المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة للشيخ يوسف أبو سنينة من المسجد الأقصى بتاريخ 14/2/2003م وفق 13 ذو القعدة 1423 هجري


admin
05-12-2009, 05:24 PM
تاريخ الخطبة: 13 ذو الحجة 1423 وفق 14/2/2003م
عنوان الخطبة: دعوة للإصلاح
الموضوع الرئيسي: الأسرة والمجتمع
الموضوع الفرعي: قضايا المجتمع
اسم الخطيب: يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه

ملخص الخطبة
1- الأعياد لإقامة ذكر الله والاتعاظ للمعاد. 2- الإصلاح مسئولية الجميع. 3- فساد البيوت ونماذج كيفية إصلاحها. 4- كلمة لإصلاح حال العلم والمدارس في مجتمعاتنا. 5- دور المسجد في نشر العلم. 6- وسائل الإعلام أضحى دورها الإفساد والتخريب. 7- مظاهر سلبية في القدس المحتلة. 8- لماذا يراد حرب العراق.

الخطبة الأولى
أما بعد: أيها المؤمنون، اتقوا الله تبارك وتعالى، وأوفوا بالعهود، أفردوه بالعبادة، فهو الواحد المعبود، واشكروه على ما أنعم عليكم من نعمة الإسلام والإيمان وما جمع لكم في هذا اليوم العظيم.
إنه يوم كريم وفيه موسمان عظيمان، يوم الجمعة، وهو اليوم الأزهر، ويوم العيد من أيام عيد الأضحى، وتذكروا أيها المؤمنون أن الله تعالى جعل هذه الأعياد إقامة لذكره وتذكاراً للمعاد، فأكثروا فيها من ذكر الله، وسارعوا بذلك إلى جنته ورضاه قبل أن يرى المسيء ما قدمت يداه ويقل المفرط: يا حسرتى على ما فطرت في جنب الله.
جعلني الله وإياكم من الذاكرين الشاكرين، وغفر لنا جميعاً بمنه وكرمه، إنه خير الغافرين.
أخرج البخاري ومسم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع وهو مسؤول عن رعيته)).
عباد الله، متى تصلح التربية؟ ومتى نكون جادين في إصلاح المجتمع؟ إن المجتمع الذي نعيشه ما من يوم ينشق فجر إلا ويزداد انحداراً، فمتى نكون على خط مستقيم؟ يوم نعنى بالمنزل والمدرسة والمسجد والإعلام، هذه المؤسسات لا بد أن توضع أمام عيوننا وضعاً صحيحاً، فكيف أصبح حال المنزل وحال المدرسة وحال المسجد وحال الإعلام؟
أما المنزل فقد امتدت إليه يد الإعلام المفسدة المدمرة المهلكة فماذا كانت النتيجة؟ فساد في الأسرة على جميع المستويات، تحطمت وضاعت وأصبحت في مرحلة صعبة، العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة أصبحت سيئة، أتدرون لماذا يا عباد الله؟ لأننا لم نلتزم بتطبيق أحكام الإسلام ولم نلتزم بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، فالنتائج كما ترون تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
أيها المسلمون، إن الإسلام بلغ من حرصه على تماسك الأسرة أنه وصى الآباء عند زفاف بناتهم أن يوصوهن بحس المعاشرة لأزواجهن، فهذا عبد الله جعفر رضي الله عنه يقول لابنته ليلة زفافها: يا ابنتي إياك والغيرة فإن الغيرة مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتاب فإنه يفسد المودة، واعلمي يا ابنتي أن أطيب الطيب الماء.
وهذه سيدة من سيدات العرب عندما زفت إلى بيت الزوجية أوصتها أمها وصية غالية فقالت: يا ابنتي، الوصية تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، اعلمي بأن النساء خلقن للرجال، ولهن خلق الرجل يا ابنتي، إذا أردت أن تدوم المعاشرة بينك وبين زوجك، فكوني له أمة يكون لك عبداً، وكوني له أرضاً يكن لك سماءً، واحفظي له خصالاً عشراً يكون لك بها ذخراً.
اسمعوا أيها المؤمنون هذه الوصايا العشر، اسمعوها جيداً، وبعد ذلك اعملوا بما فيها، فإن الحكمة ضالة المؤمنين أين وجدها اتزموها، قالت الأم لابنتها:
أما الوصية الأولى والثانية: فعليك بالخشوع له بالقناعة وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فتفقدي مواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فتفقدي أوقات طعامه ومنامه، فإن شدة الجوع ملهبة، وتنغيص المنام مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس لماله وحسن الرعاية لحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التدبير، وفي العيال حسن التقدير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تفش له سراً، ولا تعص له أمراً، إنك إن أفشيت سره أوغرت صدره، وإن خالفت أمره لم تأمني مكره.
ثم ختمت وصيتها الغالية قائلة: إياك والفرح بين يديه إن كان حزيناً، وإياك والحزن بين يديه إن كان فرحاً. هكذا يبين لنا الإسلام مدى ما للوصية من أثر طيب.
ورسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول للرجال: ((استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع أعوج))[1] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2003-02-14.htm#_ftn1).
أيها المؤمنون، وبلغ من حكمة الإسلام في حسن معاشرة النساء أن رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين عمر يشكو له سوء معاملة زوجته، فلما جلس في مجلس عمر وجد أن عمر غضبان من زوجته، وقام الرجل دون أن يتكلم، ونادى عليه أمير المؤمنين: يا أيها الرجل فيم جئتنا؟ فقال له الرجل بلسان صريح: جئت أشكو إليك سوء معاملة زوجتي فرأيتك يا أمير المؤمنين تشكو مما منه أشكو، جئت أشكو إليك، فلقيتك أنت في حاجة إلى من تشكو إليه. فماذا قال له عمر صاحب الخلافة والإمارة؟ قال له: يا أخي، إن زوجتي طاهية طعامي وغاسلة ثيابي وقاضية حاجتي ومرضعة أولادي، فإذا أساءت مرة فليس لنا أن نذكر سيئاتها وننسى حسناتها. هكذا كانت المعاملة في الأسرة، حسن في المعاشرة الزوجية، دخل الرجل على أمير المؤمنين وبين أضلاعه نار تتأجج، وخرج من عنده وبين أضلاعه نور يهدي إلى صراط مستقيم.
أيها المؤمنون، لماذا ضاعت الأخلاق؟ لماذا ضاعت التربية؟ لماذا ساءت المعاشرة الزوجية؟ اسمعوا قول الباري جل في علاه: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifوَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراًhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [النساء:19].
أما عن المدرسة فحدِّث ولا حرج، خلت من الدين، وخلت من القرآن، بل خلت من العلم ذاته، فقدت الأمانة عند بعض المعلمين والمعلمات، وأصبحت النية فاسدة، لا أحد ينوي طلب العلم لله، بل للوظيفة والمركز والمستوى في وسط المجتمع.
ورحمه الله الإمام الغزالي عندما قال: طلبنا العلم لغير الله فأبى العلم أن يكون إلا لله.
فيا أيها المسؤولون في المدارس والمؤسسات التعليمية في بلادنا، اتقوا الله واعملوا لله، فعملكم من أشرف الأعمال عند الله، هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فقوموا بعملكم على أحسن ما يكون، وأخلصوا نياتكم لله، فمقامكم عظيم، وعملكم جسيم.
وأنتم أيها الطلاب، ادرسوا العلم لله، ادرسوه لرفعة أمتكم، فأمتنا سادت العالم وحمت الدنيا عندما كان همها العلم.
وأنتم أيها الآباء، شجعوا أولادكم على مدارسة العلم، وراقبوا أحوالهم، وتفقدوهم ليل نهار، فمسؤولياتكم كثيرة، وسوف تسألون أمام الله، وقوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة.
وتذكروا أيها المؤمنون، أن طلب العلم يحتاج إلى تقوى، فالله سبحانه وتعالى يقول: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifوَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَيُعَلّمُكُمُ ٱللَّهُhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [البقرة:282]. والإمام الشافعي رضي الله عنه يقول:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرنـي بأن العلـم نـور ونور الله لا يهدي لعاصـي
أما عن المساجد، فهي تشكو حالها إلى الله، هجرها أهل العلم، وأصبحوا لا يصلون فيها إلا في المناسبات أو عند حضور بعض الجنازات! أين حلقات العلم في المساجد؟ أين عمار المساجد؟ أين العباد والزهاد من أبناء هذه الأمة، من أهل الصلاح؟ أين حلقات العلم في بيت المقدس.
