المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في كتاب «المرأة والوقف» .. في الكويت .


نائل أبو محمد
06-21-2009, 10:10 PM
الأحد 28 جمادى الثانية 1430
الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية
العالميقراءة في كتاب
ة - ذو القعدة - 1427 هجرية - ديسمبر2006 م - العدد (200) - السنة الثامنة عشر

«المرأة والوقف» .. في الكويت

(225) واقفة بنسبة 47٪ من المجموع العام للواقفين فى الكويت

السيد المخزنجي - الكويت

بالرغم مما تخرجه لنا المطابع يومياً من «كم» الكتب والمؤلفات، في مجالات الفكر والثقافة على أختلافها وتعدد مجالاتها المعرفية .. وبالرغم من تعدد مواقع الانترنت وانتشار نظم المعلومات التي تحوى الكثير من الأفكار والمعارف الإنسانية المتنوعة .. ولكن قليلة هي الكتب التي تشد القارئ إليها، وتغريه بقرائتها والتعرف على ما تتضمنه من معلومات مهمة.

ومن بين تلك الكتب صدر كتاب جديد بعنوان «المرأة والوقف» تأليف إيمان الحميدان - نائب الأمين العام للإدارة والخدمات المساندة بالأمانة العامة للأوقاف، ويقع الكتاب في حوالي 130 صفحة من القطع المتوسط، تناولت فيه المؤلفة عددا من الموضوعات والقضايا التي تتعلق بالوقف وتعريفه وأنواعه، والوقف عبر السنين، ولكن ما يتميز به هذا الكتاب هو مدى «وعي» المرأة الكويتية بما يمكن تسميته بالوقف ودوره في النهوض بالمجتمع من خلال تجسيده ما يمكن تسميته «ثقافة الوقف» حيث ركز الكتاب على إبراز «إسهامات المرأة المسلمة في الوقف» بشكل عام، من خلال عدة مجالات مهمة أوقفت عليها المرأة الكويتية العديد من الوقفيات، ومنها: الوقف على عمارة المساجد ورعايتها، والخدمات الصحية، والخدمات التعليمية والخدمات الاجتماعية.

ولقد أحسنت إيمان الحميدان صنعاً إذ خصصت الجزء الأكبر من كتابها لبيان «إسهامات المرأة الكويتية في الوقف» من خلال مجالاته المتعددة، والتي حصرت منها أربع مجالات، ثم عرضت كذلك لعناية المرأة الكويتية بأوقافها المختلفة سواء شملت تلك الأوقاف: الوقف الأهلي (الدُريّ) أو وقف المساجد، أو الوقف الخيري، ثم الوقف المشترك. حيث قدمت المؤلفة بعد ذلك إحصائية لمساهمة المرأة الكويتية في الوقف، من خلال عقد مقارنة بين أعداد الواقفين والواقفات باستخدامها لنظام «استمارة حجة الوقف» الآلي والمطور من قبل مركز نظم المعلومات الذي تشرف عليه بالأمانة العامة للأوقاف منذ 1988 - 2004م.

وقد بلغ تلك الأوقاف للواقفين والواقفات الذين تم تحديد نوع الوقف لهم (دري - مساجد - خيري - مشترك) 549 استمارة باستثناء فاعلي الخير والشركات والمؤسسات ضمن هذا الرقم. وقد بلغت نسبة عدد الواقفات من النساء - حسب تلك الإحصائية للمؤلفة - 47٪ بالنسبة إلى المجموع العام، وهي نسبة مرتفعة جداً تبين مدى المساهمة الحقيقة الفاعلة للمرأة الكويتية في مجال الوقف والعمل الخيري، إذ بلغ عدد هؤلاء الواقفات (225) واقفة . (ص 62 من الكتاب)

وبالنسبة لعناية المرأة الكويتية بأوقافها توضح إيمان الحميدان في هذا الكتاب أن المتتبع لسيرة المرأة الكويتية الواقفة يلمس موقفاً إيجابيا، حيث مبادرتها الحثيثة إلى عمل الخير والعناية به باستمرار، ودللت على ذلك مستشهدة بنشاط المرأة الكويتية وعنايتها بأوقافها، بفضل وثائق الوقف المتاحة والتي تضمنت عدة أسماء لواقفات مثل: فاطمة بنت حمد الحجيلي التي ذهبت إلى القاضي محمد بن عبدالله العدساني وأوقفت بيتها على بنتيها: منيرة ونورة، بنات مبارك، وعلى ابنتها فهد بن محمد، واشترطت أن يضحوا لها ويتصدقوا عنها.. (ص 60 من الكتاب).

وتخلص المؤلفة من ذلك العرض إلى القول: كانت المرأة تقوم بنفسها بعمليات البيع والشراء للعقارات المختلفة .. حيث باعت موضى بنت بطي بن مدروش بيتها لسارة بنت سليمان بثمن قدرة 80 ريالا، ثم قامت سارة بوقف البيت على عشيات لها ولزوجها دحيم، ومن بعدها على ذرية ابنتها ثاقبة، وقام القاضي محمد بن عبدالله العدساني بتحرير صيغة البيع والوقف .. (ص 60 من الكتاب).
وتطالب المؤلفة في دراستها الجديدة بضرورة عمل دراسات أخرى للوقوف على مدى الحاجة لإيجاد وقفية للمرأة في مجالات الحياة المختلفة، إلى جانب تقديم إضافات مطلوبة في هذا السياق لخدمة المرأة والطفل والمجتمع في هذا الصدد.

ولربما استشعرت المؤلفة ضرورة انجاز مثل تلك الدراسات العلمية والتطبيقية في مجال الوقف لما نلمسه جميعاً من حاجة المرأة إلى حفظ كرامتها من اللجوء أو طلب العون والمساعدة من الناس في المجتمع، لاسيما إذا تقدمت بها السن وفقدت من يعولها سواء كان الزوج أو الأبناء الرجال على وجه الخصوص.
لقد استطاعت المؤلفة في كتابها «المرأة والوقف» النجاح في تحقيق «المعادلة» أو فرضية البحث التي طرحتها في هذا الكتاب والتي تقوم على أن العلاقة بين المرأة والوقف كانت دائماً «علاقة تبادلية» بمعنى (خدمة المرأة للوقف وخدمة الوقف للمرأة أيضاً)، فالمرأة بما تميزت به من وعي وإدراك على مر العصور، لأهمية الوقف ودوره الإيجابي في المجتمع، اتخذت من الوقف سبيلا لصدقتها وإحسانها، إدراكاً منها لدوره الرائد، وفي المقابل كان للوقف - كأداة أو وسيلة اقتصادية وكصيغة تنموية فاعلة - دور كبير في رعاية المرأة والأخذ بيدها في كافة مجالات الحياة، بما يعود بالنفع عليها وعلى أسرتها ومجتمعها» .. (ص 10 من الكتاب)، هذه «العلاقة التبادلية» - كما تقول المؤلفة - غداها كلا الطرفين للآخر، ومن ثم كانت وما تزال مصدر ثراء ونهضة للأمة على مر العصور.

وبعد .. فيحسب للمؤلفة هذا الجهد العلمي الجديد والمتميز في رصد عطاء المرأة الكويتية وإسهاماتها الخيرية في مجال «الوقف والمرأة» والذي يعد إضافة إلى المكتبة العربية بصفة عامة، و «علوم الوقف» بصفة خاصة.

نائل أبو محمد
12-09-2011, 01:26 PM
الجمعة 14 محرم 1433
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين