المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الجمعة : استقبال رمضان


ابو محمد
02-05-2013, 08:33 PM
خطبة : استقبال رمضان<?xml:namespace prefix = o /><o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
الحمد لله رب العالمين ، جعل شهر رمضان شهر عزة وتمكين ، وشهر خير وفتوحات للإسلام والمسلمين ، فيه يبادر إلى أداء الواجبات ، ويتناهون عن المنكرات ، ويتنافسون في الخيرات .. <o:p></o:p>
رمضان أقبل يا أولي الألباب فاستقبلوه بعد طول غياب <o:p></o:p>
عام مضى من عمرنا في غفلة فتنبهوا فالعمر ظل سحاب<o:p></o:p>
وتهيأوا لصيامه وتصبروا فأجور من صبروا بغير حساب <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ونشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، ما تقرب إليه المتقربون بأحب إليه مما افترضه عليهم ! ولا يزال المسلم يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه ، فإذا أحبه أعانه على الطاعة ، وحفظه من المعصية ، وأجاب دعوته ، فنجا وأفلح من صام رمضان ، وترك الشهوات ابتغاء رضوان الله ، قال الله عز وجل في الحديث القدسي : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) وفي رواية أخرى : ( يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصيام لي وأنا أجزي به ، والحسنة بعشر أمثالها ). <o:p></o:p>
اللهم بارك لنا فيما تبقى من شعبان ، وبلغنا رمضان . اللهم ارزقنا صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا . واجعله شهر نصر ووحدة للمسلمين وشهر ذل وخزي للكافرين <o:p></o:p>
ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا ، وقرة عيوننا ، ومهجة قلوبنا، محمدا، عبد الله ونبيه ورسوله ، أفضل من صلى وصام ، وخير من أطاع ربه واستقام ، كان يبشر أصحابه برمضان فيقول لهم : ( أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ) .. <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد ، وصل اللهم على آله الطاهرين ، وعلى أصحابه الذين آمنوا به واتبعوه ونصروا الدين ، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان وصل اللهم على كل مسلم يشد الرحال للرباط والصلاة فيه إلى يوم القيامة .<o:p></o:p>
أما بعد ، أيها المسلمون : <o:p></o:p>
حياكم الله وبياكم وحفظكم ورعاكم ،وأعزكم بالدين وأنجاكم ، وجعل الفردوس الأعلى منوانا ومنواكم .. <o:p></o:p>
بعد أيام، يقدم علينا شهر رمضان المبارك ،شهر نزول القرآن ، وشهر مضاعفة الحسنات ، وشهر ليلة القدر ، وشهر صلاة التراويح ، وشهر النجاة من النار ، وشهر الأمجاد ،وشهر التضحيات ، فنهنئ أنفسنا شعبنا الفلسطيني ، ونهنئ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، بقدوم هذا الضيف الكريم ، وأنتهز الفرصة ، لأدعو الحكام في سوريا وليبيا واليمن، إلى وقف سفك دماء شعوبهم ، ورفع الظلم عنهم ، وإعطائهم حرية التحاكم إلى شرع الله ، فإن الله عز وجل ما خلق السماوات والأرض، وما أنزل الكتب ، وما أرسل الرسل ، إلا ليحتكم الناس إلى دينه وشريعته : ( إن الحكم إلا لله ) ، والعدل ، والأمن ، والسلام ، الذي تطلبه الشعوب لا يتحقق إلا بالإسلام ، ورحم الله النجاشي ملك الحبشة ، كم كان عاقلا ، حين أعطى المسلمين في بلاده حرية الإسلام والدعوة. ولما فتح المسلمون قبرص ، فرق بين أهلها ، فبكى بعضهم إلى بعض ، قال عبد الرحمن ابن جبير : فرأيت أبا الدرداء وحده يبكي ، فقلت : ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله . قال أبو الدرداء : ويحك يا جبير ، ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره ، بينما هي أمة قاهرة لها الملك ، تركوا أمر الله ، فصاروا إلى ما ترى ، فاعتبري يا أمة الإسلام ، من مصائر الأمم التي سبقت ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) <o:p></o:p>
يا عباد الله : أصلحوا ما بينكم وبين الله وأنتم تستقبلون شهر رمضان ، فإنه لا يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ، فالأمة في ابتداء وجودها امتد سلطانها حتى أطراف الصين شرقا ، وإلى المحيط الأطلسي غربا ، وكانت بدر وفتح مكة وفتح الأندلس وعين جالوت وغيرها من وقائع الإسلام المجيدة في شهر رمضان ، ولم يكن هذا ليقع ، لولا حسن انقياد المسلمين وقتئذ لله ومنهاجه ، حيث نصروا الله تعالى بإتباع دينه ، فنصرهم على من عاداهم ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )<o:p></o:p>
يا مسلمون :في شهر رمضان ، يفتح الله أبواب الجنة ، ويغلق أبواب النار ، وتفتح أبواب السماء ، وتغل مردة الشياطين ، وهذا إن كان على حقيقته أو على المجاز ، فهو تغيير يحدثه الله عز وجل ، والله لا يفعل إلا خيرا ، ليتعلم المسلمون أن يجعلوا شهر رمضان شهر تغيير ، في أنفسهم ، وفي أسرهم ، وفي مجتمعاتهم ، وفي واقعهم وحياتهم وظروفهم ، فتعالوا يا عباد الله ، لنغير في رمضان ، تغييرا يرضي ربنا ، ونرتقي فيه بإيماننا ، فأبواب السماء تفتح في شهر رمضان ، ليتوب المذنب والمسيء ، ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا ، إنه هو الغفور الرحيم ) .<o:p></o:p>
يا عباد الله : وفي شهر رمضان تفتح أبواب الجنة ، لتحرصوا على فعل الطاعات ، ولتزدادوا من الأعمال الصالحات ، والدنيا دار عمل ولا حساب ، والآخرة دار حساب ولا عمل ، ويوم القيامة ( تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية ) فاتركوا التزاحم في الأسواق على أبواب الحوانيت ، وتزاحموا على أبواب الجنة ،قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ، وأن يؤمن روعاتكم ) <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا<o:p></o:p>
أيها المسلمون : وإن من الخير في شهر رمضان ،أن تستقبلوه بنبذ الخلافات ، وترك الخصومات ، ف ( لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا ، وكونوا عباد الله إخوانا ) إننا نطالب بتعجيل إتمام المصالحة بين أبناء شعبنا ، على أساس الثوابت الدينية والتاريخية لقضيتنا ، وهذه الفرقة والخصومة ، نكبة تضاف إلى النكبات التي أصيب بها شعبنا ، وقلت بديارنا ..<o:p></o:p>
يا عباد الله : وفي شهر رمضان ، تصفد مردة الشياطين وتغلق أبواب النار ، فغيروا ما بكم من معصية إلى طاعة ، ومن ضلالة إلى هدى، ولا يجعلوا أيامكم صومكم وأيام فطركم سواء ، احبسوا ألسنتكم وأبصاركم وأسماعكم وفروجكم وبطونكم عن كل ما حرم الله ، وعن إيذاء المسلمين ، فكل على المسلم حرام : عرضه وماله ودمه ) .. <o:p></o:p>
فانتهوا يا باعة المفرقعات عن بيعها ، فبيعها حرام ، ومالكم الذي تكسبونه بها حرام ، وكل جسم نبت من السحت فالنار أولى به ، احفظوا يا شباب المسلمين أنفسكم من المخدرات ، واحفظوا أنفسكم يا مسلمون من الزنا والتبرج والربا وسائر المحرمات ، فإن الله يقول : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ). . <o:p></o:p>
يا عباد الله : هذا رمضان قد جاء ليصحبكم فأحسنوا صحبته ، فرجوا كربات المكروبين ، واستروا العيوب ، واقضوا حوائج المحتاجين ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ).. كونوا أيها المرابطون للفقراء والمساكين وأبناء الأسرى والشهداء والأيتام ، خير مواس ومعين ، ادخلوا السرور عليهم ، وأشبعوا جوعاتهم ، وسدوا حوائجهم ، وخففوا مصائبهم ،( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) .. <o:p></o:p>
قوا أنفسكم وأهليكم نارا يا عباد الله ، مروهم بطاعة الله ، وانهوهم عن معاصيه ، وأدبوهم على آداب الإسلام ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .. <o:p></o:p>
أشكروا الله واحمدوه أن بلغكم شهر رمضان ، وأطال في أعماركم ، فطول الأعمار مع الأعمال الصالحات ، سبب في رفع درجات العبد في الجنة يوم القيامة ، وقد يكون سببا في دخول الجنة قبل الشهداء فحين مات رجلان زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكان الذي مات أولا مات شهيدا وأشد اجتهادا في العبادة من الذي مات بعده بسنة ، أري طلحة بن عبد الله في المنام أن الصحابي الذي توفي أخيرا ولم يكن شهيدا ، أدخل الجنة قبل الشهيد ، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرؤيا ، وتعجب الصحابة من ذلك ، قال عليه الصلاة والسلام :" أليس قد قلت بعده بسنة ؟ قالوا : بلى قال : وأدرك رمضان ، فقام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة ، قالوا : بلى ، قال : فما بينهما أبعد ما بين السماء والأرض ) .. <o:p></o:p>
