المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضوابط جعل"في" تأخذ غير معناها الأصلي


سليم
06-22-2009, 10:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في بعض المواضيع كيف يجعل أحدهم "في" تأخذ معنى قد يغاير المعنى المطلوب,وهذا يؤدي إلى العجمة ويبعد الكلام عن البلاغة المرجوة,مثال قول أحدهم في قوله عليه الصلاة والسلام في حديث الجارية عندما سألها :أين الله,فقالت:"في السماء",فقال إن "في" هنا تعني "على".
بحثت علّني أجد ما يضبط هذه المعاني فلم أعثر على شيء,فهممت وتوكلت على الله واجتهدت :
حرف "في" كما اعتبره الداني من حروف المعاني الثنائية,وهو حرف جر ومعناه الأول: الظرفية. وهي الأصل فيه، ولا يثبت البصريون غيره.
والظرفية زمانية أو مكانية وتكون حقيقة أو مجازًا.ومن معاني "في" غير الأصلي:
الثاني: المصاحبة، نحو قوله تعالى:"َقالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم" أي: مع أمم.
الثالث: التعليل، نحو قوله تعالى:َّ"لوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " .
الرابع: المقايسة، نحو "فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ".
الخامس: أن تكون بمعنى على، نحو "وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ " أي: على جذوع النخل.
السادس: أن تكون بمعنى الباء، وذكر بعضهم أن في، في قوله تعالى "وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ"، بمعنى باء الاستعانة، أي: يكثركم به.
السابع: أن تكون بمعنى إلى، كقوله تعالى "فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ"، أي: إلى أفواههم.
الثامن: أن تكون بمعنى من، كقول امرىء القيس:
وهل يعمن من كان أحدث عهده ثلاثين شهراً، في ثلاثة أحوال؟
أي: من ثلاثة أحوال.
التاسع: أن تكون زائدة. قال بعضهم بذلك، في قوله تعالى "وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ"، أي اركبوها.
هذه هي معاني حرف "في", ولكن هل يمكن لكل واحد أن يقول أو يكتب كلامًا فيه حرف "في" ويعطيه اي معنى يريده دون ضبط أو رابط؟,أم هناك ضوابط لإحالة الحرف إلى معناه؟
أقول": لا بد من ضوابط توجب المتكلم والمفسر لإعطاء المعنى المناسب لحرف"في", وهذه الضوابط هي قرائن ,القرائن تكون إما لغوية أو عقلية.
القرائن اللغوية هي التي إن عوضت في مكانها أعطت المعنى دون إخلال بالنص, مثال قوله تعالى :"لوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ",فهذه للتعليل, فلو بدلنا حرف "في" بحرف تعليل بقي المعنى كما هو ولم يختل ,يعني لو قلنا:لمسكم لما أخذتم عذاب عظيم " لما تغير أو تبدل المعنى.
وأما القرائن العقلية فهي كما في قوله تعالى:"قالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم",فهنا تفيد المعية أو المصاحبة, فالمعنى :ادخلوا مع أمم قد خلت من قبلكم",والدخول في أمة لا يكون إلا في الإختلاط,فيصبح مع الأمة وواحد منها.
لأنه دون ضوابط يكثر اللغط واللبس, ويقول قائل:هذا ما قصدته من معنى"في" أو هذا ما قصده فلان أو علان لأغراض في نفس يعقوب.
فما رأيكم؟