المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ مهدي شيخ أوقاف حارة المغاربة *


نائل أبو محمد
06-18-2009, 12:46 AM
الخميس 25 جمادى الثانية 1430

الشيخ مهدي شيخ أوقاف حارة المغاربة

المصدر: "مجاهدون من فلسطين"، د. علي صافي حسين


نشأ هذا الشيخ المجاهد في بلدة من أعمال فاس بالمملكة المغربيّة، وقد استهلّ حياته العلميّة بحفظ القرآن وتجويده على رواية ورش، ثمّ التحق بجامعة القرويّين حيث درس العلوم الدينيّة واللغويّة، وكُلّف أثناء ذلك بحفظ أشعار المشارقة كالمتنبّي وأبي تمّام والبحتريّ وأبي علاء المعريّ. وقد استظهر كتب ابن مالك –كالألفيّة في النحو- ومؤلّفات ابن هشام –كمغني اللبيب في قواعد العربيّة، وشرح حروف المعاني-. كما درس بطريقة التلقّي والرواية كتاب الخليل الكبير في فقه مالك، وصحيح مسلم في الحديث، وكتاب الموطّأ الذي هو من تأليف الإمام مالك صاحب المذهب الفقهيّ الذي يعتنقه جميع عرب المغرب بلا استثناء.

فلمّا ثار الأمير عبد الكريم الخطّابي على الاستعمار الفرنسيّ والأسبانيّ، انضمّ الشيخ مهدي إلى تلك الحركة التحرريّة وانضوى تحت لوائه.
وقد كان ذا حظوةٍ لديه طيلة السنوات الأربع التي حرّر فيها الأمير عبد الكريم جميع البلاد المراكشيّة من جنود الاحتلال، فلمّا عاد الاستعمار الفرنسيّ والأسبانيّ إلى مراكش سنة 1926م وأُسِر الأمير عبد الكريم، خرج الشيخ مهدي مهاجراً إلى بلاد المشرق واستقرّ به المطاف في بيت المقدس، حيث ولاه المجلس الإسلاميّ الأعلى إدارة شؤون أوقاف حارة المغاربة، وسكن الحارة المذكورة في منزلٍ بإزاء سور المسجد الأقصى، على مقربةٍ من حائط البراق الذي كان وما زال يؤمّه اليهود على اختلاف مذاهبهم المليّة ونزعاتهم الدينيّة يبكون وينتحبون على قتل نبيّ الله يحيى –عليه السلام- لاعتقادهم أنّه بقيّة من جدار هيكل سليمان وهو زعْمٌ لم تثبت صحّته حتّى الآن بل إنّ بطلانه في تقدير علماء التاريخ والآثار كان وما زال هو الصحيح.

وقد اشترك الشيخ مهدي في التحريض على الثورة التي اندلعت شرارتها من المسجد الأقصى سنة 1929م، إذْ كان الشيخ مهدي وغيره من علماء الإسلام قد وقفوا يخطبون الناس في يوم الجمعة إثر أداء الصلاة ويحضّونهم على الثورة ضدّ الصهاينة والإنجليز. وقد اندفع في ذلك اليوم الشيخ مهدي من رحاي المسجد الأقصى على رأس جماعةٍ من سكّان باب السلسلة وحارة المغاربة إلى حيّ اليهود بالقدس القديمة فقتلوا عدداً غير قليلٍ ممّن وقع في أيديهم من الصهاينة الدخلاء، وفي اليوم التالي اعتُقِل الشيخ مهدي ووُضِع في سجن المثقوبيّة بظاهر سور القدس جنوب غرب الهوارة. وقد لبث في السجن بضعة أشهر ثمّ أُطلِق سراحه بعد أنْ أكثر السيّد موسى كاظم من بذل المساعي والاتصالات لدى المندوب السامي، وعند الإفراج عنه طالبه الإنجليز بانْ يقسم على المصحف أنّه لن يعود إلى تحريض الناس ضد اليهود ولكنّه امتنع وقال لهم في صراحة وشجاعة ورباطة جأشٍ منقطعة النظير إنّ الجهاد فرض عينٍ على المسلمين إذا ما حلّ بدار الإسلام احتلالٌ أو استعمارٌ أو وقع عليها أيّ لونٍ من ألوان العدوان.

وفي ثورة 1936م اشترك في المعارك التي كان يخوضها المجاهدون بقيادة الشيخ سعيد العاص في جبال القدس والخليل. ويُقال إنّه كان على مقربةٍ منه حينما وقع شهيداً بفعل رصاص الأعداء في قرية حوسان.

ومّا ألّف السيّد شكيب قطب جماعة الفدائيّين الذين قاموا بإغلاق مدينة القدس سنة 1937م كان الشيخ مهدي يقود إحدى مجموعاتهم التي كانت تعسكر عند باب الشهباء المؤدّي إلى جبل صهيون، وقد ظلّ على ذلك الحال 40 يوماً ثمّ قرّرت حكومة الانتداب أنْ تستولي على القدس القديمة بالقوّة والعنف، فأرسلت نحو ستّة آلاف جنديّ مسلّحين بالمدافع الرشاشة والبنادق سريعة الطلقات وبالقنابل والمتفجّرات. ولمّا لم يكنْ الفدائيّون يملكون غير المسدّسات وبعض البنادق العتيقة وقد نفد ما لديهم من ذخيرة، فقد انسحبوا أمام الإنجليز وكان في مقدّمة المنسحبين شكيب قطب نفسه، أمّا الشيخ مهدي فإنّه قد ظلّ حيث هو يُطلِق النار تجاه جموع عساكر الإنجليز من خلف احد الجدران حتّى نفدت ذخيرته، ولولا أنْ أخذه الشيخ عارف الشريف إلى منزله حيث أخفاه هناك عن أعين الإنجليز لأسروه وقتلوه ولكنّ الله سلّم، إذْ قُدِّر له أنْ يعيش حتّى عام 1945م، ثمّ فاضت روحه إلى بارئها وهو يتلو القرآن، تحت قبّة الصخرة المشرّفة.

وقد قال الذين اجتمعوا به في أخريات حياته إنّه كان يأسف على نجاته من رصاص الإنجليز، إذْ كان يودّ أنْ يظفر بالشهادة أُسوةً بسلفه المجاهدين من أمثال الشيخ سعيد العاص، وعبد الرحيم الحاج محمد وعزّ الدين القسّام.
* لم أنتبه إن كان مذكور هنا في حلقات سابقة .
مع تعديل لـ 1945 وكانت خطأ ..

نائل أبو محمد
06-18-2009, 12:52 AM
الخميس 25 جمادى الثانية 1430

الشيخ مهدي شيخ أوقاف حارة المغاربة

المصدر: "مجاهدون من فلسطين"، د. علي صافي حسين


وعند الإفراج عنه طالبه الإنجليز بانْ يقسم على المصحف أنّه لن يعود إلى تحريض الناس ضد اليهود ولكنّه امتنع وقال لهم في صراحة وشجاعة ورباطة جأشٍ منقطعة النظير إنّ الجهاد فرض عينٍ على المسلمين إذا ما حلّ بدار الإسلام احتلالٌ أو استعمارٌ أو وقع عليها أيّ لونٍ من ألوان العدوان.


* لم أنتبه إن كان مذكور هنا في حلقات سابقة .
مع تعديل لـ 1945 وكانت خطأ ..
بدون تعليق ..
واقع الحال يغني ..

نائل أبو محمد
08-30-2009, 01:38 PM
زاوية المغاربة 1890م بيروت
http://www.yabeyrouth.com/pages/index115.htm