رحم الله أحد العلماء ويروي أنه الإمام حجة الإسلام الغزالي، عندما دخل المسجد الأقصى ورأى حلقات العلم لم تتجاوز الثلاثمائة قال: لقد ضاع العلم في بيت المقدس، فكيف لو حضرت اليوم بيت المقدس؟! أيها الإمام كيف لو زرت المسجد الأقصى ورأيت تقاعس المسؤولين وضعف الموظفين وقلة الدين وانحسار المعلمين وعدم وجود طلبة العلم، ما لنا لا نجد للعلم حملة. سبحان الله!
اعلموا ـ يا عباد الله ـ أن الأمم لا ترقى إلا بالعلم، الأمم لا ترقى إلا بالتعلم.
أما عن وسائل الإعلام، فليتها تسكت وتنام، وسائل الإعلام ليست هادفة بل أصبحت وللأسف الشديد مدمرة، لا تبث ولا تنشر ما هو مفيد للأمة، بل تبث برامج في بعض الأحيان مهلكة للإنسان.
فيا أيها المسؤولون عن وسائل الإعلام، انشروا ما هو مفيد لأبنائنا، فكفانا شر الأعداء، كفانا هزالاً، كفانا هدماً بالأخلاق، كفانا سباتاً وضعفاً أمام الأعداء، انشروا البرامج التي تظهر رقي الأمة، فأمتنا حضارتها عريقة، يشهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، فأنتم ترون أجيال اليوم، فهم في بعد عن الله، أجهزة الإعلام اليوم تستطيع أن تخلق من الحبة قُبة، ومن النملة فيلاً، ومن ذرة الرمال كوكباً أقوى من الشمس، أجهزة الإعلام اليوم تستطيع أن تصنع من الفأر جملاً.
عباد الله، علاجنا الصلح مع الله، أركان الصلح مع الله في قوله تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَاتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلاْمُورِhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif [الحج:41].
اللهم رد كيد الأعداء إلى نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم شتت جمعهم وفرق تحالفهم، اللهم عليك بأعداء المسلمين فإنهم لا يعجزونك، اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.
عباد الله، توجهوا إلى المولى الكريم، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوز المستغفرين، استغفروا الله.



<HR align=right width=33 SIZE=1>[1] (http://www.al-msjd-alaqsa.com/Khotb_Eljoma'a/2003-02-14.htm#_ftnref1) رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة (3331)، كناب أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم، ورواه مسلم في صحيحه (1468) كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء.



الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذي اصطفى، وخصوصاً نبينا وسيدنا الحبيب المصطفى.
ونشهد أن لا إله إلا الله، صاحب الفضل والوفا، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المجتبى، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار الشرفا، وأصحابه الكرام الحنفا.
أما بعد: أيها المسلمون، إن إلقاء نظرة إلى واقع مجتمعنا الفلسطيني تري الناظر من خلالها العجب العجاب، فإن فئات كثيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني المسلم سيما في بيت المقدس، بالذات أرض الرباط لم يتعظوا من الاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية، وشعبنا الفلسطيني وبدلاً من أن يصطلحوا مع الله سبحانه وتعالى ويتجملوا بتعاليم الإسلام السمحة القائمة على الصدق والشرف والفضيلة والإيمان والإخاء والاستقامة والأخلاق الحميدة، تراهم يرتعون في الفساد والرعونة، في غياب دولة الإسلام، في غياب سلطة القانون، في غياب النظام العام.
أيها المصلون، لقد تحدثت في خطبة سابقة عن ظواهر سلبية كثيرة منتشرة في مجتمعنا الفلسطيني زادت معاناة شعبنا زيادة عما يعانيه من ظلم وقهر واستبداد المحتل، تحدثت عن استفحال ظاهرة المخدرات وعمليات إسقاط العديد من شبابنا وشاباتنا فيها، تحدثت عن جريمة القتل والنصب والاحتيال، تحدثت عن تزوير الوثائق الرسمية وسرقة الأراضي بغير حق مشروع، تحدثت عن المواد الغذائية الفاسدة.
