المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرأت لك : مشاركات للمراجعة ....


نائل أبو محمد
08-26-2012, 04:05 PM
الأحد 9 شوال 1433
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفاة نيل ارمسترنج .. أول انسان يصل القمر


25/08/2012 22:13







السوسنة - توفي نيل ارمسترنج اول رائد فضاء في العالم تطأ قدماه سطح القمر مساء السبت عن عمر يناهز 82 عاما .



ولد ارمسترنج في 5 أغسطس سنة 1930 في ولاية أوهايو، وحصل على درجة علمية في هندسة الفضاء من جامعة بوردو ثم على الماجستير في هندسة الفضاء من جامعة سوذورن كاليفورنيا، ويحمل عدداً من شهادات الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات، إضافة إلى العديد من الأنواط والأوسمة.



التحق أرمسترونج بوكالة الفضاء الأمريكية في وظيفة طيار باحث في مختبر لويس في كاليفورنيا، وشارك بحكم وظيفته في مائتي رحلة جوية في مختلف أنواع الطائرات، وفي سنة 1962م رقي إلى منصب رائد فضاء، حيث عمل قائداً لرحلة جيميني، وخدم أرمسترونج في الجيش الأمريكي وشارك في الحرب الكورية سنة 1950 م وقام بأول عملية اشتباك ناجحة بين مركبتين في الفضاء.



وفي سنة 1971م أصبح استاذاً لهندسة الفضاء في جامعة سنسيناتي. وأرمسترونج متزوج وله ولدان، ويعيش الآن متمتعاً بعزلته في مزرعة له، ويعرف عنه رفضه الحديث عن نفسه أوإنجازاته، كما رفض دعوة كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي للترشيح للانتخابات الأمريكية. يعد أول شخص في تاريخ البشرية وطئت قدماه سطح القمر.



وفي أول رحلة فضائية لأرمسترونج قام بقيادة مركبة جيميني 8 وذلك في عام 1966 م. وقام خلال هذه المهمة، مع ديفيد سكوت، باجراء أول عملية التحام مركبتين فضائيتين بواسطة إنسان.



كما قاد أرمسترونج طاقم رحلة أبولو 11 والتي هبط فيها على القمر مع بز ألدرن في 21 يوليو 1969 م. وكانت هذه الرحلة هي الثانية له. خلال هذه الرحلة، التي وصفها أرمسترونج بأنها «خطوة عملاقة للبشرية»، قام هو وبز ألدرن بالهبوط على سطح القمر وقضيا ساعتين ونصف الساعة يستكشفان المكان في حين دار مايكل كولينز بمركبة الفضاء في مدار حول القمر.



وبعد سنوات من الرحلة المشهورة، توبع أرمسترونج لخوف وكالة الفضاء الأمريكية من إفشاء سر الرحلة إلى القمر، بعد أن وُصف بالجنون وبعد أن تمت تصفية عنصرين من طاقم الرحلة في مناطق متفرقة من العالم.



وفي سنة 2004 وفي لقاء تلفزي أشاع وزير الداخلية السابق دونالد رامسفيلد حقيقة الرحلة إلى القمر والتي قال أنها لم تعد سر، اعترف أنها كذبة تدخل ضمن الكذبات التي عملت الإدارة على حياكتها في إطار الحرب الباردة ضد الإتحاد السوفياتي، وأن المشاهد صورت في استوديو القناة الخامسة بالعاصمة لندن.



وفي سنة 2010، زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما مركز كينيدي لأبحاث الفضاء، لتوضيح إستراتيجية ناسا التي تعرضت للهجوم حيث وصفها نيل أرمسترونج قائد رحلة أبوللو 11 ورواد فضاء آخرون بأنها انتكاسة ستجعل برنامج الوكالة معتمدا على حسن نوايا روسيا.

نعم قرأت هذا في جريدة القدس المحلية وعلمت من مصادر أخرى ، وكنت قد سمعت فيما مضى أنه اسلم هل هذا صحيح ؟ .

نائل أبو محمد
08-27-2012, 10:44 AM
الاثنين 10 شوال 1433

عالم يهودي: "المرأة المسلمة هي الأنظف"

--------------------------------------------------------------------------------




أشهر عالم الأجنة اليهودي، روبرت غيلهم، إسلامه قبل أيام قليلة، بعد اطلاعه على الآيات القرآنية التي تناولت عِدة المرأة المطلقة. ويشير موقع تلفزيون "نابلس" الذي نقل الخبر، الى ان روبرت غيلهم كان قبل تحوله الى الإسلام يهودياً، وانه أمضى الكثير من السنين وهو يدرس ويجري أبحاثاً حول "البصمة الزوجية للرجل"، تأكد على إثرها انها تزول بعد 3 أشهر.

ووفقاً لصحيفة "المصريون"، فإن أستاذ التحاليل الطبية بالمركز القومي في مصر، استشاري الطب التكميلي الدكتور عبد الباسط محمد السيد، صرح أن "العالم روبرت غيلهم، زعيم اليهود فى معهد ألبرت آينشتاين، والمختص فى علم الأجنة، أعلن إسلامه بمجرد معرفته للحقيقة العلمية ولإعجاز القرآن فى سبب تحديد عدّة الطلاق للمرأة، بمدة 3 أشهر"، مضيفاً ان السيد غيلهم اقتنع بواسطة الأدلة العلمية.

وتشير هذه الأدلة الى ان معاشرة الرجل لزوجته يؤدي لأن يترك بصمته الخاصة فيها، وان مرور شهر واحد يسمح بالقضاء على ما بين 25% و30% من هذه البصمة، مما يعني زوالها "بالكامل" بعد 3 أشهر بحسب الصحيفة، الأمر الذي يجعل المرأة مؤهلة لتلقي بصمة رجل آخر.

وقرر روبرت غيلهم القيام بتجربته الخاصة كي يتحقق من صحة هذا الأمر، فتوجه الى أحد أحياء المدن الأمريكية، حيث يقطن مسلمون، وأجرى أبحاثه فخلص الى أن كل مسلمة متزوجة تحمل بصمة واحدة فقط.

وكرر غيلهم تجربته على نساء متحررات خارج حي المسلمين، فاكتشف ان كلاً منهن تحمل أكثر من بصمة، مما دفعه الى الاستنتاج انهن أقمن علاقات جنسية مع شركاء كثر.

لم يكتف غيلهم بذلك، اذ ألهمه هذا الاكتشاف لأن يجري تجربة على زوجته، فاكتشف انها تحمل بصمات لـ3 رجال، فعلم بذلك انها كانت تخونه.

وبناءً على هذه المعطيات قرر الرجل التحقق مما اذا كان أولاده الثلاثة هم بالفعل أولاده، ليكتشف مفاجأة أخرى حين علم ان واحداً منهم فقط ابنه.

وقد دفعته هذه الأبحاث والتجارب الى اعتناق الإسلام لأنه "هو الدين الوحيد الذي يضمن حصانة المرأة وتماسك المجتمع وان المرأة المسلمة هي أنظف امرأة على وجه الأرض".

المصدر : http://www.ofqnews.net/2012-04-02-12-48-13/2012-04-02-12-49-48/1660-2012-08-26-20-17-55.html

نعم قرأت هذا في الجريدة المحلية وبحثت عنه في الشبكة ونترك التعليق الى فيما بعد .

نائل أبو محمد
12-28-2012, 09:31 PM
الْمَكَارِمُ مَنَوطَـةٌ بالْمَكَارِهِ



عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


يظن بعض الناس أن السعادة أن يعيش الإنسان حياة صافية من كلّ كَدَر .

أوْ لا يُصادِفه مُنغِّصَات
أوْ لا تُصيبه مُصيبة
أوْ لا يتعرّض لِفتنَة

وهذه لا بُـدّ منها فهي كالملْح في الطّعام !
ثم إن طبيعة هذه الحياة الدنيا أنها طُبِعت على كَدَرٍ

جُبِلَتْ على كَدَرٍ وأنت تَرُومُها *** صفواً من الأقذار والأكـدارِ
ومكلِّف الأيام ضِدّ طِباعِهـا *** مَتَطَلِّبٌ في الماء جـذوة نـارِ
وإذا رَجَوتَ المستحيل فإنمـا *** تَبْنِي الرّجاء على شفيرٍ هـارِ

فهي لا تصفو لأحد ، ولا تدوم لِمخلوق .
سمع الْحَسَن البصري رجلاً يقول لآخر : لا أراك الله مكروهاً أبداً . فقال له : دَعَوتَ الله له بالموت ! فإن الدنيا لا تخلو عن المكروه !

وقد وصف الله حياة ابن آدم فقال : (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) فهو في مَشَقّـةٍ ومُكابَدةٍ في دنياه ، كما قال بعض المفسِّرين .

إذاً .. ما هي الحياة الطيبة ؟
وكيف تُوجد السَّعـادة ؟

اختلفت عبارات السَّلَف حول معنى الحياة الطيبة .
قال ابن عباس : هي الرزق الحلال .
وقال الحسن : هي القناعة .
وقال مُقاتل بن حيان : يعني العيش في الطاعة .
وقال أبو بكر الوراق : هي حلاوة الطاعة .
وقال القاضي البيضاوي : (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) في الدنيا يعيش عيشا طيباً ، فإنه إن كان مُوسِراً فظاهر ، وإن كان مُعْسِراً يَطيب عيشه بالقناعة والرضا بالقسمة وتوقّع الأجر العظيم . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : مَنِ أراد السعادة الأبدية فليلزم عَتَبَة العبودية .

وعلى كلٍّ هي :

حياةُ قلبٍ مؤمن بالله ، راضٍ بقضائه ، مُسْتَسْلِم لِحُكْمِه ، واثق بِوَعْدِه .

والحياة الطيبة ربما يعيشها المؤمن وهو لا يشعر بها ، وربما لا يَجِد لذّتها .
كيف ؟

ربما عاش المؤمن راحة البال ، ووجَد الأمن النّفسي ، لا يُزعجه المستقبل ، ولا يُقلقه ما في غـدٍ .
الأمن النفسي من أعظم ما يَمنّ الله به على عبده المؤمن .
ولذا قال سبحانه وتعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
ليس فقط الأمن الاجتماعي في الأوطان ، بل حتى الأمن النفسي في نفوس المؤمنين .
وهذا يُفسِّر لنا سِـرّ سعادة الكافر إذا أسلم ، إذ وَجَـد ما كان يفتقده ، وعاش لـذّة الطاعة ، وخالطت قلبه بشاشة الإيمان .

ويُظهر لنا بِجلاء كيف عاش بعض السّلف هذه السعادة في لحظة مقْتلِه !
قال حرام بن مِلحان رضي الله عنه لما طَعَنَه الكافر الغادر : فُـزْتُ وربِّ الكعبة فكان الكافر الغادر يتساءل : أي فوز فازه وأنا قتلته ؟!

فالسعادة ليست في كأس وغانية !
وليست في مالٍ وجارية !
ولا في المراكب الفارِهة !
ولا في القصور العامِرة !

وإنما هي بطاعة الله جل جلاله .

ويُبين لنا هذا أن من العلماء من وُضِع في السّجن والقيد ، فما يزيد على أن يبتسم !
لقد كان يتذوّق طعم السعادة !
ويعتبر السجن خلوة !
والقيد وسام فخـر !

يَرى الدنيا بعين مؤمن راضٍ بقضاء الله
يجِد حلاوة الإيمان في قلبه .. ولا سبيل للوصل إلى قلبه !

يُدفع بإمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل إلى السّجن ، فما يَردّه ذلك عن مبادئه
ولا يُزحزحه عن مواقفـه
يُضرب بالسِّياط فما يشكو ولا يئِنّ
يَغتسل السّوط في جُرحه فيصدع بما يَكرهون .
لقد مَزَج مرارة الألم بحلاوة الإيمان فطَغَتْ حلاوة الإيمان ..

إن بعض الناس يشكو أنه لا يعيش الحياة الطيبة في حين أنه يعمل الأعمال الصالحة ، وهو أهنأ ما يكون في عيش وصحّة ، وأمن ورخاء .
وهذا ربما تُوجَد عنده صُورة العَمَل ، ولا تُوجد حقيقة العمل .

والفَرْق بينهما كما بين الثرى والثريّا

إن الرجلين ربما صَلَّيَا إلى جوار بعض ، وبينهما في صلاتهما كما بين المشرق والمغرب !
فَرَجُل قلبه يحوم حول العَرش يُسبِّح بِحَمْدِ ربِّـه
وآخر يحوم حول القاذورات !

قال بعض السلف : إن هذه القلوب جَوّالة ؛ فمنها ما يَجُول حول العَرْش ، ومنها ما يَجُول حَول الْحُشّ " بيت الخلاء " .

فيا بُعد ما بينهما !

والله لا يستويان لا في الصلاة والأجر ، ولا في أثَرِهَا .

فَمَن صلّى بقلبه نَهَتْه صلاته ، ورَفَعتْ درجاته ، وكفّرت سيئاته .
ومن صلّى بِبَدَنِه أجزأته !

فَمن تعلّق قلبه بالله ، ملأه الله غنىً ورضاً وطُمأنينة .
ومن تعلّق بغيره وُكِل إليه " تَعِسَ عَبْدُ الدينار و عَبْدُ الدرهم و عَبْدُ الخميصة " .

