المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روحوا القلوب


نائل أبو محمد
06-21-2009, 10:23 PM
الأحد 28 جمادى الثانية 1430
روحوا القلوب


700 راحلة

قدمت عير عبد الرحمن بن عوف على المدينة، وكانت مؤلفة من 700 راحلة، وهي تحمل على ظهورها المبرة (الطعام) والمتاع وكل ما يحتاج إليه الناس، فما أن دخلت المدينة حتى رجت الأرض بها رجا، وتسمع لها دوي وضجة، فقالت عائشة رضوان الله عليها: ما هذه الرجة؟ فقيل لها: عير لعبدالرحمن بن عوف سبعمائة ناقة تحمل البر والدقيق والطعام، فقالت عائشة رضوان الله عليها: بارك الله فيما اعطاه في الدنيا، ولثواب الآخرة أعظم. وقبل أن تبرك النوق، كان الخبر قد نقل إلى عبدالرحمن بن عوف فما ان لامست مقالة أم المؤمنين سمعه حتى صار مسرعاً إلى عائشة وقال: أشهدك يا أم المؤمنين أن هذه العير جميعها بأحمالها واقتابها واحمالها في سبيل الله.

منقبة ومنزلة

لما لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى جعل عبدالرحمن بن عوف يقوم بمصالح أمهات المؤمنين فكان ينهض بحاجاتهن، فيخرج معهن إذا خرجن ويحج معهن إذا حججن، ويعمل على هوادجهن، وينزل بهن في الأماكن التي تسرهن، وتلك منقبة من مناقب عبدالرحمن بن عوف، وثقة من أمهات المؤمنين به يحق أن يعتز بها ويفخر.

لا يحنو عليكم بعدي إلا الصابرون

يروى من بر عبدالرحمن بن عوف (رضي الله عنه) بالمسلمين وأمهات المؤمنين أنه باع أرضاً له بأربعين ألف دينار، فقسمها كلها في بني «زهرة» وفقراء المسلمين والمهاجرين، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بعث إلى أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها بما خصها من ذلك المال قالت: من بعث بهذا المال، فقيل: عبدالرحمن بن عوف، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يحنو عليكن من بعدي إلا الصابرون».

اعطاني ديناراً

عن أبي مروان، مولى بن تميم قال: انصرفت مع صفوان بن سليم من العيد إلى منزله، فجاء بخبز يابس فجاء سائل، فوقف على الباب وسأل، فقام صفوان كسوة في البيت، فأخذ منها شيئاً فأعطاه، فاتبعت ذلك السائل لأنظر ما اعطاه، فإذا هو يقول: اعطاه الله افضل ما اعطى أحداً من خلقه، فقلت: ما اعطاك، قال: اعطاني ديناراً.

قميص صفوان

عن سفيان قال: جاء رجل إلى أهل الشام، فقال دلوني على صفوان بن سليم، فأني رأيته دخل الجنة، فقلت بأي شيء، قال: بقميص كساه انساناً، قال بعض اخوان صفوان: سألت صفوان عن قصة القميص قال: خرجت من المسجد في ليلة باردة، فإذا رجل عريان، فنزعت قميصي فكسوته.

صاحب الحائط

يحكى أن عروة بن الزبير كان كريماً جواداً، سمحاً، ومن ذلك انه كان له بستان من اعظم بساتين المدينة، عذب المياه ظليل الاشجار، باسق النخيل وكان يسور بستانه طوال العالم، حماية اشجاره من اذي الماشية وعبث الصبية، حتى اذا آن اوآن الرطب وأينعت الثمار وطابت، واشتهتها النفوس كسر حائط بستانه في أكثر من جهة ليجيز للناس دخوله، فكان يلمون به ذاهبين آيبين، ويأكلون من ثمره ما لذ لهم الاكل، ويحملون ما طاب لهم الحمل وكان كلما دخل بستانه هذا ردد قول الله «ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله» الكهف.

دار الندوة

آلت دار الندوة في مكة إلى حكيم بن حزام، فأراد ان يتخلص منها، فباعها بمائة الف درهم، فقال له قائل من فتيان قريش: لقد بعت مكرمة قريش ياعم، فقال له حكيم، هيهات يابني، ذهبت المكارم كلها ولم يبقى إلا التقوى واني ما بعتها إلا لأشتري بثمنها بيتاً في الجنة واني اشهدكم اني جعلت ثمنها في سبيل الله.

عتقاء عن حكيم

حج حكيم بن حزام بعد اسلامه، فساق امامه مائه الف ناقة مجللة بالأثواب الزاهية ثم نحرها جميعاً تقرباً إلى الله، في حجة أخرى وقف في عرفات، ومعه مائة من عبيده، وقد جعل في عنق كل واحد منهم طوقاً من الفضة، نقش عليه: عتقاء لله عز وجل عن حكيم بن حزام، ثم اعتقهم جميعاً، وفي حجة ثالثة ساق أمامه الف شاة وأراق دمها كلها في «دمي» واطعم بلحومها فقراء المسلمين تقرباً لله عز وجل.

صرة أبي مودود

عن أبي مودود قال: كان عامر بن عبدالله بن الزبير يتحين العباد وهو سجود: ابا حازم، وصفوان بن سليم وسليم بن شحم، واشباههم، فيأتيهم بالصرة فيها الدنانير والدراهم، فيضعها عند نعالهم بحيث يحسون بها ولا يشعرون بمكانه، فيقال له: ما يمنعك ان ترسل بها اليهم؟ فيقول: اكره ان يتمع وجه احدهم اذا نظر إلي يوماً اذا لقيني.

بارك الله لك فيما اعطيت وبارك الله لك فيما امسكت

أراد الرسول صلى الله عليه وسلم ان يجهز بعثاً، فوقف في اصحابه وقال «تصدقوا فإني اريد ان ابعث بعثاً، فبادر عبد الرحمن بن عوف إلى منزله وعاد مسرعاً وقال يارسول الله: عندي 4 آلاف من الضأن أقرضهن ربي، والفان تركتهما لعيالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بارك الله لك فيما اعطيت وبارك الله لك فيما امسكت».

لا تعد لمثل هذا

قال ابو حاتم: وقع الغلاء في ارضنا، فأنقذ بعض اصدقائي حبوباً من اصفهان، فبعته له بعشرين الفاً، وسألني صديقي ان اشتري له داراً بالعشرين ألف درهم، فإذا جاء نزل فيها، فانفقها على الفقراء، وكتبت إليه ان اشتريت لك بها قصراً في الجنة فبعث يقول: رضيت بما كسبت على نفسك صنعاً، ففعلت، فأريت في المنام انه قد وفينا بما ضمنت ولا تعد لمثل هذا.

نائل أبو محمد
12-04-2011, 08:48 PM
الأحد 9 محرم 1433 اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين