقتناعًا بأنه أكثر ملائمة للحياة، مما كان يسمى ولا يزال: مسايرة الحضارة، والتمشي مع روح العصر.5- ثم أصدر كتاب "القول الفصل بين الذين يؤمنون بالغيب والذين لا يؤمنون" في سنة 1361هـ-1942م، وقد ردَّ فيه على الماديين، الذين يشككون في وجود الله سبحانه وتعالى، وعلى الذين ينكرون الغيب والنبوة والمعجزات، ومن سرت فيهم عدوى التغريب من علماء المسلمين، فذهبوا إلى تأويل المعجزات بما يساير روح العصر، الذي أصبح إيمان أكثر الناس فيه بالعلم المادي فوق إيمانهم بكتاب الله وسنة رسوله، فتناول فيه بالنقد كثيرًا من مقالات العصريين، وكثيرًا من الكتب الذي ذهب أصحابها في الدفاع عن الإسلام مذهب الأوروبيين مجاراة لروح العلم فيما يظنون. وقد كان مصطفى صبري يرى أن من أخطر ما ابتلي به المدافعون عن الإسلام من الكتَّاب الذين تثقفوا بالثقافات الحديثة أن المستشرقين قد نجحوا في استدارجهم إلى اعتبار النبي عبقريًّا أو زعيمًا لا أكثر، وكذلك لاعتبار دين الإسلام مذهبًا فكريًّا أو سياسيًّا أو فلسفيًّا كغيره من الآراء والفلسفات ونفي صفة الديانة عنه، وإنكار النبوة والوحي ضمنًا. والكتاب يقع في 215 صفحة.6- وآخر ما ظهر للمؤلف هو كتابه الكبير "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين"، الذي طبعه سنة 1369هـ-1950م، وهو يقع في أربعة مجلدات كبيرة يقع كل واحد منها في نحو خمس مئة صفحة، وهذا الكتاب هو خلاصة آراء المؤلف الفقهية والفلسفية والاجتماعية والسياسية. رحمه الله وأسكنه الفردوس. هذا هو مسار اللغة العربية منذ العصر الإسلامي الأول حتى ليلة القضاء على الخلافة، فلم يكن يمضي عقد من الزمن إلا ويولد عالم نابغ يحمل لواء اللغة العربية، ولم يكن ينطوي عصر إلا و يظهر علم يافع يعيد حيوية اللغة إلى سابق عهدها، ولم يكن ينصرم زمن إلا ويبزغ علامة يجدد مجد هذه اللغة الراقية الرائدة، وظلت اللغة العربية محط أنظار العلماء على اختلاف أعراقهم، ومبلغ أحلامهم ومنبع إلهامهم، فبددوا الأعمار والدينار، ودرسوا في العشي والأبكار، فجاءوا بكل طريف ظريف ونكتة ونادرة حتى فاضت المكتبات بمصنفاتهم في اللغة العربية، وتنوعت المصنفات في علوم اللغة، وتعددت المؤلفات في النحو، وفي الصرف والشعر، وأقسام البلاغة والخطابة والنثر، ولم يقتصر اهتمام المسلمين باللغة العربية على العرب، بل جاد فيها العربي والتركي والفارسي والهندي والإفريقي، ولم يقتصر هذا على عصر من العصور، بل في كل عصر بزغ من العلماء ما لم يكن في المقدرة عدّهم، ولا في الطاقة من حصرهم، وهذا دليل التواصل الحضاري لأمة الإسلام، فالقرآن جعل من المسلمين جسدًا واحدًا، واللغة هي وسيلة التفاهم بين أفراد هذه الأمة، ومن طريف اهتمام غير العرب بلغة العرب أنه في بريطانيا نُظْمَتْ مسابقة شعرية باللغة العربية الفصحى، واشترك فيها كثير من الشعراء وكان الفائز الأول هو شاعر من سنغاليا بقصيدة له في مدح النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مطلعها: هجرت بطاح مكة والهـضابا وودعت المنازل والرحابااتخذت من الدجى يا بدر سترا ومن رهبوت حلكته ثيابا ومن عجب تسيئ إليك أرضنشأت وما أسأت بها شبابايزلزل بـالدعاء ذرى حراءفـلولا الله يمسكـه لـذابـافسبحان الله الذي ينزل حب هذه اللغة في قلوب الناس، ويجعل لها مكانة في نفوسهم. اللغة العربية هي ترجمان وحي الله، ولغة كتابه العزيز، ومعجزة رسوله الأمين، ولسان الصحابة وأتباع النبي العربي والدعوة إلى يوم الدين، فهذبها الرسول عليه الصلاة والسلام بحديثه، ونشرها الإسلام بانتشاره، وحفظها القرآن بحفظ الله له، فلا قرآن بغير اللغة العربية، ولا صلاة بغير القرآن، فالإسلام بغير اللغة العربية أعجمي غريب، واللغة العربية بغير الإسلام محصورة حسيرة.

نائل أبو محمد
07-06-2010, 05:56 PM
الثلاثاء 25 رجب 1431

يرفع للتذكير

نائل أبو محمد
08-08-2010, 11:40 AM
الأحد 28 شعبان 1431

نائل أبو محمد
03-08-2011, 01:25 PM
الثلاثاء 3 ربيع الثاني 1432