المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة مختارة (1) .


نائل أبو محمد
06-18-2009, 11:01 PM
الخميس 25 جمادى الثانية 1430
الخطبة الأولى:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله، أحمده، وأشكره، وأتوب إليه سبحانه وأستغفره، قضى بالحق، وأمر بالعدل، وهو السميع البصير، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، أرسله الله - تعالى - بالهدى والدين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأسأله - تبارك وتعالى - أن يجعلنا وإياكم ممن اتبعوه بإحسان.

أما بعد:

فقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: 58] وقال الله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا﴾ [الأحزاب: 72] ما أظلم الإنسان، وما أجهله، تُعْرَضُ الأمانةُ على السموات والأرض والجبال فيمتنعن عن حملها ثم يتحملها الإنسان بما وهبه الله - تعالى - من العقل وما أعطاه من إرادة وتصرف كما قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾ [الأعراف: 172]، وقال الله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ [الروم: 30].

أيها الإخوة المسلمون، إن الأمانة مسؤولية عظيمة، إنها عبء ثقيل على غير من خففه الله عليه، إنها التزام الإنسان بالقيام بحق الله وبحق عباده، إنها التزام بحقوق العباد من غير تقصير كما تحب أن يقوموا بحقوقك من غير تقصير، ولقد رسم لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - منهجاً سليماً واضحاً فقال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"(1)، فلا تتصرف مع أخيك إلا بتصرف تُحب أن يتعامل معك به، وقال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "من أحب أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وأن يأتي الناس ما يحب أن يُؤتى إليه"(2)، فإذا أردت أن تتصرف مع غيرك فانظر هل ترضى أن يتصرف معك هذا التصرف؟ فإن كنت ترضى بذلك فتصرف معه على هذا الوجه وإلا فأحسن التصرف.

أيها الإخوة المسلمون، إننا بني الإنسان قد تحملنا الأمانة، وحملناها على عواتقنا، والتزمنا بمسؤوليتها، وسنُسأل عنها يوم القيامة، فيا ليت شعري ما هو الجواب إذا سُئلنا في ذلك اليوم العظيم؟ اللهم إنا نسألك تثبيتاً وصواباً.

أيها المسلمون، إن الله - تعالى - أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها، وأمرنا إذا حكمنا بين الناس أن نحكم بالعدل، فهذان أمران لا تقوم الأمانة إلا بهما: أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل، وإننا - الآن - على أبواب اختبار الطلبة من ذكور وإناث، وإن الاختبارات أمانة، وإنها حكم، إنها أمانة حين وضع الأسئلة، وأمانة حين المراقبة، وحكم حين التصحيح، أمانة حين وضع الأسئلة، فيجب على واضع الأسئلة مراعاتها، بحيث تكون على مستوى الطلبة المستوى الذي يُبَيِّنُ به مدى تحصيل الطالب في عام دراسته، بحيث لا تكون سهلة، لا تكشف عن تحصيل، ولا تكون صعبة تُؤدي إلى التعجيز، والاختبارات أمانة حين المراقبة، فعلى المراقب أن يُراعي تلك الأمانة التي ائتمنته عليها إدارة المدرسة ومن وراءها وزارة أو رئاسة وفوق ذلك دولة، بل ائتمنه عليه المجتمع كله، فعلى المراقب أن يكون مستعيناً بالله، يقظاً في رقابته، مستعملاً حواسه السمعية والبصرية والفكرية، يسمع، وينظر، ويستنتج من الملامح والإشارات، وإن على المراقب أن يكون قوياً، لا تأخذه في الله لومة لائم، إن على المراقب أن يمنع أي طالب من الغش أو محاولة الغش؛ لأن تمكين الطالب من الغش خيانة، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: "من غش فليس منا"(3)، إن تمكين الطالب من الغش ظلم لزملائه الحريصين على العلم، الْمُجِدِّينَ في طلبه، الذين يرون من العيب والسخافة والسفاهة أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية، إن المراقب إذا مَكَّنَ أحداً من هؤلاء المهملين الفاشلين في دراستهم من الغش فأخذ درجة نجاح يتقدم بها على الحريصين المجدين كان ذلك ظلماً لهم، وكان ذلك ظلماً للطالب الغاش، وهو في الحقيقة مغشوش، حيث انخدع بدرجة نجاح وهمية، لم يحصل بها على ثقافة ولا علم، ليس له من ثقافته ولا علمه سوى بطاقة يحمل بها شهادة زيف لا حقيقة، وإذا بحثت معه في أدنى مسألة مما تنبئ عنه هذه البطاقة لم تحصل منه على علم، إن تمكين الطالب من الغش خيانة لإدارة المدرسة، وللوزارة، أو الرئاسة التي من ورائها، وخيانة للدولة، وخيانة للمجتمع كله، وإن تمكين الطالب من الغش أو تلقينه الجواب بتصريح أو تلميح ظلم للمجتمع وهضم لحقه، حيث تكون ثقافة المجتمع ثقافة مهلهلة، يظهر فشلها عند دخول ميادين السباق، ويبقى مجتمعنا دائماً في تأخر وفي حاجة إلى الغير؛ ذلك لأن كل من نجح عن طريق الغش لا يمكن إذا رجع الأمر إلى اختياره أن يدخل مجال التعليم والتثقيف لعلمه أنه فاشل فيه، وإن تمكين الطالب من الغش كما يكون خيانة وظلماً من الناحية العلمية والتقديرية، يكون كذلك خيانة وظلماً من الناحية التربوية؛ لأن الطالب بممارسته الغش يكون مستسيغاً له، هين في نفسه، فيتربى عليه ويربي عليه أجيال المستقبل، "ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"(4)، إن على المراقب ألا يراعي شريفاً لشرفه، ولا قريباً لقرابته ولا غنياً لغناه، إن عليه أن يُراقب الله - عز وجل - الذي ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: 19]، عليه أن يُؤدي الأمانة، كما تحملها؛ لأنه مسؤول عنها يوم القيامة، ولربما قال مراقب إذا أديت واجب المراقبة إلى جنب من يضيع ذلك فقد أرى بعض المضايقات، فجوابنا عليه أن نقول: اتق الله فيما وليت عليه، واقرأ قول الله عز وجل: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجَاً﴾ [الطلاق: 2]، وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرَاً﴾ [الطلاق: 4]، وقوله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [هود: 49].