أيها المصلون، أتحدث إليكم اليوم عن ظاهرة لا تقل خطورة عن الظواهر السابقة، إنها ظاهرة إذلال شعبنا الفلسطيني. فالصفوف المتراصة أمام مبنى الداخلية ومبنى التأمين الوطني تقضّ مضاجعنا، وتؤرق جفوننا، هذه الصفوف الطويلة التي تتلظى بحرقة الشمس صيفاً وتنكوي بلسعات البرد شتاءً، تريد أن تنهي معاملات ضرورية لها للاستمرار في الثبات والبقاء والعيش في أرضهم ومساكنهم، هذه الصفوف تعكس عنت وظلم المحتل أولاً، ثم تعكس وللأسف استغلال هذه الظروف الصعبة من قبل فئات ضالة من أبناء شعبنا الفلسطيني، فكثير من الشباب ينامون ليل نهار أمام مكاتب الداخلية وأمام مكاتب التأمين الوطني لحجز أدوار لهم، ثم يقومون ببيعها لمن هم بحاجة ماسة لإنهاء معاملاتهم هؤلاء لا يتورعون عن رؤية امرأة تحمل طفلاً رضيعاً، ولا كهلاً يتكأ على عصاه، ولا عجوزاً تجر أذيالها، صور مأساوية في الداخل، تباطؤ وحرق أعصاب وتحقيق، وفي الخارج بلطجة وزعرنة، وليت الأمر يقف عند هذا الحد، بل يتعدى الأمر إلى تبادل السباب والشتائم بأفظع الألفاظ على مسمع الجميع وعلى مرأى من قوات الاحتلال، يا للعجب ويا للعار! ألم تدرك هذه الفئات المارقة الضالة أبعاد وآثار الاحتلال المدمر والتي تستهدف بالدرجة الأولى إبعادنا عن روح الإسلام واستمرار العدوان وقتل الأبرياء وهدم المنازل على ساكنيها وهم أحياء واحتلال الأرض وطمس الهوية الإسلامية والعربية والفلسطينية كلها عامة ولبيت المقدس خاصة، لتزيد من معاناة شعبنا دون وازع من دين أو أخلاق.
أيها المصلون، هذه الظواهر تستعدي انتباهنا وتستدعي الوقوف بحزم أمام هذه الفئات التي تمعن في رعونتها وتزيد من تفاقم معاناة شعبنا.
أيها المسلمون، إذا كانت أوضاعنا الداخلية تستأثر باهتمامنا كشعب يتطلع إلى الحرية والعيش بكرامة، فإنه لا يغيب عن بالنا ما يخطط لشعب العراق المسلم من عدوان ودمار وتقسيم، فالأوراق كل الأوراق أصبحت اليوم مكشوفة، أمريكا الحاقدة، وبريطانيا الماكرة أنهوا استعداداتهم العسكرية ونشروا قواتهم البرية وطائراتهم الحربية ومدمراتهم البحرية وحاملات الطائرات. أمريكا وبريطانيا حصلتا على الموافقة المبطنة من بعض زعماء عالمنا الإسلامي والعربي لضرب العراق. تركيا التي احتضنت الشهر الماضي مؤتمر وزراء خارجية عدد من الدول العربية والإسلامية أعلنت أنها لا يمكنها أن تتخلى عن مساعدة أمريكا حليفتها الاستراتيجية. الدول العربية المحيطة بالعراق منحت أراضيها ومطاراتها لاستقبال طائرات وجنود الأعداء.
أيها المسلمون، فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي صراحة أن العراق يشكل خطراً على إسرائيل، وكرر طويلاً وقوف العراق إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني، إنه لا يريد أحداً أن يدعم نضال شعبنا أو يساعده، يريد من الجميع أن يعقدوا معاهدات سلام مع إسرائيل رغم احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي في بيانه صراحة، أن أمريكا تسعى إلى تغيير خارطة المنطقة بعد سقوط النظام العراقي. إنها المؤامرة المزدوجة ضد شعبنا الفلسطيني الصامد وضد الشعب العراقي المحاصر. فماذا بعد؟
أيها المسلمون، عالمنا العربي والإسلامي ينتظران انقضاض الأعداء على الشعب العراقي، فهل من صحوة إسلامية عربية جريئة ترد المعتدين خائبين أم كما قالت حكام العرب: لقد فات الأوان.