قال ابن القيم رحمه الله :

نَزِّه سماعك إن أردت سماع ذيّــاك الغنا عن هـذه الألحـانِ
لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتحــرم ذا وذا يـا ذلـة الحرمـان
إن اختيارك للسماع النازل الـأدنى على الأعلى من النقصـان
والله إن سماعهم في القلـب والـإيمان مثل السـمّ فـي الأبـدان
والله ما انفكّ الذي هـو دأبـه أبـداً مـن الإشـراك بالرحمـن
فالقلب بيت الرب جل جلالـه حُبا وإخلاصا مـع الإحسـان
فإذا تعلّـق بالسَّمـاع أصـاره عبـداً لكـل فُلانـة وفـلان
حُبّ الكتاب وحب ألحان الغنـا في قلب عبـد ليـس يجتمعـان
ثَقُل الكتـاب عليهـم لمـا رأوا تقييـده بشـرائـع الايـمـان
واللهو خـفّ عليهـم لمـا رأوا ما فيه من طرب ومـن ألحـان
قوت النفوس وإنما القـرآن قـوت القلب أنى يستوي القوتـان ؟
وألَذّهُم فيـه أقلّهـم مـن الــعقل الصحيح فَسَلْ أخَا العرفان
يا لذّة الفساق لستِ كَلَـذَّةِ الـأبـرار فـي عَقْـلٍ ولا قـرآنِ

فإن أردت المكارم فتحمّل المكارِه .
وإن أردت السعادة الأبدية فالزم عَتَبة العبودية .

والله يتولاك .

نائل أبو محمد
12-28-2012, 09:31 PM
الْمَكَارِمُ مَنَوطَـةٌ بالْمَكَارِهِ



عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


يظن بعض الناس أن السعادة أن يعيش الإنسان حياة صافية من كلّ كَدَر .

أوْ لا يُصادِفه مُنغِّصَات
أوْ لا تُصيبه مُصيبة
أوْ لا يتعرّض لِفتنَة

وهذه لا بُـدّ منها فهي كالملْح في الطّعام !
ثم إن طبيعة هذه الحياة الدنيا أنها طُبِعت على كَدَرٍ

جُبِلَتْ على كَدَرٍ وأنت تَرُومُها *** صفواً من الأقذار والأكـدارِ
ومكلِّف الأيام ضِدّ طِباعِهـا *** مَتَطَلِّبٌ في الماء جـذوة نـارِ
وإذا رَجَوتَ المستحيل فإنمـا *** تَبْنِي الرّجاء على شفيرٍ هـارِ

فهي لا تصفو لأحد ، ولا تدوم لِمخلوق .
سمع الْحَسَن البصري رجلاً يقول لآخر : لا أراك الله مكروهاً أبداً . فقال له : دَعَوتَ الله له بالموت ! فإن الدنيا لا تخلو عن المكروه !

وقد وصف الله حياة ابن آدم فقال : (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) فهو في مَشَقّـةٍ ومُكابَدةٍ في دنياه ، كما قال بعض المفسِّرين .

إذاً .. ما هي الحياة الطيبة ؟
وكيف تُوجد السَّعـادة ؟

اختلفت عبارات السَّلَف حول معنى الحياة الطيبة .
قال ابن عباس : هي الرزق الحلال .
وقال الحسن : هي القناعة .
وقال مُقاتل بن حيان : يعني العيش في الطاعة .
وقال أبو بكر الوراق : هي حلاوة الطاعة .
وقال القاضي البيضاوي : (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) في الدنيا يعيش عيشا طيباً ، فإنه إن كان مُوسِراً فظاهر ، وإن كان مُعْسِراً يَطيب عيشه بالقناعة والرضا بالقسمة وتوقّع الأجر العظيم . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : مَنِ أراد السعادة الأبدية فليلزم عَتَبَة العبودية .

وعلى كلٍّ هي :

حياةُ قلبٍ مؤمن بالله ، راضٍ بقضائه ، مُسْتَسْلِم لِحُكْمِه ، واثق بِوَعْدِه .

والحياة الطيبة ربما يعيشها المؤمن وهو لا يشعر بها ، وربما لا يَجِد لذّتها .
كيف ؟

ربما عاش المؤمن راحة البال ، ووجَد الأمن النّفسي ، لا يُزعجه المستقبل ، ولا يُقلقه ما في غـدٍ .
الأمن النفسي من أعظم ما يَمنّ الله به على عبده المؤمن .
ولذا قال سبحانه وتعالى : (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)
ليس فقط الأمن الاجتماعي في الأوطان ، بل حتى الأمن النفسي في نفوس المؤمنين .
وهذا يُفسِّر لنا سِـرّ سعادة الكافر إذا أسلم ، إذ وَجَـد ما كان يفتقده ، وعاش لـذّة الطاعة ، وخالطت قلبه بشاشة الإيمان .