أيها المسلمون، إن الاختبارات حكم حين التصحيح، فإن المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة ويقدر درجات سلوكهم هو حاكم بينهم؛ لأن أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي، فإذا أعطى طالباً درجات أكثر مما يستحق فمعناه: أنه حَكَم له بالفضل على غيره مع قصوره، وهذا جور في الحكم، وإذا كان لا يرضى أن يقدم على ولده من هو دونه فكيف يرضى لنفسه أن يُقدم على أولاد الناس من هو دونهم؟ وإن من الأساتذة من لا يتقِ الله - تعالى - في تقدير درجات الطلبة، فيُعطي أحدهم ما لا يستحق؛ إما لأنه ابن صديقه، أو قريبه، أو ابن شخص ذي شرف، أو مال أو رئاسة، ويمنع بعض الطلبة ما يستحق إما لعداوة شخصية بينه وبين الطالب، أو بينه وبين أبيه، أو غير ذلك من الأسباب وهذا كله خلاف العدل الذي أمر به الله ورسوله، فإقامة العدل - أيها المسلمون - واجبة بكل حال على من تحب ومن لا تحب، فمن استحق شيئاً وجب إعطاؤه إياه، ومن لا يستحق شيئاً وجب حرمانه منه، اسمعوا - أيها الإخوة - إلى هذه القصة؛ حتى تكون نبراساً تسيرون عليه: أرسل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - عبد الله بن رواحة إلى اليهود في خيبر؛ ليخرص عليهم الثمار والزروع؛ وليضمنهم ما للمسلمين منها فأراد اليهود أن يُعطوه رشوة فقال - رضي الله عليه - منكراً عليهم:"تطعمونني السحت والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إليّ - يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم - فإن محبته أشد المحبات عند الإنسان المؤمن، قال - رضي الله عنه -: وإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أعظم من محبة أي إنسان عندي، وإنكم لأبغض إليّ من أمثالكم من القردة والخنازير ثم يقول لهم: ولا يحملني بغضي لكم وحبي إياه ألا أعدل عليكم"(5)، هكذا العدل يجب أن لا يحاب الإنسان أحدا بأي سبب كان إلا من استحق ما يعطى، إن العدل لا يجوز أن يضيع بين الحب وعاصفة البغض، يقول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ - أي: لا يحملنكم بغض قوم - عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 8]، ويقول سبحانه: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9]، ويقول تعالى: ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن: 15]، والقاسطون: هم الجائرون وهم من حطب جهنم، المقسطون: هم العادلون وهم من أحباب الله، في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا"(6) وقال - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذو قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال"(7) أخرجهما مسلم، فاتقوا الله عباد الله، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ﴾ [النساء: 135]. اللهم وفقنا لأداء الأمانة والحكم بالعدل والاستقامة، اللهم ثبتنا على الهدى، وجنبنا أسباب الهلاك والردى، إنك جواد كريم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله ليّ ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله، حمداً كثيراً كما أمر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، سيد البشر، الشافع المشفع في المحشر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحب ومعشر، وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]، وإذا رأيتم في أحد تقصير من أمانة في بيعه وشرائه وغير ذلك من معاملاته فعليكم بنصحه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدين النصيحة" قالها ثلاث، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم"(8)، ولا تحقروا أنفسكم ولا تبتئسوا، فإن الله - سبحانه وتعالى - إذا هدى على يدك أحدا كان ذلك من خير الأعمال لك، بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عليَّ بن أبي طالب لليهود في خيبر وقال: "ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بحق الله فيهم فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم"(9)، لا تحقرن نفسك أمام أي إنسان، ولكن نزل كل إنسان منزلته، فإن من الناس من يليق به السهولة والتيسير، ومن الناس من تليق به الشدة حسب ما تقتضيه الحال، قد قال الله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النمل: 125]، وفي ميدان الاختبار إذا رأى منكم أحداً يغشش الطالب أو رأى طالباً يَطلب الغش فإن الواجب عليه أن يخبر عنه إدارة المدرسة، وإذا أخبر عنه برئت ذمته، وكانت المسؤولية على المدرسة، إننا لا نريد التلاعب في اختبار أبنائنا فنعودهم على هذا ويخرجون وهم لا يعلمون شيئاً مما اختبروا فيه، إن علينا أن نمنع هذا المنهج المحرم الذي تبرأ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – منه، وإنَّ على الطالب أن يكون مستعيناً بالله، معتداً بنفسه، لا يهتم باللجوء إلى أحد، وإذا قدمت أسئلة الامتحان إلى طالب فليستعن بالله، وليقل: "لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن هذه الكلمة تعين الإنسان على مهماته وأموره، وهي كنز من كنوز الجنة"(10) كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أيها الإخوة، "إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة - يعني: في الدين - بدعة، وكل بدعة ضلالة"(11) "وعليكم بالجماعة – وهى: الاجتماع على شريعة الله من غير تفرض ولا منازعة - فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار"(12)، وأكثروا - أيها الإخوة - من الصلاة والسلام على نبيكم محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يعظم الله لكم بها أجراً، فإن "من صلى عليه مرة واحدة صلى الله بها عليه عشرة"(13)، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين، وعن زوجاته أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين من اليهود والنصارى والمنافقين والملحدين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح رعيتنا ورعاتنا، واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا - ونحن في انتظار فريضة من فرائضك - أن تنصر إخواننا الألبان في كوسوفا، اللهم انصرهم على عدوهم، اللهم ثَبِّتْ أقدامهم، اللهم اغفر لموتاهم، اللهم اجمع شملهم، اللهم ارددهم إلى أوطانهم سالمين غانمين يا رب العالمين، اللهم وأنزل بالصرب المعتدين بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين، اللهم شَتِّتْ شملهم، وفرِّق جمعهم، واهزم جندهم، وخرب ديارهم، وأفسد أمورهم، واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم يا رب العالمين، اللهم اشدد وطأتك عليهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنهم تجاوزوا الحدود وفعلوا بإخواننا المسلمين ما تُدمي له القلوب، اللهم ففرقهم بددا، وأحصهم عدداً، وأهلكهم يا رب العالمين، واجعلهم عبرة للعالمين في الذل والخذلان والخسران يا رب العالمين، ﴿رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201] ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الصافات: 180] وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