فاتقوا الله يا مسلمون ، واعلموا أن العافية الحقيقية أن تمر أيامكم بلا ذنوب ، وأن الراحة تكون حين تدخل أقدامنا جنات النعيم ، فاجعلوا شهر رمضان ، شهر مغفرة لذنوبكم ، وشهر ستر لعيوبكم وشهر رفع لدرجاتكم ، وشهر مضاعفة لأجوركم .. أللهم إن نفوسنا تقواها وزكاها أنت خير من زكاها ، اللهم اعتق رقابنا ورقاب والدينا ورقاب المسلمين من النار ... <o:p></o:p>
يا عباد الله : إن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل ساه لاه فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة <o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
الخطبة الثانية<o:p></o:p>
الحمد لله رب العالمين ، قرب لنا أبواب الخير ، وفتح لنا باب التوبة وأرشدنا إلى طريق الجنة ، وحذرنا من النار وسبيل الشيطان . <o:p></o:p>
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة . اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم وتابعيهم إلى يوم الدين <o:p></o:p>
أما بعد ، أيها المسلمون : <o:p></o:p>
صلوا أرحامكم في رمضان وغيره ، ولا تقطعوها ، فالله تعالى قال للرحم : " من وصلك وصلته ، ومن قطعك قطعته " ، فصلوا أقرباءكم إذا قطعوكم ، وأحسنوا إليهم إذا أساءوا إليكم ، واحلموا عنهم إذا أجهلوا عليكم فتلك هي الصلة الحقيقية للرحم . <o:p></o:p>
اكظموا غيظكم يا مسلمون ، واعفوا عن الناس ، واتركوا الفحش والتفحش ، والزموا أمر رسولكم صلى الله عليه وسلم : ( فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد وقاتله فليقل إني صائم ) ..<o:p></o:p>
اقرأوا القرآن في ليلكم ونهاركم ، وصلوا التراويح ، فالصيام والقرآن يشفعان للعبد ، وقيام رمضان يغفر الذنوب ، حافظوا على الصلوات الخمس ، فإنها فريضة وركن من أركان الدين ، واجعلوا صلواتكم في المساجد ، وخاصة المسجد الأقصى المبارك ، اجعلوا يا مسلمون صلاة الفجر في المسجد الأقصى كصلاة الجمعة ، واحفظوا له حرمته ، احذروا من خلوة الرجال بالنساء ، ومن التبرج في ساحاته وأركانه ، ومن اللغو والرفث في جلساتكم فيه ، فهو مسجد رباط وعبادة ، واحذروا من التزاحم في الطرقات وعلى أبواب المسجد الأقصى بين الرجال والنساء ، والتزمن يا نساء المسلمين بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم لكن حيث يقول ( استأخرن عليكن كافات الطريق وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ، والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصبروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاءهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العالمين ) سورة آل عمران 133-136 <o:p></o:p>
واعلموا أن رمضان شهر الزرع والحصاد جميعا ، فازرعوا الأعمال الصالحة ، واحصدوها مغفرة ورضوانا من الله عليكم واجعلوا الصبر زادكم في رمضان وفي غير رمضان ، فأجر الصابرين عظيم ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )<o:p></o:p>
وخير خصال المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا <o:p></o:p>
اللهم سلمنا لشهر رمضان وسلمنا فيه . <o:p></o:p>
اللهم فرج كرباتنا ، وآمن روعاتنا ، وأقل عثراتنا .<o:p></o:p>
اللهم انصرنا على من عادانا ، وعلى من بغض علينا وآذانا .<o:p></o:p>
اللهم انصر الإسلام والمسلمين واهزم الكفرة وأعداء الدين .<o:p></o:p>
اللهم احفظ المسجد الأقصى للمسلمين ، وارزقهم الغدو والرواح إليه في كل وقت وحين . <o:p></o:p>
اللهم يسر لنا من يحكمنا بكتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم . <o:p></o:p>
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات . <o:p></o:p>
اللهم أحينا مسلمين وأمتنا مسلمين وابعثنا مسلمين يا رب العالمين <o:p></o:p>
وأنت يا مقيم الصلاة أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون <o:p></o:p>