ويُظهر لنا بِجلاء كيف عاش بعض السّلف هذه السعادة في لحظة مقْتلِه !
قال حرام بن مِلحان رضي الله عنه لما طَعَنَه الكافر الغادر : فُـزْتُ وربِّ الكعبة فكان الكافر الغادر يتساءل : أي فوز فازه وأنا قتلته ؟!

فالسعادة ليست في كأس وغانية !
وليست في مالٍ وجارية !
ولا في المراكب الفارِهة !
ولا في القصور العامِرة !

وإنما هي بطاعة الله جل جلاله .

ويُبين لنا هذا أن من العلماء من وُضِع في السّجن والقيد ، فما يزيد على أن يبتسم !
لقد كان يتذوّق طعم السعادة !
ويعتبر السجن خلوة !
والقيد وسام فخـر !

يَرى الدنيا بعين مؤمن راضٍ بقضاء الله
يجِد حلاوة الإيمان في قلبه .. ولا سبيل للوصل إلى قلبه !

يُدفع بإمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل إلى السّجن ، فما يَردّه ذلك عن مبادئه
ولا يُزحزحه عن مواقفـه
يُضرب بالسِّياط فما يشكو ولا يئِنّ
يَغتسل السّوط في جُرحه فيصدع بما يَكرهون .
لقد مَزَج مرارة الألم بحلاوة الإيمان فطَغَتْ حلاوة الإيمان ..

إن بعض الناس يشكو أنه لا يعيش الحياة الطيبة في حين أنه يعمل الأعمال الصالحة ، وهو أهنأ ما يكون في عيش وصحّة ، وأمن ورخاء .
وهذا ربما تُوجَد عنده صُورة العَمَل ، ولا تُوجد حقيقة العمل .

والفَرْق بينهما كما بين الثرى والثريّا

إن الرجلين ربما صَلَّيَا إلى جوار بعض ، وبينهما في صلاتهما كما بين المشرق والمغرب !
فَرَجُل قلبه يحوم حول العَرش يُسبِّح بِحَمْدِ ربِّـه
وآخر يحوم حول القاذورات !

قال بعض السلف : إن هذه القلوب جَوّالة ؛ فمنها ما يَجُول حول العَرْش ، ومنها ما يَجُول حَول الْحُشّ " بيت الخلاء " .

فيا بُعد ما بينهما !

والله لا يستويان لا في الصلاة والأجر ، ولا في أثَرِهَا .

فَمَن صلّى بقلبه نَهَتْه صلاته ، ورَفَعتْ درجاته ، وكفّرت سيئاته .
ومن صلّى بِبَدَنِه أجزأته !

فَمن تعلّق قلبه بالله ، ملأه الله غنىً ورضاً وطُمأنينة .
ومن تعلّق بغيره وُكِل إليه " تَعِسَ عَبْدُ الدينار و عَبْدُ الدرهم و عَبْدُ الخميصة " .

قال ابن القيم رحمه الله :

نَزِّه سماعك إن أردت سماع ذيّــاك الغنا عن هـذه الألحـانِ
لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتحــرم ذا وذا يـا ذلـة الحرمـان
إن اختيارك للسماع النازل الـأدنى على الأعلى من النقصـان
والله إن سماعهم في القلـب والـإيمان مثل السـمّ فـي الأبـدان
والله ما انفكّ الذي هـو دأبـه أبـداً مـن الإشـراك بالرحمـن
فالقلب بيت الرب جل جلالـه حُبا وإخلاصا مـع الإحسـان
فإذا تعلّـق بالسَّمـاع أصـاره عبـداً لكـل فُلانـة وفـلان
حُبّ الكتاب وحب ألحان الغنـا في قلب عبـد ليـس يجتمعـان
ثَقُل الكتـاب عليهـم لمـا رأوا تقييـده بشـرائـع الايـمـان
واللهو خـفّ عليهـم لمـا رأوا ما فيه من طرب ومـن ألحـان
قوت النفوس وإنما القـرآن قـوت القلب أنى يستوي القوتـان ؟
وألَذّهُم فيـه أقلّهـم مـن الــعقل الصحيح فَسَلْ أخَا العرفان
يا لذّة الفساق لستِ كَلَـذَّةِ الـأبـرار فـي عَقْـلٍ ولا قـرآنِ

فإن أردت المكارم فتحمّل المكارِه .
وإن أردت السعادة الأبدية فالزم عَتَبة العبودية .

والله يتولاك .