--------------------------------------

(1) البخاري في كتاب الإيمان (12)، ومسلم في كتاب الإيمان (64)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

(2) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة (3431)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

(3) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان (147)، والترمذي في كتاب البيوع (1236)، واللفظ له من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(4) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار، من حديث جرير بن عبد الله بن جابر البجلي رضي الله تعالى عنه (1691).

(5) أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة (14425) (4538)، والإمام مالك في كتاب المساقاة (1198)، من حديث عبد الله بن رواحة رضي الله عنه.

(6) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما (3406).

(7) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الجنة وصفة نعميها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، من حديث عياض بن حِمَارٍ المُجَاشِعِيِِّ رضي الله تعالى عنه (5109).

(8) أخرجه الإمام أحمد في مسند الشاميين (16337) واللفظ له، ومسلم في كتاب الإيمان، في باب بيان الدين النصيحة (82)، من حديث تميم الداري رضي الله عنه.

(9) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير (2724)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة (4423)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه.

(10) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا علا عقبة (5905)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب خفض الصوت بالذكر (4873، 4874)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه.

(11) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة (1435)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه.

(12) أخرجه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما (2093).

(13) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل الله له الوسيلة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما (577) ت ط ع، وأخرجه ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، جـ3 ص186 واللفظ له في قوله صلى الله عليه وسلم: "مرة واحدة" وذكر بدل صلى الله عليه بها عشرا "يكتب

http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_220.shtml

نائل أبو محمد
06-29-2011, 06:29 PM
الأربعاء 28 رجب 1432
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

نائل أبو محمد
12-19-2011, 09:29 PM
الاثنين 24 محرم 1433 اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين